«العلمُ بمنهجِه يرسمُ لنا الصورةَ الدقيقةَ لِما هنالِك، وما كانَ وما سوفَ يَكُون، ولنا بعدَ ذلكَ أنْ نتَّخذَ لأنفسِنا الموقفَ الذي نَرْضاه، فمَنْ يَدري؟ قد تكونُ نازِعًا برُوحِك إلى تصوُّفٍ بغضِّ النظرِ عمَّا كانَ وما هو كائنٌ أو سوفَ يكون.»
عندَ الحديثِ عَنِ التفكيرِ العِلميِّ يَنصرفُ الذِّهنُ في الغالبِ إلى ميدانِ العلومِ الطبيعيةِ ذاتِ المنهجِ التجريبي، على الرغمِ من وجودِ نوعٍ آخَرَ من العلومِ يُخالِفُ مَنهجَ العلومِ الطبيعيةِ مُخالَفةً جوهريَّة، وهو العِلمُ الرياضيُّ بمَفْهومِه الاستنباطيِّ الذي يتَّخِذُ من مَنهجِ الفُروضِ مَنْهجًا لَه حتى يَصِلَ إلى النتائِج. وقد كتَبَ الدكتورُ زكي نجيب محمود هذهِ السطورَ إيمانًا منه بأهميةِ تَرسيخِ الثقافةِ العِلْميةِ داخلَ المجتمَعاتِ العربيةِ مُتوجِّهًا بحديثِه إلى عُمومِ القُرَّاء، موضِّحًا جوانبَ التفكيرِ العلميِّ ومُحلِّلًا أُسسَه التي تُستخدَمُ في مختلِفِ مَراحلِه، من خلالِ شرحٍ لمعاني التجريدِ والتعميمِ والكمِّ والكيفِ، التي تُستخدَمُ في التفكيرِ العِلْمي، وهو مَعْنيٌّ هنا بالمجالِ العِلْميِّ وما يَدُورُ في مَدارِه، بعيدًا عن مَيادينِ نشاطِ الوِجْدانِ الإنسانيِّ كالأدبِ والفَن.
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).
عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.
نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
زكي نجيب محمود يقرأ ولا يترك أبدا مهما كتب أي شيء يكتبه يجب أن نقرأه حزين جدا أن يكون هذا الرجل ممن لم يحظ بالقدر الكافي من الرواج الذي تمتع به آخرون مثل مصطفي محمود مثلا لو كان لهذا الكاتب من الرواج مثل غيره لكان الحال اختلف كنت أود أن يكون بعض ما يكتبه مما يقرر علي طلاب المدارس أي شيء ليس شرط كتابا كاملا شيء يعرف به الأجيال حتي لا ينسي في هذا الكتاب يتحدث الكاتب عن أسس التفكير العلمي دائما يكتب عن العلم والتفكير العلمي وإذا كتب عن التراث فإنه يكتب الجانب النهضوي من هذا التراث. رحم الله الكاتب
الكتاب لقيته ف مكتبة المدرسة وما ادراك ما مكتبة المدرسة..الكتاب من سلسة كتابك الكاتت بتصدر زمان لكن دلوقتى مش بيعاد نشرها مع ان فيها حاجات جميلة .الكتاب صغير 66 صفحة لكن مليان . بيتكلم ف موضوع التفكير العلمى ومنهجيته .واتكلم عن انواع العلوم العلوم الرياضية والعلوم الطبيعة (التجربية) والعلوم الانسانية واتكلم بالاساس عن طريقة التفكير العلمى ف العلوم التلاتة والخلاف ما بين الفلاسفة من زمان على طريقة البحث والتفكير فيهم .يعنى مثلا العلوم الرياضية انى انا ببدأ بفرض انا بفرضه ف الاول وبعدين اكمل استنتاجاتى المتطقية بناء على الفرض الاول ده .والفرض الاول ده بقى يعتبر مسلمة او بديهة على حسب الاجماع المشترك من مجموعة او جماعة واتكلم ف انواع العلوم الرياضية والهندسة القديمة والجديدة .وان الرياضيات ذهنية رمزية اهن حاجة فيها انى بتعامل مع معادلة لازم الطرفين يساووا بعض لان الطرفين واحد اصلا بس بصورة مختلفة .يعنى لووفرضنا .3+2=5 .هنا الخمسة هى هى تلاتة +اتنين لكن بصورة تانى .