كان العنوان الأصلي لهذا الكتاب "كُنـَّاشة الكان" ، و قد تغيرت كلمة "كناشة" بخطأ من سامي فريد إلى "كناسة" ، وقد غفر يحيى حقي الخطأ - بعد زمن - إلى أن تحول الغفران إلى قبول الخطأ ووافق يحيى حقي على "استمرار" كلمة "كناسة". يتكون هذا الكتاب من مجموعة من المقالات في 3 أقسام: "من عالم الطفولة" و"من ذكريات الحجاز" و"في درب الحياة". وقد نُشرت هذه المقالات بين عاميْ 1945 و1970 في جريدتيْ "المساء" و"التعاون" ومجلتيْ "المجلة" و"الثقافة".
يُعد رائداً لفن القصة القصيرة العربية؛ فهو أحد الرواد الأوائل لهذا الفن، وخرج من تحت عباءته كثير من الكُتاب والمبدعين في العصر الحديث، وكانت له بصمات واضحة في أدب وإبداع العديد من أدباء الأجيال التالية.
وُلد يحيى محمد حقي في 7 يناير 1905، ونشأ في بحي السيدة زينب، وكانت عائلته ذات جذور تركية قديمة، وقد شب في جو مشبع بالأدب والثقافة، فقد كان كل أفراد أسرته يهتمون بالأدب مولعين بالقراءة.
تلقى تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب السيدة زينب، ثم التحق عام 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بالقاهرة، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، فالتحق بالمدرسة السيوفية، ثم انتقل إلى المدرسة السعيدية لمدة عام، ومن بعدها إلى المدرسة الخديوية والتي حصل منها على شهادة البكالوريا، وكان ترتيبه من بين الخمسين الأوائل على مستوى القطر كله، ثم التحق في أكتوبر 1921 بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وحصل منها على درجة الليسانس في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر.
عمل يحيى حقي معاوناً للنيابة في الصعيد لمدة عامين من 1927 إلى 1928، وكانت تلك الفترة على قصرها أهم سنتين في حياته على الإطلاق، حيث انعكس ذلك على أدبه، فكانت كتاباته تتسم بالواقعية الشديدة وتعبر عن قضايا ومشكلات مجتمع الريف في الصعيد بصدق ووضوح، وظهر ذلك في عدد من أعماله القصصية مثل: "البوسطجي"، و"قصة في سجن"، و"أبو فروة". كما كانت إقامته في الأحياء الشعبية من الأسباب التي جعلته يقترب من الحياة الشعبية البسيطة ويصورها ببراعة وإتقان، ويتفهم الروح المصرية ويصفها وصفاً دقيقاً وصادقاً في أعماله، وقد ظهر ذلك بوضوح في قصة "قنديل أم هاشم"، و"أم العواجز".
في عام 1991 صدر له كتاب "خليها علي الله" مبيناً علي غلافه الداخلي أنه "السيرة الذاتية لأديبنا الكبير يحيي حقي، عاشق اللغة العربية تحدثاً وكتابة وقراءة، وأحد أبرز رواد الرواية والقصة القصيرة واللوحة القلمية في الأدب العربي الحديث والمعاصر والحائز علي أكبر جائزة عالمية تمنح للعلماء والأدباء وهي جائزة الملك فيصل العالمية، التي نالها تكريماًَ وتقديراً لعطائه الإبداعي وجهوده الأدبية". نال يحيي حقي أكثر من جائزة في حياته الأدبية، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983، كما نال العديد من الجوائز في أوروبا وفي البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة؛ جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي
مجموعة مقالات نشرها يحيي حقي في أواخر حياته، فهي بمثابة كناسة لدكانه الأدبي ورحلته مع عالم الإبداع المقالات تتميز يتنوعها الشديد، بعضها وصف لذكريات من الطفولة أو الشباب، وهناك مقالات عن عالم الأدب، وبعض الرحلات التي قام بها الكاتب وشخصيات هامة قابلها في حياته بشكل عام المقالات تتفاوت في جودتها، بعضها عميق، وبعضها مجرد "فضفضة" خفيفة او استرجاع لذكريات قديمة باسلوب بسيط لكنه لا يخلو أحياناً من العمق
يبدأ الكتاب بوصف رائع لشقشقة الفجر يسترجع خلالها يحى حقى خواطر الماضي البعيـد التى ترده الى ذكريات الطفولة الدافئة والاصوات التى تعلن مقدم الفجر وترحب به صوت المؤذن صياح الديك زقزقة الطير وتسبيح الكروان ومخلوقات الليل الخفية المخيفة الغول أبو رجل مسلوخة الأخت المقيمة تحت الأرض وبغلة العشرى التى تقابلك فى ليلة مقمرة وتغريك بركوبها وتعلو حتى تبلغ السماء ثم تلقيك فتهوى وتلقى مصرعك
والبومة نذير الموت والخراب
و من الغريب اختلاف الرموز ومدلولاتها فى الشعوب و الحضارات المختلفة بينما يستطير ويتشائم العرب من البوم وصوته الذى هو نذير الموت الذى يستدعى الطفل الصغير يحى ان يظل يدعو الله ان لا يقبض الملك عزرائيل روح اى من افراد الاسرة ولا احد افراد الجيران
على النقيض تمجد الأساطير اليونانية البومة وتحيط من حولها هالة من الحكمة فهي رمزًا للمعرفة منذ أمد بعيد. بل ان نعيق البوم موصوفا فى الشعر الاوربى بانه هتاف رقيق!
