صدر هذا الكتاب فى منتصف الستينات، وهو كناب بالغ الأهمية يعالج جذور القضية الفلسطينية، ويتعامل مع الثابت والمتغير، كتبه الراحل الدكتور جمال حمدان الذى أصبحت كتبه هاديا لمشروع النهضة ونبراسا لأصحاب الوطنية الصادقة. فمشروع جمال حمدان الفكرى محوره مصر، وتكتسب فلسطين عنده أهمية خاصة، وبالتالى اليهود باعتبارهم المادة البشرية الوافدة إلى فلسطين. فما يجرى على الساحة السياسية اليوم فى حقيقته هو اعتراف بواقع سياسى فرضته موازين قوى إقليمية وعالمية، وليس اعترافا قائما على أسس تاريخية أو وعود توراتية أو أوامر ربانية. ولا يجوز بأى حال أن يحمل أية شبهة تنازل تاريخى من جانب الشعب العربى الفلسطينى. ويؤكد جمال حمدان عن طريق الدراسة العلمية الموثقة أن اليهود ليسوا شعبا واحداا، ويتحرك مسلحا بعقل ثابت وخيال خصب ومعرفة عميقة، ويتابع قضية من التاريخ القديم إلى العصر الحديث. وقام الدكتور عبد الوهاب المسيرى بتقديم الكتاب برؤية حديثة شاملة، وعالج الفجوة الزمنية بين تاريخ صدور الكتاب وهذه الطبعة بملحق يتناول المعلومات الجديدة.
جمال محمود صالح حمدان .. أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين، ولد في قرية "ناي" بمحافظة القليوبية بمصر في 12 شعبان 1346هـ ،4 فبراير سنة 1928م، ونشأ في أسرة كريمة طيبة تنحدر من قبيلة (بني حمدان) العربية التي نزحت إلى مصر في أثناء الفتح الإسلامي.
مع أن ما كتبه جمال حمدان قد نال بعد وفاته بعضا من الاهتمام الذي يستحقه، إلا أن المهتمين بفكر جمال حمدان صبوا جهدهم على شرح وتوضيح عبقريته الجغرافية، متجاهلين في ذلك ألمع ما في فكر حمدان، وهو قدرته على التفكير الاستراتيجي حيث لم تكن الجغرافيا لدية إلا رؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية لكل تكوين جغرافي وبشرى وحضاري، ورؤية للتكوينات وعوامل قوتها وضعفها، وهو لم يتوقف عند تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها في سياق أعم وأشمل وذو بعد مستقبلي أيضا. ولذا فان جمال حمدان، عاني مثل أنداده من كبار المفكرين الاستراتيجيين في العالم، من عدم قدرة المجتمع المحيط بهم على استيعاب ما ينتجونه، إذ انه غالبا ما يكون رؤية سابقة لعصرها بسنوات، وهنا يصبح عنصر الزمن هو الفيصل للحكم على مدى عبقرية هؤلاء الاستراتيجيون.
وإذا ما طبقنا هذا المعيار الزمني على فكر جمال حمدان، نفاجأ بأن هذا الاستراتيجي كان يمتلك قدرة ثاقبة على استشراف المستقبل متسلحا في ذلك بفهم عميق لحقائق التاريخ ووعي متميز بوقائع الحاضر، ففي عقد الستينات، وبينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده، والزحف الشيوعي الأحمر يثبت أقدامها شمالا وجنوبا، أدرك جمال حمدان ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك في 1968م، فإذا الذي تنبأ به يتحقق بعد إحدى وعشرين سنة، وبالتحديد في عام 1989، حيث وقع الزلزال الذي هز أركان أوروبا الشرقية، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، وتباعد دولها الأوروبية عن الاتحاد السوفيتي، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نفسه عام 1991م.
عُرضت عليه كثير من المناصب التي يلهث وراءها كثير من الزعامات، وكان يقابل هذه العروض بالاعتذار، مُؤثرا تفرغه في صومعة البحث العلمي، فعلى سبيل المثال تم ترشيحه عام 1403هـ ـ 1983م لتمثيل مصر في إحدى اللجان الهامة بالأمم المتحدة، ولكنه اعتذر عن ذلك، رغم المحاولات المتكررة لإثنائه عن الاعتذار. وعلى الرغم من إسهامات جمال حمدان الجغرافية، وتمكنه من أدواته؛ فإنه لم يهتم بالتنظير وتجسيد فكره وفلسفته التي يرتكز عليها.
ليس أفضل من الكتاب الا المقدمة الطويلة جدا لعبدالوهاب المسيرى 01 تقوم الدعاية الصهيونية علي أكذوبتين أساسيين, الأولى أن اليهود تعرضوا طوال تاريخهم للاضطهاد , وبلغ هذا الاضطهاد مبلغه في ألمانيا النازية, ويستدر اليهود عطف العالم بهذه الأسطورة, والثانية تقول بأن اليهود يحق لهم تأسيس وطن قومي في فلسطين لأن يهود بني إسرائيل بعد أن خرجوا منها ظلوا بمنأى عن الاختلاط الدموي مع الشعوب التي انتشروا بينها, وعلي هذا فيهود اليوم هم النسل المباشر لبني إسرائيل التوراة, شعب الله المختار, الذي وهبه الله ارض الميعاد. 02 ولهدم أسس تلك الدعاية وتفنيدها علمياً أصدر المفكر والعالم الكبير جمال حمدان كتابه الشهير ” اليهود أنثروبولوجيا ” في فبراير عام 1967, وفيه أثبت أن 95 % من اليهود المعاصرين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين , كما أثبت كذلك ان الاضطهاد الذي تعرض له اليهود لم يكن بسبب التعصب الديني وإنما يرجع إلي طريقة حياة اليهود واستعلائهم علي غيرهم من الأمم ، ونستعرض فصولا من الكتاب الصادر عن دار ” الهلال” والذي تسبب في اغتيال صاحبه .
