في أشدِّ مراحل الحرب العالمية الثانية حسمًا، قاتلت القوات الألمانية في مناطق متباعدة، مثل: صحراء الشمال الأفريقي وجبال القوقاز، وواجهت الحلفاء عبر أراض كانت تاريخيًًا في قلب ديار الإسلام وعلى أطرافها. وقد رأى المسئولون النازيون في الإسلام قوة سياسية هائلة، تشارك ألمانيا عداءها للإمپراطورية البريطانية، والاتحاد السوڨييتي، واليهود.
«في سبيل الله والفوهرر» هو أول وصف شامل لمساعي برلين الطموحة لتشكيل تحالف مع العالم الإسلامي. واعتمادًا على الأبحاث الأرشيفية في ثلاثِ قارَّات، يفسِّر ديڤيد معتدل كيف حاول المسئولون الألمان الدعاية للرايخ الثالث بوصفه نصيرًا للإسلام. ويستكشف سياسات برلين ودعايتها في ساحات الحرب الإسلامية، والعمل المكثَّف الذي قامت به السلطات النازيَّة في سبيل تعبئة المسلمين وتجنيدهم، وتقديم الرعاية الروحية والتلقين الأيديولوجي لعشرات الآلاف من المجنَّدين المسلمين الذين قاتلوا في صفوف القوات المسلحة الألمانية ووحدات الحماية النازية.
ويكشف الكتاب كيف انخرطت القوات الألمانية على الأرض، في شمال أفريقيا والبلقان والجبهة الشرقية، مع جماعات مسلمة متنوعة، بما في ذلك المسلمين الغجر واليهود المتحولون إلى الإسلام. ومن خلال الجمع بين النقاش المدروس والتعامل المتقَن مع التفاصيل، فإنه يسلِّط الضوء على التأثير العميق للحرب العالمية الثانية على المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويعرض رؤية جديدة لسياسات الدين في أكثر الصراعات دموية في القرن العشرين.
مع طول العهد بالقراءة بيبقى عندك مقياس جودة للمعلومة اللي بتقراها، وده لاحظته في الكتاب. يشرح الكتاب الدور الذي لعبته التعبئة النازية للمسلمين في الحرب العالمية الثانية وبيبدأ الكاتب بإلقاء نظرة سريعة عن التعبئة اللي حصلت في الحرب العالمية الأولى وبيتوصل لمحدوديتها مقارنة باللي هايحكيه عن الحرب العالمية الثانية في الحقيقة لما تقرأ عن التوظيف الألماني للإسلام أو المسلمين في الحرب باعتبارهم مؤثرين في بلادهم المحتلة من أعداء هتلر، هتلاحظ إنه من ناحية الأدوات والتخطيط أو تكلفة التنفيذ كان حاجة مبهرة مش بمعنى إيجابي ولكن من ناحية الإتقان، إزاي؟ ما هو هتلر ووزارة الدعاية أخذوا وقت طويل يعلموا الجندي الألماني إنه الآري وحده وليس هناك آخرون يستحقون الاحترام فلما يرجعوا يعلموه يحترم أعياد دينية وصلاة وملابس وشعائر شعوب شرقية وآسيوية مسلمة فأكيد ده مجهود كبير في الحملة، ولكن على الأرض النتائج كانت ضعيفة(بنعرف في الكتاب الأسباب العميقة لفشل الخطة الطموحة) وحتى اللي بدأ منها مبشر فضل يتراجع تدريجيا مع فقدان ثقة المسلمين في انتصار هتلر، مثلا حملة بريطانيا كانت أقل تأثيرًا لأن بريطانيا كانت مثبتة أقدامها في مصر بشكل ملحوظ، ولو اتجهنا غربًا فهتلاقي تحالف هتلر مع نظام فيشي المسيطر على مستعمرات فرنسا أضعف دعواته عن إنه بيخلص المسلمين والعرب من القوى الاستعمارية الغربية وهتلر نفسه بعدين حس إن العلاقة دي كانت مكلفة.
لو بصينا على حملة البلقان فهي كانت مؤثرة جدا، شعوب عندها رغبة تتحرر وتستقل مش مجرد رغبة في الانضمام لهتر أو إيمان بدعواته، هما فعلا كانوا عارفين أنهم لازم يدخلوا في تحالف مع أي قوى كمسلمين -ومعاهم أحيانا يهود- مستضعفين في البلقان، في مواجهة كروات وصرب وبارتيزان شيوعيين وكلهم على علاقة بالسوفييت. كانت دعواتهم ما بين تصديق في إن هتلر هاينتصر فتكون نجاتنا كمسلمي البلقان معاه، ومنهم الاهالي البسطاء اللي كان هتلر بالنسلالهم طريقة يقدروا بيها يصلوا ويقيموا سعائر دينهم بعد القمع السوفيتي ليهم واللي موثق بتفاصيل مؤلمة هنا أقلها تحويل المساجد لحظائر خنازير أو نوادي رقص وترفيه..
ومنهم اللي بشكل براغماتي استغل وجود يد امتدت لهم ممكن تساعدهم يضمنوا حقهم أو يعلنوا دولة مستقلة، ومنهم اللي التحالف مع هتلر كان بالنسباله فرصة وفرت له سلاح يدافع بيه عن قريته اللي استباحتها القوى الشيوعية والصربية وهدمتهم وقتلت الأطفال والنساء. وهنا أخذت على الكاتب إنه كذا مرة يتكلم عن وحشية الشباب في مجموعة الخنجر اللي أُنشئت للمسلمين من البلقان اللي انضموا لهتلر وازاي كانوا مجرمين في قتالهم مع الصرب والشيوعيين البارتيزان وغيرهم في المنطقة المزدحمة دي، مع إن الكاتب بنفسه ذكر إن الشباب دول رجعوا من التدريب في فرنسا على خطابات من أهلهم اللي بيستغيثوا بعد هجوم الصرب والشيوعيين على قرى معظمها أطفال ونساء وعجائز فمش عارفة هل كان شايف إنه رد فعلهم يكون دبلوماسي، ولا يقتلوا بالراحة ولا إيه. لكن عمومًا الكاتب كان موضوعي لدرجة كبيرة في روايته للأحداث.
في الكتاب بنتابع قصة مفتي القدس أمين الحسيني، من أول سفره لألمانيا إلى ما بعد هتلر وهنتعرف على حدود دوره وساعات هنحتار في شخصيته.. هل هو فعلا كان بيدور على حق المسلمين في الحرب الكبرى القائمة، ولا كان عايز زعامة لنفسه باسم المسلمين، ولا كان حابب يضمن أمنه وتواجده على الساحة مع الطرف المرحِّب بيه، ولا كان خايف من الترتيبات اللي بتجهزها بريطانيا للقدس ومصير فلسطين؟.
في الآخر بنتعرف على مآل الناس اللي بدأ الكتاب بالكلام عنهم، وماذا صنعت بهم الأيام منهم اللي اتسجن واللي اتحاكم واللي ضمن حياته، ومنهم شعوب تعرضت للانتقام والتنكيل من الشيوعيين أكثر من غيرهم على رأسهم مسلمي البلقان.
الصور في الكتاب رائعة ومهمة جدا وفي منها صور في آخر الكتاب ضافها الكاتب مخصوص للطبعة العربية حسب ذكر دار النشر وهي جميلة فعلا.. لكن المهم في الصور اللي داخل الكتاب إنها بتبين حجم الدعاية والمجهود الألماني لاستغلال المسلمين في الحرب بنشوف صور للمنشورات اللي ألقتها الطائرات الألمانية على شكال إفريقيا وازاي اختاروا شكلها ولهجة الكلام فيها وحتى لونها الأخضر زي راية الرسول وأوقات بتنشر البروباجندا آيات قرآنية عن الجهاد والقتال والكفار وعن هتلر كخليفة للنبي أو حتى الإمام اللي الشيعة منتظرينه، وقبل ما نتفاجئ هنا هنشوف المجهود المقابل لبريطانيا وأمريكا وهما بيعملوا تشويش على إذاعة برلين ويجيبوا مشايخ تقرا قرآن في إذاعتهم الشرقية ويبعتوا كتيبات برضوا زي ما هتلر بعت كتيبات عن الجهاد للجنود في صفوفه، وده مش جديد ولا مفاجئ والولايات المتحدة كررته مع أفغانستان في حربها الباردة مع السوفييت هناك.
من الآثار الجانبية لقراءة الكتاب هو إدراك كيف يمكن للسردية الغربية أن تُكوِّن تصوّرك عن تاريخ من ليس غربيا أو من كان غربيًا ولم يتحالف مع الغرب، مثلا نحن نتعامل لا إراديا مع هتلر وصورته وتاريخه على أنه مجنون مختل غبي شرير ولكنه خطيب مفوه تمكن من جمع الدهماء، مع أن الحقيقة أن هتلر لم يفعل أكثر مما فعله قادة دول مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا مع شعوب الدول الأخرى. وبقراءة تتحرى قليلا من الموضوعية نجد أن هتلر هو حاكم نازي عنصري ولكنه ابن الحضارة الغربية ونتاجها الطبيعي الذي لا يختلف عن نماذجها الأخرى. وكانت لديه دوافع وتحالفات وعداوات لا تجعله مختلًا أو وحشيًا وإنما فقط غربيًا -تمامًا مثلهم- لا يتحرك إلا بما يحقق غاية عرقه وشعبه وأيديولوجيته.
حابة أقول إن مجهود المترجم في الكتاب هنا حاجة في منتهى الجمال والاحترام.
الكتاب دراسة تغوص في أعماق مئات الوثائق المحفوظة في المحفوظات عن الحِقْبَة النازية وجهود النظام النازي بمختلف فروعه البيروقراطية وبالأخص وحدات الحماية والجيش في تجنيد وتجييش المسلمين في المجتمعات الإسلامية التي وصلت اليها القوات النازية. تركز الدراسة عن إيضاح كيف كانت فكرة ألمانيا عن الإسلام باعتباره قوة محركة لحلفاء محتملين يمكن استخدامهم ليس فقط من اجل جهود التجنيد ولكن من أجل التعبئة العامة لمجهودات الحرب ومن سحب الدعم (الذي كان بدافع الاحتلال) الذي أبدته المجتمعات الإسلامية حينذاك لقوات الحلفاءً.
الكتاب أوضح بتفصيل ما حسب ما سمحت به الوثائق ولكنه اعطانا فكرة مفصلة نوعا ما حول الجهود وكيف تأثرت بالاختلافات الداخلية بين الأجهزة البيروقراطية التي لم تكن دائما علي وفاق من الناحية الإجرائية ولكن من الناحية الأيدولوجية فقد حاول النظام النازي إدماج قوي الإسلام ونبذ العنصرية الآرية التي كانت معضلة حيث كانت الدعاية النازية ما قبل الحرب تصور المسلمين عموما والعرب خصوصا بشكل سلبي مما شكل هاجس كبير في تعامل الضباط والمجندين الألمان مع الجهود اللاحقة.
لم يركز الكتاب كالكثير من الدراسات الأخري حول شخصية أمين الحسيني فمع كونه رمز اسلامي كبير استطاع النازيون استمالته إلا انه تم التضخيم من دوره وتأثيره الفعلي في جهود التعبئة النازية بعكس يعاكس الحقيقة فقد اوضحت الوثائق أن تأثيره وصلاحياته كانت محدودة وكانت الاستفادة الأكبر منه معنوية باستخدامه كجزء من الآلة الدعائية واحيانا استشارته فيما يخص التعامل مع بعض المشاكل التي ظهرت.
لم تكن الدعاية مؤثرة بالشكل المطلوب لاعتبارات عدّة يمكننا تلخيصها في أن اعتبارات النظام النازي وتحالفه مع إيطاليا التي كانت تنظر بعين الريبة لتلك المجهودات التي يمكن ان تؤثر علي وضعها الاستعماري ثم أن المسئولين عن جهود التعبئة افترضوا إن الاختلافات العرقية والقومية شئ غير مؤثر في حياة المجتمعات الإسلامية في مقابل تمسكهم بالاسلام كقيمة علية حيث لم تصمد هذه الفرضية بالشكل المتخيل. كانت الرؤية الاستشراقية الألمانية ما بعد الحرب العالمية الأولي والتحالف الألماني العثماني هي المسيطرة بكل قصورها عن رؤية الأوضاع الحقيقية للمجتمعات المسلمة آنذاك وكيف كانت الاختلافات أعمق من مجرد اللعب عن وتر نشر نفس الدعاية باللغات المحلية.
عموماً الكتاب يحكي عن جزء هام من التاريخ وكيف كان التفاعل النازي مع المسلمين وكيف نظر اليهم باعتبارهم قوة بشرية يمكن استغلال إمكاناتها في المجهود الحربي وكيف كانت تلك التجربة علي أرص الواقع بعيداً عن اختزال الأمر في شخص مفتي القدس الحسيني أو أية شخصية اخري.
