خلَّفَت ثورة يناير وراءها عالمًا أمسى قديمًا في وعي كل المعاصرين، يُشار إليه بالماضي أو "زمان"، حتى لو كان المقصود عَقدًا واحدًا مضى، وعلى الرغم من كونه قديمًا لم نكتشف بعد كل عناصره ولا تركيباته كي نفهم لحظتنا المعاصرة التي هي نتاج تفاعُلاته هو، أصبح المصريون بعد يناير يطلق عليهم أنهم شعب بلا كتالوج لأنهم أصبحوا شعبًا موجودًا من الأصل، يتحرَّك بشكل مَرئيٍّ بعدما عبَّر عن وجوده، لم يعد صُوَرًا مُخلَّقة في دراما مُوجَّهة، انهارت كل الصورة النَّمطيَّة القديمة رغمًا عن الجميع، وأصبح لزامًا على الجميع بذل الجهد اللازم لفهم الطبيعة المادية للمجتمع الذي يعيشون فيه، وجوهر صراعاته ودوافعها. لم تَعُد من الممكن صياغة مصر كعالم مُتخيَّل من عناصر بسيطة؛ فالبلد في تغيُّر مستمر، وكنس التراب ومُراكَمَتُه تحت سجاجيد الواقع لن يُفضي إلى رؤية أي أفقٍ منبسط، بل سيجعل المسير أكثر بُطئًا وقلقًا داخل منعرجات أكثر خطورة وصراعية؛ فالمجتمعات لا تسكن أبدًا، يمكن أن تخفض صوتها، لكنها لن تتوقَّف عن الهمس والكلام، وفي الأثناء ستتشكَّل لغاتٌ جديدة، تتطوَّر وتتمايز وتصبح معها العوالم المتنوِّعة أكثر عُزلَة وتناثرًا، ولن تستطيع خطابات الصور النمطية التافهة احتواءها بحيث يسير كل شيء بالتوازي حتى تأتي لحظة تتقاطع فيها المتوازيات، فتصطدم العوالم بعضها ببعض؛ وحينها لن يمكن إخفاء صوت الانفجار.
وُلِد محمد نعيم في عام 1977 بمدينة نصر شرق القاهرة لأسرة تهتمُّ بالشأن العام والثقافة كمعيارَيْن للجدارة الإنسانية. تخرَّج في كلية التجارة جامعة عين شمس، وعمل مُبكِّرًا في القطاع المالي والمصرفي داخل وخارج مصر. يُصنِّف نفسه شيوعيًّا منذ سِنِّ السابعة عشرة. هاجر في منتصف عشرينيَّاته إلى أستراليا، وفي بداية ثلاثينيَّاته عاد منها إلى مصر قبيل ثورة يناير 2011، حيث استأنف نشاطه السياسي والفكري والكتابي في عددٍ من الصُّحف والمواقع الإلكترونية. لم يَعُد له موطن مُحدَّد منذ منتصف ثلاثينياته، حيث يعيش بين أربع قارَّات، وستِّ دول، أو إحدى عشرة مدينة، وسبعة عشر منزلًا، أو أكثر.
لا أجد أي متعة كالمتوقع من ثناء الكثيرين عليه منذ صدوره، كنت أبحث عن هذا الكتاب بصبر مضنٍ حتى أحصل عليه، ثم فوجئت بمحتوى عادي، يشبه منشورات الفيسبوك ولكن بلغة أكثر تأنقًا.
ثم كانت المقدمة أساسًا علامة تحذير أن كاتب هذا الكاتب "يفضفض" معنا في كتابه، فقد كتبها بالعامية ليشرح كتابه لمجرد أن يكتب بالعامية، أو على حد تعبيره "لأنه مش ملزم يكتب بالفصحى" ولا أفهم أين الإلزام المفروض أصلًا؟
من أراد محتوىً مقاربًا لفكرة الكتاب ولكن أكثر دقة، فعليه التوجه إلى عمدة هذا الموضوع " كل رجال الباشا" لخالد فهمي، أما هذا الكتاب فهو مدخل بسيط غير علمي غير دقيق لفهم بعض جوانب الحياة الاجتماعية في مصر، وهي مصبوغة بذاتية الكاتب بشكل جلّي.
لستُ من أنصار تقييم الكتاب قبل الفراغ منه، ولكن قراءته كانت عسيرة بالفعل وغير ماتعة.
خلصت كتاب تاريخ العصامية والجربعه لمحمد نعيم وإصدار دار المحروسة المميزة.
ويعد الكتاب واحد من ٥ كتب مهمة ف قرائتي للتاريخ المصري.
1/ماذا حدث للمصريين ف نص قرن جلال آمين. 2/كل رجال الباشا محمد علي وجيشه خالد فهمي. 3/الدولة المركزية في مصر نزيه الايوبي. 4/الوحوش الضارية بلال علاء واخرين. 5/تاريخ العصامية والجربعه محمد نعيم.
باقي الفصول ممكن اكتب عنها لاحقا، لكن الكتاب ف المجمل تاريخ للشخصية المصرية من ايام الملكية للنهارده بكل مراحلها وتفاصيل طبقتها العصامي منها والجربوعي.
لا يخفي على اي شخص في دوائر نعيم، كونه مواطن عالمي متأثر بأفكار تحررية عميقة ولا تخلو من افعال دائمة في اي مكان وزمان في مصاحبتك له. ولكن لا يخفي العامل الأهم في الإصدار الأول له، ان جزء اساسي من مراجعاته في هذا النص هي مقدمة للتعمق في فكرة الثورة المصرية واحداثها المختلفة والتي كان فيها فاعل سياسي دائم في صمت وخلف الكواليس بشكل حركي من الدرجة الاولي. أعتبر قراءته في هذا النص مقدمة معمقة لأحدي اسباب فشل الثورة والاعتراف بالهزيمة ومحاورها، حيث تضم انحدار وتدهور المجتمع واطيافه واهمهم الطبقة الوسطي في حالة متماهية من الاحتقار العميق للذات وبين نزعات اخلاقية مدعية وكاذبة. بالتأكيد ان جزء اصيل من نزعة محمد نعيم التحررية، وهو الباحث دائما عن التغيير، لا تنفصل عن هذه الرؤية النقدية لمجتمع يهمه ومشغول به سياسيا بشكل دائم، وانه لا تغيير حقيقي دون الاعتراف والفهم لأصول العصامية والجربعة في المجتمع المصري.
أفكار مثيرة للإهتمام تلقي بمزيد من الضوء على هويتنا كمصريين، ودور التاريخ في تأكيد بعض ملامح تلك الهوية وتغيير الكثير الآخر. تتلاقي أفكار الكاتب مع الكثير مما أؤمن به ومما يدور في عقلي من تساؤلات حول ماهية المجتمع المصري.
كتابة مختلفة استمتعت برؤية كاتبها، ولن أنكر "تعثري" في متابعة أسلوب الكتابة الذي أحسست معه بالتشتت في بعض الفصول والأجزاء. فكان ميل الكاتب الكبير للخروج عن فكرة الجزء أو الفصل للاستطراد أو التوضيح المتكرر، أو "الفلسفة" الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بأسلوب خلا من البساطة عائقاً بالنسبة لي أمام سلاسة قراءة كتاب بمثل تلك الأهمية.
أذا سبق لك وسمعت حوار مع الكاتب فستجد أنه يكتب كما يتكلم، ففي الحالتين ستجد طاقة وحماس ولغة مختصرة ومركزة، لذا أعتقد أن هذا الكتاب هو ورقة عمل وفاتحة لمشروع فكري كبير ربما لا أبالغ أن قولت أنه يوازي كتاب"شخصية مصر".
