ما ان فرغت من تدوين سعيى الى استحضار الإناث اللواتى لم ألحق بهن، ولم يتحقق حظى منهن الاعبر الخلسات العابرة الجالبة للشجنة، الحاضة على استنفار كوامن نائية والتنبيه إلى لحيظات يستحيل الوصول اليها او بلوغ مثواها، الاتواترت على الرؤى، وتجاذبتنى آفاق شتى، لكن أينما وليت تراءت لى القاطرات، مقبلة، مدبرة، منتظرة، شارعة فى الرحيل، فوق الجسور، بلوغها المحطات النائية، مفارقتها الأرصفة، عند التهدئة ايذانا بقرب الدنو، عند الإسراع شيئا فشيئاً طلباً للطى، وتجاوزاُ للفوت، الدمدمة الصادرة عن الطاقة المحرضة، التوثب الى كل متاق، عند عبور الفواصل القضبانية، فلكى تتصل المسافات ويصح التمدد لابد من مسافات صغيرة فارغة تستوعب انكماش البرد وقلقلة الحر، فما نراه جامداً، ثابتاً، إنما تدركه عين الحركة ولوأمره من حديد، متواليات محسوبة، مسبوقة بقياسات دقيقة، عند المد فى الصحارى الخالية او خلال المدن المزدحمة، نهراً وليلا، شمس متـلقة او غادية، اضواء دانية او كاشفة، متاحة لكن يصعب إدراكها.
هذا الدفتر بالتحديد حميمى للغاية ، يتحدث فيه الغيطانى عن القطارات والأسفار والغربة و الحنين و الصعيد و أشياء اخرى مُحببة إلى ..
.. لكن مع ذلك يبدو أننى ارتكبت جريمة فى حق نفسى بعد قرائتى لرواية الزينى بركات للغيطانى و إعجابى بها ، قررت شراء بقية أعماله على أمل أنها ستكون على نفس المستوى ، و لكن ياللأسف لم يكن أياً مما قرأته له بعد الزينى بركات على نقس المستوى ..
لا أعلم أين يكمُن الخلل تحديداً فى عدم تقبلى لأعماله التالية .. أحياناً ( ربنا بيفتح عليه و يقول حاجات تمزّجّك ! ) و أحياناً تشعر أن الكتاب مكانه حاوية القمامة ، خصوصاً عندما يبدأ تداخل ما يكتبه مع موضوع الأنثى ! .. أعوذ بالله !
-----
لم تعد بى رغبة لقراءة أى من أعماله ثانية ، لكن ماذا أفعل و قد اشتريت دفاتر التدوين كاملة ؟ هل هناك من يحب الغيطانى و كتاباته يأخذها و يخلّصنى منها ؟ :(
جمال الغيطاني مرة أخرى بحكاياته ومواقفه ، بوصفه الرائع ، باحساسك بالقاهرة المملوكية والفاطمية في كل عبارة من عباراته بجو مقاهي الحسين وشارع المعز ورائحة البن المحمص بجمله القصيرة المركزة الغامضة التي تجعلك تشعر كأنك تقرأ كتابا لأحد أقطاب الصوفية القدماء
أحببت هذا التدوين كثيرا عن التدوين السابق لعل ذلك بسبب حديثه عن القطارات التي احبها ( ولكن ليست قطارات مصر حاليا :D ) ام لعل ذلك لتكراره المرور ببلدي ( الواسطى ) وبلدتي ( ميدوم) وتكرارهما في أكثر من موضع ؟ حسنا ما يهم أني احببته :)
ليس بالهين على مبتدئ في القراءة أو مستجد على أسلوب الغيطاني .. عشقت فيه خواطره عن السفر والترحال وأصابني بعدوى الشغف الشديد بالقطارات بالأخص :) .. هذا الدفتر الوحيد الذي قرأته من دفاتر التدوين ونجح في فتح شهيتي لبقية الدفاتر .