استمعت للنسخة الصوتية كمحاولة للتقرب من الكتاب بعد تجربة قراءته الكتروني ولم أكمل وقتها سوى صفحتين. على عكس توقعي كان الأداء الصوتي أكثر من رائع وانتهيت من الكتاب في يومين.. رابط الاستماع للكتاب: https://youtu.be/RarHD9UWNck شجعتني التجربة لقراءة الكتاب مرة أخرى ورقيا بعد أن وجدت محتواه أقل صعوبة مما ظننت.. هذه المرة سأكتب انطباعي العام عن الكتاب والمقدمة العظيمة، ويمكن أن أوفق لكتابة مراجعة تفصيلية عند قراءته ورقيًا. حتى الآن لم أقرأ للدكتور عبد الوهاب المسيري أي كتاب ولكن هاهنا مقدمة أخرى أقرأها له بعد مقدمة كتاب بيجوفيتش، تناولت المقدمة تحليل لأسلوب جمال حمدان وتفرد طريقته في البحث عن غيره من الدارسين الذين يهتمون بتكديس معلومات ومراجع فقط، ويدعو لمحاولة التفكير والقراءة بطريقة إبداعية كما كان يكتب جمال حمدان، يستشهد د.عبد الوهاب المسيري بالكثير من الفقرات -أثناء عرضه لافكار الكتاب- من مؤلفات أخرى لجمال حمدان وخاصة من كتابه الأشهر شخصية مصر.
يتناول الكتاب مراحل الشتات الثلاثة لليهود، توزيعهم الجغرافي، وطبيعة تواجدهم في كل أرض، وعلاقة يهود اليوم بيهود التوراة، ويجرد اليهود من أي هالة تميزهم سلبا أو إيجابا ويحللهم ك "أناس يهود". ثم يتحدث عن علاقة اليهود بالمدن وخاصة تركزهم في المدن الكبرى مثل نيويورك، وميلهم للأعمال الحرة وابتعادهم عن المجتمعات الزراعية والصناعية.
وبتحليله لصفاتهم الشكلية والجنسية كأنثروبولوجي بالإضافة لاستعانته بآراء علماء غيره في هذا المجال يصل إلى تقريبا شبه انقراض ليهود التوراة وذلك بسبب الاختلاط والتزاوج من أجناس أخرى، وبغياب عن أرض فلسطين استمر أكثر من ألفي سنة ينتفي حق العودة المزعوم. على صغر حجم الكتاب أشعر بامتلاء رأسي بالكثير من الأفكار عن موضوع اليهود وتحليله من زاوية انثروبولوجية لم أتطرق للتفكير بها من قبل.. كتاب عظيم يستحق القراءة مرة أخرى. wed, Jul 28, 2021📚
مقدمة الدكتور عبدالوهاب المسيري هي حقاً أجمل ما في الكتاب.
يتناول الدكتور جمال حمدان في هذا الكتاب تاريخ اليهود وأصلهم ونسبهم وخصائصهم وسماتهم. والنتيجة التي توصل إليها في نهاية المطاف هو أن يهود اليوم ليس لهم علاقة باليهود العبرانيين الأوائل.
جمال حمدان والمسيرى : أكيد هيكون (دويتو) ظريف. وفعلا كانا عند مستوى الظن الحسن بهما. مقدمة بديعة لدكتور المسيرى لكتاب ابدع لجمال حمدا, كتاب د\جمال : عبارة عن 133 صفحة , ولكنه قدم فيها من المعلومات الكم الوفير الذى تعوزه مجلدات. المعلومات المقدمة لك فى الكتاب مفيده فعلا , وسواء اتفقت أو اختلفت معاها هتعترف بالسلاسة التى قدمت لك بها. الدراسة دسمة فعلا تطرقت لاتجاهات عديده فى الحياة العامة متخذاً من التاريخ والحاضر خلفية متميزة لإحاطة العمل بأكبر قدر ممكن من الدراسة تركز على اليهود كبشر لهم تاريخ مشترك مع كثير منالشعوب الاخرى وقدم بالتدريج مراحل اليهود بصورة رأى فيها الكاتب الحقيقة كاملة. مقدمة المسيرى أوفت د\جمال حمدان حقه والذى يحتاج الى الكثير والكثير لكى نفى هذا الحق . يقول المسيرى فى المقدمه : كتيب جمال حمدان ليس دراسة أكاديمية بهذا المعنى , وإنما هى دراسة عميقة كتبها مثقف مصرى (صاحب موقف) لا يكتب إلا انطلاقا من لحظة معاناة وكشف, وهو لا شك يتبع معظم الأعراف الأكاديمية ويستخدم كل الآليات البحثية من توثيق وعنعنة . ولكن الآليات هى مجىد آليات , , والوسائل لا تتحول أبدا إلى غايات.والمعلومات موجودة وبكثرة(وربما تفوق بمراحل ما تأتى به المراجع المعلوماتيه) ولكنها مجرد معلومات . فنقطة البدء هى قلق وجودى عميق أدى إلى ظهور مشروع فكرى متكامل , والهدف يظل دائما هو الوصول إلى الحقيقة وكيف يمكن تحويل الحقيقة إلى عدل. ومن المؤكد أن كتابات د\حمدان تتسم بعمقه الفكرى وقيمتها الثابتة رغم تغير بعض المعطيات لداع الزمان وتقلباته العديدة. الملحق الموجود فى آخر الكتاب قيّم ومفيد جدا.
.كتاب قيّم، أستفدت منه جدا وتعرفت على حقائق لم اكن أعرفها يثبت الأستاذ جمال حمدان بالأدلة العملية؛ أن اليهود المعاصرين الذين يدّعون أنهم ينتمون إلى فلسطين، ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل .الميلاد .أفضل ما في الكتاب؛ أنه يتحدث عن الأنثروبولوجيا -علم الإنسان- بحيادية تامة، دون التطرق إلى الجوانب السياسية
* (خطأ في الكتاب - (الأسر البابلي *
الحقيقة أنني لست مؤهل بأي حال، للتصحيح لأستاذ جمال حمدان أو لأي أحد له معرفة ولو قليلة بمجال التاريخ، لكن لإهتمامي بهذا الحدث (الأسر/السبي البابلي) وقراءاتي عنه، لفت إنتباهي بشدة خطأ واضح.