از اعدام مسلمانهای روس که به دلیل ختنه شدن با یهودیها اشتباه گرفته شده بودند تا ممنوعیت مصرف گوشت خوک و برگزاری کلاسهای آشپزی حلال در ارتش
کتاب به یکی از جالبترین ماجراها درباره جنگ جهانی دوم پرداخته به استفاده آلمان از اسلام و مسلمانها برای پیروزی در جنگ هر چند به طور کلی به جایگاه این دو در ایدئولوژی نازیها هم پرداخته شده نمیتونم بگم کتاب کامله ولی قطعا مفصله. مطالب جالب زیادی درش شرح داده شده و به نظر میاد نویسنده هر آنچه که پیدا کرده و جدید بوده رو در کتاب گنجونده تنها مشکلی که باهاش داشتم این بود که مطالب چندان باسلیقه کنار هم چیده نشده بود و این باعث شده بود که مطالب تکراری زیاد داشته باشه. یعنی یه حرفی رو یه جا زده. دو فصل بعد مجبوره دوباره اونو بگه. یه فصل بعد دوباره اون رو میگه. این یه مقدار ادم رو کسل میکرد. ولی جز این هیچ شکایتی ندارم. نشر ثالث همیشه عالیه.
صدر حديثًا عن مدارات للأبحاث والنشر بالقاهرة كتاب: «في سبيل الله والفوهرر: النازيون والإسلام في الحرب العالمية الثانية»، وفيما يلي جانبً من كلمة الناشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وآله وصَحبه الكرام وبعد.. فهذه هي الترجمة العربية الشرعية الكاملة الأولى لكتاب (islam and Nazi Germany's War)�� للمؤرِّخ الألمانيِّ -إيرانيِّ الأصل- ديڤيد مُعتَدِل (David Motadel). استغرق هذا العمل من مؤلِّفه ما يقرب من عشر سنوات من البحث الدءوب في أكثر من ثلاثين أرشيفًا ودار محفوظات في أربع عشرة دولة، أثمرَ ثروة وثائقية هائلة، تشمل أوراقًا وتقارير وأدلَّة سياسية وعسكرية، وأوامر إدارية، ومنشورات دعائية، وتسجيلات مراقبة إذاعية، وخطبًا، ورسائل بريد ميدانية ومذكِّرات، ومضابط محاكمات نورمبرغ، والتماسات، بالإضافة إلى العديد من الأوامر العسكرية، وأخيرًا الصور. وذلك بخلاف الموادِّ الهائلة المتعلِّقة بموضوع كتابه من مصادر نظرية، ومذكِّرات شخصية منشورة وغير منشورة، وكتابات تاريخية.. إلخ. وقد تجلَّى أثر ذلك في هذا الكمِّ الهائل من التفاصيل الدقيقة التي تتبَّعها المؤلِّف بدأب يثير الإعجاب والعجَب في آن معًا، كما تجلَّى في ذلك الكمِّ الهائل من المصادر والمراجع التي توفَّرت عليها حواشي الكتاب.
وهذا الكتاب -فيما نحسب- هو أشمل تقصٍّ لعَلاقة ألمانيا النازية بعالم الإسلام والمسلمين؛ فهو -بلا جدال- أوسع من جميع الكتب والسِّيَر التقليدية التي ركَّزت على عَلاقة أمين الحسيني، مفتي القدس، بالنازي. كما أنه يرسم صورةً أشمل لعَلاقة ألمانيا النازية بديار الإسلام من كتاب ألمانيا الهتلرية والمشرق العربي للمؤرِّخ الپولندي لوكا هيرزويز الذي تُرجِم في الستينيَّات من القرن الماضي وصدر في مصر، حيث يركِّز الكتاب الأخير على عَلاقة ألمانيا النازية بالعالم العربي من الناحية السياسية فقط. وهو كذلك أشمل من كتاب العرب والمحرَقة النازية: حرب المرويَّات العربية - الإسرائيلية لجلبير الأشقر، الذي اقتصر في تناوله على مواقف التيارات الفكرية والأيديولوجية في العالم العربي من المحرَقة النازية. كما أنه أوسع بما لا يقاس من كتاب العرب في المحرَقة النازية: ضحايا منسيون للمؤرِّخ الألماني غِرهرد هُب، الذي مسَّ الموضوع مسًّا خفيفًا دون التعمُّق فيه، مع الاقتصار على ضحايا النازية من العرب دون غيرهم من المسلمين.
ومما يدلُّ على أهمية كتابنا هذا وجدَّته وجَودته: إقبال دور نشر تنشر في لغات متعدِّدة على ترجمته ونشره، فقد تُرجِم الكتاب الصادر بالإنكليزية للمرة الأولى عام ٢٠١٤ عن منشورات جامعة هارڤارد (Harvard University Press) إلى سبع لغات، هي: الفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والروسية، والهولندية، والتُّركية، والفارسية. أي إنه تُرجم إلى ثماني لغات في غضون سبع سنوات فقط، وذلك بخلاف هذه الترجمة العربية. أما ديڤيد مُعتدل؛ مؤلِّف الكتاب، فهو مؤرِّخ ألماني من أصول إيرانية، يعمل -حاليًا- أستاذًا للتاريخ الحديث بكليَّة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (London School of Economics and Political Science - LSE). وهذا الكتاب هو أطروحته التي نال عنها درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة كامبردج عام 2010. وقد نالت الأطروحة عدَّة جوائز أكاديمية، منها جائزة پرنس كونسورت (Prince consort) العريقة، كما حازت وسام سيلي (Seeley Medal) لأفضل أطروحة تاريخية في جامعة كامبردج لعام 2010، وغيرها من الجوائز الأكاديمية المرموقة. ***
يشيع اعتقادٌ مفاده أن الحرب العالمية الثانية، وفي القلب منها التجربة النازية، تجربة غربية خالصة ولا عَلاقة لديار الإسلام بها، وقد يكون هذا الاعتقاد صحيحًا من الناحية المعرفية، بحسب ما بيَّنت كتابات زيغمونت باومان وعبد الوهاب المسيري على سبيل المثال، لكنه ليس كذلك من الوجهة التاريخية. فقد امتد أُوار الحرب ليشملَ أكثر ديار الإسلام، بل لعلَّنا لا نجاوز الحقيقة كثيرًا إن قلنا إن الحرب دارت جلُّها في ديار الإسلام بعد مراحلها الأولى في أوروبا، وأنها لم تعُد إلى أوروبا مرة أخرى إلَّا في عامها الأخير، مع إنزال النورماندي وتحرير فرنسا وهولندا وبلجيكا غربًا، وأوكرانيا وپولندا والبلقان شرقًا، وصولًا إلى قلب الرايخ.
ويزيد من سطوع هذه الحقيقة، الموقع الإستراتيجي للعالم الإسلامي، وهيمنة أعداء ألمانيا النازية على أكثر بقاعه آنذاك. فقبل أن يصل الألمان إلى ستالينغراد كانوا قد احتلُّوا جميع أراضي أوروبا الشرقية التي تقطنها أغلبيَّات أو أقليَّات مسلمة، وصولًا إلى جزيرة القِرم في البحر الأسود جنوب الاتحاد السوڤييتي. ودعمًا لحلفائهم الإيطاليين، احتلُّوا تونس لمدة وجيزة وصولًا إلى مصر عَبر ليبيا، حتى هزيمتهم الشهيرة في العَلَمين على مشارف الإسكندرية. ولم تسلَم المغرب والجزائر، اللتان كانتا تحت سيطرة حكومة ڤيشي الموالية لهم في باريس المحتلَّة، من التدخل الألماني ومحاولات استمالة السكان المسلمين والتودُّد إليهم، بل وتجنيدهم في فِرَق عسكرية مسلمة موالية لهم. وقد اجتاح الحلفاء إيران في عام 1941؛ حفاظًا على نفطها من الوقوع في أيدي النازيين الذين كانوا قد وصلوا إلى تُخومها الشمالية الغربية في القوقاز.
وأخيرًا امتدَّ أُوار الحرب ليصل بقاعًا مسلمة في الشرق الأقصى، فلم تكد اليابان الإمبراطورية تنظر بأمِّ عينَيها إلى هولندا وفرنسا تحت أقدام حليفتها ألمانيا النازية، وإلى مدرَّعات البانزر وتكتيكات الحرب الخاطفة تستبيح حماهما، حتى سارعت إلى الاستيلاء على مستعمراتهما في الشرق الأقصى، وصولًا إلى حقول البترول الغنية في إندونيسيا، بعد أن حرمتها الولايات المتحدة من الموادِّ الخام، وأهمها النفط ؛ عقابًا لها على غزوها ڤييتنام الفرنسية في عام 1940 (1). وسيعرِّج المؤلف في بعض مواضع الكتاب على الجهود اليابانية المنظَّمة لاستمالة المسلمين وتجنيد زعاماتهم الدينية في الشرق الأقصى.
ولا يتوقف الأمر على اتساع البقاع المسلمة التي طالتها الحرب، بل سيجد القارئ، في القسم الثالث من هذا الكتاب، أن مقتضيات الحرب والنقص الشديد في القوى البشرية، أرغما النازيين على تجنيد جميع من تصل إليه أيديهم من المسلمين في أوروبا الشرقية والبلطيق ومنطقة القوقاز، وتُخوم الاتحاد السوڤييتي الجنوبية والغربية؛ آسيا الوسطى وصولًا إلى إيران وأذربيجان، ثمَّ جزيرة القِرم في البحر الأسود، وأوكرانيا ولاتڤيا وليتوانيا. ثمَّ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل وفي الهند وأفغانستان!
في هذا السِّياق يمكن القول إن الكتاب يدرس العَلاقة بين ألمانيا النازية والإسلام من خلال ثلاثة محاور: المحور الأول هو محور الفكر والأيديولوجيا، ويدرس الكتاب فيه كيف مفهَمت أجهزة الدولة الألمانية المتنوعة الدينَ عمومًا، والإسلامَ بالأخصِّ، وكيف أجابت عن الأسئلة المتعلِّقة به، كما يدرس الدَّور الذي أدَّته ثلَّة من المستشرقين الألمان، من أمثال: ماكس فون أوپِّنهايم وكارل بيكر ومارتن هارتمان وغيرهم في وضع هذه التصورات والمفاهيم، ومقدار التأثير الذي مارسته اعتبارات السياسة عليهم.
أما المحور الثاني، وهو المحور التنفيذي، فيدرس فيه الكتاب الإجراءات التنفيذية التي اتَّخذتها السُّلطات الألمانية في سبيل تحقيق أهدافها السياسية والإستراتيجية من خلال توظيف الإسلام والتودُّد إلى المسلمين، وكيف تفاعلت المؤسسات والأجهزة والأذرع المختلفة للنظام، المنخرطة في «المسألة الإسلامية»، مع بعضها البعض؛ متعاونة مع بعضها حينًا ومتنافِسة في أحايين كثيرة أخرى. ويسلِّط الضوء على الپروپاغندا الدينية التي وجَّهها النازي للمسلمين في مناطق الصراع، معرِّجًا على مواقف المسلمين المتباينة منها، وعلى بعض التحالفات التكتيكية التي عُقِدت بين النازي وبعض الزعامات المسلمة؛ محاوَلةً منها للخروج من ربقة الاتحاد السوڤييتي واضطهاده أقليَّاته المسلمة الذي طال أمده، كما في حالة جزيرة القِرم والقوقاز، أو تأسيسًا لدول إسلامية مستقلَّة داخل موزاييك القوميات والأعراق والملل المختلفة في البلقانِ الخارج لتوِّه من الظل العثماني الطويل.
في هذا السِّياق جاب الكتاب ساحات الحرب من ميادين القتال الأوروبية في فرنسا والپروپاغندا الموجَّهة إلى المسلمين المقاتلين في صفوف الجيش الفرنسي، مرورًا بمسلمي شمال إفريقيا والشرق الأوسط والقوقاز وشبه جزيرة القِرم وأوروبا الشرقية، والبلقان. وفي ثنايا هذه الجولة درس تفصيلًا سياسات البيروقراطية المدنية والعسكرية النازية نحو الإسلام والمسلمين، ممثَّلة في وزارات الخارجية والشرق والمستعمرات والدِّعاية، ثمَّ قيادة القوات المسلَّحة الألمانية وقيادة وحدات الحماية النازية (SS).
