حصريا من كتب العالم ، شاهد متجرنا لمزيد من الكتب العربية وأحدث الإصدارات في مختلف المجالات ، تصفح الصور لمعرفة المزيد عن الكتاب ، نوفر الكتب الأصلية للحفاظ على حق المؤلف والناشر والقارئ ، هدايا مجانية مع كل كتاب ، ابحث عن كتابتك باللغة العربية ، الرابط المباشر للمتجر
كتاب شيق ومختلف في مجاله، فدائماً ما أعتدنا من مثل هذه الكتب التي تتناول الإلحاد أن تصارع الأفكار بأفكار إيمانية وأن ترد الحجة بالحجة والبرهان بالرهان ، ولكن الدكتور سامي هنا أنتقل إلى وضعية الهجوم وطرح موضوع الإلحاد على الطاولة وليس الإيمان، تشريح الإلحاد بأدواته الخاصة، بأدبياته، بمفكريه والأهم من كل ذلك بمآلاته البعيدة جداً جداً ..
أستطاع الدكتور عامري أن يمضي بنا بعيداً جداً في رحلة الإلحاد الفكرية، أن يذهب بنا حتى آخر شاطئ من شواطئه، فمالذي يمكن أن يجده الإنسان، بكل صدق لقد شعرت بقشعريرة رعب وهزة نفسية لا توصف، لم تكن مجرد رحلة بل مصارحة قوية مع النفس، وذهاب إلى مدى لا يمكن للإنسان استيعابه ، الالحاد ليست مجرد شعارات رنانة ولا شعبوية تستتر بستار إنساني محض وتحث على أخلاقيات جديدة يتبناها اليسار العالمي بكل أجنداته ونوازعه، بل هناك الكثير مالا يخبرك به معظم الملاحدة سواء عن جهل أو تجهيل أو ابقاء الصورة البراقة التي حازتها ملاعب الالحاد واللادينية والكفر في السنوات الأخيرة مقابل دور الدين في حياة البشر ..
هذا الكتاب يفتح باباً مظلما في وجه كل من أنكر الخالق، وسعى الى زرع عبثية الكون، باب مظلم ومخيف وميؤوس منه، حيث لا إنسانية في ظل الفكرة التطورية وقبلها الفيزيائية أن الانسان مجرد حثالة كيميائية ، ولا أخلاق في ظل نسبية أخلاقية مرعبة لا وجود فيها لأي مستند خارجي بل قائم على الاهواء والرغبات التي تتكاثر يوماً لتصل ببعضها إلى درجة الاشمئزاز، ولا وجود لعقل في غياب رؤية واضحة لماهية العقل وأنها تطورت من حيوانات غبية ، فأي عزاء يبقى للعقل، ولا وجود لمعنى في ظل تعدد المعاني وإبقاء حيزها في مادية ضيقة سرعان ما تتعرى أمام أي هزة وجودية .. ولا وجود لجمال في عالم لا يعترف بأي تعريف واضح للجمال، بل الجمال ما يحدده الفرد والجماعة وتتوالده الافكار سواء كانت قبيحة أو حسنة !!
الكتاب رائع ومهم ويسعى لصياغة مفهوم صريح وصادم ومواجهة حتمية مع الملحد مع الحاده .. أن تأخذ عقيدة ما أو دين ما الى رؤيته الاخيرة ما تحدد قيمة ذلك المعتقد وليس الاكتفاء بالقشور والأمور السطحية والجدالات العقيمة .. وقد أحسن الدكتور سامي عامري بارك الله فيه في وضع النقاط على الحروف وبسط الفكرة الالحادية كما هو من غير تعقيد ولا تجميل ..
. على وقع صوت مقارعة الحجة بالحجة اعتدنا أن نقرأ نقد الدكتور سامي عامري للأفكار الإلحادية والنزعة العلوية وعموم والشبهات الفكرية، فالدكتور دائما واضح وصريح وأفكاره وأدلته تأتي دوماً كاملة الدسم لا تجامل. اليوم في هذا الكتاب ( الإلحاد في مواجهة نفسه ) يهدم الدكتور ما جاء في النظرة الإلحادية الكونية بمعاول استعارها من تناقض الملاحدة أنفسهم، وفي كثير من الأحيان كان التناقض ينبع من الشخص نفسه. في سبعة فصول عرض الدكتور سامي عامري أهم ما يتم طرحه باللوبي الإلحادي مُنطلقاً من تعريف الإلحاد ثم الحديث عن في علاقة الإنسان بالكون ونفسه وذاته. ولم يأتي الدكتور عامري بأفكاره الخاصة بل كان دوره يقتصر على ذكر الدعوى ونقضيها من داخل البيت الإلحادي نفسه وتوضيح مقاصد أصحابها. "خلاصة هذا الكتاب هي أن الإلحاد لا يرتقي إلى أن يكون خطأ إنه دون ذلك، إنه شيء مستحيل غير قابلٍ للتصور، ومستحيل لأنه لا يمكن أن يعاش فكيف يوجد إذا عندها ملحد صادق في إلحاده."
ماذا بعد القراءة؟ وأرى أن أسهل ما يمكن للمرء ادعاءه عدم وجود الله الفرار من الإيمان بالله إلى العبث والعدم اللاشيء، ومن ثم تبدأ رحلة الصراع المضنية في سبيل كتم صوت العقل وصوت الفطرة المؤمنة فتغدو الرحلة بأكملها رحلة شقاء في شقاء. ولا تعجب من ظهور التناقضات إذ أن الحق لا يعرف غير إظهار نفسه ولا يقبل بما هو دون ذلك.
تمت #أبجدية_فرح 5/5 📚🌷 #candleflame23bookreviews #الإلحاد_في_مواجهة_نفسه للدكتور #سامي_عامري صادر عن #رواسخ
كانت تنتابني مشاعر مختلفة عندما أقرأُ بعض الكتب، فمرةً أشعرُ بالسعادة، ومرة أشعر بالدهشة من الأسلوب وروعته، ومرة يلامسني الحنين ويحملني الأمل.. إلا إنني لم يجتاحني حزن ولا تغشّتني كآبة ولا شعرتُ مرة بالرغبة في البكاء إلا عندما قرأتُ هذا الكتاب الذي قرأته للتو.. يذكر الكتاب الوجود والكون والأخلاق وحرية الإرادة والجمال والمعنى من منظور إسلامي في صفحة أو صفحتين، ثم إذا به يُطنب في صبغ الأفق بالسواد القاتم، وإضفاء الأسى على كل شهقة وزفرة منك حال قراءتك، ولم يتوانَ الكاتب عن الإتيان بكل صورة متطرفة من المادية القاتمة ووضعها أمام ناظري من يعقل لكي يدرك مدى البون الشاسع بين الإيمان المفعم بالمعنى والتفاصيل التي تروي الروح، وبين الإلحاد الصارم الذي يجتث القلب من صدر الإنسان إذا خلا بنفسه وفكر مليًا.. الآن أظنني عرفت كيف يتعايشون مع إلحادهم،، أظنني عرفت كيف يتم التعايش مع الوهم كأنه حقيقة ماثلة، وكيف يتم زراعة حياة سعيدة في تربة الوجود الذي بلا معنى عندهم.. هو مذهب اللذيِّة.. استمتع، احمل ما شئت من متاع الدنيا، افعل ما تريد...الآن وهنا. الآن وهنا، لا تدخر جهدًا في التفكير في المصير والغاية والمعنى.. تناسَ، ثم انسَ. أهِل التُّراب على كل معنى إلا الشهوة المُتدثرة بالعقلانية.. أشِح بوجهك عامدًا عن حقيقة أن الجميع ذاهبون إلى قعر العدم اللانهائي، واستمر في إرخاء السمع إلى الضحكات اللامبالية واللذائذ التي لا يحدها رادع.. انقدحَ في ذهني وأنا أقرأُ الكتاب حال عاد وثمود.. َوالله ما أدق تصوير القرآن لهم، وما أشبه حالهم بحال عالم اليوم.. كأسُ لذة مُترعة بكفر النعم، وتناسٍ للضعف، وعلو واستكبار في الأرض.. طغيان عارم ، ونعيم لا يفارقهم ساعة.. كل ما يتمنونه يجدونه.. أمس قالوا "من أشد منا قوة"، واليوم تراها متمثلة في الخطاب التبشيري بالعلم التجريبي وأنه مصدر القوة والسيطرة والمَنَعة.. أمس "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين"، واليوم "منحنا العلم كل شيء".. أمسٌ قالوا "إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر"، واليوم قولهم هو ذاته لم يتغير.. طغيان اللذة طريق الكفر، وجحود النعمة.. اللذية هي أن تتناسَ كل همٍ يؤرِّقك، وكل قلق وجودي يقض مضجعك وتنغمس في متع لا حصر لها.. تنغمس حد السُّكر، وتنتشي حد الافتراق عن الواقع.. قال الله عز وجل : وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا. اللهم إنا نعوذ بك من كفران النعم، ونعوذ بك من لذة تُنسينا.
