نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر ومعه حاشية: القاسم بن قطلوبغا (ت.879هـ) حاشية ابن أبي شريف (ت.906هـ) حاشية: إبراهيم الكوراني (ت.1101هـ)
الصورة : مخطوطة من كتاب "تسديد القوس مختصر مسند الفردوس" بخط مؤلفه ابن حجر العسقلاني احتل الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني مكانة مرموقة في تاريخ الفكر الإسلامي، وتعد مؤلفاته واحدة من أمهات الكتب والموسوعات العلمية التي تقوم عليها المكتبة الإسلامية، وابن حجر واحد من علماء المسلمين الموسوعيين الذين كتبوا في علوم الإسلام المختلفة، فنبغوا ووصلوا فيها إلى القمة.
نسب ابن حجر العسقلاني هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني الشافعي المصري القاهري المولد والمنشأ والدار والوفاة. المعروف بالحافظ ابن حجر العسقلاني. مولد ابن حجر العسقلاني ولد ابن حجر –رحمه الله- في الثاني والعشرين من شعبان سنة 773 هـ ، في منزل كان يقع على شاطئ النيل، بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد، وظل ابن حجر –رحمه الله في بيته هذا حتى انتقل منه في أواخر القرن الثامن الهجري إلى القاهرة، حيث تزوج بأم أولاده فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته المنكوتمرية داخل باب القنطرة، بالقرب من حارة بهاء الدين، واستمر بها حتى مات [4].
أسرة ابن حجر العسقلاني نشأ ابن حجر في أسرة تشتغل بالعلم وتشجع عليه، فقد اشتغل أبوه بالعلم والفقه ومهر بالآداب، موصوفاً بالعقل والمعرفة والديانة والأمانة ومكارم الأخلاق ومحبة الصالحين والمبالغة في تعظيمهم، وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم، ولابن حجر أخت اسمها (ست الرَّكب)، قال عنها ابن حجر: "كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء، وهي أمي بعد أمي"، ويذكر ابن حجر –رحمه الله- أن له أخًا من أبيه، قرأ الفقه والفضل،وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة، فحزن عليه والده حزنا شديدا، وذكر ابن حجر –رحمه الله- أن والده حضر إلى الشيح يحيى الصنافيري، فبشَّره بأن الله تعالى سيخلف عليه غيره ويعمره، فكان مولد ابن حجر- رحمه الله- بعد ذلك بقليل. وذكر السخاوي أن الشيخ الصنافيري بشَّر والد ابن حجر –رحمه الله- بقوله: "يخرج من ظهرك عالمٌ يملأ الأرض علمًا" [.
نشأة ابن حجر العسقلاني نشأ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- في أسرة تحب العلم وتشجع عليه، وهذا قدر الله له أن يهيئ له جوًا علميًا وبيئة صالحة تأخذ بيده إلى العلم، حتى صار له شأن عظيم بين الناس، وشاء الله -تعالى- كذلك أن ينشأ ابن حجر- رحمه الله- يتيمًا أباً وأمًا، فحُرم من عطف أبيه وعلمه كما حرم من حنان أمه، إلا أنه –رحمه الله- تغلب على ظروفه وكافح في حياته حتى نال السؤدد بين الناس بالعلم والحديث. نشأ ابن حجر –رحمه الله- مع يتمه في غاية العفة والصيانة والرياسة في كنف أحد أوصيائه زكي الدين الخروبيّ، وهو من كبار التجار في مصر، ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد [6]. وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. واصطحب الزكي الخروبي ابن حجر معه في الحج عند مجاورته في مكة أواخر سنة 784هـ، وفي سنة 785 هـ أكمل ابن حجر اثنتي عشرة سنة، ومن حسن حظه أن يكون متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة، فصلى بالناس التراويح في تلك السنة إمامًا في الحرم المكي. ويمكن أن نستقرأ من هذه الأخبار بوادر نبوغ الحافظ ابن حجر المبكرة، والتي تتمثل في إتمامه القرآن صغيرا وإمامته للناس في الحرم المكي وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وهو سن ربما يعتري الأطفال فيه رهبة وخوفا، إلا أن نبوغ الطفل الصغير وذكائه وحسن تربيته ونشأته أهلته