للدعاء الإسلامي وجود يأتي بعد الواجب، وبعد العناء والعمل والكفاح والصبر. والذين خلّفوا لنا في التاريخ الإسلامي متون الدعاء الحقّة هم نموذج هذا المثال، وعلامة هذا الأمر. لقد كان هؤلاء في يقظة موصولة من أجل مناهضة العدو، وبلوغ السعادة، والقوة، والاستقلال والحرية، ومن أجل القضاء على كل ما يهدد الإنسان. لقد كانوا أبداً مجهزين مسلحين مسؤولين يخوضون المعارك الرهيبة من بعد أن يعد للحرب عدتها من المادة والروح. لم يكونوا منزوين، أو مترهبين أو لائذين بالجبل، لم يكونوا هاربين من المجتمع، ومن مساهمة الناس في أتراحهم وأفراحهم إلى دير أو صومعة ليمارسوا الدعاء والدعاء وحده.
وعن هذا الكتاب يقول المترجم سعيد علي الذي قام مشكوراً بترجمة الكتاب : " تحدث الدكتور علي شريعتي بهذا الحديث في قاعة (حسينية الإرشاد) بطهران، والحسينية هي المسجد أو الجامع الذي يزاول شعائر الإمام الحسين بن علي (ع)، في عام1970. وقد سلخت في ترجمته ستة أيام من شباط عام1973. وأنت تستطيع أن تقول أن هذه الترجمة قد نقلت الكلم الفارسي الى الكلم العربي. مثلما تستطيع ان تقول انها قد أدت المعنى فما أبهت للفظ. وذلك أنني قد سكبت المعنى في قوالب عربية يرتضيها الذوق العربي. فإذا ترجمت هذه الترجمة الى الفارسية جاءت بالكلم الفارسي عينه حيناً وبالمعاني نفسها أبداً. "
Ali Shariati was an Iranian revolutionary and sociologist who focused on the sociology of religion. He is held as one of the most influential Iranian intellectuals of the 20th century and has been called the ideologue of the Iranian Revolution. He was born in 1933 in Kahak (a village in Mazinan), a suburb of Sabzevar, found in northeastern Iran, to a family of clerics.
Shariati developed fully novice approach to Shi'ism and interpreted the religion in a revolutionary manner. His interpretation of Shi'ism encouraged revolution in the world and promised salvation after death. Shariati referred to his brand of Shi'ism as "Red Shi'ism" which he contrasted with clerical-dominated, unrevolutionary "Black Shi'ism" or Safavid Shi'ism. Shariati's works were highly influenced by the Third Worldism that he encountered as a student in Paris — ideas that class war and revolution would bring about a just and classless society. He believed Shia should not merely await the return of the 12th Imam but should actively work to hasten his return by fighting for social justice, "even to the point of embracing martyrdom", saying "everyday is Ashoura, every place is Karbala." Shariati had a dynamic view about Islam: his ideology about Islam is closely related to Allama Iqbal's ideology as according to both intellectuals, change is the greatest law of nature and Islam.
Persian:
دکتر شریعتی در سال ۱۳۱۲ در خانواده ای مذهبی چشم به جهان گشود پدر او استاد محمد تقی شریعتی مردی پاک و پارسا و عالم به علوم .نقلی و عقلی و استاد دانشگاه مشهد بود علی پس از گذراندن دوران کودکی وارد دبستان شد و پس از شش سال وارد دانشسرای مقدماتی در مشهد شد. علاوه بر خواندن دروس دانشسرا در کلاسهای پدرش به کسب علم می پرداخت. معلم شهید پس از پایان تحصیلات در دانشسرا به آموزگاری پرداخت و کاری را شروع کرد که در تمامی دوران زندگی کوتاهش سخت به آن شوق داشت و با ایمانی خالص با تمامی وجود آنرا دنبال کرد.
