نقول عن الثورة في ظفار إنها انتصرت، حين حملت عُمان من قعر هاويتها إلى طرف نهضتها الأولى. وقد نقول إنها خسرت، حين صارت بعد قمة أوجها، هاوية تُنفَض أطرافها. لكن لبس يعنينا هنا ثنائية "انتصرت" أو "خسرت" بقدر ما يعنينا أن نمتد في ما بقي من سنديانتها، أعني إنسانها. يعنينا فتح شق الكلام على تجربة الإنسان الذي عاشها وتفاعل معها وتأثر بها وأثر فيها.
كتاب رائع! حبيته من البداية للنهاية. و بين جميع الكتب الي قريته في موضوع ثورة ظفار - الكتاب بالتأكيد من افضل ٣ بالنسبة لي. المعلومات و الجهد الي بذلته الكاتبة باين و أسلوب كتابتها جميل جدا و طريقة انظيم الكتاب. تعلمت أشياء جديدة و بصراحة سعيدة جدا بوجود كتاب في مثل هذي الدقة عن ثورة ظفار.
-"أخطأت الثورة ابتداءً حين وسعت رقعتها باسم عمان والخليج العربي، راكمت أعداءها وجعلتهم يتكالبون عليها. وأخطأت حين غربت توجهاتها ومسمياتها وأدبياتها، خسرت شيوخ بعض القبائل وأصحاب النزعة المحافظة. لقد دقت الثورة مسماراً في نعشها. لم توفق الجبهة عندما أرادت تطبيق إجراءات ثورية على الشعب الفقير المسكين."
-"لا يكفي أن تقرأ أو تتعاطف، لابد من الاقتراب من الأشياء حد اللمس، حدّ الحرق، حينها يمكنك أن تفهم الأشياء وتعيها، قبل ذلك أنت في وهم ما ينقل إليك تعظيماً أو تسقيطاً. الحقيقة كلها في الحضور."
-"كيف أن حركة الحب لا تدرس بل تُعاش الحب يأخذك إلى ما لا تعلم من غوايات الطرق والمنافي والغيابات الطويلة. يسلبك طبيعة حياتك، كمونك وسكونك وراحتك ومصلحتك الشخصية، نظامك وسلاسة عيشك، رفاهيتك أو بساطتك."