نافع، فإنك لا تستشعر نعمة الإيمان إلا بعد رؤية عبثية الإلحاد. ولا تستشعر نعمة الإيمان بِدين الحق، إلا بعد رؤية فساد سائر الأديان المحرفة فضلا عن الفلسفات الوضعية. وكما قلتُ سابقا، في عالم بلا إله، لا وجود لأي معيارية أخلاقية مطلقة، فينعدم المعنى وتتفشى العبثية، وما من ملحد إلا ستجد فعله يناقض لوازم اعتقاده ...
أحد أبرز إصدارات رواسخ، يتناول فيه الكاتب حقيقة الإلحاد على ألسنة فلاسفته ورُموزه، ويتحدّث بتركيز ودقّة في 7 فُصول على: حريّة الإرادة، حيونة الإنسان، الاستنارة المُظلمة، معنى الحياة، وهم الأخلاق، والختام الرصين بالحديث عن وهم الجمال.
في كل فصلٍ من هذه يتناول عامري في البداية تأصيلًا إسلاميًا للمفهوم المُراد مناقشته، وينتقل من بعدها للعبث الإلحادي على لسان من يُنظر إليهم كأنبياء للكفر المطلق، والعدميّة المحضة.
لغة الكتاب أدبيّة، ونصوصه رائِقة، قد تحتاج أحيانًا لأن تعيد قراءة الفقرة أكثر من مرّة لتصل لفهم حقيقي لكُل المعاني التي يحملها الكلام، ذاك أن قلم الدكتور سامي لا تمطيط ولا إطناب فيه، كُل كلمة مكتوبة لسبب وقصد، حتّى أن الكتاب -هكذا على بعضه- يُقتبس ولا حَرج.
في نهايته يقول الكاتب بأنَّ هدفه من هذا الكتاب ليسَ هداية الملحد إن وقع الكتاب في يده، وإنّما الصدق مع نفسه، إذ أنَّ الإلحاد -على حقيقته- (إمكانيّة مستحيلة) وانتحارٌ عقلي وعبثٌ بالفطرة لا أصدق من الوفاة لعدميّته سوى إزهاق النفس كما يفعل بعد الملاحدة المعاصِرين.
الكتاب مُهم، غايةً ونصًّا، خمسة على خمسة، وبهكذا إنتاج فِكري يكون العِلاج الحقيقي لمرض الإلحاد المُعاصِر.
الكتاب يتحدث عن الالحاد الدارويني المادي أو الميتافيزيقانية الطبيعانية (وترى أن المادة هي كل ما هو موجود، وانه لا وجود حقيقي لكل ما هو فوق طبيعي، مثل الأرواح والأشباح والالهة.)، وربطها بالعدمية، بقوله: ("أن الملحد الأمين في رؤيته، والمتمسك بها بصدق ووجَل حتى لا يُلابسها شيءٌ من إيمان المؤمنين بالله، لا سبيل له غير العدمية،... فالعديمة الوجودية قدر كل ملحد طبيعانيٍ"). وهناك كتاب يتحدث عن نفس الموضوع من Thomas Nagel اسمه Mind and Cosmos: Why the Materialist Neo-Darwinian Conception of Nature Is Almost Certainly False. وهو ملحد أيضا ويرى ان الداروينية المادية تكاد أن تكون خطأ بالتأكيد -Is almost certainly false-.
الكتاب يتكون من ستة فصول -سبعة مع المقدمة- وكل فصل يعرض فيه التصور الإسلامي لعنوان الفصل في صفحة او صفحتين، ثم التصور الالحادي لنفس العنوان. والفصول هي: الإنسان، ذلك الحيوان. العقل على مذبح الإلحاد حرية إرادة.. ووهم الآلات نهاية معنى وغيبة غاية الإلحاد.. ووهم الاخلاق الإلحاد.. ووهم الجمال
الكتاب ليس "مفحّم" أو "يقوي إيمانك"، لا، الكتاب مجرد شرح لإيش معنى إنك تكون ملحد مادي وتؤمن ان المادة هي كل شي ولا يوجد شيء غير المادة. ("ان الملحد -الخارج عن الإسلام- يظن انه بعد خروجه من الايمان بإلهٍ الى الإلحاد، ليس عليه سوى ان ينتزع من منظومته السابقة بالإيمان بخالق، والايمان بالجنة والنار والملائكة وبعض الاحكام الفقهية في الحلال والحرام. والحق ان التغيير يجب ان يكون في الأسس والجذور التي تصوغ له رؤيته الكونية... إذ ان الالحاد ينشز صاحبه كائناً جديداً، من لحم وعظم جديدين"). وفي الحقيقة -من وجهة نظري- الكتاب جداً سوداوي سواء انه لا يوجد فرق حقيقي بينك وبين الحيوان، او كيف تثق بعقلك إذا كان هو مجرد حلقة من سلسلة تطورية عشوائية، او إنك لا تملك حرية إرادة ابدا وإنك عبارة عن حثالة كيميائية، او ما المعنى من الحياة إذا كان كل شيء يمشي الى العدم، او موضوعية الاخلاق والجمال. انصح الجميع بقراءته سواء كنت مسلم او ملحد او ربوبي او أي من كنت، كتاب فعلاً يستحق. الكتاب مكون من 163 صفحة وحجم الكتاب أكبر من عادة الكتب، والطباعة ممتازة جداً باللونين الأحمر والأسود.
لطالما تقاذفنا الملحدون وغيرهم بالشبهات التي يزعمونها في ديننا ونادراً ما كان يتم الدفاع عن الإسلام بالهجوم على عقيدتهم وإنما كان الدفاع برد الشبهات، واعتقد بعد انتهائي من الكتاب أنه يلخص أسهل الطرق لنسف "عقيدة" الإلحاد بدايةً من أصولها.