.(الخطأ في أن البابلين هُزموا من الفرس بقيادة «كسرى» عام 538 (قبل الميلاد إذ لم يكن الملك كسرى هو ملكهم خلال تلك الفترة، الملك كسرى حكم الفرس بين عامي 501- 579 (بعد ..الميلاد)، ويتذكر الكثير منا رسالة الرسول ﷺ له
الملك كسرى المقصود هنا هو كسرى الأول◄
أما ملك الفرس الذي نجح في دخول بابل عام 538 ق.م.، وفكّ أسر المسبيين اليهود بعد دخوله بسنة، هو «كورش الكبير/العظيم» مؤسس الإمبراطورية االفارسية، وهذا الأسر -بالمناسبة- لم يكن الأسر الأول لليهود.
.نهايةً، هو كتاب هام جدا، يرد على أسئلة كثيرة، بإجابات مثبتة علميا، وتاريخيا رحم الله الأستاذ جمال حمدان
تأتي أهمية هذا البحث من كونه أول من هدم الأسس الأنثروبولوجية التي بنى عليها اليهود أكاذيبهم في حقهم للعودة إلى أرض فلسطين. وقد استعان في بحثه هذا بتاريخ نشأة اليهود وتتبّع تنقلاتهم جغرافياً وشتاتهم القديم والحديث والتغيرات التي طرأت على أعدادهم بالزيادة المفاجئة في فترة قصيرة. ومن الناحية الأنثروبولوجية يتتبّع صفات الطول ولون البشرة والشعر والعين وغيرها وأهمهم على الإطلاق شكل الرأس، ليثبت أن اليهود الحاليين ليسوا إلا متهوِّدين، ويستدل عن ذلك بالصفات الموجودة بين القلة الباقية من اليهود الذين لم يخرجوا من فلسطين.. وكذلك ينقض مقولة اليهود بالنقاء الجنسي.
يبدأ الكتاب بمقدمة عصف ذهني للمسيري عن فكر جمال حمدان ومنهجه في البحث واهتمامه الدائم بمصر والذي ينبع عنه اهتمامه بفلسطين كونها بوابة مصر الشرقية. كما يضع ملحق تحديث للكتاب عن هجرات اليهود حتى عام 1992 م ويثبت فيه أن فلسطين لم تكن أبداً الوجهة الأساسية لليهود لكنها كانت المهرب الوحيد بعد غلق الولايات المتحدة وأوروبا أبوابها في وجه الهجرة بالتالي كانت فلسطين الوجهة الأساسية هرباً من الإبادة النازية. كذلك يوضح أن توزيعهم في العالم يتبع توسعات الدول الاستعمارية أي أن حركتهم دائماً نحو السوق القوي.. وغالباً ما يكون المهاجرون لإسرائيل مؤهلاتهم ضعيفة لا تساعدهم للهجرة نحو الغرب فيتخذونها كمحطة نحو سعيهم للغرب.
الكتاب يجب أن يكون حجر الأساس الذي ينطلق منه أي مهتم بالقضية الفلسطينية.
لما يكون كتاب مقدمته كتبها الدكتور المسيري الله يرحمه والكتاب كتبة الدكتور جمال حمدان الله يرحمه لازم هيكون كتاب مفيد ومهم كتاب يوضح نشأة اليهود والشتات البابلى والهلليني ويوضح كذب اليهود واستخدامهم لأبحاث الانثروبولوجيا لتخدم ادعائتهم الاستعمارية في فلسطين ويبين نسب توزيه اليهود فى العالم وكيف تغيرت أنصح به الجميع
أعتقد أني قرأت الأصل الذي استقى منه المسيري منهجه في القضية الصهيونية، حتى أنَّي أثناء القراءة لفت انتباهي الكثير من الفقرات، و عندما راجعتها و قارنتها بالملاحظات التي كتبتها من كتب المسبري، لم أجد فرقًا شاسعًا.
و لا أقصد بما قلته أن المسيري تابع غير مبتدع، بالعكس، أعتقد أن المسيري أشمل و أعمق، و هذا شيءٌ جليٌّ، لإن جمال حمدان لم يكُ تخصصه القضية الفلسطينية و تاريخ اليهودية و الصهيونية، كان إبداعه في علم الجغرافيا، و المسيرى أفنى حياته كلها من أجل هذه القضية وحدها و أصبح ركيزة من ركائزها، لذلك لا أكذبكم قولًا، على الرغم أن الكتاب كُتِب في عهد مبكر، سنة ١٩٦٧ ( و أقول سنة و لم أقل عام لإننا آنذاك رأينا المهانة و الذل على أيدي حُكَّامنا و أعداءنا) و جاء بأفكار على قدر كبير من الجِدة، و اعتمد على إحصائيات و بيانات في غاية الأهمية، إلا أنه لم يعجبني.
لم تعجبني آلية المعالجة إطلاقًا، بل كانت عملية معلوماتية مملة بالنسبة لي، و ربما استمتاعي الحقيقي كان بالأربعين صفحة الأولى، لإنها حوتْ المقدمة البديعة التي كتبها المسيري!
و رأيت أن جمال حمدان لم يلتزم بالمنهج الذي اعتزم أن يكون بحثه على أساسه، ربما أصبحت أكثر ميلًا لاتجاه الأنسنة الذي تشربته تمامًا من المسيري في رؤيتي لليهود، و جمال حمدان في أحايين كثيرة كان يردد عبارات تعميمية أزعجتني، الغريب أني تعلقت بالكتاب و أنهيته في فترة قصيرة، و لا أعلم لماذا!
ربما بسبب رغبتي في استكمال خيط المعلومات الذي أصبح يربطني بالقضية الفلسطينية، لا أعلم، و لكن من الواضح أن جمال حمدان كان الأستاذ و المسيري هو التلميذ و التلميذ تفوق على الأستاذ!
- إن اليهود اليوم إنما هم أقارب الأوربيين والأمريكيين، بل هم في الأعم الأغلب بعضٌ وجزءٌ منهم وشريحة، لحمًا ودمًا، وإن اختلف الدين. ومن هنا فإن اليهود في أوروبا وأمريكا ليسوا كما يدّعون غرباء أو أجانب دخلاء يعيشون في المنفى وتحت رحمة أصحاب البيت، وإنما هم من صميم أصحاب البيت نسلًا وسلالة، لا يفرقهم عنهم سوى الدين. أما أين يمكن أن يكون اليهود غرباء في منفى ودخلاء بلا جذور فذاك في بيت العرب وحده، في فلسطين حيث لا يمكن لوجودهم إلا أن يكون استعمارًا واغتصابًا بالقهر والابتزاز.. وغير هذا، قلب بشع لحقائق التاريخ، أنثروبولوچيّّا وغير أنثروبولوچي.