أما المحور الثالث، فيدرس الكتاب من خلاله التعبئة العسكرية المباشرة لمسلمي الأراضي المحتلة وتجنيدهم لحساب القوات المسلَّحة الألمانية ووحدات الحماية النازية، وكيف تفاعلت السُّلطات الألمانية مع هؤلاء القادمين الجدد. فيسلِّط الضوء على حملات التجنيد التي قامت عليها قيادة القوات المسلَّحة، والفِرَق العسكرية الإسلامية الخالصة التي أنشأتها القوات المسلَّحة ووحدات الحماية النازية، ويفصِّل القولَ في كيفية إدارة القيادات العسكرية لأوضاع المسلمين في الجيش، والامتيازات التي حصلوا عليها مقابل تجنيدهم، وعَلاقاتهم بغيرهم من المجنَّدين الألمان وغير الألمان، مسلِّطًا الضوء على الپروپاغندا الإسلامية العسكرية التي استهدفت الحفاظ على ولاء المجنَّدين وشحذ روحهم القتالية.
وليس الشأن هنا استعراض فصول الكتاب، فقد كفانا المؤلِّف مؤونة ذلك في مقدِّمته، ولكن لأن التاريخ يُقرأ على خلفيَّة الحاضر وفي معيَّته، ولأن أهمية كتابنا هذا لا تقتصر على الجانب التاريخي، بل تمتدُّ لتسلِّط الضوء على الكثير من القضايا الفكرية والسياسية المعاصرة؛ نظنُّ أنه لا ضَير من لفت انتباه القارئ الكريم إلى بعض المسائل التي يمكن -إن شاء- أن يستصحبها في ذهنه في أثناء مطالعته للكتاب بوصفها رءوس أقلام.
من القضايا التي يثيرها الكتاب: العَلاقة بين الاستشراق الألماني ومشروع توظيف الإسلام لحساب المصالح الألمانية في الحربَين العالميتيَن الأولى والثانية. فكما هو معروف، كان للاستشراق الألماني تقليد طويل في دراسة الإسلام، وتحديدًا في أثناء حقبة الاستشراق الفيلولوجي الطويلة الممتدَّة إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. ويعلم الباحثون في حقول العلوم العربية الإسلامية حجم الجهود التي بذلها المستشرقون الألمان في دراسة النصوص التُّراثية الإسلامية وتحقيقها ونشرها. في هذا الإطار، يسود في الدراسات المتعلِّقة بالاستشراق والمستشرقين رأيٌ مفاده أن الاستشراق الألماني تميَّز في غالبه بالحياد والتحرُّر من دائرة المصالح السياسية، وأنه اتَّسم بأكبر قدر ممكن من الموضوعية العلمية، وأنه لم يخضع لغايات سياسية أو استعمارية أو دينية. ويُرجِعون هذا إلى غياب المشروع الاستعماري الألماني، أو بالأحرى تأخره الذي يرَدُّ إلى تأخر توحيد ألمانيا حتى عام 1871. ورغم أن ألمانيا كان لها بعض التجارب الاستعمارية في إفريقيا، جريًا على عادة جيرانها في القارَّة، لكنها تظل رغم كل شيء تجارِب محدودة، فلم تتجاوز أقصاها مدَّة الثلاثين عامًا. وبالتالي يصعب -عند البعض- القول بأن الاستشراق الألماني أو المستشرقين الألمان كانوا يعملون في خدمة مشروع استعماري محدَّد، مثل نظرائهم الإنكليز والفرنسيين ثمَّ الأمريكيين في القرن العشرين، بقدر ما كانوا يعملون في الإطار الثقافي العامِّ للرؤية الأوروبية للإسلام، بما يتضمَّنه ذلك من سلبيَّات وإيجابيَّات(2).
ويدفع كتابنا هذا إلى إعادة النَّظر في فرَضية موضوعية الاستشراق الألماني تلك والاستدراك عليها؛ إذ يستعرض لحظتَين تاريخيتَين كانت الدراسات الاستشراقية الألمانية وبعض كبار المستشرقين الألمان فيهما مجنَّدَين لخدمة الأهداف الاستعمارية الألمانية، وصياغة إستراتيجياتها السياسية وتكتيكاتها الدِّعائية. كانت اللحظة الأولى هي حملة الجهاد المشترَكة بين ألمانيا والدولة العثمانية في أثناء الحرب العالمية الأولى، أما الثانية فهي خطَّة الفوهرر وأجهزته لتوظيف الدين في تعبئة المسلمين وحشدهم في جميع ميادين القتال في الحرب العالمية الثانية.
ففي الحرب العالمية الثانية، كانت الأيديولوجيا النازية نفسها من العقبات الكبرى أمام توظيف الإسلام في الپروپاغندا النازية؛ ذاك أنها تحقِر كل ما هو غير آري. وقد أيَّد منظِّرها الأساسي، ألفريد روزنبرغ، إخضاع العالم الإسلامي للحكم الإمپريالي الأوروبي. هنا تدخَّل الاستشراق الألماني لتيسير سبل تجاوز هذه العقبة، وذلك من خلال أعمال إرنست كونل وهانز شيدر وفرديناند كلاوس عن الصِّلة بين النورمان والجرمان والإسلام، وكتابات يوهان فوك عن النبي ﷺ. لكن المنظِّرين النازيين لم يكتفوا بذلك، فقد حاولوا إظهار شيء مما ظنُّوا أنه قواسم مشتركة تجمع النازية بالإسلام؛ من ذلك المماثَلة بين مفهوم الأمة الجرمانية المرتكِز على العِرق ومفهوم الأمة الإسلامية المرتكِز على الدِّين، بما ينطويان عليه من مثالية ونقاء متخيَّل، ومن ذلك أيضًا المماثَلة بين الفوهرر والنبي، اللذين لا تتأسَّس سُلطتهما على قاعدة نظام قانوني سابق عليهما، بل على أمر جوهري كامن فيهما، هو الهوية العِرقية والإرادة الواعية الخلَّاقة عند الفوهرر، والاتصال بالسماء عند النبي(3). كما حاولت الدِّعاية النازية توظيف أحداث السيرة النبوية المتعلِّقة بيهود المدينة وصراعاتهم مع النبي ﷺ وبعض الآيات القرآنية التي ذكرت ما كان من أمَّة بني إسرائيل في العصور الخالية، في إيجاد أوجه للشَّبه بين الموقف النازي المعادي لليهود، الساعي لإبادتهم أينما كانوا، والموقف الإسلامي منهم بوصفهم أهل كتاب، وأخيرًا، حمَلت الپروپاغندا النازيَّة الموجَّهة للعالم الإسلامي عامَّة، وتُخوم الاتحاد السوڤييتي الإسلامية خاصة، حملة شديدة على الشيوعية السوڤييتية، بدعوى إلحادها وإباحيَّتها، وكان الاضطهاد السوڤييتي للمسلمين، في مرحلة ما بين الحربَين، خير معين لها على اجتذاب الأسماع والقلوب، حيث دعَت إلى تأسيس تحالف ألماني إسلامي لمقاومته.
وعلى ذلك فالسؤال الذي يطرحه الكتاب فيما يتعلَّق بهذه المسألة: هل فرضت المصلحة السياسية، التي قد يكون لها نصيبٌ من اتِّخاذ الاستشراقَين البريطاني والفرنسي مواقف سلبية من الإسلام، على الاستشراق الألماني في الحقبتَين القَيصرية والنَّازية -في المقابل- اتخاذ موقف إيجابي منه، بل ومحاولة إيجاد أوجه للشَّبه بين مفاهيمه وأفكاره -بحسب معرفة المنظِّرين الألمان بها ورؤيتهم لها- وبين أفكار الاشتراكية القومية؟(4)
كما يتعرَّض الكتاب -في هذا الإطار- للرؤى الإيجابية التي شاعت عن الإسلام بين أقطاب النظام النازي ورءوسه، ومنهم هتلر وهملر؛ فيسلِّط الضوء على المصادر النظرية والتاريخية والواقعية التي استقى منها هؤلاء رؤيتهم للإسلام، وأثر هذه الرؤية في تخطيطهم لتحالف ألماني إسلامي طويل الأمد، يجابه رأسمالية الغرب وشيوعية الشرق في آنٍ معًا.
ومن القضايا المهمَّة التي يثيرها الكتاب، قضية معنى التاريخ السياسي للإسلام؛ فهذا الكتاب يمنحنا نبذة واقعية عن الفصل الأول من قصة إخضاع الإسلام واستتباعه للدولة في العصر الحديث عقب سقوط الخلافة العثمانية(5). نعني بذلك تلك اللحظة التي انتقل فيها المسلمون من عالَم الخلافة، وانتقل وعيهم بالعالَم من كونه نظامًا مواليًا للإسلام كما كان طيلة ثلاثة عشر قرنًا سبق، أو على الأقل غير معادٍ له، إلى نظام لا يأبه له إن لم يكن يُعاديه. فهذا الكتاب يروي لنا وجهًا من وجوه هذه اللحظة الانتقالية التي لم يكن وعي المسلمين فيها قد غادر حقبة الخلافة؛ إذ لم يكن مرَّ على نهايتها أكثر من جيل واحد، بينما لم يستقر بعد، لا في وعيهم ولا في واقعهم، نظام القوميات والدول الوطنية الحديثة(6).
أما قضية القضايا التي يثيرها الكتاب فهي مسألة العَلاقة بين الدولة النازية بوصفها دولة شمولية؛ «دولة البنى المزدوجة»(7) بتعبير الفيلسوف الإيطالي جورجو أغامبين ، والإسلام؛ فهذا الكتاب، في جانب منه، تأريخٌ وسرد بديع لموقف البيروقراطية النازية بأفرُعها: المدنية والعسكرية وشبه العسكرية من الإسلام، وأثر الحكم من خلال حالة الاستثناء النازية الطويلة، المتجذِّرة في الأيديولوجيا العِرقية، على النظرة العامة للإسلام وكيفية توظيفه واستخدامه لخدمة المصالح الألمانية.
كان من عواقب ذلك على مستوى الممارَسة أن وقع العبء الأكبر لـ «المسألة الإسلامية» -بحسب سردية الكتاب- على كاهل القوات المسلَّحة الألمانية، ثمَّ وحدات الحماية النازية، ثمَّ وحدات الحماية وحدها تقريبًا مع اقتراب الحرب من نهايتها، أي إن التعامل مع «المسألة الإسلامية» كان محصورًا في الأجهزة المنوطة بإنفاذ حالة الاستثناء، سواء كانت في إطار جهاز الدولة الرسمي، أو من البنية القانونية الموازية؛ فوقعت مناطق مسلمة كاملة في شرق أوروبا، في البوسنة وكرواتيا وغيرها، تحت حكم وحدات الحماية حصرًا دون غيرها من أجهزة الدولة، بما فيها القوات المسلَّحة، وتولَّت أشد أفرع النظام النازي وحشية ودموية الدِّعاية للإسلام، ومحاولات استمالة المسلمين.
وتدل مسيرة أمين الحسيني، مفتي القدس، مع النازية على هذا المعنى بجلاء؛ إذ جلبَته وزارة الخارجية الألمانية من العراق فارًّا بعد فشل انقلاب رشيد عالي الكيلاني المدعوم من الألمان، لكنه تحول، شيئًا فشيئًا، إلى عميل لوحدات الحماية، يعتقد أن هاينريش هملر صديقه، وأن وحدات الحماية النَّازية قد تعمل لصالح فلسطين والإسلام والمسلمين.
أما على مستوى الخطاب، فقد أنتجت پروپاغندا الشمولية النازية «خطابًا إسلاميًّا جامعًا» لم يصدر إلَّا عن تلك النظرة الهوياتية المغلقة للمسلمين بالصورة التي تدفع إليها القوميات الحديثة، وكانت النازية المعبأة بالأيديولوجيا العِرقية صورتها القصوى، في التعامل مع الجماعات الإنسانية، دونَ وضع الاختلافات الإنسانية الطبيعية بينهم، سواء كانت اختلافات أخلاقية على المستوى الفردي أو اختلافات في المطالب والغايات السياسية والاقتصادية على المستوى الجماعي، موضع الاعتبار.
وكذلك يلفت الكتاب انتباهنا إلى مسألة اختلاف نظرة اليمين الأوروبي للإسلام طيلة النصف الأول من القرن العشرين عن نظرته الحالية له وموقفه منه، فقد تحول اليمين الأوروبي من موالاة المسلمين وخطب ودِّهم في الحربَين العالميتَين الأولى والثانية، إلى معاداة كل رمزٍ إسلامي ظاهر وكل جانب من جوانب الحياة الدينية الإسلامية في أوروبا.
وأخيرًا وليس آخرًا: يلفت الكتاب انتباهنا إلى أوجه التشابه مع الحالات الأخرى لاستغلال الإسلام وتوظيفه في الصراعات العالمية في العصر الحديث، كما في حالة الحرب الباردة والجهاد الأفغاني، وكما في حالة حرب المحاور العربية الباردة التي دارت في أعقاب الربيع العربي على سبيل المثال. ***
وإنَّنا إذ نتشرَّف بتقديم هذا العمل الرصين إلى قرَّاء العربية، نرجو أن نكون قد وفِّقنا في خدمته وإخراجه بالصورة التي تليق به، وتُرضيهم؛ راجين المولى تعالى أن ينفَع به.
