ظننت أن الكتاب سيكون معنيًا بالحرب الباردة العربية بين معسكري مصر والسعودية بخصوص حرب اليمن، لكنه اتخذ سوريا محورًا للأحداث، وتتبع المباحثات التي أدت إلى قيام الجمهورية العربية المتحدة وفشل تلك الوحدة. يلقي الكاتب باللوم في هذا الفشل على حزب البعث، الذي حاول الهروب إلى الأمام والارتماء في قلب شعبية جمال عبد الناصر للفرار من أزماته الداخلية. بالإضافة إلى ذلك، كانت طبيعة المجتمع السوري البرجوازي، التي لم تكن لتألف مفهوم قرارات التأميم، خاصة وأن كبار السياسيين كانوا من ملاك الأراضي والتجار الأثرياء، عاملًا آخر في هذا الفشل. كما أن دكتاتورية البيروقراطية المصرية، التي حاولت الاستفراد بحكم سوريا عن طريق عبد الحكيم عامر وضباطه، ساهمت في تفاقم الأزمة.
بعد الانفصال، انقسم حزب البعث إلى معسكرين: الأول بقيادة عفلق وبيطار، والثاني بقيادة أنور حوراني. حاول المعسكر الأول التبرؤ من التوقيع على بيان الانفصال والعودة إلى قوانين ما قبل التأميم، بينما مرت سوريا بأحداث مضطربة شهدت حوالي ثماني محاولات انقلاب عسكري، مما جعل عبد الناصر متوجسًا من السياسيين السوريين بشكل عام، خاصة بعد أن حاولوا مرة أخرى الاندماج مع الجمهورية المصرية. قدم عبد الناصر نقدًا لاذعًا للسياسيين السوريين البعثيين، خصوصًا بعد قبضهم على أغلب القوميين الناصريين في سوريا.
ناقش الكتاب أيضًا الخلاف الذي نشب بين عبد الناصر وعبد الكريم قاسم، حاكم العراق في بداية حكمه، حيث وقف عبد الناصر بجانب الكويت في قضية ضمها للعراق. كما تناول المذابح التي أقامها النظام العراقي بعد الانقلاب مباشرة بحق الناصريين، والتي رد عليها عبد الناصر بالتضييق على الشيوعيين في الداخل وشن حرب إعلامية ضد قاسم آنذاك. إلا أنه بعد الانقلاب العسكري العراقي الثاني، حاولت العراق إقامة وحدة ثلاثية مع مصر وسوريا بقيادة البعثيين. لكن البعثيين، الذين علموا بنوايا عبد الناصر باقتراح نظام رئاسي مع سلطات مختلفة للبرلمان، خشوا أن يذوبوا مع الوقت في الاتحاد الاشتراكي القائم في مصر، خصوصًا مع تجربتهم السابقة. وحُكم على تلك الوحدة بالفشل قبل أن تبدأ.
تدخل عبد الناصر في حرب اليمن نجدة للجمهوريين، في محاولة لاكتساب نقاط سياسية بعد فشل الوحدة السورية. يرى الكاتب أن تدخل مصر كان بدوافع إنسانية، نظرًا للحالة البدائية التي تشبه العصور الوسطى التي كانت تعيشها اليمن، وانتشار الرق وتخلفها عن الحضارة بشكل حقيقي، بالإضافة إلى طرد البريطانيين من آخر معاقلهم في شبه الجزيرة العربية. كرهت السعودية هذا التدخل في مجالها السياسي، ودعمت أنصار المملكة بالسلاح، واستأجرت ضباطًا بريطانيين وأوروبيين متقاعدين وطيرانًا إسرائيليًا لشن هجمات عسكرية على القوات المصرية التي غرقت في هذا الوحل اليمني، حيث وصل عدد القوات هناك إلى ما يقرب من 50,000 جندي.
كان التدخل العسكري في اليمن وفشل الجيش المصري في إحراز نصر عسكري حاسم هناك قد أفقد مصر مكانتها في العالم العربي، فخرجت من هذه الحرب مفلسة سياسيًا واقتصاديًا، على الرغم من انتصار الجمهوريين بعد انسحاب مصر من اليمن، ورضوخ الملك فيصل لهزيمة أعوانه هناك.
