What do you think?
Rate this book


127 pages, Paperback
First published January 1, 1966
أنوى أن أنزل للناس
وأحدِّثهم عن رغبة ربى
الله قوىٌّ یا أبناء الله
الله فعولٌ یا أبناء الله
كونوا مثله!
-----------
صلاح عبد الصبور الذى وجد فى الحلاج شاعرا" شاعرا بمشاعره"
وقادرا بحكم انطوائه الزمنى
-قبل قرون-
على التعبیر عما انطوى فى نفس صلاح عبد الصبور
الرجل) فأنطقه صلاح عبد الصبور (الشاعر) لما رآه صالحاً من الحلاج للتعبیر عنه
::::::::::::::::
يبدأ صلاح عبد الصبور من النهاية
فنرى جمعاً من الناس
أمام الحلاج مصلوبا على شجرة
يهمهمون فيما بينهم
في حزن وشماتة و ذعرٍ ومسكنة
يحكي منهم من يحكي عن خيانته
وشهادته الزور التي دًفع إليها بغية إشعال المحاكمة
أعطوا كُلاً منا دیناراً من ذهب قاني
برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل
قالوا : صیحوا .. زندیقٌ كافر
صحنا : زندیقٌ .. كافر
قالوا : صیحوا ، فلیُقتل إنَّا نحمل دمه في رقبتنا
صحنا : فلیُقتل إنا نحمل دمه في رقبتنا
!
::::::::::::::::
يقول يوسف زيدانولكى تتأكَّد صورة المصلح الاجتماعى
التى یتمازج فیها صلاح عبد الصبور مع الحلاج، ویتداخلان
كان لابد من إلباس الحلاج ثوباً سقراطیاً یعكس مزاجَ
صلاح عبد الصبور وصورةَ الشاعر / البطل عنده
فسقراط الذى أقبل على الموت راضیا
حتى تبقى الآراء الفلسفیة التى ما فتأ یعبِّر عنها فى سجنه الأخیر
وهو ما عبَّر عنه أفلاطون بروعةٍ فى محاورة فیدون
فالحلاج عند عبد الصبور ، یقول
*-*
مثلى لا یحمل سیفاً
لا أخشى حمل السیف ولكنى
أخشى أن أمشى به
فالسیف إذا حملت مقبضه كفٌّ عمیاء
أصبح موتاً أعمى
::::::::::::::::
مَكانُكَ مِن قَلبي هُوَ القَلبُ كُلُّهُ
فَلَيسَ لِشَيءٍ فيهِ غَيرُكَ مَوضِعُ
وَحَطَّتكَ روحي بَينَ جِلدي وَأَعظُمي
فَكَيفَ تُراني إِن فَقَدتُكَ أَصنَعُ؟
;;;;;;;;
يقول مولانا جلال الدين الرومي عن الحلاج
"لقد بلغ الحلاّج قمّة الكمال والبطولة كالنسر في طرفة عين"
ويقارن المستشرق لويس ماسينيون بين الحلاج ويسوع المسيح
ويرى كم كانت مقولاتهما قريبة من بعضها فيما يخص الألم والفداء والحياة والحبّ الإلهي
فمثلا ترى كلاهما على الصليب يصيحون بعبارات متشابهة
فيقول الحلاجقد اجتمعوا لقتلي تعصّبًا لدينك، وتقرّبًا إليك، فاغفر لهم
فإنّك لو كشفتَ لهم ما كشفتَ لي لَما فعلوا ما فعلوا
ويقول يسوعيا أبت اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون
*-*
سمّاه جان شوفالييه مسيح الإسلام
وأطلق روجيه أرنالديز على دعوته تسمية دين الصليب
لقد مات الحلاج بطريقة بطيئة مؤلمة لا داعي لذكر تفاصيلها
و لكنه يبقى نسمة عبيرها باقٍ إلى الآن
وإلى الأبد
رُوحُهُ رُوحِي ورُوحي رُوحهُ
مَنْ رأى رُوحْين حلَّتْ بَدنَا
؟
!
=)
القاضي أبو عمر: الفتنة… !
ألأن عدوا لله وللسلطان يٌؤدب
يتجمع أوباش الناس على الطرقات؟
حقا ! ما أصغر أحلام العامة
القاضي بن سريج:
أأبا عمر. قل لي . أفلا يعني وصفك للحلاج بالمفسد وعدو الله
قبل النظر المتروي في مسألته
أن قد صدر الحكم
ولا جدوى عندئذ أن يعقد مجلسنا
أبو عمر: هل تسخر يا بن سريج؟
هذا رجل دفع السلطان به في أيدينا
موسوما بالعصيان
وعلينا أن نتخير للمعصية جزاء عدلا
أبو عمر: لا ليس بأيدينا إذ نحن قضاة لا جلادون
ما نصنعه أن نجدل مشنقة من أحكام الشرع
والسياف يشد الحبل
"ابن سُريج: بَلْ هذا مكرٌ خادِع
فَلَقَد أحكَمتُم حَبلَ الموت
لكن خفتم أن تحيا ذكراه
فأردتم أن تمحوها
بل خِفتُم سَخَطَ العامَّةِ ممَّنْ أسمَعُ
أصواتَهُمُ مِنْ هذا المجلِس
فأرَدتُم أن تُعطُوهُ لهم مسفُوكِ الدَّم
مَسفُوكَ السُّمعَةِ والاسم
يا حلّاج...
هل تُؤمِن بالله؟
الحلَّاج: هوَ خالِقُنا وإليهِ نَعُود
ابن سُريج: هَذَا يكفي كَي يُثبِتَ إيمانَه
أبو عمر: يا بن سُريج
إنِّي لا أبحثُ في إيمانَه
بل في كيفيَّةِ إيمانِه
ابن سريج: كيفيَّة إيمانه!
هلْ تَبغِي أن تَنبُشَ في قَلبِه
هل هذا من حقِّ الوالي
أم مِنْ حقِّ الله؟
أبو عمر: هذا من حقِّ قضاةِ الشَّرع
ابن سُريج: لَا بل هَذَا من حقِّ الله
فأنا لا أجرُؤُ أن أسأّلَ رجلًا عن إيمانِه"
"بل هذا من حقِّ الله
بل هذا من حقِّ الله"