والحمد لله أوَّلًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا. _______________________________________ (1) كانت اليابان –آنذاك- تستورد 80٪ من احتياجاتها النفطية من حقول النفط الأمريكية في تكساس. (2) انظر على سبيل المثال: رضوان السيد، المستشرقون الألمان: النشوء والتأثير والمصائر، (بيروت: المدار الإسلامي، 2016)، ص ص 33-40؛ محمد سعدون المطوري، «الاستشراق الألماني ودوره في الدراسات الشرقية»، دراسات استشراقية، ع3، السَّنة الثانية، شتاء 2015م/1436هـ، ص ص 205-206؛ صلاح الدين المنجد، المستشرقون الألمان: تراجمهم وما أسهموا به في الدراسات العربية، (بيروت: دار الكتاب الجديد، 1978)، ص 7. (3) انظر: جورجو أغامبين، حالة الاستثناء، (القاهرة: مدارات للأبحاث والنشر، 2015)، ص ص 188-189. (4) من نافلة القول أن هذا الحكم العام لا ينطبق بالضرورة على جميع أعيان المستشرقين المنتَمين إلى أي تقليد استشراقي. (5) ولا يعني ذلك بطبيعة الحال مثالية العلاقة بين الإسلام والدولة قبل العصر الحديث، فمحاولات تغليب السياسة على الدين، وجعل الدين وطاءً لأهواء السَّاسة والحكام، كانت موجودة طيلة التاريخ الإسلامي، لكنها اكتسبت في العصر الحديث سمات خاصة وفعالية خاصة، حقيقةً بالالتفات إليها ودراستها. (6) حول أوجه أخرى لهذه اللحظة التاريخية التأسيسية في أطراف أخرى من العالم الإسلامي، انظر: عِزَّة حسين، سياسات تقنين الشريعة: النُّخب المحليَّة، والسُّلطة الاستعمارية، وتشكُّل الدولة المسلمة (القاهرة: مدارات للأبحاث والنشر، 2019). (7) يذهب أغامبين إلى أن أدولف هتلر لم يكن، من الناحية الفنية، ديكتاتورًا بالمعنى المتعارَف عليه، فقد وصل إلى السُّلطة من خلال انتخابات شرعية، كما أنه ترك دستور ڤايمار الشرعي قائمًا ولم يمسَّه بسوء، ولكنه خلق بنية ثانية لا تتمتَّع بصفة رسمية قانونية –على الأغلب- لتكون موازية للدستور الشرعي، وأصَّل وجود هذه البنية من خلال تعطيل الدستور، بموجب القانون، والحكم من خلال حالة الاستثناء، حتى عُدَّت الحقبة النازية أطول حالة حكم استثنائي داخل أوروبا. تلكم هي «دولة البنى المزدوجة» عند أغامبين، ويعني بها ازدواج البنية القانونية والسياسية للدولة، بحيث يكون لها ظاهر شكلي له أثرٌ محدودٌ في مجريات الأمور، وباطن خفي يمارِس السِّيادة الفعلية من خلال احتكار سُلطة اتخاذ القرارات الحقيقية المهمَّة. وبحسب سردية الكتاب، تولَّى هذا الباطن أكثر شئون العلاقة مع الإسلام والمسلمين.
التاريخ يكتبه المنتصرون، لكن بقاء وثائق بحوزة المنهزمين تعنى أن لهم كلمة سيقولونها للتاريخ.. وهذا الكتاب من هذا النوع. العنوان مبهر لمن قرأ الكتاب ومزعج لمن لم يقرأه. تخيل أنك تقرأ كتابا في التاريخ، والمفترض أنه يحكي تاريخا في الظاهر مآسي المسلمين واستضعافهم واستخدامه والتلاعب بهم .. لكن في الواقع هناك جانب لا يمكن إغفاله أو لنقل " النصف الممتلئ من الكوب" هو عظمة الإسلام وكيف أنه في أسوأ الظروف له تأثير عظيم في أبنائه مهما ابتعدوا عنه، وتأثير عظيم في مسير الأحداث، لأجله خطبوا وده نظام مثل هتلر العنصري القومي الدموي، بل نُقِل في مذكرات قادته ومقربيه ثناء هتلر على الإسلام، بالطبع هو يمدح جانب القوة والجهاد في الإسلام، ونجده يتمنى انتصار المسلمين في معركة بلاط الشهداء المعروفة ، أما العرب فقد نظر لهم بعنصرية ودونية و فكان يرى أنهم حتى لو انتصروا في معركة بلاط الشهداء فما كانوا لهم أن يستمروا في غزو بقية أوربا، وكان من يحمل الراية بعدهم الجرمان المسلمون، وكذلك أثنى على الوجود الإسلامي في الأندلس في مقابل الحط من المسيحية الكاثوليكية. وعمليا وفى خلال الحرب سمح للمسلمين بالالتحاق بالجيش الألماني دون شرط(١) ؛ فهم الجديرون بالثقة ،فقال :"لا آمن أحدا إلا المحمديين". وحصل المسلمون في الحرب على امتيازات لم يتحصل عليها غيرهم حتى من المسيحيين، من توظيف أئمة(٢) وحرية ممارسة الشعائر. أما أثر الإسلام العميق في القابع في نفوس المسلمين هو هذا الرجوع للدين وشعائره ومظاهره بمجرد انكسار الاحتلال الشيوعي وكأنه لم يكن شيئا. هذه الملاحظة الأولى.
أما الملاحظة الثانية أو المأساة القديمة المتجددة استغلال الأعداء الداخل أو الخارج لعلماء الشريعة والقادة المسلمين في تحقيق مآربهم وانسياقهم بسذاجة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ومن خلفهم الجماهير للأسف تمجد وتمنح للأعداء الألقاب في ظل پروپاجندا تعظيم الإسلام والدفاع عنه ضد الأعداء (عرفناها جيدا لما احتل نابليون مصر قبل ١٥٠ عام من الحرب ) ، كما يظهر جليا في تعاملهم مع الألمان حتى أن بعض الشيعة كعادتهم في الغلو في الأشخاص جعلوا هتلر المهدي. وفى ظنى هذا الفهم العميق لأهمية الدين ورجالاته ودورهما في حياة المسلمين جاء من دراسة المستشرقين لطبيعة الإسلام حتى أنهم استوعبوا جيدا مسألة تلاحم المسلمين وكيف أن أذية مسلم في البلقان ينتفض له مسلمو الشرق من العراق حتى الصين أو هكذا ينبغي أن يكون. ولا ينفي أن هناك من إلتزم الحياد ، فلم تبهرهم دعاية النازية. وصدق حسهم فقد ارتكب الألمان بحق المسلمين مذابح في بلاد مثل البوسنة بتهمة دعم الشيوعيين بعد تقدم قوات تيتو، ثم المذابح الانتقامية للشيوعيين بعد الحرب. مع هذا لا أحملهم المسئولية كاملة، فهم قبعوا تحت حكم إرهابي دموي لربع قرن كمسلمي الاتحاد السوفيتي و رأوا النازيين طوق نجاتهم خاصة مع المعاملة الحسنة للألمان، والأمل في نهاية الحكم الشيوعي.
الملاحظة الثالثة هو التباين في استقبال الألمان ف بلاد التى حكمتها الشيوعية رحبوا بالألمان واطمئنوا لهم خاصة مع المعاملة المباشرة الجيدة، بينما بلد كمصر لم تعاني حكم البلشفية وكذلك لم تقع تحت حكم الألمان خلال الحرب كالبلقانيين مثلا ، وجدنا تعاطفا مع الألمان وكأنه كيدا في الانجليز أو بحث عن الخلاص منهم؛ فلما جد الجد ودخل الألمان حدود مصر الغربية دب الرعب في النفوس وظهر آثار دعاية الانجليز لوحشية النازية.
تكمن أهمية الكتاب أنه يضئ منطقة مظلمة من التاريخ الحديث وفيه كثير من الأفكار والأمور الشائكة تحتها كلام كثير يقال، وتحتاج من يبحث وينقب ويدرس ويحلل.. ولا يمكن اختزال الحديث عن النازية في جرائم ارتكبتها أو حرب أشعلتها بل أعقد من ذلك بكثير وما علاقتها بالإسلام والمسلمين إلا شاهد من شواهد هذا التعقيد. ____ (١)مما يسجل في التاريخ لألمانيا أنها صاحبة أكبر تعبئة في التاريخ للمسلمين صاحبتها قوة غير مسلمة. (٢) تم تعيين أئمة كثر ولكون أغلبيتهم صلتهم بعلوم الشريعة ضعيفة، فأقيمت دورات تعليمية درّس فيها المستشرق الألماني تشاور شپولر مبادئ الإسلام و شرائعه وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ! ، مع توجيهات للدعاية النازية والحث على القتال معهم والرد على البلشفية والتحذير منها.
This book is the first comprehensive history of Muslims under Nazi rule. It’s very balanced: It deals with Muslim leaders who supported the Axis powers, like the Mufti of Jerusalem; it also deals with the persecution of Muslim Roma and with Muslim inmates in Nazi concentration camps. It’s monumental. A masterpiece.
كتاب أكاديمي استقصائي دسم من الطراز الرفيع... وثق فيه الكاتب تفاعل الحركة الإشتراكية الإجتماعية القومية الألمانية ( النازية) مع الإسلام خلال الحرب العالمية الثانية، ومحاولتها عبر شتى الطرق (التنشيطية) والحملات الدعائية وحزمة السياسات والأوامر والإجراءات العملية الداعمة لإستقطاب المسلمين وتعزيز روح الجهاد والإنضباط لمناصرة ألمانيا ودول المحور في حربهم العالمية ضد جبهة الحلفاء. وقد أبان الكاتب من خلال صحائفه عن الثقة المطلقة للقيادة التاريخية للحركة النازية ممثلة في الفوهرر أدولف هتلر و ذراعه الأيمن قائد الجستابو ووحدات الحماية هملر ووزير الإعلام الشهير جوبلز ( للأمانة لم يتناول الكاتب جوبلز إلا بإشارة عابرة برغم أن موضوع الكتاب هو اختصاص أصيل بمهامه من النواحي الإستراتيجية على الأقل وهذا التصرف يلقي ضلال شك كبيرة على تحاشي جوبلز وأسبابها). الثقة المطلقة في امكانية التحالف مع الأمة الإسلامية واستلهام قيم الجهاد لتحقيق النصر في الحرب وبناء العالم الجديد، كما عبرت النازية عن احترام كبير للمسلمين والإسلام وفهم دقيق على الأقل على مستوى النخبة والقيادات و بالتأكيد للفلسفات والثقافات العنصرية النازية دور سلبي في المسألة على مستوى القاعدة الشعبية وبعض القيادات الوسطى.
الكتاب في الغالب لا يقدم آراء وتحليلات ووجهات نظر تاريخية بقدر ما يقدم توثيقا وسردا تاريخيا ممتعا، يغلب عليه الموضوعية غالبا والتحامل أحيانا..
يفهم من مسرد التاريخ هنا وإشارات الكاتب وحتى قراءة التاريخ قراءة محايدة سطحية أن النازية سعت لإستغلال المسلمين في الحرب فقط وأن كل سياستها واجراءاتها ناهيك عن حملات الدعاية كانت لأغراض تكتيكية فقط كما صرح بعض الضباط الألمان. إلا أن الباحث الدقيق للتاريخ ليلاحظ إذا نظر نظرة شمولية أن التحالف العربي الإسلامي مع الألمان يعد تحالفا استراتيجيا، حيث أن المطلع على العقلية الألمانية والفلسفات المنبثقة عنها و الأفكار المنتجة ضمن هذا الإطار المعرفي خصوصا قبل السيطرة الغربية المطلقة على الألمان و تدجينهم، تتفق و تتلاقى في العديد من مفصلياتها و تمظهراتها مع الفلسفات العربية الإسلامية وما نتج عنها عبر القرون... ولا أدل على هذا من عدم وجود صدمات حضارية في أي فترة من فترات التاريخ بل هناك العديد من التحالفات والقواسم المشتركة ليس أدل منها الحلف في الحرب العالمية الأولى و الثانية... والأمة الألمانية تعد أمة مثالية لنشر الإسلام في أوروبا، وربما لو نجح الخليفة السلطان سليمان القانوني رحمه الله في دك أسوار فيينا لكان دخول الألمان بالذات في الإسلام أفواجا و لقوي بهم الفكر والفلسفة الإسلامية ومدتنا بثروة فكرية بشرية ستغير وجه العالم، وهذا الفهم واضح لدى كل من هتلر وهملر نفسيهما وقد عبروا عنه تعبيرا صريحا.. حتى التوجهات العنصرية المشبعة فلسفيا وثقافيا في الجسد الألماني كان يمكن تفكيكها وتذويبها بسهولة في الإسلام.. لن أخوض كثيرا في التفاصيل لكن عود لموضوع الكتاب الأساسي والحملة الدعائية (لتنشيط) المسلمين للإنضمام للحرب سواء بالثورات خلف خطوط العدو أو القتال في الجبهات بجانب الألمان.. أقول أن هذه الحملة كانت لتنجح نجاحا باهرا لو كانت خطة استراتيجية قبيل الحرب بسنوات وليست ارتجالية متفاعلة مع الأحداث.. فالعدو مشترك حقيقة وليس ادعاء، فالسوفييت البلاشفة والإنجليز الإستعماريين والفرنسيين الهمج والأمريكان البرابرة ناهيك عن حثالة اليهود هم في الحقيقة العدو الرئيسي للإسلام والمسلمين ولا أدل عن هذا إلا ما حصل في الحربين العالميتين وبعدهما بصورة كبيرة ، ولا يمكن أن يعترض معترض بأن ما حصل بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لتفاعل المسلمين مع النازية، ففي الحقيقة كان التفاعل ضعيفا وأقل من المفترض، ناهيك عن تصرفات هؤلاء الأعداء عبر قرون وما نعانيه اليوم منهم خير مثال.. أيضا التحالف النازي مع إيطاليا كان تحالفا سيئا وسبب في توجس المسلمين وهو ما قاله هتلر بالحرف في أيامه الأخيرة.. دعك أصلا عن كونه تحالف غير مثمر أساسا وهامشيا.
