أيعقل بأنني سوف أرتبط به مدى الحياة لنهاية العمر…أسأبقى معه إلى أن أموت.. لا لا هذا لن يحدث لأنه كان مجرد تفسير الحلم.. وهل تتحقق الأحلام؟!" هذا ما كان يدور في رأسها منذ أن عادت من المدرسة ،تنهدت وهي تفكر غير قادرة على إخراجه هذه الأفكار من رأسها.. تحاول جاهدةً أن لا تفكر بذاك الشخص وتمنت لو أنها لم تره ولم يحدث ذلك الموقف معهما..
عن جوري التي تكره الرجال، وتمر بحالة نفسية عصيبة جرّاء حدث حصل لها فترة طفولتها، منعها من البكاء من سن الخامسة، حتى أوشكت على بلوغ سن الثامنة عشر.
. . . . .
وجهة نظر
من تصفحي للكتاب، غلافه الخلفي وبدايته، ظننت أن الرواية حول تخوّف الفتاة من الزواج، وأنها صغيرة في السن لازالت في المدرسة. وما الذي سيحدث معها وكيف ستواجه أسرتها ومجتمعها بعدم رغبتها بالزواج المبكر.. إلا أن الرواية خالفت توقعاتي ولربما كان يجدر بي إعطاء التصفح وقت أطول لأستوعب أنها رواية لا تناسبني. لم يكن هناك ترابط ولا تسلسل ولا منطقية في الأحداث، وكأنها صُدف مختلقة من الكاتبة، ترمي بالأحداث وتحشرها لتكون هناك فقط وتجبر الشخوص على التعاطي معها، بشكل يخالف عاداتنا وثقافتنا. وحسب تصفحي للصفحات الأخيرة تبدو الأحداث واقعة في الإمارات، إلا أن مسميات الشخصيات ليست بالدارجة في المجتمع الإماراتي ولا الأحداث تتماشى مع عاداته. اختزال واختصار في سرد الرواية.. في ورقة واحدة تحدث الكثير من الأحداث وبدايةً قلت لربما هذه البداية ولم تبدأ القصة بعد، إلا أن المرور السطحي على الأحداث كان خلال الرواية كاملة، وللأمانة قرأت 84 صفحة من أصل 184 وتصفحت الباقي فحسب ولا نية لي بأن أعطي المزيد من الوقت لهذه الرواية لأنها لا تستحق. دور الأهل معدوم وضعيف جداً، محاولات مستميتة بإضافة الدراما، أكثر من 3 وأربع مرات نركض للمشفى مع الشخصيات… وكيف تبيت الفتاة في بيت صديقتها لأيام دون علم اهلها، وتبيت في شقة رجل غريب تحت حالة انهيار عصبي ولو حاولت الكاتبة بتغطية ذلك بإحضار زوجة صديق. اللامنطقية تتجلى في مواضع كثيرة ومنها سفر الشخصية لمدة شهر لمكة المكرمة.. ولا كأنها مرتبطة بالمدرسة.. وعرض السفر هذا بدايةً على ابن عمتها الذي يقاربها بالعمر ولا يحل لها، واقترحت سفر والدها واخته كذلك لانه ليس محرماً لها، وتذكر في وقت لاحق انها ارادت السفر معه وحده… علاقتها مع ابن عمتها هذه غريبة، تعتبره كأخ منذ الصغر ولكن كيف للاهالي أن يسمحوا لها بهذه الحرية أن تدخل غرفته، تنام على سريره حتى، والحجة أنه مثل الأخ! كل الرواية تتمحور حولها وتعاطيها مع الذكور في الرواية ليتبين كرهها الشديد للرجال، باستثناء ابن عمتها حافظ اسرارها. هذه حالات نفسية موجودة.. إلا أن أسلوب الطرح الذي كان بيد الكاتبة أن تُنوّر القارئ وتعطيه قيمة معرفية من وراء هذه الرواية بالتطرق ولو بالهوامش بذكر واقعية الحالات، مصطلحات علمية فيما يخص رهاب الذكور أو عدم القدرة على البكاء. بدل أن تطرح لنا الأحداث بعين المراهقة التي استبدت بالجميع حتى أخواتها وأمها وأبيها، ولسانها حاد على أعمامها وأي رجل غريب عليها وماشابه.. حيث لا يقدر عليها أحد وتسمى وقاحتها بالقوة والشجاعة! ومن الجدير بالذكر أن من بداية الرواية والكاتبة تلمح بسر يعرفه ابن عمتها فقط، وهو سبب حالتها… وإلى 84 لم أجد سوى تلميحات… سئمت محاولة الكاتبة بفرض الغموض على الشخصية بهذه الطريقة. والأسلوب الركيك بمحاولة ربط وسرد الأحداث، كأنها تعرض الأفكار الرئيسية للرواية من شدة الاختزال. لا أنصح بها أبداً…