يأخذنا الكاتب محمد عبد النبي (القائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية، جائزة ساويرس الأدبية، جائزة معهد العالم العربي في باريس) إلى غرفة الكتابة، لنستكشف معه فيها جوانب أخرى للأدب، من زوايا غير مباشرة، وبعيدة قليلًا عن مَطالب التقنية والحِرفة، مثل: كيف تتشكَّل ذائقتنا الأدبية عبر القراءة؟ وما دور التذكُّر والنسيان فيها؟ وأسئلة أخرى تتناول قيمة الصمت والعزلة واتخاذ مسافة، ومعنى أن ننصت، والعلاقة بين الموسيقى والكتابة. تطرح المقالات أسئلتها الخاصة، وتغامر في بعض الأحيان بتقديم إجابات غير نهائية، وفي هذا كله تستند بوضوح إلى تجارب أدبية وفنية وتتجادل معها وتستفهمها؛ قد تكون تلك التجارب فيلمًا أو رواية أو قصيدة، أو حتى مشهدًا بعينه من رواية تحولت إلى أكثر من فيلم، مثل مشهد قمصان جاتسبي الملونة في رواية «جاتسبي العظيم»، ولغز الجمال الذي قد يدفعنا من رهافته إلى البكاء. رحلة أدبية ممتعة وعميقة.
محمد عبد النبي: روائي ومترجم مصري، حائز على جائزة ساويرس الثقافية للرواية في دورتها التاسعة، وهو مؤسس ورشة «الحكاية وما فيها» المهتمَّة بتطوير مهارات الكتابة الأدبية.ـ
وُلِدَ « محمد عبد النبي محمد جمعة» في محافظة الدقهلية سنة ١٩٧٧م، وتعلَّم تعليمًا أزهريًّا، حتى تخرَّج في جامعة الأزهر، كلية اللغات والترجمة، قسم اللغة الإنجليزية. وبعد تخرُّجه اتَّجَهَ للعمل بالترجمة بدوام كامل، ثم بشكلٍ حرٍّ فيما بعدُ؛ في محاولة لتكريس مزيد من الوقت للكتابة.ـ
بدأت ممارسة محمد عبد النبي للكتابة الأدبية في منتصف التسعينيات، ووجَّه طاقته نحو كتابة القصة القصيرة تحديدًا؛ لتثمر الثمرةَ الأولى: «في الوصل والاحتراق»؛ المجموعة التي فازت بالجائزة الأولى في المسابقة الكبرى للأدباء الشبان التي عقدها صندوق التنمية الثقافية بمصر عام ١٩٩٩م.ـ
في العام التالي، صدرت له رواية صغيرة بعنوان: «أطياف حبيسة»، تَلَتْهَا في ٢٠٠٣م المجموعة القصصية «وردة للخونة» التي يَعُدُّها بدايته الحقيقية، أتبعها بالمتتالية القصصية «بعد أن يخرج الأمير للصيد» في ٢٠٠٨م، و«شبح أنطون تشيخوف» في ٢٠٠٩م، و«كما يفعل السيل بقرية نائمة» في ٢٠١٤م. وفي العام نفسه وصلت روايته «رجوع الشيخ» إلى القائمة الطويلة للبوكر العربية، وحصلت على جائزة ساويرس الثقافية كأفضل رواية لكاتب شاب، وقد رأت لجنة الجائزة أنها «عمل روائي متميز يكشف عن خبرة صاحبه العميقة بعوالم السرد، وتمكنه الجلي من تقنياته.»ـ
شارك عبد النبي في العديد من الورش المسرحية، ويتَّسع مشروعه الأدبي ليشمل الإبداع الجماعي والتفاعلي، وفي سبيل ذلك يقدِّم عددًا من الورش الإبداعية، أبرزها ورشة «الحكاية وما فيها» وفيها يمارس مجموعة من الشباب والمبتدئين تمارينَ مبتكرة لتناقُل خبرات الكتابة القصصية ومراكمتها عمليًّا.ـ
أمَّا أعماله المترجمة، فمن أبرزها: رواية «ظلال شجرة الرمان» لطارقي علي البريطاني من أصل باكستاني، ورواية «اختفاء» لهشام مطر البريطاني من أصل ليبي، والرواية المصوَّرة «فلسطين» للكاتب والرسام جو ساكو. وله إصدارات أخرى مُعَدَّة عن نصوص سابقة، منها: «٣٠ حكاية لا تنسى: من قصص الأطفال العالمية»، فضلًا عن متابعته النشر الورقي والإلكتروني، في عديد من الصحف والدوريات، مثل: «أخبار الأدب»، و«الثقافة الجديدة»، و«البديل»، و«موقع الكتابة»، وله حاليًّا مقال أسبوعي يُنشر كل يوم أربعاء في «مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة» يقدِّم فيه سلسلة متميِّزة من الأفكار والتمارين حول فنون الكتابة والسرد، تحت عنوان: «الحكاية وما فيها».ـ
اكتب كأنك تُعد وجبة منزلية صغيرة لشخص واحد فقط، شخص تُحبه وتهتم به، وستكون أسعد لحظات حياتك حين يُغمض عينيه قليلاً، مُتلذذاً وهاتفاً: "اللهَ".
