فإن البحوث الفقيهة هذه، يراد منها وعي الحكم الشرعي مع تنوعاته وجدلياته من جهة، وإلى تفهّم الأدلة المعتمدة في صياغة الرأي الفقهي ولو اجمالاً، وهو ما يستدعي من الدارس والقارئ تعاملاً راقياً مع الاختلاف الاجتهادي الذي عُرفت به الساحة الشيعية، خصوصاً في مسائل حسّاسة وملامِسة للواقع العملي الجمعي المتكرّر في الشعائر الحسينية.
ولا يخفى على الطالب والقارئ أن الجانب الفقهي في الشعائر الحسينية قد تناوله الفقهاء في أبواب شتّى من الأبواب المعهودة في الفقه، أو ضمن مسائل منفردة، ولم يكن للشعائر الحسينية باباً وكتاباً خاصاً في الفقه، لذا فإنه يتطلب منّا الجهد في لملمة شتات البحث وتنظيمه بالشكل الذي أصبح عليه هذا المنهج، على أمل أن يتطوّر التعاطي مع الشعائر الحسينية في جانبها الفقهي، ليستوعب أحكام الفروع الدقيقة، كما هي عادة الفقه الإسلامي.
وإنني أنشر هذه البحوث على هيئتها الأولية التي كُتبت من أجلها، على أمل أن ننشر الكتاب بتفصيل أكبر، ونسأل الله تعالى العون والسداد.