لا يبدو أنّ في جعبة المحبّ شيئًا أفضل من "الرسائل" التي تخطها يده لحبيبته، ولا غرابة أن هذا فعل الكثيرين من الكتّاب والأدباء في كل وقت ومكان، و "كافكا" سبق الكثيرين من زمن طويل جدًا في كتاباته لميلينا. كافكا الذي أحب فتاة تختلف عنه في العرق والدين والقومية رأى أن قلمه ربما يكسر هذا كله، ووجد أن خير ما يفعل هو أن يكتب ويكتب، وأن يجمع رسائله لها لغرض لعله هو نفسه لم يفهمه! وفي رسائله لها تخلى كافكا عن كل قناع ممكن وبدا هشًا مسكينًا كما يبدو أي حبيب أمام حبيبته، "كافكا" هنا محب بائس، خجول رقيق، وكاتب عذب كما اعتاد أن يكون.
Prague-born writer Franz Kafka wrote in German, and his stories, such as "The Metamorphosis" (1916), and posthumously published novels, including The Trial (1925), concern troubled individuals in a nightmarishly impersonal world.
Jewish middle-class family of this major fiction writer of the 20th century spoke German. People consider his unique body of much incomplete writing, mainly published posthumously, among the most influential in European literature.
His stories include "The Metamorphosis" (1912) and "In the Penal Colony" (1914), whereas his posthumous novels include The Trial (1925), The Castle (1926) and Amerika (1927).
Despite first language, Kafka also spoke fluent Czech. Later, Kafka acquired some knowledge of the French language and culture from Flaubert, one of his favorite authors.
Kafka first studied chemistry at the Charles-Ferdinand University of Prague but after two weeks switched to law. This study offered a range of career possibilities, which pleased his father, and required a longer course of study that gave Kafka time to take classes in German studies and art history. At the university, he joined a student club, named Lese- und Redehalle der Deutschen Studenten, which organized literary events, readings, and other activities. In the end of his first year of studies, he met Max Brod, a close friend of his throughout his life, together with the journalist Felix Weltsch, who also studied law. Kafka obtained the degree of doctor of law on 18 June 1906 and performed an obligatory year of unpaid service as law clerk for the civil and criminal courts.
Writing of Kafka attracted little attention before his death. During his lifetime, he published only a few short stories and never finished any of his novels except the very short "The Metamorphosis." Kafka wrote to Max Brod, his friend and literary executor: "Dearest Max, my last request: Everything I leave behind me ... in the way of diaries, manuscripts, letters (my own and others'), sketches, and so on, [is] to be burned unread." Brod told Kafka that he intended not to honor these wishes, but Kafka, so knowing, nevertheless consequently gave these directions specifically to Brod, who, so reasoning, overrode these wishes. Brod in fact oversaw the publication of most of work of Kafka in his possession; these works quickly began to attract attention and high critical regard.
Max Brod encountered significant difficulty in compiling notebooks of Kafka into any chronological order as Kafka started writing in the middle of notebooks, from the last towards the first, et cetera.
Kafka wrote all his published works in German except several letters in Czech to Milena Jesenská.
"قصة حب تحت أستار الظلام" هو اختصار الرسائل بين فرانز كافكا اليهودي وميلينا التشيكية المتزوجة، يبدو من الوهلة الأولى أنها قصة حب ميؤوس منها، فالحب المشوب بالخوف لابد له من نهاية، فبعد أن كانا يتراسلان يوميًا باعد بينهما المرض لأكثر من عام، ثم عادت الرسائل على استحياء أظهر جفاف نبع الحب الذي كان بينهما.
"أعلم تمامًا ميلينا أنكِ كنتِ قراري الصائب حتى آخر أيام عمري"
كانت هذه تجربتي الثالثة في قراءة تلك الرسائل التي لم أفهم سبب شهرتها حتى الآن، فما هي إلا رسائل يتبادلان فيها الأخبار وليست رسائل حب مليئة بالمشاعر والأحاسيس كما كنت أعتقد. أما بالنسبة للترجمة -والتي كانت سبب في عدم إكمال قرائتها سابقًا في ترجمتين مختلفتين- فهي هنا بترجمة هبة حمدان وهي أفضل من سابقتيها، ولكن في المجمل معظم الرسائل غير مفهومة وغير مترابطة وقد ضغطت على نفسي كثيرًا لاستكمال القراءة، فقمت بقراءة المئتي صفحة الأولى كاملةً رغم ما فيها من تخبط وتكرار وعدم فهم، ثم قمت بقراءة بعض الرسائل في المئة صفحة الأخيرة .وحمدت الله على الانتهاء منها
في رأيي تكفي المقدمة لنعرف قصتهما فقراءة الرسائل لن تفيد بشيء ولن تزيد شيء .عن المكتوب فيها
"ما تمثلينه لي يا ميلينا يتجاوز العالم الذي نعيش فيه، شيء لا تعبر عنه الرسائل والكتابات التي كتبتها لكِ، فلم تجلب لنا تلك الرسائل إلا العذاب، ولو لم تسبب العذاب لسببت ما هو أشد منه، فهي لا تفعل إلا أن ترتب يومًا كيومنا في جموند، أو تخلق سوء تفاهم جديد، وإذلال لم يكن بالحسبان، أتمنى أن أراكِ بالوضوح الذي كنتِ عليه يوم رأيتك في الشارع، فالضوضاء الناتجة من الرسائل باتت أشد من الضوضاء الناتجة من "الشارع
I feel like i am reading some other person's Dms لم أشعر و أنا أقرأ هته الرسائل أني أقرأ أدبا خلق ليقرأه الآخرون، طوال الوقت شعرت بأني متطفلة، دخلت بيت ميلينا خفية و سرقت رسائلها. لم يكن يفترض بهذه الرسائل أن تنشر، ولا أن يقرأها أي شخص عدى من وجهت إليه. و لكن تحفظي لم يكن على الرسائل فقط، بل حتى علاقة كافكا بميلينا كانت موضع عدم راحة لي، إنها علاقة بين رجل غير مسؤول و بين صبية خائنة، لا يوجد ما يشد في هذه العلاقة على الإطلاق. أكره أني أملك إلتزام عدم التخلي عن الكتاب مهما كان سيئا، و إلا لكنت قد تخليت عنه منذ زمن.
الحمدلله أخيراَ انتهيت من قراءة ذلك الكتاب المتعب نفسياً وذهنيا ذلك الكتاب ما هو إلا مضيعة للوقت، شهران من القراءة في ذلك الكتاب لم أخرج منهما سوى بالتوتر والارهاق لإني لست قادراً على الانتهاء من ذلك العك ( مش بحب اسيب الحاجة الا لما اكملها)
الكتاب بلا هدف ولا أعلم ما سبب شهرته وعشق الناس له أولا رسائل كافكا إلى ميلينا ليست برسائل الحب الغارقة في الرومانسية، انما هى رسائل خبرية يعلمها بأخباره ويرد بها على رسائلها والشئ الأغرب في ذلك هو وجود رسائل كافكا وعدم وجود رسائل ميلينا، فالموضوع لا يوجد به ما يُفهم، فكيف لي أن أقرأ الرد دون السؤال أحب هنا أن ألوم على ذلك الشخص الذي جمع تلك الرسائل الشخصية ليضيع بها أوقاتنا
إذا كنت ترغب بقراءة الكتاب أنصحك اقرأ المقدمة فقط المتمثلة في أول 50 صفحة
المشكلة الدائمة مع أدب الرسائل انها محادثة من طرف واحد. على الرغم من رومانسيتها إلا أنني لم أرتبط بالأحداث، بكافكا أو بميلينا كما ينبغي لأنني لا ارى ردود ميلينا فتفتح الكثير من المواضيع في رسالة ثم تبقى بلا اجابة في التالية وهكذا تتوالى الرسائل ما اشعرني بكثير من الملل باستثناء بعض الرسائل المترابطة بالإضافة إلى ذكر الكثير من الاشخاص في المراسلات بدون أي تنويه او تعريف بسيط لدورهم في حياة كافكا او ميلينا من الناشر او المترجم.
اختصر رسائل كافكا الرائعة المؤلمة الى ميلينا في هذه الأسطر:
" إنني ألف وأدور لأكتب لك شيئًا لا يمكن كتابته، وأشرح لك ما لا يفسر، ان اخبرك بما يسكنني وينخر عظامي؛ انه الخوف الذي تحدثت معكِ فيه كثيرًا وهو نفسه الخوف الذي تخلل كل حياتي وامتدت يده لكل شيء والذي تتشابه التوافه مع العظائم، إنه الخوف متشنج لا يفهم منه كلمة، لعله ليس مجرد خوف إنما شوق وانجذاب لكل ما يسبب الخوف بداخل قلبي ".
كنت منذ قرأت رسائل كافكا لميلينيا وأنا في شوق لزيارة براغ. لذا في ٢٠١٨ قبل أن أقابل براغ، ابتعت مجموعة المؤلفات الكاملة لفرانز كافكا، في محاولة مني لتهيئة نفسي لمقابلته. مع أنني كنت قد قرأت معظم كتبه أيام الدراسة الجامعية. ما زلت أذكر المسخ التي قرأتها على طاولة قديمة مهترئة في زاوية من زوايا مكتبة الجامعة الأردنية. لم أحب كافكا حينها، ولهذا قرأت كتبه في المكتبة، ولم أحاول استضافتها في منزلي أبدا. كل شيء عن براغ كان ليكون أسودا سواد أدب كافكا لولا ميلينيا. في رسائله إلى ميلينيا عرفت رجلا آخر، حقيقيا وبروح مشعة. كان مزاج كافكا المتقلب في رسائله يذكرني بنفسي. لكن لم تكن يوما كتابة الرسائل بالنسبة لي بالسهولة التي وصفها كافكا في رسالة إلى ميلينيا، حيث اعتبر أن هذه السهولة هي التي جلبت الدمار إلى أرواح الناس. إن كتابة الرسائل هي لحظات من تلاقي الأشباح فهي استحضار لشبح المتلقي و شبح المرسل ليتجسدا في كلمات الرسالة. لكني أتفق معه في أن كاتب الرسالة يستطيع أن يميز الحقائق من خلال الذي يكتب له. ذلك اليهودي الذي يعيش في التشيك وتلك الألمانية، استطاعا أن يحولا هذه العقبات والاختلافات إلى نوع خاص من التوافق الروحي البعيد عن كل ما يحكم الأجساد. بالنسبة إلى كافكا، كانت (م) و (م) فقط هي التي تنير له العتمة. إن الرسائل بحد ذاتها لم تكن تمثل مرحلة من مراحل علاقتهما، بل كانت هي الحب بحد ذاته بينهما. لكن كافكا كان قد عانى طويلا في حياته مع مرض السل وتجاربه العاطفية أيضا. وقد كتب مرة لميلينيا أن الرجل يعاني أكثر في تجاربه، لأنه صاحب القرار، ولم يقصد هنا أن المرأة لا تعاني، لكنها عادة ما تكون مغلوبة على أمرها وتتصرف وكأن الأمر محتوم عليها دون أن تكون طرفا فيه. لقد حُمت حول براغ لعامين، تماما كما وصف كافكا حومه حول رسائل ميلينيا قبل أن يقرأها، مثل حوم الفراشات حول الضوء، ليحرق رأسه عددا من المرات. لأنه يوجد نوعين من الرسائل: الأول الذي يتشربها المرء كما الماء، والأخرى التي يبدو عليها الرهبة. ثم حين سافرت إلى براغ أخيرا، احترقت. كانت قبلها كل الكتابات تبدو لي عقيمة، تماما كعقم أمل كافكا في لقاء ميلينيا قبل الموت. هو كان يعتبر أنه لا يستطيع أن يكتب عن شيء إلا يخصه هو وميلينيا، لكن في اللحظة التي وصلت فيها براغ نفضت عني آخر ذرات كافكا الكئيب. لأستقبل كافكا الذي قال مرة لميلينيا: (لا تستهيني بالقوى التي يعطيني إياها قربك). كذلك حالي حالما اقتربت من براغ، ارتعش قلبي حال لقائي بنهر فولتافا المتلوي، لأمشي معه الهوينى. اشتهيت أن أمشط شوارعها شارعا شارعا، زقاقا زقاقا، لأعيش الدهشة في كل التفاصيل، حتى أصل جسر تشارلز وقت الغروب لأودع الشمس هناك وأنا جالسة على أحد أسواره، نور الشمس وقت الغروب كما الوهج ينير الأرض، ويجذبني إليه، لكنه لا يجذب أولئك المنعكفين على أنفسهم، إنما من يستطيعون الرؤية. يهدأ العقل بمجرد الكتابة، فإن شعوري بالعدمية وعبث الوجود، لم ينتشلني منه سوى الكتابة، كوتد أدك به الأرض لأثبت نفسي بدل الضياع في مجرى الزمن. فأنا أرغب بالنظر في عين الشمس لأريها قوة إرادتي، لكنني سأعمى بعدها، فلا أجد سوى مرايا الروح. كافكا الذي عرفته متأخرا في رسائله، لا يمت لكافكا المسخ والمحاكمة بأدنى صلة. في رسائله مكنني من لمس روحه التي كانت مكبلة. إبداعه الأدبي لربما كان نتيجة لكبته. لأنه طريق الإياب من مملكة الخيال إلى عالم الواقع، هو الفن ومنه الأدب. والفنان هو في نوعه انطوائي أيضا. إنه إنسان تحفزه اندفاعات وحاجات غريزية بالغة القوة، فيصبو إلى الفوز بالتكريم والعظمة والغنى والمجد وحب النساء كما يقول فرويد. غير أنه تعوزه الوسائل لبلوغ هذا الإشباع. لذا يشيح -مثله مثل أي إنسان لم تلب رغباته- عن الواقع الفعلي، ويركز كل اهتمامه، وكل الليبيدو التي لديه أيضا، على الرغبات التي تخلقها حياته الخيالية، مما قد يقوده بسهولة إلى العصاب. ولا بد أن تتوفر له ظروف مواتية كثيرة كيلا يؤول تطوره إلى هذه العاقبة، ومعلوم كم هو كثير عدد الفنانين الذين يعانون تعطلا جزئيا في نشاطهم من جراء إصابتهم بعصاب. ومن المحتمل أن تكون جبلتهم منطوية على قابلية عظيمة للتسامي، وعلى بعض التراخي في المكبوتات التي من شأنها أن تقرر مصير الصراع. والحال أن الفنان يعرف كيف يهتدي من جديد إلى طريق الواقع. ومملكة الحياة الوسيطة تحظى بمحاباة البشرية قاطبة، و كل من عانى حرمانا من شيء ما طرق بابها طلبا للتعويض والعزاء. غير أن عامة الناس لا ينهلون من ينابيع الخيال سوى لذة محدودة. فالطابع الصارم لكبتهم يرغمهم على الاكتفاء بأحلام يقظة ضئيلة العدد، هذا إذا تأتى لهم أن يعوها. لكن من كان من الناس فنانا حقيقيا فإن إمكانيات أكثر بكثير تتوفر له. فهو يعرف أولا كيف يلبس أحلام يقظته شكلا يحررها من طابعها الشخصي الذي قد يثير نفور الغير فتصبح على هذا النحو مصدر متعة للآخرين. كما إنه يعرف كيف يجملها، بحيث يخفي عن الأنظار أصلها المشبوه. ثم إنه يملك، فضلا عن ذلك، مقدرة عجيبة على صياغة مواد معينة ليجعل منها صورة أمينة عن التصور الذي يعتمل في خياله، وعلى ربط هذا التصور الصادر عن خياله اللاشعوري بمقدار كاف من المتعة ليموه أو ليلغي الكبت بصورة مؤقتة على الأقل. فإذا ما أفلح في تحقيق هذا كله، وفر للآخرين وسيلة لينهلوا بدورهم التفريج والعزاء من ينابيع المتعة في لا شعورهم بالذات، بعد أن كانت أضحت منيعة عزيزة المنال، وبذلك يظفر بعرفانهم وإعجابهم، ويكون في نهاية المطاف قد ظفر عن طريق خياله بما لم يوجد من قبل إلا في خياله: التكريم والعظمة وحب النساء. أدب كافكا وإبداعه كانا اللذان أوصلاه لحب ميلينيا، ولم يذق شخصه الحقيقي طعم هذا الحب. لهذا يجتهد الأدباء في البحث عن حب حقيقي يتحول إلى حب مستحيل، حسبهم منه تلك الشعلة الروحية، لتكون زادا لأدبهم وإذكاء لإبداعهم. وهم عادة ما يموتون عظماء، لكن محرومين.
لي مع فرانز كافكا رحلتان، كان بطلهما بشكل أو بآخر، رحلة مع تحوّله وأخرى مع رسائله، وبصراحة، في كلتا الرحلتين كنتُ أشعر أنّني متطفّلة، أتطفّل على رواية نشرها صديق كافكا بعد موته، وعلى علاقة عجيبة بين اثنين لم يسمح أيّ منهما بنشر رسائلهما. وكافكا مهما تغيّر نوع ما يكتبه، يظلّ له طابعه الخاصّ، شيء من العشوائيّة والغموض والتخبّط، وجُمل تبعث التوتر. وفي الرسائل والرواية جوانب مختلفة من شخصيّته، التحوّل جانبه الانطوائيّ وترميزه للأمور ونظرته للمجتمع وواقعيّته، والرسائل جانبه العاطفيّ المتخبّط، وعلاقته بالأشياء والأشخاص حوله، وأفكاره التي تؤرّقه. بكلّ الأحوال، لا أشعر بضرورة نقد أيّ منهما، والرسائل على وجه الخصوص أظنّ أنّ نشرها خطأ، خصوصًا أنّه بغير موافقة الطرفين، وأنّها علاقة تحيطها الكثير من علامات الاستفهام، وبقدر رغبة القارئ في أن يعلّق على طبيعة هذه العلاقة إلّا أنّه يظلّ فيه شيء من التردّد، تردّد نابع من إنسانيّة نعرف أنّها قد توقعنا أو تجعلنا شاهدين على أخطاء وعلاقات أكثير تعقيدًا من علاقة كافكا بميلينا. أحبّ الروايات الرمزيّة لكن التحوّل ليست من مفضّلاتي، أقصر ممّا يجب لكن أعمق ممّا تبدو عليه، وكذلك أحبّ أدب الرسائل لكن رسائل كافكا أيضًا ليست من مفضّلاتي، لم أشعر بالكثير من العاطفة أو الدفء أثناء قراءتها، ربما الترجمة هي السبب، ترجمة شبه حرفيّة ومليئة بالأخطاء الإملائيّة.
"أرجوكِ ميلينا، احكمي بالصواب، أجلس هنا معزولًا، بعيدًا كل البعد عن السلام، تتخبطني الخواطر، والخوف، لا شيء سهل، أكتب كل ما أفكر فيه، وحتى لو لم يكن لكلامي معنى، وحين أحادثك أنسى كل شيء حتى أنت، وحين أستلم رسالتين منك أبدأ أعي ما يحصل حولي". أظنّ أنّ هذه الفقرة اختصار لعلاقة كافكا بالحياة عمومًا، وبميلينا على وجه الخصوص..
لي مع فرانز كافكا رحلتان، فيهما الكثير من الوعورة، وتثيران الكثير من الأسئلة، رحلتان ترجّلت من قطارهما مؤخّرًا ولا أظنّني سأعود له إلّا بعد فترة من الزّمن.
بائسة وعذبة في آن واحد كانت قراءتها ممتعة جدًا ، على تيارٍ مُتقلب لكنها خلابة مليئة بالمشاعر ، الأفكار ، وبعض الأحاديث الفاتِنة الأُخرى العادية ، عامةً نالت على استحساني ، بعد أن فرِغتُ منها وددت وجودها بمكتبتي - كانت رسائلًا من طرف واحد فقط ، فرانز كافكا دون ردٍ يذكر يُمكِن توقع ماهيته ، صحيح لكن واقِعهُ لا يعلمه سِوى كافكا وميلينا نفسها لا غيّر.
عنوان الكتاب: رسائل إلى ميلينا الكاتب: فرانز كافكا المترجمة: هبة حمدان عدد الصفحات: 318
ملخص الكتاب 📖:
في البداية كانت الرسائل بين فرانز كافكا وملينا رسائل عملية وأدبية لأن ميلينا ترجمت أعمال فرانز إلى اللغة التشيكية وهي أيضا صحفية وكاتبة تشيكية.
بعد ذلك وفي عام 1920 تحولت الرسائل من عملية إلى رسائل حب، غزل، وعشق وقد كانت ميلينا على ذمة زوجها (الزواج التعيس) وفرانز كان أعزب ولم يتزوج قط وإنما خطب أكثر من مرة وفسخ الخطبة أكثر من مرة أيضا.
المرض كان السبب في قوة العلاقة بين كافكا وميلينا والرسائل كانت المتنفس الوحيد بينهم. عانى فرانز كافكا من مرض السل وتوفى نتيجة المرض وعانت ميلينا بمرض ذات الرئة.
استمرت الرسائل بين كافكا وميلينا ما يقارب 3 سنوات ولم تكن ميلينا المرأة الوحيدة في حياة فرانز وإنما كان له علاقات أخرى مع جنس حواء وكان يطارد ويلاحق النساء ومعظم علاقاته مع الجنس الناعم واضحة الاضطراب لكن التاريخ خلد اسم ميلينا واقترن اسمها مع كافكا لأنها الوحيدة التي اقتربت منه وفهمته وساعدته على تجاوز هواجسه وأحزانه.
فقرة من الكتاب 📚: " لديك بلدك، وتستطيعين نطق اسمها، وذلك أفضل ما يمكن للمرء أن يفعله في بلده، حين يبدأ المرء فلا يستطيع التوقف عن نطقها. ومن لا بلد له فلا يمكنه أن يتحدث عنه أو يذكره، أن يبحث عنه أو يبينه، سواء خلع قبعته تحيه لها، أم اتكأ بجانب المسبح في الشمس يروي عنها القصص لتترجم لاحقًا."
لا يوجد قارئ تقريبا لا يعرف كافكا و ميلينا إقتباسات من رسائلهم هنا و هناك تعج بها المواقع الافتراضية حصلت على هذا الكتاب بسبب إقتباسات براقة كنت قد قرأتها عنهما أو لهما ، يحتوي على رسائل كتبها كافكا لميلينا الفتاة المختلفة عنه عرقيا و دينيا جمعتهما ترجمات و عمل مشترك وقعا بشبق الحب فتبادلا عدد لا يحصى من الرسائل التي تحمل مشاعرهما و خوفهما على بعضهما ، روحين ضعيفتين قررا مواساة بعضهما بحب و أناقة أدبية
لم يعجبني الكتاب لانني وقعت في فخ " كتاب مزور " للاسف فضاعت نصف المعاني لم يعجبني لأن قصة حبهما كانت قصة خيانة لزوج ميلينا و خطيبة كافكا و هذا جانب سوداوي من قصتهما لم تعجبني لأن هذه الرسائل نُشرت للعلن طلباً للمال ربما ، و لربما كان من الأفضل أن تبقى طي الخصوصية لم تعجبني لأنها رسائل فقط لا شيء مهم بها من وجهة نظري
This entire review has been hidden because of spoilers.
لنتفق قبل البداية بأن لا تستخدمي ما سوف تقرئينه بين سطور رسالتي ضد رغبتي. فمنذ أربعة عشر يومًا وأنا أعاني من حالة أرق متزايد. وعلى العموم فأنا لا أتذمر من هذه الحالة، فحالات كهذه تأتي وتذهب، وهي كذلك دائمًا لها تفسيرات أكثر بقليل مما تستحقه واقعًا. (إنه لأمر مثير للسخرية، ولكن طبقًا لما قاله بيدكر يمكن أن يكون حتى هواء ميران سببًا في ذلك) وحتى لو كانت هذه العوامل الخارجية ليست ذات أثر محسوس فإن هذه الأسباب مجتمعة تستطيع أن تجعل من أحدنا بليدًا كقالب من الخشب، وفي الوقت ذاته هائجًا كوحش الغابة.
وعلى أية حال، فإن عزائي في هذا الحال هو أنكِ قد نمت البارحة نومًا هانئًا، حتى لو كنت «تنامين بمفردك» وحتى لو كنت بالأمس متعكرة المزاج - ومع ذلك كان نومك هادئًا. فعندما يغادرني النوم ليلًا، أعلم إلى أين يتجه وأقبل بذلك. وبالطبع إنه لمن الحماقة أن أقاوم النعاس. لأن النوم هو أكثر مخلوق مسالم في الوجود، أما الرجل الذي لا ينام، فهو الأكثر ذنبًا.
وقد شكرت ذلك الرجل الذي لا ينام في رسالتك الأخيرة. فلو قرأ هذه العبارة شخص غريب لا يعرف حقيقتي، فسوف يقول متعجبًا: «يا له من رجل قوي! يجب أن يكون قد حرك جبالًا هنا». بينما في حقيقة الأمر أن ذلك الرجل لم يفعل شيئًا واحدًا، ولم يرفع إصبعًا واحدًا (سوى للكتابة)، وإنه يتغذى على الحليب وبعض الأطعمة البسيطة الأخرى - ولم يعتد على رؤية (بل يرى أحيانًا) - «الشاي والتفاح».
وعمومًا فإنه يترك الأشياء لأدوارها ويدع الجبال في أماكنها. هل تعرفين قصة النجاح الأول لدوستويفسكي؟ فقد اشتملت على أشياء عظيمة كثيرة.
وماذا بعد؟ إنما استشهدت بهذه القصة لأن الأشخاص العظماء يجعلون الأهداف سهلة المنال. فقد تستمعين إلى قصة مشابهة لها نفس المدلول من أحد جيرانك الملاصقين أو من أشخاص أقرب من ذلك. وبالمناسبة فإن ذاكرتي، للقصة بل وحتى للأسماء غير دقيقة. عندما كتب دوستويفسكي روايته الأولى (الفقراء) كان يسكن مع صديقه كريكورييف الذي كان أديبًا. وقد كان الأخير يشاهد أوراق الرواية وهي مكدسة على المنضدة دون أن يقرأ أية واحدة منها إلا بعد ما اكتملت. وعندما قرأها أدهشته كثيرًا فأخذها إلى نيكراسوف وهو ناقد كبير معاصر لهما دون أن يقول أي شيء لدوستويفسكي. وفي الساعة الثالثة صباحًا قرع جرس الباب. إنهما نيكراسوف وكريكورييف حيث اندفعا مسرعين إلى الغرفة يعانقان ويقبلان دوستويفسكي. وقد أطلق نيكراسوف، الذي لم يكن يعرف دوستويفسكي من قبل، أطلق عليه اسم أمل روسيا. لقد استمرا وهما يتحدثان عن الرواية ولم يغادرا حتى الصباح. وقد كان دوستويفسكي دائمًا يصف هذه الليلة بكونها أسعد ليلة في حياته. وبينما كان منحنيًا على الشباك لينظر إليهما وهما يغادران فقد دوستويفسكي السيطرة على نفسه وأجهش بالبكاء. لقد عبر عن مشاعره الأولى التي وصفها في تلك اللحظة، بالرغم من نسياني للمكان، بهذه الكلمات «هؤلاء الأشخاص الرائعون! إنهم طيبون ونبلاء! وأنا شخص حقير جدًا! فلو كانوا يستطيعون رؤية ما بداخلي، وحتى لو كنت أخبرتهم عن ذلك ما كانوا ليصدقونني. لن يصدقوا أن حقيقة محاولة دوستويفسكي أن يكون منافسًا لنيكراسوف وكريكورييف هي مجرد فبركة. وإن فكرة الشباب الذي لا يقهر لم تعد جزءًا من قصتي التي انتهت عند هذا الحد نتيجة لذلك».
فهل رأيتي يا عزيزتي ميلينا اللغز في هذه القصة؛هل رأيتي ما هو السبب الذي لا يدرك؟ اعتقد بأ��ه الآتي: إنه بقدر ما استطعنا أن نعمم الفكرة، فلن يكون نيكراسوف وكريكورييف أنبل من دوستويفسكي بالتأكيد. لكن دعي النظرة العامة جانبًا، تلك النظرة التي لم يكن حتى دوستويفسكي يحتاج إليها في تلك الليلة والتي تكون عديمة الجدوى في مثل هذه الحالات الخاصة. ولو ركزنا فقط على ما قاله دوستويفسكي بمفرده لاقتنعتي بأن نيكراسوف وكريكورييف كانا حقًا شخصين رائعين وأن دوستويفسكي كان شخصًا غير نقي، ومما لا شك فيه أن هذا يعني أن دوستويفسكي مهما فعل فلن يستطيع أبدًا الدنو من منزلتهما الرفيعة. ناهيك عن فكرة رد جميلهما بسبب ما أبدياه من الكرم الكبير الذي يشعر بأنه لا يستحقه. وفي واقع الأمر إن رؤية نيكراسوف وكريكورييف من النافذة وهما يغادران بعيدًا تدل على استحالة بلوغ مكانتيهما، ولكن مغزى هذه القصة قد تبدد عن طريق الاسم الكبير لـ دوستويفسكي. إلى أين سوف يقودني أرقي؟ حتمًا ليس إلى شيء غير مقصود بالفعل.
"حين يصبح الأدب حياة: رسائل كافكا بوحٌ بين السطور ونهايات ناقصة، حزن الكلمات وتمت: نهاية رسائل كافكا التي لم أنتهِ منها"
حسنًا، أنا غارق في مؤلفاته. لكن ماذا لو كان ما أقرأه ليس مجرد أدب، بل هو حياته وواقعه؟
"رسائل كافكا إلى ميلينا" لم أتخيل قط أن تؤثر بي إلى هذا الحد. ما ذنبي، أنا القارئ، لأعيش كل شعور وصفه؟ أقصد كل شعور دون استثناء؛ فهو لم يعش سوى البؤس والألم، يتقدمهما الأرق، والقليل ربما من السعادة. أو كما يصف "المتعة"، التي قال عنها إنه يجهل معناها ويظنها عكس الحزن.
كانت تواريخ الرسائل تبدو كجزء من روتين يومي؛ لم يمر يوم دون أن يبعث برسالة. وإن تأخر، كان يشير إلى صعوبة الإرسال وتوتر الأوضاع آنذاك.
في عام 1920، تكاد الرسائل اليومية لا تنقطع، لكنها بدأت بالتلاشي تدريجيًا، حتى أصبحت الفجوات الزمنية بين الرسائل تصل إلى شهور، بل تقارب العام. ومع ذلك، لم أكن مهووسة بكل حرف يكتبه لها فحسب، بل بأسلوبه وطريقته في وصف تفاصيل يومه، من أصغرها حتى أعمقها. كان يكتب رسالة كاملة ليصف المنظر الخارجي من شرفته!
ما شدني لم يكن مجرد الوصف، بل تلك الفجوات الزمنية بين الرسائل. كنت أحزن كلما رأيت فراغًا يمتد بين تاريخ وآخر.
حتى وصلت إلى تاريخ أواخر نوفمبر 1923، في برلين، حين كتب لها آخر رسالة قبيل وفاته بعام 1924. لم أدرك حينها أنها ستكون آخر رسالة يكتبها لميلينا، بعد الانفصال، والتي كان محتواها يشير إلى أن كل شيء على ما يرام. طلب منها أن ترسل له قصاصات من الصحف، لأن أسعارها في برلين كانت باهظة.
كنت واثقة أن رسالته القادمة ستكون عبارة عن شكر لها ووصف لما أرسلت. أنزل إلى أسفل الرسالة، كما اعتدت مع الرسائل السابقة، لأباشر قراءة الرسالة التالية. أغوص فيها وأشعر وكأنني بجانبه، فلا أحد يجيد وصف التفاصيل كما يفعل.
لكنني لم أجد رسالة تالية! أين هي؟ هل سيكتب لها في ليالي ديسمبر الباردة؟ أم سيعاود الإرسال بعد عام أو يزيد كما فعل من قبل؟
ثم وجدت كلمة:
"تمت."
كلمة لا تشير إلا إلى النهاية. كأنها إشارة بأن الوقت قد حان للتوقف عن الغوص في عالمه. كيف أُخبر دار النشر أنني لا أستطيع التوقف؟ كنت أتشرب هذه الرسائل، رافضًا فكرة أن تنتهي.
تمت؟! إذًا لا مزيد من رسائل كافكا! أظن أنني بكيت بعدد الرسائل التي أرسلها لميلينا.
أنا أشد حزنًا. بل أظن أنني لا أشاطره الحزن فحسب، بل أفوقه حزنًا.
وما يزيد الأمر ألمًا هو فقدان رسائل ميلينا إلى كافكا. وكأن جزءًا من القصة مفقود، أو أن الروح قد بُترت.
أما الآن، فأظن أنني سأستيقظ بعينين متورمتين.
بالطبع، ما دمت تقرأ لكافكا.
فحقيقةً، إن كان يذرف دموعه وهو يكتب، فأنا أذرفها وأنا أقرأ. كيف استطاع إيصال كل هذه المشاعر؟
حين أقرأ رسائل كافكا، أشعر وكأنني أقرأ ترجمة لما أشعر به، شعور يصعب علي وصفه أو حتى فهمه، لكنه موجود بين سطور كتاباته. في كل حرف، أجد نفسي، وكأن كافكا قد وصف قلقًا داخليًا لا أستطيع أن أعبّر عنه، وفي رسائله، يعبر عن الألم العميق الذي أعيش فيه.
أعتقد أن حزنه العميق لم يكن مجرد حالة عاطفية، بل كان نتيجة مرضه المستمر وقلقه الذي لا يفارقه. ربما أثر المحيط عليه، أو ربما كان عقله عاجزًا عن التحرر من التفكير المستمر في القلق. هذا الاضطراب هو ما جعل من أدبه وثيقة حية للتجربة الإنسانية، ما أفضى إلى أدب تراثي رائع يعبر عن الأبعاد النفسية للألم والحياة في تناغم فني مذهل.
لا يمكنني أن أترك رسائله أو كتاباته على حالها، فقد كانت أكثر من مجرد كلمات على ورق؛ كانت مرايا لقلبي وأفكاري. كانت نوعًا من العلاج العقلي، وإن كان مؤلمًا، لأنها أجبرتني على مواجهة نفسي من خلال الكلمات التي كتبها.
