يطقطق الوزير أصابعه ويضيف: "هذا الكرسي.. له بدلته.. وله عباءته وعمامته أيضًا.. والشعب ضعيف أمام العباءة والعمامة" * * * إنه أحد تلك الأيام التي لم تعد الحياة بعده كما كانت من قبل، أو ربما لن تعود بعده حياة أصلًا! يوم سبت عادي للجميع عدا "منى" ومَنْ حولها.. حيث تترك عملها متحدثة إعلامية فـي إحدى الوزارات، وترسل بيانًا تتهم فيه الوزير "فتحي حسب النبي" بالتحرُّشِ بها، فتنقلب حيوات عديدة رأسًا على عقب، ويصبح لزامًا على الرجل الذي يجيد استخدام البدلة والعباءة أن يُنهي الأزمة قبل اجتماع مجلس الوزراء الذي يُعقد كل أربعاء.
هيثم دبور: كاتب وسيناريست وشاعر مصري، حققت روايته الأولى "صليب موسى" نجاحًا نقديًّا وجماهيريًّا. كتب للسينما عددًا من الأفلام تميَّزت بتنوُّعِها وتباين عوالمها؛ منها "فوتوكوبي"، "عيار ناري"، "ماتعلاش عن الحاجب" له كتابات فـي مجال القصة والمقال الساخر وشعر العامية أبرزها "ضهر الفرس"، "أول مكرر"، و"يأكلهن سبع عجاف"، نال عن مؤلفاته وأفلامه عددًا من الجوائز.
كاتب صحفي وسينارست، يكتب المقال والقصة والشعر وله مجموعة من المؤلفات أبرزها "أول مكرر"، "مادة 212"،، "بكره مش مهم الساعة كام"، "إشي خيال". حصل فيلمه الأول "فوتوكوبي" على نجمة الجونة الذهبية لأحسن فيلم عربي عام 2017. نال سيناريو فيلمه "ـعايش" جائزة ساويرس ٢٠١٦ لأفضل سيناريو لم يتم إنتاجه بعد، حصل على جائزة مصطفى وعلي أمين عن أفضل موقع إخباري صحفي عام 2013، والقائمة القصيرة لجائزة ساويرس أفضل سيناريو 2014 عن سيناريو "فوتوكوبي"، وجائزة أحمد فؤاد نجم لنفس العام عن ديوانه "يأكلهن سبع عجاف". كتب عدد من الأفلام الروائية القصيرة مثل "فردي"، والتسجيلية مثل "التحرير 2011" الحائز على جائزة اليونسكو من مهرجان فينسيا، وأفضل فيلم في مهرجان أوسلو، وعدد من الأفلام الأخرى مثل "لقمة نضيفة" الذي رشح لجائزة سمير قصير. شارك في كتابة عدد من البرامج الساخرة التي حققت نجاحا كبيرا.
مؤلفاته إن jazz التعبير - دار الشروق - 2017 إشي خيال - دار رواق - 2015 يأكلهن سبع عجاف.. عن البقر والحلم- دار الشروق 2014 ضهر الفرس - دار الشروق 2012 حالة المصري.. بشر وبواقي حياة - المصرية اللبنانية 2011 مادة 212 - كتاب دستوري/حركي ساخر... دار الشروق 2010 أزمة منتصف العمر 23 سنة- ديوان شعر ...دار العين 2010 أول مكرر- كتاب تعليمي ساخر .. دار الشروق 2009 بكره مش مهم الساعة كام- ديوان شعر ........دار ملامح 2007 وبعدها - ديوان شعر ......هلا للنشر 2005
إنه المنظور يا سادة.. يوجد مقولة في الأدب (فين معرفش الصراحة) أن كل القصص كتبت وكل ما يمكن حكيه قد حكي، ولكن يظل منظورك الشخصي هو ما لو يكتب بعد.
وهنا ما يميز الرواية المنظور وطريقة الحكي، القصة في أساسها بسيطة ولو أنت متابع لمواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخير فقد مررت على الكثير مثلها. ولكن يبقى التناول والتنقل ما بين الشخصيات في الرواية هو جانب القوة الأكبر. فأنت مع الفاعل والمفعول به، وأنت مع كل من حولهم والتأثير الحاصل بسبب الفعل. أنت مع حدث استغرق بضع ثواني اختلفت فيه أقدار ناس كثر بل لن يكون مبالغ أن نقول اختلف فيه قدر بلد. لأن الجاني ذو منصب خاص. وهنا قصتنا. "إنه أحد تلك الأيام التي لم تعد الحياة بعده كما كانت من قبل، أو ربما لن تعود بعده الحياة أصلًا."
نبدأ الحكي مع اللية الأولى لشهرزاد في قصر الملك، والمصير المحتوم أن لم تحكي ...فبلغني أيها الملك السعيد...
"ـ «أتعرف ما يجعلنا مخلدين يا ولدي؟!». ـ «معاذ الله يا شيخي؛ فنحن سنفنى ولن يبقى منا شيء». ـ «وماذا عن الكلمة؟! ألم تقرأ لعنترة الذي رحل؟ أولم تحفظ أبيات حسان ثابت؟ الكلمة تخلد رؤيتك لتلك الحياة وأثرك فيها، فإذا كنت فقيرا فهي تخلد حقك في الصراخ اعتراضا على فقرك أو رضاك عن حالك، لو حجبتها في الحالتين لرحلت أنت وفقرك دون أثر، لو منعتها لما وصلنا خبر الأولين في أشعارهم، الكلمة لا تُسكر القارئ بل الخمر هو ما يفعل ذلك.. ولن أكون أبدا حاكما بفناء شخص لم يتبق منه سوى كلمة.. سأنشرها".
وننتقل إلى منى المسؤولة الإعلامية في أحد الوزارات ومنشورها التي تتهم فيه الوزير بالتعدي عليها (التحرش بيها). والتداعيات للحكي والبوح، فللكلام سحر وتأثير. وللكلمة صوت فمتى خرجت للنور اكتسبت الحياة ومع الحياة يأتي الصراع. (ومتى كانت الحياة كان الصراع). والسؤال الان إلى أي مدى تقدر منى اخذ الصراع قبل ما تتوقف الحياة كما تعرفها. شهرزاد كانت تحارب بمفردها، ولكن داخلها كانت تحارب للنساء جمعاء. كانت تحارب للكلمة وحق البوح. منى ليست بمفردها من حيث الناس حوليها، ولكنها بفردها في التجربة أو كل امرأة تظن ذلك إلى أن تحكي...
«أتحدث بجدية.. في كثير من الأوقات أفكر.. كم فتاة قبل شهرزاد قتلت ولم نعرف عنها شيئًا: مائة.. مائتان.. ألف سيدة قتلن لأنهن لم يملكن قدرة على البوح والحكي؟ انتهت حياتهن واختفين من التاريخ لأنهن لم يملكن جرأة الكلام».
الكاتب أثبت نفسه جدًا بنسبة لي. صليب موسى وهنا. أكيد في انتظار أي رواية يكتبها.
واحدة من أقوى قراءات السنة. رواية أقرب الي الكمال. تعبر بشدة عن وجود صراع داخلي بين هيثم دبور السينارست و الروائي. إسقاطات و تنقلات زمانية بتقنية الفلاش بالك. تمزج السينما بالرواية. للمزيد من التفاصيل مراجعة مرئية للعمل بدون حرق للأحداث #كوكب_الكتب 🌍 #العراف 😎 https://youtu.be/MaI4pTg7plk
"إنه أحد تلك الأيام التي لم تعد الحياة بعده كما كانت من قبل، أو ربما لن تعود بعده حياة أصلًا" الجملة المتكررة فى العمل بأكتر من اسلوب .. الجملة الصادقة فى احداث الرواية، الجملة التى ربما تخيفك و تحفزك فى نفس الوقت ، تخيفك لما تشير اليه و تحفزك لتعرف ما هو القادم . . يبدا الكاتب روايته بليلة الاولى من ليالي الف ليله وليله و يوضح مأساه شهرزاد وتعرضها للتحرش ليلقي الضوء على بطلته الاساسية "منى" المسئولة الاعلامية بأحد الوزارات فى الدولة و التى سوف تعرفها ضمنيا اثناء قراءاتك للعمل منى ترسل ببريد الكتروني لكل وسائل الاعلام عن تعرضها للتحرش من قبل وزير هذه الوزارة .. و من ثم نعيش على مدار خمس ايام هى الزمن الاساسي لاحداث الرواية فى صراع بين منى والوزير و ايضا نرى محنة منى و ما حولها من شخصيات و موافقهم من ما فعلته ام على الجانب الاخر فهناك الوزير و عائلته بالاضافة لتطوره داخل الحكومة .. و هل الحكومة ستكون داعمه له ام ستستغنى عنه ؟؟ .. ربما بعد قراءاتك لسطور الاولى من هذه المراجعة ستظن انها رواية او عمل مكرر عن التحرش ، دعني اخبرك يا صديقي القارىء العزيز انها تختلف تماما و هنا تكمن براعة الكاتب فى تناوله للموضوع بشكل مختلف و جديد حيث انه لم يتناول القضية كفعل او ماذا حدث داخل المكاتب المغلقة انما تحدث ما حول القضية نفسها و ما بعدها و كيف انها تأثر على الجاني و ايضا المجني عليه .. لم يكتف الكاتب بعرض هذه القضية فقط ، انما تتطرق ايضا لفكرة قوة الكلمة و بقاءها انك بقوة الكلمة تستطيع ان تأخد حقك ، ان تقلب الرأى العام و من عنده قوة الكلمة و تأثيرها سيكون هو الاقوي بلا شك ، ايضا الكلمة و قوتها تبقى و تعيش فأعطى مثال على ذلك ضمينا بأستخدام كتاب الف ليلة و ليلة عبر الاحداث . . رواية #حظر_نشر رواية تحكى عن التحرش و ما حوله و تأثيره ، رواية تربط بين الماضي و الحاضر من خلال هذه القضية و من خلال بطلتى العمل ، و كيف يتعامل البشر مع هذا الموضوع من قديم الازل و حتى الان . رواية تستحق القراءة بشدة و انا ارشحها جدا
رواية |#حظر_نشر للكاتب|#هيثم_دبور عدد الصفحات | 294 الناشر | #الشروق_للنشر_والتوزيع .. لو تحب تشوف المراجعة على قناة اليوتيوب : https://youtu.be/t4xr83x1TOU
لو تحب ممكن تتابعني على الانستجرام و اليوتيوب Instgram : Bookaffe Youtube : Bookaffe
اشوفك دايما مبسوط بالقراءة و متنساش دايما ان كتابك اللى جاي هنا فى بوكافية #bookaffe #بوكافية #youssrybooks ...
و فى مغامرة اخرى بعد "صليب موسى" يتمسك الكاتب هيثم دبور باسلوبه الشيق و ربطه للتاريخ مع المعاصرة و الايقاع السريع للاحداث الخاطف للذهن. "حظر نشر" سأطلق عليها فيلما سينمائيا مقروءا. انه ذلك الاسلوب فى الكتابة الذى يجبر ذهنك على رؤية الاحداث مشهدا مصورا اكثر من قرائتها ككلمات. لا تريد ان تتخلى عن صفحاتها ، فالايقاع لا يهبط حدثا واحد . تريد ان تكمل تجربة منى/شهرزاد (بطلتى الاحداث) و لا يقاطعك قاطع .. فلم يأتى من يقطع على منى/شهرزاد احداثهن. تغوص معهن فى عمق مشاعرهن على مر التاريخ. 📖 تناقش الرواية قضية (التحرش) ولكن من منظور اعمق. لا فقط اسبابه وتأثيراته بالشكل المتكرر تقديمه ولكن كيف تم التعامل معه من كل من حوله .. جانى و مجنى عليه و من حولهم. 🗞 يأخذنا الكاتب فى رحلة زمنية لعرض قديم لقضية تحرش (اعتداء) قديمة و كيف تم التعامل معها من المجنى عليه و المدافعون و اراءهم عبر الازمان اللاحقة. 📖 هنا يضع الكاتب امامك اول مفاجأة (صدمة) مع اول فصول الرواية .. الا و هى قصة "الف ليلة و ليلة " .. تلك القصص اللطيفة بين شهرزاد و شهريار التى اعتدنا رؤيتها فى الاعمال الفنية. و تكتشف الحقيقة.. ان شهرزاد لم تكن فى قمة سعادتها اثناء عرض تلك القصص و لكنها كانت تدافع عن نفسها امام قضية (التحرش/الاعتداء) و هذا هو سبب كتابة تلك القصص الالف. 🗞 يترك لك الكاتب خيالك فى عقد المقارنة بين منى و شهرزاد. هل التعاطف واحد ؟ هل للزمن تأثير فى نظرتك للجانى والمجنى عليه و طريقة تعامل المجنى عليه فى الزمنين ؟ الاثنتان مجنى عليهن .. الاثنتان ارادتا التحرر و خافا التعبير عما بداخلهن (لفترة مؤقتة) .. الاثنتان توصلا لطريقة تنفيس عما بداخلهن بدون مواجهة صريحة تُخسِرهن المعركة باكملها. 📖 و ما ميز شخصية الزمن الحديث (منى) انها استمدت قوة ممن حولها (قلائل و لكن موجودون) و من مروا بتجربة مثلها .. على عكس شخصية الزمن القديم (شهرزاد) التى لم تجد طريقا سوى الصراع وحدها وقيادة الجميع تحت امرتها فى معركتها للوصول لهدفها. هل هذا نجاح لجوانب عصرنا ؟ ام انها صدفة ؟ ام ان لنفس الجانب اعراض جانبية تضرنا بالاكثر ؟ 🗞 من اهم القضايا التى لمستها على هامش "حظر نشر" .. قضية ( تجميل التحرش) .. انه على قدر علو الاصوات فى النداء بوجوب دفاع المجنى عليها عن نفسها و عدم الصمت. على قدر ما نقدم فى اعمال و حوارات و اغانى و مزحات طرق للتحرش بكل بساطة و كأن ذلك يُقبَل فى توصيف المزح او الملاطفة و على البنت قبوله و على الولد فعله و ان هذا هو الصحيح الطبيعى. 📖 هذا ما لمسته مع صدمتى فى قضية شهرزاد التى تحاول ان تدافع عن نفسها .. و ها نحن ازلنا هذا الدور الهام و جمًلنا صورة شهريار و قصص الالف ليلة. 🗞 دعنى اضع هيثم دبور و شهرزاد فى مقارنة.. انشغل الكاتب بعرض مشاعر و تصرفات و اراء حول الحدث المحورى بالرواية اكثر من تفاصيل هذا الحدث (كيف تم التحرش بها من الوزير فتحى) .. و ارى ان هذا ما يميز الكاتب هنا .. لقد ظُلِمت شهرزاد عبر التاريخ بسبب اسلوبها الصريح. و هذا ماتفاداه هيثم دبور . اراه تعلم من ابطال روايته . و هنا يأتى السؤال .. اى من الاسلوبين سيثبت قدرته الاقوى فى الدفاع عن القضية ؟؟ 📖 تطرق الكاتب على هامش قضيته الى قضية (قوة الكلمة) .. فالكلمة (سلاح) قوى تدافع به عن قضيتك. و ايضا الكلمة (حياة) ستُبقى صاحبها حيا الى الابد. 🗞 زمن عرض الاحداث دقيقا .. فهو توقيت بالفعل بدأت تعلو به الاصوات فى التلك القضية ولكن كانت تواجه بهجوم من القريب و البعيد. 📖 للمرأء اشكال عديدة داخل صفحات تلك الرواية. و تأتى الرواية بالسؤال .. هل سيدعم كلهن بعضهن ؟؟!! 🗞 رغم قصر مدة الاحداث ( ٥ ايام) ، الا ان اغلب الشخصيات نجحت فى ان تجعلك تعيش معها مشاعرها و تتعاطف معها و تنفعل معها و تفهمها و تفكر معها كيف تتصرف و ما السبب وراء ما فعلت. و فى الاغلب ستجد نفسك شبيها باحد شخصيات الرواية. 📖 "حظر نشر" مغامرة ممتعة لن تطول ساعات قراءتها لانها ستجبرك على اتمامها فور بداية الانغماس فيها. هى فيلما كامل الاحداث و الصورة و الايقاع و التشويق و الفكر و الرأى. #حظر_نشر #هيثم_دبور #دار_الشروق #صليب_موسى Haitham Dabbour - هيثم دبور
من محبي قلم هيثم دبور و متابع قديم له و أسعد كل مرة بصدور عمل جديد له، و لم يخيب آمالي و لا مرة و اعتقد أنه لن يفعل فهو يحترم عقلية متابعيه و يحرص على أن يقدم لهم ما يستحقونه سواء كان بالرواية أو الشعر أو السينما، فشكرا له و محبة .
للمرة الثانية على التوالي يؤكد "هيثم دبور" أن بإمكان رواية التشويق أن تحمل قيمة وهدفًا كبيرين، وأن تناقش قضية شائكة وحساسة جدًا مثل قضية التحرش التي يقتحمها في هذه الرواية بهدوء وذكاء. يعرف القارئ قبيل القراءة موضوع الرواية، وأنها تتناول قضية التحرش، ولكن ما إن يبدأ في قراءة الرواية حتى يفاجئ بعالم آخر، حيث جارية وأمير وسياف مستعد للقتل، إنها شهرزاد. وحكايتها التي طالما أشار الناس إليها وبقيت علامة من علامات الأدب والحكاية على مر الزمان، يعود هيثم دبور إلى تلك الحكاية وإلى بداية كتابة "ألف ليلة وليلة" لينسج عبر خطين متوازيين عالم روايته، بين تاريخ حكاية "ألف ليلة وليلة" حتى وصلت إلينا في عصرنا الحالي، وبين حكاية بطلة روايته الإعلامية "منى" التي تتهم الوزير بالتحرش وتواجه المجتمع المحافظ الذي يدين الضحية دومًا بعاداته وتقاليده. شيئًا فشيئًا نتعرّف على الوزير "فتحي حسب النبي" ومساعده ناصر، وفي المقابل تأتي "منى" ووالدها وخطيبها "مازن"، وسرعان ما يشتعل فتيل الصراع المكتوم بين طرفين قرر كل واحدٍ منهما أن يبقى بعيدًا عن الآخر، فيما تضطرم الدنيا من حوله بعد أن أعلنت الإعلامية تعرضها للتحرش، ويرسم الكاتب ببساطة وذكاء ردود أفعال الناس من حولها، والمواقف التي يأخذونها جراء ذلك التصريح الذي لم يتوقعه أحد. خمسة أيام فقط تدور فيها أحداث الرواية بين الوزير والإعلامية، وفريق كل واحدٍ منهما، وفي خطٍ موازٍ نتعرف على جزء من تاريخ تلك الحكاية التي يراد لها دومًا أن تظل طي الكتمان، فيحارب الأمير "شهريار" الذين كتبوها وتناقلوها، ثم بعد نشرها يبدأ البعض في الهجوم عليها بل ومحاكمة ناشريها بتهمة إشاعة الفسق والفجور، كلهم يودون للحكاية أن تخمد ولصاحبتها أن يقضى عليها ويتنتهي أمرها، ولكن مع كل ذلك تبقى الحكاية. ((عام كامل حتى وصلتها أولى الهمهمات، إن العامة يتحدثون عن قصص مُسربة، قصص مروية في شكل ليالٍ عن أميرهم عاشق القصص الغريبة، العاجز جنسيًّا، قصص لم يجتمع شملها قط، فكلٌّ يحكي جزءًا بسيطًا، يزيد له ويضيف ويغير ويتخيل ما قَبْلَه أو ما بَعْدَه، لكنه لا يجرؤ على التصريح به بصوت مرتفع، وإلا طار رأسه، حين وصلتها أولى الهمهات بعد عام وقد كانت على وشك فقدان الأمل، ضحكت، كانت مرتها الأولى التي تبتسم فيها في هذا القصر، ثم راحت تكمل حكايتها لرجلها المريض وللعامة الذين لا يعرفون من أين تنهال القصاصات المشوقة.)) من القصص المسربة التي استطاعت شهرزاد أن تنقذ بها حياتها، إلى القصة المعاصرة لفتاةٍ تم التحرش بها، وتريد أن تترك للأخريات رسالة هامة في ضرورة الإفصاح والبوح والمواجهة وعدم الاستسلام والرضوخ، تدور أحداث الرواية المنسوجة باقتدار بين العالمين المختلفين تمامًا، والذين للمصادفة تتشابه فيهما فيما يبدو مصائر النساء. الجميل في #حظر نشر ليس الموضوع الشائك والحبكة الشيقة فحسب، وإنما تلك العودة الذكية للتاريخ، تاريخ التحرش بالنساء أو قهرهن منذ أيام ألف ليلة وليلة، العودة لذلك الأصل القديم وتتبع مساره، مسار الكتاب والموقف منه، والمحاكمة التي تتم دومًا للكتاب/ الكلمة الفاضحة التي تقول الحقيقة وتشير إلى المجرم المتسبب في كل ذلك، وتود أن تخفي آثار جريمته قدر الإمكان. بالإضافة إلى ذلك جاء اختيار الأبطال والأدوار في ظني موفقًا جدًا، وتقسيم الأحداث والمواقف بينهم، إذ يبدو عالم الرواية أمامنا بعد التعرف على المشكلة وتفاصيلها كأننا إزاء ساحة مباراة شيقة نتابعها بنفس الحماس والتركيز، ننتظر من يتكلم فيهم أولاً، ونصفق لكل تمريرة جيدة ولكل ركلة موفقة ولكل هدفٍ متحقق.
القصة حلوة جدا بس برضه بنحط حاجات ف النص ملهاش لازمة للأسف الربط بينها وبين التراث معجبنيش الحوار بالفصحى حلو ومناسب بس المشكلة ان في النص فيه كلمات عامية مش ماشية مع باقي الحوار
رواية غير عادية تفوق فيها هيثم دبور على نفسه، وتغيير جلد كامل عما كتبه سابقًا..
يغلب على الرواية السرد أكثر من الحوار، سرد بالفصحى في منتهى البلاغة والبساطة في آنٍ واحد، والحوار أيضًا بالفصحى وجاء في منتهى القوة والتعبير عن حالة الرواية.. دمجت الرواية - بمنتهى البراعة والحرفية - بين قصتها الأصلية، وقصة شهرزاد وكتاب ألف ليلة وليلة، وكان الانتقال بين التاريخ القديم والحديث سلس للغاية، وكأن الكاتب أراد أن يقول أنه رغم مرور السنوات فالقصة واحدة وأساسها واحد.. أعطى الكاتب إشارات جميلة في روايته عن الفنون وعظمتها، سواء في الكتابة أو الموسيقى أو السينما أو التصوير، ومدى قدرة الفن على توصيل الفكرة أكثر من أي شيء آخر.. على الرغم من أن الرواية اجتماعية في أصلها، إلا أنها لم تخلُ من الإثارة والتشويق، مما أعطاها سرعة في رتمها، وتصاعد غير عادي في الأحداث.. أظهر الكاتب نفسية أبطال الرواية، وكيف أنها أثّرت في مجريات أحداث حياتهم، وساهمت في اختياراتهم الصحيحة والخاطئة على السواء.. رواية مهمة كُتبت بتمعن شديد، ورغبة كبيرة في إظهار وتوضيح فكرتها، من خلال كل كلمة وكل جملة بين سطورها..
ليس من السهل أن تواجه، فهو القرار الأصعب والحساب على فاتورته ليس هينًا أبدًا، والأسهل أن تسكت وتنطوي، ولكنك بالمواجهة تحقق لنفسك الكثير، وتعطي لمن حولك مصدرًا للإلهام كي يواجهوا هم أيضًا. نظن كثيرًا أننا وحدنا حين نواجه، ولكن على الرغم من قلة من حولنا حينها، إلا أنهم يكونوا مؤثرين أكثر من أي شيء آخر، وسيكونوا هم مصدر القوة وحائط الصد المنيع..
هيثم قلم مميز من اول ما بدأ كتابة القصة القصيرة لكن في الرواية دي تحديدا نقدر نقول بكل أريحية أن هيثم نضج وبالبلدي استوى ورفع سقف طموحاتنا جدا أن يكون عندنا روائيين صف أول عربيا" زي زمان.
الشخوص حقيقية ومخدوم عليها كويس...الصفحات بتجري منك والأحداث بتعلى وتنزل والرواية محققة أغراض الأدب كلها : المتعة والتسلية وقوة الأسلوب وعمق القضايا.
الرواية فكرتني بسيناريو " عيار ناري " لنفس الكاتب
الرواية بتناقش الكهنوت وتغييب عقول المصريين بالهوس الديني. بتناقش التحرش وردود الأفعال عليه ...بتناقش السوشيال ميديا وخطورتها بتشكيل رأي عام مزيف.
بعد حظر نشر مش حنقدر نستنى من هيثم الا نفس المستوى وفي نفس المنطقة...ال fiction عندنا فيه أحمد مراد ...الروايات الاجتماعية ماكنش فيها حد تقيل خالص وبعد حظر نشر لازم نقول ان فيه حد تقيل جاي في السكة.
الاهداء لوحيد حامد في محله وان شاء الله تكون خليفته يا هيثم
الكلمة ... الحظر ... و هل الصامت عن الحق شيطان أخرس ؟ أم مسالم .. باطنه أجوف ؟ ... نقفز .. و نقتحم حيوات هادئة .. لم تصبح هادئة بداية من هذا السبت .. نعيش خمسة أيام و أربعة ليال مع شخصيات من الواقع ... ... لا يناقش الكاتب قضية واحدة .. بل العديد بعبقرية شديدة ... إنها تحتوي على إسقاطات سياسية و إجتماعية .. الرمزي منها و الواضح و المباشر المغلف بشكل رائع و ممتع جدا ... الكاتب يسقط على الأوضاع الإجتماعية بداية من الفقراء إلى الوزراء .. مرورا بالطبقات جميعها .. بطريقة رائعة لم تدنس إحداهم ... و بالتأكيد أكثر قضية اهتم بها الكاتب هي .. التحرش ... قضية من أكثر من مئة حول و هي موجودة في العالم .. و في بلادنا (( و لست المنزه عن الخطأ )) و في البداية لا تسوي نفسك ولي ، و خليفة لله .. و كلنا فاسدون .. كلنا بشر .. بالذنب مدنسون ... و إن ظهرت البراءة .. بالتأكيد هناك خطأ .. و من الممكن أن يفهم الورى أنه ذنب ، و هو حسنة .. ��هذه وجهة نظر بشر .. مصريين ... (( من الصامتين .. يأتي المظلومين و من المتكلمين يولد مظلومين )) و الكاتب بناقش عدة قضايا في قضية و هي التحرش مثل عدم مساندة النساء لبعض و المجتمع بشكل أعم .. ... و كما قلت أن الإسقاطات من النوعين مكتوبة بأنواع عديدة .. منها من يكون مباشر بعبقرية .. و الاخر رمزي يتطلب النظر بعمق حتى تفهمه .. و الآخر الرمزي المفهوم سريعا ... العمل عبقري في تقديم الإسقاطات ... و على سبيل المثال و ليس الحصر هناك في موقف ما يفتح أحد الأبطال حاسوبه و يشاهد لقاء ساخر .. من خلاله الكاتب استعرض وجهات نظر المصريين .. ليس فقط في التحرش .. بل صوتهم في كل القضايا ... و جمل الحوارية ... الحوار ، و اللغة ... لغة السرد عربية فصحى ... لغة أخاف أن أشبهها بقطعة حلوى جميلة مزينة بأشياء فائقة الجمال .. تتذوقها .. و تستمتع بجمال مذاقها حتى أكون أبخسها حقها لغة رائعة تحتوي ��لى بعض الكلمات البليغة و تحتوي على تشبيهات جميلة جدا تجعلك تغمض عينيك و تتذوق جمالها ، و من الممكن أن تتشوق و لا تقدر على تركه بسبب لغته . الحوار... حوار قوي جدا ، رائع جدا .. محكم جدا ، و من نبعه يخرج قضايا إجتماعية و سياسية قوية جدا . أيضا الكاتب يتميز بخفة الظل التي ظهرت في فيلمه ( وقفة رجالة ) و التي انعكست هنا .. بعض الحوارات كانت تحتوي (كوميديا ) جميلة جدا ، و ليست سخيفة . ... أسلوب السرد نذهب هنا في خطين الأول و الأهم هو الخط الذي يدور أحداثه في أوائل الألفينات ، و الآخر خط ممتد لأكثر من عشرة قرون .. السرد جميل جدا .. ممتع .. شيق .. رغم وجود جزء في الخط الممتد شعرت أنه كان يحتاج بعض التنظيم .. رغم أنه لم يأثر كثيرا ... السرد عبقري .. يحوي أجزاء تحوي على رمزية على العمل بشخصه مكتوبة بعبقرية و إبداع تجعلك تتركه من يدك و تسفق ... ... بناء الشخصيات رائع جدا و محكم جدا .. يحتوي على خلفية لكل شخصية ... بناء الشخصيات رائع بكل ما تحويه الكلمة من معاني ... الحبكة ممتازة العمل يدور في خطين رابطهم يبدأ رمزي ( يمثل شئ ) و من ثم تقوى رمزيته و من ثم تقوى تماما مع ربطه بخلفية إحدى الشخصيات ... ... الربط بين ألف ليلة وليلة و باقي الخطوط ممتاز ... العمل يناقش الإيحائات و المشاهد الجنسية في الكتب بشكل جميل جدا ...
العمل يجعلك تعيش وسط الشخصيات ... فتنبهر بتصرف إحدى الشخصيات المقتبسة من الواقع كإنبهار الشخصيات ... ... التفاصيل .. التفاصيل رائعة تنقلك من مكانك .. تريك الشخصيات ... السبت البداية
الأحد بداية الملحمة و تقديم كل شئ
الإثنين رفع الأدرانالين
الثلاثاء رفع ثانيا في مستوى الأدرانالين مخلوط بالمشاعر
الأربعاء الخاتمة .. التوجس .. التوتر .. المشاعر
و جميعهم شيقين و ممتعين .. يحتوا على اسقاطات سياسية و إجتماعية ...
... الغلاف : رائع جدا ، و معبر عن المحتوى بشدة .. و الغلاف الخلفي تصميمه أكثر من رائع ... التقييم : ٥/٥
This entire review has been hidden because of spoilers.
إستمعت للكتاب عن طريق تطبيق ستورى تيل كتابات هيثم دبور جميله وعميقه الروايه بدأت بداية قوية جدا مع حكاية شهرزاد وكنت حابه الفصول تفضل تتناوب على قصة مني وقصة شهرزاد ولإن الكتاب عن منى فا الى حصل منطقى الروايه بتناقش موضوع مهم جدا وهو التحرش حبيت كل جزئية فيها ويمكن إستمتعت أكتر بيها وهى مسموعه خصوصا ان الراويه ممتازه لحد اخر فصل وكان فى احتمال ان الوزير يطلع برىء ولكن النهايه مُرضيه جدا شىء مشرف إنك تسمع عن قضية تهم الإناث من رجل فى مجتمع ذكورى
اولا حابب اقول ان أول قراءه ليا مع هيثم دبور الكاتب والسيناريست ومؤلف فيلم وقفه رجاله كانت صليب موسي وكانت تجربه جميله و مختلفه فيها من مغامرات روبرت لانجندون في كتابات دان براون وبعدين نزل السنه دي حظر نشر في معرض الكتاب ٢٠٢١ خلصتها في ٣ ساعات تقريبا.
الروايه هنا بتتكلم عن متحدثه أعلاميه لوزاره معينه غير مذكور اسمها في الروايه(وزاره الاوقاف) تم التحرش بها من الوزير قضيه مهمه جدا تم مناقشتها في الروايه وبما انها تاني قراءه ليا مع هيثم حرفيا انت بتقرأ الكتاب كأنك بتشوف فيلم بالظبط إحساس ان الفيلم شادك في السينما ومش عاوز بريك الإعلانات عشان ميفصلكش منه هو نفس احساسي مع حظر نشر دي اللي يتقال عليها page turner بجد احداثها سريعه بتدور ف ٤ ايام قصصها مترابطه وداخل فيها جزء من الف ليله وليله جميل جدا هيتربط قدام بالأحداث.
ياللروعة!! هذا بالضبط ما أشعر به الآن وقد أنهيت لتوي رائعة هيثم دبور الجديدة "حظر نشر"
تأتي هذه الرواية كوسام استحقاق ولتؤكد ليس فقط على موهبة هيثم دبور ولكن على ذكائه .. وللحق فقد استوقفني ذكاؤه في هذه الرواية في عدة مناحي فها هو هيثم دبور يخلع عباءة دان براون التي اتهم بها في رائعته السابقة "صليب موسى" مؤكدا أن موهبته نابعة من داخله وليس من خلال مواكبة كتابات كاتب أجنبي متألق، حيث تأتي رواية "حظر نشر" في رونق ونكهة مختلفين تماما عن سابقتهما ليؤكد لنا تمكنه في أدواته أياً كانت طبيعة الرواية وهذا مما يعجز عنه الكثير من الأدباء غيره. ثم يأتي اختياره للموضوع ومعالجته له، فقد اختار موضوعاً مطروحاً على مجتمعنا بشدة في الآونة الأخيرة وهو قضايا التحرش وما صاحبها من ردود فعل مجتمعية متفاوتة. ولم يكتف بذلك، ولكنه أجاد في نسج ورايته مما يعكس فهمه العميق للنسيج المجتمعي بمختلف أطيافه. فعل كل ذلك بتمكن وبراعة أعطت الرواية إيقاعا تشويقيا لا يسمح للقارئ بالتقاط أنفاسه. ولا أدري حقاً كيف تمكن هيثم من ذلك: أن يسرد رواية اجتماعية بإيقاع تشويقي وكأنها رواية غموض وإثارة ونأتي الآن لأشد ما لفت نظري لذكاء الكاتب، إنه اختياره لأدوار أبطاله وكأنه يستخدم فرشاته ليلون الأبيض والأسود لإظهار التناقض، فالمتهم في هذه القضية هو حامل راية الفضيلة! اختياره لهذه الوزارة بعينها هو تأكيد على ازدواج الشخصية في مجتمعاتنا. في الواقع يطرح هيثم عدة موضوعات مثيرة للجدل في أسلوب سلس دون أن يتبوأ منبر الواعظ ودون أن يظهر صوت الراوي جليا ليفسد علينا متعة القراءة وروعة الوصول للاستنتاجات بأنفسنا: هل تدعم المرأة المرأة الرقصة السجالية بين السطلة، الدين، حرية الصحافة، الحقيقة المطلقة، الحقيقة كما يراها البعض والحقيقة كما يريدك الآخرون أن تراها الموروثات المجتمعية والكثير والكثير من الأفكار المطروحة التي تدعو للتأمل. وفي الواقع، أرى أن الفكرة تتخطى قضية التحرش إلى غيرها من القضايا المعاصرة حيث يظل دائما السؤال: ما هي الحقيقة المطلقة؟ في النهاية لا يسعني إلا أن أحيي هيثم دبور على رائعته الجديدة. لقد قرأت رائعته السابقة " صليب موسى" وكانت أولى قراءاتي له. لم أكن أعرف عنه الكثير. كانت إحدى تجاربي في القراءة لكاتب لم أقرأ له من قبل. ولشد ما انبهرت بها حتى أننى لم أتردد لحظة في قراءة روايته الجديدة دون حتى الحاجة إلى قراءة نبذة عنها وللحق لم يخذلني. تمنياتي لك هيثم دبور بمزيد من التوفيق والنجاح وفي انتظار المزيد ملحوظة أخيرة: هناك بعض الأخطاء المطبعية التي - على قلتها - لا يليق أن تفوت على دار نشر عريقة مثل الشروق
عندي شعور متضارب علي الرواية.. الرواية احداثها عادية ونهايتها متوقعة والأحداث بقت حماسية في آخر خمس ورقات مثلا. الكتابة كويسة وكان في أحداث وده اللي شجعني اكملها لكن مجمل الأحداث بسيط والرتم ممل شوية.
إنه أحد تلك الأيام التي لم تعد الحياة كما كانت من قبل، أو ربما لن تعود بعده حياة أصلًا.
أنا لا أثق في الروايات التي تبدأ بتلك الجملة، أجدها كلاشيه يصلح للأفلام القديمة التي تجبره على اعتقاد أن ما تحويه هو قصة درامية عميقة عظيمة، أنها تدفعك للاتجاه بذلك حيث تشير لك لأين يجب عليك الاعتقاد.