الكتاب يدور بأختصار حول فكرة رئيسية مفادها أن السمات الأبرز للمجتمع المصري المعاصر وكوده السلوكي تكونت في الأصل خلال القرنين الأخيرين من عمره، منذ الحملة الفرنسية وما تلاها من دواعي عودة المصريين لتولي مقاليد الإدارة ثم الحكم في أرضهم، فترقى المصري بالتدريج من الفلاح الجاهل المعدم اللذي كانه ليصبح العامل والمجند والضابط والطبيب والمهندس والمحامي والصحفي ثم الوزير والرئيس، وبدأ رحلة كفاح لتأمين لقمة العيش ثم لتحسين شروط المعيشة لأفراده، رحلة الترقي الإجتماعي تلك حدثت عبر مدد ظروف شديدة التنوع وطرائق شديدة الأختلاف، تلك الظروف والطرائق تركت بصمتها في نفس المصري وسلوكه حتى اليوم.
أغلب الصاعدين كانوا عصاميين لكن كان هناك الكثير من "الجرابيع"، ومع تنامي أعداد الجرابيع ونسلهم بدأت ثقافتهم الجربوعية في التبلور والتحدد، ومارست بدورها ضغط على نسل العصاميين، ومجمل هذا التفاعل هو ما يحدد شكل الثقافة المصرية اليوم وغداً.
الكتاب مختصر ومباشر، لكنه كان قادر على طرح أسئلة شديدة الأهمية وتقديم أجابات شديدة الذكاء، ستخرج من الكتاب بنظارة جديدة ستجعل رؤيتك لنفسك ومجتمعك مختلفة، وستخرج كذلك برغبة ملحة في طرح المزيد من الأسئلة.
"والحقيقة أن الصيغة الحالية للحكم في مصر مُحيِّرة بالفعل لكلِّ ذي لُبٍّ، وفقًا لأي معيار، فالبُسَطاء ينظر إليهم كعبء كسول غير منتج بشكل كافٍ، وغير متعلِّم بالقدر الذي يجعل قوَّةَ عمله ماهِرةً وفارِقَةً، والمثقَّفون يُنظَر إليهم كخطرٍ مُستمرٍّ، أو ربما هم أكبر خطر على مصر.."
- الكتاب ده من أهم الكتب اللي قريتها في الفترة الأخيرة من حيث الأفكار اللي طرحها عن الحراك الإجتماعي في مصر في آخر ٢٠٠ سنة وحتى وقتنا الحالي وتأثير الظروف الإقتصادية والسياسية على المجتمع عامة والمواطن خاصة.. عن نشأة واختفاء بعض الطبقات في المجتمع.. والعادات والتقاليد اللي بعضها مازال متوراث حتى الآن أو اختفى مع مرور السنين..
كتاب لطيف جدا الحقيقة، مواضيعه كتير والشغل اللي فيه نتاج سنين من الممارسة والتفكير والدراسة أكتر منه كلام إنشائي أو تحليل تنظيري فقط. وزي ما قولت وسط قرائتي للكتاب إنه أشبه بجلسة مع نعيم أو قراءة لبوستات نعيم على الفيس بوك وهي بوستات مهمة وبها قدرة محترمة على قراءة وتحليل موضوعاتها.