- من هنا نفهم كيف أن الصهيونية "تتاجر" بالفعل في الاضطهاد، تذكّي ذكراه وتؤجج ناره كلما خبت جذوتها أو رمادها، وتراه ضمان بقائها، في الوقت الذي تمثل فيه إسرائيل دولة المنتفعين بهذا الاضطهاد. بل أن الفكرة الجذرية في خلق إسرائيل ليست في النهاية إلا فكرة الجيتو بحذافيرها وإنما على مقياس مُجمّع كبير. فهي وعاء موحد لاستبقاء انعزالية اليهود على الجوبيم وتضادهم معهم: إنها الجيتو دولةً أو هي دولة الجيتو. ولكن كما ذاب ويذوب الجيتو في الخارج لن يمضي وقت طويل حتى يذوب ويزول جيتو إسرائيل إلى الأبد.
لم أقترب من قبل لفكرِ حمدان وكتاباته لأن ما صادفني كان يتحدثُ عن الشخصيةِ المصرية، وعندما وجدتُ كتابه "فلسطين أولا" لم يشدني فقد كان عبارةً عن مقالاتٍ متفرقة، إلى أن وجدت هذا الكتابَ البديع (اليهود أنثروبولوجيا). الكتابُ يسعى لجوابِ هذين السؤالين: هل حقا أن الإسرائيليين أبناءُ عمومتنا؟ وهل لهم الحقُّ أن يعتبروا أرضَ فلسطين بلدهم الأصلي الذي عليهم الرجوعَ إليه؟. فيتناول توزيعَ اليهود المعاصر بعد الشتاتِ وتركزهم في البقاعِ خصوصا أوروبا الغربية والشرقية ليصبحوا (طفيليات مدن) فهم يتركزونَ في العواصم والمدنِ إذ يبتعدون عن الريف والأنشطة الزراعية، لذا فتوزيعهم يصح أن نطلقَ عليه - توزيع نقطي بحت وليس توزيع غطائي شامل ولعل هذا الاقتباسَ يفسر لنا جزءا كبيرا من هذه الفكرةِ أعلاه ( لقد بدأ اليهود رحلا في عصر التوراة، وظلوا رحلا في عالمِ الشتات، وككل قطعان الرحل أبوا إلا أن يعيشوا في حظائر مسورة داخل مدن الشتات). ثم كان الحديثُ عن اختلاطهم ببقيةِ الشعوب (والخلاصة الموضوعية أن يهود العالم اليوم مختلطون في جملتهم اختلاطا بعد بهم عن أي أصولٍ إسرائيلية فلسطينية قديمة). أستخلصُ الكتاب في نهايته ب(فليست هذه عودة َ الابن القديم بعد رحلةٍ طالت عبر الزمان والمكان، وإنما هي غزو الاجنبي الغريب بالاثم والعدوان). من الممكنِ تجاوزُ مقدمةِ المسيري التي قاريت ٤٠ صفحة وكذلك تجاوز الملحق الأخير في تحديث الكتاب، والنفاد مباشرة لفهم فكرة حمدان فهي واضحةٌ سلسةٌ لا غبار عليها.
يعتبر هذا الكتاب الدرجة الأولى فى سلم الإطلاع على جوانب كثيرة فيما يتعلق باليهود ودولتهم المزعومة " إسرائيل" الكتاب من إسمه يدل على محتواه , الكتاب يبحث عن أنثروبولوجيا اليهود أى أصل اليهود البشري وإن كان موضوعٌ كهذا لا يمكن أن تحويه صفحات عددها كعدد صفحات كتابنا هذا, إلا أن عبقرية جمال حمدان جعلت هذا ممكناً. تقدمة الدكتور المسيري للكتاب فتحت أذهاني ل كيف نقرأ لجمال حمدان أو بالأحرى كيف نقرأ "جمال حمدان" كعقلية ,كفكر , كمنهج ...
الكتاب يدور حول الإجابة عن هذا السؤال. هل يهود إسرائيل وأمريكا والعالم هم أحفاد يهود بني إسرائيل أبناء يعقوب عليه السلام وعليه فهم بنو عمومتنا نحن العرب ؟؟ بصيغة أخري هل أنثروبولوجيا اليهود فى العالم اليوم تعود إلى بني إسرائيل الأوائل ؟ يبدأ جمال حمدان فى الإجابة عن هذا السؤال بفصل عن من هم اليهود أصلاً وكيف كانت نشأتهم ؟كيف وصلوا إلى فلسطين؟ وكيف خرجوا منها عن طريق شتاتاً؟ الفصل الثاني: عن توزيع اليهود فى العالم المعاصر وما هي دلالة تعدادهم فى كل بلد الفصل الثالث : الأصل اليهودى قديما وحديثاً الفصل الرابع: أسطورة النقاء العرقي. ينتهي جمال حمدان من كل هذه الدراسة إلى حقيقة واحدة أكدها كتاب غربيون ويهود هى أن اليهود الحاليون هو أوروبيـــــون تهودو , وليس يهود تأوربو. وأنه لا علاقة بين اليهود الحاليين وبين يهود بني إسرائيل.
