كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلًا، أسوأ الأوقات في سكونها المخيّم..تكورت على نفسها تحت اللّحاف، وهي تشعر بثقل صدرها الجاثم على جسدها يُثبّتُ، حركتها ، لاتقوى سوى على التفكير في "فارس". أحاسيس تُثقِلُ مضيق قلبها الذي يمتد بين لهفة اللقاء وشهقة الفقد ودبيب الشوق يؤلمها جدا، يقشعرّ له جسدها،كجحافل نمل مطاردة. تدق بداخلها نواقيس الغيرة ،فينتفض قلبها بشدّة ، وتتألم لكلّ وخزة من وخزاته المتسارعة . لعل "فارس" مع بديلتها في هذه اللحظة، تغوص عيناه في عينيها ويرسم بأصابع يده خطوطا لاذعة على تقاسيم وجهها كما كان يفعل معها،أو لعلّه يغازلها بتلك الهمسات السخيّة المعبّرة عن عمق حبّه ولوعةِ اشتياقه،تماما كالتي كان يبوح بها لها في حضرة الليل المثير..
رواية من الصنف الرومانسي الاجتماعي تتوزع احداثها بين ايطاليا وألمانيا ومصر في سنوات مختلفة خلال عشرين سنة تقريبًا. لستُ من هواة هذَا الصنف لكن أَعترفُ أَنها شدتني في جميعِ مراحلها، رواية عن العشقِ والفقدِ والغيرة والحياة والموت بين قلبين يجمع بينهم الحُب ويفرق بينهما كل ما عداهُ، "جيسيكا" فتاةٌ شابةٌ أَلمانيةٌ تحط عيناها على شابٍ مصريٍ "فارس" بعدَ أَن أَنقذها منَ الموتِ غرقًا في بحرِ الاسكندريةِ. اللغةُ ممتازة مليئة بالتشبيهات الراقيةِ والمفرداتِ الجذابة تؤكد جمالية قلم الكاتبة كوثر مصطفى.