لأن يكون كذلك في غاية النباهة والثبات. وبعد رجوع ابن حجر –رحمه الله- مع وصيه الخروبي من الحج سنة 786 هـ حفظ عمدة الأحكام للمقدسي وألفية العراقي في الحديث والحاوي الصغير للقزوينبي ومختصر ابن الحاجب في أصول الفقه ومنهج الأصول للبيضاوي، وتميَّز ببين أقرانه بقوة الحفظ، فكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير من مرتين الأولى تصحيحا والثانية قراءة في نفسه ثم يعرضها حفظا في الثالثة ، ويذكر السخاوي أن حفظ ابن حجر –رحمه الله- لم يكن على طريقة الأطفال في المدرسة، وإنما كان حفظه تأمُّلا على طريقة الأذكياء. وظل ابن حجر في كنف وصيه يرعاه إلى أن مات الزكيّ الخروبي سنة 787هـ، وكان ابن حجر قد راهق، فلم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلة. وفي سنة 790 هـ أكمل ابن حجر –رحمه الله- السابعة عشرة من عمره، فقرأ القرآن تجويدا على الشهاب الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. وفي هذه الفترة انتقل ابن حجر –رحمه الله- إلى وصاية شمس الدين بن القطان المصري فحضر دروسه في الفقه والعربية والحساب، وفي سنة 793هـ نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها، حتى أنه لا يكاد يسمع شعرا إلا ويستح
تم بحمد الله الكتاب بعد رحلة طويلة معه أشبه بالنزهة كانت بصحبة شرح الشيخ أحمد السيد _ حفظه الله وبارك في علمه_ https://www.youtube.com/playlist?list... كان شرحاً مختلفاً بطريقة رائعة ومنهجة متميزة يصحبها ببعض الأمثلة التطبيقة وبقراءة شيء من كتاب الإمام ابن الصلاح.
اللهمّ لك الحمد أن أتممت علينا هذه المرحلة، اللهمّ نسألك العلم النافع والعمل الصالح آمين.
لا أدري لماذا، لكن بعد الصفحة 192 ظهر نفس النص المقروء، ولكن بدون التعليقات! -فلم احتج لقراءته من جديد- هذا المدخل إلى مصلطح الحديث -عند أهل السنة- رائع، لم أكن أعلم عن كل تلك التقسيمات التي وضعها العلماء في أحوال الحديث، ولا تلك التي وضعوها في أحوال الرواة، تلك المجهودات تستحق الافتخار بها أمام الخلائق. كم هو مخجل عندما نشك في تلك العلوم من باب ظنية السنة -وتعني خلاف العصمة وليس الترجيح المجرد الذي يفهمه العوام- ولا نبحث لإزالة شكوكنا، وكأن العلماء يهذون بأي كلام. كل لا قرآني أو مشكك -وكلنا يعترينا الشك- يحتاج فقط لتصفح الكتاب ليعلم أن الأمر أعمق من ما يظن، والجهد لا يقاربه أحد اليوم، وأن هناك من اليقين ما يزيل الكثير من شبهاته.
كان من مقررات البناء المنهجي علينا بالإضافة الى شرح الشيخ احمد السيد -الله يرضى عنه- على الكتاب، كان شرح الشيخ ماتع جداً جداً، تجعلك تصاب بالدهشة وتقف امام علم الحديث مُجلاً عارفاً جهلك وقدر نفسك ومكانتك، داعياً لأئمة الحديث شاكراً لهم ولجهودهم الجبارة ليصل إلينا كلام رسول ربنا صلى الله عليه وسلم كما قاله قبل ألف واربعمئة عام!
رضي الله عن شيخنا السيد وجزاه خيراً ورحم ابن حجر وعلماء الحديث جميعا وغفر لنا ولهم وجمعنا بهم في عليين اللهم آمين
كان هذا الكتاب هو المقرر للمرحلة الثالثة من المستوى الثاني في البناء المنهجي مع شرح مطول للنزهة يقدمه أستاذ أحمدالسيد. ما يميز ابن حجر هو دقته في العناية بالمصطلح فما يقصده ابن حجر دائم واضح ودائما له تعاريف محددة لا تحتاج منا لشروحات طويلة، النخبة متن عبقري فأن تشرح مصطلح الحديث كله في أسطر يمكن حفظها يبين مدى اجتهاد وعناية ابن رجب. هناك شروح عديدة للنخبة ولكن النزهة أقربها للقلب لأنها ربما بقلم من كتب النخبة ولا أجمل من أن يشرح الكاتب نفسه مقاصده. ولكن وكما يقال دائما عند دراسة مصطلح الحديث هذا العلم ليس علما مقيدا في المصطلحات كما يشرحها ابن حجر فما هذا إلا مدخل، وعليك للتعمق في العلم أن تعي جيدا ما يقصده المتقدمون من المصطلحات التي قد لا تتشابه مع ما يقصده ابن حجر.