Jump to ratings and reviews
Rate this book

وا إسلاماه

Rate this book
هذه قصة تجلو صفحة رائعة من صفحات التاريخ المصري فى عهد من اخصب عهوده واحلفها بالحوادث الكبرى والعبر الجلى . يطل منها القارئ على المجتمع الإسلامي في أهم بلاده من نهر السند إلى نهر النيل وهو يستيقظ من سباته الطويل على صليل سيوف المغيرين عليه من تتار الشرق وصليبيى الغرب، فيهب للكفاح والدفاع عن أنفس ما عنده من تراث الدين والدنيا.

ويشاء الله أن تحمل مصر لواء الزعامة في هذا الجهاد الكبير، فتحمى تراث الإسلام المجيد بيومين من أيامها عظيمين كلاهما له ما بعده: يوم الصليبيين في فارسكور، ويوم التتار فى عين جالوت.

وبطلها الملك المظفر قطز يضرب بنزاهته وعدلة، وشجاعته وحزمه، وصبره وعزمه ، ووفائه وتضحيته، وحنكته السياسية وكفايته الإدراية، وإخلاصه فى خدمة الدين والوطن مثلا عاليا للحاكم المصلح ن والرجل الكامل.

وهى بعد شهادة ناطقة بأن فى هذا الشعب الوديع الذي يسكن على ضفاف النيل قوة كامنة إذا وجدت من يحسن استثارتها والانتفاع بها أتت بالعجائب وقامت بالمعجزات.

312 pages, Paperback

First published January 1, 1945

173 people are currently reading
4688 people want to read

About the author

علي أحمد باكثير

77 books1,379 followers
هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 ذي الحجة 1328 هـ في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من منطقة حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير كما تلقى علوم الدين أيضا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف وكان من أقران علي باكثير حينها الفقيه واللغوي محمد بن عبد اللاه السقاف. ظهرت مواهب باكثير مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره.

تزوج باكثير مبكراً عام 1346 هـ ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته نظام البردة كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو همام أو في بلاد الأحقاف وطبعهما في مصر أول قدومه إليها.

سفره إلى مصر

وصل باكثير إلى مصر سنة 1352 هـ، الموافق 1934 م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1359 هـ / 1939م، وقد ترجم عام 1936 م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م وعمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما. سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة.

بعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية محافظة، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال العقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم. وقد قال باكثير في مقابلة مع إذاعة عدن عام 1968 أنه يصنف كثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.

اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة. وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
2,135 (30%)
4 stars
2,223 (31%)
3 stars
1,817 (26%)
2 stars
576 (8%)
1 star
233 (3%)
Displaying 1 - 30 of 496 reviews
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,693 reviews4,642 followers
July 18, 2025

قصة سيف الدين قطز و صديقه و قاتله معا بيبرس و حربهم للتتار مخلصين العالم من شرهم فى عين جالوت

تعتبر الرواية الأشهر لعلى أحمد باكثير ويرجع سبب شهرتها لكونها ضمن المقرر الدراسى للصف الثانى الثانوى وبرغم أن المقررات الدراسية دائمًا مملة وسخيفة إلا أن هذه الرواية تحديدًا أثرت فى جيل كامل إذ لم نعتبرها مجرد كتاب نحفظ ما به لنفرغه على ورقة الإجابة فى الامتحان بل ظلت أحداثها قابعة فى ذاكرتنا وتحرك مشاعرنا وكانت بمثابة رحلة إلى حقبة تاريخية لا نعرف عنها الكثير
Profile Image for Yousra .
723 reviews1,374 followers
July 22, 2013
كانت تلك هي الرواية المقررة علينا في مرحلة الثانوية العامة ضمن مقرر اللغة العربية :)) وكادت أمي أن تجن بسببي وبسبب تلك الرواية فقد كنت دائما ما أذاكرها واقرأها مرارا وتكرارا بصوت عالٍ وربما بلهجة فيها تمثيل للشخصيات وفقد أجعل صوتي خشنا محاولة أن أجعله يبدو رجاليا أو ناعما وأتمشى بحسب ما أراه متماشيا مع الحوار والموقف

كنت أسير بها في صالة المنزل بقرب الباب ويكون صوتي عاليا، فتخاف أمي أن يسمع صوتي أحد الجيران أو أصدقاء ابناء الجيران الذين يدرسون بمدرستي أو من أنهوا دراستهم ولكن يعلمون بتفوقي فيحسدونني :))

كنت أرفه بمذاكرتي لتلك الرواية عن نفسي وربما حفظتها عن ظهر قلب، ولهذا كان من أيسر الأسئلة بالنسبة لي - وربما الأصعب للبعض - تلك الأسئلة التي تأتي بفقرة في سياق حوار وتصاحبها أسئلة : - من قائل العبارة ؟ ولمن؟ وفي أية مناسبة؟ :)) وكان ذلك هو سؤالي المضمون

الجدير بالذكر أنني فقدت درجة واحدة فقط في مادة اللغة العربية لهذا العام، وعرفت من أستاذ العربية - الذي كان مصححا لأوراق الإمتحانات وقد ميّز خطي وأسلوبي في موضوع التعبير ومن ثم ورقة الإجابة الخاصة بي - أن ورقتي قد تم تصحيحها أكثر من مرة بحثا عن أخطاء ، لأنه كان عرفا سائدا أن خريجي مدارس اللغات لا يجيدون العربية وهكذا فقد فقدت نصف درجة في سؤال البلاغة ومثلها في موضوع التعبير