كتاب مقالات أكثر من لطيف، رائع، يبدأ بالحديث عن الكتابة ويدعونا الكاتب إلى غرفة مليئة بالكُتاب والكُتب، شخصيات معروفة، وشخصيات لم تكن تسمع عنها من قبل، نجيب محفوظ وإدوارد الخراط وإيمان مرسال وغيرهم، ثلاثية نجيب محفوظ وكتاب نجيب سرور عنها، نصائح كتابية لطيفة، تأملات أدبية حقاً عن الكتابة وما يصحبها، يتغول في التاريخ أحياناً وفي الأدب أحياناً، وستجد نفسك في آخر صفحات الكتاب مع مقال عن البوذية و"زن"، وذلك المُمتع حول هذا الكتاب، أنه يتأمل، ويجعلك ترى هذا التأمل معه.
يمكن للجميع أن يكتبوا عن أي شيء، لكن العبرة في الأسلوب؛ وما أجمل أسلوب أستاذنا محمد عبد النبي هنا وأبهاه. أحببت تحديدًا "حنان النقد وقساوته" و"أناشيد التكية وأسرارها" ومقالاته عن نجيب محفوظ، وتمنيت لو توسع في الحديث عن إدوار الخراط أكثر.
هو فعلا تأملات أدبية، عن الكتابة،الكتب والكُتاب في معظمها . تحمل بين سطورها جرعة ثقافية يلطيفة خفيفة، فانا مثلا لم اعرف قبلا الشاعرة المصرية رنا التونسي . الاهم ، كما هو دائما بالنسبة لي اللغة الراقية المتمكنة لغويًا، ببساطة سردية بآن واحد .
سبينوزا، الخراط، نجيب محفوظ ، مرسال وآلان دو بوتون يجتمعون في هذا الكتاب الذي قرأته على ابجد ، وسأحرص على توفيره لمكتبة المنزل .
# هل زمن الكتابة هو مدة مرور القلم على الورق أو النقر على لوحة المفاتيح وحسب، أم أنه اوسع وأشمل من هذا؟ ماذا عن اوقات التأمل والشرود مع الفكرة، وملاحقة العبارات في ثنايا الحياة اليومية للكاتب بأنشطتها المتباينة؟ وماذا عن وقت التحرير وإعادة الصياغة بكل ماتقتضيه من قص ولصق وتعديل وضبط النبرة وتدقيق المفردات وتنعيم الحواف؟ # الكتابة حالة عزلة # يتوحد الإنسان بكتاب ما، يصير هو الكتاب # يكتسب المغرم بالكتابة والقراءة عائلة اخرى غير أولئك الغرباء الذين ولد لهم وبينهم ، عائلة تمتد فروعها وظلالها في كل اتجاه بلا نهاية تقريبًا
مقالات أغلبها يتحدث عن عناوين أُعجب بها الكاتب، استوقفني في الكتاب خمس مقالات كانت رائعة ومميزة، وهي: الكتاب الحي، لذة الاقتباس، حنان النقد وقساوته، خمسة دروس محفوظية، كيف تزور سوق الدجالين من غير أن تفقد عقلك. من المميز أيضاً في الكتاب أن المؤلف يحكي ما تفكر فيه، يكتب أفكارك بشكل منطقي، حتى تقول نعم هذا ما كنت أريد قوله تماماً، إنه ترجمان عن ما في نفسك.
الكتاب جميل ومفيد وممتع وخصوصا في الجزء المتعلق بثلاثية نجيب محفوظ واعماله ونقد الثلاثية، أيضا في مقال سراب العمق وجدته مدهش.. وبالطبع هناك ما لم يتعلق بذهني منه نظرا لاختلاف الخلفية الفكرية والثقافية وما ظننت انني سأتعرف عليه، لكن في المجمل الكتاب جيد
مقالات متفرقة في عالم الكتب، بعضها عن القراءة، وبعضها عن الكتابة. والكتب من هذا النوع حدائق وبساتين يهوى كل قارئ التجوال فيها. مقالات ممتعة وفيها فوائد وإحالات جميلة. كانت هذه قراءتي الأولى للكاتب، وأظنّها لن تكون الأخيرة بإذن الله.
الحقيقة أنا مبسوط جدا بالكتاب ده، وبالموضوعات إللي بيطرحها، وكل مقال واخد وقتي معاه جدا، عشان فعلا ده مش مجرد كلام متعاد مرصوص وخلاص؛ ده كتاب بيقدم تساؤلات من غير إجابات، وهو ده ذوقي، هو بينصح بس بطريقة غير مباشرة، حتّى مقال النّصائح بتاع كتّاب القصة القصيرة، ممتاز وميخليش حد يقفل منه أبدا. كمان مفيش تطويل أو تكرار غير محبب في كل موضوع! يعني من الآخر كده؛ تحس إن الكاتب بيتكلم في ندوة، بيجاوب على أسئلة بميزان مظبوط، لا هو بيقول إجابة مختصرة مترضيش ذوقك، ولا هو بيتكلم كتير فتحس إنك زهقت.
هاي التأملات بلسم للروح والله ،كنت مبسوطة بكل مقال ودونت بعض الملاحظات كتمارين عقلية لفهم الأدب وعالم الكتابة . على ما يبدو أنه الكاتب إنسان جميل ومثقف،قرأت قبل فترة رواية في غرفة العنكبوت وكان روائي رائع ،وسبق قرأت كتاب ترجمه وكان مترجم عظيم، واليوم مع المقالات ! يعني كاتب فاهم مهنة الكتابة وغوايتها بشكل يدعو للفخر .
يأخذنا هذا الكتاب في رحلة عبر الزمان والمكان، لأشخاص مختلفين في أماكن مختلفة، وفي أزمنة مختلفة، رحلة هي أشبه بالسفر مع بعض الكُتّاب لبعض الوقت، وحكاية كل منهم. كتاب هو أشبه بحكاية منفصلة الأطراف؛ متصلة الهدف. أقول يقوم محمد عبدالنبي بدور الحكواتي الجيد، الممتع، الخفيف، ليس بإسهاب ولكن بدراية عن الحكاية، حكاياته عن محفوظ كانت الأجمل في وجهة نظري. تطرق أيضاً إلى كُتّاب غير معروفين، وهذا يجعل الحكاية غير مملة، يجعلها متلاحمة أكثر، وأكثر تشويقاً، كتاب يستحق الثناء والقراءة أيضاً.
حديقة الكتابة منذ بذرتها الأولى في صدر صاحبها لا تكاد تتوقف عن النمو، حتى إن توقف الكاتب نفسه عن رعايتها لوقت طال أو قصر، تنمو في الصمت والظل والخفاء، إلى أن تسنح لها الفرصة ويهلّ أوان التبرعم والإعلان عن نفسها في حياء وتهيُّب أو حتى في غرور وتباهٍ.
