إذا كنت من محبي انسكاب دلاء المياه الباردة فوق رؤوس أبدال القصص من فرط الإحراج، واحمرار وجوههم من الخجل، وصعود الدماء إلى رؤوسهم من الغضب، وفغر أفواههم من الدهشة، وخفقان قلوبهم وشعورهم بالقشعريرة الناتج عن اضطراب مشاعرهم، إذا كنت من محبي الحوار بالنظرات، إذن تلك الرواية ستناسبك بشدة.. لن أصنف لك الرواية لكي لا أعطيك شعورا مسبقا تجاهها، ولكن ما أعدك به أنك.. ربما تجدها مختلفة..
أحبت الفن فدرسته.. تعلقت بهندسة الديكور فصارت تخصصها، عشقت العمارة الذكية والتقنيات الخضراء، فاستكملت دراساتها في ذات المجال، تمنت يوما نقل خبراتها للجميع، فاحترفت العمل الأكاديمي، تعلق قلبها بالطبيعة فصار التصوير رفيق وحدتها... ومن بين هذا وذاك ظلت الكتابة هوايتها التي طالما رافقتها حيثما ذهبت، فقررت المزج بين ما تعلمته وقرأته ودرسته وشاهدته... ترى هل يصبح ذلك المزيج يوما ما عصيرا طازجا يروي عطش القراء؟!
عدد صفحات الرواية: ٥٠٥ صفحة، و قد يرى البعض ان هذا عدد كبير من الصفحات و لكن منذ ان تبدأ القراءة ستأخذك الرواية و الكاتبة إلى آفاق جديدة و تحس معها انك لن تستطيع ان تترك الرواية حتى تستكشف العوالم الجديدة و تتابع الاحداث بشغف.
النوع الأدبي للرواية: فانتازيا
الغلاف: تصميم الغلاف يوحي بالغموض و خصوصًا اللون الاحمر للسماء الذي اكتشفت انه عالم جديد من خيال الكاتبة و لكنه عالم جميل لابد من قراءة الرواية لمعرفة سبب اللون.
القصة: قصة خيالية رقيقة مهذبة المشاعر و عميقة الفكر عن عالمين مختلفين احدهما نعيش فيه و الاخر ربما يود كثير منا خصوصًا من جيل الثمانينات الذي عاش هذه الاحلام و المتغيرات حتى نكتشف في النهاية كيفية تصاعد الأحداث. و اذا كنت من عشاق كتابات الكاتب أحمد خالد توفيق فأنت وجدت ضالتك في رواية تحمل الكثير من هذه الروح في القصة و السرد و وصف الشخصيات.
الشخصيات: جود و خالد أهم الشخصيات في الرواية عن نفسي وجدت ان شخصية البطله جود تعبر كثيرا عن احلامي و عن البيئة و الزمن الذي عشت فيه و اتمنى ان اعيش فيه. أما البطل خالد فهو شخصية محيرة قد تكون مثالية و لكن ربما هذا ما نود ان نراه في الشخصيات التي نتعامل معاها.
الكاتبة حرصت بكل امانه على نقل الاقتباسات و كذلك توضيح المعلومات أو المصطلحات حتى تسهل على القارئ طريقة سرد الرواية
في النهاية انصحكم بشدة بقراءة الرواية و معك كوب قهوتك او مشروبك المفضل في ركن خافت كغذاء للروح و العقل و الجمال بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.