في نوعية كتب بتعيد وجهات النظر اللي انت اتربيت عليها منها كتاب (الحداثة الثورية) لمؤلفه (محمد الشاهد) و ترجمة الصديق العزيز (امير زكى) اللي فخور بترجمته و دقته في الهوامش.
يبدو لي محمد الشاهد انه مش مجرد مهندس لكنه معماري زي الناس اللي اتكلم عنهم مش بياخدك في مناطق هندسية كاملة وتحس بالملل لكنه بيبني سرديته الخاصة من خلال وسائل بصرية و ارشيفات مختلفة و مقارنات بين نماذج معمارية بين مصر و البرازيل و مناطق تانية.
الكتاب بيوضحلك ببساطة شديدة الاختلاف الكبير بين مهنة المهندس والمعماري و ده نقطة مهمة في الوقت اللي احنا بنخرج فيه مهندسين و كعادة الطبقة الوسطي اللي بتعبر للنعيم بوجود ابن ليها سواء دكتور او مهندس
مش بس كده الكتاب بيشوف تطورات المهنة مش في سياق اكاديمي وبس لكن ازاي تفاعلت الاكاديمية المصرية المعمارية في ظل تطورات سياسية و ازاي قدر المهنيين علي شاكلة (سيد كريم)، واللي احنا كأجيال مش عارفين عنه حاجة للأسف
بالاضافة الي المقارنة اللي عقدها الكتاب بين مشروعين زي حسن فتحي و قرية القرنة و تصورات سيد كريم وانما في النهاية كانوا ادوات في ايد النظام سواء الملكي او الناصري وبيحاولوا يوجدوا مساحات للتعبير عن تصوراتهم.
الكتاب مهم في الوقت الحالي خاصة مع تنامي المشروعات الهندسية زي الكباري واللي مش بتعبر عن روح معمارية لكن هندسية بغيضة
الفصلين التالت والرابع مهمين يستحقوا التركيز معاهم بشكل خاص لانهم جايبين معلومات مهمة منهم علي سبيل المثال: دور شركة زي قناة السويس في الإسماعيلية في عمليات البناء، والادارة المحلية خاصة لو عرفت ان الشركة كانت الحاكم الفعلي لمدينة الإسماعيلية، ومفيش شاردة او واردة الا وليها سلطة الفصل والحكم😀.