در سال۱۳۵۲، رژیم، حسینیهء ارشاد که پایگاه هدایت و ارشاد مردم بود را تعطیل نمود، و معلم مبارز را بمدت ۱۸ماه روانه زندان میکند و درخ خلوت و تنها ئی است که علی نگاهی به گذشته خویش میافکند و .استراتژی مبارزه را بار دیگر ورق زده و با خدای خویش خلوت میکند از این به بعد تا سال ۱۳۵۶ و هجرت ، دکتر زندگی سختی را پشت سرخ گذاشت . ساواک نقشه داشت که دکتر را به هر صورت ممکن از پا در آورد، ولی شریعتی که از این برنامه آگاه میشود ، آنرا لوث میکند. در این زمان استاد محمد تقی شریعتی را دستگیر و تحت فشار و شکنجه قرار داده بودند تا پسرش را تکذیب و محکوم کند. اما این مسلمان راستینخ سر باز زد، دکتر شریعتی در همان روزها و ساعات خود را در اختیار آنها میگذارد تا اگر خواستند، وی را از بین ببرند و پدر را رها کنند
(الدعاء أمانة تصحب من يدعو الله، فتبصر في سكناته، وحركاته، ونظراته ، بريقًا من نور الدعاء والتعبد. وحيثما يكن تكن الأمانة معه.)
تلك الكلمات ليست لزاهد ولا عابد ولا حتى لشخص مسلم بل هي لقلب عرف الله فعرف كيف يدعوه هي كلمات من قلب الطبيب الكسيس كارل الذي حاز على جائزة نوبل لأنه استطاع أن يحتفظ بقلب دجاجه ينبض لخمسة وثلاثين عامًا، حدته تأملاته لدعاء فألف كتب عن فلسفة الدعاء
ذلك الطبيب الكسيس احد الأسباب التي جعلت الدكتور شريعتي يقف على فلسفة الدعاء الإسلامي ويقدم كتابه القيم.
يبدأ الدكتور شريعتي بشرح أسباب نشأة العبث في الفكر الغربي، والعبث بمعنى الإنسان الفارغ والحياة العابثة والارتباط بالحياة الواقعية المادية المبتذلة وتسخيف ما هو موجود فكان البعد عن الدعاء فهو يمثل حاجة ابعد من الحاجات المادية.
من هو الذي يدعو !!؟ وبماذا يدعو!!؟
بهذه التساؤلات يبدأ شريعتي بطرح فلسفة الدعاء الإسلامي ويستشهد بأدعية الصحيفة السجادية للإمام زيد العابدين عليه السلام.
كتب صغير ولكنه قيم جدًا فقد نقلني من زاوية قديمة إلى زاوية جديدة استطعت من خلالها أن أرى عمق الفكر الذي يحويه الدعاء الإسلامي وتأثيره في إنسانتينا.
رقيق ماتع.. " اللهم وفقني للمحاولة في الفشل.. و للصبر في اليأس و للسير وحيدا بلا رفيق و للايمان بلا رياء و للدين بلا دنيا و للعظمة بلا شهرة و للخدمة بلا خبز و للخير بلا نفاق و للعمل بلا جزاء و للوحدة بين الناس.. و للمحبة من غير أن يُعلم المحبوب " ربنا و تقبل دعاء
“إلهي هبني حياة لا آسف، إذ يدنو مني الموت، على لحظة فيها غير مثمرة. و هبني موتاً لا أحزن على عبثه. إلهي: علمني كيف أحيا ، أما كيف أموت فإني سأعرفه.” إلهي: ألا حطم، يا إلهي، هذا العقل اللئيم الذي لايعرف غير المنفعة.. و الذي يقيد جناحي في هجرتهما، ألا حطمه بشعلة الشوق التي تلتهب في داخلي ! إلهي: زدني إرادة، و علماً و تمرداً، و غنى و حيرة و وحدة و فداء و لطافة روح ..💓
ثلاث نجمات ونصف، كتب شريعتي دائمًا ما تبعث فيك حس التفكير والنقد.
عندما كان يترجم كتاب الدعاء لألكسيس كارل، والذي يقول فيه بأن عدم الدعاء يؤدي بالمجتمع إلى الانحطاط وبأن لابد للدعاء أن يكون ذا قوة وشدة لا مجرد كلام يلوكه.
ومن مدخله إلى فلسفة كارل عن الدعاء في كتابه تحدث عن الواقعية والعبث في المجتمع الغربي وربطه بالمجتمع الشرقي وحتى دخل إلى الدعاء في الإسلام وفلسفته وقد حاول تسلطي هذه الدراسة البسيطة بمضامين أدعية الصحيفة السجادية، وكيف بأنه من خلال سيرة الإمام السجاد عليه السلام مع الدعاء قد دلت على أن الدعاء وسيلة لمناهضة الظلم والطغيان.
Kitap çok fazla tekrara düşüyor. Ali Şeriati'nin kendine özgü analizleri de yok denecek kadar az. Metin hayli sadeleştirilerek başka bir kitap içinde bir bölüm olarak yer alabilirmiş. Yalnızca kitabın başında yer alan İmam Seccâd'ın (Zeynelabidin) duası okunmaya değer.
"Allahım! Rahmet et de imanım bana ad ve ekmek kazandırmasın. Bana, imanım uğrunda ekmeğimi, hatta adımı tehlikeye atabilecek bir güç ver ki dünyanın parasını kazanıp din için çalışanlardan olayım, dinin parasını kazanıp dünya için çalışanlardan değil."
مزيج بديع و شبكة متسقة لإدخال مفهوم الدعاء الذي هو العبادة في حياة المسلم الثائر المتمرد .. الكتاب مقسم إلي قسمين .. في القسم الأول يحكي الكاتب مفهوم الدعاء الحقيقي في الإسلام الدعاء الذي اتخذه الأولون سلاحاً فتحوا به الأرض دعاء علي و الحسين و زينب الذين ظلت كلماتهم المخضبة مورداً للعطشى
أبهر ما علق في ذهني من هذا الكتاب إشارة الكاتب إلى أن الإنسان ليس بمتعه و لذاته .. بل بجوعه و حاجته و شوقه إلى الأشياء التي يحس بها .. إن تكامل الإنسان يساوي تكامل حاجاته و نقائصه .. الإنسان الصغير حاجاته صغيرة و الإنسان الكبير حاجاته كبيرة.
يقوم الدعاء على ثلاث قواعد ألا و هي : المعرفة .. معرفة الله، و الإرادة .. إرادة التغيير ، و الفكر .. أي العقيدة . أو لنقل الدعاء على حد تعبير الكسيس كارل صاحب جائزة نوبل في الطب .. الدعاء هو تجلي المحبة و الفقر.
و في القسم الثاني من الكتاب يورد الكتاب أدعية فياضة قد قرأتها مرات و مرات و لم أشبع من تكرارها و أورد هنا بعضاً من أدعية الكاتب:
إلهي: ألا حطم، يا إلهي، هذا العقل اللئيم الذي لايعرف غير المنفعة.. و الذي يقيد جناحي في هجرتهما، ألا حطمه بشعلة الشوق التي تلتهب في داخلي ! إلهي: زدني إرادة، و علماً و تمرداً، و غنى و حيرة و وحدة و فداء و لطافة روح .. إلهي: لتكن هذه العبارة التي جرت على لسان دوستويفسكي في قلبي : " إذا لم يكن الله فكل شيء مجاز، فالعالم يغدو بلا معنى، و الحياة بلا هدف، و الإنسان تافهاً لا معنى له، و لا هو مسؤولاً عن شيء" .. إلهي و سيدي و مولاي: قوني بالفقر و الزهد إزاء ما يفسد المروءة .. إلهي: وفقني للمحاولة في الفشل و للصبر في اليأس و للسير بلا رفيق و للجهاد بلا سلاح و للعمل بلا جزاء و للفداء في صمت و للدين بلا دنيا و بلا عوام و للعظمة بلا شهرة و للخدمة بلا خبز و للإيمان بلا رياء و للخير بلا نفاق و للسجاعة في نضج و للمناعة بلا غرور و للعشق في تفاني و للوحدة بين الناس و للمحبة من غير أن يعلم المحبوب إلهي : أنا أعلم بأن إسلام رسولك قد بدأ بـ"لا" اجعلني يالله بإسلام "نعم" كافراً ..
كتاب لطيف .. خفيف جدًا، متأثر بالقسيس كارل كما هو واضح، ونقل عنه الكثير من الاقتباسات، مثلاً : "ما من أمة في التاريخ كتب عليها الاندثار التام. اللهم إلا إذا كانت هيأت نفسها للموت بالضرب عن الدعاء صفحًا"، " إنما الدعاء هو تحليق الروح الإنسانية في عوالم عظيمة من محبة الروح" .. وغيرها كثير من المقولات فكرة الكتاب الرئيسية هي أن الدعاء ليس وسيلة إلى تلبية الاحتياجات فحسب، بل هو محبة تتجلى بين العبد وربه
الدعاء هو وسيلة لمعراج الروح إلى السماء هو وسيلة لتنقية الروح وصفائها نعم هو أيضا وسيلة لطب الحوائج المادية لكنه بليغ الأثر في نقاء الروح وتطهيرها من غبار المادة ومن التكالب على الحياة وخير نموذج لكتب الأدعية هو الصحيفة السجادية فهو كتاب للفلسفة الروحية وللتربية الفردية والإجتماعية فضلا عن كونه كتاب أدعية...
في الكتاب يوضح عن فكره الدعاء ليس لتلبيه الحاجات والطلبات انما صله حب بين العيد وربه ،، متاثر علي شريعتي الكسيس كارل جداً ...ومن الاقتباسات لكارل ( إنما الدعاء هو تحليق الروح الإنسانيه في عوالم عظيمة من محجه الروح)
يا الله! كيف لأول مرة أستطيع فهم الفلسفة الكامنة خلف الدعاء بهذه البساطة التي قدّمها الدكتور علي شريعتي؟! هذا الكتاب على صغره إلا أنه فتح مبحثًا عظيمًا في قضية دراسة خصائص الدعاء الإسلامي والشيعي خصوصًا، ومدى تفرده واختلافه؛ فهو الحنجرة اللاهثة في وجه الظلم، والكلمة المكتومة في الأرض، الزاعقة نحو السماء. والدعاء الإسلامي يحمل فلسفة فهو ليس أداة للمتواكلين الكسالى الذين يريدون تحقيق أمانيهم، فليس الدعاء بالمفهوم الإسلامي هو مصباح علاء الدين المحقق للأماني الدنيونية! بل الدعاء الإسلامي هو عقيدة السعي والبحث والعمل، ثم يخرج الدعاء من الفم تلقائيًا دون إعداد مسبق ودون تواكل، دعاء يخرج نحو السماء، يخترق القلب، ويعبر عن إيمان هذا القلب المأسور في الجسد. ولقد ذكر الدكتور علي شريعتي هذا العالم البيولوجي الذي كتب كتابًا عن الدعاء، عالم يكتب كتابًا عن الدعاء! ويقول فيما قال أن هناك أزمة غياب الدعاء في العصر الحديث، وسيطرة الحياة العملية على الناس. أما المسلم والشيعي خصوصًا دعاؤه هو الحياة نفسها، وهو ليس دعاء وجدان متصوف بعيد عن الحياة، بل دعاء خارج من شجب الحياة الرديئة، والسعي نحو الحياة الحقة. يمكنني تلخيص فلسفة شريعتي في أنه يرى أن الطريق إلى الله عبر الحياة والناس، ومن يعبر الحياة بعبادة الله حق العبادة، وتطبيق الدين في الدنيا حق التطبيق، فلا بأس بعد ذلك عند الموت، فالموت هو نهاية دار العمل والسعي. فالمبدأ الشيعي هو عقيدة وجهاد.
°°° ::الكتاب في سطور::
١_ ما هو الدعاء الشيعي؟ الدعاء الشيعي هو ملاذ بل كمين يتهيأ للهجوم والبقاء. والبقاء لهذا الفكر، ولهذا الشعار، ولهذا الإيمان الذي تعاضد العالم الإسلامي كله عليه. والهجوم على الأجهزة التي سلبت الناس قدرتهم على الكفاح، فلم يبق إلا الدعاء حربة يطعن بها العدو.
