دبت القدمان القويتان على أرض الدلتا اللدنة. أزاحت يداها عيدان الذرة الصفراء حتى وصلت إلى أول الحقل. شدت ربطة رأسها رفعت بقوة الفأس لأعلى.
ستقوم بعمل زوحها إلى ان يعود من بلاد النفط والغربة والموت.. بدأت تقلب طمي الأرض بعد أن اجتثت العروق الصفراء بالمنجل.
مر الوقت عليها حتى اختفت لسعة صهد الشمس وجفت انهار العرق. لم تتذكر حملها إلا مع إحساسها بطلقات الألم المتتالية تدق ظهرها بعنف من قرر ألا يتيح لها فرصة الذهاب للدار او النداء على القابلة.
مدرس الشعر الإنجليزي والأمريكي بكلية الآداب جامعة القاهرة. تقدم برنامجا إذاعيا أسبوعيا "البحث عن الذهب" على موجات البرنامج الأوروبي المحلي (كل ثلاثاء منتصف الليل) يُعنى بكتابات المبدعين الشبان ومناقشتها. مدربة جندر وعضوة مؤسسة لمجموعة " أنا الحكاية" وحكاءة. كاتبة مقال في جريدة "المصري اليوم". كاتبة صدر لها: - سيدة المنام، مجموعة قصصية (شرقيات) 1998 - دارية، رواية حاصلة على جائزة "أندية الفتيات بالشارقة" 1999. دار الشروق 2008. - آلهة صغيرة، مجموعة قصصية (ميريت) 2003. - نون، رواية حاصلة على جائزة كفافيس للنبوغ 2007. دار الشروق 2008.
سيّدة ُ المنام ، مجموعة قصصيّة للكاتبة المصريّة ( سحر الموجي ) .. حقيقة ً رغم غرابة الأسلوب وإمتاعه ِ في ذات الآن .. إلا أنها تثير ُ في النفس ِ شجونا ً وأحزانا ً كامنة ! وحنينا ً لزمن ٍ ما .. فإنك إذا ما قلبت َ الصفحة َ الأخيرة لإحدى القصص .. تتردّد ُ عبارة ً واحدة بداخلك .. أريد ُ أن أبكي !
. . اقتبست ُ لكم من القصة قبل الأخيرة في الكتاب ( ماوراء الجدار ) ، و ما أعجبني وراقني منه :
" لماذا يتكثّف ُ الإحساس بالوحدة وسط الزحام ! تطفو الروح جزيرة صغيرة منعزلة وسط الزبد الأبيض وحطام أخشاب السفن الغارقة ! يرن في أذني صوت محمد منير :
من ورا الليل والمعابد والكنايس والمساجد تحضنينا وتحكي لينا تصغر الدنيا في عينينا
. .
هل ماوراء الجدران ِ هو الحقيقة أم وهمي أنا ؟ أليست الحقيقة هي واقع اللحظة الآن ، أم أن هناك حقيقة أخرى نستوحيها من شكسبير وجوته وجلال الدين الرومي ّ .. أو نصنعها معهم ونجعلها واقعا ً آخر نهرب ُ إليه .. هل هو مجرّد هروب أم أن ما وراء هذه الأسوار حقيقة بشكل ما ! على الأقل هذا هو ما تبقّى معي بعد أن أطفئ محرّك السيارة وأضواء عيني ّ على السيمفونيّة السابعة لبيتهوفن !
عندما اشتريت هذه المجموعة القصصية في معرض الكتاب العام الماضي ، كنت متحمسًا للغاية ليس لعلمي المسبق بما فيها من إبداعات أدبية و قصصية و لكن اشتريتها علي علم بكاتبتها أستاذتي في الجامعة ،،،، حينما بدأت في قراءة أولي صفحات المجموعة بدأت كل التوقعات تتلاشي شيئا فشيئا حتي اصطحبني الملل و الضجر بل و الذعر في النهاية ، فلم أفهم العديد من القصص و إن كنت من محبي أدب الرمزية و لكن ليست لهذه الدرجة من الغموض التي تصل في بعض الأحيان إلي فقد المعني الكلي و الجوهري ، إلي جانب التشابه بين القصص بعضها البعض ، و في استطاعتي أن أقول بل و أحزم أن كل الأبطال في هذه المجموعة من النساء و لكن ليس أي نوع منهم بل تلك النوع المكبوت ، الذي يصيبه الضجر في الحياة الزوجية ، ذلك النوع الذي يحيي حياة روتينية ، هذا أقل ما يقال عنها، هذا النوع الذي يري في الحياة الزوجية حياة سخيفة و يتمني أن تنتهي علي الفوار و عليه فتبدأ الكاتبة في خلق حياة موازية لا معني لها ولا هدف فتزيد من حدة الروتين و روح التمرد. بالإضافة إلي أن بعض القصص ليس لها معني في جوهرها ولا في محاولات التأويل فهي قصص تشبه المذكرات ، و هي تميل إلي الوصف الدقيق للأشياء عن السرد المجمل الأحداث . شعرت في بعض الأوقات أن أبطال القصص هم نفس الأبطال لا يتغيرون ولا يتبدلون فأعود إلي سابقتها فأجد نفسي حائر ، و خلاصة القول ، لغة الكاتبة كانت لغة عربية متوسطة الجودة و البلاغة ، فلم تسرف في الجماليات و لا في استخدام المفرادات الغامضة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
القصص في مجملها جديدة في أفكارها ورمزيتها أجملها على الإطلاق هي قصة أيتها الطفلة الغبية تدور حول الاختلاف وتقبل الأخر وهى صفة أصبحت نادرة الوجود وفى سبيلها إلى الانقراض في مجتمعنا الحالي أن تتسامح مع من هو مختلف عنك في أفكاره ومعتقداته وتتقبله وتحبه وترى هذا الاختلاف تميزا و ثراء وقوة وليس نقصا او ضعفا الاختلاف موجود في الخَلق والخُلق، في القدرات والطموحات إن القول بتماثل البشر والعمل في سبيل توحيدهم على قاعدة التماثل هو وهم و دعوة إلى الموت وقتل للحياة. مفهوم الاختلاف، ومفهوم الحرية، ومفهوم التسامح، ومفهوم الحوار ومفهوم العصبية فالتعصب لا يقر بالحق بالاختلاف وإن كان يقر بوجود المختلف، في حين التسامح على العكس من ذلك فهو يقر بالحق في الاختلاف وبالحق بالدفاع عنه.
