بأي لغه يتفاهم العشاق ... وتبعا لأي قاعده تدور لعبه الحب .. وماذا يجدي مع القلب إذا تملكه العشق المستحيل ... و أي عزاء له إذا كان الفراق واقع لامحاله ...
في قالب من النثر المحكم الاقرب للشعر في تصويره يحكي المُرسِل كيف وقع أسير للحب و كيف ألتهمه الشوق
خصص جمال الغيطاني كتابته - على الأقل في هذا الكتاب - لخرق مستحيل ظننته لا يُخرقْ ، و هو تخصيص حالة واحدة و إحساس واحد و حب لا يحمل الكثير من الأحداث في كتاب كامل يقترب من المائة و الأربعين صفحة !، دون إحساس بالملل ، أو بالسفه ، أو بالرغبة في التطويل. فالمستحيل بالنسبة لي في هذا الكتاب هو قلة أحداثه و كثرة تفاصيله. أو ربما إذا قسمنا الحدث نفسه إلى حدث كبير و حدث صغير. فهذا الكتاب يحمل الكثير من الأحداث الصغيرة التي صنعت أحداثاً كبيرة قليلة. رصدتها عينٌ مرهفة ، و كاتب يعلم ما لا نعلم ، و قلم يعشق صاحبه رشقه في حبر التدوين.
بالمناسبة : غلاف هذا الكتاب - طبعة الشروق - من أروع الأغلفة التي رأيتها و استمتعت بها في حياتي .
جمال اللغة: 10/10 القصة: 0/10 We read, we don’t judge? Pfffft… I read, I judge. الكتاب ببساطة بيحكي إن أخونا جمال الغيطاني، وهو في الأربعينات من عمره، جات له رحلة عمل إلى أوزباكستان: سمرقند، بخارى والذي منه.
قابل هناك بنت في العشرينات متزوجة (بس متزوجة مفرقتش في قصته حاجة)، مشاركة في نفس رحلة العمل، اسمها فاليريا… أو “ليلى” زي ما بتقول إن دا معنى اسمها بالعربية.
نظرات، تلميحات، رقصات، حركات، وتأملات طويلة… كل ده مغلف بلغة حلوة مغرية للقارئ، وهوب يحصل المحظور الذي لا مفاجأة فيه.
السؤال هنا بقى: ليه؟ ليه تتحول تجربة عابرة، ملتبسة أخلاقيًا، إلى كتاب كامل؟ اللغة وحدها لا تنقذ الحكاية، ولا تبررها. النتيجة: كتاب مبهر لغويًا، لكنه فارغ قصصيًا بالنسبة لي.
لا أعرف لماذا أشعر بالحزن العميق بعدما أنتهيت من هذه الرسالة .. لا أدري .. أظن أني لن أكتب ملخص رأيي بها الآن .. سأحاول أن أخرج من هذا الشعور أولا .. لكن في الحقيقة .. أنا أرغب في التوقف عن القراءة الآن .. سأبيع مكتبتي وأحتفظ فقط بهذا الكتاب .. فالقراءة بعده جهد مهدور ..
حمل النص تجارب فوق ما يحتمله المشهد بكثير... كإن الغيطاني كان عنده تجارب عميقة ونظرات من طول تأمل وحب يضفرهم، بس القالب طلع مش مناسب، وأكبر من إنه يستوعب ده... مستخسرة جمال الوصف واللغة والمعاني في حبكة ضعيفة زي كدهه! يغفر لجمال الغيطاني عندي إنه خلى البطل نفسه يعترف إن حبه ده أهوج ومش منطقي... اهو كده الأمر يبقى فيه منطق عند القارىء ويحاول يتقبل عمق التجربة اللي بيبثها، ويشارك الراوي استغرابه لذاته! يااه لو كان ركز أكثر على معارفه التاريخية وحبه للمباني وأظهر ده بشكل أغنى!
اقتباسات عجبتني: "يا أخي، أجج الله توقًا من يحبك إليك. وقربك ممن تهوى، وقوى يقينك..."
"جئناها ليلًا فلم تكن المعالم بادية، لا تفصح المدن عن مكنونها للغريب في العتمة، تجدها مضمومة، غير منبسطة...." عن بُخارى!
