في عام 2010 تنضم مانوليا كعضو في لجنة أبحاث الجينزا لتعمل مترجمة للوثائق والمخطوطات الهامة والنادرة التي دفنها #اليهود في مقابرهم منذ قرون طويلة، والتي تكشف الكثير عن حياة اليهود وثقافتهم ومخططاتهم. كان من الممكن أن تكون هذه التجربة تجربة عادية في حياة الأرملة الشابة كباقي أعضاء اللجنة، ولكن يشاء القدر أن .تكون واحدة من أغرب التجارب التي قد يعيشها إنسان، والتي من الممكن أن تصل به للجنون أو الموت في عام 1949 يقرر عزرا كوهين كتابة فصول مهمة من حياته. لم تكن كتابة المذكرات تشغل تفكير عزرا ولكنه في هذا المعتقل الذي وصفه قائلاً (هذه المساحة الصغيرة جداً من العالم والمنفصلة عن كل شيء استطاعت أن تفعل ما لم يستطع العالم الواسع أن يفعله) وجد أن ما صنعه في حياته يستحق أن يُدوَّن، فقد كان واحداً من أهم أعضاء الحركة الصهيونية في الشرق الأوسط. يحكي عزرا بالتفصيل عن نشأة حركة إخوان صهيون وكيف أصبحت خلال سنوات قليلة واحدة من أهم الحركات الصهيونية التي كانت سبباً رئيسياً في احتلال #فلسطين. لم يتوقف نشاط عزرا بعد حرب 1948 من أجل تحقيق الحلم الصهيوني ولكنه استمر إلى ما بعد ذلك حتى ظهرت في حياته مديحة، مجففة كؤوس الشمبانيا في القصر الملكي، وعندها فقط انقلبت حياته رأساً على عقب !!؟ في عام 1165 حطت السفينة القادمة من مدينة عكا بميناء الإسكندرية تحمل على متنها الحكيم والفيلسوف موسى بن ميمون. كانت وجهته الأخيرة هي الفسطاط بعد أن ركض فراراً مع عائلته من الاضطهاد الديني لليهود بالأندلس إلى عدة بلدان. وفي مدينة الفسطاط استطاع موسى أن يكون واحداً من أكبر وأشهر الأطباء والفلاسفة في العالم العربي والغربي. كانت مؤلفاته تُترجم لجميع اللغات وأصبح طلاب العلم والمعرفة من جميع أنحاء العالم يتوافدون على مجلسه العلمي، وبالرغم من ذلك، لقي هو وأعماله الكثير من التشويه والتلفيق والكراهية من بني جلدته أنفسهم، فهل كان السبب في ذلك تأثره بالفلاسفة المسلمين، وهو التأثر الذي ظهر بقوة في العديد من مؤلفاته وخاصة عمله الأهم (دلالة الحائرين)، ويا ترى ما السر وراء اختفاء المخطوطة الأصلية من مكتبة معبد موسى بن ميمون بعد وفاته؟ تدور أحداث رواية (قطار الليل إلى تل أبيب) حول ثلاثة محاور رئيسية. ربما لا تربط بينها علاقة مباشرة إلا أنها مرتبطة بعضها ببعض، بشكل أو بآخر من خلال علاقات متشعبة وأحداث متداخلة وجذور ممتدة. كل ذلك يثير أسئلة تجيب الرواية عن بعضها بينما يظل الآخر مفتوحاً على حقائق لم يتم الحسم بشأنها حتى الآن، وربما لن يتم.
رشا عدلي روائية وباحثة في تاريخ الفن. حاصلة على ماچستير في تاريخ الفن - عضو باحث في الرابطة العالمية لمؤرخي الفن -لها مساهمات ومقالات وبحوث في مجال الفنون التشكيلية نشرت في المجلات العربية والأجنبية المتخصصة بالاضافة لمدونة gallery about art and history التى انشئت عام 2007 وهي مدونة متخصصة عن اللوحات الفنية وتاريخ الفن - عملت مراسلة لمجلة الامارات الثقافية، في مجال الفن التشكيلي على الخصوص، في الفترة بين 2016-2020 صدر كتابها ( القاهرة المدينة .. الذكريات ) عن فن الاستشراق عام 2012 وكتاب المرأة عبر العصور في الفن التشكيلي عام 2023 وهو كتاب يستعرض تاريخ المرأة كما صوره الفن التشكيلي عبر عصوره المختلفة لها عشر روايات وهم : رواية صخب الصمت عن دار كيان للنشر 2011 رواية الحياة ليست دائما وردية طبعة أولى عن دار نهضة مصر 2013 طبعة ثانية عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت / 2023 رواية الوشم عن دار نهضة مصر 2014 رواية نساء حائرات عن دار الياسمين الأماراتية للنشر 2015 رواية شواطئ الرحيل عن دار نهضة مصر 2016 رواية شغف عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت/ 2017 رواية اخر ايام الباشا عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت /2019 رواية على مشارف الليل عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت 2020 / طبعة مصرية عن دار نشر تنمية رواية قطار الليل إلي تل أبيب عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2021/ طبعة مصرية عن دار نشر تنمية رواية أنت تشرق أنت تضيء عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2022 / طبعة مصرية عن دار الشروق و ترجمت بعض أعمالها لعدة لغات، وصلت روايتها شغف ورواية اخر ايام الباشا للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر ) و حصلت النسخة الانجليزية من روايتها "شغف" على جائزة بانيبال العالمية للترجمة سنة 2021، كما وصلت للقائمة الطويلة لجائزة دبلن العالمية في الأدب سنة 2022.وحصلت روايتها أنت تشرق أنت تضيء على جائزة كتارا لفئة افضل رواية عربية منشورة لعام 2023
اللقاء الثاني لي مع الكاتبة رشا عدلي ... أعجبتني النبذة كثيرا لذا فقد انتظرت صدور الطبعة المصرية منها وفور صدورها حصلت عليها
لم يضايقني تشابه العنوان مع عنوان رواية أخرى كما ألمح البعض وأبدى البعض اعتراضهم!
