ثلاثون مجلساً من الإشراقات القرآنية سلامٌ على القلب..🤍 ما أن تتدبر الآيات البينات حتى تستشعر لذة الوصل بالله تبارك وتعالى ، لم تعد تلق بالاً بالدنيا فهى تغدو في ناظريك متاع قليل..عرض زائل ، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها " ، أريت دنو قدرها فهى لا تساوي إلا القليل ، وعندئذٍ يصبو القلب إلى نعيم الجنة الدائم والتي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر... هذا هو حال من يتدبر كتاب الله العزيز ويمعن النظر ويُعمل الفكر ويتذوق حلاوة الفهم والعلم... لأول مرة أدرك بأننا نؤثر واقع مشهود " الدنيا " على غيب موعود " الجنة " ، ونغفل بأن الوعد من الله فالأولى منا التصديق واليقين.... لقد توقفت طويلاً عند تدبر قول الله تعالى " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّونَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ " جاء المولى تبارك وتعالى بالتذوق للموت لأن يحصل به حق اليقين.. واستيفاء الأجور يوم القيامة ، وقد يوفى لك في الدنيا ويدخر لك زيادة في الآخرة... ألا تتفق معي بأن كمال الاستيفاء بالآخرة مطمئن ، لن يضيع عمل مخلص ولا قول طيب.... وفي التعبير بزحزح تمام البيان والجمال ، فالنار قد حفت بالشهوات ولا يكاد ينصرف عنها المرء إلا بأن يتزحزح أرأيت كيف أنها تفيد الإقبال على الشهوات ميلاً والانصراف بتثاقل ، لابأس وإن لم يكن سريعاً فلقد انصرفت وبهذا تنجو من المرهوب وتحصل على المطلوب ألا وهو الفوز بالجنة.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين لنا بأنك تتزحزح عن النار بالإيمان بالله واليوم الآخر وتأتي الناس بما تحب أن يؤتى اليك... متاع الغرور...يغتر بها من يركن اليها يظن بأن لا دار سواها ولا معاد ، كمن يغتر بها فيترك ما بقى ثم يفنى المتاع ويزول... جمال اللفظ القرآني آسر آخاذ....فإن أردت أن تنهل المزيد من المعين فعليك بتدبر كتاب الله الكريم ... اسأل الله لي ولكم أن يوفقنا لعمل الصالحات والتوبة قبل الممات....آميين
قال ابن القيم: "إن في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لايزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور لمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً"