يحلل الكتاب اتجاهات هامة في القصص المصرية للأطفال التي نشرت في في الموجة الجديدة لأدب الطفل في العقدين الماضيين، وما تكشفه هذه الكتب عن أولوياتنا كمجتمع ونظرتنا للطفل في إطار تاريخي واجتماعي بشكل ممتع يجمع ما بين سلاسة الأسلوب والبحث الأكاديمي.
من أهم وأعظم الكتب التي قرأتها مؤخرًا. يُناقش الكتاب في رحلة تساؤل ممتعة ماهية أدب الطفل وإسقاط ذلك على المجتمع المصري المُعاصر. طوال رحلة القراءة تجسدت أسئلة فلسفية - محببة إلى نفسي- أمامي مرة أخرى لأسأل نفسي: هل ثمة وجود لما يُسمى أدب الأطفال؟ هل هناك تصوّر موضوعي لمن هو "الطفل"، يفصله من حيث الجوهر عمن سواه (ك"الحد" في علم المنطق)؟ هل هناك كيان موحد اسمه "الطفل" (monolithic entity)؟ هل فعلًا لا مندوحة عن تربية الطفل طبقًا لأيديولوجية المُربي أم أن ثمة أمل يلوح بالأفق في حرية يقرر فيها الطفل أفكاره؟ وما علاقة كل ذلك بالحداثة وما بعدها وبالنيوليبرالية ؟ وما هي علاقة السلطة بالطفل من حيث تكوينه بطريقة بعينها؟ وكيف نصوّر الأنثى في أدبنا؟ هل نصوّرها طبقًا لعاداتنا وثقافتنا وقيمنا وأيديولوجيتنا؟ وهل لو تمردنا على التصوير الأيديولوجي المحافظ للمرأة، هل البديل سيكون أي شيء إلا تصوير أيديولوجي ليبرالي؟ ولو كان الأمر كذلك، فهل ثمة خطاب يعلو فوق الأيديولوجية أو المنظومة القيمية والفكرية لمُنتج الخطاب؟ إلى جانب أسئلة أخرى. لم أكن أتصوّر أن يحتوي كتاب عن أدب الطفل على كل هذا العمق وعلى هذه النظرة الشاملة. فخور جدًا بأن كاتبة هذه الدراسة امرأة مصرية وأنها سطرت بخط يدها إهداءً لي. وجود هذا الكتاب ضرورة في مكتبة كل أم وأب، معلم ومعلمة، مُربي ومربية، بل وكل مهتم بالمستقبل.
عمل بديع ومثري - استمتعت كثيراً في اللنصوص واللغة الجميلة. على الرغم من أنه أقرب للأكاديميا إلا أن اللغة والمحتوى ليس جافاً، بل على العكس، سيستمتع المهتمّون بالموضوع بسلاسة اللغة وجمال التعبيرات وعمق الأفكار.
كتاب جميل وغني والأفكار خصوصا فصل "الطفل والسُلطة". عجبني جدا تحليل دكتور ياسمين للكتب التي تتناول موضوع السلطة وازاي التغيرات السياسية التي مرت بها مصر معكوسة في الكتب حتى ولو بشكل غير مباشر. حبيت في الآخر إن دكتور ياسمين ذكرت مواضيع مهمة غير متداولة في كتب الاطفال المصرية ولكنها متداولة في الكتب الأجنبية مثل الصداقة الافتراضية والجندرية وإن لازم يكون في كتب تتداول وجهة نظر مختلفة عشان لو مفيش وجهات نظر مختلفة، الأطفال هتقرأ الكتب من المنظور المضاد.