ولم أشاهد الفيلم إلا بعد تخرجي فقد خفت أن يؤثر على مذاكرتي :))

وقد أنقذت نسخة من الرواية - المعدلة بواسطة وزارة التربية والتعليم - من مصير كتبي الدراسية التي كان يتم التبرع بها كل عام :))
Profile Image for دعاء ممدوح.
183 reviews298 followers
November 20, 2018
رغم وجود عدد من المغالطات التاريخية، إلا أن الرواية بشكل عام أكثر من رائعة ولا يشعر القارئ بالملل منها في أي لحظة
Profile Image for Mohammed  Ali.
475 reviews1,392 followers
November 30, 2017
وا إسلاماه ... صرخة واجب في قلب كل مسلم

وا إسلاماه ... صرخة حق في فلب كل مسلم

وا إسلاماه ... ضدّ كل ظالم غاشم

وا إسلاماه ... ضدّ كل من عادى مسلم

وا إسلاماه ... ضدّ من حاول مسح دين الحق من هذا العالم

وا إسلاماه ... ضدّ كل متجبّر فاسق

وا إسلاماه ... ضد كل كافر مارق

وا إسلاماه ... ليظهر الحق ويزهق الباطل

وا إسلاماه ... من الجهل إلى النور

وا إسلاماه ... من الذل إلى العز

وا إسلاماه ... في حياتنا ومماتنا

وا إسلاماه ... شعارنا .. عنواننا .. هدفنا .. غايتنا .. وسبيلنا

وا إسلاماه ...صرخة حتى ترتعد فرائصنا .. و ترتعش قلوبنا .. ويتصبب العرق البارد من جباهنا .. وتزول الغشاوة عن أعيننا .. وتنمحي عن قلوبنا .. فنرى الأمر الواقع أننا في المؤخرة بدون منازع ونرى الغير فوقنا يتملكنا ويملكنا .. ويلعب بنا كيفما شاء وأينما شاء وبالطريقة التي شاء .

وا إسلاماه ...صرخة مدوية عارمة جارفة .. لا تبقي ولا تذر .. لا تبقي على جهل استمكن فينا .. ولا تذر ذلا ملكنا واستوطن نفوسنا

وا إسلاماه ...ملىء حناجرنا .. حتى تتقطع أحبالنا الصوتية .. لأن بعد هذه الصرخة يتوقف الكلام عن الكلام .. لأن المكان سيكون وقتئذ للفعل فقط .. فقد مل الكلام من كلامنا .

وا إسلاماه ..عنوان حرب شاملة على نفوسنا .. نفوس أنهكتها ملذات الحياة .. وفرقتها شهوات الدنيا .. فنسيت الله .


**********************************

وا إسلاماه رواية تاريخية رائعة .. بسرد ماتع، جميل، عذب، وسلس .. تستحق القراءة، التأمل والتفكر .. لأنها تحكي عن مجد تليد أضعناه .. فضعنا في متاهة الحياة .
Profile Image for Nayra.Hassan.
1,260 reviews6,726 followers
August 20, 2022
قد تنزل بالمرء مصيبتان فيضيق بصغراهما وتشغله عن كبراهما حتى يظن أنه قد سلاها، فما هي إلا أن تنقشع الصغرى، فإذا الكبرى تعود من جديد فتطبق على قلبه”
اشهر الرويات المقررة علي طلاب ثانوي في القرن العشرين؛
Screenshot-20210131-025203

Screenshot-20210131-025356
Profile Image for هَنَـــاءْ.
342 reviews2,698 followers
December 19, 2016
“ما أحقر هذه الحياة الدنيا لذوي النفوس الشاعرة، وما أهونها على من ينظر في صميمها، ولا ينخدع بزبرجها، وباطل نعيمها. لقد كتب عليها أن لا يتم فيها شيء إلا لحقه النقصان، ولا يربح فيها امرؤ إلا أدركه الخسران”....




خالجتني .. مشاعر الأسى حينما رفت جناحاتي لذلك الماضي البعيد .. وارتفعت قدماي قليلاً .. ،
بل كثيراً عن الأرض ..

رأيت فيما يرى الحالم دنيا ليست بالدنيا، وعالم ليس بالعالم، وأشخاص لا تعرفنا، ولا تُشبهنا ..

بالله ...
من نحن ؟!
من هم ؟!
وعلى درب الطريق ماذا أضعنا ؟!
..

خالجتني .. انتفاضة أم، بفيض دموعها، على فقد ما كان يوماً لها،
ساورتني .. انكسارات الأحزان، واستسلام خشوعها.
وقلت؛ على أي قمة جبل سقط هذا الجيل!، بل من أي سماءٍ هبط .. فتحطم!

أي عزيمة تلك التي .. تُعمي .. ثم تُدمي، وتصم عن أي شيء آخر إلا من هدف الوصول !

أي شجاعة ..
إصرار ..
تحدي ..
جرت في عروق ذلك الجسد، الذي لا يكف عن النبش عن أحلامة !

أمن ذهبٍ هم .. ونحن من نحاس ؟!
أم خزفٍ ترقرق .. وتفرق .. بصورة تُبكي حتى الكاره قبل المحب ؟!