اما عن العلوم الطبيعية فهى مجالها انى لازم النظرية تطابق الواقع وتطابق التجربة .مينفعش ف العلوم الطبيعة اتعامل معاها زى الرياضيات ذهنية بس !لا لازم اتعامل مع تجربتها الحقيقة ف الواقع قدامى .يعنى لو بتكلم عن ظاهرة فلكية او اى ظاهرة طبيعية وليكن نزول المطر ف العلم مينفعش انى ارد الاسباب لقوى مجهولة زى التفكير الخرافى القديم الهو ريط الاحداث الطبيعية بقوى خرافية !.انما لازم لو عندى نظرية بتفسر ظاهرة لازم تحصل وتنجرب ف الواقع .اما بقى عن العلوم الانسانية فمنهجها فيه خلاف قديم من بداية الفلاسفة لانها نسبية لانها بتعتد وتتمخور بالاساس على النفس البشرية .لكن ف النهاية اما اتكلم عنها د.نجيب محمود ف الكتاب قال ان لغتها لسه بتتعامل مع الكيفية مش الكمية وده احد اسباب عدم موضوعيتها .فعشان تقدر تكون زى باقى العلوم لازم يكون ليها لغتها الخاصة البتبعد عن النسبية او عن العواطف عشات تتعامل مع الظواهر وتفسرها .اما ف نهاية الكتاب اتكلم عن العلم ف حياة الانسان وان مش لازم يبقى حياتنا علمية موضوعية لان ساعتها هتبقى صعبة ومتشدقة! لان العلم جاف ناشف .زى ما الانسان فيه العقلانية والتفكير الموضوعى بردوا فيه جانب الاحساس والحانب اللاعقلانى .وان الانسان مش هيقظر يعيش حياته بالعقلانية الكاملة من غير القيم الجمالية والجانب اللاعقلانى .واتكلم ان من الخطأ هو الخلط بين الاتنين ف حياة الانسان .انما لازم الانسان يعيش بالاتنين الجانب العقلانى والجانب الغير عقلانى . ممكن لو حد ينفع كبداية ونافذة لفلسفة العلوم .
كِتابٌ هو أقرب إلى المقال الطويل، يتحدّثُ به زكي نجيب محمود عن العِلم، ويُحاول أن يعرض له بأبرز ملامحِه، ما يتميز به زكي نجيب حقيقةً هو سهولة العِبارة، وكثرة الأمثلة والّتي تتضح بها الفكرة، فيضعُ للِعلم ملامح كُبرى وهي التجريد والتعميم، وتحويل لُغة الكيف إلى كم، والموضوعية، وبحث العِلم الحثيث عن القوانين العامة والّتي تنطوي تحتها الظاهرة المُراد دراستها.
كتاب خفيف، لغته سهلة، يناقش بعض التعريفات الخاصة بالتفكير العلمي ويحاول إزالة الإبهام في فهم ماهية التفكير العلمي ودوره وموضعه. الكتاب صغير الحجم يبدو اقرب لمقال مدخلي منه إلى كتاب يناقش التفكير العلمي.
- ما هي المجموعات الثلاثة للعلوم؟ بماذا تتفق؟ وبماذا تختلف؟ تُصنف العلوم إلى ثلاث أقسام رئيسية؛ العلوم الرياضية بفروعها، العلوم الطبيعية بفروعها والعلوم الإنسانية (الإجتماعية) تتفق هذه العلوم على كونها تعتمد على التفكير العلمي، وتختلف في طرق الاستدلال على الحقائق العلمية، حيث تعتمد وحدة التفكير الرياضي للعلوم الرياضية على التحليلية في طرق بنائها أي أن البنية التحليلية مستندة على قانون الهوية (المعادلة الرياضية). بينما وحدة التفكير العلمي للعلوم الطبيعية تكون تركيبية في طريقة بنائها، أي أنها إضافة جزء لآخر، بدل من تحليل الأجزاء تكون التركيبية إضافة معلومات جديدة توضيحة للاستنتاج. أما العلوم الاجتماعية فهي تختلف عن أسس التفكير الرياضي وقد تتشابه مع أسس العلوم الطبيعية كونها تحلل الظواهر الطبيعية في أعماق الإنسان.