على الهامش: لن أكون كما كنت قبل قراءة رسائل كافكا. لقد تركت أثرًا عميقًا يستحيل تجاوزه.
Book review (62):🌸🌸 مراجعة لرواية: رسائل إلى ميلينا . . إقتباس: 🌺”وأنتِ يا ميلينا لو أحبكِ مليون فأنا منهُم، وإذا أحبكِ واحدٌ فهذا أنا، وإذا لم يُحبكِ أحدٌ فـ اعلمي حينها أنِّي مُت”
🌺"إنها المرثاة المضحكة للبشر، المشاعر الإنسانية حين تنحدر إلى درجة العبث و المهزلة". ________
🌺 الكتاب عبارة عن مجموعة رسائل من كافكا إلى ميلينا وقد كتبت هذه الرسائل في الفترة ما بين 1920 و 1923 و قد بدأ التواصل فيما بينهم بداعي العمل فقط لكن تطورت العلاقة لاحقا لتصبح علاقة حب و رسخها بقلمه في كل رسالة شوق وعشق تكون بدايتها عزيزتي ميلينا.
🌺 أحسست بشعور الحزن و الألم وأنا اغوص في كل كلمة كتبها كافكا إلى محبوبته ميلينا. لن أضع الكتاب في خانة الرسائل الرومانسية فقد كنت أرى أن ما كتبه هو شعور الإحتياج والفقد أكثر منه الشعور بلحب، فقد بدا لي أن روحه تتنفس إلا بعد قراءته لرسائل ميلينا فشعور الخوف لم يتركه في كل كلمة يكتبها إليها فقد كان كابوسه الأول أن تتوقف رسائلها.
🌺 الترجمة كانت هي نقطة القوة في الكتاب، العربية والكلمات الشاعرية التي استعانة بها المترجم كانت رائعة لكن من ناحية أخرى عدم وجود رسائل ميلينا أدى إلى صعوبة فهم العديد من الأحداث.
🌺 قبل قراءة هذه المجموعة من الرسائل قرأت الكثير عن علاقة كافكا وميلينا لقد كانت تصور لي كأنها علاقة عذرية تمثل الحب والوفاء والتضحية. لكن للأسف، ميلينا كانت متزوجة و في العديد من المرات ذكر كافكا أنها كانت تحب زوجها ولا تريد الإنفصال عنه وهو كان على علاقة مع فتاة أخرى لذلك الواقع يجبرني أن لا أصف هذه العلاقة برومانسية و كما أنني كنت أشعر أن كافكا كان يضغط على ميلينا من خلال كلماته و وصف وضعه السيء لذلك أظن أن هذه العلاقة كانت سامة من قبل الطرفين. وعموما لولا موت كافكا لم تكن لتكتمل هذه العلاقة فكلاهما كان يتعذبان بشعور بذنب.
🌺 أرشح هذا الكتاب للذين يبحثون عن كافكا الإنسان الذي تمتلئه الهواجس والإضطرابات والذي أخرج لنا أدبه السوداوي ذو النزعة الكابوسية لكن إن كنت تبحث عن قصة رومانسية يتخللها الحب والعشق للأسف لن تجد ذلك.
. الكاتب : فرانس كافكا المترجم: سماح الجلوي عدد الصفحات: 376 دار النشر:@aseeralkotb ____________
"لطالما كانت -م- وفقط ميم هي من تنير ليِّ العتمة " في عالم الأدب، تبقى الرسائل واحدة من أصدق الأبواب التي تكشف خبايا النفس البشرية، وأكثرها قدرة على ملامسة جوهر الروح. وكتاب “رسائل كافكا إلى ميلينا” ليس مجرد أوراق تحمل كلمات متبادلة، بل هو شهادة حب ملتهب واعتراف وجودي عميق لرجل أنهكته الهواجس والأمراض والاغتراب الداخلي. لقد أحب فرانز كافكا تلك المرأة الفاتنة، ميلينا يسنسكا، المترجمة التي نقلت آثاره الأدبية إلى اللغة التشيكية، حبًّا لم يعرف له حياة إلا في الحروف، حبًّا كان يتغذى على المسافة والفقد أكثر مما يتغذى على اللقاء والوصال. ومن هنا تحوّلت رسائله إليها إلى مرآة لروحه، مزيج من الخوف والرغبة، من الوله والهروب، من الأمل واليأس. وقد قال لها يومًا: “أخاف من الأشياء التي تلامس قلبي يا ميلينا، لذلك أهرب منها دائمًا.” تلك الجملة وحدها تختصر مأساته: رجل يخشى الحياة لكنه يفتتن بها، يهرب من الحب لكنه يموت فيه. وأنا حين أنهيت قراءة هذه الرسائل شعرت أنني أبحرت في بحر من الشجن والصدق. دائمًا ما يجذبني ذلك اللون من الكتب التي تحمل بين طياتها رسائل مكتوبة بخط اليد؛ فثمة وجع خاص يسكن الورق حين يكتبه عاشق لشخص غائب، لشخص لا يراه أمام عينيه لكنه يستحضره في كل لحظة وكأنه يعيش معه. إنّ فعل الكتابة هنا يتحوّل من عادة إلى طقس مقدّس؛ إذ تصبح الرسالة نفسها كائنًا يشاركك يومك، يتنفس معك، ويحمل همومك، إلى أن يغدو الغائب الذي تكتب إليه جزءًا من وجدانك وروحك وعقلك وقلبك. وهذا ما فعله كافكا مع ميلينا: كتبها حتى صارت تسكنه، عشقها حتى صار يهرب منها، عاشها حتى صارت قدره. ولعل أعظم قصص الحب لم تُكتب في قصائد أو روايات، بل في رسائل لم تُرسل. ففيها يودع العاشق أصدق ما في قلبه: الصدق العاري، الرغبة المتأججة، الأمل المشتعل، الفقد الموجع، الفراغ القاتل، الشغف العابر للحدود، واللقاء المستحيل الذي يتحول دومًا إلى وداع. وأنا أيضًا، كل من أردت أن أُخلّد حضورهم في وجداني وسويداء قلبي كتبت عنهم رسائل لم تُسلم إليهم، واحتفظت بها لنفسي، كأنها وثائق سرية لشغف لا يعرف سواه قلبي. ولهذا، حين قرأت كافكا، أدركت صدقه، وشعرت أنني ألمس حرارة يده المرتعشة فوق الورق، وأنني أفهم تمامًا لماذا كتب لميلينا كل هذا الحب، ولماذا ظل يهرب منه في الوقت نفسه. #بريهان #بريهان_أحمد
اسم الكتاب: رسائل إلى ميلينا. الكاتب: فرانز كافكا. عدد الصفحات: ٢٩٣.
هذا الكتاب يجمع بعض رسائل فرانز كافكا إلى الكاتبة الصحفية ميلينا جيسينسكا في الفترة من ١٩٢٠ إلى ١٩٢٣م. ميلينا ذات ال٢٣عام، وكافكا بعمر ال٣٦عام ... يغزلون رسائلهم بالأحجيات، ويخطون حكاية تخلّدها الصفحات حتى أبد السنين.
