هنا شيءٌ يبدو مختلفًا عن كل ما حدث قبل في «خوَّات»، و«كعب»، و«الرميصاء»، وحتى «جابر» الذي قلتُ عنه حينها «جابر مختلف جدًّا، حقيقي جدًّا، واقعي جدًّا».
واعترفُ .. يبدو أنني لم أدرك وقتها أن «الاختلاف الحقيقي» و«الحقيقة القائمة» و«الواقعية الحية»، كل ذلك كان مخبئًا لهذه الشخصية التالية.
حُذَيفَة: تلك الحالة السامقة من الحرص والخوف والرجاء والعبودية الواثقة بموعود الله.
حُذَيفَة: تلك الصورة الشاملة من الحماية التي يُجبرك تفردها على تنصيبها على نظام قلبك وتأملها والاستفادة بما عندها، لأنها لا تتوفر بهذا الاكتمال عند غيره.
حُذَيفَة: ذلك الإنسان الحقيقي الذي سعى طوال حياته إلى تحصيل الخير والبعد عن الشر بطريقة ريادية وغير معهودة عند كثير من الناس.
حُذَيفَة: الرجل الذي جمع بين كتم الأسرار وبذل النصائح، وجمع بين العمق المعرفي والبيان الواضح، والمعرفة التامة والحركة الدائبة.
حُذَيفَة: الرجل الذي بيَّن متى يكون «العجز» أولوية، ومتى تكون «الشجاعة» مدخلًا للفجور! بكل اختصار وتكثيف:
حُذَيفَة: هذا البطل الذي وقف على كنز الوحي فشاهد التنزيل وعاين التأويل وشرب من سُنَّة النبي ﷺ وارتوى واختصه النبي ﷺ بأمور كثيرة، وأسرار، ومضى في رحلته يسعى للنجاة، ليكون رائد كل مسلمٍ يقظٍ ناصِح يسعى للخير ويخاف أن يدركه الشر.
* باحـث دكـتوراه. * ماجـستير العقيدة، كلية العلوم الإسلامية- جامعة ميديو – ماليزيا * ليسـانس اللغة العربية العلوم الإسلامية - كلية دار العلوم- جامعة القاهرة.
* المؤلفات: - نظرية الدين والتدين، الفهم والوهم - أضغاث أوهام، قراءة في أفكار عبد الجواد ياسين. - الأمة وأسرار الابتلاء -خوّات في ظلال التربية النبوية. - كعب بن مالك في ظلال التربية النبوية - الرميصاء ظلال التربية النبوية - الخلاصة في علم مصطلح الحديث - جابر بن عبد الله ظلال التربية النبوية - حذيفة بن اليمان ظلال التربية النبوية - فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنها في ظلال التربية النبوية - سعد بن معاذ في ظلال التربية النبوية - للقصة بقية .. بين آل لوط وقومه - عثمان بن مظعون في ظلال التربية النبوية - خديجة بن خويلد في ظلال التربية النبوية - أبناء لقمان، بين زمان والآن (سلسلة جديدة)
نهاية رحلة طويلة مع صحابي جليل لم يزل يدهشني ثراء شخصيته ومواقفه.
ما يميز هذا الكتاب عن سائر كتب السير التي قرأتها هو معالجته التربوية والنفسية الجميلة لكل موقف من مواقف سيدنا حذيفة ومن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم معه، يقف عند تفاصيل دقيقة ويحللها بطريقة تُعيشك في الجو النفسي للحدث وتُحببك في تأمله، ويضيء لك معاني كثيرة ربما لم تكن لتنتبه إليها لو قرأت سيرة حذيفة وآثاره وحدك.
أجمل ما تعلمته من هذا الكتاب هو أن الإسلام لا يهدف إلى تغيير شخصيتي وتنميطها أو وضعها في قالب لاستنساخ شخصية مسلمة موحدة، وإنما يقصد إلى تهذيب طباعي وإرشادي إلى استخدامها فيما يفيدني كفرد ويفيد قضيتي والآخرين، فهو دين مُربٍّ لا مُستنسِخ.
تتعجب هنا أيضًا كيف صبر سيدنا حذيفة رضي الله عنه وهو حامل أسرار الفتن من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، كيف استطاع أن يضبط نفسه وألا يبوح بشيء نهاه عن البوح به رسول الله، يسكت والعين ترى ما يحدث حوله، ثم ينطق فتجيء الكلمة أشد إيلامًا من السكوت: "لتُذبَحَنَّ ذبح الإبل"
ثم ما أبلغه وأجمله إذ يُبكِّتُه بعض المشاركين في فتنة قتل عثمان وهو على فراش الموت فيُعرِّضُ بهم ويصف موته فيقول: "عَبٌّ مسرور، وحبيبٌ جاء على فاقة، لا أفلحَ مَن نَدِم، اللهم إني لم أشارِك غادرًا في غدرتِه، فأعوذ بك اليوم من صاحبِ السوء".
رضي الله عن سيدنا حذيفة وأرضاه، وعلَّمنا من سيرته وربَّانا، وأدخلنا الجنة مع النبي وصحبه.
تُبهرني سلسلة " في ظلال التربية النبوية " بجمالها الفريد الذي يتمثل في طرح حياة الصحابة الأبرار طرحاً غير معهوداً ، تتلمس رؤى جديدة وتسلك دروباً لم تكن قد وطأتها قبلاً... نورٌ ساطعٌ يبزغ من الكلمات ، يسري بداخلك فينفتح قلبك للمعاني الخفية وتتشبع بثراء الشخصية الصحابية الجليلة وتتساءل كيف توصل الكاتب الكريم لمثل هذا التحليل من ملامح ترف على أطراف الكلمات ، كيف استطاع أن يكشف عن صِقل الشخصية ومواطن قوتها ومكامن ضعفها ، ويبقى الايمان مُتجذراً في النفس ...أصيلاً..نقياً...راسخاً لا يهتز للنوائب ولا يُنتزع بالفتن..... في كل مرة ينكشف لك ملمحاً عظيماً عن المُربي المُعلم النبي الأمي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم... أتدري أمراً...لم يقُل يوماً لأحدهم لِما فعلت ما فعلت ؟ بل يُعالج الموقف بحنو رقيق وحكمة بالغة يألف لها القلب وتُزكى النفس.... لم يُسئل عن أمراً إلا وترى رسولك الكريم يأتيك بجوامع الكلم بلا إطالة ولا جهالة ، صافية رائقة لا يشوبها كدرٌ ولا ريب... المجهود العظيم المبذول في تتبع الآثار والاستناد لآيات الذكر الحكيم والأحاديث النبوية ، الهوامش والحواشي وشروحات المعاني ..لا تفيها الكلمات حقاً.... كان لابد من هذه المقدمة قبل الإتيان على ذكر صاحبنا هنا " حذيفة بن اليمان " ...أجل صاحب سر رسول الله... ولكن هنا ستتعرف على صُحابي يقظاً حذراً ، للعلم نهِماً ، لم يتوقف عن السؤال ليصبح عالماً بماذا ؟ بالفتن ومآلاتها المريرة ، والقلوب وتقلباتها العجيبة ، والنفاق وأحواله المُتخبطة... كان يسأل عن الشر مخافة أن يُدركه مُحصناً بتقوى الله ومُستنداً على كتاب الله وسنة رسول الله... المحطات المحورية التي شهدها هذا الصحابي كانت تبوك التي حمل فيها سر رسول الله عن المنافقين ، القادسية وما يليها من الفتوحات ما بين إمارة الجيش وقيادة الحرب ، ورصد الفتن في عهد الخلفاء الأربعة ويحذر منها ومن عواقبها الوخيمة... يخطب في المسلمين بأن الدنيا قد أذنت بالفراق واليوم المضمار وغداً السباق والسابق من سبق إلى الجنة... هنا ألا ترى رافداً قد تفرع من أصل الكلم النبوي...وماذا يُنتظر ممن تربى في ظلال التربية النبوية... حذر من الإنحراف عن طريق الإسلام بضرب أمثلة بالرغم من قسوتها إلا إنها صورت حقيقة الفتنة أيما صورة.... وتتحقق صدق علامات النبوة ما قد ذكره رسول الله عن الفتن وأصحابها وها هو زماننا يشهد أمواجها الهائجة تقتلع الإيمان في طريقها بلا هوادة ، نسأل الله السلامة وأن يقبضنا إليه غير مفتونين ولا مُضلين.... رحلة بالرغم من إنها كانت طويلة ومُرهقة إلا إن كل خطوة فيها تبعث إيماناً ويقينا....❤
قرأت كتاب (رجال حول الرسول) لخالد محمد خالد منذ سنين عديدة، أعتقد أنهم كانوا ستين رجلا من الصحابة تحدث عنهم خالد محمد خالد حديثا رائعا حقا، من بين الرجال الستين تأثرت جدا بمصعب بن عمير والبراء بن مالك وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم جميعا، لقد رأيت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه دوما مختلفا، ودوما كان يشغل بالي ويبهرني موقفه في غزوة الأحزاب وسؤاله عن الشر واختصاصه بسر رسول الله ﷺ ومعرفته بالمنافقين، وحين لمحت اسم حذيفة بن اليمان في هذه السلسلة المباركة سارعت للمشاركة وأنا أتلهف لمعرفة ما سيكتبه أستاذ محمد حشمت عنه وكيف سيتناول سيرته، ولم يخيب ظني، فقد عشت أياما وليالي عامرة بالصدق والوضوح والشجاعة مع سيرة حذيفة بن اليمان، الرجل الذي كان يسأل عن الشر مخافة أن يدركه.
