"فتح البيان في مقاصد القرآن تفسير مشهورو هو أول تفسير من نوعه؛ إذ يخلو من الإسرائيليات والجدليات المذهبية والمناقشة الكلامية، وأن تفسير القرآن ينقسم إلى قسمين: تفسير بالرواية، وتفسير بالدراية، وقد جمع صديق حسن خان في مؤلفه المذكور هذين النوعين من التفسير حتى خرج نادرا ونافعا في العالم العلمي." من كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ويقول المؤلف مبينا الغرض الأساسي من التفسير وفائدته: "إن أعظم العلوم مقدارا وأرفعها شرفا ومنارا، وأعلاها على الإطلاق، وأولاها تفضيلا بالاستحقاق، وأساس قواعد الشرائع والعلوم، ومقياس ضوابط المنطوق والمفهوم، ورأس الملة الإسلامية وأساسها، وأصل المذاهب الفقهية ومنبعها الأول، وأعز ما يرغب فيه ويعرج عليه وأهم ما تناخ مطايا الطلب لديه؛ هو علم التفسير لكلام العزيز القدير، لكونه أوثق العلوم بنيانا، وأصدقها قيلا وأحسنها تبيانا، وأكرمها نتاجا وأنورها سراجا، وأصحها حجة ودليلا، وأوضحها محجة وسبيلا، وقد حاموا جميعا حول طلابه، وراموا طريقا إلى جنابه، والتمسوا مصباحا على قيامه ومفتاحا إلى فتح بابه". وهاهو ذا تعريف المؤلف لعلم التفسير فيقول: "هو علم باحث عن نظم نصوص القرآن، وآيات سور الفرقان، بحسب الطاقة البشرية، ووفق ما تقتضيه القواعد العربية، قال: الفناري: الأولى أن يقال: علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه وتعالى من حيث القرآنية، ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله تعالى بقدر الطاقة الإنسانية، وهذا يتناول أقسام البيان بأسرها، ولا يرد عليه ما يرد على سائر الحدود، ومبادئ العلوم اللغوية وأصول التوحيد وأصول الفقه وغير ذلك من العلوم الجمة". وأضاف: "والغرض منه معرفة معاني النظم ومعرفة الأحكام الشرعية العملية، وفائدته حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة، وموضوعه كلام الله سبحانه وتعالى الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة، وغايته التوصل إلى فهم معاني القرآن واستنباط حكمه ليفوز بالسعادة الدنيوية والأخروية وشرف العلم وجلاله باعتبار شرف موضوعه وغايته فهو أشرف العلوم وأعظمها". من كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المؤلف: أبو الطيب صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القِنّوجي الهندي. قال عنه تليمذه ابن الآلوسي: شيخنا الإمام الكبير، السيد العلامة الأمير البدر المنير، البحر الحبر في التفسير والحديث والفقه والأصول ... فصيح سريع القراءة، سريع الكتابة، سريع الحفظ والمطالعة، لا يبالي في الله بلومة لائم من أهل الابتداع، ولا تمنعه صولة صائل في تحرير الحق الحقيق بالاتباع. وقال عن نفسه رحمه الله: ثم إني لم أمدح في عمري هذا أحدا من الأمراء طمعا في صلته وملازمته كما هو عادة الشعراء، وإنما نظمت الشعر العربي والفارسي، إذا طاب الوقت وطاب الهواء. وغالب نظمي في التحريض على اتباع الكتاب والسنة لأنهما يكشفان عن كل مدلهمة ودجنة، وفي ذم التقليد الشؤوم، والابتداع المذموم. حسبي بسنة أحمد متمسكا ... عن كل قول في الجدال ملفق أورد أدلتها على أهل الهوى ... إن شئت أن تلهو بلحية أحمق واترك مقالا حادثا متجددا ... من محدث متشدق متفيهق ودع اللطيف وما به قد لفقوا ... فهو الكثيف لدى الخبير المتقي ودع الملقب حكمة فحكيمها ... أبدا إلى طرق الضلالة يرتقي يقول الشيخ عاصم في مقدمة كتاب قطف الثمر: كان الشيخ حريصا أشد الحرص على العقيدة الصافية والدعوة إلى الكتاب والسنة وذم التقليد والجمود، كما تدل على ذلك سيرته ومؤلفاته. وكتابه العظيم 'الدين الخالص' يشهد له بذلك. توفي رحمه الله تعالى أواخر جمادى الثانية عام 1307هـ ودفن ببهوبال بالهند.