الكتاب يربط بين حكاية مني المسئولة الإعلامية التي تحرش بها الوزير بحكاية شهرزاد وعالم ألف ليلة وليلة، ربط روائية وليس قصصي.
خمسة أيام تدور فيها أحداث الرواية بين مني وفريق الوزير والرأي العام لإثبات أو نفي واقعة التحرش.
ومقتطفات من عالم ألف ليلة وليلة وشهرزاد التي أنقذت نفسها بتسريب قصصها حتى يعرف العامة عن الأمير العاجز جنسيًا وحكاية طبعة كتاب ألف ليلة وليلة.
لم أري علاقة القصص لتكون رواية واحدة، وإن كنت أفضل رواية شهرزاد عن قصة مني. فالقصة مستهلكة والأحداث متوقعة والشخصيات غير جذابة، حتى الخط الفرعي لخاطبها وأمه لم يبرز تخبط المجتمع أمام حوداث عن تلك، لم يظهر حوار واحد قوي. والكثير من المماطلة فيما يخص شخصية الوزير، مماطلة غرضها عرض الشخصية ونشأتها الدينية الغير مزيفية ولكنها مختلة لكنها لم تقدم بشكل درامي ذكي يمكن للقارئ استنباطه، بل يراه كأنه فصول سردية طويلة ومملة، لم تضع المجتمع أمام نفسه.
الرواية يغالبها السرد الخالي من الجماليات أو الفلسفة، سرد طويل تشبيهاته هزلية في أغلبها.
اتنابني الكثير من الملل في فصولها وأكملتها صوتي بصعوبة
" إنه أحد تلك الأيام التى لم تعد الحياة بعده كما كانت ، أو ربما لن تعود بعده ابدا " ...
الرواية تبدأ بالليلة الأولى لشهرزاد مع زوجها المختل نفسيا وجنسيا .. ويحدث الربط بين قصة شهرزاد وقصة " منى " المستشارة الاعلامية بإحدى الوزرات التى تتعرض للتحرش من مسئول سيادى مخبوء وراء سطوة المنصب وعمامة الدين وتنطلق احداث الرواية من تساوءل : " ماذا لو قررت شهرزاد الصمت ولم تنطق بحكايتها قبل حد السيف ؟ "" ماذا لو !!
جميع الايام تغدو الحياة مغايرة عما كانت قبلها نجم فقط الذين لا نتوقف كثيرا في ذلك السعي المحموم لتأمل كيف كانت و كيف آلت و حين نتوقف ندرك ان هذا اليوم لم تعد الحياة بعده كما كانت قبله
هيثم دبور بيتفوق علي نفسه بعد صليب موسي برواية جميلة و بلغة لطيفة غير مبتذلة و حبكة مميزة و حوارات هايلة ممتعة و كمان قضية مهمة جدا
هيثم دبور قادر علي الحفاظ علي انتباه قارئه حتي اخر سطر عبر حبكة دراميه مشوقة و احداث متشابكه يخترق هيثم بعض المحظور بجراة في المجتمع ليعرض لظاهرة شائكة وحساسة الا و هي التحرش بطريقة زكية يكسر من خلالها قداسة زائفة داخل المجتمع .
انا مكملتش الكتاب وغالبا مش هكمله بس انا وقفت بتاع 5 دقايق بعد الجمله دي "تطارده الافكار كفتاه في التاسعه من عمرها يلاحقها والدها السلفي لترتدي اسدالها حين تخرج لمدرستها" وانا بسأل نفسي ما هذا بحق شعر راس كابتن شوبير ؟؟؟؟ خروج عن السياق لمجرد الرغبه في وضع تشبيه هههه عميق
تاني جمله "بعد اذن معاليك يادكتور فتحي .. خلي((المتهاك)) ده يطلع بره ... حتي استطيع ان ابدا مهمتي" اولا : هههه ثانيا : انا حاسس ان المتنبي عامل ندوه في شبرا ثالثا : هههه
لو كملت الكتاب هعدل التقييم والريفيو وربنا يبعد عننا الضحك والتشبيهات الكريتيف
◾اسم الرواية : حظر نشر ◾اسم الكاتب : هيثم دبور ◾نوع الرواية : دراما اجتماعية ◾اصدار عن دار الشروق للنشر والتوزيع ◾عدد الصفحات : ٢٩٤ صفحة ◾رواية صوتية ◾مدة الاستماع : ٨ ساعات و ٥٢ دقيقة ◾التقييم : ٣,٥\ ٥
ماذا كان سيحدث لو استسلمت شهرزاد وكفَّت عن الحكي؟!
مؤتمر صحفي هام ووزير متوتر يحاول اخفاء توتره من عدم حضورها أو ردها على رسائله، يظهر على وجهه أن هناك أمر جلل وقع ولكنه لا يتحدث، يحاول التركيز على غاية المؤتمر والنظر لكاميرات الصحفيين ولكن أصوات تنبيهات رسائل صادرة من معظم الهواتف المحمولة لدى الحضور، وهمهمات تتصاعد في القاعة تزيد من توتر الوزير الذي لا يفهم ما يحدث وانهاء عاجل للمؤتمر بحجة انشغال الوزير بمهام أخرى!! "مُنى" المتحدثة الإعلامية بإحدى الوزارات وبالتحديد الوزارة التي يرأسها الوزير (فتحي) وهي وزارة معنية بشئون الدين والأدب والثقافة، فكيف لا تكون كذلك و وزيرها (فتحي) المنتسب للأشراف كما يقول، ويمنع وجود أحد في وزارته غير ملتزم دينياً وكذلك لا سيدة دون غطاء على رأسها، فهي في حضرة وزارة (فتحي) الوزير حسن السير والسلوك... ولكن "مُنى" كانت قاعدة شاذة، لم ترتدِ الحجاب مادامت تقوم بأعمالها على أكمل وجه، ولا أحد يستطيع اجبارها على ارتدائه مادامت لا تريد ذلك، ولم تستطع الوزارة الاعتراض فخبراتها العلمية والعملية هامة لوزارتهم، وكما كانت قاعدة شاذة في الوزارة كانت مختلفة أيضاً في تركها لها، بعدما كتبت بياناً صحفياً أرسلته لكل الصحفيين والعاملين في الوزارة تتهم فيه الوزير (فتحي) بالتحـرُّش بها في مكتبه بالوزارة!!
◾رأيي في الرواية : اول عهدي بكتابات الكاتب (هيثم دبور) والحقيقة ان اسم الرواية جذبني جداً وظننت في البداية انها رواية جريمة بوليسية لتشابه غلافها مع الروايات من هذا النوع، ومع التقدم في الأحداث ظننت أنني امام رواية تحكي أحداثاً تراثية او أسطورية لوجود شخصيتي (شهرزاد وشهريار) حاضرين بقوة في الأحداث، ولكن خالفت الرواية توقعاتي مع الفصل الثاني حيث أخذت منحنى مختلف تماماً، فالرواية تناقش فكرة التعدِّي على النساء بغض النظر عن الأسباب او الدوافع، وفكرة كسر تابوه النساء المكسورات ورفع شعار ان المخطئ يجب محاسبته مهما كانت مكانته ومنزلته، ومهما كانت المناصب اللي يتحامى بها. الرواية واقعية لدرجة كبيرة حيث كشفت عن واحدة من الحوادث التي يُمكن ان يتعرض لها الكثير من الفتيات يومياً، ولكن الاختلاف هنا ان الضحية بالفعل قررت عدم السكوت عن حقها، قررت رفض الاستماع لصوت العادات والتقاليد والخوف من الفضيحة مُتبنية حقيقة ان المُخطئ يجب كشفه ومعاقبته، لتبدأ بؤرة الصراع بين شخص يملك السلطة والجاه والعلاقات وشابة لا تملك سوى كلمتها وسيرتها الحسنة كذلك وايمانها ببراءتها؛ فتبدأ الحرب على جميع الجوانب المشروعة والغير مشروعة من جانب الجاني والدفاع المُستميت من جانب المجني عليها... وعلى نواحٍ فرعية راح الكاتب يتحدث عن فكرة التزوير والحروب الإعلامية والضغوط النفسية التي تُمارس على الضحايا في مثل هذه المواقف خاصة ان كان الأمر يتعلق بشخص سياسي أو رجل دولة... كما ناقش الكاتب فكرة تطور العلاقة بين "مُنى" وخطيبها وكذلك علاقتها بوالدها وفي نفس الوقت علاقة "فتحي" بأسرته؛ إذ ان كل ذلك كان له معكوس على الشخصيات وتطور الأحداث. رواية مميزة وواقعية لدرجة كبيرة ولكن لم يُعجبني الخط الخاص بقصة (شهرزاد) فقد شعرت به دخيلاً على الأحداث.
◾الغلاف : غلاف مميز يشبه لحد كبير أغلفة الروايات البوليسية، ولكن مع القراءة يدرك الكاتب ارتباطه التوثيق بالرواية واحداثها.
◾النهاية : شعرت ان النهاية مبتورة إلى حدٍ ما، فقد كنت انتظر نهاية أقوى من ذلك، صحيح ان النهاية الموضوعة مناسبة وغير متوقعة لحدٍ كبير، ولكن هناك بعض الأمور كانت تحتاج توضيحاً أكبر.
◾الحبكة : حبكة جيدة جدا مترابطة التفاصيل ومسلسلة الأحداث.
◾اللغة : اعتمد الكاتب اللغة العربية الفصحى سرداً وحواراً، وقد جاءت اللغة قوية جداً تمتاز بتنوع الألفاظ والتراكيب، فالسرد غلب على الحوار على طول الأحداث وجاء دقيقاً ومعبِّراً جداً، أما الحوار فعلى قلته امتاز بقوته وحسن تعبيره، وفي رأيي لغة الرواية من أهم عوامل تميُّزها.
◾الأسلوب : اعتمد الكاتب اسلوباً مميزاً يعتمد على خلق جواً من الاثارة والتشويق على طول الأحداث؛ يدفع الكاتب دفعاً لإكمال القراءة لمعرفة ما ستؤول اليه الأحداث، فقد اهتم الكاتب بعنصري الزمان والمكان وحرص على عرض الأحداث من أكثر من ناحية، وفي نفس الوقت محاولة ربط القصة الأساسية بقصة شهرزاد لتأكيد علي فكرته الأساسية وهي المقاومة ورفض الخنوع.
◾الشخصيات : تميزت شخصيات الرواية بمحدوديتها وكثرتها في آنٍ واحد، فهي محدودة إذ أن الكاتب أظهر معظم شخصيات العمل من الفصول الأولى وبالتالي رفع عن القاريء مشكلة التشتُّت مع ظهور شخصيات جديدة، ولكنها من حيث العدد فهي شخصيات كثيرة نظراً لاختلاف الزمان والمكان خلال الأحداث، ومع ذلك فقد استطاع الكاتب الربط بين هذه الشخصيات جيداً وتقديمها بصورة مميزة خلال الرواية.
لأول مرة أقرأ لهيثم دبور ولا أعرف إذا كنت سأخوض معه تجربة جديدة أم سأكتفي بهذه الرواية، الرواية تدور فى عهد الرئيس الأسبق محمد جسني مبارك وحينما كان للإخوان المسلمين سطوة على المناصب السياسية والدينية فى الدولة المصرية، من خلال حكاية تحرش وزير الأوقاف "فتحي" بمتحدثة الوزارة الرسمية "منى شيحا"، نتعرف على تاريخ هذا الرجل الذي يدعى المثالية وكاد فى نهاية الرواية مع تفاقم ظنونه أنه سيبرأ من الأزمة أن يطالب بأن يلحق باسمه لقب "فضيلة الوزير" رغم أن مساعده أخبره أنه لقب قاصر على المفتى وشيخ الازهر لكونهما منصبين دينيين يحتاجان للقب فضيل بينما لا ينبغي أن يتم إعطاؤه لمنصب سياسي، من خلال تاريخ فتحي، نرى المساومات فى جامعة الأزهر بين العميد والمعيد لفرض قواعد الأول بارتداء الفتيات للحجاب والتدين الظاهري وكيف كان فتحى يكتب الخطابات التهديدية للأساتذة متقمصًا أدوار الطلاب قبل أن يلاحظ الآخرون خلو الخطابات من الأخطاء الإملائية، فيغير من صياغته ويخطىء عن عمد ليحبك الادوار. نرى مساومته مع الشيخ المتصوف الذي يرغب فى بيع نسخ كتبه وأن تخرس شهرزاد التي تخرج العقول من جمودها، فيعده فتحى بذلك ويرسل بلاغ للنائب ضد ناشر الطبعة الجديدة لليالي ليتم حبسه حتى مصادرة الكتاب ومنع نشره فى مقابل ان يتلاعب الشيخ واخوه فى نسب فتحي ليجعلاه من الأشراف! عدد هائل من الصفقات باسم الدين خاضها فتحي ليرينا هيثم كيفية التلاعب بالدين من قبل هذه المؤسسات الدعية التي ترى نفسها مالكة للدين. حزنت لأمر سمر وكريمة ولكن الله رحمهما بمعرفة الحقيقة قبل فوات الأوان، قبل أن تعيشا حياتهما مخدوعتين. الحمدلله أن منى قدمت لسمر البطاقة حتى تعمل فى خارج البلاد، وأن تستفيق من حلم امتلاكها للجنة كما كان أبوها يقنعها. لقد رأيت فتيات مثيلات لها من جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين يرين أنفسهن آلهة للمثالية وهن أبعد عن ذلك بكثير. مهما حدث لم يكن يحق لهذه الفتاة أن تدخل المحاصرة وتقول كلاما مثل انها ستدوس كل من يتحدث هن أبيها بالحذاء!!! جيد ان تم التحقيق معها فقط ولم يتصاعد الامر عن ذلك! مازن وعلاقته المريبة بالفنانة اللبنانية وتصوير الأمر أنه آية فى الرومانسية بينما رأيتها آية فى العبثية والفوضوية الأخلاقية المثيرة للاشمئزاز. هل هؤلاء هم البديل الذي يريدنا هيثم دبور أن نتعاطف معهم بدلا من الاخوان المسلمين؟ لو كتاب الألف ليلة وليلة عبارة عن حكايات جنسية، فأجل، ينبغي أن يتوقف نشره بكل السبل لأننا بلاد مسلمة وحرم الله كل الشبهات والكلام الابيح حتى لو كانت شهرزاد مناضلة. نشكرها على حسن صنيعها ولكن هذا كان له دوره آنذاك وللاسف لا يتبقي سوى صفحات سافلة فاسقة هي عار هلى الادب العربي. فلا أدرى الام اراد الكاتب الوصول بالحوار بين منى وفتحى عن هذا الكتاب وان تأتى إجازة نشره من الاوقاف!!! مازن وعلاقته بمنى كانت غريبة، هو شخص مهزوز بكل تأكيد، سواء فى حديثه الاول عند واقعة التحرش ان تصمت ثم عندما تكلمت لم يهاتفها حتى؛ ثم فى المؤتمر الصحفى كاد ألا يأتي. بالطبع هو كان فى موقف صعب وزادت صعوبته بالادعاءات المجحفة انه متحرش، كما انه أبدى إصرارا نوعيا فى النهاية، ولهذا انا راضية عن نهايتهما، فهما بحاجة لاعادة تقييم لعلاقتهما واعادة بناء الثقة فيها من جديد. بالرواية ألفاظ لم أستسغها، يستخدمها الكاتب كنوع من الاحترافية والتقمص خصوصا فى اجزاء شهرزاد وشهريار. من الناحية الأخرى أحببت وصفه لشخصيات مثل صابر (مساعد الوزير الطائع كالكلب) ونجية (السكرتيرة صاحبة البونيه والتي كانت النصير الأكبر لمنى فى النهاية) ومؤنس (العامل فى البوفيه) والمحامى طارق (محامى الازمات سليط اللسان والذي قام بحظر النشر) ووالد منى الذي يعانى من الخرف والمحب فى الوقت ذاته، وتويا (الفتاة الجامعية التي تعمل فى استوديو مازن). لم أحب ربط توفيق المؤتمر بدعوات والدة مازن للسيدة نفيسة؛ فالتوسل بالأضرحة حرام تام!! النهاية سطحية بعض الشىء وبها مثالية لا أعتقد أنها ستحدث بهذه البساطة، هي إن سبحان الله بدعوة واحدة للجميع ان يتحدثن عن حوادث تحرش فتحي بعن، ففعلن. ولكن على كل، فلم أتضايق منها. رواية تسلط الضوء على مؤامرات الاخوان والجماعات الإسلامية فى السياسة المصرية لفترة طويلة وعلاقتهم بالإعلام وكيفية امتلاكهم للمنابر والوعي الديني للشعب حتى لنحمد الله على إزاحتهم من الحكم، ولكن فى الوقت نفسه لا أرى البدائل التي قدمها هيثم مريحة بشكل أو بآخر.
