البداية والنهاية هو عمل موسوعي تاريخية ضخم، ألفه ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفي سنة 774هـ، والكتاب مؤسس حسب معتقدات الديانة الإسلامية. وهو عبارة عن عرض للتاريخ من بدء الخلق إلى نهايته يبدأ ببداية خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصراً ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى سنة 767 هـ بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله "ثم دخلت سنة.." ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا في هذه السنة. أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل.
هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي. ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة. وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران وهي درعا حالياً في جنوب دمشق بسوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل. والأصح أنه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حالياً. انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازي الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته. قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.
تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية". كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة - انظر طبقات السبكي.
ورأى السلفية أنه كان واضحاً وجلياً أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته فكان يصرح بها ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل "البداية والنهاية" عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير. أما ما أثير حول كونه أشعرياً لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعرياً فهو شرط غير ملزم وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح. أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما ولم تكن في مقام البيان والإقرار.
أنا كنت داخل من حوالى أسبوع كده أقرا عن تفصيلة معينة عن فتنة مقتل سيدنا عثمان رضى الله عنه و أرضاه، و مستتقل الكتاب كده و خايف منه خاصة ان القضية دى شائكة و أنا علمى بها قليل جداً، لقيت فى كام قعدة كده الجزء خلص الكتاب لغته جيدة للغاية، أشد ما يميزه فى رأيه أنه يورد الأخبار بأسانيدها إلى أصحابها، و يجمع الأحاديث المسندة فى القضية إن وجدت..و ليس مجرد سرد للأحداث من وجهة نظر الكاتب كعادة كل كتاب التاريخ .. من المؤكد ان شاء الله أنى سأقراأ الجزء الحادى عشر فى الأيام القادمة و أظن أنى سأقرأ الكتاب كاملاً يوماً إن رزقنى الله العون طبعاً مضمون الجزء ده من القضايا اللى ما أقدرش أتكلم فيها نظراً لدقتها و اختلاط الأمر على أهل الرأى أنفسهم، لكن أنصح بقراءته بشدة لمن هو بحاجة إلى ضبط أحداث مقتل عثمان و ما بعدها.. و الابتعاد تماماً عن محاولة إصدار أحكام فى قضايا معقدة زى دى، و العلم بأن الصحابة و التابعين رضوان الله عليهم هم بشر يصيب و يخطئ و لا عصمة إلا لنبى و لا نبى بعد محمد صلوات الله و سلامه عليه رضى الله عن صاحبه و غفر له به
هذا الجزء يحكى أحداث الفتنة ويشرح كيف ولماذا قتل الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه مظلوما محصورا حتى منعوه الماء وواقعة الجمل وصفين وانقسام المسلمين وظهور الخوارج
📖#البداية_و_النهاية ✍#ابن_كثير 📒#الجزء_العاشر 690 صفحة 🖨#دار_هجر تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
بسم الله الرحمن الرحيم نستكمل معًا الجزء العاشر من كتاب البداية والنهاية لـ ابن كثير، مبتدءًا من سنة ستة عشر هجرية - حتى ستة أربعون هجرية، وأهم ما اشتمل عليه هذا الجزء؛ استكمال الفتوحات في عهد أمير المؤمنين - ثاني الخلفاء الراشدين - عمر بن الخطاب، حتى انتهى بوفاته رضي الله عنه مقتولًا على يد أبو لؤلؤة المجوسي - وكسر الباب المنيع الذي كان يمنع تدفق الفتن على المسلمين؛ توفي عمر يوم أربعاء لأربعِ ليالٍ بقينَ من ذي الحجة سنة ثلاثٍ وعشرين من الهجرة، فكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام. وكانت دولته حافلة بأهم الفتوحات الاسلامية.
ثم انتقل إلى خلافة عثمان رضي الله عنه، وكانت مدة خلافته اثنى عشر عامًا؛ كانت استكمالًا للفتوحات، ثم ذكر الأسباب التي أدت إلى تحالف الخوارج على قتله رضي الله عنه، والفتنة وما حدث فيها، ومن ثم قتله رضي الله عنه في بيته وهو حامل قرآن ربه، بعد أن أُحتبس في بيته وحبسوا عنه الماء،
عَن عُثمانَ بنِ عفَّانَ رضيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: يتَواعَدونِّي بالقَتلِ آنِفًا وبِمَ يقتُلونَني؟ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ "لا يحِلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ إلَّا بإحدَى ثلاثٍ رجُلٌ كفرَ بعدَ إسلامِهِ أو زنى بعدَ إحصانٍ أو قتلَ نفسًا بغيرِ نفسٍ فيُقتَلُ" فواللَّهِ ما زَنيتُ في جاهليَّةٍ ولا إسلامٍ قطُّ ولا أحبَبتُ أنَّ لي بِديني بدَلًا مُذْ هداني اللَّهُ تَعالى ولا قَتلتُ نَفسًا.
رحم الله أمير المؤمنين، وذو النورّين، الخيِّر، واصِل الرحم؛ ذهبَ ضحية الفتنة، ولين قلبه، وصلة رحمِه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كلَّما قرأتُ في فتنة مقتل عثمان، رأس الفتن، وما حدث في موقعة الجمل، والذي ذهب مقابلها عشرة آلاف من المسلمين على رأسهم طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام؛ يشتعل فؤادي، وأشعر برجفة تسري في بدني، فما بال هؤلاء ممن حضروها من الصحابة! اسحب الصور إلى اليسار.
ومن ثم ذكر ما كان من موقعة الجمل، وموقعة صفين، واختلاف معاوية بن أبي سفيان مع خلافة علي رضي الله عنه، ومطالبة الثأر لمقتل عثمان بن عفان، وإلى ما آل بينهم من حروب وقتال اشتقت بها الأمة الإسلامية إلى شقين - كان ضحيتها - خمسة وسبعون ألف مسلم على رأسهم عمار بن ياسر، منتقلًا إلى خلافة علي بن أبي طالب وما كان منه في قتل الخوارج، حتى انتهى ٱلى سنة أربعون هجرية؛ السنة التي قُتل فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
من أراد أن يفهم قصّة الفتنة التي حدثت بين الصحابة بداية باستشهاد عثمان بن عفّان على يد الخوارج -لعنهم الله- ثمّ ما تلاها من موقعة الجمل بين عليّ من جهة وبين الزُّبير وطلحة من جهةٍ أخرى، ومن ثمّ معركة صفّين بين عليّ ومعاوية -رضي الله عنهم جميعاً- فعليه بهذا الكتاب، وتتمّة القصة في الجزء الحادي عشر.. كنت أتمنّى لو أنّ الكتاب لم يكتفِ بسرد الأحداث فقط، بل أن يقوم بالتعليق عليها أيضاً وتبسيط لغتها، لكنّه بشكلٍ عامّ مفهوم.
الجزء العاشر : من سنة (16) إلى سنة (40) ويواصل فتوحات المسلمين في العراق وفارس ومصر، ثم مقتل الخطاب وتولي الخليفة الثالث عثمان بن عفان وحديث عن نصف مدة حكمه للمسلمين ثم عن النصف الآخر من مدة حكمه وكيف بدأ الخوارج في الإنقلاب عليه، وذكر الحرب الأهليه في صفين والجمل.