٢_ الصحيفة السجادية والإمام زين العابدين: كان قلب الإمام السجاد يفيض، فكان في كل مكان يتوسل بالدعاء إلى الكلام عن عقيدة الشيعة في الوجهة التي يعرف بها الإنسان ربه، ونبيه، وأئمته، وعليّه، والسجايا الإنسانية. فالدعاء هو الوسيلة إلى الدفاع عن الحقيقة، والعلامة على تأدية الواجب والدفاع وتخليد النفس. إن الدعاء هو الوسيلة الوحيدة - حيث تعجز القدرة عن ألوان الكفاح - إلى الكفاح!
٣_ فضل الصحيفة السجادية: إن الصحيفة هي كتاب الجهاد في الانفراد، والكلام في الصمت، والتأهب في الفشل، والصياح في الخفقان، والتعليم بالشفاه المطبقة، وتسليح من أخذوا سلاحه. وبالرغم من هذا كله فالصحيفة هي مجرد كتاب دعاء!
٤_ تفسير الدعاء الشيعي: لقد مال أئمة الشيعة وزعماؤهم إلى الدعاء، لأنهم كانوا قد حرموا الكلام نقدًا، وإبلاغًا، ودفاعًا عن العقيدة، فكان هذا الدعاء زاخرًا بالألم والشوق والعمق والرمز والكناية والثورة المكتسحة من أجل الحق والعدل من جراء ما لاقوا من عذاب وانكسار وتنكيل.
٥_ دعاء علي شريعتي: "إلهي، هبني حياة لا آسف، إذ يدنو مني الموت، على لحظة فيها غير مثمرة. وهبني موتًا لا أحزن على عبثه. ذرني أصطفي أنا ذلك، على أن ترتضيه أنت. إلهي، علمني كيف أحيا، أما كيف أموت فإني سأعرفه."
°°° ::ملاحظات على الكتاب::
١_ يركز علي شريعتي على الإمام السجاد زين العابدين والصحيفة السجادية والأدعية الشيعية فقط، دون الأدعية النبوية، وهنا أريد التوقف هنيهة: هذا الفكر هو الشائع الذي أراه كلما قرأت في كتب الشيعة، وهو جنوحهم نحو الأئمة وآل البيت أكثر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه. فالأدعية النبوية زاخرة بالدرر وبالجماليات اللفظية وأحق بالدراسة والاستقصاء. وهذا ما ألاحظه من ضمن أوضح الاختلافات بين السنة والشيعة: أن السني يرفع النبي محمد فوق الجميع، ثم يأتي في كلامه لآل محمد والصحابة. بينما الشيعي يرفع عليًا والزهراء والحسين وزينبًا ثم يأتي في كلامه على النبي محمد عرضًا وأحيانًا يُقال محمد وعليّ على قدم سواء. وهذه ملاحظة أذكرها كقارئ يستقبل هذا الفكر بحيادية تامة ودون أي تحيزات مسبقة. فأنا -ولا فخر- من نسل الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليهم وسلم. وأقول في كل صلاة: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. فإجلالي لأهل البيت كبير، وكمية تأثري بكربلاء ومقتل الحسين كواقعة تاريخية وإنسانية ودينية هي في قمة القمم من حيث موقعها في نفسي. لكنني آخذ النبي محمد أسوة، فالأنبياء هم أكمل خلق الله، ولا أنكر فضل الأئمة، لكن هل يعوض الإمام مقام النبي؟! وهذا من الاختلافات الجوهرية في العقيدة الشيعية. ولا أروم حسم الأمر. وأنا أحب آل البيت حبًا جمًا، فالتشيع في قلوبنا. والحب حقيقي. والله أعلم!
٢_ تمنيت لو كانت هناك إشارة أو بضع إشارة لمثال على المقارنة بين أدعية الإسلام وأدعية المسيحية واليهودية والبوذية، فيُعرف البيان الواضح لكنه الدعاء الإسلامي.