أكثر ما أدهشني في الكتاب تحليل المؤلف الدقيق لجوانب شخصية حذيفة بن اليمان وتحديد مكامن القوة والضعف المحتملة فيها وكيف عملت التربية النبوية على تأكيد نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف وكيف أبرزت مواهب وطاقات حذيفة بن اليمان الكامنة بفضل تزكية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقدرته على وضع كل منهم في المكان الذي يناسبه حتى ولو لم يعرف هو أنه يناسبه، لقد تابعت بدهشة كيف تحول حذيفة بن اليمان رويدا رويدا من رجل يهوى حياة الظل ويفضل الانزواء بعيدا إلى رجل محور اهتمامه كيفية مواجهة الفتن والنجاة منها ولو كنا في قلبها
لقد كان تحولا مذهلا وبفضل السرد الشيق والمتقن للمؤلف تمكنت من تبين خطواته خطوة خطوة داخل نفس حذيفة رضي الله عنه أولا وفي مواقفه وفي طبيعة المهام الموكلة إليه
لا أعرف كيف يمكن أن أقول أنني كثيرا ما كنت أشعر بأفكار حذيفة بن اليمان واختياراته كأنها لي، وكيف كنت أشعر بحزن شديد وأنا أراه يحمل كل هذه الأهوال وحده ثابتا صابرا قويا
إن أهمية قصة حذيفة بن اليمان تكمن في أنها متماسة تماما مع واقعنا المعاصر الذي يموج بالفتن، إننا أولى الناس بتتبع قصته والوقوف على طبيعة الفتن التي عاش حذيفة حياته يسأل عنها لينجو منها، هذه الفتن التي بدأت في أواخر حياته وامتدت حتى كادت تبلغ ذروتها في عصرنا الحالي، لذلك كله كان لحذيفة بن اليمان شأن عجيب معي.
لا أبالغ إذا قلت أنني في كثير من صفحات الكتاب كنت أود لو وضعت علامة على أقوال حذيفة بن اليمان شديدة الفصاحة والوضوح والتأثير، كانت عيناي تدمعان أحيانا وأنا أقرأ أحاديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع إخوانه من الصحابة ومع عامة المسلمين وتعليق المؤلف وتحليله لكل ذلك
وددت لو أن كلا منا قرأ هذا الكتاب وتعلم منه كيف يصنع الرجال الذين يعرفون كيف يتعاملون مع الفتن وكيف يوازنون بين الشجاعة في مواجهتها وبين اختيار العجز أحيانا للنجاة منها، وددت لو تعلمنا كيف تكتشف معادن الرجال وتصقل ويستخلص منها الكنوز العظيمة والجواهر النادرة إنها التربية النبوية السامقة التي أخرجت للعالم هؤلاء الصحابة والصحابيات النبلاء الفضلاء الذين لا يبلغ أحد ما بلغوا من علم ويقين ونزاهة وقوة
رحم الله حذيفة بن اليمان ورضي عنه وعن صحابة رسول الله ﷺ أجمعين وجزى عنا المؤلف كل خير ونفعنا بما تعلمنا ونفع بنا آمين
انا لا أقيم وبكل تأكيد شخصية الصحابي الجليل العظيم حذيفة بن البمان رضي الله عنه ، ومن انا حتى اقيمه ! تقيمي للكاتب الذي ابدع واتقن بإيصال هذه الشخصية للقلوب والعقول ، محمد حشمت استطاع بكلماته وباسلوبه وطريقته ان يسهل علينا نحن فهم عمق هذه الشخصية العظيمة ، تشعر وانت تقرأ بأنك تقرأ الواقع ، لتفهم الحاضر ، لا لمجرد ان تتسلى .. الجيل الاول لم يكن مجرد جيل عظيم ادى امانته وغادر ، بل الله اختارهم بعناية واصطفاهم حتى يكونوا قدوات لنا ، نتأسى بهم ، وهذا ما فعله محمد حشمت بأنه قرب لنا هذه الشخصية لواقعنا حتى نستطيع قراءتها على واقعنا ..
يندرج الكتاب ضمن سلسلة ظلال التربية النبوية للدكتور محمد حشمت و التي يبدع فيها الكاتب في تقصى نماذج الصحابة، فيحلل و يستنطق النصوص و يصوغ الأفكار و يستقي الفوائد الكتاب جميل جدا، أعجبني أكثر من سابقه أماط الكاتب فيه اللثام عن شخصية لم أكن أعرف عنها الكثير شخصية فريدة من نوعها تعامل معه الكاتب بشكل فريد ماذا عساني أقول، تعلمت الكثير من هذا الكتاب لكن أكثر ما شدني هو أن التغيير ليس هو الحل دائما ليس بمجرد أن هناك شيئا ما غير مناسب تجدنا نهرع إلى التغيير بل لعل الحل فقط التوجيه الحسن و التنظيم الجيد أنصح بالكتاب و بالسلسلة ككل هذا رابط قناة ظلال التربية النبوية إنضموا و حاولوا ألا تفرطوا أيا من مساقاتهم
حذيفة بن اليمان كنت متشوقة جداً لمعرفة لماذا اختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليذهب للأحزاب يعرف خبرهم وكنت أنتظر الرسالة من كتابة الدكتور محمد حشمت حفظه الله ورعاه يارب لأفهمه. ف حذيفة ليس كجابر ولا كعب ولا خوات، حذيفة الصحابي ا��ذي قُتل أبوه أمام عينيه وعلي أيدي المسلمين ولم يقل إلا غفر الله لكم فقط. حذيفة الصحابي الذي كان يفضل الابتعاد عن مواطن الفتن للحفاظ علي نفسه ولكن يكتشف أنه ابتعد عن النبي صلى الله عليه وسلم لتنبهه أمه لذلك ويذهب في الحال للنبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه الاستغفار له ولأمه. حذيفة الذي لم يمل من إلقاء الأسئلة علي النبي صلى الله عليه وسلم فكان سؤاله عن الشر ليتجنبه لا عن الخير،حتي يجيبه النبي صلى الله عليه وسلم عليك بكتاب الله_ فكان كذلك_. صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يفشي به طيلة حياته إلا لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. حذيفة ذلك المسئول المتواضع خفيف الظل أراد أن يعلم الناس بالأسلوب العملي فدخل عليهم راكبا علي حماره حاملا رغيف خبز يأكله لا يأبه له الناس. حذيفة الصحابي الذي عاش الفتنة وحيداً بعد وفاة كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلِّم الناس ما تعلمه عن مربيه النبي صلى الله عليه وسلم. مهما تكلمت لا أوفيه حقه فأسلوب المؤلف كالعادة سهل ويسير يجعلك تدخل إلى أعماق الشخصية تعيش الأحداث كأنك جزء منها تفهمها وتتعلم منها، لا تستطيع ترك الكتاب قبل إنهائه. جزاه الله خيرا الدكتور محمد حشمت ووفقه الله تعالي وأجري على قلمه ما ينفع به المسلمين والمسلمات وتقبل الله منه عمله يارب
لكلٍ منا قائمة بأسماء الشخصيات التي يتمنى ملاقاتها أو حتى مجالستها وتبادل أطراف الحديث معها.. ولي قائمة تطول مع الصحابة الكرام.. ولكن هناك أسماء محددة أتمنى بشدة أن آخذ من وصاياهم وأستمع لحديثهم، أشعر -بل متيقنة- أنهم سيختصرون علي الكثير والكثير مما لم أدركه بعد وحذيفة رضي الله عنه أحدهم رجلٌ بألف رجل، بصدقه حظي بمكانٍ قريب وخاص من النبي ﷺ ليكون "أمين سره"! أي صدق إيمان سكن صدره لينال هذا المنصب.. ويدرك حذيفة أنه تكليف وقد كان أهلًا له ولهذا الشرف
يتردد لقبه في كل مسابقةٍ دينية (من هو أمين سر رسول الله ﷺ؟) ليكون الجواب: حذيفة، ولا أحد سواه وكعادة الدكتور في مؤلفاته من سلسلة ظلال السيرة، يُسلط الضوء على أحد شخصيات العهد النبوي ليرينا جوانب حياته ليس بسردها كما تسردها كتب التاريخ والسير بل بتحليلها واستخراج الدروس منها ليتعلم الجيل ويعرف كيف تمكن أولئك من بلوغ تلك المنازل في الدنيا والدرجات العالية في الجنة بإذن الله
ونسأل الله كما جعل في قلوبنا محبتهم أن يكرمنا برؤيتهم في جنة الخلد
كلما استغرقت بالتفاعل مع حلقة جديدة من حلقات السلسلة التربوية في الظلال الوارفة للمدرسة النبوية، أيقنت أن تلك الحداثة التي ننشدها في وسائل تربية الأجيال المسلمة المعاصرة، لا تكن بالاتجاه للناحية الغربية من العالم، بقدر ما هي بالعودة الزمنية إلى تلك الحُقب الأولية، التي أخرجت لنا خير النفوس وأصفها، وأبرها وأتقاها، بصحبة النفس الأكمل، وتوجيه المعلم الأنبل، محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
ومعرفة المسلم بأصل نوعه وطبيعته، وفقهه بمقصد خلقه، وواحدية رسالته الثابتة مع اختلاف العصور، يُيسر عليه اختيار الوسيلة، وانتهاج الطريقة. وإننا حين نسلم ببشرية النماذج الإنسانية السالفة في ذاك العهد، ونُقر بالأفضيلة المطلقة لها على سائر القرون التالية، فالتالية إلى آخر الزمن، ثم نتحرى على إثر ذلك المقاصد الربانية، الإعمارية، المشتركة بينهم وبيننا من التأديب، والتقويم، والتدريب النفسي والسلوكي للمسلم، وما أثمرته عليهم تلك التنشأة، نجد أن أقصى ما يمكن للمرء تخيّله وتمنيه لنفسه وأهله، أن يكون على قدر من الفهم والسوية، والخُلق، والتربية، لهذا الجيل، الذي صنع بنفسه، وخط بدمه وعمله، أعظم وأجل ما يمكن لإنسانٍ أن يقدمه لهذا الدين.
وعليه فإن كان قد عمنا تصنيفٌ نوعيٌ واحد"البشرية"، وخصنا دون الخلق أن جمعنا الله على ملة واحدة، ومقصدٍ رساليٍ أوحد، فأي قدوة لنا أصلح، وأي وسائل التهذيب بعدها أنفع وأنجع..
حذيفة...
فتى مكة العبسي المدني، ذاك الذي ربما لا يخفى اسمه أو لقبه على أية مسلم، تقول حذيفة، فيجيب ألفُ صوت، ويلّهج ألفُ لسان "هو هو صاحب السر"..
مجددًا في تلك الحلقة التربوية الخامسة يضعنا الكاتب ببراعته، أمام تجربة فريدة من التربية الإسلامية المكتملة، الواعية، المُلِمة بأحوال النفوس، وطبائع البشر، وخصائص الأفراد، وتباين الأنسام والأفهام. مرة أخرى في كنف النبي الإنسان، وصُحبة النفس المحمدية، الحكيمة الحانية، نقف على تُحفة خاصة للتربية الفردية، من سيد الزمان، لسيدٍ لبيبٍ مقدام، وصاحب الأسرار، "حذيفة بن اليمان"..
بذكره لمدارج التربية النبوية وتنوعها بين، عامٍ، وخاص، وجماعيٍ، وفردي، يعرض لنا الكاتب رائعة من روائع الذكاء المحمدي في اختيار الطريق الأنسب لتربية كل شخص حسب ما يتوافق مع طبيعة صفاته، وأصل معدنه، وحتى فروقه الفردية، مزاياه الشخصية، وهكذا بنظرة ثاقبة، ولب حصيف، وبعد مدة من الاختبار والسلق، كان اصطفاء حذيفة لذاك النوع الخاص من التربية، التي أعدته لتلك المهمة الصعبة، وأوقفته على صمامٍ مهم من أصمة الأمان لتلك الأمة اليافعة، فكان بها أجدر الناس-رضي الله عنه-.
تبدأ مع حذيفة باكرًا رحلة الامتحان والإعداد، فمع أُحد أول مشاهده -بعد تخلفه عن بدر، لوعدٍ قطعه وأبوه للمشركين-، تأخذه بين شِقيها رحى الاختبار، فتنال أمام عينيه سيوف المسلمين خطأً من دم أبيه الشيخ، فنراه كيف يتعامل بثباتٍ رهيب، مع هول الموقف وبوادر الصدمة!، فيعذر ويصفح، في مشهدٍ ربما لا يمكن لأحدنا مهما بلغ من الإيمان والثبات تصوره!، إلا أن تكون نفسه تلك قد بلغت من الإيمان موضعًا لم يبق له معها شيء لنفسه!
ثم تأتي حادثة الإفك، لتعصف الفتنة بقلوب أُناسٍ حتى من خاصة المؤمنين، فنراه يلوذ بالصمت، ويعكف على نفسه، مبعدًا إياها عن خوض لُججها، وتحريك اللسان بها، وهنا تأتي السيدة الأم العاقلة "الرباب"، تشد على قلبه، وترده إلى عهده، فيعود إلى ملازمة النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلب العفو، والتماس الصفح، وتزيد بالنفس صحوة وطلب بشيءٌ من اليقظة، والفطنة، إلى الوقوف على أسباب الخلل، ودوافع الفتن، وأحوال النفاق وأهله، وسُبل الوقاية، ومسالك النجاة، وهنا نرى بجميل صُنعه، وسوي عقله وفهمه، كيف يقدم نموذجًا حيًا لعقلية المسلم الرسالي الهمام المتقد، ويفتح أمام قلبه طاقةً لتحري الحق وحفظه والعمل له وفي سبيله!، والأخذ بكل سببٍ يحفظ على المؤمن إيمانه!
ثم يَحن لحذيفة اختبار جديد، تتحلق الأحزاب حول المدينة، ويتخندق الأصحاب داخلها، يلفح البرد أجسادهم، ويقرض الجوع أمعاءهم، ويأكل الخوف قلوبهم، ويغشى الظلام أبصارهم، حتى يخشى أشدهم إيمانًا مع كل الضمانات النبوية بالعودة والجنة، أن يدخل إلى القوم فيتحسس أخبارهم، ومع تلك الحالة من الصمت عن إجابة النبي إلى طلبه، يختار هو حذيفة، فيقوم مذعنًا للأمر، ومعترفًا بما اشتمله من خوفٍ وبرد، كابحًا عن قتل أبي سفيان نفسه امتثالًا لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، متعاملًا بدهاء واضح مع استشعار العدو وجوده. وهنا تبرز منه البشرية الجِبلّية، لتبرهن لنا أن الإيمان لا ينزع من المرء فطرته، ولا يبدله خلقًا أخر، بل ربما يدفع المسلم أحيانًا إلى تجاوز معانيه الداخلية، طاعةً وتسليمٍ، ورغبة، ورهبة، لأمر الوحي، وقول النبي، كما لا يُجرِّم اعتراف المرء بضعفه وخوفه،أويُقبّح منه هذا في موضعه..
تمر الأيام حاملة معها بيعة الرضوان، ومن بعدها الفتح، مُردفًا قلقة الروم، وغزو تبوك، ويحاول رؤوس النفاق تدبير حيلة خبيثة لقتل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيسلك لحكمته من دون الناس طريق العقبة، مصطحبًا ذاكم الأخوين عمار وحذيفة، يسوقان دابته، حتى إذا منه دنى، دواني القوم، وأذناب الشر، وجه إليهم حذيفة، فأرعبهم به الله، وخذلهم، ورد كيدهم.
وهنا يضيف الكاتب لمحة جميلة عن أثر التربية في ترشيد وإصلاح طريقة حذيفة بين الموقفين"الخندق، والعقبة"، وثمرة ذلك الإصلاح في زيادة القرب النبوي الحذيفي الذي بان واضحًا في تخصيصه النبيُ بحمل السر في تلك المناسبة.
لمسيرة تسع سنوات من الإعداد، ومئة وثلاثٍ وستين صفحة، تسير مع الكتاب مترقبًا تلك اللحظة التي سيكشف بها النبي -صلى الله وسلم-، لحذيفة عن السر، وحتى نصل نحن لذاك السر الذي به قد حاز حذيفة السر، ونال الكرامة. فنجد أن خصه باللقب وسببه، لم يكن بهدف التزكية المجردة، أو التكريم بذاك الوسم فقط، بل كان حاصلًا لمجموعة من المناقب البهية الفريدة، وثمرة لإعداد تربوي نبوي، ومسؤولية ثقيلة، لم يكن ليُختار لها لولا تميزه بتلك الصفات، وتفرّده بتلك الشخصية.
ولعلمه -صلى الله عليه وسلم- بجدارة حذيفة بالذات لحمل السر، وأثره بذلك، وأثر ذلك به، فإن سرًا كهذا لم يكن مجرد افضاءٍ بالقول كما يتوهم بالبعض، ولكن ضرورة حتمية بحق الأمة، وحق المستقبل الحذيفي، ونجد تفصيلًا وافيًا بهيًا لتلك الأسباب، أورده الكاتب وأفرد له موضعًا كافيًا شافيًا، لم يترك به ثغرة، ولا خلّى تساؤلًا.
لن أكون مبالغة حين أقول أن حديث الكاتب عن حالة حذيفة عند وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم- كان قد أبكاني فعلًا، وكأن تلك الدموع التي أخطأت مسارها على خد حذيفة إلى قلبه، قد طال سيرها فأصاب قلبي. موجة الحزن تلك على حزنها، جاء التعبير عنها بطريقة مدهشة، أن يضعك الكاتب في تلك الحالة الوجدانية، بهذه الدرجة من الحميمية والصدق، كان بديعًا جدًا. وللحق لم تكن المرة الوحيدة، فسيجعلك ببراعة تعيش تلك التجربة ثانية مع موت عمر بالأخص، فوصف الكاتب لمشاعر حذيفة عند موت عمر بن الخطاب، ومحاولة التثوب بنفسيته، والتباس حزنة، شعرت معه كأن عمر مات اللحظة، وحذيفة يبكيه الآن، والكاتب، وأنا، للتوه ربما كُسر باب الفتن، حتى أنني أشفقت على عثمان من قادم عهده، وبعدها..
يظهر أن مرحلة خلافة الصديق قد مرت هادئة بحياة حذيفة كما أكد الكاتب، ثم تأتي مرحلة قفل الباب وحارسه عمر، ليعود من جديدٍ للواجه، ربما لأن عمر كان مدركًا جدًا لأهمية تلك الأسرار التي يحملها حذيفة بصدره، وعلاقته المباشرة بنهاية خلافته وما بعدها، علاوة على خوفه الشديد من كونه أحد أولئك النفر المنافقة التي أخبر عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهنا ومع تكرار عمر سؤال حذيفة عن واقع حاله من أهل النفاق، نلمح عظيم الا��تفادة التي حظي بها حذيفة من طريقة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم معه عند معاودته السؤال عن الفتن، وصبر النبي عليه في كل مرة، وإجابته، كما هو فعل هو مع عمر.
في سنوات خلافة عمر، نتعرض لجزءٍ من حياة حذيفة كجندٍ، ومجاهد، وقائد، في تكامل وتوازن واضح بين السمات الشخصية، والقوة البدنية، والواجبات العبادية، والوقتية كالجهاد، الذي استغرق به حذيفة العالم، العابد، الليّن، ردحًا من زمان حياته، على حدود فارس بالأخص، ومشاركته في أمر الجيوش والإشراف عليها، إلى اختياره مع سلمان موضع الكوفة كمكانٍ لمعيشة الجند، ومن ثُم استعماله على خراج ما سقته دجلة، وغيرها من الأعمال، لا يقطعه ذلك عن إعداد بدنه وتدريبه وتقويته، وقد جمعته في كل أعماله وأحواله، الدعوة إلى الله وتحذير الناس من الفتن في كل مكانٍ حل به، أو ارتحل عنه، وقد غلبت عليه سمة التأثر بالمنهج النبوي في التربية وتَشَرُّبه، حتى كأنه صار جزء من التكوين الذاتي للشخصية الرسالية في ذاك العصر، فنراه في كل وقت قد تجاوز فكرة النجاة الفردية وصون الإيمان الفردي، إلى فكرة الحرص على نجاة المجتمع ككل، وفي كل بقعة منه..
يحسن بنا أن نشير أيضًا إلى موقفه التعبّدُي الجليل خلال رحلته الجهادية، وتحديدًا أثناء غزو بلنجر كما وضح الكاتب، وخروج حذيفة إليها مع الجيش، مع علمه المسبق بنتيجة هذا الغزو عن طريق الإخبار النبوي، وكيف حقق حذيفة من خلال ذاك الخروج فكرة العبودية المطلقة، والأخذ بالأسباب والعمل، في موقف يحتاج إلى تأمل طويل بتلك الروح الإيمانية الخالصة والصافية الصادقة، والملهمة، ومع النظر إلى موقف مشابه للنبي في غزوة أحد، يزداد العجب من فلسفة النبي التربوية التي استطاعت أن تمرر بلا تعقيد ولا تهويل عقيدة التعبد لله، حتى صارت مكونًا أساسيًا لحذيفة وغيره من الصحب!
مع انكسار الباب، وانبلاج عهد الفتن، يأخذ حذيفة دوره المُعد له، والمستعد كداعيةٍ ناصحٍ محذر، يقف على ثغره بثبات، ويسده بفاعلية وجدارة، ومنهجية كان قد أخذها عن المربي الأول-صلى الله عليه وسلم-، تظهر حتى في موقف حذيفة مع عامر بن مطر في دعوته للتمسك بالقرآن..
ثم نجده لا يترك مناسبة إلا بيّن للناس من علمه وأسرار بقدر ما تقضي المناسبة، وتنسد به الحاجة، وندرك مع كم هذه المعرفة، والعلم، أن سر أسماء المنافقين الذين حاولوا قتل النبي، لم تكن سوا حلقة واحدة في سلسة الأسرار الحذيفية المصونة بالحفظ، والمحكمة بالفهم، التي لا يزال يبذل منه ترغيبًا وترهيبًا، وتحذيرًا للناس من الفتن، تارة بالحث على الاستمساك بالكتاب، وأخرى بالإرشاد والحض على الانحياش عن الخوض فيه، والانكفاف عنها، بالرغم مما بذلك من صعوبة قد ترمي فاعلها بالعجز، لشدته على النفس مع تزينها، والتأكيد على ذلك، وتشديد القول على بعض من قال بقبح العجز في موطن إظهار الأهبة والقوة، مبينًا أن الأمر ها هنا ليس مجالًا لاستعراض القوات، ولا تسابق الفتوات، وإنما أمر حفاظٍ وصون للدين، ولو على حساب الصيت، وشأن السمعة..
كان من الصالح جدًا وحسن الاجتهاد من الكاتب، بيان الفرق بين فتنة الارتداد في عهد الصديق والفتن الأخرى التي أطلت على الأمة بإنهاء العهد العُمَري، حتى لا يتذرع صاحب العجز الأصيل، والحُمق الذليل، بتوجيه حذيفة بالصمت في مرحلة مخصوصة، عن قول الحق واتباعه بكل سبيل، وقد حصل ذلك هنا بالتفريق بين العجز كذرعية، والتعاجز للانكفاف والانحياش عن الفتن.
حقيقة كان أكثر ما شد على قلبي من شدائد الكتاب عَشران الصفحات الأخيرة، شعرت أنني أود بسرعة أن أُمررها خوفًا من موجة الحزن الرهيبة التي اجتاحت الموقف حين أخبر حذيفة عثمان بوقوع قتله في تلك الفتنة الهوجاء، وقد وصفها والله كاتبنا لكأنه ثالث ثلاثة في تلك الجلسة يرتدي قلب هذا، ويتدثر قلب ذاك، فما تملك إلا أن تبكي لحال الصاحبين حزنًا عليهما وشفقة، وإنني ببُعيد قتل عثمان، كأنني إلى جوار حذيفة بهجير البيداء، تحرق قلبي من حرقةٍ وألمٍ شمسُها، إلى أن أدرك حذيفة الأجل وخلّانا بلا ثانٍ منه إلى عاتيات الفتن.
وأخيرًا..
لم أر علمًا أعبأ على قلب صاحبه من علم حذيفة، ولم أر وفاءً لعلمٍ معلوم، أو سرٍ مكنون، خير من وفاء حذيفة، لقد كان تطبقًا عمليًا لصورةٍ هي أجمل ما قد تصل إليه نفس أدمية من اللين، والقوة، والعلم، والجهاد، والدعوة ، فالسلام على روحه الطاهرة -رضي الله عنه-.
أما عن طريقة الكاتب في معالجة عرضه لتلك الأحداث، نجده قد تميز كعادته، بقراءة النوازل والمواقف وصياغتها بطريقة جديدة بديعة، بارعًا في استنباط النفحات الإيمانية، والهبات التربوية، مازجًا بين الحس الصادق الذي يأخذ بقلبك إلى ساحة الزمن والحدث بكل تفاصيلهما بلا كلفة، ويمنح برَوِيةٍ عقلك قسطًا أوفى من الوعي والفهم بلا كثير تعبٍ أومشقة، فتنتقل بسلاسة ويسر مع كل حادثة أو تجربة حذيفية، كأنها لك تخصك وحدك، تنطبق عليك، تخاطبك، وتساق لأجلك!
مع كل فقرة سنقف مع ميزة جديدة أتحف بها الكاتب هذه الرسالة، ويبدو هذا جليًا مثلًا في صفة مميزة تليق برسالة كتلك، وهي الموضوعية، تلك التي نفتقدها في الكتابات الخاصة بالسِير والتأريخ الإسلامي عمومًا وفي دراسة تلك الحقبة خصوصًا، ونرى ذلك واضحًا في عدة مواقف منها، حديثة عن نفسية حذيفة حين كلفه النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمهمة الاستطلاع يوم خيبر، فتحدث عنها كنفسية بشرية قابلة لما يعرض للنفوس من عوارض خوف، وبرد، وجوع، وغيرها، وليس كائن علويًا خارقًا كما يصور البعض في كتاباته.
وأيضًا الاعتراف بفضل حذيفة في طرح فكرة جمع القرآن الثانية، مع عدم عزو اكتشاف الخطر له وحده..
وهذا يجعل فكرة الاقتداء قابلة للتنفيذ الواقعي، مع التساوي في أصل النوع الإنساني، بعدين عن التضخم المبالغ فيه والمُحبط أحيانا كثيرة.
ذكر الكاتب للآثار والشروحات، والتوفيق بين الأحداث، جاء غاية في السداد، فلم يترك فجوة، ولا محل سؤال إلا وكانت له معه وقفة وإجابة، كما أنه وعلى طول الحلقات الخمس، ومن خلال كل شخصية استطاع الكاتب أن يسلط الضوء على جانب من جوانب المجتمع، ومجموعة من الأحداث، وخاصة مع التباين العمري للشخصيات، وكأنه يقدم صورة لكل فئة من فئات الصحابة تتعامل، وتتعايش وتتربى بعناية فائقة في العهد الرسالي الأول، فأكمل صورته للتربية النبوية بطريقة رائعة، جزاه الله خيرًا
أخذنا الكتاب في رحلة مع شخصية الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، من إسلامه قبل غزوة بدر، إلى وفاته مع تولي علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخلافة. فنرى ما شهده في الغزوات، وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والتربية النبوية التي حظي بها، وما كان منه من تطبيق ما تعلمه ومن مواجهة الفتن في خلافة أبي بكرٍ وعمر عثمان رضي الله عنهم. وهي رحلة تزخر بالاتزانِ، والمسئولية، والتعلم والسؤال، والعمل بالعلم خاصةً في امتدادها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وقد تناول المؤلف [د.محمد حشمت] المواقف الواردة في الأحاديث والآثار عن حذيفة -رضي الله عنه- بتحليلٍ مفصَّل جدًا ونافع جدًا وأسلوب جميلٍ ومؤثر.
تنتهي من الكتاب، و لا ينتهي منك. حذيفة.. الإنزواء عن الفتنة حذيفة.. "دفع المفسدة، أولى من جلب المصلحة." حذيفة.. التعلق الحقيقي بالعبودية. " و لو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك." إن أردت دليلك في مواجهة الفتن -و نحن في عصر الفتن- فعليك بحذيفة. رحلة طويلة قضيتها على حد سواء مع سيدنا حذيفة و مع هذا الكتاب الذي كان رفيقًا لي لأيام طويلة، طويلة جدًا. جهادهم "حتى يصل إلينا هذا الدين غضًا طريًا." مراحل حياته المختلفة حتى موته، هل من المعقول أني تفاجأت من موته، أنا فقط تألمت، تألمت جدًا جدًا. و لكن عذاؤنا أنه كان ينتظره "عَبٌ مسرور." الكتاب كان كتابًا تربويًا من الدرجة الأولى تعلمت معنى التربية في ظلال التربية النبوية كما يجب أن يكون. رضي الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم و عن صحابته أجمعين. آمين. ثاني قراءات القاراثون.
امتاز الكتاب بعرض سيرة حياة الصحابي حُذيفة بن اليمان كما لم نعرفه من قبل، باستقراء الأحدايث والمواقف التي جاءت تصفه، استفرد الكتاب بأسلوب التربية النبوية لحذيفة بن اليمان الشاب وكيف كان الغرس هذا وأثره حتى شاب، رائع جداً في استخلاص الدروس التربوية، عشت مع شخصية حذيفة بن اليمان وكأني أراه وأعرفه منذ زمن، وأبكاني مشهد موته بعد أن عايشته بين صفحات الكتاب
جزى الله القائم على هذا العمل كم علّمنا وألهمنا وأدعو الله له بالسداد والتوفيق في مزيد من الأعمال
في زمنٍ يضجُّ بكل ألوان الفتن، تحتاجُ الى مرجعيةٍ متزنةٍ تربّت في ظلٍّ نبويٍ وارف، حقيقية واقعية حيةٍ في ذات الوقت، لتسير على نهجها مُتأسْياً محاولاً تتبع الخطى بثبات.. ستجد بُغيتك قريبة المنال ممتعةً، عميقةً، مشوقةً في هذا الكتاب.. الذي لا يختلفُ في روعة العرض وجميل السرد عن اخوانه الذين سبقوه.. بل هو اعمق بتفوق. حذيفةُ.. الباحثُ عن النجاة، الحذِرُ بإقدام،الوَجِلُ بشجاعة،الإمام المُخبتُ المُشفق.. حاملُ الاسرار ببصيرةٍ مستشرفةٍ للاحداث القادمة، يعلمك في مواقفه كيف تجعل علمك طريقاً ممهداً سلساً إلى العمل. حذيفةُ.. المكيُ المدنيُ الجميل.. جمع بين الفضلين بمنة من الله، صادق العهد والوعد، كما تعلم من ابيه المعلم الناصح، الذي ذاق مرارة فقده في مرحلةٍ مبكرةٍ بصورة اشبه ما تكون الى المستحيلة تصوراً( فعلا) لكنه حذيفة.. استطاع باتزانه وثبات اركانه ان ينظر الى الحدث بروحه لا بقلبه فلم يزد على ان قال : (غفر الله لي ولكم)!!! لا أملك الا ان اتأمل اصطفاء النبي صلى الله عليه وسلم لشخصه ودعوته المطمئنة له لمهمته العظيمة وخوضه لكل ذلك السحر السماوي النبوي العذب( ان صح التعبير) الذي ببركته تتحول المخوفات الى ظلالٍ آمنة.. فينعم الصحابي الجليل في تلك الساعات بحفظٍ وصحبةٍ لم يعاينها غيره رضي الله عنه وارضاه.
رضي الله عن الشغوف المحب المُقبل الذي قال عند وفاته << هذه آخر ساعةٍ من الدنيا اللهم انك تعلمُ أني أحبُّك فبارك لي في لٍقائِك.>>
جزى الله صاحب القلم الراقي خير الجزاء ونفع به قلوب العباد، مرشِداً بحرفه مربياً بنُصحه لكل ما فيه خيرٌ واستقامةٌ ورشاد..
يكاد يكون أجمل كتب السلسة .. أحب حذيفة وأحب الصحابة أحببت سيرته كثيرا وأحببت ذلك الكتاب فلم يسرد قصة سيدنا حذيفة فقط بل تطرق إلى الكثير والكثير في السيرة النبوية رغم كبر حجم الكتاب إلا أنك تظل متأثرا بالأحداث وتود لو تمر الأيام حتى تعيد قراءته سريعا .. فيه من التزكية ما يجعل عينيك تدمع قليلا من دون أن تدري وفيه كثيرا من الحب الصادق والإخاء بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
جلسة حول مائدة صحابي أخر قد انتهت،، انتهت لتزيد الأمل وتُقرّب المسافة وتوقظ ما نام أو اندثر من منا لم يتعب من الأحداث التي تمر به وبالأمة والمجتمع من حوله؟ من منا لم يخاف ويرتعب من أن يقع في فتنة مما تدور أو ستدور؟ من منا لم يشعر بأنه منهك كثيرًا وطاقته على وشك أن تنفد؟ لكن مهلاً.. من رحمات الله بنا أن جعلنا في الحياة نأنس ويُؤنس بنا.. نرى من مر بظروف مُشابهة فنطمأن ونسكن..! 🌸 نُعايش سيرة رجل كان منطويًا على نفسه.. لا يُشارك كثيرًا.. يخاف أن يقع في الفتن ويُفكر قبل أن يتكلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يُعلمنا أنه مهما عصفت بك الرياح فلديك غصن ثابت يجب أن تتمسك به يُعلمنا أنه مهما حملت من أعباء وأسرار لا يعرفها إلا أنت أو الرهط القليل فأنت مبتسم وجسور وتتعامل مع ما يتطلبه الموقف وأنت فوق كل هذا مستعين بالله يُعلمنا حذيفة أننا لا نُصنع ونُصقل فجأة..تمر بنا المواقف تلو المواقف فنُسكب في قوالب تناسبنا تمامًا وتصنع منا ما هو أجمل ،يُعلمنا أن نَعُضَّ على ديننا ومبادئنا بالنواجذ..أن نتوسط فنعرف قدر ما بين أيدينا دون إفراط أو تفريط أنَّ عاداتك السيئة وأخطاؤك لا تمّل من محاولة إصلاحها وأن تكون صادقًا مع نفسك في الاعتراف بها والرغبة الحقيقية في التخلص منها حذيفة صاحب سر رسول الله،، الذي عِلمَ ما ستمر به الأمر من فتن وُمدلهمات وبقي محتفظًا بها في صدره أعوام وأعوام ومع ذلك لم تقتل فيه روح الأمل ولا التوقف عن العمل! تخيل أنك تعلم علمًا يقينيًا بأن الجدار الذي أمامك سينقض بعد أيام ومع ذلك تفعل ما يُطلب منك بتوازن ونفسية تعرف كيف تبتسم من قلبها، حذرة تخاف أن تقع في الفتن وبنفس الوقت تفعل ما يستوجب عليها تجاه نفسها وتجاه الأخرين
حذيفة يُقول لنا بأنه يعلم بكل الأحداث الجِسام التي نمر بها، بكل الأحجار التي تعثرنا فيها، بكل المشاعر السلبية التي شعرنا بها، بوقوفنا كثيرًا أمام هول التخطيط واليأس المُحاط وتوقفنا كثيرًا عن العمل لشعورنا بأن التغيير مستحيل وسط كل هذا يقول لك حذيفة لا تيأس، لا تخاف، لا تتردد في إصلاح نفسك، لا تقل بأنك صفرًا على الشمال لأنك لست بصفرًا.. أنت مهم جدًا وغالٍ جدًا ومؤثر جدًا يكفي فقط أن تدرك هذا وتُشمّر وتتوكل على ربك.. يكفي فقط أن تبري القلم وتقرأ وتفهم وتُحضر نفسك جيدًا لما يحدث ولكل تلك الخطوب التي تجري كي لا تقع في فكاكها أسيرًا وتخسر.. يخبرنا حذيفة أنه ما كان ليصل لهذه المنزلة إلا لتمسكه الجيد بوصايا نبيه صلى الله عليه وسلم، والفهم عنه والأخذ منه بقوة وعزيمة.. حذيفة لا يُقرأ فقط في الكتب ثم تغلق الكتاب من بعده حذيفة يجب أن تراه أمامك وتتعلم منه وتقتدي أثره لأنه يشبه جدًا حياتنا الآن رضي الله عن حذيفة وأرضاه وبارك الله في أ. محمد حشمت وفتح عليه
سبحان الله .. أن تحب الموت ولقاء الله خشية الوقوع في الفتن! كيف لو رأيت حالنا يا حذيفة !!!! رحمك الله ورضي عنك والحقنا بك مسلمين موحدين غير فاتنين ولا مفتونين .
بارك الله سعي الكاتب وعمله حقيقي سلسلة ماتعة رائعة قربت لنا الصحابة رضي الله عنهم والرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم الحمدلله
سيدنا حذيفة بن اليمان، صاحب سر رسول الله، و مستشار الخلفاء عمر و عثمان رضي الله عنهما و صاحبهما الوفي و ناصحهما الصادق. الهادئ صاحب العقل الذي لا يهدأ، قليل الكلام و هو الذي يحمل العلم الذي لم يتحمله غيره؛ علم الفتن و أحوال النفاق و تقلبات القلوب. سيدنا حذيفة، و اهتمامه الاستثنائي بمعرفة الشر و بواعثه كي يستطيع اجتنابه. يقظٌ واعٍ، عرف حقيقة الدنيا أنها دار ابتلاء و فتن و أنها لن تستمر على حالها في أيام النبي و حلاوة البدايات، فكان من كمال عقله أن أراد الاستعداد لما هو آتٍ فكان يسأل النبي عن الشر بينما كان الناس يسألونه عن الخير.
كانت معلوماتي عنه من قبل تتلخص في معرفته بأسماء المنافقين في زمن النبي دون غيره من الصحابة، و موقفٌ آخر طريفٌ له في غزوة الأحزاب حين أرسله النبي في مهمة استقصائية لمعسكر الكفار فلما رجع و كان النبي يصلي فقرّبه إليه و ألقى عليه رداءه يحميه به من البرد. فقلتُ لابد و أن لهذا الصحابي شأنًا، كي يكون صاحب سر الرسول و لكي يختاره في مهمة صعبة كتلك و إلقاؤه عليه رداءه صلى الله عليه و سلم حركة دافئة حنونة جعلتني أود أن أعرف أكثر عن هذه الشخصية التي لا يتحدث عنها الكثيرون. أما الآن و قد قرأتُ الكتاب، لم أُدرك من قبل غزارة النصوص و المواقف التي ذُكر فيها سيدنا حذيفة، و لم أُدرِك أهميته كما أدركها الآن بعد انتهائي من هذا الكتاب. و ككل مرة أقرأ فيها قليلًا عن أحد الصحابة، أُدرِك أنني لا أعرف من الصحابة أحدًا حق المعرفة! بل أجهل الكثير حتى عن الخلفاء الخمسة! و كلما قرأت، كلما زاد عطشي لقراءة المزيد، و كلما اتسعت رقعة جهلي.
لا أجد كلمات محددة أٌراجع بها الكتاب هاهنا.. قصة سيدنا حذيفة كانت رحلة طويلة و ثرية جدًا. هادئة في أولها، مذ جذبه النبي تحت جناحه و بدأ يربيه و يزكيه و يصطفيه للمهام التي تصقل شخصيته و هو آنذاك رجلٌ بالغ في الثلاثين و كان بطبيعته يميل للانزواء و الهدوء و عدم الظهور، ثم يموت النبي صلى الله عليه و سلم فيكون لحذيفة دورًا كبيرًا مع الخلفاء من بعده، دورٌ ظاهرٌ و مباشر .. فهاهو عمر بن الخطاب يتخذه مستشارًا و يقرّبه اقتداءً بالحبيب الذي كان يقربه و يكلفه بمهام لا يكلف بها غيره و يخبره بأسرار لا يسر بها لغيره، و حذيفة بدوره يجعل نفسه سيفًا لعمر و يقول "لا أبالي من بايعتُ بعد عمر" .. ذلك أنه كان الباب الفاصل بين الخير و بين كل ما يخشاه حذيفة، ثم يموت عمر فيكون حذيفة لعثمان كما كان لعمر. فمواقفه كثيرة، و حكمته مع علمه الاستثنائي واسعة، و شخصيته متزنه وقورة. وددتُ لو أن الكتاب كان أطول، بل أشعر أنه كان يجب أن يكون أطول، مع تبيان أكثر لشخصيته الاجتماعية مع أهله و أصحابه.
"والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة".
القراءة الرابعة لسلسلة في ظلال التربية النبوية، بعد الرميصاء، خوات، وفاطمة رضي الله عنهم.