كثيرة هى قصص واساطير الفلكلور المصرى فهناك طائر السقساقةالذى اذا رفرف بجناحيه فمعنى ذلك انه يحمل رسالة وكاكاة الغراب تنبىء بالفراق وتشتت الاسرة والشبب الذى اذا انقلب راسا على كعب فمعنى هذا ان احد افراد الاسرة سيخرج الى سفر وانه اذا اكل من ملح مسه برص فانه حتما سيصاب البهاق
كما يتعرض فى هذه المذكرات لايام اقامته فى الحجاز وبداية الحركة الوهابية وحضوره لاول حفلة موسيقية(كتيمى) ثم تواشيح دينية ومدحا للرسول وكيف استحث المستمعين المنشد ليصل الى قصيدة انا على دينك ليكتشف انها نسخة طبق الاصل من لحنا ولهجة من اغنية ام كلثوم انا على كيفك فهذه كانت الحيل لكسر القيود
ويجىء على ذكر الصحفى الانجليزى فيلبى او الحاج عبدالله فيلبى الاتى من بلاد الضباب لا يعرف لغتنا ولا ديننا فيجوب الجزيرة شرقا وغربا ولا يبالى بالاهوال والاخطار ويسجل ما يراه وينشره. ,والذى كان مثالا للجراة نظرته لا تنكسر ولسانه حاد قاطع والذى لم يعد الى انجلترا لانه سيعيش غريبا فى اهله
كما شهد على اول محاولة سرية للكشف على البترول 1929 عندما رافق رجل هولندى على متن الباخرة التى اقلته الى جدة
واقتراحه على وزارة الخارجية ان تجعل النجاح فى امتحان عن تاريخ الفنون الجميلة شرطا اساسيا لدخول السلك الدبلوماسى سينقل مبعوثه من مرتبة(موظف)الى(بنى ادم)
يورد فى نهاية المذكرات بعض النوادر فهو لم يستوعب مسرحية فى انتظار جودو الا بعد ما قام بقراتها للمرة الثاننية وقد بلغت درجة الحمى 39.5 فوجدها اية فى البلاغة والذكاء
واخيرا يقرا ديوان يسخر من الانواع الرديئة من الشعر الحديث
يحيى حقي رحمه الله حكاء عظيم، كاتب مريح للأعصاب إن جاز التعبير، وأسلوبه السلس العصي على التقليد، وسرده المتدفق المثير للتأمل والإعجاب يجبرك على التوقف عند أدق وأبسط تفاصيله في الكتابة ، وكذلك أدق وأبسط تفاصيل الحياة من حولك وفي داخلك.
في هذا الكتاب مقالات عن مراحل مختلفة من حياته عمادها التأمل والرصد الدقيق لظواهر ودواخل النفس البشرية، ولا يخلو الأسلوب من مرح وسخرية ومحببة إلى النفس والاستعانة بمعجم ولاد البلد في كل ما يكتب تقريبا.
بإيجاز هذه الكناسة أفضل وأنظف وأجمل من كثير مما يصب فوق رؤوسنا من كتب توضع في "واجهات" المتاجر ولا يعتبرها أصحابها أبدا كناسة ككناسة يحيى حقي، فيا ليتها تكون بمثل هذا الجمال، ويا ليتهم يفهمون أن الجمال الحق لا يهم توصيفه بقدر أهمية جوهره وفحواه.
من اول مقال تحس انك فعلا امام قامة فى الكتابة , اسلوب قوى يأسرك منذ البداية الى النهاية , لا تمل بالرغم من ان المقالات تعتبر سيرة ذاتية للكاتب ... ينتزع منك الضحكات احيانا على المواقف التى تصادفة مع القراء بارع يحي حقى فعلا
مجموعة مقالات جميلة جدا، ومعبرة جدا كتبت على مر العديد من السنوات وتم تجميعها في هذا الكتاب كناسة الدكان
أسلوب سلس جدا في سرد مواقف وآراء وأحداث حدثت له في حياته ولكن مع سهولة الكلمات، تجدها ممتعة ومتقنة الكتابة حتى أني -ولدهشتي- استمتعت جدا عندما تحدث عن الموت بالطبع لم استمتع بالموت، ولكن بالأسلوب الرائع في رسم لوحة تنقل لك المنظر والإحساس على حد سواء
يتحدث عن بعض ذكريات طفولته، عن مشاهد ساعدت في تكوين رؤيته للحياة عن سفره للسعودية عن رأيه في بعض تصرفات الناس
مقالات جميلة، لكنها ليست جميلة جداً.. قرأت بعضها بتمعن وبعضها على عجالة. استمعت بلغة الكاتب ويوة تعايبره، لكن الفحوى والموضع فقيران حقاً. أول مرة لي أقرأ ليحيى حقي، ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد
يقولون أن الكتاب الجيد هو الذي تشعر بعد قراءته أنك فقدت صديق عزيز ، هذا تحديداً ما أشعر به الآن ، ولدي رغبة قوية تدفعني لكي أنظر لبداية الطريق لأعود وأسلكه من جديد فاقرأ ليحيى حقي مرار وتكرار دون كلل أو ملل
الكتاب عبارة عن مقالات 30 مقالة كتبها يحيى حقي في عدة جرائد ومجلات وجمعها في كتاب واحد ، المقال الأول في به سيرة ذاتية للكاتب بقلمه تحت عنوان اشجان عضو منتسب ، هي سيرة ذاتية بالفعل ولكن يمكن اعتبارها عمل أدبي منفصل بذاتها لجمال وحلاوة صنعها كأنه لا يكتب بل يغزل بالحروف لنقرأ قطعة فنية غاية في الروعة والإبداع .. دُهشت لكونه من أصل تركي وغير مصري ومع ذلك يعتبر راهب عاشق في معبد اللغة العربية شديد الاندماج بتربة مصر وأهلها ، تعدت سيرته الذاتية للحديث عن تطور فن القصة في مصر وانتقالها من اسلوب الوعظ والارشاد والخطابة الى اسلوب يصلح للقصة الحديثة كما وردت من اوربا .
