رواية جريمة في إسطنبول تأليف أسمهان أيكون، ترجمة هند عادل.. الجزء الثاني من مغامرات كاتي هيرشل في إسطنبول، واحدة من أروع الأعمال الأدبية البوليسية على مدار التاريخ، في هذه المرة تتورط كاتي في جريمة قتل إلا أنها مختلفة عن أقرانها.. فهنا نرى كاتي هي المشتبه به الأول في القضية، ويتم اتهامها بقتل زعيم عصابة قامت بقذفه بمطفأة سجائر. تجوب بنا المؤلفة أسمهان في شوارع أسطنبول بكل أحيائها الفقيرة والراقية، تأخذنا في جولة داخل البيوت الفقيرة والفيلات الفاخرة الضخمة، سنرى الكثير من التناقضات والعادات التركية ولكن هذه المرة بعيون ألمانية.. كل هذا أثناء مشاركة كاتي في مغامراتها والبحث عن القاتل الحقيقي لتثبت براءتها، سنقابل الكثير من الفنانين المشاهير، وأفراد العصابات، ونص
لا زالت الأديبة تكتب سلسلة من سلاسل أدب الجريمة، بنفس شخصيات باقي كتبها..فها نحن لازلنا مع صاحبة مكتبة كتب الجريمة، الألمانية التركية كاتي هيرشيل والتي يقترب عمرها من منتصف الأربعينيا- وهنا أخطأت المترجمة فكاتي في عمر الرابعة والأربعين وهذا يعني منتصف الخمسينيات-والتي مثلها مثل باقي النساء كلما تعرضت لأزمة ما قصت شعرها أو صبغته وهذه المرة صبغته باللون البرتقالي..
تقارن الأديبة كثيرًا بين صفات الألمان التي هي منهم وبين الأتراك الذين تعيش وسطهم كثيرًا وهذا الأمر يثري العمل .. فنجدها مثلًا تقول أن الألماني في تركيا بعدما ينتهي من شرب القهوة فمن المتوقع أن يطلب ملعقة ويبدأ بأكل تفل القهوة، فالألماني كما تقول لا ينسى أبدًا قصة الطفولة التي تقول أن بقايا الطعام تبكي إذا تركناها. حتى البالغين منهم.. أو تقول: "لسبب ما، أتخيل أن العائلات السعيدة دومًا إيطالية. ربما لأني أعرف العائلات التركية والألمانية، وأعلم أنهما ليسوا سعداء"..
تتشابه تركيا وشعبها معنا في الكثير من الأشياء وأثناء القراءة ستجد ألفة ما، فالشوارع متشابهة، والمصالح الحكومية، والبشر وغيرهم .. وتخوض الكاتبة في المجتمع التركي في إسطنبول متحدثة عن عدة أشياء مثل معدلات الجريمة والأزياء وكثير من الأشياء.. وتقول عن إسطنبول: "لو كان هناك ملاك للصمت، لما اقترب مسافة مائة ميل من إسطنبول، لن تحتمل الملائكة صخب المدينة".
تقارن البطلة حذائها العصري والغالي الثمن والذي وضعته خارج منزل تركي إلى جوار ما يقارب من عشرون زوجًا من الأحذية الرديئة المسطحة والذي يبدو ثمنه أغلى من كل هذه الأحذية بتوزيع الدخل في تركيا، حيث يحصل ٥٪ فقط على ما يحصل عليه ال ٩٥٪ الباقون..
الكاتبة خفيفة الظل تجعلك تعود لتفتش عن أي كتب لها تم ترجمتها مؤخرًا، فنجد البطلة تندم أحيانًا على نشاط مكتبتها وتتمنى لو تستبدله بالروايات العاطفية، أو تندم على ما تقرأ من روايات وتقرر قراءة مرتفعات ويذرنج فيما بعد ..أو حينما تكون جالسة في مطعم للكباب وتشعر بالتوتر والعصبية فتبدأ بالتنفس بعمق فتسحب أربعة أنفاس مليئة برائحة الكباب..
تتهم البطلة في قضية قتل وبدلًا من أن تكون متهمة تبدأ بنفسها بالتحقيق في القضية لاثبات براءتها..