يناقش الكتاب سيرة هذا الصحابي الجليل، سيرة رجل فضَّل دائمًا أن يكون بعيدًا عن الضوء، طويل التفكير، بعيد عن مواطن الشر والفتنة، خفيف الظل مع معالجة تربوية ونفسية لسيرته ومناقبه التي ما زالت تبهرني.
اختاره رسول الله ﷺ أن يكون صاحب سره وأخبره بأسماء المنافقين، فكان أعلم الناس بالفتن وبعثاتها، والنفاق وأحواله، والقلوب وتقلباتها.
نصف الكتاب بصحبة الرسول ﷺ وأسئلته المستمرة للرسول ﷺ ومواقفه المبهرة، فكان يقول: "كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".
والنصف الآخر تناول سيرته أثناء خلافة الصديق التي لم تطل مدتها، ثم خلافة الفاروق عمر بن الخطاب، وعثمان ابن عفان رضي الله عنهم جميعًا.
"لما توفي رسول الله ﷺ وسجته الملائكة ودهش الناس واختلف أحوالهم في ذلك وأقحموا واختلطوا فمنهم من خبل ومنهم من أقعد ومنهم من أصمت فلم يطق الناس الكلام ، ومنهم من أخبل فكان عمر فجعل يجلب ويصيح ما مات رسول الله ﷺ! ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم. وكان ممن أقعد -وفي لفظ عقر- عليّ فلم يستطع حراكًا ، وكان من أُخرِس عثمان بن عفان حتى جعل يذهب به ويجاء ولا يستطيع كلامًا ، وأما عبد الله بن أنيس فأضني حتى مات كمدًا".
أما الصديق وحذيفة رضي الله عنهما كانا يدركان معنى كلام النب�� ﷺ حين نظر إلى السماء وقال: "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون".
قال بعد وفاة عمر بن الخطاب: "ما كان الإسلام في زمان عمر إلا كالرجل المقبل، ما يزداد إلا قربًا، فلما قتل عمر كان كالرجل المدبر، ما يزداد إلا بعدًا".
وبعد وفاة عثمان ابن عفان قال: "أما إنها أول الفتن ولا تنطفأ حتى يكون آخرها الدجال".
توفي بعد مقتل عثمان رضي الله عنه بأربعين يومًا، ودفن بالمدائن بعد أن حزن حزنًا شديدًا على عثمان رضي الله عنه.
أي عقل هذا، وأي قلب تحمل معرفة ما سيصيب أصحابه، وما سيصيب الأمة بعد وفاة الرسول ﷺ من فتن، رضي الله عن حذيفة بن اليمان وعن أصحابه.
"وهكذا يموت حذيفة بن اليمان، العارف بالمحن وأحوال القلوب، والمُشرف على الفتن والآفات والعيوب، الذي سأل عن الشر فاتقاه، وتحرى الخير فاقتناه.. سك�� عند الفاقة والعدم.. وركن إلى الإنابة والندم.. وسببق رتق الأيام والأزمان، فرضيالله عنه وأرضاه وألحقنا به على خير". في نهارٍ غائم كنهار اليوم، نهار يتدثّر سحبًا ويبكي غيثًا وافق ختامي لهذا الكتاب الفريد، الذي يدور حول صحابي أمين القلب شريف النفس هو (حُذيفة بن اليمان) رضي الله عنه وأرضاه العيش مع سيّر الصحابة؛ رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم، التلامذة النجباء لأطهر معلّم على وجه الأرض أتعجب كلما قرأت عن أحدهم كيف كان لبنة فريدة في مكانها في بناء الأمة العظيم، وكيف تعامل نبي الله صلى الله عليه وسلّم بمقتضى حال وطباع ونفس كل واحد منهم، فتقرأ سيرة أحدهم وأنت تعلم علم اليقين أنه اعتلى مكانة لا تكون إلا له، وأنه صنع على عين الله وتهيأت نفسه على يد رسول الله فتعيش ولو لبرهة من الزمن في خير زمن مرّ على الأرض مذ خلق الله الأرض ومن عليها تتنفس بأنفاسهم وتشاهد حركاتهم وسكناتهم، بقدر ما وُفِّق كاتب السيرة في نقل هذه الأحداث نقلًا صادقًا لك وأحسب أن الكاتب الأستاذ (محمد حشمت) كان من الموفّقين فيما وقف عليه ونقله واستنطقه واستنتجه وتتبعه في كتب الأحاديث والسير والتاريخ نحن ربّما نعلم الصحابي وطرفًا من سيرته وشيئًا من مواقفه وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم لكن كتابًا كهذا يجعلك ترى الصحابي بعين غير التي رأته به في سابق أمرك فكأنك تعرفه وتراه وتعيش معه لأول مرة في عمرك، وتبقى ذكراه والدروس التي تعلمتها منه باقية في نفسك ويظل اسمه يتردد على لسانك استحسانًا لما كان منه من شرف الصحبة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم فاللهمّ ارض عن (حذيفة بن اليمان) وعن الصحابة أجمعين، وارزقنا رفقتهم في الفردوس الأعلى من جنّتك بمحبتنا لهم، وصلِّ على محمدّ صلى الله عليه وسلّم حبيبنا وحبيبهم، نبينا ونبيهم قائدنا وقائدهم، واجعلنا ممن تبعه وصحابته فسار على دربهم وتخلّق بخلقهم فنال بركتهم وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلّم يوم الدين
🔹الكِتاب : حُذيفة بن اليمان رضي الله عنهما 🔹الكاتِب : د.محمد حشمت 🔹عدد الصَّفحات : 368 صفحة 🔹مُدة القِراءة : عدّة مجالس متفرقة 🔹التقيِيم : ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️/5 🔹 المُراجعة : الكتاب بوصف مُخلّ هو سرد لقصة الصحابي الجليل حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه لكن في الحقيقة هذا الكتاب أكثر من ذلك.. يُشعرك و كأنك في ذلك الزّمان و مُعايش للصحابة و النبي ﷺ.. ينقلك إلى جوّ إيماني و أنت تقرأ؛ فتفرح عند نجاح حذيفة في مُهمته عندما كانت سريّة لوحده ليلة الأحزاب و تبتسم عندما يلتزمه و يُكرمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه و يقول " أنت أخي و أنا أخوك.." و في الأخير تحزن عند وفاته رضي الله عنه.. و وفاته ليس كوفاة أي صحابي! فقد مات العارف بسرّ رسول الله ﷺ و بالمِّحن وأحوال القُلوب، والمُشرف على الفتن والآفات والعيوب،و السّابق لرتق الأيام والأزمان.. حقًا شخصية حذيفة بن اليمان شخصية تدعو إلى الانبهار ؛التوازن النفسي العجيب مع عِلمه الوّاسع وتعامله برجاحة عقل وفهم.. و ما كان ذلك ليكون إلا بتواجده في ظلال النبي ﷺ. و اختيار الكاتِب لهذه الشخصية كان مُوّفقا فكُنت قبل قراءتي للكِتاب لا أعرف عن هذه الشخصية سوى أنه صاحب سرّ رسول الله ﷺ أما بعد قراءته فخجلت من نفسي كيف يكون هذا الصّحابي ذو الدور العظيم في تاريخ الإسلام و ما كنت أعرف عنه إلا القليل..💔 •`📜.. لم تكن قراءة هذا الكتاب مجرّد قراءة لسيرة هذا الصّحابي و معرفة أهم إنجازاته .. بل كان بمثابة تربية لنا جميعًا في هذه الظلال المباركة رويدًا رويدًا!