💥 إن حسن بيان حقيقة الإلحاد كما هو ، كاف لتقدم للملحد مدخلاً عقلياً و نفسياً لإقامة قراءة نقدية لمعتقده . و لكن يبقى الإشكال كل الإشكال ، في قدرة الملحدين على فهم إلحادهم ؛ فإن عامتهم في عجز عن معرفة مذهبهم . ص ١٧
💥يقول راسل : " الإنسان نتاج أسباب ليست لها بصيرة بالنهاية التي تسعى إليها ؛ فأصله ، و نماؤه ، و آماله و مخاوفه ، و حبه و معتقداته ، كل ذلك ليس إلا نتاجاً للتواطؤ العرضي للذرات ... و قد قُدر له الفناء بفناء النظام الشمسي ، و لا بد ضرورة أن يُدفن المعبد الكامل لإنجازات الإنسان تحت حطام الكون الخرب ". ص ٢٢
💥 إن الملحد الأمين في رؤيته ، و المستمسك بها بصدق و وجل حتى لا يلابسها شيء من إيمان المؤمنين بالله ، لا سبيل له غير سبيل العدمية ... ص ٢٤
💥 " الكون الذي نبصره ، يحمل بكل دقة الخصائص التي ينبغي لنا أن نتوقعها إذا كان جوهره بلا تصميم ، و لا غاية ، و لا شر ، لا شيء غير عدم اكتراث قاسٍ " داوكنز ص ٢٤
💥 لا يوجد ملاحدة على الحقيقة الكاملة أصلاً ، فالإلحاد تصور لا يمكن أن يعيشه الإنسان ؛ لإنه لا يمكن أن يصدقه . إن لحظة الوعي الصادقة بالإلحاد في صدر الملحد ، و التي تقترن بالرغبة في أن يعيش الملحد طبق تصوره و يهتدي بمعالمه ، لا بد أن تقترن بضغطة زر المسدس باتجاه الرأس ، أو أن يرمي الملحد نفسه من شاهق .. لا فرار ص ٢٧
💫 الإنسان .. ذلك الحيوان
💥 عندما يرفض الملحد التكريم القرآني الذي يمنحه فضيلة تسخير الأرض و ما عليها له ؛ تصبح علاقته بأبناء عمومته الحيوانات جرائم إبادة تتضاءل أمامها جرائم الصليبيين و النازيين جميعاً = حياة الإنسان الملحد ؛ جريمة أخلاقية . ص ٣٩
💥و عندما يرد الإنسان إلى مرتبة مع الظباء و الضباع و الضفادع ؛ يصبح الانتصار لحقه في الحياة ، و تجريم إذايته ، و تحريم مسه بسوء ، و إنكار طمس حقوقه ؛ بلا سند ، و لا حجة ؛ لأننا سنرد إلى الغابة حيث يرتع الجميع كما يشاؤون .. و ماالقتل و النهش غير طلب طبيعي للحياة ، و إن تناثرت الأشلاء مزعاً و ثعبت الدماء مدراراً . ص ٤٠
💥الفيلسوف الأسترالي الملحد بيتر سنجر يؤكد أنه لا يوجد حرج أخلاقي في التخلص من الأطفال الرضع الذين يعانون من التخلف العقلي أو مشكلات النمو الأخرى مثل متلازمة داون ، في مقالة له بعنوان " قدسية الحياة أم نوعية الحياة " و ناقش فيها أيضاً قدسية الحياة البشرية ، منتصراً لدعوى أن حياة بعض الحيوانات أكثر قيمة من حياة الأطفال المتخلفين عقلياً . ص ٤١
💥 كتب دوبجن قائلاً : نقطة التحول الأكثر محورية في التاريخ المبكر لحركة القتل الرحيم هي دخول الداروينية أمريكا . ص ٤٤
💥" المشروع الفكري الغربي .. ليس كافراً بالإله و حسب ، و إنما هو كافر بالإنسان أيضاً ؛ إذ يعلن موت الإله ، ثم موت الإنسان ككائن متميز عن الطبيعة ، و ينزع القداسة عن كل شيء ... " المسيري ص ٤٧
💥 الملحد المستجيب لطبيعته الغابية ، ذئبٌ لأخيه الإنسان . و الملحد المحسن لأخيه الإنسان مخالف لفطرته الحيوانية ، و فاقدٌ للأرضية الوجودية التي من الممكن أن يقيم عليها قيم الخير و الشر . ص ٥٣
💫 العقل على مذبح الإلحاد 💫
💥 لم يتم تصميم حدسنا المنطقي و الرياضي و الجسدي عن طريق الانتقاء الطبيعي لتتبع الحقيقة . سام هاريس ص ٦١
💥عمل الدماغ _ في التصور الإلحادي _ ليس في خدمة الحقيقة ، و إنما هو في خدمة مطلب الإنسان في البقاء . و البقاء قد يتحقق بالحقيقة و الوهم معاً . ص ٦٣
💥الإلحاد إمكانية مستحيلة بمعنى :
١ _ حتى تكون ملحداً لا بد أن تنكر حقيقة النظم في عالم الأحياء . [ الملاحدة يؤمنون بظاهر النظم لا حقيقة النظم ؛ لأن النظم يقتضي مشيئة و حكمة ، في حين أن ما يظهر من نظم ليس إلا أثراً للعشوائية العمياء ] . ٢_ البديل الوحيد عند الملاحدة للنظم الإلهي القول بالتطور ، و العشوائية . ٣ _ الإيمان بعشوائية التطور يلزم منه عدم الثقة في قدرة الدماغ على اكتشاف الحقيقة الموضوعية ؛ لأنه تطور غير متوجه لإدراك الحقيقة قسراً . ٤ _ إذا كان السبيل الوحيد لإنكار وجود الله _ سبحانه_ هو العقل ، و كان الإلحاد يقتضي نفي وجود العقل العاقل الذي يدرك حقيقة العالم ، كان القول بالإلحاد يقتضي الكفر بالإلحاد حتى يتمكن الملحد من الكفر بالله ! الإلحاد دعوى منتقضة ذاتياً .. و إن شئت قل : الإلحاد إمكانية مستحيلة . ص ٦٤
💫 حرية الإرادة ... وهم الآلات 💫
💥" هل هناك إرادة حرة ؟ لا ، البتة " الفيلسوف الملحد / ألكسندر روزنبرج
💥" من الصعب رؤية كيف يمكن للإرادة الحرة أن تعمل لو أن سلوكنا محكوم بقانون فيزيائي ؛ لذا يبدو أننا لسنا أكثر من آلات بيولوجية و أن الإرادة الحرة محض وهم " ستيفن هوكينح ص ٧٨
💥 " نحن روبوتات مصممة لأن لا تصدق أننا روبوتات " الفيلسوف الملحد سلنجرلاند ص ٨٣
💥نفي حرية الإرادة من لوازم الإلحاد المادي ، و مبطل لكل فضيلة أخلاقية أو معرفية يدعيها الإلحاد . ص ٨٧
💫 نهاية معنى و غيبة غاية 💫
💥" وجود الإنسان كان نتيجة لعملية طبيعية بلا هدف ، لم تضعه في الاعتبار في البدء " عالم الأحافير / جورج غايلورد سمبسون
💥 " الحياة ليست في الأساس بحثاً عن المتعة ، كما يعتقد فرويد ، أو بحثاً عن السلطة كما دعا إلى ذلك ألفريد أدلر ، و إنما هي بحث عن معنى . أكبر مهمة لأي شخص هي إيجاد معنى في حياته " فكتور فرانكل ص ٩٦
💥 الملحد _ في الحقيقة _ لم يصنع معنى في الحياة ، و إنما هو يبحث عن مخدر يمنعه الإحساس بمرارة الحياة ؛ فإن أقسى الأوقات على الملحد هي لحظات الخلوة بالنفس ؛ حيث يواجه قلبه في ظلمة غرفة تمنع جدرانها عينيه أن تتيها في وهم ضجيج الناس . هي لحظات عصيبة ؛ لأن حبيس الجدران سيسأل نفسه _ قهراً _عن نفسه و طريقها و مآلها و ضريبة أنفاس هذه الحياة : ماذا بعد ؟ و إلى أين ؟ و هل تستحق الحياة كل هذا الجهد و هذا الصبر المسترسل بلا انقباض ..؟ ص ١٠٠
💥المعنى الوحيد الذي من الممكن أن يعيش له الملحد هو البهيمية بطلب اللذة المادية أو متعة الأنس بالقطيع ؛ لأن كل معنى آخر موضوعي ، لا حقيقة له في عالم المادة الصماء . ص ١١٣
💫 الإلحاد ..و وهم الأخلاق 💫
💥 " لا توجد آلهة في الكون ... و لا حقوق إنسان و لا قوانين و لا عدل خارج الخيال الجمعي للبشر "
الفيلسوف و المؤرخ الملحد / يوفال نوح هراري
💥 " إنه لمن المحرج بجد أن الله غير موجود ؛ إذ أن كل إمكانية للعثور على قيم في سماء الفكر تختفي مع اختفائه " سارتر ص ١٢١
💥 الإخلاق _ عند عامة أعلام الملاحدة اليوم _ دوافعها جينية ، و طبيعتها مزاجية ، و حقيقتها أنها وهم ، و حكمها أنها بلا قيمة . ص ١٢٢
💥 في التصور الإلحادي ، الإنسان معيار كل شيء ... و لكلٍ أخلاقه ؛ لأنه لكلٍ أهواؤه ، فلا معيار إذن . ص ١٢٦
💥 إلحادياً ، الملحد عاجز عن أن يكون صالحاً ، بل و حتى أن يكون فاسداً .. إنه محروم من أن يفعل فعلاً له قيمة إيجابية أو سلبية . ص ١٢٧
💥 " من زاوية نظر داروينية ، من العسير جداً تفسير الحق و الخير و الجمال ، و تفسير اهتمامنا بذلك " الفيلسوف اللاأدري / أنتوني أوهير ص ١٣٩
💫 كلمات في الختام 💫
💥 من هو الملحد في كلمة .. ؟
الملحد هو ذاك الذي يؤمن بالشيء و نقيضه ، دون أن يجد في ذلك حرجاً ؛ لأنه فاقد للوعي بتناقضه ، أو لأنه عاجز عن البراءة من ذلك .