"تمضي القطارات هادرة، مختالة، لكنها علي القضبان وحيدة، منطلقة بمفردها مهما زادت الحمول لا تدوم الصلة إلا مقدار لقاء العجلات بالقضبان عند اكتمال السرعة ، لا تلتقي إلا لتفترق.. ولا تخلف الضجة إلا صمت المعدن ... "
أتذكر أني حصلت على هذا الكتاب كهدية على مشترياتي من دار الشروق بمعرض الكتاب بالإسكندرية، مما جعلني أظن أنه جزء ثان من كتاب آخر و أجلت قراءته أكثر من مرة.. أسرني في بادئ الأمر بأسلوبه الشيق و حديثه عن القطارات و علاقتها بحياتنا و عن حياته الشخصية و كيف بدأ مشواره العلمي و العملي. ثم فوجئت بأسلوبه في الحديث عن أي أنثى، و لدهشتي أنه يتحدث عن تجاربه الشخصية مع الاناث و مع الخمر فوجدته يسقط من نظري بعد أن كنت أكن له الإحترام و التقدير...
This entire review has been hidden because of spoilers.
جمال الغيطاني عامل حاجة اسمها دفاتر التدوين، كتبها في النصف الثاني من التسعينيات، الدفتر الثاني منهم اسمه "دنى فتدلى" والحقيقة انه قراءة هذا الدفتر بمثابة عقوبة، مش فاكر آخر كتاب أضجرني بهذا الشكل ..
الراجل لغته فخيمة، مقتدر بالفعل على الوصف والتفصيل، لكن طول الكتاب أنا بسأل نفسي لماذا طرح الغيطاني هذا الكتاب للجمهور، ما الغرض من كتاب يتناول تفاصيل ذاتية لا علاقة لها بالعام إطلاقاً ..
يتناول أسفاره بالقطارات في بلاد شتى، يستنبط من أصوات مرور عرباته على القضبان استنباطات ذاتية مغرقة في الذاتية، يفصل أنواع القطارات التي ركبها، مواعيدها، احساساتها، وفي خلال هذا تفاصيل حميمية مع نساء قابلهم ..
هل الأدب للأدب؟ لغة متكلفة، تخفي خواءً؟ نص بهذا الشكل يتم كتابته من باب تمضية الوقت، هل اللغة منفصلة عن مضمون العمل، إنها الأداة والوسيلة لعرض الأفكار، لكنها لا تحل بذاتها محل الأفكار مهما بلغ بهرجها ..
ما شأني بتتابع أعمدة البرق وتوازيها مع القضبان، هذا الخيال المركب الذي يترجم صوت مرور القطار فوق فواصل القضبان و الجسور، تصاميم المحطات، هذا الخيال الفريد، يظل انعكاساً ذاتية منفصلاً عن الواقع بالأساس ..
الجزء الأول من الدفاتر، أربعة دفاتر، أتى في ٧٠٠ صفحة من القطع الكبير، ٧٠٠ صفحة من الكلام المتكلف عديم المعنى، الدفتر الأول كان موضوعه الأماكن وأوصافها مع حضور طاغي للأنثى، مع بعض الحكي، لكن لازال موضوعه هو ما أحدثته تلك الأماكن من مشاعر خزعبلية في نفسه، واللغة هي نفسها، التكلف، الغموض، الانتقال بين المواضع محدثاً ارتباكاً وضياعاً مملاً ..
تري هل يمتد الطريق عندي ،أم أتفرق عليه؟ هل يؤدي إلي أم أتوزع نثارا عبره؟
أيقنت بعد جلاء العناصر ،أنني جئت إلى هذا الوجود وحيدا ،و أنني سأسعى فردا منقطعا مهما تعددت الصحبة ،و اتصلت الحميمية ،و كل ما تؤججه الرفقة إنما هو لواذ وقتي ،مرهون بمدة ،له ابتداء و له انتهاء شأن كافة المواقيت.
أصبحت حنينا في مجملي و كافة تفاصيلي.. ~~~ مأسورة أنا بين دفتي هذا الدفتر ،مأخوذة بكل حرف خط فيه ! و بي شوق جارف إلى اقتناء سائر دفاتر الغيطاني لعلها تمد عمر الحالة التي أورثنيها هذا الكتاب آمنت الآن بأن الكتب في عمومها هي حلال المخدرات و رخيصها
ماذا عساي أن أقول؟ هذه يوميات متحرش في القطارات. أينما وجد الحضور الأنثوي و ذكرت سيرته، لا يعتمل بدواخل الكاتب سوي التفكير في كيفية التقرب الجنسي من الأنثي التي أمامه و التغزل بمفاتنها!