أدى تفاقم كل تلك المشكلات إلى تعقيد الصراع العربي-الإسرائيلي، حيث رأت إسرائيل أن الفرصة سانحة لاكتساب موقع يليق بقوتها العسكرية الضاربة. واستغلت إسرائيل الخلاف القائم بين حزب البعث السوري والقيادة المصرية حول نقطتين: الأولى، أن البعث السوري كان يفضل خوض المعركة أولًا وأخيرًا ضد الملوك العرب. فعندما وفر السوريون قاعدة آمنة ينطلق منها العمل الفلسطيني المسلح، كانوا على علم مسبق بأن الملك حسين يخشاهم أكثر مما يخشى إسرائيل. أما النقطة الثانية، فهي تتعلق مباشرة بالكفاح المسلح طويل الأمد ضد الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وهو ما كان مرفوضًا من قبل القيادة المصرية التي كانت تفضل الحروب التقليدية التي تخوضها الجيوش النظامية. وكثيرًا ما رفع السوريون والفلسطينيون معًا شعار تحرير فلسطين من عمان.
كان عبد الناصر على علم بعدم جاهزية العرب لدخول حرب مع إسرائيل، وأوضح هذا أكثر من مرة. لكن إسرائيل شنت حرب الأيام الستة، التي أفاقت العرب من هذا الجدل البيزنطي، ووضعت مصر وسوريا والأردن وفلسطين في موقف حرج بعد فقدان أراضيهم. أدت المناوشات بين قوات التحرير الفلسطينية في الأردن، خصوصًا بعد فقدان إيمانهم بقدرة الأنظمة العربية على خوض الحرب التحريرية، إلى تعقيد الموقف على الجبهة الأردنية، والتي كانت مقدمة لأحداث أيلول الأسود الكئيبة، التي كانت آخر حلقة شهدها جمال عبد الناصر على الساحة الدولية قبل أن يواجه ربه الكريم في عام 1970.
يرى الكاتب أن عبد الناصر قابل العديد من الأزمات السياسية التي واجهها بشجاعة متناهية ومراس سياسي نادر، واستطاع التغلب عليها بجلد ونجاح منقطع النظير، وتحديدًا منذ أزمة السويس عام 1956. وعلى الرغم من الكوارث السياسية التي حلت ببلاده، والأزمات السياسية التي أحاطت به شخصيًا، ولا سيما نكسة حزيران عام 1967، كان عبد الناصر قادرًا على تجاوزها بنجاح. وطوال مدة بقائه في السلطة والحكم، نحو عقدين من الزمان، كان باستطاعته تحديد موقفه بوضوح ودون مواربة في مجمل الصراعات التي خاضها باسم شعب مصر عربيًا ودوليًا.
عمل عبد الناصر بنشاط وجهد لتوحيد الصف العربي لإزالة آثار العدوان، وشن حرب الاستنزاف، وبناء خط الصواريخ، على الرغم من قبول مبادرة روجرز. يظل عبد الناصر شخصية سياسية فذة قلما يجود بها التاريخ العربي الحديث. وعلى الرغم من أخطائه، التي ترجع إلى طبيعة الدولة المصرية الكولونيالية التي حكم من خلالها وطبيعة المجتمع المصري، إلا أنه بحكم مهارته الشخصية كسياسي محترف وعسكري محنك، لعب دورًا بارزًا في مجرى السياسة العربية وترك بصماته على السياسة الدولية.
إن الدور الإيجابي والهام لعبد الناصر في مجال السياسة الدولية مكنه أيضًا من تحقيق انتصارات متتالية للقضية الفلسطينية، ضمن مؤتمرات الحياد الإيجابي وعدم الانحياز، بحيث أصبح لهذه القضية مكان دائم في قرارات الدبلوماسية الدولية، مما يؤكد أمام شعوب العالم وحكوماته عدالة هذه القضية ومشروعية كفاح الشعب الفلسطيني المسلح. كما شهدت مصر الناصرية ثورة صناعية ونهضة زراعية، لكنها كانت في الغالب تعتمد على المساعدات الاقتصادية التي حصلت عليها من المعسكرين المتصارعين: الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. حاول عبد الناصر فعليًا تحقيق نهضة عربية حقيقية بكل ما يملك. جمال عبد الناصر هو آخر العرب.
تمت قراءة الكتاب بالترجمة العربية لعبد العزيز قائد، وهي متطابقة مع النص الإنجليزي تمامًا. اخترت العنوان الإنجليزي لأنه يحمل صورة الزعيم ضاحكًا، وهو الذي عاش طوال حياته مجاهدًا.
I never finish non-fiction books in one day, but this was actually entertaining. It dives deep into the psychology and diplomacy behind negotiations in politics. Also reflects pretty well on the inter-arab relations during the late 50's and 60's. (i had a hard time keeping up with Nasir at times though)
كتاب يتحدث عن عبدالناصر من عام 1958 عام الوحدة مع سوريا الى وفاة عبدالناصر عام 1970 وما تخللها من احداث كثيرة وفاصلة (حروب، اغتيالات، انقلابات، تدخلات سياسية وعسكرية، هزائم قاصمة فاضحة، مؤامرات وخيانات) لازلنا نعيش بسببها البؤس والشقاء والمهانة الى الآن! عاب الكتاب الترجمة الضعيفة.