هو ذاك الذي يؤمن أن الإنسان كائن عظيم عليه دار كل شيء ، و أنه بهيمة لا قيمة لحياتها و جهدها و أشواقها ...
هو ذاك الذي يؤمن أن الحكمة أصلها العبث ، و القيمة الإيجابية تكمن في العدم ..
هو ذاك الذي يؤمن أن أعظم معركة في الوجود هي تلك التي ينشر فيها الإنسان قيم الخير و العدل و الرحمة ، رغم أن الخير و العدل و الر��مة مجرد أوهام في عقول أهلها .
هو ذاك الذي يمجد صعود الجبال ، و مواجهة المخاطر ، و صناعة الأمجاد .. رغم أنه يرى أن الإنسان بلا إرادة و لا اختيار ..
هو ذاك الذي يرى العقل أعظم شيء في الكون ، لكنه يرى الدماغ أثراً عن طفرات عمياء عن بهائم أولى لا عقل لها . .
هو ببساطة ذاك الذي يمجد النور ، رغم أنه يطمسه بيدي رؤيته الكونية ..
كما عوٌَدنا الدكتور سامي عامري في كتبه بسلاسة الأسلوب و بلاغة اللغة و حصافة الرأي المبني على حجج شرعية ذات أرضية صلبة، جاء هذا الكتاب لينهل من ينابيع المعرفة و بالخصوص في اعتماده على مقارعة الحجة بالحجة ليُؤصِّل أطروحته المتمثلة في العنوان عن طريق معالجة علمية روحية موضوعية: ناقدا من غير تشنيع و مسترسلا من غير ترقيع.
الإنسان عند الفلسفة الإلحادية مجرد بهيمة تستجيبُ لجوعة البطن و تسعى لتحقيق قدر عالي من اللذات الآنية و المتع الدنيوية، تُنتخب وفق السلم الهرمي الدرويني و تستمد طاقتها من جنون إرادة القوة عند نيتشه.
لا أحد ينكر حجم الجرائم البشعة التي ارتكِبت بسبب الفلسفة المادية التي كانت بمثابة رحم يقذف كل حين تيارات فكرية و سياسية منحرفة و عنصرية من بينها الداروينية الاجتماعية و الإمبيريالية و النازية و الص.هي.ونية. بغضٌِ النظر عن موجة الإلحاد الجديد الذي يحمل لواءه شارل دوكينز و سام هاريس و كراوس ، هيتشنز و دانييل دينيت و سقوطهم في بئر بلا قرار من التناقضات العلمية و المنطقية الأخلاقية، فالمتأمل في ذلك الصخب المحتد الناتج من أولئك السُذَّج والحمقى والدهماء من الناس الذين يتشبثون بكل جهل و فقدان بصيرة عن أضغاث أحلام، فالمخلص في إلحاده و الوفي ب"لوازم" الإلحاد غالبا ما يجد نفسه ضحية التخبط الفكري الذي يقوده الى معضلة نفسية و خواء روحي يؤدي به في آخر المطاف إلى الاكتئاب و الانتحار ، أما الفطِنُ فيهم فيتوهم و يُوهِم محيطه بأنه ذلك الناجح المحب المناضل من اجل قيم العدالة و الخير، في حين انه أمام مرآة نفسه يكاد يطيش عقله لأنه يخون تماما فلسفته الالحادية.
فالإلحاد نفي للعقل، و نفي للإرادة الحرة و قضاءُُ على كل قيمة أخلاقية حيث الإنسان - الملحد- المنتصر بنشوة الحياة العدمية يعيش في شقاء أبدي يلهث وراء سراب العلموية لمَّا زعم أن المادة الصمٌَاء تحكم بكل عشوائية و عبثية كل ذلك الكون البديع المنتظم بدقة متناهية و تصميم إلهي يفوق كل الوصف.
هذا الكتاب ليس في نقد الإلحاد بالدرجة الأولى بقدر ما هو إظهار لحقيقة الإلحاد ومآلاته وعرض اللوازم التي تترتب على الرؤية الكونية الإلحادية. الإلحاد تصور لا يمكن أن يعاش، فلا يوجد ملاحدة على الحقيقة، والذي يقصده الكاتب أنه لا يوجد ملحد يعيش حياته في انسجام وتناسق مع رؤيته للكون في الإطار الإلحادي فالملحد يعيش في تناقض برفضه لوازم إلحاده، ومن اللوازم التي ذكرها الكاتب:
1- أن الإنسان حيوان، وهو في الرؤية الإلحادية ليس إلا جزءا من الطبيعة لا يتميز عن غيره من الكائنات بشيء.
2- العقل وهم، فإنكار الملحد لبرهان التصميم في عالم الأحياء يلزمه إلى القول بالتطور العشوائي من البسيط الأدنى إلى المعقد الأعلى، بالتالي فالدماغ ليس آلة لفهم الوجود، فعمل الدماغ في التصور الإلحادي ليس خدمة الحقيقة إنما هو في خدمة غرضه في بقاء الإنسان، والبقاء قد يتحقق بالوهم.
3- وجود الإرادة الحرة مجرد وهم، فالإنسان أسير الخصائص الكيميائية لجيناته، وهو ما يقر به رموز الإلحاد أنفسهم.
4- الأخلاق وهم، الأخلاق في الإلحاد مجرد اختيار شخصي فردي وكل قيمة يتبناها المرء تبقى مجرد ذوق شخصي وليس حجة على أحد لمدحه أو ذمه. وأكثر من ذلك فضمن الرؤية الكونية الإلحادية كل الأشياء سواء وكل الأفعال متساوية ولا قيمة لشيء، وما الخير والشر الا أسماء تعكس ما شهواتك وما تنفر منه ذائقتك، وهما يتغيران باختلاف الأمزجة والثقافات والعادات.
5- وهم الجمال، الوجود في الرؤية الالحادية مجرد ركام من الأشياء الفيزيائية القابلة للقياس الرياضي، اما جمال الشيء فمجرد وهم بصري، أي انه مجرد إحساس باستحسان لشيء ما، ولا وجود للجمال الموضوعي.
كتاب مُوفّق في طرق أبرز الموضوعات التي تُدين الإلحاد وتفضح تناقضاته واستحالة تحقّقه عقلًا وواقعًا.. وأنا أغلق الكتاب؛جال في خاطري الآية الكريمة التي تتحدث عن أعظم نعمة رُزقنا إياه ألا وهي -الإيمان بالله سبحانه- وأردد في نفسي (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)
كان يظهر لي هذا الكتاب كثيرًا هُنا بين مراجعات وانتقادات ،وقررت شراءه وقراءته خصوصًا أنّه من تأليف الدكتور سامي العامري الذي يُذهلني بأسلوبه العلمي وبنهمه العلمي وبسعة معرفته وثقافته فقد تتلمذنا في محاور النصارى على يديه وعرفنا أسلوبه البارع وقدرته العجيبة على التفكير والنقد بلغة القوم لابلغته هو فقط -حفظه الله ورعاه ونفع به الأمة-،ثم بعدها أُخبرت أنّ الكتاب صادم حتى لدكتور في كلية الشريعة .. قُلت في نفسي لن يكون هناك كتاب أشرع في قراءته قبل هذا الكتاب(طبعا قرأت كتاب بسيط قبله وفصل من كتاب ادبي وفصل من كتاب فكري ) .. الكتاب مقسّم في ٦ مواضيع يُلزم فيها الملحد بالاتساق مع فكره وما يعتقده فيدحض الدكتور الالحاد من أقوال كبار الملحدين نفسهم ، القسم الأول :في البدء كان السؤال . ابتدأ هذا القسم باقتباس مُذهل للمؤرخ ويل ديورانت (وهذا المؤرخ ذاتًا أُحبه ) :"إن اعظم قضية في زماننا ليست هي قضية الشيوعية في مقابل الفردية ،ولا أوروبا في مقابل أمريكا ،ولا حتى الشرق في مواجهة الغرب ،وإنما اعظم قضية هي إن كان بإمكان الإنسان أن يحيا دون الله " في هذه الجزئية أجد روح الدكتور المسيري -رحمه الله -عندما كان يحاول الزام العلمانيين بالوفاء والاتساق مع الفكر العلماني وماقد يسببه هذا الإلزام من رعب للعلمانيين قبل غيرهم ،وهنا بنفس النَّفَس يطرح الدكتور سامي طرحه فيبدأ بتعريف الالحاد أساسًا ويقول :"أصل الاشكال مع عامة الملاحدة هو في تصور الالحاد لا في أدلته ،فإنه لو تصور الملاحدة حقيقة إلحادهم كما هي بدون تعسّف أو بتر أو تجميل ؛لما بقي على الالحاد إلّا قليلًا منهم ،إن بقي منهم أحد !" ويبين لنا خطأ ما يعتقده عامة الملحدين اتجاه تعريف الالحاد ويقارنه بتعريف الالحاد عند مؤسسي ومبشري الإلحاد .. ** "إن الملحد مثل غيره ينطلق من إطار مفاهيمي خاص conceptual framework . وهذا الإطار هو الذي تنجم عنه بقية الأفكار في تداع عفوي ؛لأنها آثار ضرورية للمقدمات التصورية الأولى .والإطار المفاهيمي هو مجموع التصورات الأولى والكبرى التي تمكننامن رؤية العالم من زاوية ما خاصة ." ثم يطرح فكرة النسبية الناتجة عن الإلحاد فيقول :"وقد أدّت المقولة الإلحادية الرافضة للإيمان بإله إلى نشوء مقولات في جميع مناحي الحقيقة طبعت مجمل الفكر الغربي بمعالم لم يعرفها من قبل : في باب الحقيقة :النسبية المعرفية Epistemological relativism في باب الفكر :النسبية الفلسفية philosphical relativism في باب المعنى :النسبية الدلالية semantical relativism في باب الأخلاق :النسبية الأخلاقية moral relativism في باب الغاية :النسبية الغائية teleological relativism وكل ما سبق نتائج ملازمة لفقدان الإنسان البوصلة الهادية بعد هيمنة التصور الإلحادي على البحث المعرفي ،فلم يبق من العقل والأمل شيء ،فإنه إذا كانت البداية بلا حكمة ولاقلب ،كانت النهاية بلا حكمة ولافرح .وهو ماعبر عنه الفيلسوف الملحد برتنارد راسل.بقوله :"الإنسان نتاج أسباب ليست لها بصيرة بالنهاية التي تسعى إليها ؛فأصله ونماؤه ،وآماله ومخاوفه،وحبه ومعتقداته،كل ذلك ليس إلّا نتاجًا للتواطؤ العرضي للذرات...وقد قدِّر له الفناء بفناء النظام الشمسي ،ولابد ضرورة أن يدفن المعبد الكامل لإنجازات الإنسان تحت حطام الكون الخرب ". وهُنا أنا كمنال يخطر لي سؤال واحد :لما يبحث الملحد عن الحقيقة ؟ولما يحاول الحصول على المعرفة إن كان يؤمن أننا مجرد ذرات ،بماذا سيفيده فهم الكون ؟!!
الدكتور سامي طرح فكرة مذهلة "الملحد ..ذلك الكائن العنقائي" يقول فيها:"إن الملحد الحقيقي ،كائن لم يكن ،ولن يكون ،ما كان الإنسان الذي نعرفه هو الإنسان ؛حتى قيل إنه إذا أُريد أن يكون للملاحدة يوم عيد ،فليكن الأول من أبريل ؛الموافق لكذبة أبريل!" يؤكد الدكتور سامي عامري أن الإلحاد unlivableلأن الملاحدة لايجرؤون على التزام لوازم الإلحاد ويُقدّم على ذلك الأدلة من كلامهم مرارًا وتكرارًا .. **** القسم الثاني :الإنسان ذلك الحيوان تحت عنوان :الإسلام والإنسان يعقد مقارنة بين الإنسان في الرؤية الإلحادية والرؤية الإسلامية .
*** مراجعة (٢)لكتاب "الإلحاد في مواجهة نفسه " هذه مراجعة شعورية تأثرية سريعة : أنا متألمة غاية الألم ،ومتأسفة لكل من خاض تجربة القراءة العدمية وعاش في ذلك الصراع المؤلم المؤرق للنفس والمضيق للصدر ،أنا آسفة لمن أخبرني بأنه تأثر بنيتشة في صغره ولم أجبر كسره، فأقول الآن وقلبي عارم بالحزن :أعانك الله فمصابك كان عظيم ،والحمدلله على نعمة الإسلام .. الحمدلله أن هدانا للمعنى من الحياة ،الحمدلله الذي أورثنا محبته وطاعته ونجّانا من مستنقعات الإلحاد العفنة .. الحمدلله ..يتبع إن شاء الله
كتاب بديع.. قوي الحجة ،مفحم للخصم، معين على النظر التحليلي، مساهم في صد العدوان الإلحادي العالمي... إن هذا الكتاب لا يناقش أفكار الإلحاد نقاشا فلسفيا معمقا بقدر ما يحشر الملاحدة - خصوصا من يرددون الأقوال دون نظر دقيق - في زاوية مظلمة لا فكاك منها.. هذا الكتاب باختصار يقول للملحد : يا ملحد خذ الإلحاد بقوة ، ينبئه بمآلات إلحاده في كافة جوانب الحياة سواء أكانت فلسفية أم فكرية أم اجتماعية أم غيرها... يتحداه في جوانب الأخلاق والجمال و حتى إرادة الإنسان... يدفعه دفعا لرؤية تأويل - ما يؤول إليه الأمر - أقواله الإلحادية ويلزمه بلوازمها.. يقول له إذا أردت تبني الإلحاد كفلسفة حياتية متكاملة فلا بديل لك عن الخواء التام والوحشة الروحية و انهيار كل جميل وخير تصورت يوما وجوده في هذه الحياة.. يخبره أنك ستلتزم إن كنت صادقا بعبثية كل شيء بدأ من نفسك وحتى هذا الكون العظيم المتسع دوما.. لن يكون لأي شيء معنى و عندها إما ستختار أن تكون وحشا قويا عاليا على غيرك