°°°
::استدراك هام::
إن القول الفصل الذي أرتاح له، أنه لن يدخل الجنة إلا من صلح عمله واتقى. سواء كان سنيا أو شيعيا أو غيرهما من الملل والنحل. والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يخاطب ابنته فاطمة الزهراء: "لا أُغْنِي عنكِ من اللهِ شيئًا." فلو حتى كان من كان من آل البيت ومن الأشراف ولم يتق الله ويصلح عمله فلن يغنيه ذلك من أمره شيئًا. ولن يدخل الجنة أحد بعمله. لكننا نتقي الله ما استطعنا أو كقول الشاعر: خل الذنوب صغيـــرها *** وكبيرها ذاك التقى، واصنع كماش فوق أرض *** الشوك يحـذر ما يرى، لا تحقـــرن صغيرةً *** إن الجبـالَ من الحصى
ليس الإنسان بمتعه ولذاته . بل بجوعه ، وحاجته وشوقه إلى الأشياء التي يحس بها . إنّ تكامل الإنسان يساوي تكامل حاجاته ونقائصه . فالإنسان إنسان على قدر ما تكون حاجاته كاملة ، ورفيعة ، ومنزهة [ الإنسان الصغير حاجاته صغيرة ،والإنسان الكبير حاجاته كبيرة ] ومن هنا نفهم هذه الحقيقة الكبيرة : الأغنى أحوج .
ولم يكن فضل عليّ على سواه في غناه . بل في حاجاته الأرفع والأعظم التي تخص الناس ، وفي حاجاته الشديدة ، وعطشه الشديد في الوجود . ولم يكن لغيره قط مثل حاجاته وعطشه . ويصدق هذا في العلم أيضاً [ فأنت لست عالماً بمقدار ما فيك من علم فحسب ، ولكن بمقدار ما ترى فيك من جهل ] إذا أنا تطلعت إلى الأرض والسماء ما كان المجهول فيهما عندي إلا معدوداً : لماذا كانت السماء زرقاء ؟ لماذا تسمرت النجوم فوق ؟ لماذا أرى السحاب هكذا؟ أما العالم بالفضاء فيرى في الفضاء ألف مجهول ومجهولا.
إنّ الأرواح الصغيرة الضيقة التي لا تبصر أبعد من الأرنبة ، هي سعيدة بخاتم من العقيق ، وبلحية مرخاة ........ تلك تصير بها إلى بحر اليقين والعرفان .... لقد اطمأنوا على دنياهم وإلى آخرتهم ، فهم القيمون على الصراط الذين تحف بهم الملائكة . فخريطة الآخرة يعرفون مواضعها شبراً شبرا، أولم يقرأوا كتاب (مفاتيح الجنان ) فلم لا تكون مفاتيح أبواب الجنة في أيديهم ؟ فماذا يبغي الإنسان بعد هذا ؟
ليس في هؤلاء ولو قليل من العطش ، ولا قليل من الشوق إلى المجهول ، ولا قليل من الشك // لكنّ // ذلك الإنسان العجيب الذي امتلأ صدره بنور البصيرة والذكاء ، فكان أعرف بطرق السماء منه بطرق الأرض .
يوضح الكاتب في هذا الكتاب الصغير و البسيط اهمية الدعاء في حياة الانسان ليس من ناحية دينية فقط بل من ناحية إنسانية و فلسفية و علمية كذلك فالكاتب يستشهد على مؤلف البروفيسور ألكسيس كارل الحائز على جائزة نوبل في الطب وكتابه اسمه الدعاء و تجربته و رؤيته للتغيير في الوجودي الذي يصيب الإنسان، وحين يتامل الكاتب كيف ان الدعاء هو صورة لتهذيب (الهو)* و جعل الإنسان يتحرر من عالم المادة ويبحر في الملكوت بل ان الدعاء له ارتداد عكسي مباشر على نفس الانسان قبل الناس، ويدخل في نقد حاد على جماعة الوجودية بمختلف اسمائهم و رؤيتهم القاصرة كما يعبر الكاتب بل انه يقول كيف ان الكامو اصبح يرى المجتمع الغربي من كثر انغماسه في المادة وعدم انفكاكه منها ويركز علي شريعتي ان الدعاء الغير مستمر و الذي يكون بلا عمل هو هراء. وما اجمل يتحدث عن مفاتيح الجنان و الصحيفة السجادية وكيف يري الفرد ان الدعاء يمس كل موجود وهو الرابطة الغير مفهومة بالعقل بل مفهومة بالكيان الحي.