وبدون كثير تفصيل، من وجهة نظري أرى أن العالم الإسلامي خسر الكثير بهزيمة ألمانيا للحرب العالمية الثانية، وأنهم أضاعوا فرصة تاريخية للإنضمام أفواجا لهذه الحرب نصرة للألمان واستنصارا بهم، فمهما كان سوء ما سينتج عن الألمان لن يكون أبدا أسوء من وضع العرب والمسلمين اليوم، يكفي أن اسرائيل لن تكون موجودة..
إن ألمانيا النازية برغم كل أخطائها وتوجهاتها العنصرية، تظل مظلومة تاريخية وتحتاج لقراءة متأنية بين السطور فتزوير التاريخ سمة انجلوسكسونية بامتياز.. ولهذا كتاب آخر...
Motadel begins by probing the initial German misconception that existed prior to WW I that pan-Islamism was a powerful and monolithic force that could be harnessed to unseat the hegemony of rival British, French and Tsarist empires. Championed by members of the German intellectual elite such as gentleman adventurers/archaeologists Max Von Oppenheim and Oskar Niedermeyer, such incitement was provocative but the Allies were able to offer their own counter inducements. Calls for a Holy War backed by secular Young Turks in Istanbul were seen as hypocritical as were calls attacking Christian powers that excluded Istanbul's ally Germany. Then as now the Islamic world was widely divided into rival sects based on different cultures and theological groupings.
The Nazi decision to recruit Muslims to the cause of National Socialism was not even considered at the start of WW II as the southern front was delegated to Mussolini's Italy. As an example, the al-Kilani led uprising in Iraq against the British in 1941 only received minimal and belated. support from the Reich. But by late 1942 Germany, now in possession of Crimea and the Balkans faced a devastating loss of ¾ of a million men and the faltering of Italian forces . What follows is a well documented in depth analysis of how German strategy played out in each of North Africa, Russia and the Balkan fronts.
The results were far from uniform. By February 1943 in North Africa the Wehrmacht were only able to muster 2400 Arab recruits, mostly from POW camps and former students who had studied in Berlin. Most were considered unsuitable for combat and served in labour brigades. Many proved to be disloyal. There was more success in the Balkans. 25 years of Soviet oppression of religion provided a fertile ground for Nazi propaganda (Motadel draws on and complements Herf) which frequently invoked Soviet and Yugoslav Bolshevism, British and French imperialism and American capitalist exploitation all connected to Nazi racial hatred for Jews backed by traditional Quranic verses describing Jewish treachery and eternal enmity.
To this end the Germans made extensive use of imams, attaching them to Muslim units. The fugitive Mufti of Jerusalem Hajj Amini al-Husayni who was employed to create propaganda, lecture and advise. Rather than lecturing directly to the soldiers on matters of religion, the Nazis set up training schools for imams, the curriculum shortened to emphasize similarities between National Socialism and Islam.
Widely seen as liberators, religious freedom for Muslims was an easy price for the Nazis to pay, though they had to do this delicately in Ustasi run Catholic Croatia. Both Axis and Allied literature advised on respectful attitudes towards Muslims, not always adhered to by enlisted men, however the Nazis had special problems. In the early part of the Balkan campaign many Muslims were executed as, being circumcised they were mistaken for Jews. Muslim Roma were also killed off, alienating co-religionists. Jewish Mountain Tats, because they practiced polygamy and did not conform to Nazi conceptions of Jew were considered Turkic as were the Karaites and were spared, but not the Krymchaks who were murdered. For the Crimean Tatars and others, giving allegiance was a Hobson's choice, sometimes motivated by religion but also by the need to stay alive during wartime. Those following current events in the Ukraine should realize that the Tatars were punished dearly by mass expulsion to Kazakhstan and Central Asia as were Karachais, Balkars, Chechens and Ingush; many were subsequently executed by the NKVD.
The Wehrmacht and the SS moved from an initial concept of a uniform pan-Islamism to a more refined model. They soon realized that mixing Sunni and Shia in the same units didn't work and rejected inserting Muslims supporters from India into units in Bosnia, calculating that the Indians would be motivated more by nationalist and anti-British concerns than by religion. Not everyone in the German political structure were convinced. Gerhard von Mende, a Director of the Eastern Ministry for the Reich, estimated that only 5% of Eastern Muslims identified purely as Muslims and that only 20% would be receptive to a a religious campaign. (pp240).
Hitler's own assessment of the value of the Nazi-Muslim alliance was as follows: "For the time being I consider the formation of battalions of these pure Caucasian peoples as very risky, while I don't see any danger in forming pure Mohammedan units... Despite all explanations, either from Rosenberg or from the military side, I don't trust the Armenians either... The only ones I consider to be reliable are the pure Mohammedans. .... I consider only the Mohammedans to be safe. All others I consider unsafe". (pp222, Dec 12, 1942).
It's a brilliantly constructed read that should be of great interest for WW II enthusiasts and an essential purchase for library collections on the history of the era. Motadel has integrated a comprehensive range of material from the archives of 14 different countries establishing a holistic picture of how the strategy was implemented and played out. His highly nuanced view of Muslim sentiment is one that could well serve as a model for understanding the turmoil going on in that part of the world today and a general warning about attempts to instrumentalize religious and nationalist beliefs.
طرف يتنازعه أطراف اخرى ولا ناقة له ولا جمل هذا يضطهده وذلك يقنعه انه يحميه وفي كلتا الحالتين تعددت الاسباب والموت واحد من روسيا لالمانيا من المحور للحلفاء دي عركة كبيرة وما نحن فيها إلا بيادق
هذا الكتاب للمؤرخ الألماني ذي الأصول الإيرانية (ديفيد معتدل)، هو عبارة عن أطروحته للدكتواره في التاريخ الحديث من جامعة كامبردج، ونال عليها عدة جوائز أكاديمية.
يبين لنا الكتاب كيف تفاعل النازيون مع المسلمين إبان الحرب العالمية الثانية؛ لكونهم قوة بشرية يمكن استغلالها في الحرب، وكيف كانت تلك التجربة على أرض الواقع بعيداً عن اختزال الأمر في شخص مفتي القدس الحاج أمين الحسيني أو غيره؛ لأن عدداً من الكتابات السابقة لهذه الدراسة ركزت على شخصية الحسيني ودورها المركزي.
وكان هدف الألمان من هذا التقارب مع المسلمين هو: · إقرار الهدوء في الأراضي التي سيطروا عليها. · وكذلك إثارة الاضطرابات خلف خطوط العدو، فقد كان ما يقرب من 150 مليوناً من المسلمين يعيشون في أراضي تحكمها بريطانيا وفرنسا، وحوالي 20 مليوناً تحت حكم الاتحاد السوفيتي. · بالإضافة إلى تجنيد المسلمين وتعبيئتهم للقتال ضد قوات الحلفاء.
والدراسة استغرقت منه ما يقرب من عشر سنوات من البحث في أكثر من 30 ارشيفاً ودار محفوظات في أربع عشرة دولة، تشمل: أوراقاً، وتقارير، وأدلة سياسية وعسكرية، وأوامر إدارية، ومنشورات دعائية، وتسجيلات مراقبة إذاعية، وخُطباً، ورسائل بريد، ومذكرات، ومضابط محاكمات؛ لذا حوت الرسالة على معلومات تفصيلية دقيقة، ولا تخلو من تطويل.
ويمكن النظر الى المحاولات الالمانيه لتوظيف الاسلام في اثناء الحرب العالميه الثانيه بوصفها حلقه من حلقات القصه التاريخيه الطويله للتوظيف الاستراتيجي للإسلام على يد القوى الكبرى في العصر الحديث
فوق رصانته الأكاديميّة، فهو كتاب مُدهش فيما يكشفه، وممتع في سرد ما انطوى عليه. أعتقد أني سأدين للسيد مُعتدل بفضل كبير في شيء شخصي لو لم يكن قد مر عليّ هذا الكتاب، ربما لم يكن ليتحقق. ولا ينخدعن أحدًا، أن هذا الكتاب كُتب من مُنطلق دفاعي عن الحاج أمين، الذي اتهمه نتنياهو في أحد خطاباته وحمله دورًا كبيرًا في الهولوكوست، فالحاج أمين ليس براء، ولكن ليس بهذا الحجم الكبير الذي ابتغى نتنياهو أن يعبأ تاريخه به، لحاجٍة في نفسه.