"تقوم الدعاية الصهيونية علي أكذوبتين أساسيتين، الأولى أن اليهود تعرضوا طوال تاريخهم للاضطهاد، وبلغ هذا الاضطهاد مبلغه في ألمانيا النازية، ويستدر اليهود عطف العالم بهذه الأسطورة، والثانية تقول بأن اليهود يحق لهم تأسيس وطن قومي في فلسطين لأن يهود بني إسرائيل بعد أن خرجوا منها ظلوا بمنأى عن الاختلاط الدموي مع الشعوب التي انتشروا بينها، وعلي هذا فيهود اليوم هم النسل المباشر لبني إسرائيل التوراة، شعب الله المختار، الذي وهبه الله ارض الميعاد". هل يهود اليوم هم حقا السلالة النقية ليهودد بني إسرائيل؟ يقول المسيري في تقديمه لهذا الكتاب -والذي لم يفشل في إبهاري، حد أن أيقنت أن مقدمات المسيري من أفضل المقدمات التي قد يصادفها المرء يوما في حياته- أن الجغرافيا ليست فقط علم دراسة الأرض والتضاريس.. فالجغرافيا انعكاس على الزمان، تطبع ملامحها على التاريخ وعلى وجوه البشر.. الجغرافيا كتاب تاريخ صادق خال من التحريفات.. فما علاقة الجغرافيا إذن بموضوع الكتاب؟ جمال حمدان ليس من الكتاب الناقلين، فهو ليس كغيره من مفكري العرب المعاصرين الذين اكتفوا بنقل الحقائق والبيانات من الغرب إلى الشرق دون تمحيص أو تدقيق، يحمل لنا جمال حمدان الحقائق، يمحصها ويرفقها بما يستشفه من خلالها من حقيقة، فالحقائق لا تعني الحقيقة دائما! ولهذا خلع حمدان عن نفسه صفة المفكر الناقل.. واكتسبت أعماله قدرا كبيرا من المصداقية والنقاء الفكري. يهود التوراة، كما تصف التوراة نفسها، وكما تخبرنا الجغرافيا ومخطوطات الفراعنة، كانت صفاتهم الظاهرية كما يلي: كانت بشرتهم بيضاء تميل للسمرة، قنو الأنوف، سود العيون والشعر، شعر مموج وجباه عريضة وقامة مائلة إلى القصر إن لم تكن قصيرة.. حسن، فلنطرح سؤالا: ما الصفات الظاهرية ليهود اليوم؟ من خلال تتبع تاريخ اليهود منذ عهد موسى مرورا بالشتات البابلي والشتاتين الثاني والثالث، وبالدراسة الأنثربولوجية للعرق اليهودي، يتضح أن اليهود على مر فترات تاريخهم كانت فكرة الزواج من خارجهم قائمة، حتى من النصارى في فترة تواجدهم في أوروبا، حتى اضطروا الكنيسة الرومانية لأن تسن قانون تحريم زواج النصارى من اليهود رجالا ونساءا.. فما الداعي لسن قانون كهذا إذا كان اليهود حقا قد حافظوا على نقي عرقهم؟ اليوم، إذا تأملنا أشكال اليهود في العالم، سنلحظ أنه يشابهون سكان الأماكن التي يعيشون فيها لدرجة قد تصل إلى حد عدم القدرة على التمييز بينهم وبين غير اليهود.. فيهود مريكا يشبهون الأمريكان.. ويهود أوروبا يشبهون الأوربيين، ويهود وسط وشمال وشرق آسيا من السلالة المغولية، بل ويهود الحبشة من الزنوج.. فأين ذهبت الصفات المميوة للإنسان اليهودي التوراتي؟ استبدلت كل صفاتهم الجسدية، تلونت العيون والشعر والبشرة، اختلف شكل الجسد والجبهة والأنف. بل حتى فصائل الدم وخرائط ال دي إن إيه متباينة بشكل كبير ينفي بشكل قاطع وحدة الجنس والعرق عنهم. بل وفي العصر الحديث من الدلائل التي توضح مدى انصهار اليهود في المجتمعات التي يفدون عليها، أنه كان من دلائل نقاء العرق الآري في الحروب النازية أن يثبت الألمان أن أجدادهم لخمس أجيال لا يحمل أحد منهم عرقا دخيلا أو كان يهوديا، فاتضح أن عددا لا يستهان به من الألمان لديهم جد يهودي واحد على الأقل وهم ليسوا بيهود! بذلك تقع حجة القومية اليهودية التي تتخذها الصهيونية ستارا لاغتصاب أراضي فلسطين، بجانب تهويل معاناة اليهود في التاريخ من الاضطهاد الديني. أما بالنسبة لاضطهاد اليهود، ووقائع الشتات في العالم، وحروب النازية، فلم تكن لسبب ديني، فاليهود -كما هو معروف- دائما ما يتعاملون بطرق خسيسة واستفزازية وعنصرية مع الجوييم أو باقي الأمم الغير يهودية، بل ويصل إلى حد استغلالهم ماديا واسترقاقهم.. وكان هذا سببا من أسباب الحروب ضدهم.. بل يمكننا القول أن الدين لم يكن سببا من ضمن الأسباب! بالطبع لا أبرر الجرائم الحادثة ضدهم، لكن حتى في حروب النازي لم يكن اليهود وحدهم من قتلوا وأسروا كما يتم تصدير هذه الفكرة لنا، بل لقد مات وقتل عشرات الملايين من غير اليهود الذين لا يحملون عرقا آريا نقيا.. وكان من بينهم نصارى ومسلمون وأشخاص من مختلف الأجناس يعتنقون معتقدات مختلفة. وعلى النقيض من ذلك، تجد الحركة الصهيونية اليوم تستخدم نفس الأساليب التي تصدرها لنا دليلا على اضطهادهم، فهم يولولون في ذكرى الشتات البابلي وغيره، في نفس الوقت الذي يشتتون ويقتلون ويهجرون فيه الفلسطينيين ويهدمون فيه بيوتهم.. يصدرون أنهم مضطهدون دينيا، في الحين الذي لا يراعون فيه حرمة لمسجد ولا لكنيسة ولا للعرب كافة، بل ويسخرون ويضهدون غير اليهود! يدّعون أنهم أُخرجوا من فلسطين عنوة، في الحين الذي يخرجون فيه أصحاب الأرض الحقيقيين من أرضهم! وكل هذه الجرائم تتم بدون محاسب ولا رقيب!! أما آن الوقت لأن نعرف خطورة تصدير فكرة القومية اليهودية.. بل وحتى أن العرب الحاليين واليهود الحاليين هم "أبناء عم"؟.. لا مزيد من القومية اليهودية ولا مزيد من الاستعطاف بذكرى الشتات والاضطهاد.. فالعدو هو العدو ولو حاول التخفي وراء ألف قناع وحجة! رحم الله جمال حمدان والمسيري، وجعل هذا المجهود في ميزان حسناتهم. تمّ.