أما عن الرواية فلا أستطيع تصنيفها ضمن نوعية بعينها! فهي مزيج من الرواية التاريخية والرومانسية والفانتازيا
عن نفسي فقد أعجبني ذلك الخليط ... نعم هناك جزئيات فضلتها عن الأخرى لكن الرواية في مجملها ممتعة وبعيدة عن السائد وجديد موضوعها
الجينزا أو مقبرة الوثائق والأوراق اليهودية كانت بالنسبة فكرة جديدة لم اقرأ عنها من قبل ... كانت إطارا جيدا لحبك القصص المتداخلة التي قصتها علينا الكاتبة والتي تخص أبطال روايتها، كم كانت مناسبة رائعة لإخبارنا بكم المعلومات الغزير عن نشأة الصهيونية ... وأحببت الجزء الفانتازي في الموضوع
تضايقت قليلا عندما أردت البحث عن جزئية معينة والتأكد من صحتها التاريخية فوجدت بعض الجمل من داخل الكتاب على لسان مسئوول مصري في هذا الشأن على موقع جريدة مصرية ... الكاتبة أسلوبها حلو فعلا وكانت قادرة على تحرير الفقرات والمعلومات بشكل أفضل بكل تأكيد
ربما كانت الحوارات كثيرة جدا على مدار الرواية، ومخاطبة عزرا لنا - نحن، قارئي كلامه - كانت بالنسبة لي مزعجة قليلا ولكن الكاتبة خلصت نفسها وخلصتنا من الإحساس بالغرابة والإنزعاج بالنهاية المدهشة التي تخص هذه الشخصية وكيفية وصول كلامه وذكرياته إلينا!
ملحوظة جانبية: أحببت قصص الحب التي قرأتها في روايتي رشا عدلي اللتين اقتنيتهما لها ... قصص هادئة يحيطها الشك، قريبة مما يحدث في الواقع حيث لا تكتمل الحكايات أغلب الوقت، أو تعاني من أجل البقاء! وحيث يتحتم على بطلاتها أحيانا وضعها خلف ظهورهن والمضي قدما برغبتهن أو رغما عنهن
قطار الليل إلى تل أبيب للكاتبة رشا عدلي عدد الصفحات/ ٤١١ نوع العمل /رواية تاريخية رومانسية يتخللها جزء من الفنتازيا. الدار العربية للعلوم. اللغة /السرد والحوار باللغة العربية الفصحى.
نبذة عن الرواية تتدور الرواية في ثلاث عصور. في القرن الثاني عشر والقرن العشرين والقرن الواحد والعشرين. تتحدث الرواية عن الجينزا التي خلفها اليهود ورائهم في معبد ابن ميمون. خلال الرواية يتم توضيح كيف تكون الكيان الصهيوني وكيف نشأت دولة إسرائيل. خلال الرواية أيضا توضح الكاتبة تقاصيل حياة ابن ميمون وكيف ترك الاندلس ووصل إلى مصر. وتتحدث عن كتابة دلالة الحائرين وان ذلك الكتاب سيكون سببًا في خداع مانوليا من قبل اديب. رأيي الشخصي. لا استطع وصف الحالة التي تركتها تلك الرواية. الرواية فاقت الابداع. مزجت الكاتبة بين التاريخ والفن والحب بسلاسة تفوق الخيال. بالنسبة لي موضوع الرواية " الجينزا" كانت تلك المرة الأولى للسماع عنها. فكرة عرض كيفية تكوين الكيان الصهيوني بكل سلاسة رغم كثرة الاحداث أرى أنه إبداع . الجزئية الفنتازيا الخاصة بموسي ابن ميمون كانت محببة لقلبي تمنيت وجودي مكان مانويلا ورؤية ومعاصرة ماعاصرته هي. الوصف للاماكن جاء دقيق للغاية. وصفت مصر في ثلاث قرون مختلفة بدقة متناهية. تشعر كأنك عاصرت كل تلك الازمنة. عزرا الشخصية المحورية لليهود كان بناء الشخصية قوي وافضل نقطة كتابتها بالراوي المتكلم. الأحداث التي حدثت في القرن الواحد والعشرين جميلة وصف مشاعر مانوليا بعد وفاة زوجها ووصفها لها كيف تشعر بالوحدة رغم كثرة المحيطين بها وصفتها الكاتبة وصف دقيق للغاية. احيانا كانت تلمسني الكلمات واتوقف عندها لأظلل بقلمي ماتشعر به. العمل تم كتابته على احداث حقيقية مما يحعلك تقرأ بتمعن ولا تحتاج لمراجعة ما تم قرأته. ابدعت الكاتبة في الجزء الخاص بالفن اللوحات والعزف. اتخيل الكاتبة وهي تمسك القلم لتكتب الرواية هي نفسها مانويلا وهي تعزف فكما شعرت بسلاسة عزف مانويلا شعرت بسلاسة الرواية رغم كم المعلومات التاريخية الموجودة خلالها. عند انتهاء الرواية كنت أشعر بحزن شديد وكنت أتمنى أن تطول الصفحات أكثر من ذلك. سافتقد مانوليا وسأفتقد أديب الذي تمنيت عودته مرة أخرى. كانت المرة الأولى لقراءة أعمال الكاتبة وأشعر بالندم حيال ذلك أرى أنه فاتني الكثير لعدم قراءة روايات تاريخية ولعدم قراءة اعمال الكاتبة. وذلك لكثرة حبي للأعمال الاجتماعية والرعب والنفسية. لكنى عزمت على قراءة جميع اعمالها وقراءة كل ما يخص التاريخ. في النهاية ارشح الرواية وبشدة لمحبي الروايات التاريخية المغلفة بالرومانسية العزبة.
ما أروع السفر إلى عالم مختلف، ساحر، اختلط واقعى بخيالى، تلاشت الحقيقة وسط ضبابية الأكاذيب. تبدو الحقيقة واضحة كالشمس فى منتصف النهار، ولكن بعض الغيوم اضعفت من رؤيتها. قررت السفر بالقطار إلى أبعد مكان، مما يتوقعه خيالى، وهو "تل أبيب"، فقد سافرت عبر صفحات رواية "قطار الليل إلى تل أبيب" للروائية المبدعة "رشا عدلى". اجتمعت جميع أنواع الفنون فى الرواية، سواء المقطوعات الموسيقية، نوعيات الموسيقى ذاتها، اللوحات الفنية، بالإضافة إلى نكهة مميزة و منفردة فى فن الكتابة الروائية. جمعت رواية" قطار الليل إلى تل أبيب" بين الفن والتاريخ فى قالب واحد، مما يجعلك تقع فى غرام الرواية من الصفحة الأولى. اكتملت جميع عناصر الرواية، الحبكة محكمة و متقنة بشكل ملحوظ، اللغة شاعرية و خلابة، الاقتباسات قريبة منا، شعرت أن هذه الاقتباسات تخاطبنى بشكل شخصى، بل إنها اقتربت كثيرا من قلبى وعقلى فى نفس اللحظة. السرد متقن وبديع، مضمون الرواية له مذاق خاص. فقد استمتعت بقراءة الرواية من بدايتها وحتى آخر سطورها. الجمل الحوارية، جعلتنى أشعر أنى أعيش مع أبطال الرواية، أتحاور معهم، اتعايش مع كل تفصيلة فى حياتهم. لا أستطيع تصنيف الرواية، فهى رواية تاريخية، وذلك لأنها تعمقت فى فترة تاريخية هامة، بل إنها اقتربت أكثر من اليهود، استطعت التعرف على عالمهم، عاداتهم وتقاليدهم، طرق معيشتهم، مذاهبهم المختلفة فى شتى بلدان العالم، اكتشاف الوجه الآخر لعرب اليهود، مع توضيح الفرق بين الكيان الصهيونى والشخص اليهودى بوجه عام. يمكن أيضا تصنيف الرواية أنها إنسانية، حيث أنها اقتربت وغاصت بشكل كبير فى النفس البشرية، وما تحمله من ضغائن، والآلام، و تأثير مشاعر الفقد على شعورنا نحو الآخرين حولنا، حتى إنها تشكلنا من جديد. ترتكز الرواية على ثلاث محاور، أولها وأكثرها أهمية، هى رحلة التعرف على العالم "موسى بن ميمون"، فقد طرحت رشا عدلى فى الرواية العديد من المعلومات والتفاصيل التاريخية لموسى بن ميمون، بمنتهى السلاسة والدقة، بل استطاعت ببراعة أن تكشف الجانب الإنسانى والخفى لشخصيته، وما مر به من صراعات فى حياته وحتى بعد مماته بعدة قرون. المحور الثانى، و الذى لا يقل أهمية عن المحور الأول، هو وثائق الجينزا، التى كشفت حقيقة اليهود، والتى طالما اخفوها عن الجميع، وتم دفنها، لأنها تحتوى على الكثير من خبايا حياتهم، بل إنها تكشف الوجه الخفى لحقيقتهم، التى ادعوا غيرها طوال حياتهم. المحور الثالث، هو الانتقال الزمنى، بين أريع شخصيات وهم :مانوليا، أديب، مديحة، وحبيب مديحة اليهودى. التنقل الزمنى بين كل عصر والآخر، جعلنى أشعر بالتشويق، والاثارة والفضول لمعرفة المزيد، و نهاية كل قصة حب يرفضها الدين والمجتمع على حد سواء. أبهرنى بشدة مشهد مانوليا فى المعبد، والحوار الشيق بينها وبين موسى بن ميمون، مما أضفى متعة لا حدود لها فى قرائتى للرواية، بل أثار فضولى لمعرفة المزيد عن موسى بن ميمون. تحتوى الرواية على تقنيات إبداعية فى الكتابة الروائية، فقد خلقت مساحة كبيرة للقارئ أن يعانق الخيال وجها لوجه، مع فلسفة الأفكار الخلاقة، وطرح التساؤلات اللانهائية أثناء وبعد انتهاء قراءة الرواية. تقسيم الفصول سهل، بسيط وسلس، يعتبر عنوان كل فصل بمثابة عنوان رواية، العناوين جذابة، أضافت لى الكثير من المعلومات، جعلت الرواية تبدو كالسهل الممتنع، بل إنها تعطى من يقرأها هالة من الإستمتاع المستمر، والتشوق لمعرفة ومتابعة الأحداث بشغف. "قطار الليل إلى تل ابيب"، هى اكتشاف وجه آخر مشرق للتاريخ، رحلة على بساط سحرى لاستكشاف عالم اليهود، هى أيضا الصندوق الأسود الذى يكشف أسرارهم وأدق