مقتطفات من القصة "في عيون المرآة أمعنت النظر لأول مرة في الجسد الجميل ذي الزغب الأبيض ورأت لأول مرة جناحيين كبيرين, ريشهما حلم يحملان الوجه الملائكي البريء الذي طالما تفادت النظر إليه عرفت لما أحبت البحر عندما رأت في خلفية المرآة طيور النورس تخترق قلب السماء برقت الحقيقة فجأة أمامها لمعت فذاب إحساسها بالنقص وملا كيانها اليقين بجمال اختلافها وروعته حركت الجناحين في البداية ببطء على استحياء ثم بقوة أكثر و أكثر ودق قلبها وهى تشعر بالجسد الجميل يرتفع ويعلو و يحلق يدور و يقترب من قافلة النورس دافئة الحضن سابحة في سماء صافية الزرقة"
وتختم الكتاب بمقولة لابن العربي هي من أحب أقواله إلى قلبي
لقد صار قلبي قابلا لكل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأوثان وكعبة لطائف وألواح توراة ومصحف وقران
فى البدء لم اعجب كثيرا بالاعمال القصصية فى هذا الكتاب كنت دوما اشعر ان كل قصة غير كاملة او تنتهى مخلفة لدى تساؤل ما كما لو كانت خيوط كل قصة تداوم الافلات من يدى ولكن فى منتصف قرائتى وخصوصا بعد قراءة سيدة المنام...تبدل رأيى
الكتاب FEMINIST بمعنى ان الكاتبة تحاول انصاف حواء بشتى الطرق تعزف على اوتار هشاشة حواء حتى تتمزق تلك الاوتار,فتعاود لملمتها بوضع نهايات حانية كما فعلت فى "اقراص طعمية ساخنة "
نقدى الوحيد: لم اعجب باختيار سحر الموجى لعناوين قصصها.....مائعة ولا تجذب قمثلا سيدة المنام استغرب كيف لم تطلق عليها ايزيس وهى محور الرواية !!
الأنثى وهي طفلة ثم مراهقة ثم شابة وامرأة حتى وهي سيدة عجوز ، دومًا كتابات سحر الموجي تدور في فلك الأنثى ، مجموعة قصصية تتراوح قصصها ما بين المتوسط والعادي والرائع ليجمع لنا في المجمل مجموعة جيدة. أحب سحر الموجي برغم أن كتاباتها دائمًا تحمل رائحة الأنثى المقهورة التي يغتالها مجتمعها إلا أنها دائمًا ما تجتذبني لأجد نفسي ابدأ في قراءة ما تكتب ولا أتركه إلا بعدما انتهي منه. المجموعة جيدة ولكن أقل مما توقعته من سحر الموجي :)
عجبنى قوى فصل ذات وتكملته :) مش شايفة انها كئيبة ولا بتصور المرأة انها هشة وضعيفة انا شايفة انها بتعبر عن دواخل حالات انسانية موجودة بالفعل وبشكل أو آخر نلمس جزء كبير منها سواء فى تجاربنا او تجارب ناس قريبين مننا قوى :)
يوم عادي لست مصرية. بالرغم من كئابة التلت صفحات إلا ان دكتورة سحراعترفت انه فترة تلاتيناها كانت اكتر فترة انجزت فيها عالجانب المهني والشخصي، ممكن اعترافها كان فيه نوستالجيا، أو لأن الدنيا كدة كدة مش سهلة ومدهشة كل يوم
مش بطال ... آخر 3 أو 4 قصص هم الأحلى في المجموعة بالاضافة إلى سيدة المنام .. واضح ان سحر الموجي مفتونة بدمج إيزيس و آلهات الفراعين ببنات حواء المعاصرات :)غير دول في رأيي بقية القصص عادية او اقل من عادية
تحمل المجموعة قصصًا مختلفة المشاعر و الأحاسيس دون أن تتخلى عن الطابع النسائي لها ، تتراوح بين تصاعدات و هبوط و حكي على وتيرة واحدة. أحببت روح الكاتبة التي ظهرت منذ أول قصة في المجموعة ، و لم تغادرها حتى بعد أن أغلقت صفحات الكتاب .
أسلوبها في السرد رغم غرابته الا انه جذبني هناك بعض القصص لم ادرك الام ترمي ؟ وهناك اخري جيدة واكثر قصتان اعجبوني هم ،، غريب ،، ماوراء الجدار . مجملا كتاب أسلوبه جديد وأحسست بطغيان الانثي عليه بشكل قوي و انتقاء الكلمات مميز