الكتاب هيخليك تبص لنفسك ومحيطك بصورة أكثر تواضعا وفهما وهتكتشف زيف كلام كتير أوي بالإضافة إنه طرح افكار كتيرة وجمع أفكار أخرى لم يناقشها أحد بهذا الزخم وبهذه الكثافة من قبل، كتاب تأسيسي لفهم ما هي مصر ومن هم المصريين أتمنى يبنى عليه الكثير (بالاشتباك معه ) ولا يقف وحيدا في صحراء الفكر المصري
طبعا الأفكار كتيرة ومكثفة خلت البعض يعتقد بسه��لة وسطحية الأفكار بس دي لقطة كوميدية شوية، لأن الكتابات القصيرة والمكثفة خلت الكاتب يوصل لقلب الفكرة مباشرة، دا له جانب كويس في طرح أفكار كتير وبشجاعة ومشكلة أنه يبان اسىتعجال بس هو مش كدا فى الحالة هنا، بدل حلب الأفكار زي المثقفين إياهم ( المدرسة الفرنسية كمثال ) ويلف ويدور عشان يبان العمق، الغريب بردو ف ناس شايفه العكس وإنه متحذلق، لنفس الكتاب 😂😂
و ف عصر السوشيال ليه نعتبر بوستات الفيسبوك خصوصا المبذول فيها مجهود منها حاجة دالة ع السطحية والتقليل منها ؟ طالما ف مجهود ودا رأي فين المشكلة تحويل يوستات الفيسبوك لكتابة جادة ودقيقة أكتر وتوثيق تجربتها ف كتاب يضمن الاستمرارية نسبيا عن سيولة عالم النت ووتضخمه اليومي ومشاكله التقنية ؟ دا سؤال اصلا بطرحه لنفسي بس مش ف الكتابة الفكرية وإنما الأدبية بحكم تجربتي فيها.
هروح اقرأ كتاب صلاح عيسى " البرجوازية المصرية وأسلوب المفاوضة " واللي أعتقد مكمل للكتاب هنا وإن في جزء معين
بس هتكون رحلة ممتعة في اكتشاف ماضي مصر السياسي القريب بقراءة الكتابين
كتاب ساخر، ولكنه عميق وكاشف خصوصاً لأبناء جيلي الذين نشأ وعيهم في مصر التسعينات والالفية الجديدة. تبدأ سردية الكتاب من القرن التاسع عشر عندما بدأ تكون الطبقة الوسطى المصرية الحديثة عند التحاق وترقي المصريين العرب في البيروقراطية المدنية والعسكرية التي انشأها محمد علي باشا ثم تقنين تملكهم للأراضي الزراعية في عهد ابنه الخديوي سعيد لتنشأ البرجوازيات الزراعية بأحجامها المختلفة ثم تستمر في التوسع بواسطة العطايا والهبات الخديوية ثم الملكية بعد سقوط الخلافة العثمانية في الربع الأول من القرن الماضي. تلا ذلك نشؤ البرجوازيات الصناعية المحلية وانشاء بنك مصر وتكوين الأحزاب السياسية المختلفة للدفع بالمصالح القومية للمصريين العرب مقابل تراجع سطوة حاكميهم البيض الاتراك والإنجليز.
قصة الكفاح العصامي للطبقة الوسطى والبرجوازية المصرية وخروجها من قرون الاستعباد في وسايا المماليك والعثمانيين لم تحظ بالنهاية السعيدة التي تستحقها بتأسيس الجمهورية الحديثة الناجحة لان دولة التحرر الوطني التي قادها الضباط الاحرار في يوليو 1952 فشلت عسكرياً في 1967 ,وفشلت اقتصاديا في إدارة الأزمات الاقتصادية التي لحقتها. ولكن بدلا من دفع الحساب استطاعت إعادة انتاج نفسها واستثمار نجاحها العسكري في 1973 لكسب شرعية الاستمرار في قيادة عقيمة طوال عقود حكم السادات ومبارك من بعده واستمرت في فشلها مقارنة بالنجاحات الاقتصادية والسياسية لدول العالم الأخرى من أمريكا اللاتينية حتى جنوب شرق آسيا.
في ظل عجز الدولة عن توفير الفرص اعتمد الصعود الاجتماعي للطبقة الوسطى بصفة أساسية على الهجرة لدول النفط العربية والاستثمارات الأجنبية المحدودة نسبيا في قطاع البترول وبعض الصناعات الأخرى في حين اعتمدت البرجوازية الصناعية المصرية على الاستثمار في سلع استهلاكية غير منافسة عالميا برعاية و مشاركة القيادات الفاسدة في الدولة المصرية في الكثير من الحالات.