يقولون لا تَحكُم على الكتاب من عنوانه. هل يمكن أن يسري هذا المبدأ قانونًا عامًا، فنقول: لا تحكُم على كاتب لِكتابه الوحيد/ الأول الذي قرأته له؟ شخصيًا، أحكُم. فأنا أؤمن بالانطباعات الأولى. لم يمرَّ عليَّ اسم الكاتب من قبل، حتى أنه لم يعلق في ذهني حتى اللحظة، وأنا لا زلت أقرأ كتابه. فأضطر إلى الرجوع للغلاف كل عدد من الصفحات لأعرف ما اسمه. وهذا شيء يدعو للعجب، فحين أُعجب بشيء أو بشخص ما، أعني بكل تفاصيله وما هو متعلق به وأُوليها أهمية كبيرة. لكن هذا الكاتب الذي أعجبني كثيرًا في كتابته، أعجزُ عن تذكُر اسمه! العنوان أتذكره لأنه مكرّر في عالَم الكتابة، فهو (رحلات في غرفة الكتابة) يكاد يماثل (رحلات في حجرة الكتابة). لا أدري لماذا أضفتُ لعنوان كتابي كلمة (رحلات)! يبدو أن ذهني مشوشٌ لدرجة أني لا أحفظ عنوان الكتاب الذي بدأت في قراءته للتو! موضوعات الكتاب، أسلوب الكاتب، وأشياء كثيرة تجعل من العمل هذا فريدًا. فإن موضوعات هذا الكتاب المُغاير، ثابتة في مدار الكتاب نفسه ولا تدور سوى حول نفسها، كالشمس الثابتة بين الكواكب، التي تُشع نورًا على البقية، تجذبها وتجعلها تدور في فضائها. هي موضوعات عن الكتابة والكتب والقراءة. فكل كتاب، وأقتبس من هذا الكتاب تحديدًا:❞ يبقى محتفظًا بجوهر فريد، شيء غامض وغير ملموس، يمكننا أن نسميه روحه مثلًا، لغزه الذي لا سبيل لتفسيره ولا لتجاهله كذلك. ❝ سأحاول تفسير لغز (في غرفة ا��كتابة)، وأستشهد بكلمات الكاتب نفسه في إحدى الصفحات، هذا الكتاب سره في كاتبه:❞ إنه يبدو كما لو أنه يملك جميع الأجوبة الصحيحة على جميع الأسئلة الصحيحة. ❝ يتطرق الكاتب إلى كل ما يتعلق بالقراءة من تفاصيل قد تبدو سطحية وتافهة، بالإضافة إلى معالجته قضايا الكتابة وفعل الكتابة. فهو يحكي عن الكتب التي تتم شيطنتها، عن كيفية اختيار قارئ ما لكتاب ما وعن العوامل التي تتشكل بناء عليها الذائقة الأدبية، عن كراكيب الكتب التي هي مجرد أوراق للعث وفي مقابلها عن الكتاب الحيّ، عن عملية الطبخ، نعم عن الطبخ، الطبخ في المطبخ والطبخ في مطبخ الكتابة، يقارب ويقارن بينهما بسلاسة وبصورة عبقرية معتمدًا على اقتباسات لكُتاب أُخَر. يوجه نصائح يسميها ملاحظات لكاتب القصة القصيرة. عن زمن وفعل الكتابة؛ متى يبدأ ومتى بل هل ينتهي؟ يتطرق إلى المعضلة التي تواجه كل كاتب وهي انقطاعه عن الكتابة مرغمًا. عن المعايير التي يفرضها النُقاد ويقولبون الكاتب بها. وعن قضايا كثيرة أُخرى لم أصل إليها في القراءة بعد، لكني لم أستطع أن أمنع نفسي عن الكتابة!
بأسلوب رشيق وجميل يأخدنا المؤلف -وهو صاحب كتاب اخر عن كيفية الكتابة- الى عالم الكتابة كانما هو التطبيق العملي لما قاله قبلا احببت اسلوبه وطريقته في العرض اعتقد اني ساقرا الكتاب للمرة الثانية
كتاب ممتع، بس مش متاكدة احساس غير الكُتاب بيه. في حساسية في الكتابة شديدة تجاه متاع ومتاعب الكتابة والامثلة اللي لفت بيها عالم المعرفة في العالم عظيمة.
انا نفسي افتكر الشخص اللي رشحلي الكتاب دا عشان اشكره شكر جزيل على القراءة الممتعة دي .. هو الكتاب فعلا مجموعة تأملات أدبية كلها من اهتماماتي اللي أحب أدور فيها و أقرأ عنها .. كان نفسي الكتاب ميخلصش
في غرفة الكتابة – تأملات كتابية. للمؤلف: محمد عبدالنبي..
اشتريت هذا الكتاب من معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 وكان من ضمن القوائم الأولى للشراء، فأنا أحب هذا النوع من الكتب الذي يتكلم عن الكتابة، والكتابة الإبداعية خصوصًا، وهذه هي القراءة الثانية للكاتب محمد عبدالنبي؛ فسبق هذا الكتاب: كتاب الحكاية وما فيها، والذي انتهيت من قراءته في 24 يوليو 2020، وكان من أمتع الكتب التي قرأتها في مجال الكتابة؛ ورشة كتابية مكتملة في كتاب. والكتب التي تعنى بفن الكتابة كثيرة وفي مكتبتي عددٌ لا بأس به. وقد حاولت كثيرًا مع كل هذه القراءات، أن أجعل لنفسي عادةً يومية مع الكتابة، فأغويها حينًا، وأُكْرِهُهُا حينًا، ولكني وجدتها عصيّةً نافرة لا يليقُ بها إلا الرفق والتلطف! ولو عاملتها بغير ذلك لشحُبتْ وفقدت شيئًا من بهائها، فلا سبيل إليها؛ إلا أن أعللها بالآمال كما يعلل الطغرائيُّ نفسه!
أعود لكاتبنا محمد عبدالنبي؛ وكتابه: في غرفة الكتابة، لكي أقطع على نفسي وساوس الشيطان. ولكي لا أشعر أنني أتحدث عن نفسي أكثر من تحدثي عن الكتاب 😊.. وسأتوقف في الكتاب فقط عند مقالين؛ فلن أستطيع أن أجمع كل مادة هذا الكتاب في هذه الفذلكة! في المقال الأول، والذي كان عنوانه: [مسألة أذواق]، يتساءل الكاتب؛ إلى أي مدى يمكننا أن نثق في ذائقتنا الخاصة بالكتب والقراءة؟ لماذا يجب علينا أن نثق فيها من الأساس، لماذا نستميت في الدفاع ضد أي هجمات من أذواق أخرى، وكأنها تهدد وجودنا نفسه؟ فيعلل الكاتب هذا الأمر ويرجئه إلى البدايات الأولى من الخلق والتشكل لهذه الذائقة، فهي نشئت وكبرت معنا؛ رأيناها منذ كانت طفلة، لا تميز الخبيث من الطيب، تتخبط في غيِّها وعنفوانها، إلى آخر محطات نموها، فنحن وذائقتنا شيء واحد.
فلا ندري مع كل هذه المحطات ما الذي ذهب وما الذي علق من الأدران في جوفها حتى هذه اللحظة. وهذا ما يفسر حالة التشنج لبعض ممن يعتقدون أنهم يملكون حق استيراد وتصدير الذائقة! خلاصة ما يريد الكاتب قوله: هو أن الذائقة الشخصية قاصرة، لأنها ابنة قراءات صاحبها! تلك القراءات المحدودة للغاية، فمهما اجتهدنا ومهما أنفقنا من ساعات وليالٍ، فما من أحدٍ قرأ كل شيء، حتى مع تلك السنين المتواصلة من عملية القراءة، لا تظل إلا فتات انطباعات هائمة، جملة، مشهد، حالات انفعالية نائية، تركت اثرًا واختفت.
في المقال الثاني بعنوان: [مطبخ الكاتب]: يقول الكاتب أن هناك تشابهًا كبيرًا، وعناصر مشتركة بين عملية الكتابة والطبخ، وهناك من الكتاب الكبار من جمع بينهما منهم الروائي والكاتب الفرنسي: ألكسندر دوما، صاحب الرواية الشهيرة: كونت مونت كريستو، والتي أصدرتها دار التنوير، في ثلاثة مجلدات. فيقول الكاتب بأن القاسم المشترك بين هاتين الصناعتين؛ هو الإبداع. فأدوات وتقنيات الكتابة، هي نفسها المقادير في الطبخة. وشبه عناصر التشويق والإثارة في الكتابة بالتوابل.. وأرى أنه وفق كثيراً في هذا التشبيه. فالتوابل ضرورية لكي يكون الأكل زاكيًا، ولكن الإفراط في استخدامها قد يضرب مستشعرات الحواس، وينسينا الطعم الأصلي للطبخة!
أتمنى أن يكونا هاذين المقالين؛ رغم ما طالهما من تشذيب، نافذة مطلة للقارئ لاستشفاف الكتاب ومادته؛ وإلا ففي بقيته ما يستحق النظر والاطلاع من التأملات الخفيفة واللطيفة؛ في مجال الكتابة، وفي ذكر الكتب وفي الصمت والعزلة والموسيقى والأفلام، مجموعات قرائية أدبية فنية متنوعة.
اولا الغلاف تحفة، عاجبني جدا جدا💚 الكتاب لذيذ بس مايغركش اسمه زي ماغرني لان ده اسم احد المقالات اللي فيه، في البداية اعتقدت ان الكتاب هيكون من الكتب اللي تساعد على نوعا ما اعطاء نصايح للكتابة. لكن ماطلعش كدة بالظبط وفنفس الوقت ده ماحبطنيش. الكتاب عبارة عن عدة مقالات بتتكلم عن علاقة الكاتب بالكتابة والادب وغيرها. في المقالات اللي في الاول الموضوع اكثر وضوحا ولكن الموضوع بيبتدي يتسرب سيكا فبتلاقي الكاتب بيبعد واحدة واحدة عن الكتابة نفسها وبيبتدي يتكلم عن كتب بعينها وشخصيات وحتى فلسفات وطرق تفكير وده ماعجبنيش شوية للامانة حبيت الاجزاء الاولى اكتر لاني حسيتها متماسكة. لكن في المجمل الكتاب جميل جدا وعرفني اكتر شوية عن كاتب انا بحبه وقرأتله قبل كدة واحدة من رواياتي المفضلة "في غرفة العنكبوت". ملحوظة: في غلطة مطبعية في صفحة ١٨٥ في الهامش، الاغنية هي اغنية "أقبل الليل" لام كلثوم وكلمات احمد رامي.