بالله ...
من سرق منا قطز
و بيبرس ..
والعز بن عبدالسلام ؟
بل من سرقنا منهم .. وحط بنا في أرض لا تحترم الدين، والعهد، والمروءة ..... وخُدّام الإسلام ؟
.
.
لست بالعادة ممن يتذمر، أو يتحسر .. ولا يضرب كفاً بكف على شيء مضى.
ولكن الفارق هزني بعنف .. وزلزل كياني .. وفجر الخامد والمستتر ولازم بين المتناقض والمتفارق، حتى أصبحت ككل غاضب مع أنه ليس من سليقتي هذا الغضب ولا من طبعي هذا الإنفجار.



الله ولي الذين آمنوا ..
الله ولي قلوبنا في كل جيل وزمان ..
ولكن أين الذين آمنوا من المسلمين ..؟
أين أصحاب القضية ..؟
أصحاب الشأن ..؟
الشرط الأول لازم
والله موجود
والثاني نحتاجه بشدة كي يظهر ..
وليس ذلك على الله بعزيز !


Profile Image for Shaikha Alkhaldi.
453 reviews200 followers
November 3, 2017
ما قرأت شيئا للأديب اليمني الرائع "علي أحمد باكثير" إلا ووجدت فيه إخلاصًا شديدًا للكتابة وللغته العربية، بالاضافة إلى ثقافته الغزيرة بعلوم الدين والفتوحات الإسلامية وعهود الإسلام الأولى.
بأسلوب أدبي فاخر ‫وسرد سريع متقن بحرفية عالية، ‬يعرض "باكثير" قصة حُب أمير وأميرة نقلتهما الأقدار من نعيم المُلك إلى أيدي اللصوص فباعوهم في سوق الرقيق وعاشا معًا في كنف مولىٰ صالح وعدهما بالعتق وبالزواج، فمات قبل أن ينجز وعده، فتفرقا في أيدي المالكين وباعدت بينهما البلاد إلى أن جمعتهما الدار يومًا ورآها فثار به حبه القديم.
أنها قصة قطز وجلنار..
قصة محمود ابن الملك ممدود بن خوارزم شاه المعروف بـ "قطز"، وابنة خاله جهاد جلال الدين خوارزم شاه المعروفة بـ "جلنار".
سيف الدين قطز الذي حكم مصر وقاد المسلمين في احدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي وهي معركة "عين جالوت" الذي استطاع فيها قطز بمساعدة صديقه بيبرس إلحاق التتار المغولي هزيمة قاسية بقيادة كتبغا.
“لا تقل واحبيبتاه.. وقل وا إسلاماه”
كان هذا آخر ما نطقت به السلطانة جلنار وهي تلفظ الروح بين يدي زوجها السلطان قطز.

باكثير أحد عمالقة الأدب العربي ولكن مهدور حقه، كتب رواية "سلاّمة القس" ثم تحولت إلى فيلم من بطولة "أم كلثوم" سنة1944م.
Profile Image for AhmEd ElsayEd.
1,028 reviews1,612 followers
May 16, 2019

وا إسلاماه
الرواية الأشهر لعلي أحمد باكثير
ملحمة تاريخية لفترة من أصعب الفترات فى تاريخ الأمة
مقرر اللغة العربية للصف الثاني الثانوي في مصر
أجمل مقرر دراسي في جميع المراحل التعليمية

Profile Image for احمد هلال.
185 reviews242 followers
April 10, 2012
الحمد لله رب العالمين
قرأته ولله الحمد مرارا وتكرارا وامتحنت فيه حينما كنت طالبا فى الصف الثانى الثانوى , واستمعت اليه اشرطة مسجلة , وشاهدته فلما ,
و الحقيقة أن الفلم العربي الشهير كان أبعد ما يكون عن الرواية الأصلية لصاحبها على أحمد باكثير , المهم الفلم كان بهدف الجمهور وكان له اهداف اقــتـصادية بحتة لا علاقة لها بالفن ولا بالأدب , و ربنا يعفو عنا أجمعين

نعود الى وا اسلاماه الممتلئة بالأحداث والدسائس والأغتيالات والحب والصراعات , والإنتصارات , ماذا يحدث فى الآخر يأتى بيبرس ويقتل قطز الذى هو محمود وليس قطز فحسب , يموت محمود أو قطز و لكنه ويالا العجب يستجوب بيبرس قبل ان يُسلم روحه إلى بارئها , ويقول له هل تستحل دمى يا بيبرس؟ الموقف كان فى غاية السطوة والتأثير والحزن والبكاء.
Profile Image for   * أمامة *.
145 reviews214 followers
June 23, 2020
تستحق هذه القصة أن تُدرس في منازلنا وفي مدارسنا وفي جامعاتنا
فاللغة، هي أهل له
والتاريخ هي وصف له
والإسلام هي عز به
وحروفنا تعجز عن احتواء جمالها
وأفتخر بكل كياني بهذه القصة كأنها تعوضني عن كل ما تأملته من حكايات العرب التي قرأتها
كأنها لم تسمح لواحدة أن تعلو بعدها
وكأننها اختصرت كل روائع اللغة العربية وأسكنتها بين سطورها
حقا جمالٌ وحقيقة تاريخية إسلامية مدهشتان
Profile Image for Rinda Elwakil .
501 reviews4,953 followers
July 8, 2014
في سنتها تعبت قبل الإمتحانات و ما فضيتش أذاكرها كامله ..
شفت السؤال اللي جه في امتحان السنه اللي قبلها جه في ايه و ذاكرت التانيين و جبت الدرجه النهائيه في العربي سنتها عادي :D
Profile Image for AhmEd MokhtAr.
160 reviews
April 21, 2019
وا إسلاماه

images

لقد أنهيت منذ أيام قصة مقرر اللغة العربية للصف الثاني الثانوي ، التي أصبحت أفضل قصة مقررة دراسياً أستمتع بها بهذه الدرجة ، قصة رائعة جداً و جميلة جداً في سردها و بساطتها و إندماج فصولها