يفتتح هيثم دبور روايته "حظر نشر" بمشهد لم نعهده كثيراً في الرواية العربية؛ مشهد إغتصاب لإحدى الجواري من قبل احد الامراء في عدم الإشارة قصدا لأي اسماء أو تفاصيل؛ مشهد يحمل قدر كاف من الجرأة ليدفع القارئ لإكمال الرواية متوقعا قصة تاريخية أخرى تحمل أبعاد عن التحرش والأغتصاب، ليتفاجئ بأن المقدمة ماهي إلا اشارة للرابط التاريخي المقدس الذي يجمع بين جميع الضحايا على مر العصور وأن القصة تدور في عصرنا الحالي ولكن الموضوع ذاته (التحرش).
❞ أنه أحد تلك الأيام التي لن تعود الحياة بعده كما كانت من قبل، أو ربما لن تعود بعده حياة أصلًا! ❝
لا يكتفي هيثم دبور في روايته بمنظور واحد لرواية الأحداث (الرؤية التقليدية للضحية المعتادة) فنحن امام عدد هائل من الضحايا نتنقل بينهم طوال احداث الرواية، نغوص في ماضيهم وحاضرهم متفاديا للسطحية و بدون الإخلال بالضحية الرئيسية والأهم (بمعنى آخر ضحية التحرش الفعلي). منى؛ الشابة الناجحة التي تعمل مستشارة قانونية في احد الوزارات الحكومية و التي تتعرض للتحرش من قبل مديرها "فتحي"، الموقف الذي يدفعها للإفصاح بالحادثة لتتفاجئ بأنها أصبحت مجرمة بدل أن تكون الضحية لتخوض معركتها مع الجميع محاولة اثبات صحة إدعائها، كرمة؛ زوجة الجاني والتي تعاني من حالة شك دائمة على مدار الرواية ولكن اليقين يكون أكثر بشاعة وقسوة، سمر؛ الشابة الجامعية التي يتدمر مستقبلها لمجرد أنها ابنة الجاني ولكن الأشد دمارا هو صورتها الوردية التي حملتها عن والدها طوال حياتها، و اخيرا ضحية اخرى بنفس القدر من الأهمية، مازن؛ ضحية إتهام كاذب بالتحرش فمقولة "نصدق الناجيات" عبارة ذات حدين فغالبية قضايا التحرش لا يمكن إثباتها قانونيا فمجرد إعلان فتاة انها ضحية قد يكلف شخص بريء حياته المهنية والعاطفية.
البعد السياسي والديني والأجتماعي في الرواية يبدو واضحا جدا فنحن لا نعرف فعليا دوافع أو مبررات المجرم ولا نخوض أي مواجهات جادة فيبدو هذا الجانب واضحا و على لسان الشخصية نفسها وهو يعرفنا بنفسه في هذا الإقتباس.
❞ هذا الكرسي له بدلته وله عباءته وعمامته أيضًا والشعب ضعيف أمام العباءة والعمامة ❝
ننتقل في منتصف الاحداث في رحلة داخل أروقة الأزهر وتطوراته على مدار التاريخ ورحلة اخرى اسطورية وخيالية لشهرزاد وشهريار من ألف ليلة وليلة تحمل أبعاد سياسية وتاريخية. هنا هيثم دبور يقولها صراحة "فتحي" ليس المجرم؛ المجرم الحقيقي هو نظام لا يهمه مدى تضرر الضحية ولكن سمعته وتأثير قضية كهذه على نفوذه وسلطته أو سلطة دينية لا يهمها المجرم بل وتضفي عليه قدسية ومببرات متجاهلة أساس القضية مكتفية بتعبيرات عن لباس الضحية أو شكلها مدينة لها بدل الجاني الحقيقي. كل هذا يؤثر في تشكيل وعي المجتمع الذي يصبح مجرم وجان آخر كل ما يهمه هوا التعليق السلبي والإدانة المشتملة للتعرض اللفظي وحتى الجسدي متجاهلة أي اخلاق أو مبادئ ومع وسائل التواصيل الحديثة يبدو الأمر من وجهة نظر الضحية وكأنه كابوس.
تأتي النهاية والتي قد لا تحضى بالقبول عند عدد من القرآئ وربما تهدم جميع البناء الدرامي والمنطقي للأحداث في رسالة مفرطة بالإجابية لجميع الضحايا: أن لا يهمكم أن لا أحد سيقف معكم ربما القليل لو كنتم محظوظات، وسَتوسَمون بالعار طوال حياتكم وأن جميع السلطات ليس من مصلحتها أن تأخذو حقكم، وربما دمار حياة عدد لا بأس به من الاشخاص الأبرياء، ولكن يجب عليكم أن تتكلموا وألا تصمتوا، أنتم أقوياء أنتن تستطعن! وعلى غرار كتب تطوير الذات عديمة الفائدة تنتهي الرواية بهذه البساطة. ولكن للأسف الواقع ليس بهذه الإجابية فكل يوم عشرات إن لم يكن مئات من الضحايا حول العالم، ضحايا ممن قرروا ان يتكلموا، وضحايا ممن قرروا السكوت، وضحايا ممن أتهموا زورا، ومجتمع لا يرحم أحدا من كل هؤلاء ففي نظره الجميع مدان والجميع مجرمون.