لا اعرف ما الذي جذبني لاقتناء هذا الكتاب رغم اني لا اعرف الكاتب ولم يقم احد بترشيح الكتاب لي، كان فقط العنوان هوا ما شدني وذلك لحسن حظي. لا استطيع وصف احساسي عندما اشعر انني اكتشفت كاتبا سيُضَم الى مجموعتي المفضلة، معنى مفضلة بالنسبة لي انني سأطارد كل ما خطه الكاتب عملا تلو عمل حتى لا يفوتني شي من ابداعه. من الصفحات الاولى اصابني الانبهار، فقد مرت فترة قبل ان تلامسني كلمات بهذا القرب، ان أشعر بها بهذه الحساسية، كل مقالة أعذب واجمل واكثر ابهارا من التي تليها، كثيرا ما كنت اقف عند بعض الفقرات واتخيل هل يستطيع احد ان يتفوق عليه في هذا الوصف؟! الكتاب مليء بتأملات الذائقة الفكرية، وأفكار صناعة الكتب. بعض الكتب التي ذكرها قمت بقراءتها والبعض الاخر اتخذ مكانه في قائمة قراءاتي المستقبلية.
تتفاوت المقالات في التقييم، ولكن هناك افكار مميزة في الكتاب وللكاتب طريقة في تحليل الاعمال والكتابة الادبيةمميزة، ولكن لم يعجبني اسلوب الكتابة المقالي حيث بدت كثير من الجمل طويلة ومخاتلة للافكار المعروضة. يعجبني قلم الكاتب في الروايات وفي مداخلاته الادبية والثقافية في اللقاءات والبرامج ولكن لم يعجبني اسلوبه الكتابي في المقالات ، والكتاب اقرب للعنوان الثانوي وهو تأملات أدبية تتنوع موضوعاته واقرب للتأمل والتحليل من حرفة الكتابة كما قد يوحي العنوان الاساسي للكتاب.
جميل وغير مألوف. الكتاب لا يعلمك الكتابة، هو مجموعة مقالات لا تتحدث كلها عن الكتابة القصصية أو الروائية، بل بعضها يتحدث عن شخصيات روائية، وبعضها يتحدث عن القراءة، وبعضها يتحدث عن كُتاب مثل نجيب محفوظ وإدوارد الخراط، وبعضها يتحدث عن كتب وروايات محددة. مقالات ممتعة مليئة بالمعلومات، كُتبت بأسلوب سلس أعجبني.
كتاب عن الذائقة الفكرية، صناعة الكتابة ،العزلة الوحدة و الفن. المقالات فيها تنوع و مكتوب بلغة غير مبتذلة بالمرة. الكاتب متأثر جدا بنجيب محفوظ. (في ثلاث فصول متتالية بشكل مباشر أو غير مباشر عنه).عجبني جدا فصل جاتسبي و قمصانه الملونة. بحب الكاتب لما يبقى قارئ جيد و بيبان في كتابته. 4.5 نجوم
من المرات القليله الي فيها الكلام الي بيبقى مكتوب على ظهر الكتاب يطلع صح و ميخيبش ظني 🤎 فعلا هي " رحلة أدبيه ممتعه و عميقه "و اولى قراءاتي للكاتب محمد عبد النبي و أن شاء الله مش اخر مره وًبشكره على تعبه و مجهوده في جعل لغة الكتاب جميله و غير ممله
كتاب مليء بألوان مني وعبارات رائعة من الكاتب، مقالات تشبثت بجمالها، تلك المرة الأولى التي أملأ كتابا كثيرا هكذا بألواني وعلاماتي من فرط جمال المفردات. مقالات مختلفة عن الفن والأدب والكتابة وبعض الكتب والدروس المستفادة من نجيب محفوظ، والنظر عن قرب لبعض الموضوعات، أحببت النصف الأول كثيرا.