لا تبالي بقيمة ولا ترفع رأسك بجمال أو حق أو أن تنهي هذا البؤس بيدك.. لقد تتبع الكاتب أيضا كل محاولات التعمية والتغطية عن هذا البؤس من خلال خلق معان جديدة للحياة والسعي فيها، وبين بحجة ظاهرة وقول فصل أنها محاولات عبثية خادعة لتناقضها مع أصل النظرة الفلسفية الإلحادية للحياة نفسها.. إنها نوع من المخدرات التي لا تدوم معك طويلا، وإن دامت لغر فلن تدوم لصادق أبد الدهر... يمثل هذا الكتاب بحق صدمة لكل متمذهب بالإلحاد و يفتح أمامه نافذة على شكل الحياة بعدها، بعيدا عن الملهيات والمخدرات الوقتية وبيع الوهم على قارعة العقول.. كما يبين الكاتب في كتابه هذا أن الإلحاد حقيقة وهم وأن الملحد الكامل لا وجود له ولن يكون له وجود لتناقضه أصلا مع طبيعة الحياة نفسها وأن ما يجري لا يعدو أن يكون خلق للوهم لحماية بعض الأمراض النفسية أو خدمة لتوجهات أيديولوجية لإعادة تشكيل المجتمعات والإنسان نفسه.. وقد كانت لي تجربة خاصة في هذا الإطار فقد كنت منذ طفولتي متقلبا في عوالم الفلسفة والفكر وما ينبثق عنها من توجهات وسلوكيات، وقد حباني الله - شاكرا حمده - بالصدق في التبني والمسارعة بإخراج الفكرة والفلسفة إلى عالم الواقع، فطوال احتكاكي مع الفلسفات والأفكار فيما يزيد عن ربع قرن كنت آخذا لمذاهبي بقوة وعاملا فاعلا ضمن مجتمعها مناظرا ومناقشا ومنافحا وناقدا ، وقد اصطدمت بالإلحاد منذ ما يقارب على عشرين سنة وألحدت فعلا فمن مسلم إلى ملحد إلى ربوبي إلى مسلم مرة أخرى وكانت أهم عوامل كبح جماحي وانتباهي إلى سخيف الرأي وقبيح القول الذي اتخذته هو موضوع الكتاب وهو مآلات الإلحاد وعواقب الفعل ، فقد أخذت الإلحاد بقوة وناقشت مآلاته حتى وصلت إلى أن النهاية هيا انهيار كل القيم والتوجهات بل انهيار الحياة نفسها وعبثية كل ما هو موجود، وبان لي في هذه الطريق تناقضات أرباب الإلحاد و تضليلهم وسخف قولهم أكثر بكثير من أتباع الديانات، كما أني استحقرت جبن أكثرهم عن الإلتزام بلوازم قولهم وفلسفتهم - إن صح أصلا أنها فلسفة - وناقشت فيما ناقشت شكل العلاقات الإنسانية من العلاقات الفردية إلى العلاقات المجتمعية إلى شكل المجتمعات التي ستنشأ أصلا.. وكان ختام النظر أن كل شيء سوداوي عبثي مقيت وأن الوحشية هيا طريقة الحياة الجديدة ولن تستمر أصلا للفطرة التي جبل عليها الإنسان.. ربما تستطيع مناقشة الكاتب في بعض جزئيات قوله أخذا وردا، ولكنك لن تستطيع أبدا أن تحكم على كل أفكاره الآساسية إلا بالصدق وبقوة الحجة وسطوع البرهان.. إنني أعتبر هذا كتاب أهم من كل الكتب التي ناقشت الإلحاد فلسفيا أو علميا أو دينيا، إن الصدمة هيا الحل الوحيد خصوصا مع المريدين الأتباع أما الأرباب فيكفيهم قوله تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) فإن لهم موعد لن يخلفوه.
. اسم الكتاب: الالحاد في مواجهة نفسه. اسم الكاتب: سامي عامري. عدد الصفحات: ١٥٥ صفحة. . يتناول هذا الكتاب الالحاد بشكل مختلف عما اعتدنا عليه من ردود من المؤمنين عموما، فبدل أن يأتي بمقولة أو فكرة إلحادية فيرد عليها ويدافع عن إيمانه انتقل إلى خانة الهجوم عن طريق عرض فكرة الإلحاد وعلى ماذا ينبني ثم بناء على فكرته يضع لوازم الإلحاد والتي نتوصل إلى نتيجة أنه لا يوجد ملحد مخلص لإلحاده لأنه ببساطة مستحيل. . ينقسم الكتاب للفصول التالية: . ١. الإنسان ذلك الحيوان: وفيه يلزم الملحد ألا يفضل الإنسان على باقي المخلوقات ولا شيء يميزه عنهم، فما الفرق بين الإنسان وبكتيريا المعدة؟ لا شيء فكلاهما كائنات حية، من قرر أن حياة الإنسان أهم من باقي الحيوانات وعلى أي أساس؟ . ٢. العقل على مذبح الإلحاد: من قال أن هناك شيء اسمه العقل؟ إنما ما هو موجود في رأس الإنسان هو الدماغ الذي يعطي الأوامر الفسيلوجية فقط. . ٣. حرية الإرادة، آلة صماء: فالإنسان إلحاديا ما هو إلا مجموعة من الافرازات التي تجعله يفعل فعل معين فهو بهذا المنظور لا يملك حرية إرادة . ٤. نهاية المعنى وغيبة الغاية: لماذا أنت مهتم بنشر الإلحاد أيها الملحد؟ في سبيل ماذا وأنت ترى أن الموت هو النهاية، فلا ثواب ولا عقاب لو نشرت أفكارك. . ٥. الإلحاد ووهم الأخلاق: من قرر أن هناك أخلاق حسنة وأخلاق سيئة وعلى أي أساس، فإن قلت الفطرة فما هي الفطرة ماديا؟ هل هناك فرق بين أن تساعد رجل مسن يعبر الشارع وبين أن ترميه في وسطه لتدعسه السيارات؟ . ٦. الإلحاد ووهم الجمال: ما هو الجمال في عالم مادي؟ ما هو الفرق بين حديقة الورود برائحتها وبين مكب الزبالة برائحتها؟ من حدد أن الورد أجمل؟ . الكتاب عرض الكثير من أقوال رؤوس الملاحدة الذين يعبروا عن أزمة هذه اللوازم، فمثلا سارتر يعترف أنه سرق فكرة الأخلاق من الدين بعد أن عجز أن ينظر لها إلحاديا، من المهم قراءته لفهم مدى سخافة فكرة الإلحاد
ما أجوبة الإلحاد على أعظم أسئلة الإنسان؟ «هل يوجد إله؟ لا. ما هي طبيعة الواقع؟ ما تقوله الفيزياء. ما غاية الكون؟ لا توجد أي غاية. ما هو معنى الحياة؟ كما سبق. لماذا أنا هنا؟ ضربة حظ. هل الدعاء مفيد؟ طبعا لا. هل هناك روح؟ هل هي خالدة؟ أنت تمزح؟! هل هناك إرادة حرة؟ لا، البتة! ماذا يحدث عندما نموت؟ كل شيء يسير إلى حد كبير كما كان من قبل، باستثناء حالنا نحن. ما الفرق بين الصواب والخطأ، والخير والشر؟ لا يوجد فرق أخلاقي بينهما. هل الإجهاض، أو القتل الرحيم، أو الانتحار، أو الضرائب، أو المساعدة أو أي شيء آخر لا تحبه هو ممنوع، أو مسموح به، أو إلزامي في بعض الأحيان؟ كل شيء جائز. ما هو الحب، وكيف أجده؟ الحب هو الحل لمشكلة التفاعل الاستراتيجي. لا تبحث عنه، سوف يجدك عندما تحتاجه. هل للتاريخ أي معنى أو غرض؟ التاريخ مليء بالصخب، لكنه لا يعني شيئا. هل في الماضي البشري أي دروس لمستقبلنا؟ لا شيء لو أردت أن تبحث في حقيقة الإلحاد، وفتشت في أدبياته عن أبرز ملامحه وأظهر معالمه، فلا أظنك تخرج بغير حقيقة أنه التيار الأكثر تناقضا؛ فهو يتبنى الفكرة وضدها، والدعوى وما يطمس ظلها. هو التيار الذي يصرح بدعوى ما، بجزم، غير أن النّبش والتفكيك يكشفان أنه يؤمن بغير ما يقول، ويفرح بما كان يدينه...