"اعلم يا أخي، إني بعد إيابي، وبدء وجدي، حاولت جاهدًا على استعادة ملامحها فعجزت، حتى الصورة الوحيدة ملك يميني لم تسعفني، بوثوق أقول لك أنه ما من صورة أو لحظة مستعادة يمكن أن تدل عليها، أو تظهر بععضها من جوهرها، في كل لحظة تبدي مظهرًا، وعند كل التفاتة تظهر جانبًا، ولحظة انتقالها من وقت إلى وقت، تسفر عن حضور مختلف. فبأيهم أستدعيها عندي؟! وبأي رسم أقربها مني؟!!
"في كل لحظة تولد من جديد، بعض من مكنون نظرتها مصون في صندوق غرارة قلبي، لكني عاجز عن تمثله بعيني عقلي، أوقن أني لن أستعيدها، حتى لو التقينا مرة أخرى..."
قالت: "وكيف أصدقك؟" قلت: "إن دليلي هو حالي..!"
"إنها تتحرك في سمرقند، ترى القباب ذاتها، وتقف أمام وجهات المدارس عينها، لكم رغبت أن أراها بصحبتها. أن أفسر لها كيفية التلقي عندي، أن أحدثها عن فرادة الخط العربي المحيط بالأفاريز، النقوش الحافة، والحروف المتداخلة، جمال حرف الألف الذي بلغه طوله مترين كاملين عند قاعدة قبة بيبي غانم، أقرأ لها الآيات القرآنية، وأفسر قدر جهدي ما غمض من معانيها، فجأة تباغتني هواجس مرة!"
"تعرف يا صاحبي إن الإنسان إذا انفرد بنفسه يرتقع صوته أحيانًا. إما مغنيًا أو محدثًا وربما بدافع خفي قديم من الأزمنة المندثرة.كأنه يصرخ ليؤنس فردانيته! ولحظة انبثاق رؤياها كنت الأشد وحدة، ظهر تكوينها فآنست منه أمنًا..."
"تعرف يا أخي إنني لطول ما عانيت، لشدة ما قاسيت، صرت أتقن إخفاء ما عندي، لا أدع ملمحًا يتسرب إلى قسماتي، لكم تمنيت بسط نفسي أمامها كل البسط، أن أفض مغاليق شتى، كان الأمر ثقيلًا..!!"
"وجودها بجانبي كان يستثير قدرة على البوح ظننت خمودها، ولكن أنى لها ذلك ولم أخاطبها إلا في جمع، أنى لها الإطلاع على موروثي وهي لم تتجاوز العشرين إلا بسنوات أربع!"
"وارتدت ملامحها إلى طفولة، إلى مراحلها الأولى، فأطلعتني على ما لم أره..."
"قلت إن من كان مثلها، لا يخاطب إلا شعرًا..."
قلمجمال الغيطاني ناتج على نطاق التجارب وناضج لغويًا وحسه مرهف، بس لولا ضعف الحبكة !
في حقيقة الأمر اقتنيتُ هذا الكتاب بسبب غلافه الذي أسرني. ولأكون مُنصفة، قلّبتُ صفحاته فشدّتني لغته المحبوكة بإتقان. والآن وبعد إنهائي لقراءته أدرك كم كان حدسي صادقاً- وسيء الحظ ربما؟- فالنجمتان ترجعان لذات السبيين: الغلاف والعربية الكلاسيكية المُحكمة. كقصة وجدتها مُبتذلة جداً، وهنالك الكثير من المبالغة الوجدانية-والتي مع جُلّ احترامي لا أعيبها فقد يشعر بها الإنسان- إلا أنها لا تعدو عن كونها نزوة. ولا أُحب التقليل من شأن الكتاب-أو الكاتب- حيث يستحق إعادة القراءة لاستخلاص التعبيرات البلاغية والجزالة والبلاغة الرنّانة.
أعذب وأرق ما قرأت .. قد تبدو الحكاية مكررة او عادية فهى تحكى ميلاد قصة حب ثم الفراق ، ولكنها أبعد ما يمكن ان تكون عن التقليدية .. الوصف ولا أروع والمشاعر ولا أرهف استمتعت بها جدا وكنت أود لو لم تنتهى
على عكس تجربتى السابقة مع الغيطانى والتى أصابتنى بعض الملل وعدم استيعاب اسلوبه، وكأني بغيطانى أخر من يكتب هذا العمل الرائع ..