(لا مسيو ولا مستر، الله بالسما وفي الأرض هتلر) كانت هذه إحدى الاهازيج الحماسية التي كان يرددها بعض المسلمين في المناطق الاسلامية التي سيطرت عليها المانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية، حيث يناقش هذا الكتاب و الذي هو بالاساس بحث تاريخي استغرق العمل عليه لما يقارب العشر سنوات نال على اثرها الباحث الالماني الايراني الأصل (ديفيد مُعتدِل) شهادة الدكتوراه وحمل ثروة وثائقية هائلة، والذي حمل عنوان (في سبيل الله و الفوهرر) محاولات توظيف الاسلام لمصلحة المجهود العسكري، حيث حمل هذا التوظيف اهدافاً مختلفة في الفكر النازي منها على سبيل المثال، اشغال خطوط الحلفاء الخلفية بانتفاضات تحمل الطابع الديني و القومي المشترك بين النازية و الاسلام، والعداء المشترك لليهود بوصفهم اعداء للمسلمين والانسانية على الدوام، وكذلك شحذ همم المجندين و المتطوعين المسلمين في صفوف الجيوش الالمانية من خلال الدعاية المكثفة و المركزة والمرتكزة على الدين نفسه، والمتتبع الدقيق للاحداث و الوثائق التي تضمنها هذا الكتاب سيلاحظ العمل الجبار الذي قامت به وزارة الدعاية في النظام النازي بقيادة وزير الدعاية الشهير جوبلز وصاحب المقولة المعروفة اكذب.. ثم اكذب حتى يصدقك الناس، فقد قامت وزارة الدعاية بضرب كل الاوتار الحساسة لدى المسلمين وتجييش الخطاب العاطفي وتغليفه بايآت قرآنية تم تآويلها بما يتناسب مع الأهداف المرسومة للقيادة النازية، تناول الكتاب كذلك التنافس الشديد والاختلافات الفكرية بين القادة و الاكاديميين النازيين متمثلاٌ في وزارة الدعاية و وزارة الخارجية و وزارة الشرق لكيفية الاستفادة القصوى لتوظيف الاسلام و المسلمين لدول المحور، ويعتبر موضوع توظيف الاسلام في الحرب العالمية الثانية موضوعاً لم يتم تناوله بالشكل المكثف تاريخياً من حيث الأهمية للاحداث المصاحبة لهذا التوظيف الايدولوجي طوال سنين الحرب، مما يضع موضوع هذا الكتاب من المواضيع المهمة تاريخياً، حيث مثل الاسلام و المسلمين فرصة ثمينة للالمان بل و انبهاراً لدى النخب النازية على ارفع المستويات الفكرية و العسكرية، وعلى رأس قائمة المعجبين بالدين الاسلامي والمسلمين كان هتلر، ولنأخذ في الأسطر التالية ما كتبه الباحث ديفيد مُعتدل من وجهة نظر هتلر عن الاسلام و المسلمين على لسان بعض من تحدث إليهم وشاركهم رؤيته التاريخية و المستقبلية عن الاسلام و اتباعه، حيث ذكرت إلزه شقيقة إيفا براون بعد الحرب (إيفا براون هي خليلـة هتلر، ثـم زوجتـه ليـوم واحـد، قبـل انتحارهما معاً في الثلاثين من إبريل/ نيسان ١٩٤٥) أن هتلر كان يتناقش معها ومع شقيقتها مرارا عن الدين الإسلامي، ففي حواره معهما على المائدة، كان يقارن بين الإسلام والمسيحية ليحط من قدر المسيحية، وخاصة الكاثوليكية. فعلى عكس الإسلام الذي وصفه بأنه ديـن قوي وعملي، وصف هتلر المسيحية بأنها دين معاناة لين وضعيف ومصطنع، وقال بأنه في حين أن الإسلام هو دين الآن وهنا، فإن المسيحية هي دين مملكة مستقبلية؛ مملكة قميئة للغاية إذا ما قورنت بالجنة الموعودة في الإسلام، لقـد كان الديـن، عنـد هتلر، وسيلة عملية لدعم الحياة الإنسانية على الأرض، وليس غايـة فـي حـدّ ذاته. فقـد ذهب في أكتوبر/ تشرين الأول من عام ١٩٤١، وبحضور هملر، (هملر من أقوى رجال أدولف هتلر وأكثرهم شراسة، كان قائد فرقة القوات الخاصة الألمانية والبوليس السرى المعروف بالجيستابو) إلى أن «التعاليم التي تأمر الناس بالاغتسال وتنهى عن مشروبات معينة، وتأمرهم بالصيام في أوقات بعينها، وبالرياضة والاستيقاظ مع الفجر والصعود إلى قمـم المآذن، قـد ابتكرها أناس أذكياء. وقال متحمسًا: «إن الحض على القتـال بشجاعة هـو أيضـا أمـر في غنى عـن البيـان. الحظ كيـف أن المزلمـان (يقصد المسلمين) يوعدون بجنة تسكنها الحور العين، وتجري فيهـا أنهار الخمر؛ إنها جنة أرضيـة حـقـا». وفي المقابل، لم تعد المسيحية بشيء مماثل: «وفي المقابل، يعلن المسيحيون رضاهم إن سمح لهم بعد الموت بالترنّم هللويا! (هللويا هي كلمة عبرية معناها سبحوا يهوه). وعلق تعليقا شبيها بعد شهرين قائلا: «يمكنني تخيل حماسة الناس لجنة محمد (كذا وردت)، لكن ليس لجئة النصارى المليخة! (المليخة يقصد بلا طعم). ثم قارن هتلر الإسلام بالأديان الآسيوية الأخرى التي كان معجبا بها، فأعلن في الرابع من إبريل/ نيسان لعام ١٩٤٢ أنه «كما هي الحال في الإسلام، لا نجد في دين الدولة الياباني أي نوع من الإرهاب، فقط وعـد بالسعادة». لكـن في المقابل، «عولمت» المسيحية «الإرهاب الديني»، والذي نشأ في تصوره عن «العقيدة اليهودية». وبعد بضعة أشهر، وفي أثناء هجومه المعتـاد على الكنيسة الكاثوليكية، التي قال لمستمعيه إنها فرضت على الجرمان بواسطة «الرجس اليهودي والهـراء الكهنوتي»، عبـر عـن أن الجرمان اجتالتهم المسيحية، «في حين أنه في أماكن أخرى من العالم، نجد تعاليم دينية كتلك التي جاء بها كونفوشيوس وبوذا ومحمد تقدم - لا ريب - أساسًا عميقا للمتدينين». وفي إنكاره الشديد على الكنيسة المسيحية تمسكها بما «ثبت كذبه»، عاد ليتحدث مرة أخرى عن الإسلام فقال: «لا تتسم معرفتنا بالخالق حين يقدم لنا شخص ما تصوره عن الإله على أنه نسخة باهتة من الإنسان. وفي ذلك على الأقل، يكون المحمدي أكثر تنورا عندما يقول: إن تصور الإله أمر حرم على الإنسان». وتوسّع في ذلك الموضوع متأملا التاريخ الإسلامي؛ فوصف فترة الحكم الإسلامي لشبه جزيرة آيبيريا الأندلس بأنه «أكثـر العـصـور ثقافة ومعرفة وسعادة وأفضلهـا من جميع النواحي في التاريخ الإسباني ... أمـا مـا تـلاه فقـد كان عصـرا مـن الاضطهادات المتواصلة..
وقد عبر هتلر عن هذه الرؤية قبل ذلك؛ إذ ادعى ألبرت شپیر (ألبرت شپیر مهندس معماري وسياسي ألماني، كما كان أيضا مديرا لإنتاج الأسلحة في ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية وعمل مستشارا للزعيم الناز�� أدولف هتلر) أن هتلر كان شديد الإعجاب بتأويل تاريخي أخذه عن بعض المسلمين البارزين. قال شپیر: «لقد أخبره زؤاره بأن المحمديين عندما حاولوا تجاوز فرنسا إلى أوروبا الوسطى في القرن الثامن، ردتهم معركة تور (بلاط الشهداء) فلو أن العرب انتصروا في هذه المعركة؛ لكان العالم كله اليوم محمدياً، لأن دين المسلمين يؤمـن بنشـره بـحـد السيف وإخضاع الأمـم جميعها تحت رايته، ولكانت الشعوب الجرمانية هي وارثة هذا الدين، فهذا الدين يلائم طباع الجرمانيين تماما. وقال هتلر إن العرب؛ لكونهم أحط عرقيا لم يكونوا ليتحملوا الطقس القاسي وأوضاع البلاد، ولا استطاعوا الإبقاء على حكم الشعوب الأصلية الأقـوى منهـم؛ ولذلـك لـم يكـن العرب هـم من سيقفون على رأس هذه الإمبراطورية المحمدية في النهاية، بل الجرمان المسلمون»
وهنـا مـيـز هـتـلـر بين الإسلام و«عرق» أتباعه، ففي حين عد الإسلام دينـا راقيا، وصف أتباعه من العرب بأنهم «عرق» منحط. لكن هتلر لم يعد الإسلام دينا «سامیا» في ذاته، فاصلا الدين عن «العرق». وعلى الرغم من انبهاره بالإسلام بوصفه دينا، ظـل «عرق» أتباعه مشكلة صامتة لكنها كامنة. ثم اختتم تأمله التاريخي في الغزو الإسلامي لأوروبا بتعليقه: «وكما ترون، من نكد الطالع أن وصلنا الدين الخاطئ ... فالديـن المحمدي ... كان أكثر توافقا معنا من المسيحية. فلماذا ابتلينا بالمسيحية بوداعتها وضعفها) ولم تكتفي الدعاية النازية بتآويل الآيات القرآنية و الاحاديث النبوية وكتابة المنشورات والمجلات وتسييس خطب صلاة الجمعة بل اتجهت إلى تجنيد رموز دينية في مناطق البلقان و شرق اوروبا و الشرق الأوسط، وفي مقدمة الشخصيات الدينية التي تم التعاون معها أمين الحسيني (أمين الحسيني مفتي القدس و رئيس المجلس الاسلامي الاعلى ورئيس اللجنة العربية العليا أيام الانتداب البريطاني) حيث ساهم الحسيني بفتاويه وخطبه وكتاباته المكثفة في تجنيد عشرات الآلاف من المسلمين للقتال في صفوف الجيوش النازية من أجل وعود مستقبلية للمسلمين من قبيل الاعتراف بالاستقلال ومحاربة اليهود والقواسم المشتركة بين الاسلام و والنظام القومي النازي، مستلهماً الماضي القريب للعلاقات الالمانية الوطيدة بقيادة فيلهلم الثاني امبراطور الرايخ الثاني مع الدولة العثمانية (كلمة الرايخ تعني الامبراطورية) ولنأخذ هنا على سبيل المثال الشحن الديني الممزوج باهداف النازية في خطبة المفتي أمام دورة إعداد الأئمة العسكريين حيث يقول مُعتدِل (شدد المفتي على أربعـة نطاقات أساسية تشكل قاعـدة للتحالف بيـن الـرايـخ الثالث والعالم الإسلامي؛ إذ أعلن أولا أن ألمانيا لم تعتد أو تعادي أية دولة إسلامية على مر التاريخ، ثـم تـحـدث عـن الأعـداء الثلاثة المشتركين المزعومين، ودفع بـأن ألمانيا تواجه «اليهودية العالمية؛ العدو المتوارث للإسلام»، وإنكلترا التي قمعت ملايين المسلمين وحطمت الـحـكـم الإسلامي في الهنـد واضطلعت بدور أساسي في القضاء على الخلافة العثمانية، وأخيرا البلشفية التي «طغت على أربعين مليون مسـلم» ومثلت خطرا مباشرا على العالم الإسلامي أجمع، ثم أشار المفتي إلى سمات زعم اشتراك الإسلام والنازيـة فيهـا؛ فادعى أن الاشتراكية القومية تتسق مع «الرؤية الإسلامية للعالم» في «جوانب عدة»، وأن كليهما يثمنان فكرة القيادة؛ فقد خضع المسلمون، عقـب التحاق النبي ﷺ ] بالرفيق الأعلى، لسُلطة شخص واحد هـو الخليفة، وقد خضع النازيون لسلطة الفوهرر المطلقة، وأوضح المفتي أن الإسلام يفرض «النظام والطاعـة والالتزام» على المسلمين، كما تفعل الاشتراكية القومية مع الألمان. إن إحدى الفرائض الأساسية على كل مسلم، هي القتال الدائم ضد أعداء الإسلام، والشهادة في هذه المعركة تشـريف إلهي، ومن الناحية المبدأية، فالمسلمون على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيل عقيدتهم، تماما كما أن الاشتراكيين القوميين مستعدون للتضحية بكل شيء في سبيل أيديولوجيتهم. وكذلك أشار المفتي إلى أن مواقف المسلمين والاشتراكيين القوميين مـن مثـل المجتمع والعائلة والإنجاب والأمومة وتنشئة الأطفال شديدة التماثل؛ بالضبط كما هي أخلاقهم في العمل. صبغ الخطاب، من ألفه إلى يائه، صبغة دينية عميقة زاخرة بالآيات القرآنية ومواقف من تاريخ الإسلام الأول، مما أضفى عليه طابع الموعظة. وفضل المفتي القول في أن القرآن يدعو «المسلمين كافة» لقتال اليهود، مستدعيا قصة يهود خيبر الذين حاولوا اغتيال النبي ﷺ]. وتلا كذلك آيات قرآنية تعضد نموذج القائد الأوحد، وتصور الإسلام على أنه قوة عظمى، والأهم من ذلك أنها تثبت «الروح القتالية للإسلام»، ودفع المفتي بأن القرآن يأمر بـ «القتال حتى النصر»، وختم قائلا: «إن مهمة المسلمين كافة، وواجبهـم، هـو التوحـد في سبيل مدافعة هذا الخطر الوشيك، والتعاون مع أصدقائهم يدا بيد. فالتعاون الأصيل بين أربعمئة مليون مسلم وأصدقائهم الحقيقيين، أي الألمان، يمكن أن يؤثر تأثيرا عظيما في مجريات الحرب، ويعود بالنفع العميم على الطرفين» أن هذا الكتاب يظهر لنا إمكانية توظيف أي دين بما يتلائم مع المصالح السياسية بشرط إلمام النخب الفكرية لأي نظام سياسي بمداخل و مخارج الدين المستهدف للتوظيف، فيكفي أن نعلم أن في احيان كثيرة صدرت الاوامر من القيادات العليا العسكرية النازية لموظفيها لمحاولة البحث أو تآويل آيات قرآنية تشير إلى أن هتلر هو المهدي المنتظر او أن المانيا النازية هي حامية الاسلام و المسلمين وغيرها من التاويلات التي استدعتها مقتضيات المجهود العسكري على الأرض طوال سنوات الحرب، ولربما يعُتبر هذا الكتاب هو الأدق والأكثر شمولية ومرجعية لموضوع لم يتم إعطائه حقه من حيث الأهمية التاريخية في مرحلة عصفت بالعالم أجمع ودمرت البشر قبل الحجر.. فهد الجهوري
Incredibly informative but difficult to get through due to overall dryness of the narrative. Nonetheless, a wonderful piece of historical research. Anyone interested in the modern middle east will find many interesting threads connected here.
