عندما تلتحم الحقيقة بالمغامرة, والأسطورة باليقين, والأفكار بالواقع, والمعاني بالمحسوسات, يكون النتاج: قِيَمًا عظيمة, وهذا دور الأدب الروائي. إن أهمية هذه الرواية أنها أول رواية سلفية عصرية تُبحر في مُعالجة مشاكل الواقع بشكل قَصصي رائع, وتجعلك تعيش في الحدَث: انفعالًا وتأثُّرًا وتحرُّكًا, ثم إنها مثَّلَت واقع المسلمين في أوروبا؛ أعني في البوسنة والهرسك, وما أدراك ما أوروبا! إنها قلعة الديمُفراطية وحاضنة الحرية الثقافية والفِكرية!, لقد عالَجَت الرواية مشاكل عقدية ومنهجية واجتماعية خطيرة, إنها قصة المسلم في المجتمعات المحارِبة لهَوِيَّته المُصِرّة على إلغائه والقضاء عليه, في مقابل حيويّته للبقاء والاستمرار.
لمحة سريعة عن مجازر الصرب الكروات ضد مُسلمي البوسنة في شكل روائي سهل بسيط يناسب الجميع، وأجمل ما فيها سلامة عقيدة الكاتب -والله حسيبه- وتنبيهه على مفاهيم عقدية شائعة أوقعت المسلمين فيما أوقعتهم. نسأل الله أن يزيد في المسلمين أصحاب مثل هذا القلم.