هذا الكتاب يعتبر مشروع مقاصد الشريعة، وكذلك مناهج القراءة التعليليّة والمناطيّة للنصوص الدينيّة، من أهمّ الطروحات التي شهدت إقبالاً كبيراً خلال القرن الأخير، بهدف تقديم قراءة تُعيد إنتاج الوعي الفقهي عند المسلمين.
يسعى هذا الكتاب - أوّلاً - لتقديم قراءة أصوليّة للبنيات التحتيّة التي تسمح بولادة إجتهاد مقاصدي ومناطي وعِلَلي قادر على ممارسة نشاطه في مساحة واسعة من الدراسات الشرعيّة، والإنتقال بهذه الأنماط الإجتهاديّة من مرحلة النشاط المحدود أو المبعثر إلى مرحلة النشاط الفاعل في العمليّات الإجتهاديّة الفقهيّة.
كما يهمّه - ثانياً - إنتاج نسخة للإجتهاد المقاصدي والعللي والمناطي من داخل مدرسة نفاة القياس والرأي والظنّ المطلق، وإثبات أنّ هذه المدرسة يمكنها أن تحظى بنسختها الفاعلة لهذه الأنماط الإجتهاديّة؛ ويعنيه - ثالثاً - تأكيد أنّ النسَخ المقاصديّة والعلليّة لا يجب أن تكون واحدة، بل بالإمكان تقديم قراءة لهذه الأنماط الإجتهادية تختلف عن السائد بعض الشيء وتتفق في أشياء أخرى، وهو يشتغل بإهتمام - رابعاً - على العوائق التي تمنع عن ولادة فهم مقاصدي ومناطي للشريعة، خاصّة في أوساط مدرسة نفاة القياس والرأي؛ لينظر في إمكانيّة تخطّي هذه العوائق.
وبعد هذا كلّه، يرصد الكتاب نتائج وتأثيرات ما توصّل إليه على إمتداد رقعة الدراسات الشرعيّة... إنّه محاولة - تستحقّ النقد والتقويم - في تطوير العلوم الشرعيّة عند المسلمين.
يعتبر الباحث الشيخ د. حيدر حبّ الله من أساتذة الدراسات العليا في الحوزة العلميّة، قضى أكثر من ربع قرن من عمره في الدراسات الدينيّة، وحصل على شهادات متعدّدة. كان لمدّة زمنيّة المعاون العلمي المشرف على موسوعة الفقه الإسلامي، والتي أصدرت عشرات المجلّدات حتى الآن، ويرأس تحرير عدد من المجلات الفكريّة سابقاً واليوم، وقد صدرت له العشرات من المجلّدات بين تأليفٍ وترجمة وتحقيق وغير ذلك، يختار الشيخ حب الله لنفسه طريقاً نقديّاً للتراث الديني عموماً، ويذهب إلى ضرورة التجديد في مختلف ميادين المعرفة الدينيّة. ويعدّ واحداً من أشدّ المدافعين عن التقريب بين المذاهب الإسلاميّة