يكشف هذا الكتاب عن الجهود المُضنية التي بذلتها السلطات النازية (متمثلةً في قائدها هتلر) إبَّان الحرب العالمية الثانية من أجل جذب قلوب المسلمين الساكنين في ألمانيا وما جاورها، ومن ثمَّ تجنيدهم للقتال في صفوفها ضد دول الحلفاء. ومن هذه الجهود: محاولات لنبذ العنصرية الآرية تجاه العرب عمومًا والمسلمين خصوصًا، تزويد الجنود الألمان غير المسلمين بكتيبات إرشادية مشتملةً على نصائح للتعامل مع مظاهر الإسلام (مثل: لا تسخر ممن يفعلها حتى لو بدت غريبة وغير مفهومة!)، إنشاء إذاعة برلين وافتتاحها بآيات من القرآن الكريم، استمالة بعض علماء الدول الإسلامية إلى جانبها، السماح بإقامة الشعائر الإسلامية علنًا بل والانخراط الفاعل فيها (كالمشاركة في الأعياد)، محاولة إقناع المسلمين أن ألمانيا أقوى داعمٍ لهم وأنها لا تهدف إلا لإنقاذهم من أغلال الاستعمار، التلميح إلى أن الفوهرر قد يكون المهدي المنتظر أو أنه يستكمل عمل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، توزيع مناشير مستنفِرة تتضمن بعض آيات القرآن الكريم (خاصة آيات القتال) أو بعض الإشارات إلى غزوتي بدر وأحد. ثم يلخِّص الباحث في النهاية إلى أن هذه الجهود كلها باءَت بالفشل!
إذا قرأت هذا الكتاب بشكلٍ متأنٍ فستلاحظ انّ النازية لم تستغل المسلمين ، بل إن التحالف العربي مع النازية كان تحالفًا استراتيجيًا ، فالإطار المعرفي للنازية يتوافق بشكلٍ أو بآخر من العقلية العربية والتحالفين خلال الحربين العالميتين لدليل على ذلك..
النازية بالرغم من كل الاخطاء والوحشية والمآسي التي جرتها على البشرية ، مظلومة تاريخيًا ، فالتاريخ يكتبه المنتصرون و تزويره سمة أنجلوسكسونية.
الكتاب جميل ومهم ، يلقي الضوء على زاوية ضيقة ضمن غرفة الحرب العالمية ، بسرد مثير و مُراعاةٍ واحترام لمنهجيات السرد التاريخي وتقصي الحقائق.
الكتاب جيد جدا في تحليل استغلال النازية للمسلمين في حربهم ضد الحلفاء واعتبارهم اداه لتحقيق غرض بناء حليف ليهم في شرق مره بالفلوس ومره بالتهديد ومره بالمنصب
تبقي نظرتنا الي الايدولوجيا النازية قاصرة علي الجانب الايدولوجي فقط لكن ما يدعونا اليه كتاب (فى سبيل الله والفوهرر) اعمق بكثير من مجرد التساؤل الايدولوجى، وكيف صعودها الي سدة الحكم؟ فنحن نجد انفسنا امام جهاز بيروقراطي كفء وليس ايدولوجى فقط، و هو ما يجعلنا امام سردية جديدة لكن في القلب منها هذه المرة (المسلمون) ليس باعتبارهم ضيوفاً، وانما حشود يجب علي دولة البستانى العمل علي تهذيبها تارة أو تجنيدهم تارة اخري ما جعل المسلمون في الخطاب الهتلري مجرد نتاج رؤي استشراقية ساهم فيها الاستشراق الالمانى، واستفاد منها (هتلر ) بقوة عكس ما نجده في كتاب الاستشراق (لادوارد سعيد) الذى استبعد التقليد الالماني باعتباره غير استعمارى، وهى سردية آخري يدحضها البروفيسور (ديفيد معتدل) . عمل الالمان علي انتاج سرديات دعائية عن الاسلام مستندين علي النقاط المشتركة التي جمعت بين الفوهرر و النبي محمد ما جعل تلك السرديات تقع في مأزق المعيارية تلك الأخيرة التي تعتبر احدي السمات المميزة للطابع المؤسسي للحداثة حيث تعتبر المعيارية صيغة انتقائية تستبعد هذا و تقترب من هذا لا يتلاقي الاسلام مع الايدولوجيات البشرية وانما يعلو فوقها فرسالة الاسلام طالما ارتبطت بوحدانية العلاقة بين الفرد وربه. عمدت الدعائية النازية علي قولبت تلك العلاقة الروحانية لتجعلها في خدمة المؤسسة العسكرية النازية. لم يحارب المسلمون عدواً، وانما اصطنعت لهم النازية تاريخاَ لهم يشتركون فيه مع النازي تجاه خصومه هو وليس خصومهم او لنقل بمعني أدق تمأسست الحداثة علي اختيار لحظات تعيد من خلالها انتاج العنف الذي عبرت عنه المجتمعات الاوروبية المسيحية تجاه اقلياتها كاليهود لذلك نستطيع القول ان الهولوكست و معسكرات اوشفتيز هي اعادة خلق و توسيع العنف من خلال مؤسسات مؤقتة تعمل علي استباحة الكيان الانساني و جعله عاريا لتجارب الحداثة المتنوعة .
علي جانب آخر علينا التفريق دوما بين الاسلام كممارسة انضباطية لها حضورها التاريخي البشري و المفاهيمي وهذا كان دور الرسول ليس باعتباره محاربا لفئة كاليهود او المشركين وانما كفرد إنساني تعايش مع الاسلام كفرد بالأساس ثم شكل الاسلام رؤيته القيادية لجماعة المؤمنين فيما بعد. لم يختر الاسلام معالجاً للبرص او حامل لعصا موسي، وانما أتت الدنيوية قبل الرسالة ليشكل الجانب الديني و الدنيوي حياة النبي بينما شكل الفوهرر نموذجاً لعداء الحداثة لفكرة الانسانية و وضع ضوابط مؤسسية لهذا الكائن .
حقيقة يتجاوز الكتاب السرديات التي طالما غرقنا فيها او بمعني اخر السرديات الأكثر صخباً التي حجبت عنا محاولات الالمان لتشكيل حلف ألمانى / مسلم وليس قومى .
Dieses Buch ist nichts für Geschichts-Einsteiger! Aber für alle die fundierte Grundkenntnisse in der Geschichte des 20ten Jahrhunderts besitzen ist es ein sehr interessanter und sehr gut geschriebener Überblick über die Islam-Politik der Nazis, mit Ausblicken auf den Ersten Weltkrieg und auf die Zeit des Kalten Krieges bis zu 9/11. Sehr empfehlenswert!
واحد من أكثر الكتب التي قرأتها إمتاعا وثراء في المعلومات. لأول مرة يتم إجراء مثل هذا البحث الموسوعي في آلاف المصادر المقروءة والمسموعة والمرئية المحفوظة في الإرشيف الوطني في 9 دول لإلقاء الضوء على واحدة من السرديات العسكرية والسياسية والاستراتيجية التي نادرا ما تم توثيقها وهي العلاقة بين النازيين والإسلام في الحرب العالمية الثانية. مؤلف الكتاب ديفيد معتدل هو مؤرخ ألماني من اصول إيرانية ويعمل أستاذا للتاريخ الحديث في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وقد بذل في جمع المادة التوثيقية لهذه الكتاب جهودا كبيرة تجاوزت خمس سنوات، وظهرت من خلال 224 صفحة مخصصة للمصادر والحواشي والشروحات في نهاية الكتاب. أما الترجمة فهي بديعة ودقيقة وسلسة وجعلت من قراءة الكتاب متعة حقيقية. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء متماسكة. أولها يركز على الفكر والإيديولوجيا، ويشرح تطور الفهم الاستراتيجي حول الإسلام في ألمانيا بدءا من أبحاث المستشرقين الألمان في نهايات القرن التاسع عشر مرورا بالاهتمام العسكري الألماني بالإسلام أثناء الحرب العالمية الأولى واستكشاف الإمكانية الكامنة في أن يكون الإسلام داعما لألمانيا في مواجهة أعدائها في الحرب، وهذا من خلال تحالف مهزوز مع الدولة العثمانية قاده أئمة مسلمين راغبين في الخلاص من السيطرة البريطانية والفرنسية، ولكن هذا التحالف لم يستمر نتيجة ضعف تأثير تركيا التي كانت تتجه نحو العلمانية على جموع المسلمين في العالم. ولكن الإسلام بقي على جدول أعمال الخبراء في السياسة الخارجية وخاصة منذ فوز الحزب النازي عام 1933 حيث تم تطوير منهجية ومقاربة فريدة من نوعها في ألمانيا منحت للإسلام صورة ايجابية كشريك قوي ومؤثر على مستوى عالمي ضد اليهودية والبلشفية والإمبريالية البريطانية والفرنسية بالذات. يبحث الجزء الثاني في دور الإسلام في السياسات الألمانية تجاه المسلمين القاطنين في مواقع الحرب العالمية الثانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب الاتحاد السوفياتي والبلقان. وفي هذا السيق أمرت القيادة الألمانية الجنود الألمان باحترام قيم الإسلام وشعائره وإعادة بناء المساجد والمدارس والأوقاف في المناطق المسلمة وخاصة في الاتحاد السوفياتي والبلقان كما تم استثمار تأثير عدد كبير من العلماء والأئمة المسلمين في هذه المناطق لدعم التأثير على السكان المسلمين للانتفاض على قوات الحلفاء وبالأخص السلطة السوفياتية، وظهر في هذا الموضوع الدور الكبير للحاج أمين الحسيني مفتي القدس والذي لجأ إلى برلين مع الحرب العالمية متخذا منها نقطة انطلاق ضد السياسات البريطانية ونقطة تأييد لألمانيا من خلال زيارات عددية لمنطقة البلقان لدعم عملية التعبئة السياسية والعسكرية للمسلمين مع ألمانيا. يتناول الجزء الثالث التعبئة العسكرية للمسلمين مع القوات الألمانية النظامية أو إنشاء وحدات قتالية مسلمة وكيف كان حرص الالأمان كبيرا على احترام التقاليد الإسلامية ومنح المسلمين امتيازات دينية لم يحظ بها حتى المسيحيين الكاثوليك وذلك لثقة القيادة الألمانية بالقوة القتالية والروح العالية للمسلمين ووحدة قرارهم وندرة حدوث تمرد ضد القوات الألمانية. من أهم الفقرات في الكتاب تلك التي اقتبست من شهادات ضباط ألمان بعد الحرب كيفية نظرة القيادة النازية للإسلام والتي تميزت باحترام الالتزام العسكري القوي للمسلمين والناجم عن "قوة الديانة المحمدية"- حسب المصطلحات المستخدمة- مقارنة بالمسيحية. وقد كان مدهشا أن هذه الشهادات نقلت عن هتلر شخصيا وهملر قناعاتهم بأنه لو انتصر الإنتشار الإسلامي في أوروبا وأصبح الألميان مسلمين لكانوا اقوى عسكريا من وضعهم الحالي. وفي هذا السياق وفرت البروباجاندا النازية مكانة عالية للمسلمين مقارنة بكل الأديان والأعراق التي تعامل معها النازيون وتم تطوير خطابات إعلامية موجهة للمسلمين حول ضرورة محاربة العدوين المشتركين للإسلام والنازية وهما اليهود والبلشفية. ولم يتورع بعض الأئمة المسلمين في تصور هتلر بأنه يحمي الإسلام في مواجهة أعدائه. ما يفتقر إليه الكتاب بكل أسف، وبالرغم من كل التوثيق المذهل هو وجود تحليل عميق للأسباب التي منعت تجذر هذا "الغزل المتبادل" بين النازية وبعض الأئمة المسلمين إلى تحالف استراتيجي اثر على سير الحرب، كما يفتقر الكتاب إلى تحليل الأسباب التي جعلت الكثير من المسلمين يساعدون اليهود على الهروب من أفران الغاز النازية وهذا أمر موثق ومعروف تاريخيا. النوايا الايجابية للتعاون لم تتطور نحو تحالف ساعد الألمان على الصمود أكثر في ساحة الحرب أو أثر على قوة الحلفاء سلبيا وبالهكس من ذلك فقد دفع المسلمون الذين تحالفوا مع الألمان وخاصة في الاتحاد السوفياتي ثمنا باهظا من التهجير والقتل بعد انتصار ستالين النهائي. ومع ذلك هذا كتاب لا يستغنى عنه لمن يريد معرفة تفاصيل تلك العلاقة الاستثنائية بين الإسلام والنازية والتي كانت عبارة عن تزاوج مصالح استمر لفترة قصيرة قط ولكن كانت الطاقة الكامنة فيه أكبر بكثير مما تحقق فعلا.
Het boek gaat over een van de meest interessante verhalen over de Tweede Wereldoorlog. Het gebruik van de islam en moslims door Duitsland om de oorlog te winnen. Dit boek beschrijft als eerste de uitgebreide geschiedenis van moslims onder het nazibewind. Het vertelt het verhaal van moslimleiders die de Nazi en As-mogendheden steunden, zoals de moefti van Jeruzalem; maar dat niet alleen, het gaat ook over de vervolging van moslim-Roma en moslimgevangenen in nazi-concentratiekampen.