هو الإمام العلامة المحقق محيي السنة وقامع البدعة أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القِنَّوجِي البخاري نزيل بهوبال ويرجع نسبه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب .
ولد في بلدة " بريلي " موطن جده من جهة الأم عام ( 1248 هـ ) ونشأ في بلدة " قِنَّوْج " موطن آبائه بالهند في حجر أمه يتيمًا على العفاف والطهارة وتلقى الدروس في علوم شتى على صفوة من علماء قِنَّوْج ونواحيها وغيرهم .
درس المؤلف على شيوخ كثيرين من مشايخ الهند واليمن واستفاد منهم في علوم القرآن والحديث وغيرهما
وبعد عودته من الحجاز إلى الهند انتقل العلامة صديق حسن خان من (قنوج) إلى مدينة (بهوبال) في ولاية (مادهيا براديش) في وسط الهند، وقد ذاع صيته في تلك الأيام كإمام في العلوم الإسلامية، ومؤلف بارع في العلوم العقلية والنقلية، وكاتب قدير في اللغات العربية والفارسية والأوردية، ومجتهد متواصل في الدرس والتأليف والتدوين، ولم يلبث أن تزوج بأميرة بهوبال (شاهجان بيجوم) التي كانت تحكمها حينذاك عام ( 1288 هـ ) وعمل وزيرًا لها ونائبًا عنها ولقب بـ " النواب "
كان تزوج العلامة صديق حسن خان بالأميرة (شاهجان بيجوم)، وتلقبه بأمير بهوبال نقطة تحول لا في حياته العلمية فقط بل في النشاط العلمي والعهد التأليفي في الهند كلها؛ فكان له موهبة إلهية في الكتابة وفي التأليف؛ حتى قيل إنه كان يكتب عشرات الصفحات في يوم واحد، ويكمل كتابا ضخما في أيام قليلة، ومنها كتب نادرة على منهج جديد، وعندما ساعدته الظروف المنصبية والاقتصادية على بذل المال الكثير في طبعها وتوزيعها، قد تكللت مساعيه العلمية بنجاح منقطع النظير.
وجدير بالذكر والاعتبار أن زواجه بأميرة بهوبال الغنية، واشتغاله بالشؤون السياسية والإدارية لم يثنه عن نشاطه العلمي، ولم تصرفه بحبوحة العيش وفخفخة الدولة عن خدمة العلم والدين، بل استفاد - بثاقب فكره - من هذه النعم لتحقيق هدفه الأسمى وغايته الرفيعة.
كان الشيخ حريصًا أشد الحرص على العقيدة الصافية والدعوة إلى الكتاب والسنة وذم التقليد والجمود ومحاربة الشرك والبدع والخرافات ...كما تدل على ذلك سيرته ومؤلفاته . وكتابه العظيم " الدين الخالص " يشهد له بذلك .
للمؤلف كتب كثيرة . بلغات مختلفة في علوم متنوعة .
مات رحمه الله عام ( 1307 هـ ) عن ( 59 ) سنة وترك اثنين من أبنائه وهما : السيد أبو الخير مير نور الحسن خان الطيب ، وهو ولده الأكبر ، والسيد الشريف أبو النصر مير علي حسن خان الطاهر .
"فتح البيان في مقاصد القرآن تفسير مشهورو هو أول تفسير من نوعه؛ إذ يخلو من الإسرائيليات والجدليات المذهبية والمناقشة الكلامية، وأن تفسير القرآن ينقسم إلى قسمين: تفسير بالرواية، وتفسير بالدراية، وقد جمع صديق حسن خان في مؤلفه المذكور هذين النوعين من التفسير حتى خرج نادرا ونافعا في العالم العلمي." من كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة