عندما كنت طالبًا في قسم التاريخ، في مطلع الستينيات، كان أستاذ علم الاجتماع، لسبب ما، يسعى في كل محاضرة إلى تأكيد مسألة أن القرآن جاء لكي يطلب من الناس أن يضعوا السلاح إزاء السلطات التي تحكمهم، وإلى ضرورة طاعة أولي الأمر منهم وإلّا خرجوا من حظيرة الإيمان.. وكان يقتطع بعض الشواهد القرآنية لكي يؤكد وجهة نظره.. وفي كل مرة كان يتلو الآيات مضيفًا إليها أو منتقصًا منها.. وكان هدفه من وراء هذا أن يصوّر الإسلام كما لو كان دينًا سلبيًّا يخلق جماعات ممن اعتادوا لوي رؤوسهم لكل سلطة، وانعدمت في نفوسهم أية قدرة على الرفض والمجابهة... وكم تمنيت، وأنا أتابع أطروحات القرآن الحاسمة بصدد العلاقة بين الجمهور والسلطة، وهي أطروحات ممتدة، متشابكة، مفروشة على مساحات واسعة، كما سنتابع في فصول هذا الكتاب.. تمنيت أن يرجع بي الزمن القهقرى، إلى أيام الدراسة الجامعية، وأن ألتقي بالأستاذ الذي كان يتشنج معتمدًا على جانب ضيّق محدود من الصورة لا يفسّر شيئًا.. أن أرجع إليه لكي أقول له هذا، أو أقنعه على الأقل بقراءة لكتاب اللَّـه، بالتجرّد العلمي المطلوب، مرة واحدة فقط!! ومن ثم فإنني أتقدم بكتابي هذا إلى ثوّار الربيع العربي في مصر الحبيبة أولئك الذين ضربوا مثلًا عمليًّا على خطأ تصوّرات الأستاذ!!
عماد الدين خليل (ولد 1358 هـ - 1939 م) هو مؤرخ ومفكر، من أهل الموصل.
ولد عماد الدين خليل الطالب في الموصل سنة 1358 هـ - 1939 م (وقيل سنة 1941 م). حصل على البكالوريوس (الليسانس) في الآداب بدرجة الشرف من قسم التاريخ بكلية التربية ، من جامعة بغداد، سنة 1382 هـ - 1962م. ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، من جامعة بغداد أيضا، سنة 1385هـ - 1965م. وثم درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، من جامعة عين شمس، سنة 1388 هـ - 1968م.
عمل مشرفاً على المكتبة المركزية لجامعة الموصل عام 1968 - وعمل معيدا فمدرساً فأستاذا مساعدا في كلية آداب جامعة الموصل للأعوام 1967-1977 عمل باحثا علميا ومديرا لقسم التراث ومديرا لمكتبة المتحف الحضاري في المؤسسة العامة للآثار والتراث/ المديرية العامة لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية في الموصل للأعوام 1977- 1987 حصل على الأستاذية عام 1989 وعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي ومناهج البحث وفلسفة التاريخ في كلية آداب جامعة صلاح الدين في أربيل للأعوام 1987- 1992 ثم في كلية تربية جامعة الموصل 1992-2000م فكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي بالإمارات العربية المتحدة 2000-2002م فجامعة الزرقاء الأهلية/ الأردن عام 2003 م فكلية آداب جامعة الموصل 2003-2005م التي أعارت خدماته لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك/ الأردن؛ حيث لا يزال يعمل هناك.
- شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الدولية العلمية والثقافية من بينها : المؤتمر الأوَّل للتعليم الجامعي بغداد العراق 1971م - والمؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية الدوحة قطر 1979م - والمؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام (فلسطين) عمان الأردن 1980م.
- وشارك في إنجاز عدد من الأعمال العلمية لبعض المؤسسات ومنها: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ تونس - ومركز الدراسات الإسلامية/ أكسفورد - والمعهد العالمي للفكر الإسلامي/ فيرجينيا - والندوة العالمية للشباب الإسلامي/ الرِّياض.
لو وجدت نجمات عشر لوضعتها تقييما لهذا السفر العظيم ..بوركت يمناك سيدي ،لعل الكلام للا يستحب لوصف مثل هذه الكتب بل الأحق أن تجعل مثل المراجع لا ينفك يذكر بعظمتها وكذا كل كتابات الأستاذ عماد الدين خليل ..وهنا تتوقف حروفي وتتكلم حروف الأستاذ"..إنها قضية الحقيقة الكبرى ..القضية الأم التي تنبثق عنها حقائق الوجود والمصير كافة ..القضية الأساس التي تسير بها السماوات والأرض ..القضية التي هي قبل كل القضايا ومعها وبعدها " "وكثيرة هي دوافع الشرك اظلم الأعظم الذي يكذب على الله والحقيقة والتاريخ..شرك الجهل والتخلف ..شرك الخديعة شرك المصالح والشهوات.." يتابع الكاتب تفنيد كل حجج الخادعين ودحض أوهام المخدوعين ..وكذا إقناعنا بإبعاد الوهم الذي أقعدنا سنين نرضى بالذل ونسلم للجور حفاظا عن تدينناوديننا ودنيانا