Het boek is verdeeld in drie delen; Basics, moslims in oorlogsgebieden en moslims in het leger. In het eerste deel zal de auteur ons in de juiste context plaatsen door terug te gaan naar het imperialistische beleid ten aanzien van de islam vanaf het einde van de 19e eeuw in de Duitse koloniën in Afrika tot het uitbreken van de Eerste Wereldoorlog. Vervolgens wordt ingegaan op de rekrutering van moslimtroepen. Gevolgd door de geopolitieke rol van de islam.
In het tweede deel gaan we in op de ontwikkeling van de Tweede Wereldoorlog. Te beginnen met de rol van de Franse koloniale troepen in de Slag om Frankrijk, de Duitse pogingen aan het front om via pamfletten en luidsprekers tot overlopen aan te sporen.We gaan verder met de rol van de islam in Noord-Afrika en het Midden-Oosten en iets heel interessants, zoals de reactie van de geallieerden op de poging van de Duitsers om de islam voor zich te winnen.
In het laatste deel van het boek, laat Motadel ons de moslims binnen het Duitse leger zien, zowel in de Wehrmacht als in de Waffen-SS. De rekruteringsresultaten in Noord-Afrika waren duidelijk lager dan in de Balkan of gebieden van de Sovjet-Unie, waar nazi-propaganda na jaren van bolsjewistische onderdrukking van religie meer effect had.
Dit boek is dan ook het meest uitgebreide onderzoek naar de relatie van nazi-Duitsland met de wereld van de islam en moslims. Het boek is zeker interessant voor de gevorderde geschiedenisliefhebber, zeker niet voor de beginnende liefhebber. Technische termen uit de nazi-geschiedenis, maar vooral uit de islam, worden niet of nauwelijks uitgelegd. Maar voor iedereen met een goede kennis van de geschiedenis van de 20e eeuw is het een zeer interessant en zeer goed geschreven overzicht van het nazi-islambeleid, met perspectieven op de Eerste Wereldoorlog en de Koude Oorlog-periode tot en met 9/11. Het is echter wel zo dat je er niet aan ontkomt zelf op zoek te gaan naar uitleg en info. Binnen de uitgebreide bibliografie over de Tweede Wereldoorlog zijn er maar weinig boeken over de rol die moslims daarin spelen, maar met dit boek wordt die leegte opgevuld.
De auteur van het boek is een Duitse historicus van Iraanse afkomst. Dit boek is zijn proefschrift, waarop hij in 2010 promoveerde in moderne geschiedenis aan de Universiteit van Cambridge. Het proefschrift won verschillende academische prijzen, waaronder de prestigieuze Prince Consort Award, en won de Seeley Medal voor de beste historische scriptie aan de Universiteit van Cambridge voor het jaar 2010 en andere prestigieuze academische prijzen.
Het kostte de auteur bijna tien jaar van gedegen onderzoek in vele archieven in vele verschillende landen om een immense bron van informatie te vergaren, waaronder papieren, rapporten, politieke en militaire handleidingen, administratieve bevelen, propagandafolders, radio-censuuropnames, toespraken en brieven, veldpost, notities, proces-notulen van Neurenberg, petities, talrijke militaire bevelen en tenslotte foto’s en veel meer.
Samengevat : een aanbevolen boek voor wetenschappers van de Tweede Wereldoorlog , vanwege de onbekende aard van het onderwerp en omdat het de eerste grote studie is die ernaar is uitgevoerd. Een aanrader voor de echt liefhebber van geschiedenis en dan met name de Tweede Wereldoorlog.
هل كنت لتصدق إن قلت لك أن هتلر كان يكن احتراما خاصا للإسلام، بل وإنه تمنى في بعض أحاديثه الجانبية لو وصل الفتح الإسلامي ألمانيا ودان الألمان به بدلا من المسيحية؟
وهل تعلم أن هتلر تحسر في آخر أيام حياته (وهو داخل مخبئه) أنه لم يمتن علاقة ألمانيا النازية بالمسلمين ولم يتقرب إلى العالم الإسلامي إلا متاخرا جدا؟
هذا عنوان عام مخادع لواحدة من حكايات استغلال القوى الغربية للإسلام والمسلمين لتحقيق أهدافها وخدمة مصالحها التوسعية ... وهنا بالتحديد استخدام ألمانيا النازية للإسلام في أتون الحرب العالمية الثانية كحملة علاقات عامة وبروباغاندا خصوصا مع دخول الجيوش الألمانية أراضي المسلمين شرقا وغربا، وتجنيد المسلمين جنودا وأئمة عسكريين في جيوش وفيالق القوات الألمانية، وهو استخدام واستغلال قصير الأمد لم يكتب له النجاح الواضح، لكنه مغيب تماما ويكاد يكون جديدا على أذن المستمع العربي والمسلم.
أتحدث هنا عن كتاب "النازيون والإسلام في الحرب العالمية الثانية" أو كما سماه مترجمه للعربية "في سبيل الله والفوهرر" ... الاسم الذي أراه -شخصيا- اختيارا خاطئا ودعائيا!
لا يمكن تلخيص الكتاب في سطور، فهو بحث أكاديمي مفصل، مرهق وممل لغير المتخصص في بعض فصوله، لكني أورد هذه المفارقات المذكورة في الكتاب على شكل نقاط:
- الخطاب الدعائي الذي استخدمه النازيون لتجييش المسلمين ضد قوات الحلفاء، خطاب يقترب في مفرداته من الخطاب الأصولي الإسلامي الذي قد يتحرج الكثير من إسلاميي اليوم من مجرد ترديده.
- تسابقت إذاعات القوى المتحاربة في الحرب العالمية الثانية على خطب ود مستمعيها المسلمين، حتى وصل بهم الحال إلى التسابق في بث التلاوات القرآنية لأشهر قراء تلك الحقبة. ونشطت آلة الدعاية النازية في طباعة المصاحف وتوزيعها على جنودها المسلمين، أو على الشعوب المسلمة التي احتلتها كنوع من هدايا التقارب.
- اصطدمت المنشورات والصحافة النازية في بلاد المسلمين بمعضلة استفحال الأمية بين الشعوب المسلمة، لذا لجأت للإذاعات وتدريب وتجنيد الأئمة والخطباء ... وعند بدء تدريب الأئمة والخطباء اصطدم المستشرقون الألمان (التي أوكلت لهم مهمة التثقيف الديني للأئمة) بالجهل المعرفي الديني المستفحل، خصوصا بين مسلمي شرق أوروبا، حتى بات من مهمة المستشرق الالماني تعليم الأئمة تفاصيل وأساسيات دينهم ليعلموها لاحقا لجنودهم المسلمين.
- بنى الألمان النازيون خطتهم الدعائية على افتراض التدين العميق الأصيل لدى الشعوب المسلمة، وبالتالي مخاطبة الحس الديني لديهم لتثويرهم ضد قوات الحلفاء، لكن الواقع أن تلك الشعوب كان ذات تدين "رقيق" بالمجمل، حيث كانت نخبها علمانية ملحدة، وعامتها لا تمارس الطقوس الدينية إلا في أضيق حدود، حيث كان شرب الخمر منتشرا مثلا، وكان الالتزام بالصلاة قليلا، وكانت الأفكار والروابط العرقية أقوى من الإسلامية في بعض المناطق كالبلقان وشرق أوروبا.
- تفاوتت استجابات المسلمبن للبروباجندا النازية، فكانت الاستجابة على أشدها بين المسلمين في أوروبا من قوقاز وتتر وشيشان، في حين كان العرب هم الأقل استجابة وحماسا.
- سعى قادة النازيين الألمان إلى التقرب من المسلمين وتجنيدهم في خدمة الدولة النازية، بل وتفضيلهم على باقي الشعوب المحتلة، لكن هذا السعي بقي في أجزاء كبيرة منه نظريا فحسب، فالجنود الألمان كانوا معبأين مسبقا بالاحتقار لكل شعوب وأعراق المنطقة، وبالتالي فشلت محاولات تقرب الألمان من الشعوب المسلمة فشلا ذريعا.
- وأخيرا، كشفت الأحاديث الجانبية لأدولف هتلر عن إعجابه الشخصي بعدة جوانب من الإسلام، كفكرة الجنة والنعيم الأخروي الذي يسعى لها المقاتل المسلم فتجعله أشجع وأقوى في قتاله، وعن فروض الإسلام التعبدية التي تفرض على معتنقيها نظاما يكاد يشبه التدريبات العسكرية ... ولكن هذا الإعجاب كان في جزء كبير منه نتاج بغض هتلر للمسيحية ككل (وبالأخص الكاثوليكية) وبغضه أيضا للشيوعية الإلحادية كمبدأ.
A detailed and enlightening study of the attempts that Hitler's government to recruit muslims as soldiers and allies during the second world war. These attempts ultimately failed, if judged on their own terms. While some units composed of muslim recruits were added to the Wehrmacht and the Waffen-SS, the majority of muslims remained unconvinced by the Nazi propaganda. It was, of course, scarcely credible to portray Hitler (or for that matter, Wilhelm II or Mussolini) as a protector of islam, but that didn't stop some Germans from trying to do just that. And in local cases, they did so with success.
Such successes as the Germans had were largely based on the principle that "the enemy of my enemies is my friend", as muslim recruits often had solid grievances against the government of the USSR, the British empire, or the French empire. The failures were largely due to a very simplistic and orientalist attitude towards muslims, which overlooked internal divisions and conflicts of interest of both religious and worldly nature. German academics who lent themselves to furthering the goals of the regime, did not always succeed (or even attempt) to make policy more insightful. And of course the entire effort stumbled over the ingrained racism of the nazi regime, which turned out to be hard to roll back when it was found to be a hindrance to their own interests.
It is not very appropriate to say such a thing of a bloody war, but the effort also lead to scenes that were more than a little Monty Pythonesque. It happened of course against a very serious background. Some muslim soldiers fought very bravely, some committed atrocities, some lost their lives, some lost their families. But it was also accompanied by absurd spectacles which blended religious feasts with nazi propaganda imagery, and by nazi bosses pontificating about islam in a way that was more than just theologically unorthodox. The tragic and the ridiculous hugged together in a deadly embrace, and Motadel describes everything in rigorous detail.
All the machinations of ambitious politicians, civil servants, and clerics aside, this was a part of the war that affected the fate of a large number of people, common soldiers and civilians. It is good that their story is told at last.
With 160 pages of just notes, it is clear this book is an academic work rather than meant for the general audience. The book documents how Nazi Germany tried to weaponize Islam by aligning its followers against colonial powers (for instance in North Africa, Middle East) and, later on, more specifically against Bolshevism and Jews. This was done on the one hand by propaganda behind enemy lines in order to create unrest and uprisings; on the other hand, by active participation of Muslim men in the German Wehrmacht and SS. It illustrates how Nazi Germany tried to facilitate this by installing Imams and Muftis, and by creating Muslim SS battalions that would follow Muslim rules regarding diet and observance of prayer times, fasting and holy days. It also illustrates the cynicism of German leaders such as Heinrich Himmler, who rejected Christianity because it was "too soft".
Not really a book for the general public, but a great resource for those interested in World War II in general and German recruitment strategies in particular.
لا تستطيع ان تقرر هنا إن كان المسلمين كانوا ضحية للحرب العالمية الثانية وإرادة هتلر ام كانوا ضمن المجرمين!! ولا نستطيع تقرير إن كانوا مسلمين حقا ام ضمن الجماعة ممن نطلق عليهم المسلمين .. فلضعف ارتباطهم بالعقيدة تم تعيين أئمة لهم ليعلموهم أمور دينهم اثناء الحرب لإعتقاد هتلر ان الدين الإسلامي يحض معتنقيه على الحرب بضراوة تفوق غيرهم!! الكتاب أورد نصوص ووثائق وشهادات وحقائق .. مهمة ومفيدة وربما تكون أول مرة أطّلع على مثل هذا ولكن في العموم لا أحب السرد التاريخي بهذه العملية .. هناك أسلوب آخر يتعامل مع التاريخ بفسلفة أكبر من السرد .. فلسفة الأمر وتفسيره وإبداء الرأي لمساعدة القاريء على إدراك حق��قة ماحدث وإنما الكتاب هنا والكاتب يسرد ويترك لك التخبط كما تخبط افراد فرقة الخنجر المسلمة الالمانية ما بين أعمال شديدة الإجرام قاموا بها وقواعد شرعية تتم ربما بحد الأمر لإعتقاد القيادة أنهم كلما التزموا بشرعهم كلهم ازدادت قوتهم وتعالى عنفهم وقواد ألمان يتخيرون الحط من شأنهم، حتى النهاية عندما أسرهم السوفييت وأبادوهم في معسكرات الإعتقال وفر منهم من فر إلى فلسطين للمقاومة!