مصطلح "الجربعة" كما يسميها محمد نعيم هو تخلي الكثير من أبناء الطبقة البرجوازية والوسطى المصرية عن العصامية التقدمية التي تغلب بها اجدادهم على الاستعباد العثماني والامبريالي وتبني قيم مشوهة تستمرئ القمع والرضوخ وتستأسد على الفكر والتحرر وترجع في الأساس الى فقدان الثقة في استحقاق ما هو أفضل. بل تذهب الى ما هو ابعد من ذلك بإنكار الأصول العصامية وتوهم أصالة الثروة والجاه كابر عن كابر، رغم استحالة ذلك تاريخياً، وبالتالي احتقار سعي من هم أقل حظاً للصعود الطبقي واتهامهم بالحسد و الحقد الطبقي والترويج لفكرة ان الشعب محتاج دكر يشكمه وان الشعب المصري غير جاهز للديمقراطية وان ليس في الإمكان أفضل مما كان.
ترسخت تلك القناعات على خلفية كئيبة من الصدمات المتعاقبة لحلم الجمهورية الحديثة بدأت بهزيمة 67 في الجيل السابق حتى هزيمة ثورة يناير 2011 في الجيل الحالي في مقابل نجاح أمريكا في الهيمنة العسكرية والاقتصادية والثقافية على العالم ونجاح حلفائهم الإقليميين في فرض مشاريعهم اليمينية السلطوية على الشعوب العربية بقوة الدولار والسلاح.
يحذر الكتاب من عدم استمرارية هذة الافكار بل و احتمال ان تؤدي الى انفجار اذا استمرت سياسات افقار وحرمان وانكار حق الغالبية الشعبية الفقيرة في الترقي أسوة بمن سبقهم
الكتاب ده من أهم الكتب اللي قريتها. كلام مهم عن التاريخ المصري الحديث اجتماعيًا، سياسياً و اقتصادياً. و الأهم: تشكيل الوعي الجمعي و الخيال السياسي سواء للشعب أو الحكام. أفكار و كتابة ١٠/١٠
تجربة قرايتي للكتاب كانت أقرب للحوار مع الكاتب. كلام كتير مكتوب مثير للتفكير و كنت برد و بكتب كتير في الهوامش. أفكار مركبة لكن تأسيسية لفهم الواقع الحالي في مصر.
من الأفكار اللي اشتباكي مع الكتاب خلاني أطلع بيها هي إن من أهم أسباب أزمتنا هي ضيق الأفق في الخيال السياسي. عندك بلد ضاربة في عمق التاريخ، شعبها كان دائما ملك للملك/المستعمر/الفرعون. فكرة المواطنة و الحقوق و مسائلة الحكام مش في المخيلة السياسية أصلا. و مثال على ده فترة شعبية حزب الوفد القوية اللي مع ذلك مكنش بيسعى (أو يتخيل)في أثناء تفاوضه على حقوق أكتر من الملك انه يستخدمها لإقامة الجمهورية.
لا يستثنى من ذلك جيل الظباط الأحرار، اللي كلهم كبر و اتجوز و خلف في فترة حكم الملك. لكن، عبدالناصر كان عنده الخيال الكافي انه يتخيل عالم مصر فيه مش مملكة. عالم بيعامل فيه المستعمر بندية و بيفاوض و يناور على الساحة الدولية بدون دونية او تبعية لأي حد. ده طبيعي بحكم إنه نظّر للجمهورية دي و كان صاحب الفكرة. شفنا ازاي كان مهتم بنشر الوعي بمشروعه السياسي بين الشعب عن طريق الاتحاد الاشتراكي و التنظيم الطليعي فيما بعد. مين بقى اللي مكنش من المنظّرين؟ السادات. اللي في حكمه شفنا بداية الإنسحاق قدام أمريكا و النظرة الدونية عن نفسنا. و اللي مكنش ليه مشروع سياسي واضح الملامح غير البقاء فقط لا غير. شفنا سياسات كتير بتدل على ضيق الخيال ده.