أعجبت بوصفه للكاتب بالبوق عندما قال: أصبحت الآن أحس إحساساً واضحاً قوياً أنني لست إلا بوقاً ، لا قيمة له في ذاته ، ولكن قيمته أن إرادة لا ندري سرها إختارته لكي تهمس منه – على تقطع – سليقة اللغة والتراث مختلطة بأشجان الإنسان منذ أعز أجدادي – ساكن الكهوف – حتى اليوم .
يدخلك عالم لم تعاصره على الإطلاق عندما يحكي لك مشقة الخطوات الأولى لفن القصة القصيرة في الأدب العربي الذي أقتبس في البداية من الأدب الغربي ، وكيف أن القصص في البداية كانت باللغة العامية ، ليس هرباً من مشقة الفصحى وحسب بل لكي يكون الأدب معبراً عن المجتمع بصدق ، ثم حدث التحول إلى اللغة العربية لأنها " الأقدر على بلوغ المستويات الرفيعة ، على ربط الماضي بالحاضر ، على توحيد الأمة العربية " .
ثم تحملك باقي المقالات في قطار من اللغة الراقية والأسلوب المُدهش والتجربة الفريدة ليوصلك لعالم يحيى حقي الأدبي المميز ، تعيش معه منذ الطفولة وشقشقة فجر أيامه في البيت وفي المدرسة ثم الجامعة ، وصولاً لعمله في السلك الدبلوماسي ، وتجربة سفره إلى جدة فيسمح لك أن ترى كيف كانت الحياة في جدة عام 1929 من خلال مذكراته عنها ، ثم سفره إلى تركيا ثم إيطاليا فتجرب معه أول لقاء يجمعه بالحضارة الغربية ، مروراً على تجربة فقد زوجته ، حتى تصل معه إلى سن المعاش .
كنت اقرأ الكتاب على مهل كأنني أشرب عصير جميل أخشى أن ينتهي قبل أن أشبع وفي نفس الوقت كنت أركز كأنني أذاكر كل لفظ يكتبه ، ضحكت وأنا اقرأ بعض المقالات وإبتسمت مع البعض الآخر لرقاقة طبعه وجمال شخصيته ، وكعادة الدنيا فكل جميل فيها ينتهي .. إنتهى الكتاب بعد أن وقعت في حب الدكان وصاحبه والكُناسة بذات نفسها .
كتاب جميل جدا باسلوب يحيى حقي السلس والمميز يحكي عن ذكريات قديمة من حياته في البدء مقدمة مختصرة عن حياته وخاصة الوظيفيةثم بعد ذلك مقالات مختلفة نشرت له ف�� الستينات عن ذكرياته القديمة من اهم مايحتويه الكتاب ذكريات حقي عن مدينة جدة والتي عمل فيه في القنصلية المصرية في بداية الثلاثينات الميلادية وهي فترة مبكرة جدا لا توجد عنها كتابات كثيرة بين ايدينا وايضا حديثه عن فلبي حيث كان يسكن بالقرب منه في جده وانطباعاته عن
هذا الكتاب هو (كناسة دكان) عمنا يحيى حقي -رحمه الله- بأسلوب لطيف وبديع يسرد لنا يحيى حقي مقتطفات من سيرته الذاتية بدءاً من طفولته وتفتح عينيه على الحياة مروراً بصباه ثم حصوله على شهادته الجامعية وعمله في صعيد مصر ثم عمله بوزارة الخارجية وزيارته لمدينتي جدة وروما وغيرهما. المقالات غلب عليها الطابع الفكاهي ولكن أحياناً كنت أشعر بملل وحشو زائد, في المجمل أعجبتني مقالاته عن حياته في مدينة جدة وكيف كانوا يتحايلون لتهريب وسماع اسطوانات المطربين وقتها.