الكتاب الرابع في رحلتي مع د سامي ربنا يبارك في عمره وعلمه. الكتاب صغير لم يكمل ٢٠٠ صفحة،لكنه مكثف،قوي،واقعي،مؤلم. مساكين الملحدين،في مراوغتهم،في التزامهم بلوازم إلحادهم،وفي عدم التزامهم بلوازمه. يعري د سامي الإلحاد أمام الجميع علي لسان رموزه ومنظريه وفلاسفته ويقارنها بنور الإسلام والوحي والإيمان ويضع الجميع أمام خيارين كلاهما شديد المرارة،فإما أن يقبل بحقيقته ويعيش وفق ذلك في عالم شديد الظلمة والكئابة، أو العيش بعيدا عن لوازمه واقتباس معاني والجمال والمعني من منظومات أخلاقية اخري وتلك لعمري كذب مع النفس عظيم. انتاج د سامي شديد الروعة والغزارة، لم احتمل أن أشتري كتابا كل معرض كتاب اقرأه السنة التي تلي شرائي كما فعلت مع الكتب الثلاث السابقة، فعمدت لشراء ذلك الكتاب قبل المعرض بأيام وانهيته وقتها لنبدأ رحلة جديدة أن شاء الله مع د سامي في المعرض القادم إن شاء الله وقدر مع كتاب غالبا ما سيكون براهين وجود الله. شكر الله لد سامي ومتعنا بعلمه ورزقنا لقياه وصحبته وبارك فيه وفي عمره وأيامه وغزير علمه.
كنت متخوف من الكتاب بسبب لا موضوعية هيثم طلعت و صرت لا اميل لهل الكتب . لكن بالعكس وجد فيه شيء من موضوعية في عرض الافكار اتفق مع الكتاب بخوص ان الالحاد الطبيعي او اسهه هوكيز فيه كثير من العيوب و كتابه وهم الاله قتل فيه قيم انسانية و اعتقد هل القتل ان دوكيز كان يريد تأسيس فلسفة مبنية على حقائق علم الاحياء و نظرية التطور و مشكلة ان فعل دوكينز سبب خلط عند ناس كثيرة بين النظرية و بين فلسفة دوكينز الشخصية , اختلاف ان النظريات العلمية لا تكون ملكية و الكاتب كتب هل شيء في تعريف علم طبيعيي استغرب منه ما قدر يرى نفس الصورة مع نظرية التطور و ان علم فقط يصف كيف يتكون الشيء لا يقول ماذا نفعل او كيف نفهم اللوازم الضرورية اللوازم ابداع فلسفي و دوكينز مارس فلسته الخاصة , لكن يرجع الكاتب يقول ان النظرية تمتلك لوازم الالحادية من جديد , لكن مع ذلك اتفق مع نقده لدوكينز و ينيتشه لكن انا لست مطلع على سارتر و هل كلامه انقال في عمل ادبي و لا في كتابه , في نقطة جميلة ذكره ان ملحد يبدا ينفي كل ما هو موجود او اقره الدين حتى يكون نقيض زي عنوان نيتشه نقيض المسيح , معنه فيم ابداعية بشرية لا تمثل الدين اسلامي و هذا الدفاع عن علم و مزجه مع الفلسفة و علوم انسانية بدون تفكير في كيف ممكن هل فلسفة ممكن مدمرة
عجبني ان الكاتب ناقش موضوع الجمال استغربت هل فصل موجود , صحيح في غاية اثبات ضرورة الخالق المبدع لكن مع ذلك اتفق في جانب ان الجميل يأتي بدون ما نعرف سببه من وجهة نظري جميل هو ما هو جديد على الذهن محمل من مدلول لكن هذا لا يعني انه يستحيل ان يفهم لكنه يفهم لماذا كان جميل بعد الخبرة و تحليل و فهم الذات لكن لا توجد قاعدة قبلية تحصر كل ممكنات الجمال نفس ما هناك قواعد علمية ضرورية لفهم القانون علمي
اعتقد ان الكاتب منطلق ��ن بنية الخالق لهذا في كثير من القضايا وقع في خطاب غريب منتشر عند مسلمين , لماذا الطبيعية فعلت كذا لو كانت غايته الوجود و لا تهتم للجمال , هو يخاطبه بمنطق الواعي بفعله و الهادفة و بصراحة اعتقد هذا ليس عيب الكاتب فقط لكن حتى يتكلمون عن جينات و هل قضية الي يومك لم افهمه عندما يتكلمون عن جينات كنه كائنات واعية و تمتلك غاية معينة و ارادة معينة و هي النسل و التكاثر فقط وقته يكون سؤال الجمال مشروع لماذا جنيات تهتم بالجمال , معني مش مطلع على الاحياء لكن اشوف ان العلم يشرح فقط و يضع نظريات لعمل شيء لكن لا يدخل في المقاصد , و بالتالي لا اجد ان جينات محددة هي فقط تجمعت و تركبنا من خلاله
و هذي نقطة مع الكتاب نظريته لفكرة المكون المادي سلبية جدا و يعتبر ان المادة تمتلك خواص معينة مثل التخلف او عكس الروح الذكاء هل تقسيمة الديكارتية للانسان مبثوث في الكتاب بالقوة و اجده تقصير في فهم ان يوم نتكلم عن المادة نحن نقصد فيه كل يملك كتلة و له يشغل حيز ممكن تكون المادة وردة ممكن تكون طائرة ممكن تكون فيلم سينمائي و روية ادبية , الالوان في بداية مجرد الالوان عندما تجتمع تصبح لوحة جميلة الطائرة لا تصبح طائرة الي بعد تجميع الاجزاء , فسر في ابداع التجميع و كل تجميعة تعطيك ناتج معين
لكن حصر المادة لا تفهم لا تشعر لا ايش وقته الكاتب يتكلم عن نوع من المواد لكن ليس كلية المواد فعندك المخلوقات الحية مادة مختلفة عن المادة صلبة و هناك تنوع جدا كثير بدال حصره في هل منظور ضيق الي و اعتبار الة هي الجوالات فقط و ايت شيء ميكانيكي
مراجعة: الكتاب يُعدّ عملًا فكريًا عميقًا يتناول الإلحاد لا باعتباره مجرد فكرة مرفوضة، بل كفرضية مستحيلة ذاتيًا، تنتقض نفسها من الداخل. الكاتب ينسج نقده عبر أربعة محاور رئيسية:
1. المحور المعرفي (العقل والحقيقة)
ينتقد الكاتب النظرة الإلحادية التي تختزل الإنسان في كونه مجرد تجمّع خلايا عصبية مادية. يرى أن هذا التصوّر لا يفسّر الوعي، ولا يُبرر الثقة في قدرة العقل على اكتشاف الحقيقة. فإذا كان العقل ناتجًا عن تطور عشوائي غير موجه للحقيقة، فكيف يمكن الوثوق بإنتاجه المعرفي؟
2. المحور الأخلاقي
يركّز الكتاب على أن الإلحاد لا يُنتج منظومة أخلاقية ملزِمة، لأن أي محاولة لتأسيس الأخلاق على التطور أو الطبيعة تفرغها من الإلزام والقيمة الموضوعية. الملحد –بحسب الطرح– لا يملك أساسًا فلسفيًا للقول إن الخير خير، أو الشر شر، إلا كتفضيل شخصي أو سلوك تطوري، لا كقيمة مطلقة.
3. المحور الوجودي والقيمي
يفقد الإنسان، في التصور الإلحادي، مكانته المكرّمة ودوره كخليفة في الأرض. ومع سقوط هذه الرؤية، تصبح العلاقة بين البشر والكائنات الأخرى علاقة افتراس لا تكريم، ويُعاد تعريف الإنسان كـ”حيوان متطور” بلا فضيلة، مما يمهّد لفقدان المعنى والقيمة.
4. نقد الإلحاد من داخل صفوفه:
يأتي الكتاب أيضًا بما قاله عمالقة الملحدين، داروين وعلماء النفس، الذين رغم كونهم من رواد الفكر الإلحادي، إلا أنهم أنفسهم وقعوا في تناقضات فكرية حين حاولوا تبرير الإلحاد. حيث يظهر أن هؤلاء المفكرين في كثير من الأحيان يتخبطون بين الفطرة والعلم، ويعجزون عن إيجاد تفسير منطقي للإلحاد دون أن يتناقضوا مع أفكارهم الأصلية. هذه التناقضات تُظهر أن الإلحاد نفسه، حتى من داخل معسكره، يعاني من أزمات فكرية ونقد داخلي.