- بماذا يتميز التفكير الرياضي في سيره؟ يتميز التفكير الرياضي بسيره على خطوتين كانت أولهما مسلّمات يفترض صوابها بغير برهان، والخطوة الأخرى هي النظريات او النتائج التي نشتقها من تلك المسلّمات وهي نظريات نقيم عليها البرهان وطريقة البرهنة عليها هي أن نستند إلى المسّلمات.
- ما هي أنواع المسلمات في الهندسة الإقليدية؟ قسم أقليدس المسلّمات في الهندسة الإقليدية إلى ثلاث أنواع: النوع الأول أورد عددا من التعريفات التي يحدد به ما يعنيه بالكلمات ذات الأهمية في سياقه، النقطة والخط والسطح وهكذا. النوع الثاني: ذكر عددا من الحقائق المطلوب قبولها بغير برهان وأسماها بالبديهيات . والنوع الثالث: وضع عددا أخر من الحقائق المطلوب التسليم بها واسماها المصادرات.
- ما هو التغيير الذي طرأ في العصر الحديث على الهندسة الإقليدية؟ قام الرياضيون بتغيير المسلّمات من خلال استبدال تلك المسلّمات بنظريات وتضمن هذه المصادرة بالخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان او بالخطين غير المتوازيين اللذين لا بد وان يلتقيا اذا امتدا.
- ماذا نفعل إن وجدنا نظريتين ذات نتائج صحيحة من حيث الاشتقاق الاستدلالي؟ لا يسع في هذه الحالة إلا الأختيار على أساس المنفعة العملية للجماعة المعنية في مرحلة معينة من تاريخها دون أن يكون من حقنا (علميا) ان نتهم النظرية الأخرى بالخطأ.
- ما الأقدم، المنهج الرياضي أم المنهج التجريبي؟ ومتى كانت السيادة للتجريبي؟ يعتبر المنهج الرياضي ضارب في القدم الى جذور التاريخ،بينما المنهج التجريبي الطبيعى حديث الولادة. وساد خلال النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر او ما يقارب منه.
- ما الأساس الذي أشاد أرسطو منطقه الصوري عليه؟ تصور علم الطبيعة للحركة حيث يقسمها انواعا بحسب اتجاهاتها فيقول هناك حركة صاعدة أبدا كحركة اللهب وحركة هابطة ابدا كحركة الحجر الساقط وحركة دائرية كحركة الأجرام السماوية في أفلاكها.
- ما هي سمات المنهج التجريبي؟ التجريد والتعميم
- ما هما مستويا إدراك الإنسان لبيئته؟ المستوى الأول هو الإدراك الذي نتعامل على أساسه في حياتنا العملية. والثاني مستوى الإدراك الذي نرتفع اليه في حياة البحث العملي في صوره المتقدمة.
- ما هو شرط دقة التفكير العلمي؟ ماذا تعني الموضوعية؟ شرط التفكير العلمي أن يكون موضوعيا لا ذاتيا، وموضوعيته كفيلة أن تنجو به من اختلافات الفردية التي كثيرا ما تتكلم فيها الاهواء والرغبات والحالات الوجدانية.
- ما الفرق بين الكم والكيف؟ الفرق بينهما هو ما اسماه علماء النهضة الأوروبية وفلاسفتها بالصفات الاولية والصفات الثانوية.
- ما الفرق بين الوجداني والموضوعي؟ تعتبر الموضوعية من الصفات ونمط التفكير في الأشياء من الصفات التي لا تبرهن بطريقة الادراك البشري للأشياء والظواهر اما على نقيضها التفكير الوجداني او الصفات الوجدانية أو ما تتسمى بالذاتية التي يخلقها الإدراك البشري خلقا من عنده بحكم تركيب الجهاز الإدراكي عند الانسان.