*الهو هي الجانب الحيواني كما يعبر فرويد في رؤيته النفسية.
فقد ورد عن الرسول الأعظم صل الله عليه واله:(لِيَسأَل أحَدُكُم رَبَّهُ حاجَتَهُ كُلَّها ، حَتّى يَسأَلَ شِسعَ نَعلِهِ إذَا انقَطَعَ). في كتب المسلمين.
الدعاء هو أعظم هِبَه تُمنح للإنسان. الدعاء لا يقوم بهِ الإنسان لحاجة فقط، بل من حب وإيمان وإرتباط بخالق هذا الكون، يتجاوز بهِ الإنسان المستحيل، وينسف القوانين والأسس التي تُوضَع للحياة، ليصبح الإنسان أعظم. أعظم من قيود وقوانين وحياة رتيبة بلا تطوير ولا تحسين ولا رغبه للتجدد والتعلم.
هذا ما أستنبطته من كِتَاب الدُعَاء.
وأكثر ما عجبني هو إنتقاد الكاتب للنظرة الواقعية الغربية للحياة من جميع نواحيها، وحصّرها للأمور في نطاق محدد. وإنتقاده للعبث الفكري الغربي، الذي نتج عنه فئة مُرَفهه ربطت وجود الإنسان ونجاحه بمدى قدرته في تحقيق حاجاته الماديه وإستعباده للآخرين بغية تحقيقها مما يُبعد الإنسان عن الطموح والإفتقار والرجاء لبلوغ المعرفة والتطور و التطلع للأفضل حيثُ قال:" ليس الإنسان بمتعه ولذاته، بل بجوعه، وحاجاته وشوقه إلى الأشياء التي يحس بها. إن تكامل الإنسان يساوي تكامل حاجاته و نقائصه. الإنسان الصغير حاجاته صغيرة و الإنسان الكبير حاجاته كبيرة. ومن هنا نفهم هذه الحقيقة الكبيرة: الأغنى أحوج."
وخُتِمَ الكِتَاب بمجموعه من الأدعيه وهذا الدعاء الذي أستحسنتهُ مِنها:
"إلهي: علم المفكرين الذين يرون الاقتصاد أصلًا ان الاقتصاد ليس هو الهدف، وعلّم المتدينين الذين يرون الكمال هو الهدف، أن الاقتصاد أصل أيضًا."
إلهي، أحمدك وأحمدك ، لأنني كلما تقدمت في سبيلك وفي سبيل رسالتك، وكلما عانيت وقاسيت، أرى الذين عليهم أن يلاطفوني، يضربونني، وأن يماشوني، يحجزونني، وأن يعترفوا لي بالحق، ينكرون عليّ الحق، وأن يصافحوني، يصفعونني، وأن يحملوا على العدو، يحملون علي. وأرى الذين يرون سموم الأجنبي تنتشر، يلومونني وييئسونني ويتهمونني، بدلا من أن يثنوا علي ويزيدوا في قوتي، ويكثروا من أملي، لكي أقنط ـ وأنا في سبيلي إليك- منك، فأغضي عنك، وأزهد فيك. أحمدك على هذا لكي يكون أملي الوحيد هو أنت، لكي تكون أنت وأنت وحدك مطمعي، فلا أستعين إلّا بك، ولا أرجو ثواب إلا منك. فالحساب الذي بيني وبينك ليس فيه شريك ثالث. أجل، لكي أسوي الأمر الذي بيني وبينك، وبيني وبين نفسي، ولكي أتذوق حلاوة الاخلاص التي إذا تذوقها القلب عاف كل عسل، وكل حلاوة.
الدعاء هو وسيله لمعراج الروح إلى السماء هو وسيله لتنقية الروح وصفائها نعم هو أيضا وسيله لطلب الحوائج الماديه لكنه بليغ الأثر في نقاء الروح وتطهيرها من غبار المادة والتكالب على الحياة وخير نموذج لكتب الادعية هو الصحيفة السجاديه فهو كتاب للفلسفه الروحيه وللتربيه الفرديه والاجتماعية فضلا عن كونه كتاب أدعية...