دراسة مختصرة و لكنها مفيدة للغاية يقدمها حمدان في هذا الكتاب عن اليهود..
جمال حمدان لا يحاول أن يمنح اليهود حجما اكبر من حجمهم.. بل يحاول بشكل موضوعي -قدر الإمكان- أن يحدد تأثير اليهود الحقيقي.. أن يحدد حجم ووضع اليهود الحقيقي .. سواء في العصر الحالي أو على مدار التاريخ.. بداية من تاريخ اليهود في العصور القديمة.. مرورا بالتشتت و نهاية بالعصر الحديث و تجمع الصهيونية العلمية لتأسيس دولة طفيلية في فلسطين.. ينقلنا الدكتور في رحلة سريعة لأهم صفحات اليهود التاريخية دون الدخول في تفاصيل زائدة عن الحد لا تهم القارئ.. وهذا أكثر ما أعجبني في الكتاب..
لكن مع ذلك وجدت جمال حمدان أحيانا يخرج عن قواعد البحث العلمي في الكتاب.. بداية من وصفه لليهود بأنهم حثالة مدن العالم.. و هو وصف لا يليق بكتاب يحاول أن يقدم حقائق علمية.. مرورا بجزمه أن رمسيس الثاني هو فرعون الخروج و هو ما لا يوجد أي تأكيد تاريخي بشأنه.. كان من الأفضل أن يقول الدكتور أنه من المحتمل بدلا من أن يقدمها كحقيقة تاريخية.. علي أي حال الكتاب رائع و يستحق القراءة لكل المهتمين باليهود..
مقدمة الكتاب للعبقري عبد الوهاب المسيري، كما كتب تتمة الكتاب الذي توقف عند الخميسنيات، فأستأنفه هو على نفس المنهج. الحق أن المقدمة والتتمة أجمل من الكتاب نفسه. جمال حمدان أرسى المنهج.. عبد الوهاب المسيري أبدع فيه.
مع مقدمة رائعة لدكتور عبد الوهاب المسيرى يتناول فيها ملامح اسلوب جمال حمدان فى عرض افكاره حتى لا يتوه القارئ بين صفحات الكتاب . يستعرض جمال حمدان فى هذا الكتاب من خلال دراسة اكاديمية احصائية تاريخ اليهود الأنسانى من عهد التوراة حتى احتلال فلسطين متتبعاً الحقائق ومفنداً الأكاذيب التى تدعيها الصهيونية اليهودية من حيث نقاء الجنس اليهودى وعودتهم لأرض الميعاد . فهو يرى ان اليهود الحاليين ما هم الا اتحاد مجموعة من الأجناس والثقافات التى اندمجوا فيها خلال عصور الشتات موضحاً ذلك بشرح صفاتهم الجسمانية والاحصائيات التى توضح تعداد اليهود السكانى فى كل البلاد التى ذهبوا اليها مما يستحيل معه امكانية زيادتهم بالطرق الطبيعية وتجاهل الأختلاط بسكان تلك الدول والتزاوج معهم وهو ماينفى نقاء الجنس (القاعدة العامة التى تتخذها الصهيونية ذريعة لأحتلال فلسطين باعتبارها أرض الميعاد ). كما يوضح الأسباب التى دفعت الدول الغربية الى تبنى الدولة الصهيونية الوليدة رغبة فى التخلص من النفوذ المتزايد للجماعات اليهودية داخل تلك الدول الأمر الذى يهدد من امنها. اما عن اليهود انفسهم فلم تكن اسرائيل بالنسبة لهم سوى فرصة سانحة حاولوا ان يغتنموها وذلك بعد غلق باب الهجرة الى الولايات المتحدة (القوة الرأسمالية العظمى فى العالم القائمة على الأقتصاد الحر وهو مايبرع به اليهود )كما كانت اسرائيل بالنسبة لهم وسيلة للفرار من الثورات الأشتراكية وقرارات التأميم فى الدول التى عاشوا بها .
هذا الكتاب بالأضافة الى كتابى من هو اليهودى للمسيرى ,والصهيونية العالمية للعقاد يجعل الصورة واضحة تماماً..
أثناء قراءتي مقدمة الكتاب بقلم الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري استطولتها كنت وتشوقت لبداية الكتاب ولكن بعد ما وصلت لنصف الكتاب آمنت أن المقدمة هي أفضل ما فيه. أيام المدرسة كان مدرس التاريخ هو مدرس الجغرافيا وعرفت أن الارتباط بين المادتين وثيق ودا كان سبب اجتنابي لقراءة التاريخ فترة طويلة بس لما بدأت أقرأ فيه متغاضية عن كرهي للجغرافيا وقعت في غرامه، الكتاب دا لمحبي الجغرافيا اللي أنا مش منهم.
المقدمة شرحت الأسلوب البحثي المتفرد لجمال حمدان واعتماده على التفكير والتحليل والاستنتاج وليس مجرد تناقل للمعلومات والنظريات عبر التاريخ، كمان وضحت أهمية دراسة كتابات جمال حمدان وإعطائها حقها.
الأنثروبولوجيا هو علم دراسة الإنسان، اهتم جمال حمدان بدراسة اليهود وأصلهم وتاريخهم وتأثرهم بالتغيرات عبر التاريخ كقوم يبثون فكرة السامية والتفرد، هدم الكاتب نظرية أن يهود اليوم أحفاد يهود التوراة وأحقيتهم بأرض الميعاد وما هم إلا نتاج اختلاط أجناس أخرى ومتهودين اعتنقوا الديانة اليهودية.
الكتاب دسم ومليان معلومات عن أصل اليهود صفاتهم وهجراتهم وتاريخهم الكاذب ومحاولتهم تهويد العلوم كافة وخاصة التاريخ والجغرافيا لإقناع العالم بأحلامهم الاستعمارية.
على الرغم من اعترافي بأهمية الكتاب إلا أنني لم أستمتع وأعتقد أني سأعيد قراءته في المستقبل يمكن لما أحس بشغف تجاهه بعد قراءة كتب أكثر عن تاريخ اليهود.