كاتب رائع للغاية، له أسلوبه الخاص ومفردات جميلة ثرية خفيفة على القلب، ساخرة، ضاحكة، ومضحكة. لا يمكنك أبدًا أن تتردد في قراءة كلّ ما تقع عليه يداك للجميل يحيي حقي. خاصة كتب المقالات، والتجارب الحياتية الثرية الكثيرة التي عاصرها هذا المبدع اللطيف للغاية.
القراءة أعتبرها نوعًا من السفر ليس فقط لأماكن مختلفة ولكن لأزمنة مختلفة أيضًا، وهذا الكتاب سافر بي عبر زمن عرفته من مذكرات جدي ونصوصه وأمثال جدتي فوقع في قلبي حبه، ولذلك سأعيد قراءته مرة أخرى لكن مع تنحي قلبي وحنينه.
ريفيو 2 --------------- يحيى حقي الأديب اللامع والرائد الحقيقي للقصة القصيرة في مصر في القرن العشرين، بساطة لغته وجزالة عبارته هي ما جعلته رمزًا من رموز الثقافة في مصر على مدى عشرات السنوات الماضية، له عدة روايات أشهرها قنديل أم هاشم وأم العواجز والبوسطجي.
في كتابه هذا الذي نشره على مقالات في عدة مجلات ثقافية قبل أن يقرر جمعها في كتاب لتصبح جزءًا أول من سيرته الذاتية والتي سنعرض لجزئها الثاني في هذه السلسة وهو “بعنوان خليها على الله”.
عرض يحيى حقي في كناسة الدكان ما مر به في طفولته من أحداث وكيف كانت مدرسته وعلاقاته في الصغر مرورًا بتخرجه في الجامعة وعمله ويعرض أيضًا للفترة التي قضاها في بلاد الحجاز تحت نفس العنوان وينهي الكتاب بجزء ثالث بعنوان في دروب الحياة، كل الكتاب كُتِب بأسلوب ينسيك الوقت لتدرك أنك انتهيت منه في وقت قليل جدًا وتعاود قراءته من جديد.
عطية الدوحة سبتمبر 2020 ------------ ريفيو 1 ----------
هو التجربة الأولى لي مع يحي حقي. هو كاتب يتميز باسلوب تعبير قوي و كثير من كلماته بين السطور تصلح لكي تكون أقوال مأثورة جميلة.
الكتاب عبارة عن تجميع لمقالات يحي حقي. اغلبها في فترة الستينات. اعجبني الكثير من المقالات و بخاصة تلك التي تتحدث عن عمله الدبلوماسي في بلاد الحجاز في الثلاثينات.
Merged review:
هو التجربة الأولى لي مع يحي حقي. هو كاتب يتميز باسلوب تعبير قوي و كثير من كلماته بين السطور تصلح لكي تكون أقوال مأثورة جميلة.
الكتاب عبارة عن تجميع لمقالات يحي حقي. اغلبها في فترة الستينات. اعجبني الكثير من المقالات و بخاصة تلك التي تتحدث عن عمله الدبلوماسي في بلاد الحجاز في الثلاثينات
لا أذكر أني عجبت لكاتب من تلك الحقبة مثلما عجبتُ ليحيى حقي، في لغته وأسلوبه وقدرته الفذَّة على النفاذ إلى دواخل نفسه ونفوس غيره والتأمل فيما يجري حوله.
(كنت تعجَّبت من عنوان الكتاب إذا لا كلمة فيه تدل على الدكان من قريب أو بعيد، حتى علمت أنه خطأ مطبعي ممن كتب المسودة، وأصله (كناشة الكان) وقد غفر يحيى للمُخطئ ورضي بالعنوان الجديد! والكناشة معروفة، فمالكان؟)
لم اكمل الفصل الاخير من الكتاب بسبب فترة الاستعاره وكمان عندي امتحانات قريب ولما اخلص المتب اللى ورايا فى البيت الاسلوب رائع جدا وتحس ان كل جمله بذل فيها جهد رائع لتاتى بهذه الصياغه الرائعه تقييمى للكتاب انه رائع وهو من ترشيحات برنامج عصير الكتب
كناسة الدكان بقلم يحي حقى شقشقة الفجر (جمال الفجر و التأكيد عليها فى القرآن و التحفيز على دراسة الطير و عدم ترك كل العلم و التقدم للاجانب و يحكى عن نذير كل صوت للطيور) جانب الرهبة (كيف يتأثر كل حس فى الانسان بالفجر و كيف تزداد رهبته فى قلب الصغار بسبب الخيال) طائر الرهبة (البومة و ان حاسة الاذن اهم فى الخوف من حاسة البصر) رسائل من عالم مجهول (يحكى عن الخرافات التى فرض عليه المجتمع تصديقها و على رغم من عدم حقيقتها الا انها اشعلت فيه الخيال و الفضول و الروح و العقل) يمين و شمال (يتسأل الكتاب عن سبب اختيار العمل باليمين عن الشمال و يحاول تخمين السبب) هذا العالم الخفى المجهول (عالم الخفى فى