الملك والملكوت ومابينهما من حب وحرب ، وغرام وانتقام في جمجمة متوسطة الحجم ، مزدحمة هي الاخري بأشياء كثيرة ، وفوضي مستحكمة، وميول صوفية، وفضول علمي ، وحيرة فلسفية. حين تسقي الدماء الرمال يولد البرتقال حين يتأمل الورد الأحمر زرقة السماء يتحول إلي بنفسج
بهاء جاهين هو شاعر مصري، أصدر عددا من الدواوين منها: الرقص في زحمة المرور 1986، القميص المسكون 1990، ايام 1996 عن هيئة قصور الثقافة، ثم مكاشفات شخصية عن نفس الهيئة عام 2000. ويعمل بهاء رئيسا للصفحة الثقافية ليوم الثلاثاء في جريدة الاهرام، وهو خريج كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية.
هذا كتاب يصعب تقييمه من قراءة واحدة، لكن مبدئيا ، وحتى أعيد قراءته، أستطيع أن أقول أنه مسكون بأنواع من السحر... سحر البيان وسحر الخيال وسحر التأمل العميق!
كتاب عن الظاهرة الوجودية، أفكار وشخوص وأصوات مختلفة تم التعبير عن البعض القليل منها بعبقرية والبعض الآخر شعرت أنه مجرد تداعي حر، والتعبير جاء بصور مختلفة منهي الشعر المقفي وغير المقفي والنثر إلخ..
الإخراج الفني للكتاب من اللباد رهيب صراحة ومن الأشياء التي شدتني للكتاب، أعجبني ترك صفحات في النهاية للملاحظات، اعتقد ان الكتاب يحتاج بالتأكيد لأكثر من قراءة في أعمار مختلفة، ولكنه لم يجذبني في المرة الأولي كأعمال أخري حتي تلك التي تحتاج لأكثر من قراءة ، أعجبني أن الكاتب جعل شخوصه المتناقضة تسخر من بعضها بعضا، أعجبني اختياره للأسماء، أعجبتني مقدمات الكتاب.
لدي بعض الملاحظات علي ما اعتبره شخصيا تجاوزا دينيا.
"أنا كل ما افتح كتاب أشم عطر حنين وكل ما افتح دولاب أحضن هدوم مَوْتَى أشم ريحة أب، ريحة جنين وكل ما انظر وجه، ألقاه، ويا للعجب، وجهى أنا.... وحزين" "يابرنس الحمام. يا قديم يا ريحة أب. يا حاضننى من يوم ما راح حضن الحزين العذب. يا برنس الحمام، یا قدیم یا متهربد.. يا قلب من كتر حبه داب" الكتاب الأول – شادي وشهاب "حين أتأمل حالتك المحزنة أعدها مهمة مقدسة - أو تكاد – أن آتي لأواسيك. يا لك من روح مسكين لعنت نفسك بنفسك لتهلك أبدياً في جحيم ذاتك" "يالك من نفسٍ فى حال لا تسر لا تستطيع ضخ دماء العافية ونعمة الفعل في جسد التفكير الشمعي المسجى إنك هاملت.. كما رسمته أنا يثقلك الذنب، تميل للتأمل إنك نصف رضيع ونصفك الثاني عجوز فانٍ... وفي الحالين عاجز.. كيف سمحت لنفسك.. يا للعار! أن تنحنى لتلتقط معنىً صاغه ربُّ معانٍ أدنى منك؟ هل يعترى الفقرُ أضخم ثروات الكلام؟" الكتاب الثاني – السائر في الهواء "صوت - رباب تعيش انت شادی - اذا كانت رباب أعيش انا أعيش انا ليه؟ شادى - النسيم الليلادى ريحته ضلمة فاطمة - هدومك ريحتها موت كنت نايم مع مين؟ انطق! اتكلم!" الكتاب الثاني – عروس النيل.. عروس البحر "بابا ما جاش یا بیت في حضن سِتى بكيت وبعد حبة نسيت لعبت وجريت واتلهيت فى الشيطنة .. یا كهل واقف في المراية يبص للطفل الحزين من بعد ما عدَّت سنين وسنين أبوك ما جاش ولسه برضه في انتظار وعدُه بالسكر النبات وغزل البنات وعيدية العيد اللى جِه.. واللي فات" الكتاب الثالث – أرض الجريمة "حبيبتى الله لم يعد يحبني والناس من حولى.. كأنهم أحجارْ يرجمنى الله بهم ليل نهارْ" الكتاب الخامس – الشظية السادسة: مؤتمر إنقاذ الأرض "- وَدِّيني عند التل، فوق قِمتُه - ما يرفع الإنسان سوى همته - ازای اشقّ طريقي وانا خايف؟ - ربك خلق لك عقل.. وشفايف والساير الحاير هداه غنوته غنى لحلمك، هَدهد المولود اللى بيخرج م العدم عنقود قول: باتولِد، باصرُخ، إذن موجود أنا مر ممكن بالحلاوة يجود .. ماشي.. أنا ماشى أهُه لوحدى لكن يا صاحبى فيه طلب عندى أرجوك تخليك جنبي، مآنسنى ولو بضل الضل ملامسنى ما اعرفش فين التل دا مُوَدَّى تل الزهور ده، أبو الندى الوردي اللي في سفحُه صخر، قبله شوك قبله ضلام، وخيال وحوش ينهشوك خليك.. هنا.. خليك.. أنا.. أرجوك صحيح مُصمم، إنما مربوك وقلبي كله رعب... وتحدى! .. كان الوَنَس وَلَّى، مع الضِلة وكإنه وهم، تَبَدَّى فَتَجَلى ثم انعدم. لكن.. أهه.. ماشى وان كان صديقي وهم مُتلاشى أهُه رسم لى طريقى وتَوَلَّى ع الصخر حتى وع الحصى انشالله آدینی ماشی.. خیالی مصاحبنی شوية اجُّره، شوية يسحبني شوية صهد النار يلهلبنى وشوية نور البدر يلاعبني والعب أنا وخيالى ع الرملة التل.. فين التل؟.. فين وردُه؟ واللاّ خلاص.. دا خلاص.. سراب برضه؟ رمل وزلط هنا بس، حتى الضل الشمس تحما ينحرق.. ينحل م الشمس عقلى اختل، بقى عنده حالة لهيب فيهم الشتا وبردُه م الصهد عزمى اتشل، وعينيا شايفة سراب: أصفَى من المية! برد وسلام، وصقيع وسخونية حنية كلها قسوة، وصبية صبت لي أشرب.. عطشي زاد حدُّه" الكتاب السادس "الصورة في المرآة غير حقيقية الملامح المرسومة قد تختلف عن الأصل؛ لكن هناك أصلاً ما.. وجهاً.. قد نراه جميلاً وهو ليس بكل هذا الجمال.. أو قبيحاً وهو ليس بكل هذا القبح.. طيباً ملائكياً، أو شريراً شيطانياً، وهو ليس هذا ولا ذاك، أو ليس كل هذا أو كل ذاك.. لكن يبقى أن هناك عالماً ما حاول بعض الفلاسفة أن ينفوا وجوده قائلين إن الذات المدركة هي وحدها الوجود الأكيد، لكني أراهم منحازين للعقل الإنساني انحيازاً يكاد يكون مضحكاً في مغالاته. .. نحن مرآة، تدعى في جميع الحالات إنها مستوية، صادقة واقعية في رسم حقيقة ما ينعكس عليها وننسى أن فينا جميعاً درجات من التحدب أو التقعر أو كليهما معاً، تصل في أحوالها القصوى لأن نكون مثل مرايا الملاهي، المخصصة لإضحاك وإرعاب الأطفال.. والكبار" الكتاب العاشر – الصورة في المرآة غير حقيقية