- ما الخاصية الأخرى التي تتفرع عن خاصية الموضوعية؟ هذه الخاصية هي أن تكون القضية العلمية المطروحة على العلماء قابلة لان تحقق بالوسائل التي تبرز خطأها لو كانت قضية خاطئة .. وحيث اننا اذا قلنا ان التفكير العلمي موضوعي القصد من ذلك ان القضية العلمية مسألة اجتماعية لا مسألة فردية تخص قائلها وحدة.
- ما النقطتان الهامتان اللتان تبرزان من معيار "إمكانية التحقق بالحواس"؟ يبرز معيار امكانية التحقق بالحواس لدى الانسان حيث انه يعتمد على المشاهدات الدقيقة وعلى التجارب التي يجربها وعلى الاجهزة التي يوسع بها نطاق تلك الحواس.
- ما سبب تشكك فلاسفة العلم بإدراج العلوم الإنسانية مع العلوم الطبيعية ضمن منهج واحد؟ صعوبتها من جهة وتخلفها وبعدها عن الدقة إذا قيست الى العلوم ال��بيعية من جهة أخرى. - ما هي المعوقات الثلاثة التي أدت إلى تخلف العلوم الإنسانية؟ استخدامها المفهومات كيفية لم تحاول ان تلمس لها طريقا يحولها الى صيغ كمية كذلك أنها ما زالت تستخدم ألفاظا ذاتية الدلالة كالألفاظ الدالة على قيم أو الألفاظ المثيرة للوجدان غير مكتفية بلغة العقل أيضا أدت إلى تخلفها دون العلوم الطبيعية إقحامها لفكرة (الغايات المثلى) في ميادين بحثها.
- هنالك موقف آخر يقفه فلاسفة العلم، فيرون أن هنالك ظروفاً خاصة تحول بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، ما هي؟ الاطراد في الحياة الإنسانية أقل ظهورا من الاطراد في ظواهر الطبيعة فلئن كانت ظواهر الطبيعة تقع في أنماط يمكن إدراكها واستخراج القوانين العلمية التي تحكمها- أما الظواهر الإنسانية فكثيرا ما تنفرد بالحدوث مرة واحدة ثم لا تعود ولا هي مما يمكن إعادته.
- ما هو رد نجيب محمود على القائلين بوجود تلك الظروف؟ وما هو تفسيره لـ "وهمهم" ذلك؟ يقول د.نجيب محمود إذا ثبت أن في الحياة الإنسانية ما يتعذر إخضاعه للمنهج العلمي الطبيعي فليكن غير مجال العلم وأما ان تعترف منذ البداية بأنه أمر مستحيل ثم نمضي مع ذلك الظن بأنه علم اجتماع وعلم نفس وعلم سياسة فتناقض مرفوض، على أن الذي يوهم المعترضين بالاختلاف الجوهري بين الحياة الإنسانية والظواهر الطبيعية.
- ما هي غاية الغايات عند الإنسان بنظر زكي نجيب محمود؟ أن يكون كائنا حرًا.
يمكن تنزيل الكتاب من الرابط التالي https://www.facebook.com/AhmedMa3touk... ★ كتاب أسس التفكير العلمي ○ تأليف : زكي نجيب محمود ○ العدد رقم 4 من سلسلة كتابك ○ عدد الصفحات : 68 صفحة ○ الحجم 10 ميجابايت ≡ الفهرس ⌂ ♦ (1) مجالات مختلفة 8 ⌂ ♦ (2) وعلوم مختلفة 17 ⌂ ♦ (3) وقفة عند التفكير الرياضي 24 ⌂ ♦ (4) ووقفة أخرى عند المنهج التجريبي 34 ⌂ ♦-•-◀ (أ) تحويل الكيف إلى كم 37 ⌂ ♦-•-◀ (ب) التفكير العلمي موضوعي 46 ⌂ ♦ (5) وماذا عن العلوم الإنسانية 55 ⌂ ♦ (6) العلم وحده لا يكفي 64 ◯◀ تحميل كتاب أسس التفكير العلمي .pdf
ولكل من العقل واللاعقل أهميته، ولا عيب في أن يكون الإنسان هذا وذاك معًا، لكن العيب هو في الخلط بينهما؛ لأنك إذا أذنت للجوانب اللاعقلية أن تتسلل إلى ميدان العقل، فقد فسد هو وفسدت هي، وضاع الإنسان ممزقًا فيما ليس يجديه، وأعجب العجب أن نجد هذا الخلط على خطورته شائعًا بيننا شيوعًا يسترعي النظر، فما قد قصد به إلى حياة الوجدان، يحاول بعضنا أن يُقحمه في منطق العقل؛ أي أن يُقحمه في ميدان العلم، حاسبًا بأن ذلك تشريف له وتعظيم وتأييد، مع أن ذلك إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن صاحب محاولة كهذه غير واثق في كفاية وجدانه، فأراد أن يبحث له عن دعامة من خارجه لئلا يسقط وينهار.