يعتمد د.علي شريعتي في كتابه هذا الصحيفة السجادية (للإمام زين العابدين) مثالاً على نص الدعاء الإسلامي (دعاء المحبة والأخلاق). ما اراه بأن الأمر أكبر من أن يشمل المسلمين وحدهم, فيبين أن الدعاء الديني الحقيقي ينبغي ان يكون بعيداً كل البعد عن الماديات, هو مدرسة تربوية ونصوص فلسفية تسعى للخصال الحميدة والفضائل الكريمة, كيف؟ ان عماده في البداية مخاطبة الله مخاطبة محبٍ لمحبه يعمد فيه لذكر صفات الله ومنزلته وما يمكن ان يكون أقوى دلائل وجوده. ثم حاجتك, ماهو ما انت بأشد حاجة اليه من الله سبحانه وتعالى؟ أنك أعمق من ان تطلب اموراً مادية دنيوية عرفناها وألفناها, انما نحن احوج مانكون لإمتلاك هويتنا ومعرفة ذاتنا نحن نفتقر الى الهدى والرشاد والعناية الإلهية نحن بحاجة لمعرفة الخطأ من الصواب بحاجة لتلك الرحمة واللطف والمحبة من الله في هذه وتلك الحياة, تخيل حديثاً أساسه هذا. في ختام الكتاب ذكر نص دعاء أبكاني كثيراً فما هو الا ما أحتاجه بشدة وما يجوب خاطري مراراً لكني افتقر لقوة التعبير اذ اني اخشى الآن بأني ظلمت الكتاب بهذه المراجعة أو الأهم من هذا ظلمت قوة وروحية الدعاء
هذا الكتاب ينطلق بالدعاء إلى آفاق جديدة ليخرج من كونه عبادة بل تجلي واضح للمحبة و الفقر و رابطاُ وثيقاً بين العبد الحقير و الرب الجليل ! الدعاء لم يكن قط مجرد عبادة مادية و بدنية بل هي عبادة تسمو بالروح الإنسانية إلى التكامل الروحي الذي كان و لا زال منذ الازل الضالة المنشودة العابدين و العارفين و الضائعين و الهاربين !
الدعاء ، نعم هو ثورة الحق ضد الباطل ، هو جهاد كلمة و هو تهذيب النفس و تربيتها ، هو تأسيس الحياة الإجتماعية ، هو منهج الرشاد .. هو معراجُنا نحو السبع السماوات العُلى .. كُتاب صاغ الدعُاء فِي صَومعة أدبية جميلة .. !
أول كتاب أقرأه للدكتور المفكر علي شريعتي .. لا أظنه الأخير !
تحدث كثيرا عن كاريل ألكسيس وعن كتابه "الدعاء"، والذي على ما يبدو قد أثر كثيرا في شريعتي حمسني لأبحث عن هذا الكتاب وأرى ما يحمله
لم يأتي شريعتي بأي شيء أوقفني في هذا الكتاب تحدث عن قوة الدعاء وأهميته لنا كمسلمين، عن انحراف الدعاء عن أصله الحق والذي هو علة التخدير وانفلات القيم وكما جاء به ألكسيس، والذي أظن أن شريعتي أعجب به لأنه عالم غير مسلم ولكنه كتب عن الدعاء وقدراته تحدث كثيرا عن الإمام السجاد، زين العابدين علي بن الحسين، والذي لم أعرف من قبل أن لقب بالإمام السجاد عن تاريخ الشيعة المظلومين ومكانة الدعاء الشيعي بالخصوص، أكيد فشريعتي شيعي في نهاية المطاف
كما أن الترجمة لم تعجبني فعلا، وجدت أن المترجم يعقد ويزخرف في كلامه رغم أن الموقف ليس بمكان ولا شيء يتعبني مثل الهوامش
"وبالذكر والجهاد الكبير والموت قبل الموت يبدأ بالهجرة من نفسه ، أي مما هو كائن إلى ما ينبغي أن يكون ...فلا يلبث أن يبلغ الإخلاص والمروءة والخلوص لأجله " إلهي ..الإخلاص ..الإخلاص إلهي علمني كيف أحيا ..أما كيف أموت فإني سأعرفه