ألا تهيم النيازك والشهب حتى إذا دنت من مجال للجاذبية يحس ولا يري، يبدو أثره ولا يمكن الإمساك به، تهوي إليه؟ فمنها ما يدور إلى أبد أبيد، ومنها ما يحترق قبل ملامسة سطح الفلك، ومنها ما يستحيل بعضه ضوءا، ويسقط ما تبقي منه، وقد كنت أنا هذا كله، فأنا حائم، ماض، دوار، مأسور، محترق بذاتي، متنقل من كينونة إلى كينونة، لا راد لى ولا كابح !
ما أروع أدعيته لصاحبه والتى كان يبعثها له فى رسائله "أعلم يا أخى جنبك الله المحن، وأقصى عنك الشدائد، وخفف هجيرك.."
"أدام الله يا أخى جميل لطفك، وأتم الله خطو سعيك كما تشاء وتبغى، أقصى عنك الوحشة، وأدام لك قربى من تهوى .."
"يا أخي،أجج الله توقا من يحبك إليك،و قربك ممن تهوي، و قوي يقينك ،و أعانك علي سعيك .."
"وإن قلت إننى ما قطعت زمنى المنقضى إلا ماضيا تجاهها، وعند لحظة معينة تلاقينا فتفجّر الشرر، وانتثرت الشهب، وامتزج المبتدأ بالخبر، فلا تتكئ علًّي. وإن قلت لك إن هذا الكون بمجمله مكان لأراها فيه فلا ترمنى بالشطط"
من أعذب ما قرأت، كيف يتسنى للغيطانى تلك الروعة والانسيابية فى التعبير وتحسبونه مبالغاً .. أبداً !!
«لشدة ما قاسيت ، صرت أتقن إخفاء ما عندى لا أدع ملمحاً يتسرب إلى قسماتى »
حاسه أنى طفلة بسبب انى اشتريت كتاب فقط لأن مكتوب عليه من روائع الأدب العربى 😂
من أسوأ قراءات السنة حتى الآن رغم انى كان نفسى اقرأ لجمال الغيطانى ولكن لأن الانطباع الاول يدوم هتكون أول وآخر قراءة لو هنتكلم من أكثر من زاوية فالقصة فارغة ليس لها وجود مجرد التحدث عن جمال ودلال وحلاوة وشقاوة الفتاه التى يحبها البطل أما إذا تركنا القصة وتحدثنا عن اللغه والأسلوب فهى من أكتر اللغات غير المفهومة التى قرأتها فهى لغه مفككه ومط كتير وابتذال أكتر .
على درب أجدادنا في تسطير أحوالهم وبث أحزانهم للرفاق البعدين القريبين وبلغة جزلة وبوصف بليغ يسبر أغوار الشعور. يسطر الغيطاني هنا رحلة صبابته ووجدة وشدة جواه وشوقه لتلك النائية البعيدة يسطرها كمنمنة تحكي كلُ تفصيلة فيها أدق ما حوته إدواة مداده المتلونة بلون الوجد والشوق وهو إن غاص في الوصف ولكن فاته التساؤل عن ماهيته ما أصابه هل كان حبا ام اتيقادا لنيران الصبوة ولكن علي أي حال كانت رحلة ممتعة مشبوبة بدفء العاطفة
" أمّا قلبي فيعدُو جاهداً في أثري، أحمّله ما لا يطيق، أخشي ما أخشاهُ أنْ يتعثّر، أنْ يكبُـو.."
أنا بحب القراءة جداً حقيقي، بحبها لإنها صديقي الوحيد، صديقي الدائم المتحدّث والمُهوّن.. لا أتحدث سوي مع الله والكتب. هفضل فاكرة الرواية دي لإنها بسيطة وجميلة ومؤثرة، والأهم؛ لتشابهها مع أيامي في الحزن وغصة القلب، وهترتبط في ذهني بذكري مؤلمة أتمني أتجاوزها أو أتعايش في وجودها علي الأقل. *من ٢٥ مارس ٢٠١٩ إلي ٢٥ إبريل ٢٠١٩
كيف لتلك المفردات أن تُصاغ لتنسج تلك الرسالة الرائعة كيف لشخص أن يصف ما حسبته لايقال إنه الحب بعد أن أنهيتها لم يسعني إلا أن أكتب رسالتي أنا في الصبابة والوجد وألهمتني أن أصنع شيئا بسيطا يذكرني بها دومًا http://www.flickr.com/photos/ayitaa/6...
أسكرتني و أججت في نفسي الشجون !! اللغة أنيقة جدا بألفاظ منتقاة , التشبيهات بليغة رائعة و السرد هادئ في غاية الرقة .. بإختصار هي رواية من الزمن الجميل .