"الحرية بشقيها: مايتحقق منها عن طريق العلم بقوانين الطبيعة وقوانين السلوك الإنساني، وما يتحقق منها عن طريق الوجدان والإيمان، أقول إن تلك الحرية بشقيها لعلها هي الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان."
كتاب لطيف جدا وبيفرق بين نقطة محددة وهي التفكير العلمي واللغة العلمية وبين اللغة اليومية وطبعا اللغة العلمية هي اللي قامت عليها الفلسفة التحليلية وكمان الكتاب بيتعرض للفلسفة العلمية بشكل بسيط وبشكل مقدمة
«العلمُ بمنهجِه يرسمُ لنا الصورةَ الدقيقةَ لِما هنالِك، وما كانَ وما سوفَ يَكُون، ولنا بعدَ ذلكَ أنْ نتَّخذَ لأنفسِنا الموقفَ الذي نَرْضاه، فمَنْ يَدري؟ قد تكونُ نازِعًا برُوحِك إلى تصوُّفٍ بغضِّ النظرِ عمَّا كانَ وما هو كائنٌ أو سوفَ يكون.»
عندَ الحديثِ عَنِ التفكيرِ العِلميِّ يَنصرفُ الذِّهنُ في الغالبِ إلى ميدانِ العلومِ الطبيعيةِ ذاتِ المنهجِ التجريبي، على الرغمِ من وجودِ نوعٍ آخَرَ من العلومِ يُخالِفُ مَنهجَ العلومِ الطبيعيةِ مُخالَفةً جوهريَّة، وهو العِلمُ الرياضيُّ بمَفْهومِه الاستنباطيِّ الذي يتَّخِذُ من مَنهجِ الفُروضِ مَنْهجًا لَه حتى يَصِلَ إلى النتائِج. وقد كتَبَ الدكتورُ «زكي نجيب محمود» هذهِ السطورَ إيمانًا منه بأهميةِ تَرسيخِ الثقافةِ العِلْميةِ داخلَ المجتمَعاتِ العربيةِ مُتوجِّهًا بحديثِه إلى عُمومِ القُرَّاء، موضِّحًا جوانبَ التفكيرِ العلميِّ ومُحلِّلًا أُسسَه التي تُستخدَمُ في مختلِفِ مَراحلِه، من خلالِ شرحٍ لمعاني التجريدِ والتعميمِ والكمِّ والكيفِ، التي تُستخدَمُ في التفكيرِ العِلْمي، وهو مَعْنيٌّ هنا بالمجالِ العِلْميِّ وما يَدُورُ في مَدارِه، بعيدًا عن مَيادينِ نشاطِ الوِجْدانِ الإنسانيِّ كالأدبِ والفَن
كنت متخوف من حجم الكتاب و صغره لكن يوم قرته عرفت ان الكتاب مكتوب بلغة غلمية تختزل كل وجدان طريقة كتابة الكتاب متوافقة مع المنهج العلمي
يتكون التفكير العلمي من كلمات كمية واضحة نستبدله عن الكلمات الكيفية , كلمة حرارة شديدة عند العلماء تصبح درجة معينة رقمية 88 حرة دون ذكر شدته او خفته
لكن هناك منهج طرحه زكي نجيب في تحليل الكتاب الفلسفي و الرواية و هي المسلمات متفق عليه مثل مسلمة كانط الاخلاقية او مسلمات الروايات من خلال دراسة العمل الانساني او الادبي من مسلمته نستطيع ان ننتقد الكتاب في افتراضاته لا عن طريق مشاعرنا لكن عن طريق تناقض المسلمة مع الافتراض و هذا المنهج يستطيع ان يحلل التناقضات في الرواية و يستطيع ان يحكم على صاحب الخيال ان خياله سيء لو انطلق بقصته في مسلمات شاطحة
