يعد الشيخ عبد المتعال الصعيدي أحد رموز حركة الإصلاح الديني في العصر الحديث، فهو امتداد لمدرسة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. تلك المدرسة التي كانت ترى ضرورة تجديد وإصلاح الفكر الديني، حتى يتوافق مع تطور مستجدات حركة الاجتماع بما تشمله من حوادث ووقائع مستجدة.. فكان عبد المتعال الصعيدي سابقا لعصره في اجتهاداته لتجديد الفكر الديني.. فكانت اجتهاداته حول مسألة الحدود، وإباحة التمثيل والتصوير، وتقييد حق الطلاق للرجل، ومناداته أن يكون الطلاق كتابيا وليس شفويا.. كما نادى الصعيدي بأهمية تجديد العلوم الإسلامية يوافق تطور المجتمع وظروفه، فأعاد النظر في علم أصول الدين، وأصول الفقه، والفقه، بما يوافق متطلبات المجتمع.
القراءة الثالثة للدكتور/ أحمد سالم، بعد كتابيه: تجلي الإله، والمرأة في الفكر العربي الحديث، ورغم كل مابذله الدكتور احمد سالم -المتخصص في الفلسفة الإسلامية- من جهد في التعريف بإرث المعمم المستنير عبد المتعال الصعيدي وتوضيح الكثير من محاولاته التجديدية والتي كان بعضها صارخاً فعلاً حتى إن إستدعيناها في زمننا هذا لنالت نفس الوهج والقلق وإثارة الجدل، أقول أنه رغم كل هذا، فسيبقى الحوار هو هو نفس حوار الطرشان الذي انتقده الكاتب في بداية كتابه وإن كنا في نقد الكاتب نرى حوار الطرشان قائم بين الإسلاميين والعلمانيين، فإننا نراه في كتابه قائم بينه و بين الإسلاميين المحافظين على أحد الأصعدة وبينه وبين العلمانيين الراديكاليين على صعيد آخر، وإن كان الصراع على الصعيد التجديدي- المحافظ مفهوماً ومتكرراً ومعتاداً، فإن الصراع التجديدي-العلماني الراديكالي ربما يحتاج إلى توضيح من طرفي، فقناعات الكاتب والصعيدي على حدِ سواء لن تتعدى في أفضل الأحوال -في القناعة العلمانية الراديكالية- كونها مجرد محاولة تلفيقية لإنقاذ مايمكن إنقاذه وتفصيل الدين على مقاس الحداثة والفكر الفصلي العلماني في حين أن المواجهة والحسم والتهميش الأتاتوركي هو الحل الوحيد مستندين في رؤيتهم تلك على فشل كل المحاولات التجديدية على مر السنين والتي لم تتعدى الإطار النخبوي بين التنويرييين او التجديديين وبعضهم البعض، تجديدي يجدد تجديدي وتنويري ينور تنويري .. إلخ، وإحقاقاً للحق فأنا أتفق جزئياً مع تلك القناعة الراديكالية وفقداني كل أمل في الإصلاح، وإن كان ما يمنعني عن الإيمان الكامل بتلك القناعة الراديكالية في بلد مثل مصر، هو عدم إيماني بالتيار العلماني المصري بجبهتيه الراديكالية والمحافظة على حد سواء، فرؤاهم منقصوصة ومشوهة وتستهدف أهداف قريبة هدامة سلبية فقط كما أوضح الكاتب في المقدمة، وأزيد أنها غير قادرة على جذب احترام الآخرين بتأخرها عن مناهضة الإستبداد والسلطوية في العموم مثلاً، فهي ربما تؤيد كل ماتنتقده في الكهنوتية الإسلامية إن صدر من خلال الحكومة المدنية وربما سعت لإستفزاز مشاعر الإسلاميين -في عملية كيدية نسوانية- من خلال استخدام مصطلحاتهم التاريخية مثل: الإمام المتغلب .... طاعة الحاكم .....إلخ، لافائدة ... آه والله لافائدة.
لا اعرف لمن اعطى الخمس نجوم هل اعطيها للكاتب على طريقة الموضوع ام اعطيها للموضوع الشائك المتميز الذى لا يتطرق له الكثيرون ام لهذا العالم الجليل صاحب الفكر المستنير حيث طالب بتجديد الخطاب الدينى وتغير نظام التعليم بالازهر المتسم بالعقم والجمود وعدم تصنيم العلماء السابقين والسلف لنفتح باب الاجتهاد امام الجميع و وناقش العديد من المواضيع التى يعتبرها العلماء الجامدون حتى اليوم من التابوهات المقدسه التى يجب الا تمس مما افرز لنا الارهاب والفكر المتطرف فمتى سيفيق الازهر من غفلته
ملحوظه على من يقرأ هذا الكتاب ان يكون على علم ولو بسيط بالفرق الدينيه ونشاتها واسباب وتاريخ الخلاف بينهم كالشيعه والمعتزله والاشاعره