What do you think?
Rate this book


63 pages
First published March 1, 1988
يا تلاميذ غزة
لاتبالوا
باذاعاتنا
و لاتسمعونا
اضربوا
اضربوا
بكل قواكم
و احزموا امركم
و لا تسألونا
و لابد من الاعتراف ان اسيادنا و اسياد الأدب العربي في هذه المرحلة هم اطفال الحجارة ، فهم الذين بعثروا اوراقنا .. و دلقوا الحبر على ثيابنا و انتهكوا عذرية نصوصنا القديمة ، و طردونا من وراء مكاتبنا مكيفة الهواء ، ثم لابد لنا من الاعتراف ، و الاعتراف موجعا أن اطفال الحجارة (بهدلونا) .. نحن الكتاب العرب الذين كنا نتصور انفسنا الهة تمشي على الورق .. و ملوكا لاتغيب الشمس عن قصائدهم ، نحن لسنا فى الحقيقة ، أكثر من ملوك من ورق ، و قصائدهم من ورق
كما اعتقد انهم ادخلوا الشعر العربي الى حداثة من نوع جديد هي حداثة المعاناة و الواقعية الثورية ، لا حداثة الغموض و التغريب و الدهاليز الباطنية
بهروا الدنيا..
وما في يدهم إلا الحجاره..
وأضاؤوا كالقناديل،
وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً
صفحت أجسادها ضد الحراره..
قاتلوا عنّا إلى أن قُتلوا..
وجلسنا في مقاهينا..
كبصاق المحارة
واحدٌ
يبحث منا عن تجارة..
واحدٌ..
يطلب ملياراً جديداً.. وزواجاً رابعاً..
ونهوداً صقلتهن الحضارة..
واحدٌ..
يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ
واحدٌ..
يعمل سمسار سلاح..
واحدٌ..
يطلب في البارات ثاره..
واحدٌ..
بيحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
![]()