كتاب صغير الحجم ، سلس الأسلوب، عظيم الفائدة فهو مقدمة رائعة للتعرف على منهج التفكير العلمي وانواعه وتطوره وللتفريق بين ما هو علم وما هو مجرد معرفة او خرافة
بالأضافة الى تعريفه لخصائص المنهج العلمي السليم من التجريد والتعميم -الموضوعية والذاتية -تحويل الكيف الى كم . كل ذلك باسلوب بسيط سلس و عبقري
أن من أخص خصائص التفكير العلمي، وصوله الى قوانين عامة نفهم الوقائع الجزئية على ضوئها؛ نعم إن العلم يبدأ بدراسة الحقائق الجزئية المفردة المحددة، غير أن هذه الحقائق لا تكون بذاتها علمًا؛ لأن العلم لا يكون إلا إذا كشفنا عن القوانين العامة التي تكوِّن كل حقيقة من تلك الحقائق الجزئية تطبيقًا أو تجسيدًا لها؛ فأهمية الوقائع الجزئية هي أنها أول الطريق الذي يؤدي بنا إلى قوانين العلوم.
دي التجربة الثانية ليا مع فكر د.زكي نجيب محمود بعد "تجديد الفكر العربي" واللي كان أول شرارة جعلتني أقع في حب فكره وفلسفته ولكنها تجربه أقل إثراءا بكثير من التجربة الأولي علي المستوي الفكري أو الثقافي.
فالكتاب أشبه بمقالة طويلة عن مناهج نظر كل علم من العلوم لأسس التفكير العلمي من العلوم (الطبيعية, الانسانيه والرياضية) وفيما يختلف كل علم من العلوم عن الأخر في تلك النظرة.
.The beginning of the book is coherent and more likely to be objective .Deserves to be read again many times whenever it’s needed Last pages are more subjective and singular than coherent. 5 starts for both parts. EVEN THOUGH I don’t agree with the subjective opinions of the writer.
كتيب صغير لكنه يشمل مباديء التفكير العلمي زكي نجيب محمود فيلسوف يكتب أدباً، فكل كتبه تكتب بطريقة ادبية سهلة فالعموم الكتاب محاوله لتقديم فلسفة العلم للقاريء العربي وأي محاولة في هذا الإتجاه يجب الشكر عليها، مع اختلافي له في جزئية العلوم الإنسانية لكن فالعموم كتاب يستحق القراءة
(العلم بمنهجه يرسم لنا الصورة الدقيقة لما هنالك ،ولما كان وما سوف يكون ، ...)
*زكي نجيب محمود
صدر هذا الكتاب عام 1977 في 38 صفحة يشرح فيها بطريقته أسس التفكير العلمي .
ذكر في البداية عن أهمية بالغة في لفظتي "التجريد" و"التعميم " في تصورنا للأسس التي يقوم عليها التفكير العلمي وشرحهما شرحا مختصرا وذكر قائلا" أن الحقائق العلمية ليست كلها من درجة واحدة بل هي درجات تتصاعد من حيث التجريد والتعميم " وعن الفكرة المجردة اقتبس منه (والفكرة المجردة إذا بلغناها وجدناها بالضرورة فكرة "عامة"تصدق -لا على فرد واحد ،أو موقف جزئي واحد ،بل تصدق على مجموعة الأفراد أو مجموعة المواقف المتجانسة ؛وسترى أن من أخص خصائص التفكير العلمي ،وصوله إلى قوانين عامة تفهم الوقائع الجزئية على ضوئها ...)