البيون المصرية القديمة) الدود و الانسان (تشابه الدودة بالانسان فى اكل اكبر من حجمة و ان الانسان يأكل كل شئ فى الخروف حتى الجلد لم ينجوا منه و اصبح موده) صورة مخيفة للناس و الدنيا (الاحكام المتضادة و النظرية غير العملية مما يؤدى للارتباك و التحير و رفضة لنوعين من الحكمة عدم الاتمان الاصدقاء و الصمت) انما الدروس من حوش المدرسة لا من الفصل (النفاق و الجنس و الغريذة و الصيد و الصياد) من كناسة الذكريات(اهمية الشعر و حب الناس له و كما يقال فى الإنجليزية never meet your heros) وجها لوجهة (الالتقاء بالموت و ملاحظته بنظرة فاحصة بدون مشاعر (اختلاف الشكل و الجوهر اشخصية فى الصفات الصعبة) الموت (فقدان شخص حبيب بالمرض، لغة اكثر من روعة) حفلة موسيقية كتيمي (الموسيقى تكسر القيود) ورق، ورق ، ورق (لكل غربال له تعليقة القنصلية و زكيبة الجرائد ) بين الروبية و ريال تيريزا (تقسيم المستعمارات الى فريق الروبية (الجيش)و فريق الريال (الحالم ) و العالم العربى تحت الاحتلال ) مهم دروس و ذكريات( عبد الله فليبى) مناكفات و صغائر (عبد الله فليبيى ضد النظام الانجليزى ) يوم الحشر (يحاول الكاتب ان يكتب عن يوم الحشر و لكنه لا يستطيع من جلاله الموقف و فخامتهو لذلك تكلم عن الظروف المعيشة ) الزهرة و الاصيص (فكرة ستوتة (البنت المقاربة فى السن و لكن يعاملوها كأم) و كيف ان الزوج برجل طيب لكن كسول يقصر العمر) مزكرات فنان غشيم فى الكار (كيف ان القراءة لا تساوى التجربة و ان المزايدة فى التعلم شئ يؤدى الى تجربة الجهل و العلم فى أن واحد) اعترافات...و مضايقات (من كاتب لفنان بأسم مستعار ل لفنان معلوم لان لاحد قراء كتاباته، و تعامل الناس معه فى بداية الام و بعد الشهرة كذلك) من ٣٧.٥° ل ٤٠° (يرى البرد كفرصة للقراءة و وضع كل نوع لدرجة حرارة كتابات نجيب محفوظ > شعر > الادب السريالي) الحماقة (عدم محاول الظرف لاته ينتج فكاهة مصتنعه و عدم المبالغة فى الحماس فيؤدى الى الخطاء فى الحكم ) مجرد الظهور (يتكلم عن ظهورة فى التلفزيون و عن اثرة عن الناس و تبجيلهم لفكرة الظهور على التلفزيون من دون التفكير و نقد كلام الشخص او حتى تفحص مظهرة و اثر ذلك عليه stream of consciousness ) المهنة ("من شاف بلاوى اناس هانت عليه بلوته" اذا قيلت لمن له هم يغتاظ و لكنه يتذكرها و هو يكتب فى خانة المهنة اديب ام كاتب ام مؤلف و فى نهاية يكتب معاش على انه عايش)
قول يحيى حقى فى كناسة دكانه: «وقد عرفت مقامى منذ وعيت لهذا العرق الذى ينبض فى روحى لست من الملهمين، ولا لى صاحب فى وادى عبقر. الإلهام نور ساطع كاشف لجميع آفاق الروح والعالم، يهبط على من يختاره دون سبب ظاهر، فيتلقاه بغير سعى منه إليه، ما أبعد الفرق بين هذا النور وبين أزيز الشرارة الخاطفة التى أحس بها وهى تتقد أحياناً فجأة ثم تنطفئ لتوها، إنها لا تنير لى إلا درباً ضيقاً وسط غابة كثيفة، يؤدى إلى كنز صغير لا يفرح به إلا الأثرياء، تنطفئ هذه الشرارة وتتركنى لكى أشقى غاية الشقاء، حتى يتفصد العرق من جبينى من أجل أن أصل إلى هذا الكنز الذى رأيته – بل قل حدثته – من بعيد كأننى أنحت فى صخر، وحتم على أن أزيل عن العمل كل آثار العرق ليظن الناس أنها ولادة سهلة. إننى ممن يدخلون معبد الفن من أشد أبوابه ضيقاً وعسراً، وليست هذه الشرارة بزوارة، بهذا كنت من المقلين، أسمعهم يعيبون هذا علىّ، كأنهم يطلبون إلىّ أن أكون من المدلسين، يكفينى الصدق» لعلك تلاحظ ذلك الباب الضيق الذى ينفذ منه يحيى حقى وذلك الوصف الصادق لحالة الإبداع عنده، وهو بهذا يعتبر الإبداع عصارة تجربته ويضعه فى الصدارة ضمن كناسة دكانه. والآن بعد هذه السياحة داخل دكان طويل مفتوح، علينا أن نتساءل : هل اختلفت سيرة يحيى حقى عن السير الأخرى؟ لقد كان الاهتمام الأكبر لدى الكاتب الذى يكتب سيرته الذاتية، أن يتحدث عن نفسه وعن أسرته وحياته وربما يتحدث عن الكتابة، نجد أن يحيى حقى يخرج عن هذا الإطار ويناقش داخل سيرته كيف يكتب، ولماذا ؟! لا يقول أبداً : فعلت .. وإنما يقول : حاولنا أن نفعل، روح الجماعة مهيمنة على سيرته، يقول: «إنما الدروس من حوش المدرسة لا من الفصل». ولهذا يتجه إلى حوش الحياة، ويصوب كاميراه شديدة الالتقاط على هذا الحوش، لاحظ تلك المنمنمات الأخيرة داخل «كناسة الدكان» مثل : «وجهاً لوجه»، «الزهرة والأصيص»، وغيرها… حيث نجد فى تلك المنمنمات كل خبرات يحيى حقى مصاغة بطريقة جزلة ممتعة شديدة الاهتمام بالتفاصيل، وأيضاً مصورة كأنها فيلم تسجيلى، وقبل كل ذلك تقطر إنسانية حتى وهى تصف الموت. ويقدم لنا يحيى حقى في كتابه “مذكرات فنان غشيم في الكار” مفهومه عن المعنى الحقيقى الباقى للإنسانية الذي يورثه كل جيل إلى تاليه، إذ يقول: «ولا يهم الجيل الحاضر أن يعرف عن الجيل السابق كيف كان يأكل، وماذا كان يلبس، بل لا يهمه أن يعرف ماذا كان يقرأ، أو حتى ماذا ألف وكتب، بقدر ما يهمه أن يعرف النمو الروحى لهذا الجيل السابق، أن ينكشف له الستار ليرى من ورائه صراع النفوس مع المبادئ والمعتقدات، التحول من الشك إلى اليقين أو من اليقين إلى الشك». إن يحيى حقى يثنى على الإمام الغزالى، لأنه كتب “المنقذ من الضلال” كما يثنى على كازانتزاكس الذى روى قصة تخبط روحه فى البحث عن عقيدة فى “رسالة إلى الچريكو”، ولهذا يحدثنا يحيى حقى عن تلك الذبذبات التى أصابت روحه عندما سافر إلى روما ثم إلى باريس، وكيف استطاع الحفاظ على هويته.
ـ هذا الكتاب عبارة عن مقالات قصيرة كتبها المؤلفة في أوقات مختلفة ونشرها في المجلات والصحف المصرية، ولا أدري أهو الذي اختار لها هذا العنوان لتصدر في كتاب أم أنها جمعت بعد وفاته؟ لعل الأقرب أنه الذي فعل ذلك لأن عنوان الكتاب غريب ولا أظن أحداً يجرؤ على اختياره غير المؤلف.
ـ قرأت الآن أربع مقالات وجميعها منشورة في جريدة التعاون الأسبوعية بين عامي 1967 و 1969، وهي جريدة عمالية محدودة التوزيع والقراءة بحسب ما قرأت عنها في الأنترنت، والغريب أن ترتيب المقالات في الجريدة مختلف عن ترتيبها في الكتاب وفق تاريخ النشر المثبت أسفل كل مقالة.
ـ يتحدث المؤلف عن فجر القاهرة بهوائه العذب ورائحته الذكية ويا لهف تلك الأيام التي مضت وشد ما تغيرت القاهرة فأضحى هواؤها ملوثاً في الليل والنهار، وهواؤها الملوث لا تخطئه الثياب فكيف بالصدور التي تتنفسه!
ـ أنا من وسط الجزيرة العربية من نسل أسرة لم تغادرها منذ مئات السنين ومع هذا فإن ألوان التطير التي يرودها المؤلف عن بيئته المصرية هي ذاتها الموجودة عندنا فهل نقل أجداد المصريين طيرتهم من الجزيرة إلى مصر؟!
ـ لا يبدو في هذه المقالات أي حس إيماني بل هو حس أقرب للعلمانية منه إلى الإنسانية، وأتمنى أن أكون واهماً فصاحب "قنديل أم هاشم" وصديق "محمود شاكر" يفترض به أن يكون متصالحاً مع الدين لا متجاهلاً له ومبتعداً عنه، انظروا إلى مقال "اليمين والشمال" نموذجاً لهذا.
ـ بعض المقالات التي كتبها "يحيى حقي" في عام 1966م بدا فيها ـ وللأسف ـ يردح على إيقاع الحملات الإعلامية التي كانت تشنها أجهزة إعلام عبدالناصر على السعودية والملك فيصل.
ـ رغم روح السخرية التي يحفل بها الكتاب إلا أني أراه مملاً وسخريته أقرب إلى السخف، ولا سيما المقالات التي كتبها عن ذكرياته في جده إذ كنت أنتظر شيئاً عن جدة وأهلها فإذا به عن سلكه الدبلوماسي.
ـ قد تكون مقالة "اعترافات" من أفضل المقالات التي في الكتاب، وفيها روي ذكرياته مع الأسماء المستعارة التي كان يكتب بها في الصحافة المصرية.