الكتاب لا يقدّم الإلحاد كخطأ قابل للنقاش، بل كتناقض داخلي غير صالح للعرض أو الامتحان، لأنه –كما يصفه المؤلف بلغة أدبية بديعة– “يذوب على أطراف الأصابع”.
آخر مؤلفات الدكتور سامي عامري عن الإلحاد، وهو حلقة في سلسلة طويلة من الكتب النفيسة العميقة الجامعة، تحت عنوان: الإلحاد في الميزان. في كتب سابقة من هذه السلسلة(لا سيما كتابه الجامع الذي يحتل شغاف قلبي: براهين وجود الله)، ناقش الدكتور الإلحاد وأطروحاته بشمول وتفصيل، وفنّد أركانه، وقوّض دعاويه، ولم يذر مقولة من مقولات أساطين الإلحاد الجديد إلا أتى عليها فجعلها كالرميم.. والرجل عقله ثقيل وعلمه ثقيل وقلمه ثقيل جزيل بليغ.. وفي هذا الكتاب الصغير - على غير عادة الدكتور في التأليف - يضرب الإلحاد من جهة جديدة، فيكتفي بوضعه أمام المرآة لينتحر هو من تلقاء نفسه.. وليثبت أن الإلحاد شيء مستحيل، غير قابل للتصور، لأنه عبارة عن تناقضات، وهو لا يمكن أن يُعاش، وما من ملحد على وجه الأرض يعيش الإلحاد فعليا إلا أولئك الذين أزهقوا أرواحهم بأيديهم.. أولئك هم الموفون بعهد إلحادهم، المخلصون لعقيدتهم، أولئك الذين يمكن أن نسميهم: شهداء الإلحاد!
معظم الملاحدة لا يفهمون إلحادهم ولا يعرفونه ويكتفون بالشعارات الكرازية دون فهم لوازم الإلحاد، ولا يمكن للإنسان أن يكون ملحدا ولو تمنى ذلك، ليس للملاحدة أي مرجع حتى نحاكمهم عليه ولكن لوازم إنكار الخالق لابد أن يكون نتيجته هي العدمية المحضة، وهي حتى لو آمن بها الأقلية ممن يفهمون إلحادهم فهم لن يلتزموا بها ولا يستطيعون ذلك حتى لو أرادوا، إنكار الخالق يلزمه ولا بد اسقاط حجية العقل و اسقاط الإرادة الحرة و انكار الأخلاق تماما و انكار المعنى، من الممكن من الملاحدة ان يلتزموا بالمعاني و القيم ولكن لا يمكنهم تبرير ذلك وفقا لمنظومتهم الإلحادية و قد يشنع بعض الملاحدة على بعضهم الآخر انكار الأخلاق و المعنى و غير ذلك ولكن ذلك يجعله غير متوافق مع عقيدة الإلحاد عندما يفعل ذلك، لأنه ليس في الإلحاد مساحة للأمر و النهي فالإلحاد يستلزم اللامعنى المطلقة فلا يكون الإلحاد مثلا آمرا بالإفساد في الأرض بل الإلحاد بالمعنى الأصح هو معناه اللامعنى من فعل الخير او ترك الشر كلاهما سواء، الملاحدة المنظّرون لإلحادهم يقولون بأن الحياة هي بلا معنى وأنك تصنع المعنى في حياتك بمعنى أصح أنك تصنع معنى لك تخدع به نفسك في عالم خالي من المعنى، الملاحدة عندما ينكرون الخالق فهم ينكرون أنفسهم لأن وخز الضمير لديهم و السعي لنشر أفكارهم و مساحة "افعل ولا تفعل" المتواجدة بعقل كل إنسان فاسدهم و مصلحهم و التي تكون دافع للإنسان بشق طريقه بالحياة كل ذلك لا يعني شيئا لديهم وهي أوهام ناتجة عن تجمع ذرات كونت دماغا هدفه البقاء ولا يسعى للحقيقة في جوهره لأنه لم يصنع لذلك فهو جاء بالصدفة و الانتخاب الطبيعي، وهدفه هو البقاء فقط وليس الحقيقة، قد يخاصم القلة من الملاحدة الذين اعتقدوا أنهم فهموا إلحادهم أن المغزى و الغاية و المعنى من الإلحاد هو دوام النسل و نشر الجينات الخاصة بالفرد لكن حتى هذا يُعتبر تلوّن لأن أيضا هذا لا معنى منه في عالم صُدفي قبله لا شيء و بعده لا شيء، الملاحدة قد يتلوّنون في إلتزامهم بالطبيعانية المادية ويقولون أن عقل الإنسان ووعيه شيء فوق الطبيعة لكن هذا يعتبر تلوّن كما قلت وعدم إلتزام بالدين الإلحادي، الإلحاد معناه الفوضى و إنكار البدهيات العقلية بل وإنكار سلطة العقل، مجددا الملحد لا يفهم إلحاده ولو فهمه سيضع المسدس في رأسه ويقتل نفسه، الملاحدة يسرقون القيَم و المعنى من المؤمنين فهم طفيليين على المجتمع المؤمن يسرقون المعنى و القيم الإنسانية من مجتمعهم المؤمن و ينكرون الأصل الذي جاءت منه، لا يوجد مانع عقلي من إبادة الأعراق "الأدنى" لأنهم لم يحالفهم الحظ، النازية قامت على عقيدة داروين والتزمت به ومع ذلك اجتمع العالم كله ضد هتلر لأنه ارتكب جرائم شنيعة بشكل جلي و اتفقت الدول كلها على ذلك وهو ما يدل على الثوابت الأخلاقية وأن الأخلاق ليست نسبية كما يقول الملحدون ختاما لابد من الوعي لخطورة الفكر الهدام واعتبار الإلحاد إرهاب وخطر على الأمن القومي للمسلمين في كل مكان
كتاب رائع كالعادة من الرائع والمتألق دائمًا.. دكتور سامي عامري، الرجل الموسوعي والممتع لم يعجبني فقط شيء واحد هو لغة الدكتور عالية المستوى للغاية في كتاب نرجو بشكل أساسي أن تقرأه فئة لا تتمتع بتذوق لغوي كافي وربما لا يكمل أحدهم القراءة بسبب ذلك.. أنا كمسلم استمتعت بالكتاب كثيرًا وأعجبتني اللغة.. لكنني كنت مهمومًا بذاك الذي أرجو أن يهتدي إلى النور من وسط الظلمات.. وحد تعاملي مع الملحدين أنهم عاطفيين أو مدفوعين بمأساة معينة للتمسك بقضية لا يعرفون أدنى شيءٍ عنها - الإلحاد -غير متمتعين بأدنى قدر من الثقافة أو التذوق للغة أو فهم تعبيراتها و تركيباتها.. فربما لا يكمل أحدهم الكتاب لكن على كل حالٍ "الله يهدي من يشاء" وحقيقة وجود بعد الملحدين على قدر قليل من العلم لا يعني أن الكل كذلك نسأل الله أن ينفع بالكتاب وبصاحبه وألا يحرمنا من علمه وكتابته الممتعة
خلاصة هذا الكتاب هي أن الإلحاد لا يرتقي إلي ان يكون خطأً. انه دون ذلك انة شيء مستحيل غير قابل للتصور ومستحيل الانه لا يمكن ان يُعاش. الكتاب ممتاز في كل جوانبه رغم كونة قد لا يناسب بعض القراء من ليس لهم باع سابق في بعض المواضيع ولكن اجمل ما لمسني في الكتاب هوا باب "الإلحاد ووهم الجمال"كان أكثر ما في الكتاب شاعرية بالنسبة لي
الكتاب مهم جدا في مواجهة وتفكيك الإلحاد ومعرفة الرؤية الكلية المختفية تحت شعارات الإلحاد الجذابة من تنوير وعقلانية وغيره ، لكن للأسف الكتاب لم يضف لي الكثير لقرائتي كتب المسيري وبيجوفيتش من قبله لكن برضه الكتاب مكتوب بلغة سلسة وسهلة جدا مع استشهادات كتيرة من رموز الإلحاد الجديد .. أنصح بيه جدا