تفاصيل حياتهم، فإنها تجعل كل من يفتح هذا الصندوق، يذوب عشقا فى حب التاريخ، بل يثير فضوله لاكتشاف المزيد منه. هى صراع إنسانى بين ما يقبله قلبك، وما يرفضه عقلك، حالة تضاد بين الشئ ونقيضه، مفترق الطرق بين ما حرمته الأديان السماوية، وما حللته إنسانية البشر، التخبط بين احتياجاتهم من مشاعر واحاسيس، وبين انتمائهم لوطنهم، وواجباتهم فى الدفاع عنه. انتهت رحلتى، ووصل القطار إلى محطة النهاية، لايهم أين وصل، ولا يهم عنوان المحطة التى استقر بها القطار. الابداع لا توصفه كلمات، بل تشعر به الحواس. فكلما شعرت حواسك بالإبداع، كلما استطعت رؤية طريق الحرية، و الابحار فى عالم الخيال بلا توقف.
أول مصافحة لي لأدب رشا عدلي وقد كانت مصافحة برأيي الشخصي مُوفّقة جدا.
عنوان الرواية يتشابه مع عنوان رواية أخرى من الأدب المترجم، في الحقيقة لم يضايقني الأمر ولم يُنقص من إعجابي بالرواية.
بالنسبة لموضوع الرواية فكما ينبؤنا العنوان يدور حول "اليهود" في مصر خاصة قبل قيام الكيان الصهيوني، تحديدا حول جذور وبدايات قيام هذا الكيان في أرض فلسطين. وللوصول إلى هذا الأمر تنطلق الكاتبة من طاولة مستديرة تجمع باحثين وباحثات في الوثائق اليهودية المدفونة في مصر..
تقول الكاتبة أن الرواية مبنية على أحداث حقيقية، ويمكننا أن نستشف ذلك من الوقائع التاريخية المثبتة التي ذكرتها. إلا أنني لم أجد تصنيفا معينا أضع في خانته الرواية، فهي مزيج بين التاريخ والفانتازيا والرومانسية.. وكل جزء من هذه الأجزاء له طابع تشويقي خاص جعلني أتماهى معه ولا أشعر بالملل مطلقا.
أحببتها كثيرا ومنها سوف أقرأ باقي روايات رشا عدلي.. ..
هناك ثلاث عناصر محورية تعتمد عليها روايات رشا عدلي وهو الأدب والتاريخ والفن، ونظرا لأنها أصلا دارسة لتاريخ الفن فهي قادرة على مزج هذه العناصر الثلاث معا بكل سهولة ويسر ومتعة. وقطار الليل إلى تل أبيب واحدة من هذه الروايات التي إمتزجت فيها هذه العناصر الثلاث بالإضافة لجانب تخيلي رائع فاكتملت بذلك عناصر هذه الرواية الأربعة. في هذه الرواية جمعت لنا رشا عدلي موسى بن ميمون ب مانويلا عضوة ترجمة الجنيزا بعذرا واحد من الصهاينة المصريين المتعصبين للكيان الصهيوني ومديحة منظفة كؤوس الشمبانيا بقصر الملك وأديب الجاسوس الإسرائيلي إجتمعوا ولم يجتمعوا جميعا في محاور منفصلة متصلة إستطاعت معها رشا ببراعة أن تجمعهم جميعا وكانت كلمة السر لإجتماعهم وثائق الجنيزا الجميل في إسلوب رشا عدلي أنها تكتب بروح فنانة عاشقة للتاريخ، تحاول دائما أن تكشف حقائق متوارية بإسلوب تخيلي من منطلق "ماذا لو" وتضيف لمحة فنية رائعة تجعل الرواية أكثر عذوبة الرواية بها الكثير من التفاصيل ولكن لا أريد أن أحرق أحداثها. ولكن في المجمل هي رواية رائعة من أول الغلاف لآخر كلمة فيه ملحوظة أخيرة، حقيقي أشعر دائما أن إسلوب الكاتبة ينضج مع كل رواية عن الآخرى
الرواية استعراض عضلات المعرفة التاريخية ليس اكثر، الحوار الافتراضي مع موسى بن ميمون فيه اسهاب ممل بالذات الاسئلة المطروحة التي غلب عليها نقل او توجيه سهام الاتهام وفي سياق متوازي كان هناك حاجة ملحة للنفي في الاجابات، لا ادري ما الغاية من الرواية او الفكرة المطروحة، علي ان اكون موضوعيا لاني اقيم هذه الرواية من زاوية لا احب النظر من خلالها، لا احبذ الروايات المبنية بالكامل على الاحداث التاريخية، الواقع يتم تزييفه أمام أعيننا فما بالنا في التاريخ الذي ناله جانب كبير من التزييف لمأرب كثيرة. الرواية ربما تكون ممتعة لمن يهوى الجوانب التاريخية، على العموم لغة الرواية مقبولة وطريقة نسج الاحداث تخلو من المتعة والتشويق.
