يروي أحمد أسْود -الخيّاط على ماكينة الدرزة- قصّة حياته كما تتبدّى له، حياة حافلة بالتحوّلات والتجارب الأولى؛ بداية الوقوع في الحُبّ، والسفر، والتخطيط لجريمة قتل. متنقّلاً بين الزبلطاني، ودويلعة، وصيدنايا، وصولاً إلى إسطنبول، يستكشف وسيم الشرقي -مستعيراً عينَيْ بطله- زوايا منسيّةً من حياة شريحةٍ مهمّشةٍ من السوريّين قبل 2011، مثل: المهرّبين على الحدود اللبنانيّة، أو عمّال مصانع الخياطة، وروّاد نوادي كمال الأجسام، وبارات دمشق القديمة. "أسْود" رحلةٌ للغوص في الدوافع والمحرّكات التي توجّه سلوك الأشخاص ومصائرهم، ومحاولةٌ لتتبُّع مصدر السواد الذي يغلّف حياتنا، ويستقرّ في نفوسنا، عصيّاً على الزوال.
كاتب ومسرحي سوري من مواليد طرابلس الغرب 1989،خريج قسم الدراسات المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. يعمل في المسرح والصحافة الثقافيّة، وينشر أوراق بحثيّة في عدد من المنصات العربيّة Syrian writer, journalist, and theatre-maker based in Germany.
أحمد اللاهث وراء ذكورة ما، وأصبحت حياته عبارة عن تمرينات في الصنع؛ صنع الذات والذي يتأتى من محاولة لصياغة مفهوم مُعين عن الرجولة والتي تُحقق مجدًا بطريقة ما، مجد يرفع له ثقته بنفسه ويحصد له نظرات إعجاب الآخرين.
وهو سائقٌ لواحدة من ماكنات الخياطة في إحدى الورش على هامش دمشق، ليل المدينة هو أنيسهُ الوحيد في أغلب الأوقات، الكثير من علامات الاستفهام كانت وعاءً مُشكِّلًا لحياته ولا سيما ما كان يرسمهُ حول وجوده وذاته.
وأنا، عندما شَرَعتُ في قراءة هذا العمل كنت قد رأيتُ بأن هذه العناصر وما يندرج تحتها قد يُشكّلُ متنًا جيدًا قد تستند إليه الرواية، تحديدًا فيما يتعلق بالشخصية وأسئلتها إذ إنها كانت مادة مثيرة بالنسبة إليّ وسؤال مثير للانطلاق منه، لكن الكاتب لحِقَ بأحمد ونزواته وحيرته واعتقد بأنه انقاد وراءه وليس العكس، وراء هذا الوجود الحساس وغير المتكلّف.