كتاب لطيف بدأت به أولى مؤلفات الأديب (يحي حقي)، ذكره عبدالوهاب مطاوع في كتابة (عاشوا في خيالي) وأشار لمقالة فيه تحدث فيها المؤلف عن موقف حصل له مع بيرم التونسي. . الكتاب ذكريات ومذكرات، خواطر وأحداث، إلا أن الجزء المفضل كان في آخر الكتاب، فقد كتب فيه المؤلف ملخصًا مختصرًا عن حياته، وعن مسيرته الأدبية وأهم مؤلفاته، والكتاب مدخل جميل للتعرف على هذا الكاتب، ورحلة تاريخية مرتبطة بالمكان والإنسان. . المقالات الأولى عن ذكريات طفولته، عن شقشقة الصبح وأحلام الطفولة، ثم في منتصف الكتاب ذكرياته عن أيام عمله في القنصلية المصرية في الحجاز (السعودية) وفيها الكثير مما يُحكى ويقال، وتحدث بشكل مطول في أكثر من مقالة عن الحاج عبدالله فيلبي، البريطاني الذي أعلن إسلامه، وعن مخططاته وتحركاته وذكائه، وعن الاستعمار البريطاني ولمحة عن الوضع العربي آن ذاك، تحدث عن بعض المواقف مع الموسيقى والغناء في تلك الفترة التي تم تجريم الغناء بسبب الحركة الوهابية آنذاك، مواقف طريفة وتعليقات لطيفة. . من المقالات الساخرة التي تترك ابتسامة على شفتيك (ورق ورق ورق). . لقد افتتن المؤلف بـ (تاريخ الجبرتي) ووصفه بأنه نقل واقع الحياة المصرية بطريقة بارعة. . أشار إلى روايته (قنديل أم هشام) كأحد أبرز أعماله، وتحدث عن الظروف التي صاحبت تأليفه لها، وأشار إلى كتاب إو مقالة (حاجتنا إلى أسلوب جديد) والذي تدور حول الكتابة الأدبية وقال أنه سيحزن إن لم نلتفت إليه ونقرأه، لأن فيه أفكارًا تجديديه حول اللغة والكتابة. وأفكار المؤلف حول الكتابة تتعلق بالدقة في استعمال اللفظ، وقد أشار إلى روايته (صح النوم) لما فيها من ثراء لغوي وتعدد في استخدام الألفاظ، فقال أن فيها عدة صفحات لم يتكرر فيها أي لفظ مرتين، وأشار إلى مونولوج (التربي الذي يناجي الطبيعة) كأحد أبرز النصوص في الكتاب. كما ذكر -مما ذكر- كتاب (فكرة وابتسامة) كأحد الكتب الرائدة في مجال الطرفة والفكاهة.
كتاب كُناسة الدكان يتكون من مجموعة من المقالات في 3 أقسام: "من عالم الطفولة" و "من ذكريات الحجاز" و "في درب الحياة"، وقد نُشرت هذه المقالات بين عامي 1945 و1970 في جريدتي "المساء" و "التعاون"، ومجلتيْ "المجلة" و "الثقافة، فقام يحيى حقي بتجميعها في كتاب وأسماه كناسة الدكان، لا أعلم لم أحببت هذا الكتاب حبًا شديدًا حتى إنني قيمته تقييمًا عاليًا أكثر مما يستحق... فهل هذا لأنني شعرت بأن يحيي حقي يكتب سيرتي لا سيرته أم لأنني وجدت نفسي بين ثنايا المشاعر التي وصفها الكاتب في العديد من المواقف... حقيقةً لا أعلم لماذا؟، وقد حزنت كثيرًا عندما انتهيت من قراءة الكتاب بل إنني مضيت فترة بعد قراءتي له لا أريد قراءة أي كتاب آخر فقط أعيد قراءة الكتاب مراتٍ ومراتٍ، وقد شعرت وكأنني فقدت أحدًا ممن أحبهم بعدما أنهيت الكتاب. مقالات يحيى حقي تضم قصص من طفولته، ومواقف ومشاكل حدثت معه في مختلف مراحل حياته، ويقدم لنا تجاربه الخاصة في الحياة بأسلوبه البسيط الظريف، موضحًا ومنتقدًا كثيرًا من التناقضات التي نشأنا عليها في المجتمع المصري، إضافةً إلى العديد من الأمثال والحكم العامية وبعض الخرافات المرعبة التي آمن بها جميع المصريون إلى الآن مثل نذير الشؤم عند سماع صوت البومة واقتراب زيارة أحد المعارف عند رؤية السقساقة بقرب النافذة لأن هذا معناه أنها تحمل رسالة، وعند سماع كأكأة الغراب فهذا تنبئ بالفراق وتشتت الاسرة، والشبشب الذي إذا انقلب رأسًا على عقب فمعنى هذا أن أحد أفراد الأسرة سيخرج إلى سفر، وأنه إذا أكل من ملح مسّه برص فإنه حتمًا سيصاب بالبهاق، ويتخلل كل هذه الأحداث العديد من المقارنات بين جيله والجيل السابق له والجيل التالي. إلى جانب أسلوب يحيي حقي القوي والمتميز والسهل في القراءة والممتع والبسيط والذي بدوره أضفى على الكتاب رونق خاص به وقيمة لا توجد في أي كتاب، والتقييم: 10 من 10.