للأسف مشاكلي مع العمل أكثر من إنه أحاول أفندها، فأعتقد إني هلتزم بعادتي في قصر المراجعات على النصوص اللي حبيتها.. برغم حماسي للتجربة إلا إني عمري ما كنت هكملها لو لم تكن قراءة مشتركة، وحتى ده ما زلت مستغرباه، لكن الجانب الإيجابي في الموضوع إني اتأكدت إن التصورات المسبقة كثيراً ما تنطوي على حقيقة ومش دائماً تكون مجرد آراء متعنتة..
تميزت رشا دومًا في رواياتها السابقة بعمل جديلة من السرد والتاريخ والفن وتقوم بربطهم بشريطة من الساتان الملون البراق فيهرج لنا العمل متقن ذا حبكة ومشوق يجعلني نواصل القراءة ليلًا ونهارًا لنصل إلى النهاية.. ويظل أبطال رواياتها محلقين في سمائي طويلًا اتسائل عن مصيرهم وافتقدهم كما لو كانوا جزءا من حياتي المعيشية..
الغلاف يظهر لنا فيه ساعة تشير إلى منتصف الليل وتذكرة قطار من الدرجة الثالثة القنطرة - تل أبيب وبأسفل منهما اسم الرواية وتحتهم قطار وعلى اليمين عدة أشخاص بجواره..
ثم تضع لنا الكاتبة فقرات لوجهات نظر بعض اليهود من أمثال هرتزل وغيرهم.. وتعلمنا أن بعض الوثائق التي جاءت في كتابها كان مرجعهت كتاب وثائق الجينزا اليهودية في مصر وثيقة استنجاد قديمة مكتوبة بخط مرتعش ومرسلة من الطبيب والمفكر موسى بن ميمون إلى حاخام طبرية وصلت إلى بطلة الرواية، مانوليا..
وبطلتنا ترملت حديثًا وتعيش مع طفلتها الصغيرة في إحدى الكومبندات التي ظهرت حديثًا في القاهرة، وهي تعمل كموظفة متخصصة في وزارة الآثار المصرية ستقوم بترجمة وثائق الجينزا اليهودية لعقود بل ولقرون مضت .. وهي ليست فقط خبيرة في اللغة العبرية بل وكذلك عازفة للبيانو كانت تعزف في فرق الأوبرا ثم بعد الزواج في الفندق الموجود بالكومباوند .. تقول بطلتنا عن اللون الرمادي: "الرمادي إنه لون أقرب إلى الحقيقة الإنسانية، بالرغم من كل اللوم الذي يلقى عليه بأنه لون مراوغ، لون غير صحيح، غير واضح. كانت عكس الناس تراه لونًا صادقًا وحقيقيًا، لا يوجد إنسان مهما بلغت سعادته خالٍ من حزن، وليس هناك تعيس لا يحمل ولو قدرًا ضئيلًا من سعادة. ليس هناك قلب أسود لا توجد به نقطة واحدة بيضاء، وفي المقابل ليس هناك قلب أبيض لا تلطخة لطشة سوداء"..
كما تقول عن عملها كمترجمة للعبرية: "أبدًا، لم يكن عليهم لكي يترجموا هذه الأوراق أن يتقنوا العبرية فقط! كان هناك لغة أخرى أهم منها بكثير يجب فهمها، لغة الخط، لغة الغبار، لغة الزمن".
ومع البدء في ترجمة ودراسة تلك الوثائق يدخل لنا في الرواية يهودي من القاهرة عام ١٩٤٨ يسرد لنا حكاياته وحكايات المجتمع اليهودي في هذا الوقت وأحلامهم ومطامعهم بفلسطين كأرض للميعاد..
برعت الكاتبة في التحدث بصوت المرأة الثكلى التي تشعر بفقد الرجل مرة كزوج لها ومرات كأب لابنتها الصغيرة..
ثم يدخل في السرد رجل من أصفهان يدعى أديب، يجيد اللغة العربية الفصحى، ويحاول مصادقة مانويلا عازفة البيانو .
أجادت رشا عدلي دخولها بالرواية إلى عالم الفنتازيا حيث الخيال الواقعي أو الواقع الخيالي الذي نصدقه كما صدقته بطلة روايتها حينما انتقلت إلى الماضى ..
أعجبني كثيرًا قوة نساء الرواية : مانوليا ومديحة، امرأتان من زمنين مختلفين ولكنهن مصريات فخورات بأوطانهن، ومتعاطفات بكل حماس مع نكبة فلسطين ..
كان للموسيقى ووصف الكاتبة للألحان نوع من الوقفات الهادئة التي أطربتنا بها الكاتبة وأمتعتنا وكأننا نستمع إلى تلك الألحان ونحن نقرأ هذا العمل الثري ..
في البداية تحية للجهد المبذول من الكاتبة،اول جزءمن الرواية مشدنيش بس النصف التاني حلو اوي و مشوق... الرواية مليئة بالمعلومات والاحداث الحقيقية و الممتعة... موسى بن ميمون شخصية مؤثرة و نادرة...