اللي فكرت فيه هو ان ده بسبب ان السادات في الحقيقة لم يتحرر تماما من فكرة الملك و الرعية و لم يدخل في خياله الجمهورية بمعنى ان السلطة مستمدة من الشعب (زي عبدالناصر). بالنسباله عبدالناصر كان ملك من نوع آخر. ثم و هو في الحكم، أمريكا هي الملك.
ضيق أفق الخيال ده أصبح مشكلة متوارثة و أحد أهم أسباب ما نحن فيه اليوم. سواء حكام، أو شعب أو سياسيين.
لدي رأي متناقض بعض الشيء بشأن هذا الكتاب أو لنسمه رأياً مركباً، فمن ناحية فهو يفتقر إلى منهجية من نوع ما تجعله أقرب إلى شذرات وخواطر المؤلف؛ ومن ناحية أخري فهذه الشذرات اتسم كثيرٌ منها بالذكاء والنباهة لذا لا أستطيع بناء رأي شامل. لكن لنجعل الامر في ابسط صوره ونقول مميزات الكتاب : -خفيف ويشد القارئ بيسر. -عبور خاطف علي تاريخ مصر الحديثة آخر ٢٠٠ عام. -محاولة جيدة في تبسيط علم الاجتماع وملاحظة بعض الظواهر الاجتماعية. -طرح الكثير من الأسئلة الرائعة. -ملئ بالمصادر والإحالات.
عيوب الكتاب: -يفتقر لنظام ما أو توضيح لطريقة الحكم علي الأمور، منهجية عامة ومن قرأ كتاب ككل رجال الباشا سيفهم هذا. -رأي الكاتب الشخصي وتوجهه السياسي ومن يحب ومن يكره حاضر بقوة بين السطور وفوق السطور وبجوار السطور (ليس لدي مانع لهذا بل أحب الشخصنة ولكن ينبغي إظهار بعض الموضوعية).
وإجمالاً أحببت تحليل الكاتب ووصفه للجانب الإجتماعي أكثر بمراحل من الجانب السياسي وإن كنت أختلف مع بعض الأشياء كذاكرة الجوع وخلافها ولكن تظل تجربة جيدة.
بالنسبة لشخص مبتدأ في قراءة التاريخ، كان الكتاب رائع، فتح لي آفاق مختلفة في التفكير، و في النظر إلى التطور الذي حدث على تفكير الشعب على مدار السنين. نرى المؤثرات المختلفة و علاقة السلطة بالشعب من عهد محمد علي، نرى تغير الوضع الاقتصادي المصري و توزيع الثروات في كل عصر منهم، و المؤثرات التي أدت إلى ثورة يناير.
الكتاب لغته ليست بالصعوبة الشديدة أو البساطة التامة، و الأسلوب به بعض من السخرية مما جعله مسليا. اعتقد حتى في كونه ليس بالتخصص الكامل في فترة معينة وجدت بعض الصعوبة احيانا من حيث الألفاظ أو الأساليب المستخدمة في التحليل اضطرتني لإعادة قراءة الفقرة، لكن عدا ذلك استمتعت كثيرا باللغة و الأسلوب و تقسيم الفصول و كذلك المعلومات التي تركني بها للتأمل فيها و تكوين آرائي.
لا يمكن فهم الظواهر الاجتماعية والاشكالات الحالية بمعزل ع�� الأحداث والتغيرات الكبري التي نتجت عنها، هنا محاولة تشريح لأحداث مفصلية في التاريخ المصري تعامل معها البعض بكل عصامية والبعض الآخر بحالة من الجربعة والترقي في دركات الانحطاط، المميز في هذا التشريح أنه قدم طرحًا مختلفًا لكثير من القضايا مازالت محلاً للجدل حتي الآن بنوع من العمق والإلمام التاريخي بأسلوب بسيط وسهل.
شوفت ترشيحات وبودكاست كتير عن الكتاب كلها بترشحه بقوة,ده اللى خلانى اهتم انى اقرأه ,فى البداية ان بتحمس جدا لكل متخصص واكاديمى فى اى مجال يهتم انه يكتب للناس موش للمتخصصين ,وبأسلوب بسيط يوصل لجميع الاعمار والطبقات,ولنا فى الفلسفة مثال انى حابب اقراء فيها لكن ملقتش كتب مصرية من اى متخصص بيحاول يوصل للعامة كأنهم متعمدين انهم يصدروا كتب للمبأهاة وليست لتقراء. محمد نعيم قدر يكتب دراسة ممتازة فى علم الاجتماع باسلوب ممتاز ولكل الطوائف وحط ايده على جروح كتير فى مجتمعنا. انضم لكل اللى بيرشحوا الكتاب وبيتكلموا عن مدى أهميته وبنصح بقرائته على مهل وتأنى لان كل كلمة فى الكتاب لها أهميتها . من اهميته شايف انه من الافضل الا أتحدث عن تفاصيل مابدخله حتى يقرأه كل شخص بنفسه,سواء كان انتمائك السياسى او العقائدى ستجد فى هذا الكتاب اجابات كثيرة واضحة ومباشرة عن مشاكل كثيرة للمجتمع المصرى
ملاحظات جيدة وثاقبة ومن تعرفي على محمد نعيم على الفيسبوك كان الكتاب يشبه بوست طويل وجري في إيدي بسرعة. أفضل الفصول في رأيي هو الفصل قبل الأخير الذي تناول فيه ثورة يناير والأسئلة التي طرحتها عن أزمات الدولة وكذلك البلد الذي تستمر في بنائه سواء أدركنا ذلك أم لا. ملاحظة الأمركة في مصر من حيث استهلاك السلع جرتني إلى نوع آخر من التشابه بين أمريكا ومصر وهو في مسألة انعدام التنظيم المجتمعي وغياب الطبقات الشعبية الواعية بذاتها وهو ما أدى في رأيي لفشل حركة بيرني ساندرز وللسياسة الأمريكية التي تعتمد على المحددات الثقافية وهو ما سمح بالسيطرة اليمينية على المجالس التشريعية المحلية وكذلك المحاكم الفيديرالية وصولاً إلى المحكمة العليا في الولايات المتحدة..فتشوقت لقراءة المزيد عن تاريخ ومشاكل الطبقة العاملة في أمريكا، وربنا يوفق الجميع.
كتاب جميل وبسيط وعميق ودا بيخليه متاح قدام الجميع قرايته واستيعابه بسهولة رغم تطرقه لقضايا معقدة جدا ولكنه قدر يصيغها بشكل يتوافق مع نوعية الكتاب والمطلوب منه، الكتاب كمان يصلح نقطة انطلاق بسيطة وسهلة للبحث في المشكلات والمسائل المصرية المتراكمة عبر التاريخ الحديث واللي لسه ليها صدى او ليها صدى مفتعل بدون وجود مادي اتمنى كتب كتير من النوعية ديه اللي قادرة تعمل همزات وصل بين التحليلات الاكثر تعقيدا وبينا
الكاتب بيحاول يجاوب على سؤال مهم بيتبادر لذهننا دايما وهو " إزاي وصلنا لكدا " الإجابة بتكون من وجهة نظر اجتماعية وسياسية ، بداية بدولة محمد على باشا مرورا بدولة يوليو "1952" لحد يناير 2011 ثم يونيو 2013. بغض النظر عن المقدمة إللي بالعامية الكتاب Highly recommended.
A must read. It's a good overview of Egyptian history and Egyptian perceptions of life, democracy and politics. The social life is scrutinized and analyzed in the best, simplest of ways.