رسائل العمل .. تتماهى شيئًا فشيئًا لرسائل حب، عبر شريط زمني شفاف، تنساب الأيام فيه مثل كتلٍ جليدية تقشعر لوقعها أرق تجاعيد الأنامل، وتنحبس لها الأنفس كاختناقٍ على قيد الحياة. رسائل أخبار وأحوال .. أسئلة مبطنة عن حكايات القلب.. وتفاصيل العيشة العبثية الكافكاوية، ينسجها كافكا بخيوط السوداوية الفجّة، تراهن أنّك ما سمعت ولا رأيت أحلكَ وأحلى منها!
ذاك الاحتياج المندثر بين حروف أوراقه .. تكاد تشمّ مرضه تنبعث كترنيمة لهفة، وصدى ألحان العناوين المسطورة من المرسل إلى صاحبة السمو يتردد مثل جرس حزين .. ذاك التوق والشوق يلوّح كشعاعٍ حنّ لشمسه، كنجمة تعشق ليلها، وتختبئ من الضوء وقت النهار ... كيلا تلمحها عيون الناظرين الهمّازين ...
أتساءل حقًا .. كم كانت ميلينا تحب أن يراسلها مثل هذا الكئيب المريض، وهي المريضة أيضًا .. أكان حبًّا شعلته العلّة، أم علّة كانت بحاجة لحب .. ؟ أم هما الوحدة والحزن يتلوان صلوات الحاجة والعطف والحنان ..؟ تمنّيت لو كانت رسائلها حاضرة أيضًا، لاكتلمت في مخيلتي صورة هذا الحب الحزين السرّي اللامفهوم، ولاستوعبت أكثر كيف يتكئ الجسد السقيم والروح الخاوية على بضع قطرات من ترياق عشق نادر ...
أحببت كافكا .. أحببت هالته رغم كآبتها الموحشة، وشعرت في وهلة ما.. كم أن نسخة متحورة من هذه الشخصية الفريدة تختزل أحيانًا داخل خلايانا، ويكاد ولو جزء ضئيل من عبثيّته السحيقة يسري داخل عروقنا سير دمنا فيها .. فنرى الكون ليس سوى ظلام .. تنيره بعثرات الميلينا، كألماسة برّاقة في جوف كهفٍ دامس ..
ورغم الترجمة غير المرضية في أحايين كثيرة من هذه النسخة التي قرأتها، لكنّها استحقت القراءة في الأمسيات الهادئة ، والصباحات اللطيفة.. ارتشفتها حتى عمق دواخلي .. مع ملعقة من التلكُؤ الحثيث .. والإذعان لهمس خواطري اللامسموع.
كل ما يحتاج المرء أن يعرفه لكي يكتسب الكثير من الوضوح ويجد مغزى أكبر وراء ما يقرأه هو معرفة حياة الأدباء ومعاناتهم الشخصية أعتبر الرسائل و المذكرات الشخصية التي تنشر بعد وفاة الكاتب بدون موافقه منه لا تقدر بثمن قد يقول من يعارض نشرها أنه رأي أناني لكن لابد أن يكون كذلك عندما يتعلق الأمر برؤية العالم بشكل أفضل وفهم المشاعر والأفكار الإنسانية المتداخلة المعقدة التي يعجز علم النفس عن تفسيرها نحن لن نجد أفضل تعبيراً ووضوحاً من الأدباء أما بشأن الخصوصية فهو لن يضرهم ولن يغير من واقعهم لأنه قد أنتهى قبل ذلك ، مايؤسفي أن كافكا لم يحظى بأي تقدير أو شهرة على جميع الأصعدة وهو على قيد الحياة رغم دهاء ما يكتبه كان كافكا طوال حياته محطماً ومكتئباً وعالقاً في الجحيم و عندما كان الجميع لا يقدرون جهده وتفانيه كانت ميلينا تجعله ينبض بالحياة وتؤمن بموهبته العظيمة كان حبه لها يمنحه القوة رغم أنه كان مستحيلاً رسائل كافكا تعطي إحساساً بالحب النقي وألم الحب الذي لم يكن موجوداً يوماً في حياتك كما أن كافكا يضع معناً للحب في قالب لطيف وهو ليس فقط ما يجبرك على الإستمرار بل هو أيضًا مايرفعك إلى الأعلى كان حريصاً على أن يبقى حبه لميلينا كما كان دائمًا وأن لا يتحول إلى شعور يهبط به إلى الأسفل لأنه غير قادر على أن يحتمل ذلك أن تحرص فحسب على أن لا تكون علاقاتك في مستوى منحدر هو أمر في غاية الصعوبة خصوصاً على المدى الطويل .
بدأت لأول مرة بقراءة الكتاب في سنة ٢٠١٩ عندنا انتهيت من قراءة كتاب "يوميات كافكا"، تركته بالمنتصف لفترة طويلة ولم أعاود قراءته مرة أخرى إلا في سنة ٢٠٢٣، وانهيته مع بداية السنة الجديدة ٢٠٢٤. من منطلق التواريخ المصفوفة، أستطيع القول بأن لي رحلة طويلة لإنهاء الكتاب ليس لرداءته، لكن طمعًا بجانب جديد من جوانب كافكا التي تعتبر بالمجمل سوداوية وكئيبة، توقعت بهذا الكتاب أن تختلف نظرته للأمور بما أنها رسائل حب، إلا ان جوانبه السابقة طغت على هذه الرسائل أيضًا، لدرجة تساءلت أن ما كان يكنه لميلينا هو الحب فعلًا؟ أم مجرد لهفة لقبول الطرف الآخر لشخصه، على الرغم من المقتطفات التي يُعبر فيها عن حبه بصريح العبارة، إلا أنني لا أستطيع أن أفهمه، لما كان يعذبها طوال فترة مراسلته بطرح أفكاره المُعقدة وينتظر منها الرد، خصوصًا بطرحه مسألة "الخوف" الأبدي الذي كان يعيشه، على حد قوله بأنه الشيء الذي لازمه منذ الولادة، وتم طرح هذه الفكرة تقريبًا على مدار سنة كاملة في أغلب رسائله، ربما مفهوم الحب لدى كافكا مختلف، لدرجة دعائي أن يبعدنا الله عن ماهو شبيه بكافكا وحبه.
الف الحمدلله يا ربي خلصته و اخيرا. توقعت اني ما راح اخلصه ابد من الملل الي بيه. اول كتاب يجيبلي فتور القراية بهل شكل العنيف لدرجة طولت بيه شهر كامل.
مش عارفة شو سبب شهرة الكتاب، بلاول توقعته كله رسائل حب و غرام و مشاعر جياشه زي الروايات الكلاسيكية بس طلع عبارة عن رسايل اخبار! و الأسوء ان اغلبها مش مفهوم لأنها من طرف واحد.
وانت تقرأ تعرف ان في شيء ناقص و تحاول نفهم بس بلا جدوىى. جبرت حالي اقرا اول مية صفحة يلا لقدر اتعود ع قراية هل ملل. بس للأمانة حبيت بعض الفقرات برساله و خاصة تغزله و تعبده بميلينا و احيانا بعض من فلسفته الشخصية و نظرته السودانية الي يحومها الخوف للعالم و لعلاقتهم ككل. غير كذا الرسايل اغلبها بس اخبار عادية لهذا تقيمي ⭐⭐و نص.
رأى كافكا ان هذه الرسائل التي يتبادلها الناس -في زمانه- بسهولتها قد جلبت الدمار لأرواح البشر ، و أنظر أنا الى ما آلت إليه الأمور لتصبح الرسائل في غاية السهولة و متناول الأيدي اليوم. وإني لأوافقه في ذلك بشدة عجيبة ، على الرغم من أنه تفصلنا مئة عام بطولها. أحيانًا أتخيل نفسي ميلينا ، و أقرأ رسائل كافكا كأنها لي ، حتى بدأتُ أرى أني أضع نفسي مكان كافكا كثيرًا من الأحيان. من المؤلم أن يعيش المرء في هذه الحياة القاسية و قلبه رقيق ، من المؤلم أن تكون مشاعره جياشة و ثقيلة و صدره هشّ. أشعرني كافكا أني لست الوحيدة في هذه الحياة ذات الطبيعة الحساسة ، أشعرني بالدفئ رغم ضعفي و شدة ألمي هذه الفترة ، و ذكرّني أني سأجد يومًا ما ذلك الذي سيكتب لي مثل رسائله لميلينا. شكرًا كافكا.
لدي مشكلة مع الكتب المترجمة، إذ ينتابني دائمًا شعور بأن جزءًا كبيرًا من حيوية النص ومشاعره قد ضاع أثناء الترجمة. لكن بعد قراءتي لكتاب رسائل إلى ميلينا، أعتقد أن النص كان مملًا حتى قبل الترجمة.
ربما يكون التمجيد الرومانسي الذي رأيته على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطًا بسمعة الكاتب أو مكانته الأدبية، والتي لم أكن على دراية بها مسبقًا.
ولكن عند مقارنة تجربتي في قراءة هذا الكتاب بنوع آخر من أدب المراسلات، مثل رسائل غسان كنفاني، أجد أن التجربة مختلفة تمامًا. كتاب رسائل غسان جعلني أرغب في قراءة أعماله الأخرى، لأنه من المستحيل أن يكتب أحد بهذا النوع من الشغف في الحب والتعبير عن المشاعر وتكون كتاباته عادية.
يظهر كافكا بين السطور وكأنه حقيقة أمام القارئ، كافكا البائس، الحزين، القلق. كافكا العاشق لأمرأة ليست له، وهو يدرك هذا الشيء وقد كتبه. ما أصعب الشعور، شعور الحب مع الشخص الخاطئ، فتدرك مشاعرك ذهبت سدى وكأنها لم تكن. أرى كافكا محتاجا أكثر من أنه محبا، محتاجا لميلينا، لوجودها، لكلامها، محتاجا للحب. الشيء الذي افتقدته في هذا الكتاب هو الطرف الآخر، أين ميلينا؟ أين رسائلها ! ماهي ردودها ! وهذا النقص أولد فجوة وملل في كثير من الصفحات. عمل أدبي بسيط بعيد عن تكلفه، كان كافكا يكتب يوميته بكل بساطة واريحيه. نصيحه القارئ الذي لا يفضل "أدب رسائل" سيصاب بملل .
كتاب رسائل إلى ميلينا هي استحضار لطيف المتلقي وطيف المرسل ليتجسدا في كلمات الرساله. في واقع الأمر ما رسائل إلى ميلينا إلا تواصل مع الأشباح. ولم يكن هذا التواصل مع شبح المخاطب فقط على الإطلاق، بل إنما يتعدى ذلك يتعدى ذلك ليكون مع شبح الشخص ذاته ، والذي يتطور سرّاً داخل الرسالة التي يكتبها ذلك الشخص ... هكذا يكشف كافكا في كتابه رسائل إلى ميلينا عن صوت أكثر ذاتية ونقاوة وألماً من أعماله الباقية ، إذ لم يكشف في أي من أ‘ماله الأخرى عن نفسه مثما فعل في رسائله إلى ميلينا والتي بدأت كرسائل عمل ثم تطورت إلى رسائل حب ..
رسائل الى ميلينا مجموعة رسائل من فرانز كافكا لحبيبته، او مش حبيبته طول الكتاب وانا احاول أفهم طبيعة العلاقة بينهم، هو بيحبها كثير وهي بتحبه، وبيلتقوا كل فترة، بس بنفس الوقت هي بتحب زوجها وهو خاطب وما في بينهم علاقة غرامية طول الكتاب حسيت حالي متطفلة هاي الرسائل كان لازم تظل بينهم هم الاثنين بس، ما كان لازم تنشر للعلن أبدا الرسائل مش بالرومانسية اللي توقعتها وكان شوي ممل اني أقرأ رسائل كافكا طول الوقت، كان نفسي أشوف برود ميلينا بالرد ولو لمرة ما بحس ان بيحق لي اقيم رسائل خصوصية بين حبيب ومحبوبته، بس رح اقيم الكتاب ⭐️⭐️⭐️⭐️
Actually I expected more than that. It is just so overrated, I thought I might read something more deep, filled with passion etc. but it’s just not, I felt more like reading some really regular things between some random couple. And the fact that it only contained Kafka’s letters without Milena’s also made it more boring which led to many missing parts. I think that the letters should’ve stayed private. So I gave it 2.5 ⭐️
ائتمنته ميلينا على الرسائل قبل الحرب الألمانية فقام هاس بنشرها في عام 1952 (لدي كل الثقة أن ميلينا ما كانت لتعترض على نشر الرسائل بعد وفاتها) قال هاس. وبعد سنوات عديدة قالت جانا كيرنا ابنة ميلينا أنها على ثقة أن أمها وكافكا ما كانا ليوافقا على نشر رسائلهما.
مو قادرة اتخطى تصرف هاس اللاأخلاقي وما اعرف شلون ميلينا كانت واثقة فيه لهالدرجة خصوصاً في إحدى رسائل كافكا لملينا يوجد جزئية تكلم فيها عن هاس وكان واضح انه شخص خائن وغير جدير بالثقة.
كتاب خفيف صراحه واعجبني رغم انه عادي جدا وماارشحه لاحد الا لو يبي شي خفيف مافيه تفاصيل كثير،
اول نقطه حابه اتكلم فيها انو كان المفروض الكتاب فيه ردود ميلينا كنت حابه احلل علاقتهم بس ماقدرت بسبب اني بس اشوف جانب كافكا ومشاعره واراءه على عكس ميلينا.
وفي البعض هنا قالو ان الكتاب مافيه رومنسيه فعلا مافيه واغلب الكتاب اذا مو كله كافكا يتكلم فيها عن يومه واحداث صارتله على العموم الكتاب اعجبني لكن مابيعحب الكل ومايستاهل تشترونه