وعن الربط بالسبب والنتيجة وهو ما أسماها (الربط بين المتفرقات) التي يتلازم حدوثها معا أسٌ مكين من أسس التفكير العلمي
ذكر مثال بين من يربط بين زيارة الأضرحة وشفاء المرضى يقول(ففي حالة التفكير الخرافي وفي حالة التفكير العلمي على حد سواء ،نرى محاولة الربط بين الحوادث والأشياء ربطا يساعدنا على التنبؤ بالنتائج ،لولا أن التفكير العلمي فيه ما ليس في التفكير الخرافي من دقة المشاهدات وتمحيص النتائج ) ولقد بين ذلك في اجزاء الكتاب ذكر بأن منهج العلم كان فترة طويلة مع بعض الاستثناءات قائم المنهج الأرسطي في التفكير على نحو قرون كثيرة إلى أن جاء عصر النهضة (كانت هي المدخل إلى ما نسميه بالعصر الحديث ، فها هنا بدأت علوم الطبيعة تتخذ لنفسها مكانا لم يكن لها في التاريخ) وقارن الكاتب هنا بين التفكير الرياضي والتفكير في العلوم الطبيعية التجريبي وذكر (أن التفكير على النهج التجريبي ،فلم يتبلور في تيار تكون له السيادة الشاملة في الحياة العملية كلها ،إلا من خلاص النهضة الأوربية)مع بعض الاستثناءات الفردية على الخصوص في الحضارة العربية . وشرح أيضا عن مفهوم الكم والكيف في التفكير العلمي والصفات الموضوعية والصفات الذاتية خاصية الموضوعية يتميز بها التفكير العلمي يقول (ان الحقيقة العلمية موضوعية ؛بمعنى أن يشارك في إدراكها كل رجال الاختصاص ،لا ينفرد بها بعض دون بعض ) واشار أن الكتابة العلمية محايدة وأن التفكير العلمي (مطلبه عسير على غير من دربوا عليه ،فعامة الناس يأخذها الضيق إذا طالبت أفرادها بدقة العبارة على النحو الذي يخلصها من الزوائد الوجدانية ...)
وكان له وقفة مع العلوم الإنسانية
وذكر في اخر الكتاب كتب عن من يخلط بين إيمانياته والعلم فقال: "وأعجب العجب أن نجد هذا الخلط على خطورته شائًعا بيننا شيوًعا يسترعي النظر، فما قد قصد به إلى حياة الوجدان، يحاول بعضنا أن يُقحمه في منطق العقل؛ أي أن يُقحمه في ميدان العلم ، حاسبًا بأن ذلك تشريف له وتعظيم وتأييد ، مع أن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن صاحب محاولة كهذه غير واثق في كفاية وجدانه ، فأراد أن يبحث له عن دعامة من خارجه لئلا يسقط وينهار."
كتاب صغير الحجم ، عظيم المحتوي جدا ، كل سطر يجب أن يقرأ بعناية وأري أنه يجب أن يدرس في المدارس ، وبالرغم من أن كتاب التفكير العلمي لدكتور فؤاد زكريا أكبر حجما بأضعاف مضاعفة عن هذا الكتاب إلا أني أري أن هذا الكتاب أكثر أهمية
يوضح الكتاب الفرق بين لفظتي التجريد والتعميم وأثر معناهما في التفكير العلمي ، و من وجهة نظري أهم ما يوضحه الكتاب هو كيف يمكن أن يكون أكثر من وجهة نظر صحيحة لأي موضوع وهذه النقطة إذا تم حسمها في مجتمعنا لتغير الحال كثيرا ،و هناك أيضا نقطة أن التفكير العلمي هو تفكير كمي وليس كيفي ، والنقطة المختصة بالعلوم الإنسانية و إمكانية وضع قواعد لها
أري أن هذا الكتاب واحد من الكتب الهامة التي توجد في مكتبتنا العربية ويجب أن يقرأ أكثر من مرة حتي يتشبع المرء بتلك الأسس الفكرية وتكن له أسلوب حياة