اهداء الي الذين غزلنا من نسيج أحلامنا ثوبا لحماية قلوبهم العارية من نزلات الحنين و صقيع الوحدة..
هذا الكتاب من وحي خذلانكم...
لا أذكر متى آخر مرة بكيت فيها لكن الدموع في عيني قد جفت جفاف أرض لم تذق المطر يوما، تمر الفصول عليها لكنها وحدها في جفاف دائم في نقطة بعيدة في أقصى الأرض.
الذكريات.. تلك الصور المدفونة في تلافيف العقل تتحرك من آن لأخر لتطفو فوق سطح رؤيتنا، قد يثير تحركها أبسط الأشياء مثل أغنية قديمة، وجه مألوف أو شذى عطر.
لكن شيء ما في هذا التوقيت الحرج من العمر يثير تلك الذكريات، يعبث بعقلي فتتحرك تلك الصور القديمة في حركة أشبه بالبندول، تتصادم بشكل مستمر وحركة منتظمة.
تنتمي رواية الأحلام الخمسة إلى ما يعرف بالواقعية السحرية، فتجد الشخصية الرئيسية في القصة خلاصها في صندوق مسحور يحتوي أحجارًا للأمانيّ والأحلام. ورغم ما تنجزه الأحجار الخمسة من أحلام معلقة للبطلة، فإنها تنزع منها في المقابل أمورًا أكثر أهميّة. فعندما تحصل على المال، تفقد الحبّ، وعندما تمنح النجاح تخسر الأسرة. وهكذا تصنع الكاتبة رؤيتها المركزة للحياة، أنها ليست المكان الذي نحصل فيه على كل مبتغانا، فلكل شيء ثمن حتى وإن كان هذا الشيء مجرد حلم مشروع. تتميز الكاتبة بالتعبير الجيد عن المشاعر الداخلية لشخصياتها، بالإضافة إلى معرفتها الدقيقة بالأماكن التي وقعت فيها أحداث الحكاية. من ناحية أخرى نجحت في استخدام مقتطفات الأغاني والأشعار لتضيف لنصّها المزيد من العمق.