رواية تستحق القراءة تحكي عن سيدة أرملة تعمل في وظيفتين احداهما في وثائق الجينزة عن اليهود بصفة عامة، وعن موسي بن ميمون بصفة خاصة. والآخر عازفه بيانو من خلال هذا العمل تعرفت علي أحد المعجبين بعازفها، ولكن ورائه سر....
"الرمادي إنّه لون أقرب إلى الحقيقة الإنسانية، بالرغم من كل اللوم الذي يلقى عليه بأنه لون مراوغ، لون غير صريح، غير واضح. كانت عكس الناس تراه لونًا صادقًا وحقيقيًا، لا يوجد إنسان مهما بلغت سعادته خالٍ من حزن، وليس هناك تعيس لا يحمل ولو قدرًا ضئيلًا من سعادة. ليس هنا قلب أسود لا توجد به نقطة واحدة بيضاء، وفي المقابل ليس هناك قلب أبيض لا تلطخه بقعة سوداء".
"كل منا يحمل بداخله جانبًا أسود وجانبًا أبيض، في أغلب الأوقات يطغى الأسود ويصبغ الروح، ولكن في أوقات قليلة.. قليلة جدًّا يظهر الأبيض كوميض من البرق الخاطف، يومض برهة ويختفي، وأثناء مرور هذا الوميض في سماء روحك يمكنك أن ترى كل شيء بوضوح".
" فهو يدل على أن هناك تغييرًا كبيرًا حدث في الشخصية اليهودية المصرية. لم تعد الشخصية الهادئة المسالمة التي لا هم لها سوى أن تعيش في سلام، أصبحت أكثر تمردًا وجرأة وعنفًا"
❞ أعظم الخيرات لو دامت مع الإنسان عمره كله لا تمثل قيمة؛ لأنها شيء منقطع عن الإنسان بموته كسائر أنواع الحيوان، وكذلك أعظم شرور الدنيا لو قيست بالموت الذي لا بد منه تكون لا قيمة لها مقارنة به ❝
❞ هي وحيدة بالرغم من كل هذا العالم المحيط بها؛ زملاء، أصدقاء، أقارب، جيران، الأمر لا يعدو أكثر من كونه زيفًا. نعم، هذه الحقيقة التي كشفتها الفاجعة التي مرت بها، وحدها الفواجع والكوارث الكبيرة تكشف معادن الناس. ❝
يقولون اننا نجد البعض منا فيما نقرأ .. وها انا وجدت ظروف مانوليا ومشاعرها وافكارها وحزنها متطابق معي .. تذكرت معها وبكيت لكن ما لبثت ان انشغلت في قصة عزرا التي اخذتني من سنة 2010 الي 1947 وشغلتني بحكاية اليهودي الذي آمن بالامل في الذهاب الي ارض الميعاد مستخدما ً حقده وشره في بثه في اليهود الاخرين نسى ان مصر هي البلد الذي عاش فيها عمره كله . بينما تواصل مانوليا حياتها كعازفة في احد الفنادق وكباحثة وسط وثائق تخص اليهود لتجد وثيقة مرسلة من الطبيب والمفكر موسى بن ميمون لحاخام طبرية ووجدت رسالة استغاثة كأنها ارسلت لها فإنشغلت بها عن احزانها . وتتوالى الأحداث لتكشف عن مفاجات والدخول الي عوالم اخرى . شكرا ً علي متعة بين الصفحات وفي الانتظار الجديد دائما 🥰
الروايه شدتنى جدا فى الاول بعد ربع الروايه أصبت بالاحباط الشديد هى تقريبا الكاتبه عندها كم معلومات عن اليهود وقالت تعمل روايه تستعرض المعلومات ديه فطلعت بالشكل الممل ده ثانيا تحس حبت تزود الشخصيات فعملت خط زمنى فى الماضى بيتكلم عن اليهود فى فتره التلاتينات ملهاش اى علاقه بحاضر الروايه وحرفيا لو اتحذف مش هيأثر اطلاقا على الروايه حتى النهايه كانت ساذجه جدا
War, Love, treason, history, grief and pain...lods and loads of pain. It can't get better than this.
Words can't describe how remarkable this book is. I believe that some book chooses you, ai picked that book by chance, ai didn't even know who the writer was, but something attracted me to this specific shelf to pick this one book.
And from the first line I fell in love with the way it was so well written, the welthy and rich expressions the complexity of the events the amount if history and information and outstanding research.
This book is one of a kind.
I feel in live with the words, the people, the events and the unbearable pain of all the characters.
I've never experienced such strong emotions with any book like this before.
I'm not sure how the writer found Chopin's sonata 2 sad, I found it quite soothing...It was the only music that I was able to pair with this book, it was complimenting the book in a perfect way.
As controversial as it sounds, but I find this nation, the most interesting one on the planet. Full of pain determination and persistence. They always Make me wonder...
This was so well crafted...real Kudos to the writer. This is what happened when the right people writes. They leave you in awe...best thing I've read in a quarter of a century.
في وقتنا الحالي تم تعين لجنة لدراسة المخطوطات والرسائل التي دفنت في مقابر الجينزا وهي مقابر يهودية حفرها اليهود لدفن كل ورقة ذكر فيها اسم الله وذلك لحرمانية حرقها او تقطيعها. لذا، كان الاختيار الأفضل هو دفنها لتلى بفعل الطبيعة.