نادر أما تلاقي كتب تبدأ تغير نظرتك للأمور وتنتبه لأمور مكنتش ف الحسبان اصلا بسببه ، الا وهي الفتن واحنا حاليا ف عصر مليان فتن من كل نوع ومن كل شكل من كتر الفتن اللي هو الواحد فيها وفاكرها عاديه الواحد نسي اصلا قضية الفتن وافتكر أنها لازم تبقى عظيمه وواضحة عشان ياخد باله منه ، حاليا انا بدأت اركز أنه لا فيه فتن فيه منها كبير وفيه صغير والصغير أما عددها يزيد بتغرق زيها زي الكبير بالظبط ترندات الفيس والتويتر فتن وان الواحد يكون ماشي مع التيار كل يوم فيه ترند الناس تتكلم عنه ويتكلم ويخوض فيه ده فتنه وان حفاظ المجهود والطاقه عن كل ده اولى رغم أن الواحد لسه بيقع ف الفخاخ دي ولسه بيكتشف عنها بس بقى فيه سؤال قبل اي حاجه حتي لو تبدوا طبيعيه واعتيادية ياترى دي فتنه؟ياترى لازم نشارك ولا عادي ؟! طب ايه الفتن التانيه والشرور اللي حوالينا اللي محتاجين ناخد بالنا منها؟ والعديد من الاسئله ، جزاكم الله خيرا علي كتابة الكتاب الاكثر من رائع اللي تعرفنا علي صحابي انا كنت اعرف اسمه بس وده تقصيرا مني للاسف لكن حاليا أصبح قدوة ف التفكير من اول ما لاحظ أنه عايز يبقى افضل مع اهل بيته ، وسؤاله عن الشر ليقع ف الخير واما أصبح يعلم الناس كما كان يعلمه الرسول صلي الله عليه وسلم ، ومراقبته للفتن ومحاولته اتقاء لشرورها،رضي الله عنه وأرضاه ورزقنا الحكمه والبصيرة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هل حقا تعرفه؟ ام كل ماتعرفه هو أنه أمين سر الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه الوحيد الذي كان يعرف اسماء المنافقين
إذن إن كنت كذلك أنصحك أن تقرأ هذا الكتاب اليوم قبل الغد لتدرك أنك ماعرفته حقا.. حتى ماتظن أنك تعرفه ستراه بشكل مختلف وتدركه بشكل أوضح
ستحب سيدنا حذيفة وتتمنى لو أدركته لتجلس معه وتتعلم منه.. وتشفق على قلبه وتتساءل كيف تحمل هذا العبء والمعاناة كل تلك السنين.. عبء المعرفة ومرارتها.. معاناة المسئولية الفردية والمجتمعية
ستدمع حتما وأنت تراه يعفو عن قتلة أبيه فى غزوة أُحد..وتبتسم وأنت تراه يلح على رسول الله فى سؤاله المعتاد.. وترى مشاهده مع سيدنا عمر وعلاقته به وتكاد تسمع سيدنا عمر وهو يحتضنه ويقول أنت أخي وأنا أخوك.. ستبكي وأنت تسمعه يقول بعد مقتل سيدنا عثمان (لم أقتل ولم آمر ولم أرضى)
كتاب أشبه برسالة بحثية أو رسالة دكتوراة ولكن بحس أدبي وبلاغي ونقدي عظيم.. بُذل فيه من الجهد الكبير والبحث العميق فى كتب السيرة والسير والتاريخ والأحاديث..
كتاب آخر فى سلسلة(فى ظلال التربية النبوية) للمبدع د محمد حشمت يدفعك لأن تكمل السلسلة بنهم.. وتدعو الله أن يُعين الله د محمد فى إكمال مشروعه الجميل
- لم اعتقد اثناء قراءة كتاب حذيفة بإني سافتقده الي هذه الدرجة ولكن بعد الانتهاء منه اشعر بخواء وكأني قد رأيته وسمعت منه وادعو الله ان يجمعني به حقيقة في الاخرة - علي مرور 360 صفحة قد تعرفت علي صحابي جليل عظيم لم اكن اعرف عنه من قبل شيئا وهذا ما زاد الشوق والحب اميالا واميالا - الكثير من المواقف والاسرار فيكني بصاحب السر - الصبر والتحمل الشديد فيري موت ابيه امام عينيه ويحتسب الصحبة والخلة مع الحبيب للقلب سيدنا عمر بن الخطاب وكيف كانوا يتشابهون في الكثير - كيف كان يقول له عمر بن الخطاب (أنت اخي وانا أخوك) هذا القدر العظيم من التحول في الشخصية الذي يجعلك تتأكد ان لا يوجد مستحيل ومن اراد شيئا وسعي وصل - كيف علم كل هذه الفتن والشرور وتحمل قلبه ان يعيش بها وبعلمها من قبل وقوعها،كيف كان يعلم واقعة سيدنا عثمان وأول فتنة كبري في الاسلام - ماذا بينه وبين الله حتي يأتمنه نبينا علي أسماء المنافقين في غزوة تبوك ويوصيه بأن لا يذيع أسمائهم للملئ - كيف حافظ واجتهد بأن ينشر كل كلمة سمح له النبي بها في حفظ الناس من الفتن - اللهم صحبة.. اللهم صحبة❤️ #محمد_حشمت #في_ظلال_التربية_النبوية #حذيفة_بن_اليمان
هذه السلسلة في غاية الروعة والجمال لم أكن أعرف عن سيدنا حذيفة سوى اسمه فقط ، لم اعرف من هو حذيفة أبدًا ، فكانت فرصة جميلة أن أعرفه وأحبه لعلي ألقاه باذن الله وأحادثه في الجنة ان شاء الله.
فتحت الكتاب و عشت مع سيدنا حذيفة أسبوعًا رائعًا ، تعرفت فيه على هذه الشخصية العجيبة ، وقد كنت أرى دائمًا في مواقف كثيرة كلمات الرسول ﷺ، لمسات الرسول ﷺ ، تربية الرسول ﷺ كأن الرسول المربي العظيم لم يكن يهتم إلا به فقط !! يعلم خواصه ومميزاته ، يعلم همومه، ينصحه ويعلمه ، فتحت الكتاب لأحب حذيفة فأحببته وازددت حبًا للرسول ﷺ
شخصية سيدنا حذيفة حقيقية وعجيبة جدًا الهدوء والتواري عن الأنظار ، خفة الظل الجميلة ، التواضع، القيادة
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم ارض عن حذيفة بن اليمان ، واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة اللهم آمين🌸
مدارسة لسيرة صحابي جليل عاصر زمن الفتن بداية من مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
أي خطر هذا أن تعاصر الفتن ولكن لا تشعر بها، بل والأدهى لا تعرف كيف تتعامل معها؟! تعلمنا في نهاية هذا المساق، تكسير فكرة القوالب الجامدة التي نضع فيها سير الصحابة، أن تعرف كيف تتصرف كما تصرفوا، فهي ليست قصص عن بشر لا يخطئون، ولا قصص عن أمم غابرة وأساطير الأوليين، بل بشر عاصروا فتن شديدة مثلنا، ولكن الفارق بينهم أنهم اتبعوا الهدي النبوي لينجوا، وهذا ما تعلمناه من خلال هذا المساق كيفية النجاة وقت استع��ر الفتن. الكتب جيد النظم، سهل الأسلوب، يحوي الكثير من الفوائد، يتميز ببذل الجهد من جزئية التثبت من المعلومات الواردة
حاولت أن أقرأ كتاب الرميصاء حينها أنهيت وردين وشعرت بالملل فلم أكمل الكتاب رغم حبى الشديد للقراءة ولكنى بعدها قلت لنفسى أن علىّ أن أقرأ الكتاب كتملا ثم أحكم فأعطيت الكاتب فرصة أخرى أو أننى أعطيت نفسى فرصة أخرى لأستفيد كل تلك الإستفادة الكتاب أكثر من رائع طريقة الطرح والعرض وتأمل الأحاديث والمواقف والمقولات وتحليل الكاتب للشخصية وتتبع تطورها عبر الزمان عرفنا بحذيفة ليس كبطاقة تعريقية أنه فلان وكان فضائله كذا وكذا بل وكأننا نعيش مع حذيفة نستمع له ونعيش خوفه وأعظم ما خرجت به من الكتاب أنى أبصرت الفتن كنت شعرت بالأمان ولكن الحى لا يأمن الفتن وإن كان زمان حق بأن يوصف بالفتن فزماننا هو هذا الزمان ازدادت مخاوى ولكن معها تبصرة ودعاء عريض بأن يارب احفظنا من الفن ما ظهر منها وما بطن
أحببت هذا الكتاب واستمعت به منذ بدايته حتى نهايته، فقد استشعرت تشابهي بسيدنا حذيفة رضي الله عنه في شخصيته، فأحببت أن أعلم كيف قوَّم ثغورها ك"حب العزلة" و "طول التفكير" اللذان قد يؤثرا على خدمة الدين، وأردت أن أرى كيف تعامل مع الفتن لأنا أصحبنا في زمن تكاثرت فيه الفتن، ولكن الحقيقة أن الكتاب فاق توقعاتي وأدهشني الكاتب ببراعته وشرحه للأحداث وسردها وربط بعضها ببعض وكيف جعلني أستشعر المواقف وكأني أمر بها وكيف زرع الأفكار الرئيسة والكلمات المميزة من أحاديث الرسول مع حمزة وأقوال حمزة في ذهني بطريقته المميزة في الكتابة. لعل الله يرزقني قراءته مرة أخرى… اللهم نشهدك أنَّا نحبك ونحب نبيك وصحابته الكرام فاحشرنا معهم