... لأمر جري وتمكّن منّي تغيّر حالي وتبدل أمري، لن أفصّل ولن أخوض فلم أتأهب بعد لإيراد الأسباب، لكنني ألمح وأشير إلي زلزلة ما عندي وتبدّل ما التزمت به، لم يعد أمامي إلا الشروع في هجاج والخروج من سائر ما يتعلق بي أو أتصل به، أطلعت أهلي ومن خرجا عبر صلبي وترائبي، ودعوني بالتمني، ألا تطول الغيبة، وأن تُكتب لي السلامة في كل خطوة أو موضوع أحل به...
أسوأ ما كتب الغيطاني هو سيرته الذاتية تلك المسماة دفاتر التدوين.. فكل ما يتحدث عنه الغيطاني لا يتجاوز نطاق وصف الأماكن و سرد غزواته النسائية.. مجددًا حاولت منح الفرصة للغيطاني.. على أمل أن يخرج هذا الدفتر بشكل مختلف... مرت عشر صفحات... لا يزال الغيطاني يتمتع بلغته القوية التي أحب... مرت عشرون صفحة... الغيطاني يتحدث عن مدينته أخميم... لكنه ليس كأيام طه حسين... بل هو مجرد وصف فقط للمكان دون أية أحداث فعليًا.. حسنًا .. أنتظر الأفضل.. مرت خمسون صفحة... لا يزال لم يحدث أي شيء.. ثرثرة و ثرثرة و ثرثرة عن المكان و الآثار... الملل يقتلني.. لكن حبي للغيطاني هو فقط ما يدفعني للاستكمال.. لعل وعسى.. مئة صفحة... حتى لغة الغيطاني لن تجعلني أواصل هذا الملل! الغيطاني لا يقول أي شيء.. لا يقول أي فكرة.. لا يسرد أي قصة.. أية سيرة ذاتية تلك التي لا تحوي أي أحداث أو مواقف أو مشاكل؟؟؟ أية سيرة ذاتية تلك التي لا تتحدث سوى عن البوابة الخفية و البشر الذين يمرون فيختفون ثم يعودون؟! أية سيرة ذاتية تلك التي لا يوجد بها سوى الحديث عن أهمية "الاسم".. الرن.. تلك الفكرة التي أشبعها الغيطاني قتلًا و بحثًا في عشرات الكتب الأخرى؟! لا.. لا يمكنني تحمل إكمال الكتاب .. حتى لو كان الغيطاني كاتبي المفضل و حتى لو كنت استمتع بكل تراكيبه وصياغاته.. إلى قاع مكتبتي غير مأسوف عليك!
لم أستطع أكماله فبرغم من مقدمته الرائعة إلا أن الكتاب شديد الملل و من الصعب الأستمرار فيه و هذا ليس رأيى وحدى. غريب أن تفرد جائزة لمثل هذا العمل الفاتر, أم أن لمسألة الجوائز حسابات أخرى؟ فالكاتب جمال الغيطانى فى النهاية كاتب قديم و يحتل منصب حكومى و هذا من ما يأخذه عليه الكثيرون فهو متهم بأنه منذ أنخرط فى العمل السياسى و تأثر أنتاجه الأدبى
الكتاب يحتاج لشرح وتفاصيل أكثر.. فليس كل من يقرأه هو مصري أو ملم بتاريخ مصر.. وربما لأنني لم أقرأ الدفاتر السابقة لم استطع الحكم عليه بشكل أفضل.. ولكن بشكل عام الكتاب للثقافة المحلية وليس للانتشار
في الدفتر السادس ، تتجه الكتابة إلي أشد رمزية وكثافة وشفافية ، من خلال الإسم والمعروف في اللغة المصرية القديمة بأنه الرنَّ ، يكتب الغيطاني عن الإسم ودلالته وقوة حضوره وتأثيره ومكانته في الوجود والغياب ويعرج منه علي حكايات فرعونية من خلال المتاحف والمعابد والألهة قديمة ، كتاب ممتع وإن كان فيه قراءات رمزية لأمور كثيرة رحمة ونور ياعم جمال