ولكن اليهود دفنوا كل ما له وليس له علاقة بفكرة الدفن، من رسائل وطوابع بريدية وفواتير وغيرها.. ولكن ما لم يعلمه اليهود وقتها أن هذه الأوراق لهي سر وباب كبير لدراسة أحوال اليهود والمصرين وقتها.
أما في بداية القرن العشرين، قرر عزرا يهودا أنه حان الآن لكل ياخد خطوة جدية في حياة واكتفي بكونه عامل غير مؤثر في الحياة، وقرر المساهمة في انشاء وطن لليهود في أرض فلسطين، واعتبره حق مكتسب لليهود.
ووسع نشاطه وأفكاره لضم أكبر عدد من اليهود المصريين لجمع التبرعات ولمساعدته في التوسع واستقطاب أكبر عدد من المتعصبين وآخذي القرار ومع فكرة الوطن.
وحفزه على ذلك أحداث الانقسام الطائفي، والمساعات المالية في شراء أراضي فلسطين والهولوكوست والحرب العالمية الثانية، وأخيرا وعد بلفور.
أما في القرن الثاني عشر ف المحور الرئيسي في تلك الفترة هو "موسى ابن ميمون" الفيلسوف اليهودي والمفكر والطبيب، صاحب التأثير القوي على اليهودية والفكر الصهيونة، دُفنت نسخة من كتابه الأصلى رسائل الحائرين في مقابر الجينزا.
لتم من هذه النقطة رحلة البحث والتقصي عن أحوال اليهود من القرن الثاني عشر وحتى وقتنا هذا، وما الذي سمح لهم بهذه التجاوزات إلى الآن؟
قطارُ الليل إلى تل أبيب - رشا عدلي الكتاب تاريخي روائي، يتحدّثُ عن حقبةٍ تاريخيةٍ في حياة اليهودِ الذين عاشوا في مصر وبدأوا بتأسيسِ الحركةِ الصّهيونيّة فيها، وبدء اقناعِ اليهودِ بالهجرةٍ إلى فلسطين. أحداثُ الرواية تدورُ بين القرنِ الواحدِ والعشرين، رجوعاً إلى النصف الأوّلِ من القرنِ العشرين، ثمّ العودةِ بالتاريخِ إلى القرن الثاني عشر حيث عاش الفيلسوفُ والمفكرُ اليهوديّ "موسى بن ميمون". أحداثُ الرواية تتراوحُ بين التاريخية الواقعية والدرامية الخيالية حيثُ حاولت الكاتبة تلطيفَ الأجواء التاريخية والحقائق. بالمجمل الرّواية لا بأس بها، وإن أحسسنا بمحاولات استعراضِ المعلومات التاريخيّة الدقيقةِ والكثيرةِ خاصةً عن ابن ميمون.
“هذا المكان كان مُحرِّضًا على الكلام وعلى الفضفضة، يكفي أننا سجناء، ومن الصعب أن نُسجن أفكارنا أيضًا.”
كان هذا أوّل لقاء لي مع الكاتبة رشا عدلي، وسعيدة جدًا أن يكون اختياري معها في رواية “قطار الليل إلى تل أبيب”.
جمعت الرواية بين مانويلا المترجمة، وموسى بن ميمون، وواحد من المتعصّبين للكيان الصهيوني.
تبدأ الرواية بمانويلا، العضو في فريق ترجمة وثائق الجنيزا التي خلّفها وراءهم يهود مصر قبل قيام الكيان الصهيوني؛ وثائق تكشف بدايات هذا الكيان على أرض فلسطين. وخلال السرد، توضّح لنا الكاتبة تفاصيل حياة ابن ميمون ورحلته حتى وصوله إلى مصر.
لا يمكن وصف الحالة التي تركتني بها هذه الرواية؛ من إبداع في المزج بين المعلومات التاريخية وقصص الحب. هذه أول رواية أقرؤها للكاتبة، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد… لقد أصبحت من مؤلفاتي المفضلات.
اللقاء الأول لى مع الكاتبة رشا العدلى و لن يكون الاخير ان شاء الله. عندما لفت نظرى عنوان الكتاب لم أكن اتوقع هذا الكم من المتعه العقلية التى وجدتها بين صفحات الكتاب بجانب كم رائع من المعلومات التاريخيه المقدمة بأسلوب قصصى رائع و شيق خاصا فى الدمج السلس بين الثلاث حقبات الزمنية الى تدور بينها الرواية.
شكرا للروائية المصرية رشا العدلى لهذة التذكرة المجانية التى اهديتها لقرائك فى قطار الليل للحقائق التاريخيه.
عن وثائق الجينزا اليهودية و عالم اليهود الأشهر موسي بن ميمون تدور أحداث القصة في ثلاث عصور مختلفة، في محاوله لتتبع فكرة بناء وطن قومي لليهود وحتي احتلال فلسطين وإعلان قيام الدولة الصهيونية. في سرد مشوق و جيد مبني علي دراسة تاريخية للأحداث.
