ريمو هي قصة رومانسية تاريخية تبرز بتفاصيلها غير المملة الحياة الاجتماعية والسياسية في العصر الذهبي لمصر القديمة وهو عصر الدولة الحديثة, تبدأ فى منتصف موسم الزرع وتنتهى فى بدايته من العام التالي, وتحكي الرواية عن صبى فى الثانية عشرة من عمره يدعى "وني" وشيخ فى التسعين من عمره يدعى "ريمو" قد جمعهما مكان قرب القصر الملكى يعد ملعبا ل وني ومرتعا للذكريات بالنسبة ل ريمو.
تقلبات السياسة، وروعة الحب، وتزييف السلطة للتاريخ، والتلاعب بالدين والناس من قِبل السلطة المتحالفة مع الكهنة، وعدم دوام الحال، وغرور المحبين الذي يوردهم موارد التهلكة، والصراع على السلطة الذى ينزع من القلوب الرحمة، ويجعلها تتخلي عن إنسانيتها، أهم ما كان "ريمو" يعلمه لصديقه الصغير "وني" وهو يحكي له حكاية الملكة حتشبسوت وحبيبها سننموت وكيف عاشا مأساتهما وكانت نهايتهما
في بداية الرواية تسطر لنا الكاتبة مقدمة عن الملكة حتشبسوت عظيمة التاريخ والتي حكمت مصر لما يقرب من الربع قرن من الزمان والتي تم محو قبرها واثارها لأسباب كثيرة، ولذلك وحبًا في هذه الملكة وتاريخنا العريق جاءت روايتها..
والكاتبة هنا تضع بين أيدينا مزجًا جميلًا بين التاريخ والسرد .. فنجد صبية يقومون بالتمرن عن أداء مسرحية عن أوست"الأقصر" ويرفض أحدهم تواجد ريمو في المسرحية ببكائياته وأحزانه فهو سيجعلها تفشل ولن تعجب أحد..
من هو ريمو العجوز البكاء الأخرس الذي يحاول تنظيف بركة ما وازالة الاعشاب والبوص والخراب الذي حولها، يقترب منه وني مساعدًا ويكتشف أنه ليس بأخرس ويتصادق معه بشرط من العجوز أن لا يتحدث إليه كثيرًا ولا يسأله عن شيء حتى يحدث له ذكرًا، ومن هنا تبدأ حكايات الملكة حتشبسوت التي سيحكيها لنا ريمو ..
يالها من حكاية جالت بخيال الكاتبة فسطرتها لنا بكل الحب للقدماء المصريين.. لقد تفانت الأديبة في دراستها وبحثها حتى تخرج لنا هذا العمل بهذه الدقة والتفاصيل والمعلومات التي لم نسمع عنها قبلًا. وبالفعل هي نجحت في عملها هذا الذي يعد مرجعًا هائلًا لمعلومات كثيرة ودقيقة عن الحياة بط زمن الملكة حتشبسوت وما بعدها ..
نجد الكاتبة تحدثنا بمنتهى الدقة عن عملية تحنيط الملك تحتمس وعلمت منها أن الحانوتي الذي نقولها هي أصلًا الحانوطي من التحنيط، كما عرفت منها زير تبريد العصائر وقد شرحت كيفية عمله ومكوناته في هامش .. حقًا لقد تبنت الكاتبة عملها هذا فجاء متقنًا وجميلًا في آن واحد..
تجيد الكاتبة سرد التفاصيل الصغيرة عن الأمكنة فتجد نفسك تتجول معها في الريف المصري مستنشقًا عبير تلك الزهرة أو متنعمًا بهدوء الريف .. كما أنها تضع لنا الكثير من المفردات المصرية القديمة التي لازلنا نردد بعضها، وتضع لنا هامشًا بالمعاني.. وضعت الكاتبة صورا بعض البرديات التي تصور الحياة المصرية القديمة مرفقة ببعض الترانيم أو الوصف..
الرواية قيمة وممتعة جدًا تاريخيًا ومعلوماتيًا وروائيًا أيضًا .. كل تمنياتي بمزيد من التفوق للكاتبة الواعدة ..
اسم الرواية : ريمو اسم الكاتبة : انتصار سيف عدد الصفحات: ٦٢٠ صفحة اسم الدار : دار رؤية التقييم : ٥/٥ قصة الملكة العظيمة حتشبسوت وتاريخها العظيم وقصة حياتها منذ أن كانت طفلة وحرصها الشديد منذ طفولتها للوصول للحكم وتمسكها به وتنازلها عن كل شئ من أجله وتبدأ الحكاية من خلال ريمو ذلك الكهل ذو الثمانين عاماً رغم سكوته الا انه يحكي قصة تلك الملكة ل صبي صغير يدعي وني الذي يترك صبية عشيرته ويصاحب ذلك الكهل البكَّاء الذي يشَّوقه كل يوم بحكاية تلك الملكة ويعطف عليه وني لكبر سنه ويساعده ويعطيه طعام ويساعده في بناء منزله الصغير يحكي ريمو لصديقه الصغير كل شئ عن حتشبسوت كل ما حدث وماذا فعلت من اجل تمسكها الشديد بالحكم وما حدث في تلك الفترة منذ كانت صغيرة ومدي اهتمام المصريين بالمقابر وبنائها بأجمل الأحجار ونري بأعيينا كل ما حدث في الريف المصري وماذا كان يأكل المصريين وموسم الزرع والحصاد والأعياد المصرية القديمة الدينية والوطنية وكيفية الاحتفال بها وطريقة الولاده في العصر المصري القديم والسبوع وكيفية عيادة الأم للمعافاه وشرح ريمو ل وني المقابر وما كانت يكتب عليها وتحكي الكاتبه عن قمة الصداقة الخالصة بيين ريمو والارتباط القوي بصديقه الذي ساعده للهروب من الموت وكذلك اخلاص ريمو لحبيبته حتي الموت وبناء مقبرته بجانب مقبرتها وتمنيه الموت سريعاً للوصول اليها ويعلم ريمو صديقه الصغير أن الصراع علي السلطة والتلاعب بالدين والسلطه والسياسه يجعلك تتخلي عن الانسانية قصة رائعة تشمل كل شئ سياسية وتاريخية ورومانسية تستحق القراءة من أجمل قراءات شهر أغسطس 💜💜