الحمد لله الذي أنعم على عباده وشرع لهم مكفرات لذنوبهم ، رحمة مُهداة من لدنه ، تبارك وتعالى لم يخلقنا ليعذبنا....❤ فمن أراد النجاة والسلامة جنح عن طريق الشقاء والهلاك وألزم طريق الهداية والصلاح...، فلا تزهد في قليل من الخير تؤتيه ولا قليل من الشر تتجنبه فلا تدري لرب خير قليل ينجيك به الرحيم ، ورب شر قليل يهلكك به العدل... سبحان من جعل التوبة ، الاستغفار ، الحسنات الممحيات للسيئات ، الابتلاءات...مكفرات للذنوب والخطايا ، هذا فإن لم يمحصك أي منهم فيحصل لك روعة القبر ، شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين الصالحين بإذن من الله الكريم ، أهوال يوم القيامة ، وأما رحمة رب العالمين هى الأولى والآخرة فيعفو عن العصاة المؤمنين ويخرجهم من النار برحمته فضلاً وإحساناً من لدنه... وأخيراً أذكركم ونفسي بأن الويل لمن غلبت آحاده عشراته ، فالسيئة بمثلها والحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء ، نسأل الله السلامة والعافية...آميييين تفضلت الكاتبة الكريمة بطرح سلس ويسير من أقوال ابن تيمية وابن القيم مستندة على كتاب الله وسنة رسول الله...مشكورة لمجهودها الطيب🌷
من رحمة الله ولطفه بنا أن علمنا طريق التوبة، ورزقنا سبلًا لهذا، فإذا أدبر أحد منّا عن طريق الله، و "أوبق نفسه في المعاصي؛ فلا يعني ذلك أنّ الشقاء والهلاك قرينه، وأنّ الأبواب قد أوصدت دونه، كلا"! فالله سبحانه كما "أكرم الطائعين بخيراته العِظام... مَنّ على العاصين بمكفرات تدفع عنهم عقوبة ذنوبهم تفضُّلًا منه وإحسانًا".
ثم ذُكرت عشرة أسباب مكفّرات للذنوب، وهي: 1- التوبة النصوح 2- الاستغفار 3- الحسنات الماحيات (الممحصات والمطهرات) 4- دعاء الأخيار 5- أن يهدي له إخوانه المؤمنون من ثواب أعمالهم ما ينفعه به الله 6- المصائب والأمراض 7- ما يحصل في القبر من الفتنة والروعة والضغطة 8- شفاعة النبيّ ﷺ وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة 9- أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها 10- رحمة رب العالمين
ثم شُرحت وفُصلت هذه الأسباب، مع ذكر بعض الآيات والأحاديث عن كل منها.
قال ابن تيمية: (فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومنّ إلّا نفسه. كما قال تعالى فيما يرويه عنه رسوله ﷺ: "يا عبادي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.")
فالحمد لله الذي علمنا وحثنا ورغّبنا في التوبة، وشرع لنا مُكفّرات تُمحى بها زلاتنا.
أسأله سبحانه أن يتوب علينا، وأن يعافنا ويعف عنا، ويغفر لنا ذنوبنا كُلّها، دقَّها، وجِلَّها، وأوَّلَها وآخرَها، وعلانيتها وسِرَّها، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، ونكون من الآمنين يوم الفزع الأكبر