اسم الكتاب: قطار الليل الى تل أبيب اسم الكاتبة: رشا عدلي عدد الصفحات:٤١١ الناشر: الدار العربية للعلوم
لطالما تستوقفني الروايات التي يحتوي عنوانها ما يشير الى اليهود او الصهيونية لانني اشعر برهبة بداخلي حول ما يريد الكاتب ايصاله من كتابه ولذلك اتوخى الحذر في قراءتي لهذه الروايات الا انني ومع صفحات هذه الرواية فقدت حذري ورحت اعيش مع كل شخصية انفاعالاتها ومشاعرها وافكارها وكأنني اعيش معهم وكأنني كنت كل واحد من شخصيات الرواية. لقد جمعت الكاتبة في هذه الرواية عصور عدة فاخذتني بين صفحاتها الى القرن الثاني عشر لاقرا عن حياة بن ميمون واتعر�� عليه ثم الى عزرا الذي عاش في الحي اليهودي في مصر زمن الخديوي فاروق ومن ثم الى العام ٢٠١٠ والباحثة مانوليا التي كشفت عن هذه العصور كلها.
فقد جمعت الكاتبة الماضي والحاضر بالاضافة الى الرومانسية والسياسة والجاسوسية والتاريخ.
تبدا الرواية بالحديث عن وثائق الجينزا التي تشكل لها فريق بحث خاص تم اختياره بعناية فائقة وعلى قدر من العلم والسرية للبحث في وثائق الجينزا التي كسفت الكثير عن تاريخ اليهود وخططهم لبناء الكيان الصهيوني في فلسطين وشراء الاراضي من الفلسطينيين لتهويد فلسطين واقناع اليهود من شتى انحاء العالم للذهاب الى فلسطين
ان شخصيات الرواية الاساسية كانت تتمحور حول الباحثة في اوراق الجينزا في العام ٢٠١٠ واهتمامها بابن ميمون والقراءة عنه والبحث في حياته، اضافة الى شخصية عزرا اليهودي الذي ولد وتربى في الحي اليهودي في مصر الا انه نشأ على كره الحياة التي يعيشها وعدم القبول بما يحياه اليهود في مصر حيث عمل على تاسيس الجمعيات التي تعمل على تجنيد الشباب اليهود وبث خطاب الكراهية والبغض لكل ما هو عربي او مصري والتشجيع على الرحيل الى فلسطين للاستيطان بها. اما الشخصية الثالثة فهي شخصية ابن ميمون والتي اخذتنا الكاتبة الى زمنه للتعرف على حياته ونفي الاكاذيب والشائعات التي طالته وطالت كتاباته. اما الشخصيات الاخرى قد تبدو ثانوية ولكن بالسرد الروائي الجميل جعلت من جميع الشخصيات الحاضرة في الرواية شخصيات اساسية لتسيير احداث الرواية واثارة التشويق لدى القارئ.
ان اعتماد الكاتبة على التنقل الزمني بين الشخصيات هو امر قلما يبدع به اي كاتب ولكنها ابدعت به دون ان تصيب القارئ باي ملل بانتقاله بين الازمان وشخوص الرواية انما كانت تثيره بالاستمرار بالقراءة لمتابعة الاخداث ومعرفة تطوراتها دون ان يفقد خيوط الازمان الاخرى.
ان هذه الرواية رحلة استكشاف تاريخي سلس وبسيط وممتع انصح بقراءتها
على غير العادة استغرقت في قراءة هذه الرواية شهرين ما بين قراءة وترك، مع أني في المعتاد أُنهي الروايات في يوم واحد أو يومين.
شعرت بملل شديد وأجبرت نفسي على إكمالها إلى قرب المنتصف، التشبيهات كانت كثيرة جدا والأحداث بطيئة والفائدة قليلة، بعد المنتصف تحسن الوضع وتسارعت الأحداث.
بشكل عام الموضوع جديد، ترتيب مراحل قيام دولة الاحتلال، وكيفية تجمّع يهود العالم وسعيهم لإنشاء هذه الدولة، ودور يهود مصر على وجه الخصوص؛ هذه كانت أبرز الفوائد.
كذلك عرضها لشخصية صلاح الدين والانتقال بالزمن وتصوير الأسواق في القاهرة قديما كل هذه نقاط مميزة تُحسب للكاتبة.
بالنسبة للكلام عن موسى بن ميمون: أعجبني عرضها لإيجابيات الشخصية وأقوال النقاد عنها، لكن لا يفوتنا أن هناك فكرة دسّتها الكاتبة وسط الكلام؛ ألا وهي أن التجديد في الدين مطلوب كما فعل موسى بن ميمون وأخذ من فلاسفة المسلمين وأنشأ منهجًا "وسطيًّا معاصرًا" بالتعبير الحديث. وأيضا ألمحت الكاتبة إلى أن الديانات الثلاث (اليهودية - النصرانية - الإسلام) كلها من عند الله، وأنه لو شاء الله للناس أن يتبعوا دينًا واحدا لجعله الله دينًا واحدا ولم يُعدّد الأديان، وبالطبع هذا الكلام منكر بالمرة.
ومن أبرز عيوب الكتاب أنه مع غلو ثمنه جدا فهو مليء بالأخطاء اللغوية، مما يعيب الدار الناشرة أيضا.
رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى !! مبدعٌ أسلوب الربط والتوازي بين الماضي والحاضر ، وإذ فجأة تأتي الفانتازيا لتضفي المزيد من الجمال والتشويق إلى الأحداث. تحوي الكثير والكثير من المعلومات المهمة والرد على مؤيدي الصهيونية الحقيرة.
تحياتي للكاتبة الرائعة وفي انتظار المزيد من الأعمال الرائعة منها بإذن الله.