كان هذا -لجهلي و سوء حظي- أول ما قرأت للأستاذ جمال الغيطاني ،و إني لأكاد أحتسبه أول قراءاتي في الأدب على الإطلاق ! إنه رجل يملك زمامي اللغة و الشعور معا فينسج لك عالما كاملا يترك خواء في نفسك متى أغلقت دفة الكتاب .. لقد قرأته كاملا و أنا اخط بقلمي تحت تراكيب لغوية بعينها فكأني أذاكر ،ثم عدت لقراءة ما يعلو الخطوط بعدما أنهيت الكتاب فأذهلني إتقانها و رقتها كأني أقرأها للمرة الأولى. من مفضلاتي شكرا جمال الغيطاني
أولا = استمتعت جدا بقوة اللغة وجمال الأسلوب ووصف المشاعر المرهفة ورقة الاحساس العالية. فعلا فوق الوصف. كنت أقرأ الجملة وأعيدها عدة مرات من شدة تركيزها اللغوي وتأثيرها العاطفي سبعة نجوم
ثانيا = القصة عادية بدون أي حبكة على الاطلاق نجمة واحدة
المتوسط الحسابي لأولا وثانيا = (سبعة نجوم + نجمة واحدة) / 2 = أربعة نجوم
لغة عظيمة كلمات عذبة وصف رائع لكل شيء: للمدن وعمارتها ومساجدها واسواقها والاهم من ذلك للنفس البشرية وماتحس به من مشاعر الحب والاشتياق. لا يحق لي الحكم على اي احد لكن ضايقني انها كان يعلم انها متزوجة على أية حال، وانا مالي
قاسية هي رسائل الغيطاني في صبابته ووجده، أدمت قلبي كلماته وألهبت جروح وجداني، ومن الصعب إيجاد كلمات تصف تجربة قراءة هذا الكتاب، لذلك سأكتفي بالدعوة لقرائته.
لغة متفردة, و اسلوب جديد يجعلك تنجذب و تشعر كأن المرسل يتحدث إليك مباشرةً, و يأخذ بيدك ليبهرك بجمال المعمار بأسيا الوسطى التى لا يذكر منها أكثر مما يذكر عن فاليريا التى ظهرت بين ازهار التيوليب, و يجعلك تشاركه بأدق التفاصيل ابتسامة خفيه أو ألم يعتصر قلبه على حد سواء. أول عمل أقرأه لجمال الغيطانى و لن يكون الأخير بلا شك.
من أجمل وأبدع ما قرأت.. بداية من سحري بالغلاف و ريشة التوني، وبعدها أحتجت عدد قليل من الصفحات للاندماج الكامل مع أسلوب الغيطاني الذي كان غير مألوف لي.. أعلم يا أخي أني أطلت أكثر مما ينبغي وأعطيت للصفحات وقتها الكافي، وكنت أخشى أن أنتهي من هذه الرسالة شديدة العذوبة.. وللأسف أنتهيت منها وكانت قصيرة على غير ما أرغب.. وسأعود لقراءتها مرات عديدة
كئيب وتنبعث منه رائحة الاغتراب والسفر، لكنه يقرر حقيقة لطالما آمنت بها؛ وهي أن فراق الحي أمرُّ وأقسى من فراق الميت. اليأس من لقاء الميت يفضي إلى النسيان مع تصرم الأيام، ولكن غياب الحي والشوق إليه تحت وطأة الأمل هو مما لايطاق. يقه��ك الوجد ويفت عزمك أنك عالق مابين إمكانية اللقيا وبعدها في آن معا؛ إمكانيتها للأحياء وبعدها عن قدرتك.
بتحكي عن مهندس معماري بيكتب رسائل لصديقة بيحكي فيها عن رحلته لأوزباكستان ومغامراته المعماريه بين سمرقند وطشقند، أسرار وخبايا عن المدينه دي بقلم نابع بالرومانسية والهندسة في نفس الوقت.
بالإضافة إلى قصته مع "بنيه" أجنبية قابلها وتبادل معها المشاعر على رغم من إختلافهم في كل شئ.
الرواية دي مناسبه جدا لأي حد مش بيحب ادب الرسائل لأنه مش هيحس أنه بيقرأ النوع ده أبدا بسبب جمال الكتابة ودقة إختيارات الكلمات ♥️.