كان من الممكن – بل هو الطبيعى - أن يصبح كتابا يضم هذا الكم الكبير من المعلومات - على صغره - أن يصبح كتابا متخصصا مرهقا ، و لكن تميز الكتاب برؤيته المعرفية الحقيقية ، التى تحدد أنماطا إدراكية تفسيرية و ترصد تكرارها فى ضوء التاريخ و الجغرافيا و الأنثروبولوجيا ، جعل من الكتاب كتابا عظيما بحق ، فهنا لست فى حاجة إلى تدوين المعلومات أو حتى حصرها حتى توهم نفسك أنك قد استفدت من الكتاب ، فلأول مرة أقرأ عن الكنعانيين و اليبوسيين و الفلسطينيين و غيرهم بدون أن أعبأ بالتذكر الكامل لكل التفاصيل ، فقط وصولك إلى الرؤية المعرفية - النماذج الإدراكية - التى وراء الكتاب و المدعمة بالحقائق و المعلومات المرتبة و المنتقاة و المفصلة بشكلٍ إدراكيٍ واعٍ ، وصولك إلى هذه الرؤية هو الفائدة الحقة من الكتاب ، أن تصبح أكثر حكمة بمجرد انتهائك منه ، رحم الله الأستاذين ، حمدان و المسيرى .
إجابة موسّعة مؤصّلة على سؤال هل الشعب المحتلّ سليل بني إسرائيل فعلًا؟
عرض تاريخيّ موسّع من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى احتلال/هجرة شذّاذ الأرض اليوم مرورًا بالشتات والأسر البابليّ والمحرقة وشكل حياة الجاليات اليهوديّة في مختلف الدول
ثمّ عرض وصفيّ موسّع لأوصاف بني إسرائيل قديمًا وحديثًا للإجابة عن سؤال مطلع المراجعة
ثان لقاء لي مع الدكتور جمال حمدان، ولا أدري ربما أنا لا تستهويني تلك الأنواع من الدراسات، ولا أدري إن كان ذلك مهماً في اتجاه الغرب نحو القضية الفلسطينية، فبالنسبة لي الموضوع منتهي لا يعنيني كون اليهود الحاليين من دم يعقوب (اسرائيل) الخالص ولم يختلطوا بأجناس أخرى أو أنهم اختلطوا ففي جميع الأحوال ستظل فلسطين عربية وحتى على فرض أنهم أحفاد خلص لليهود المطرودين من فلسطين وقت الأسر البابلي في عهد ما قبل الميلاد فهذا لا يعطيهم الحق أن يغتصبوا أراضي مواطنين حاليين بدعوى أن تلك الأرض كانت لأجدادهم منذ قرون، فالبشرية بأسرها لا تخلو من أجناس تعرضت للهجرة أو الطرد من هنا لهناك وهذا لا يعطيهم الحق في العودة وقتما شاءوا وطرد السكان الحاليين الذين كانوا يشاركونهم الأرض أيضاً وقتها ولكنهم بطبيعة الحال تكاثروا وتمددوا واتسعو�� في الأرض وتملكوها فإذا بأناس لم يروها يوماً لا هم ولا أجدادهم يأتون يطالبوا بحقهم في أرض لم يتملك منها سالف أجدادهم سوى جزء صغير
أول قراءاتى للعالم الكبير جمال حمدان بعد أن استمعت اليه ككتاب صوتى يبدأ الكتاب بمقدمه طويله للمفكر العبقري عبد الوهاب المسيري قرات مؤخرا كتاب المسيري اليهود فى عقل هؤلاء واكاد أجزم ان هذه المقدمه تتشابه الى حد كبير مع جزء الكتاب الذى تحدث فيه المسيري عن جمال حمدان و طريقته فى البحث و التحليل و التدقيق فى البحث عن اصول اليهود وانه أفضل من كتب عنهم على الاطلاق مقدمه رائعه جدا جدا ومفيده جدا كمدخل لقراءه لجمال حمدان
جمال حمدان باحث أكاديمى فذ يبحث بموضوعيه دراسه علميه تعطيك نتيجه محترمه عما وصل اليه يبين خلال كتابه على ان اليهود المعاصرين لايمتون بصله الى الاصول الاوليه لليهود من ابناء سيدنا يعقوب فيبحث عنهم من ناحية الصفات الشكليه فى لوجه و شكل الجسم وعرض الكتفيين ,يتتبعهم منذ الشتات الاول لهم قبل انتشار المسيحيه ويتتبع تذايد الاعداد ونقصها ويبين بالادله انهم مختلفين فى الاصول و نتج عدد كبير منهم عن تغيير ديانتهم وليس فقط من السلاله الاصليه أنصح بالكتاب بقوه لمن اراد القراءه عن اليهود فيبدأ بهذا الكتاب فيعرف نشأتهم قبل دراستهم
لم يكن الكتاب مجرد دراسة أكاديمية بحتة عن اليهود بل كان عملًا أدبيًا أيضًا ...استمتعت كثيرًا بأسلوب جمال حمدان في عرض آرائه بجانب دراسته الدقيقة عن اليهود , الكتاب يضم إحصائيات عن أعداد اليهود و توزيعهم في العالم و ينوه أيضًا عن الملاحظات الهامة في تلك الإحصائيات و أعتقد أن ذلك جزء من جاذبيته حيث أن للعاديين غير المهتمين بدراسة الأنثروبولوجيا أمثالي موضوع الأرقام و الإحصائيات ممل و متعب و لا طائل منه ...