تفاصيل مملة فى الجانب السورى لا تخدم كثيرا فكرة الكتاب استغرقت ثلثى الكتاب . حتى انه لا ترى فيه ذلك السرد التاريخ البحت الذى تريده فى حقبة حساسة ومعقدة كتلك الحقبة
First, be sure you have the 3rd and final edition of this book, as it is only in the last section added after 1967 where the politics and the implications get truly interesting. The first 5 1/2 chapters can be summarized as great sound and fury, signifying nothing. Kerr's analysis of Nasser's foreign policy and inter-Arab relations reads as a soap opera of misplaced egos and revolving actors all jockeying for a place in the limelight of a theater where the audience has gone home. The basis for Arab unity were the twin forces of pan-Arabism based on common language and pan-Islamism based on common religion, a United States of Arabia but divided by ethnicity and geography where even the principle players knew very little each of others' people or situation. On one side were various clan based monarchies who guarded their independence but did get along with each other whereas the other side consisted of revolutionary dictatorships who barely understood their own politics let alone anyone else's. Superficially unity sounded like a good idea at the time.
Its a fair description of the politics of the day and why attempts at unity such as the UAR fell apart, but Kerr is rather soft on Nasser's adventurism in Yemen preferring to focus on Egyptian-Saudi rivalry instead of Yemen itself. The impact of pan-Islamism and its suppression in Egypt and Jordan, a very different creature then from today's highly radicalized manifestations but still interesting, is barely touched upon, however Kerr does select a suitably revealing statement that shows the large gap between secularized elites and the general population when he quotes the unnamed Iraqi Minister for Unity Affairs on page 123: “To some groups socialism might mean social justice while to others it meant Marxist socialism involving all the forces of production and trade... What (the masses) believe in is their religion, which, certainly has nothing in common with pure Marxist ideologies.”
Surprisingly Kerr also has very little to say specifically about the aftermath of Arab losses of 6 day war. Their balloons popped, there was literally no prestige or honour left to trade on, and though both King Husayn of Jordan (Kerr's spelling) and Nasser had lost territory, surprisingly both managed to hold on to power. General Arif was driven out of power in Iraq in mid 1968, replaced by the return of Ahmad Hassan and his Ba'thists, and Hafiz Assad seizes power in November 1970 to become the first long term ruler over Syria since WW II. The important story is the events of Black September. For years King Husayn had tolerated , even supported, the presence of Palestinian militants on Jordanian soil, allowed, within limits, to conduct a limited campaign against Israel, as did Nasser's regime in Egypt.
According to Kerr, by 1970 the Palestinian fedayin had become too arrogant, driving around Amman in jeeps displaying loaded weapons, ignoring routine checkpoints and traffic controls and openly extorting funds from locals and foreign residents both in public and their homes. In June the PFLP seized two hotels and held the European and American guests hostage demanding that the King change some of the government's political appointees as random. Then in early September they had hijacked 4 planes and held them and the passengers hostage, three of the planes on the ground near Zarqa, only 20 miles from the royal palace. On the 16th Husayn appointed a new government consisting of loyalists and on the next day his Bedouin troops began a country wide assault on Palestinian strongholds. (Kerr fails to mention that there were several failed assassination attempts on the King. He does mention the humiliating Oct 13 Ladgham Commission recommendation that would have recognized Arafat effectively as co-ruler of Jordan with the right to separately tax and conscript his own army within the country) Husayn's actions were widely condemned but condemnation did not result in concrete support, including from the 20-30K Iraqi troops stationed in Jordan. The brutality of the Arab civil war had residents of the west bank wondering if they were not better off under Israel and for many Israelis it confirmed what might be their fate should the Arabs ever prevail in a war. Nasser died in the middle of these events on Sept 28th, many would say of a broken heart, his life long attempts at creating a unified Arab front under his control shattered by reality.
Kerr, who was assassinated in 1984 by pro-Iranian militants, was absolutely correct in labeling Arab rivalry as another "Cold War". Arab unity failed because the perceived commonalities were far less important than power politics and local identity.
An incredible work that anyone interested in understanding the Middle East and the interlocking relationship between the major Arabs states needs to read. Its well sourced, well documented, easily digestible and extremely insightful.
A Great summary of that tumultuous era in Arab affairs, written (in its last updated version) in 1971, right after Nasser's death which was the end of an era.