من روائع بلزاك، الرواية الأولى "وداعا" تدور حول مأساة عسكرية لاجتياز جسر البرزينا في حرب ١٨١٢، ومأساة عاطفية قصة حبيبان افترقا، الى مأساة الوعي في جنون البطلة وانتحار البطل. وعلى الرغم من صغر حجمها الا انها مكثفة عاطفيا وفلسفيا، في تصويره للجسر وحالة الجنود والبؤس البشري، وفي اثارته للسؤال الفلسفي لما يتعلق بالحرب والتدمير والألم والوعي الإنساني، العذاب وفقدان العقل، والمقدرة على الحب، في اللحظة التي تسترد فيها البطلة عقلها تموت ، مأساوية ، يقترن فيها الممكن والمستحيل ، تحتضن ضعف ارادة ووعي الانسان ، الجنون فيها هو الألم، وهو محرك الاحداث. أما الرواية الثانية " النزل الأحمر " فهي قصة جريمة متخيلة تحكى داخل القصة، وتبدو من دقتها ، كأنها حقيقية وحدثت بالفعل ، وبها يطرح بلزاك عديد من الأسئلة الاخلاقية ، والفكرية حول الجريمة والوعي ، والتورط النفسي في الشر، وقوة احلام اليقظة ، وتناقض النفس البشرية ، طبيعة الافكار والافعال ، كما كتبت هذة الرواية بأسلوب قص بالغ التدفق والبراعة.