كتاب يشفي الغليل يحتوي بعض الجمل لم يجرؤ غيره على الاعتراف بها . يدرس اليهود منذ النشاة ، حقب الشتات التي مروا بها طوال وجودهم وصولا الى مايسمى بدولة اسرائيل التي لا تعدو كونها حلقة من حلقات تلك الحقبة والتي ستزول عاجلا ام اجلا . فند الكاتب ايضا خرافة العرق النقي التي يدعيها اليهود على مر الزمن الكتاب وجيز لكن مثقل بالمعلومات بطريقة لا تشعر بالملل لكل من يريد نظرة شاملة عن اليهود كدراسة من الناحية الانتروبولوجية فعليه بقرراءة هذا الكتاب القيم
ٍأو قُل اليهود إنسانيًا، كأمٍ وأبٍ في مكانٍ ما، يرجون من الله ما ترجوه، ويخشون من العالم نفس ما تخشاه، أو ﻷكن أنا الصادق وأقول أن هذا ما كنت كقارئ أتمناه كصورةٍ مُثلى للكتاب. وحسناً، لم أكن كليًّا على صواب! فقد كان دراسة تاريخيّة تشريحيّة للجسد اليهوديّ الضئيل، مبتور اﻷعضاء، ترصد من بعد ميلاده ونشأته أثر سياطِ الشتات يتلوه الشتات على ظهره، دونما رفّة جفنٍ أو رثاء، وكأنها تعرضه أمامك مُقطّع اﻷوصال، فيهود المشرق غير السفارديم الإسبان، والإثنان غير الأشكناز اﻷوربيين، وكلهم مجتمعين ليسوا بالضرورة صهاينة أنذال. هنا دحضٌ عرقيّ لمن اغتصبوا اﻷرض بدعوى النسب، فقد كذب كل من قال نحن أحفاد يعقوب/إسرائيل ولنا ما كان من قبل ملكٌ للأجداد، هذا ما قام "د.جمال حمدان " بإثباته بجدارة، متحليًّا بحياد العلم ما استطاع، بل وفي مطلع أكثر اﻷعوام مرارة؛ نكسة سبعة وستين. فإن كان اﻷمر كذلك فما هي مشكلتي إذن؟! ولمَ اعتراني الغم الثقيل ما أن قرأت وصفه لهم ب"حثالة المدن"؟! البارحة مثلاً بالذات، أعادت الكلمة صفعي ما أن التقيت "ليلى" صديقتي الغائبة من اليمن، تلك التي لحبي لها كانت وأنا أُسمّي طفلتي أحد أهم من مرّوا بالبال. دمار مدينتها قد غشى وجهها النحيل بحزنٍ كثيف، صار معه السؤال عن حال البلد البعيد إساءة للأدب. فلنسأل إذن عن صديقاتنا الليبيات، تحكيني ليلى أن إحداهن دمرّوا الجامعة التي كانت بها تعمل، أما اﻷخرى بعدما قُتل أخاها، تدقُ بإلحاح المضطر باب كل الهجرات، تُضيف بأسى: "اتبعثرنا يا مروه" ! وأقول في نفسي: يالسخرية اﻷقدار! وكأنه عصر شتات كل اﻷديان! فقط تأمل عناونين اﻷخبار: مسيحيون مُهجّرون من مسلمين، ومسلمون مطرودون من مسيحين ويهود منبوذن من كلاهما، عالم غريب!! على امتداد أطرافه اتفق الجميع على رفع لواء: نحن أبناء الله وأحباءه! والله لم يلد منهم أحد! ونحن فيما بينهم حثالة كل المدن وشتات الديكتاتوريات حتى في اﻷوطان. وأنا العاجز أستعيد في كل آن تعويذتي : إشهد يارب أن منذ جئت أرضك، ما كرهت من خلقك إلا الظالم. ثم أجمع من حولي كل من له نفس مصداق قولي، أتحصن بهم فهم عزوتي في هذا العالم، وإن بقينا كما نحن؛ اﻷقلية العظمى على اﻹطلاق.
إن كنت من هواة التصنيف والطوائف واﻷحزاب ، فإليك في هذا الرابط طرق أجدر بالتجربة والتطبيق: https://youtu.be/BBgSxUeHU80
نجد من أنماط التوزيع الجغرافى فى العالم على وجه العموم إلى الانماط التوزيع داخل كل قط، أن اليهود بالدرجة الاولى سكان وسكان مدن كبرى بالدقة، ثم هم إلى ذلك سكان عواصم بالإمتياز، و انت حين تتكلم عن يهود دولة ما فأنت تتكلم فى الحقيقة عن يهود العاصمة ومدينة أو إثتنتين إلى جوارها، وهذهوهذه حقيقة طاغية و أبدية طوال تاريخ اليهود قديماً كان أو حديثاً ولا تتبلور فى وقتنا هذا، والأمثلة تغنى عن الحصر......ومن هذه الأمثلة مدينة نيويورك وشيكاغو فى الولايات المتحدة وبالذات نيويورك التى يسميها الكاتب تل أبيب الكبرى
كتاب رائع بقلم علمين من مفكري مصر. مقدمة استعرقت تقريبا ثلث الكتاب يقدم فيها عبد الوهاب المسيري كتاب جمال حمدان الصادر عن دار الهلال. يكتب جمال حمدان عن المجتمعات اليهودية بمختلف تلويناتها (سفارديم، أشكيناز، مزراحيم) و تنويعاتها الأثنية (الساميون، الفلاشا، الخزر،و الملونون في شبه القارة الهندية) بطريقة تقدم فيها أرقام إحصائية و قياسات لطول و عرض الوجه، شكل الأنف، لون العين و الشعر، طول القامة و خاصة في مقارنة مع جيرانهم في الشتات ليخلص إلى أن طرح الصهيونية مغرض فاسد...... تتحجج النقاء العرقي لتبرير ما يسمى في أدبياتهم العودة لأرض الميعاد. ما يبرر سفك دماء الأبرياء من مستضعفي فلسطين الأطفال و النساء كما يحدث في غزة الإباء هذه الأيام. (طوفان الأقصى 2023م) كنت اطلعت على كتاب The Thirteenth Tribe: The Khazar Empire and its Heritage لمؤلفه Arthur Koestler لأعرف أن مملكة الخزر (أوكراني و القرم) يشكلون إثنيا نسبة مهمة ممن يدعون الآن أنهم من نسل إسرائيل. كتاب صغير يتعين على جميع المشتبكين مع إشرائيل الإلمام مضمونه و إن كانت معطيته متجوزة نوعا ما بحكم الظرفية السياسية المختلفة عن وقت كتابته و كذا بسبب تغير الإحصائيات ثم هاهي إشرائيل لم تعد تأبه بمسوغات وجودها في فلسطين، بل تعترف شرعية القوة الغاشمة فقط.