القراءة الثالثة (أم هي الرابعة؟) للسهل السلس يحيى حقي. مجموعة مقالات يصنفها تحت ثلاثة أجزاء، الأول عن طفولته، الثاني عن ذكرياته في الحجاز حين كان يعمل دبلوماسيًا هناك، والثالث مقالات منوعة تشبه خواطر من الحياة اليومية.
أحب كتب المقالات ولكن لاحظت كيف يقع الكثير من الكتاب في خطأ التكرار عند إعدادها، وهو ما حصل هنا في هذا الكتاب. أزعجني تكرار الأفكار في الفصل الأول، الذي تناول طفولة الكاتب، وكدت أترك الكتاب عنده.. لكن يسعدني أنني أكملت.
الفصل الثاني ممتع جدًا وطريف، أحببت وصف يحيى للحجاز ومغامرات المقيمين هناك للتوصل لطريقة لسماع الغناء والموسيقى، حيث كان تداول الاسطوانات ممنوعًا تمامًا وقتها في الحجاز. أحببت وصفه للمستشرقين الإنجليز وإعجابه بدهائهم وعزيمتهم لفهم شبه الجزيرة العربية، التي كانت مختلفة تمامًا عن وطنهم.
كان الفصل الثالث مسليًا أيضًا.. ظهرت فيه شخصية يحيى اللطيفة الساخرة في نفس الوقت، فهو لا يتحرج من السخرية من نفسه، ولا من إخبا��نا عن خطأ وقع فيه في شبابه، ولا يتحرج من توجيه العتاب اللطيف لأحد زملائه دون تجريح. فعلًا "روحه خفيفة".
لعل مقالي المفضل كان "من 37,5 إلى 40"، يخبرنا فيه عما ينصح بقراءته في المراحل المختلفة للإصابة بالحمى. وجدته مسليًا ومختلفًا.
كناسة الدكان، العبقرية في اختيار الاسم وحدها تكفي لكي تميز هذا الكتاب، فالكتاب بالفعل يشبه ما تبقى في الدكان من أشياء غير مترابطة، مجموعة مقالات سيرة ذاتية، البداية كانت جيدة جداً ومحفزة ولكن هذا المستوى الرفيع لم يلبث أن يخبو في باقي المقالات التي كانت حكايات متناثرة بلا تنظيم، لا أحبذ الكتب الذي يكون قوامها مجموعة مقالات مشتتة كتبها المؤلف على فترات متباعدة ثم يضمها في كتاب واحد، وددت لو كتبت هذه السيرة الذاتية بشكل أكثر تنظيماً كما فعل الدكتور عبد الوهاب المسيري في سيرته الذاتي البديعة خاصة أن حقي صاحب تجربة تستحق التدوين وعلى العموم الكتاب فيه الكثير من الفائدة لأن مؤلفه هو الكاتب الكبير يحيى حقي وهذا يكفي
مقالات نشرت في المجلات ثم جمعت في هذا الكتاب عن مراحل مختلفة من حياة الكاتب. يبدأ بذكريات الطفولة عن الطيور و الأصوات المألوفة والخرافات الشعبية التي تأثر بها ثم تعليمه حتى التخرج و سفره للحجاز و مشاهدته للوهابية و اكتشاف البترول و دور بريطانيا في هذا الوقت للسيطرة. ثم يحكي باختصار عن سفره لإيطاليا و تركيا وفرنسا. رحلة حياة تفتح نافذة على الدنيا في النصف الاول من القرن العشرين. أسلوب عذب و كلمات سهلة مختارة بعناية.
مجموعة من المقالات عرّفتني إلى يحي حقي. صحيح، أني تجرعتها بسرعة، لكنها راقت لي، ولا سيما كم البوح فيها، البوح الذي لطالما قدرته من طرف أي كاتب يعبر للقراء عن دواخله، من دون "رتوش". في المقالات، حنكة التكثيف، وقوة اللغة، ومتعة القراءة. ربما لو كانت المدونات، التي عرفناها مع ثورة الإنترنت شائعة زمن السبعينيات، لكانت مدونة حقي في المقدّمة.
متعة أدبية لا تضاهى ورقي أدبي وفكري وأخلاقي وتشعر أنك تجلس في حضرة أستاذ كبير وأديب عملاق المقالات تناولت موضوعات قد تبدو بسيطة ولكن تناولها بأسلوب يحيي حقي رحمه الله جعلها ليست ككل مقال يكتب استمتعت جدا به ككل كتابات هذا الجيل الرائع
كناسة الدكان ليحيى حقيقي، مقالات متنوعة في ١٩٢ صفحة، هي خلاصة تجربته الكتابية.. يقال أن أصل عنوان الكتاب كان "كناشة، فبدل بخطأ من الناشر إلى كناسة" وتقبل يحيى حقي هذا الخطأ.. تنقسم المقالات، إلى عالم طفولته، ذكرياته في الحجاز، وفي درب الحياة، بلغة رشيقة ظريفة..