مجموعة من (16) قصة للكاتب السوري منذر السليمان, تلتقط مادتها من الواقع الذي يعيش مخاضاً من التحول والسّيولة , تحف به الكوابيس من جانب , وتكتنفه من جانب آخر اشواق الحرية تؤرخ القصص لتشبُّث البشر البسطاء, وتمسُّكهم بأحلامهم المشروعة, ولهذا تَنحو بعض القصص لاستخدام تقنية الحلم كمرآة للواقع . ومع المرارة التي تزخر بها اجواء القصص وسياقاتها , فإن ومضات من المسرَّات الصغيرة ومن اللقطات البهيجة والتأمُّلات المرحة تشعُّ في القصص وتعكس الروح الحية لأبطالها ولمؤلفها .
"ليس عليك أن تصدق روايتي، فأنا صاحبها بتّ أشك بكل شيء" "أو أن الجبروت طبيعة أصيلة فينا، وأن المشاعر هي ما ندعيه" "ألأننا في نومنا نكون أكثر صدقية مع أنفسنا؟ حيث لا أعذار نهبها مجانا، ولا أوهام تشوشنا" "هم لديهم بنادق ومدافع، ونحن لدينا قلوب، وشفاه، يتراشقون الرصاص ونتراشق بالقبلات" "لقد كان هناك ألف سبب، يدفعني دفعًا، للقفز نحو عالمي الملون كلما فتحت شباكي وارتطم وجهي باللون الرمادي الصدئ" "وحتى وإن نجونا، فسنموت كمدًا وقهرًا في مخيمات الذل" "كان مقدرًا لتلك البصقات، لو لم أقذفها نحو من يستحقها، أن تكون دموعًا كدموع أمي التي جاوزت الثمانين" "هل يتزوج الموتى عادة؟! ومن قال لك أن كل الذين يتزوجون أحياء" "بقيت صامدة بمكانها، دقائق هي الأطول، بين كل تلك التي عاشتها وستعيشها، قبل أن تستسلم للواقع الجديد، وتتأبط ظلي بخطوات مترددة نحو المنزل" "كلنا مساكين -قلت لهم- كلنا بارعون برسم الصور التي سنختبئ خفها، ونقدمها للآخرين على أنها نحن، سنبدو فيها أذكياء، أقوياء وبغاية الوسامة والحكمة، وفي كل مرة سيجرب أحدنا، أن يثني أي صورة من تلك الصور، كل الصور، سيجد خلفها بشرًا يستظلون بها، يستحقون أن ننظر لهم بعين الشفقة!!"