الظاهر بيبرس صديق قطز منذ أن كانا عبدان و قاتله في نفس الوقت

تعرَّض علي أحمد باكثير في روايته "وا إسلاماه" للأحداث التي وقَعتْ في مصر وما حولها، والتي يطلُّ القارئ منها على المجتمع الإسلامي إبَّان غزو التتارِ العالَمَ الإسلامي في أهمِّ بلاده من نهر السند إلى نهر النيل.


خلاصة الرواية


نحن أمام رائعةٍ من روائع الأدب، لا أقول: الإسلامي فحسب، بل الأدب العالمي، ومن مُنطلقات إسلاميَّة واضحة المعالم وقعَتْ أحداث هذه الرواية فعلاً، وضَعَها الروائي المسرحي الإسلامي العظيم علي أحمد باكثير في قالبٍ قصصي جميل وشيق، وقد حبكها حبكة جيِّدة في نسيجٍ متماسك، وأدرج تطوُّر الأحداث فيها بهدوءٍ رزين.

تبدأ الرواية بنقاشٍ بين جلال الدِّين بن خوارزم شاه سُلطان الدولة الخوارزميَّة مع صِهره ممدود، يتَّضِح من خِلاله أسبابُ هزيمة خوارزم شاه أمام التتار، وأهمها تفرُّق وتشتُّت المسلمين وعدم نجدتهم بعضهم بعضًا، وتحالُفهم مع الأعداء ضد بعضهم، وتدور الحروب سجالاً بين المسلمين والتتار وفي النهاية ينتصر التتار، ويُهزَم جلال الدين إلى لهاور (وهي مدينة لاهور حاليًّا)، ويستعدُّ مرَّة أخرى لمواجهة التتار ويرسل في طلب النجدة من الممالك الإسلاميَّة المختلفة، وعلى رأسها عاصمة الدولة العباسيَّة في بغداد، ولكن لا حياة لِمَن تنادي.


تدور الرواية حول شخصيَّة رئيسيَّة هي شخصيَّة محمود بن ممدود ابن أخت جلال الدين، الذي يُباع هو وابنة خاله واسمها جهاد ابنة جلال الدين، بعد افتراق محمود وجهاد عن جلال الدين يجنُّ الأخير، ويدمن الخمر، وييئس من الحياة، فيُقتَل في نهاية المطاف على يد الكردي الذي خطَف ابنيه من قبل، يُباع محمود وجهاد في سوق النخاسة أولاً في دمشق ثم في مصر بعد أنْ تغيَّر اسماهما إلى قطز وجلنار، ويفترقان في هذه الفترة عن بعض وقد كبرا، وتحوَّلا من طفلين يلهوان في براءة إلى حبيبين لا يُطِيقان الفراق، يتدرَّج قطز سريعًا في ارتقاء المنازل، من مولى من موالي الأقطاي عز الدين أيبك أحد الأركان التي كان الملك الصالح أيوب سُلطان مصر يعتمد عليها إلى منصب نائب السلطان، إلى أنْ أصبح أخيرًا سُلطانًا على مصر لتعود دورة الحياة مرَّة أخرى لتضع قطز الذي يصبح الملك المظفَّر أمام أعدائه القُدامى ألا وهم التتار، وتدورُ بينهما المعركة الأخيرة، وهي معركة عين جالوت، التي ينتصر فيها المسلمون بعد أنْ تفدي السُّلطانة جلنار زوجها بحياتها، وتسقط شهيدة في ميدان المعركة، وأثناء العودة إلى مصر يقتُل الظاهر بيبرس صديقه القديم الملك المظفر مسيئًا الظن به، بينما كان الملك المظفر ينوي اعتزال الحكم، وتسليم زمام الحكم إلى صديقه بيبرس، ورغم ذلك يسامحه الملك المظفر، ويوصيه بالعمل لصالح الإسلام والمسلمين.

عناصر رواية "وا إسلاماه" الفنية

أولاً الشخصيَّات


البطل في الأدب الإسلامي هو القدوة، والنموذج الذي تتجسَّد فيه القيم الإسلامية. بعكس البطل في الروايات التي تُكتَب في ظلِّ المذاهب الأدبية والنقدية الحديثة وخاصة النظريات الاشتراكية، التي تختار شخصيَّاتها من أكثر الناس انحرافًا وعلالة كالمذهب الطبيعي في الأدب، فالكاتب في ظلِّ هذه الاتجاهات هو ذلك الفنان الذي يبحث عن كلِّ المثيرات الكبيرة التي تعد شذوذًا، فكل ما يتمناه هؤلاء أن يخرجوا للناس ما تواضع المجتمع على تسميته الفضائح والخروج على العرف والانطلاق من التقاليد والاستهتار بالآداب والأخلاق العامَّة.

وحيث إنَّ الأدب الإسلامي واقعيٌّ فإنَّه يستخدم الشخصيَّات المنحرفة أيضًا؛ لأنَّ الحياة في واقِعها فيها الصالِحُ والطالِحُ، وفيها الخيِّر والشرير، وذلك من باب المقابلة والتضاد.

تظهَر براعة علي أحمد باكثير في وصف الشخصيَّات وخاصَّة شخصيَّة البطل محمود الذي أصبَح اسمه قطز، والذي تعهَّد خالُه جلال الدين بتربيته وتوجيهه وتعليمه الفروسيَّة وفنون القتال، وفي النهاية حين تولَّى زمام السُّلطة في مصر أصبح اسمه الملك المظفر، هذا البطل هو الذي تدورُ حوله رواية "واإسلاماه" منذ ولادته - وربما قبل ذلك، حيث تنبَّأ المنجِّم بأنْ سيُولَد في بيت السلطان ولدٌ يكون له شأنٌ في المستقبل - وحتى تَولِّيه ملك مصر.

ورغم ذلك لا نَكادُ نعثر على أيِّ وصفٍ لِمَلامِحه الجسديَّة، فلا نعرف ما إذا كان طويلاً أو قصيرًا، وكيف لون جسمه، وما شكل عينَيْه، وكيف أنفه ومنكبَيْه، وما إلى ذلك، ولكنَّنا - ومن خِلال قراءتنا للرواية - نعرف الكثيرَ عن أخلاقه ورُوحه وأحاسيسه وعواطفه، وهذه من سِمات الروايات والقصص الإسلاميَّة التي يُعتَبر باكثير رائدًا لها في الأدب العربي، بعكس الروايات والقصص المعاصرة عمومًا؛ فهي تهتمُّ بأشكال أبطالهم كثيرًا، بل يتمادَى الكتاب في وصف ملامح أبطالهم الخارجية حتى إنَّنا نكاد نراهم.

شخصيَّة البطل في هذه الرواية شخصيَّة نامية يستطيع القارئ أنْ يتتبَّع سير حياة البطل خطوةً خطوةً، ويلاحظ كيف نمتْ شخصيَّته من طفل صغيرٍ إلى عبدٍ يُباع في الأسواق، ثم إلى شخصٍ يدخُل دهاليز القُصور، ويتَّصل بأصحاب السُّلطة والنُّفوذ، ثم يتحوَّل إلى شخصٍ يكونُ له دورٌ في تسيير دفَّة الأمور في البلاد، ثم يسلُك سبيله إلى سدَّة الحكم، وأخيرًا يصبح سُلطانًا على البلاد، محققًا نبوءة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - واستطاع أنْ يهزم التتار بعد أنْ كان الظنُّ أنهم لا يهزمون.

بهذه الشخصيَّة أراد المؤلف أنْ يعلمنا أنَّ شخصًا واحدًا يمكن أنْ يكون له دور فعَّال ومهم في توجيه دفَّة الحياة السياسيَّة، وقلب الهزيمة إلى نصرٍ، ليمتلئ شبابنا أملاً ويقينًا بقدرتهم وبطاقاتهم وبأنفسهم.


كانت هذه رسالةً من الكاتب إلى شَباب الأمَّة الإسلاميَّة، أنهم يملكون طاقاتٍ هائلةً وقُدرات لا حُدود لها، فلينهَضُوا ويواجهوا أكبرَ المشاكل وأعصاها بهمَّةٍ عالية وإرادةٍ قويَّة، كهمَّة قطز وإرادته في هذه الرواية، كما سجَّل المؤلِّف تطوُّر العلاقات بين شخصيَّات الرواية، وخاصَّة العلاقة بين محمود وجلنار من طفلين يلعبان في رعاية مُتعهِّدهما جلال الدين، إلى حبيبين لا يُطِيقان الفراق، تربطهما علاقةٌ طاهرة عفيفة، وعزمٌ أكيد على الانتقام من عدوِّ الإسلام وعدوِّ أسرتهما، وأقصد بهم التتار.

ورغم أنَّ هذه الرواية تاريخيَّة تدورُ حول الحروب والمعارك فإنَّه لم يفت المؤلف أنْ يُدخِل العنصر النسائي فيها، فقد كان للنساء حضورٌ متميِّز في هذه الرواية، بدءًا بشخصيَّة جهاد، وهي الشخصيَّة الرئيسيَّة الثانية التي دارت حولها الرواية، والتي أصبح اسمها جلنار بعد أنْ أصبحت أمةً وبِيعت مع العبيد والإماء، وهي ابنة السُّلطان جلال الدين سلطان الدولة الخوارزميَّة، وهنا أيضًا لا نَكاد نعثر على أيَّة ملامح خارجيَّة لها، فلا نعرف ما لونها، ولا نعرف كيف كان وجهُها، وأين مواطنُ الجمال فيها، وما مَدَى نعومة جلدها، وكيف أنفها وأذنها وخدها، وهل هي طويلة أو قصيرة أو معتدلة القوام... إلى آخِر الكلام الذي تمتلئ به الروايات التي تملأ مكتباتنا، والتي تهتمُّ بها دور نشرنا!


وهناك شخصيَّةٌ نسائيَّة أخرى كان لها حُضور متميِّز في هذه الرواية، وهي شخصيَّة شجرة الدر التي لم يخرج في وصفها عن وصف التاريخ لها، فقد وصَفَها التاريخ بالطموح إلى السُّلطة، وكان هذا الطموح سببَ هلاكها، وإذا كان المؤلِّف قد تعمَّق في شخصيَّة قطز وجلنار بعض الشيء فإنَّه لم يتعمَّق في أغلب شخصيَّات الرواية، ومنها شخصيَّة شجرة الدر، فقد وصَفَها وصفًا خارجيًّا بما يخدم تطوُّر أحداث الرواية.


ولعلماء الدين دورُهم المشرق في هذه الرواية وأمثالها من الروايات الإسلاميَّة، وذلك من خلال شخصيَّة عز الدين بن عبدالسلام العالِم المعروف، الذي رفَض الصمت إزاءَ ما يجري في دمشق، والذي قام بواجبه كما يمليه عليه الشرع الحكيم في نُصح سلطانها الصالح إسماعيل؛ ممَّا عرَّضَه للسجن والنفي، ومع ذلك لم يتراجَعْ، ولم يتزلزل إيمانه.


ومن خلال المقارنة بينه وبين العلماء الذين آثَروا الصمت وتأييد السلطان إسماعيل، وفضَّلوا التخلِّي عن دورهم، تظهر شخصيَّة هذا العالِم قويَّة جسورة تُواجِه المِحَن بشجاعةٍ وثَبات، ولا تخشى في الله لومة لائم، وهذه الشخصيَّة من الشخصيَّات الجامدة؛ أي: الشخصيَّات التي لم تتغيَّر منذ أنْ ظهرت وحتى نهاية الرواية؛ لأنها تُمثِّل الثبات الذي يجب أنْ يتَّصف به عُلَماء الدِّين في مواقفهم في الشدَّة والرخاء، الذين لا يخافون في الله لومة لائم، كانت هذه رسالة من المؤلِّف إلى علماء السلطة الذين يوالونها في كلِّ شيء، ويفتُون لها بما تريد في كلِّ زمان ومكان.


وهناك شخصيَّة الظاهر بيبرس، الشخصية النامية في الرواية، والتي كان لها دورٌ بارز في الجهاد ضد التتار والصليبيين، ربما نسي المؤلف فضل بيبرس وهو في غمرة تمجيده لقطز، رغم أنَّ معركة فارسكور التي انتصَرَ فيها المسلمون على الصليبيين بقيادة الظاهر بيبرس لم تكن أقلَّ أهميَّةً من معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة قطز، وقد ذكَر المؤلِّف ذلك بنفسه في بداية الرواية حين قال: "وشاءَ الله أنْ تحمِل مصر لواءَ الزعامة في هذا الجهاد الكبير، فتحمي تراث الإسلام المجيد بيومين من أيَّامها عظيمين كلاهما له ما بعده: يوم الصليبيين في فارسكور، ويوم التتار في عين جالوت.

يبدو من تصويره للبطلَيْن تعاطُفه مع قطز وتبريره له من واقع فعاله ومَواقفه، وإدانته لمواقف بيبرس".


لم يتدخَّل المؤلِّف في تكوين شخصيَّاته في هذه الرواية، فقد ترَكَها تتصرَّف بوحيٍ من ضميرها، كلُّ شخصيَّة وفقًا لما يمليه عليها واقعُها والمسؤوليَّات الملقاة على عاتِقِها، وقد استَطاع عن طريق شخصيَّات روايته - ولا سيَّما الشخصيَّة الرئيسة فيها - أنْ يُطلِعنا على هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمَّتنا الإسلاميَّة، وتتبُّع الأحداث التي وقعت خِلالها، ليس هذا فحسب، بل يُبيِّن أسباب وعلل الأحداث والانتصارات والهزائم؛ كي نتَّعظ ونأخُذ العِبَر والدروس من تلك الأحداث.


ثانيًا: السرد:


تردَّد أسلوب المؤلِّف في هذه الرواية بين سرد الأحداث سردًا مباشرًا، وبيان أسبابها، وتقديم الحلول لها، دُون أنْ يُؤثِّر ذلك على تسلسُل الرواية، بل هو يسبر غورنا من معرفة تفاصيل تلك الأحداث وأسبابها المنطقيَّة، ويضَع أيدينا على مواضع الضعف والقوَّة في السُّلوك الفردي والجماعي؛ ليعرف الناس أين كان الخطأ وكيف يمكن تجنُّب ذلك، ثم يعودُ بالقارئ إلى تسلسُل الأحداث ومتابعتها، والمتابعة هنا تكونُ أنشط، ويكون طعمُها مختلفًا، حيث يكون القارئ قد سبر غور نفسه من معرفة خلفيَّات الأحداث ومُلابساتها.

أسلوب المؤلف في السرد واضح وبسيط، ولكنَّ هذا الوضوح وهذه البساطة لم يكونا في أيِّ حال من الأحوال ولا في أيِّ موضع من المواضع على حِساب الفنِّ والجمال، وهذه الخاصيَّة من خَصائص الأدب الإسلامي؛ لأنَّ الأدب الإسلامي وسيلة من وسائل الدعوة الإسلاميَّة، يدعو إلى الخير والحق، ويقبح الشر والباطل، ويجمل الإسلام في أعين القُرَّاء دعوة لهم للتمسُّك بأهدابه، ويدافع عنه في مقابل الدعوات الهدَّامة الأخرى، وهكذا كان أسلوب المؤلف واضحًا لا يدَع مجالاً للغُموض والشك يُؤثِّران في سير الأحداث التاريخيَّة الواقعيَّة.

وأسلوب السرد بهذا الشكل مع استخدام ضمير الغائب، واستخدام الفعل الماضي، يتناسَب مع الروايات التاريخيَّة التي تنقلنا إلى جوِّ الماضي، وتجعلنا نعيش تلك الأحداث عبر هذه الروايات.


ثالثًا: الحوار:


استَخدَم المؤلف أسلوبَ الحوار بشكلٍ متميِّز، وبلغةٍ عربية فُصحَى قويَّة، تتناسَب مع شخصيات الرواية. ونسبة الحوار في هذه الرواية وروايات علي أحمد باكثير الأخرى نسبةٌ كبيرة، ربما لأنَّ المؤلف كاتبٌ مسرحيٌّ بالدرجة الأولى، وأعماله المسرحيَّة أكثر من أعماله الروائيَّة بكثيرٍ، والمسرح كما نعرف هو الحوار بالدرجة الأولى.

ثم إنَّ المؤلِّف استَطاع من خِلال حوار شخصيَّاته أن يُحقِّق أهدافًا عدَّة؛ أولها: توضيح الأحداث ومسارها، ثم التربية والتعليم بأسلوبٍ غير مباشر، وذلك بدلاً من الوعظ المباشر، وهو في هذه الرواية لم يكنْ مُبالِغًا؛ أي: إنَّ الوعظ والنصح جاء طبيعيَّين، لم يحسَّ القارئ أبدًا أنَّ الكاتب هو الذي يتكلَّم، فقد كانت الكلمات تخرُج من أفواه الشخصيَّات طبيعيَّةً، والمواقف التي وُضِعت فيها هذه الشخصيَّات كانت تفرض على بعضها أنْ يقفَ موقفَ الناصح الأمين، كما كانت مواقف الشيخ سلامة الهندي في نُصحِه للولدَيْن، وكما نصَح الشيوخ والعلماء وكبار السن في هذه الرواية، وعلى رأسهم الشيخ عز الدين بن عبدالسلام.


رابعًا: الوصف:


تظهر براعة المؤلف في هذه الرواية في الوصف؛ حيث أجادَ في وصف المعارك وتكنيكاتها، كما أجادَ القتال والفروسيَّة، ووصف الكرِّ والفرِّ في مختلف المعارك التي تعرَّض لها في رِوايته، كما ظهرت بَراعته في حُسن تصوير الأماكن مثل سوق النخاسة، وما يحدُث فيها من المناداة على العبيد والإماء، والقُصور ودهاليزها والحياة فيها، وكذلك وصف الشخصيَّات وسلوكها وحركاتها.

وهذه الأوصاف المختلفة تنقل القارئ إلى تلك الأماكن، وتجعَلُه يحسُّ كأنَّه هناك مع شخصيَّات الرواية، يشاركها في الأحداث.

وهذا المجال أظهَرَ قُدرة الكاتب الفنية بشكلٍ واضح جدًّا، فامتازَ بدقَّة التصوير الفني الذي يتناسَب مع حال الموصوف، وفي نفس الوقت تميَّز بالبساطة وعدم التعقيد، الأمر الذي حدا بوزارات التعليم في كثيرٍ من البلاد العربية إلى أنْ تقرر هذه الرواية على طلاب المراحل الثانوية فيها، ولما تشتمل عليه من معانٍ تربوية سامية مُستَمَدَّة من أصول ديننا الحنيف.

وأمَّا عُقدة الرواية فقد ظهرت ملامحها في المقدمة، ومن خِلال الحديث الذي دارَ بين السُّلطان جلال الدين بن خوارزم شاه وابن عمه الأمير ممدود.

كشَف هذا الحديث اللثام عن هجوم التتار على أطراف الدولة الإسلاميَّة إثر تحرُّش جلال الدين بهم، فكانت النتيجة أنِ استَفحَل خطر التتار، وأخذوا يُشكِّلون تهديدًا حقيقيًّا للأمَّة الإسلاميَّة من شرقها إلى غربها، ولكنَّ الأمَّة الإسلاميَّة في تلك الآوِنة كان قد أصابَها الوهن، وأصبحت عاجزةً عن المحافظة على حُدودها، بل حتى عن عُقر دارها في بغداد.

رغم جديَّة الموضوع وجديَّة التناوُل من قِبَلِ الكاتب فإنَّه لم ينسَ الجانب الفني؛ فقد تمتَّع في عرضه لأحداث الرواية بأسلوبٍ فني رفيع المستوى.

وممَّا يُميِّز المؤلف في هذه الرواية انطِلاقه من مُنطَلقات إسلاميَّة واضحة المعالم، وتأثُّره بمبادئ الإسلام، وبثه للمعاني الإسلاميَّة في مواطن كثيرة من هذه الرواية، وأهمها الجهاد في سبيل الله، فالمؤلف لا يفتأ يذكُر الجهاد على ألسنة أبطال الرواية حينًا، وخاصَّة قطز الذي لا يفتأ يذكر الجهاد ويحثُّ عليه، وينطلق منه في كل تصرفاته وسلوكه ومواقفه، وحينًا خلال السرد وهو يتحدَّث عن سير الأحداث، وأحداث الرواية كلُّها تدور حول المعارك التي قامَتْ بين المسلمين من ناحيةٍ والنصارى من ناحية أخرى.

ومن المعاني الإسلاميَّة التي حرص الكاتب على إبرازها قولُ كلمة الحق أمام سلطان جائر، وذلك من خِلال مواقف الشيخ عز الدين بن عبدالسلام، الذي كان رمزًا على رفعة وسموِّ علماء المسلمين، ومثالاً لهم؛ ليقتدوا به في كلِّ زمان ومكان، وهذا المعنى أيضًا ورَد كثيرًا على ألسنة أبطال الرواية.

في بداية الرواية ذكَر المؤلف نبوءة المنجم، النبوءة التي قام عليها أساس الرواية، والمعروف أنَّ المنجِّمين كاذبون ولو صدقوا، فقد عدل المؤلف مسار الرواية، وجعَلَها تقومُ على أساسٍ آخَر، وهو الرؤيا الصالحة، فقد جعل البطل قطز يرى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مَنامه يُبشِّره بما سبق وأخبر به المنجم أباه من قبل، وهكذا صحَّح المؤلف أساس الرواية بأنْ جعلها مبنية على حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال فيه:
مَن رآني فقد رآني حقًّا؛ فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل بي
(رواه البخاري)

رًؤيا المؤمن جزءُ من ستَّةِ وأربعين جزءًا من النبوَّة
(رواه البخاري ومسلم)

ومن المعاني الإسلاميَّة في الرواية العدالة الاجتماعيَّة، وذلك حين تكلَّم في الفصل الرابع عن وُقوف أهالي البلاد الإسلاميَّة مع السُّلطان جلال الدين، وثورتهم على حكَّامهم الظالمين الذين عيَّنهم التتار، والذين لم يكونوا يعدلون فيهم، وكذلك حديثه عن الإمام العادل الذي مدَحَه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجعَلَه من السبعة الذين يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، وأوَّل هؤلاء في الترتيب الإمام العادل، وذلك حين قارَن ابن الملك الصالح إسماعيل والملك الصالح أيوب.

وحتى في حديث الكاتب عن الحبِّ ولَواعِجه، وما كان بين قطز وجلنار بعد أنْ كبرا، لم يخرج عن الحدود التي يسمَح بها الشرع الحكيم، فهو يتحدَّث عن هذه المشاعر بأسلوبٍ راقٍ، لا يُثِير فينا الغرائز الهابطة كما تفعَل الروايات المعاصرة، بل يسمو بغرائزنا، ويُعمِّق فينا المشاعر والأحاسيس الطاهرة البريئة الفطريَّة في الإنسان، وهذه من خصائص الأدب الإسلامي الذي يُعطِي الأديب الحريَّة في اختيار موضوعاته، ولا يفرض عليه أيَّ حظرٍ في ولوج المداخل المختلفة، والحديث عن قَضايا الإنسان وأشواقه وأحاسيسه وعواطفه، وتقديم الأشكال الصحيحة لها.

والالتزام لا يخرج الأديب في عمله الأدبي عن الحدود الأخلاقيَّة التي يفرضها الدِّين الإسلامي، ومع ذلك يعيش الواقع.

وممَّا يميز هذه الرواية كثرةُ الاقتباسات من القرآن الكريم بالدرجة الأولى، ثم من الحديث النبوي الشريف، ثم من الشعر العربي القديم.

وهذه الاقتباسات الكثيرة - كثرةً لافتة للنظَر - وخاصَّة من القرآن الكريم لَتُعَدُّ دليلاً واضحًا على تأثُّر المؤلف العميق به، واستِقائه المستمر من هذا النبع الصافي، وأنَّه من الذين يَتْلُون كتابَ الله آناء الليل وأطرافَ النهار، كما نستشفُّ تأثُّره بأصول الدين الحنيف من تعليقاته المتناثرة في سُطور هذه الرواية العظيمة، ونراه يبثُّ الحِكَمَ والمواعظ والنصائح عبرَها.

وممَّا يَدُلُّ على تشرُّب باكثير من القُرآن الكريم ربطه بين قصَّة قطز وقصَّة يوسف - عليه السلام - ربطًا لطيفًا بديعًا، فكلاهما من أسرةٍ كريمة؛ الأوَّل ابن السلاطين والآخَر ابن الأنبياء، وكلاهما استُرِقَّ ظُلمًا وعُدوانًا، وبِيع عبدًا في مصر، وكلاهما دخَل القصر من أوسع أبوابه بما وهَبَه الله من ذَكاءٍ وفِطنة، وبما قدَّر له من الشأن العظيم، وكلاهما أعزَّه الله بعد ذل، والأهم من ذلك كله كلاهما بُشِّرَ برؤيا صالحة بمصيره الذي ينتظره.


مَآخِذ على الرواية:


الخطأ والنُّقصان من خَصائص البشر، وكلُّ ابن آدم خطَّاء، وإذا التمَسْنا إنسانًا لا يخطئ فلن نجد، فكلُّ الناس يُخطِئون عدا المعصومين من الأنبياء والرسل؛ لأنهم قدوةٌ وأسوةٌ حسنة للناس إلى أبد الآبِدين.

وبِناءً على ذلك وجدت بعض المثالب في هذه الرواية، وهذه المثالب لا تُقلِّل من شأنها، كما لا تنزلها من مَصافِّ روايات الأدب الإسلامي العالمي، ولا تحطُّ من شأن مُؤلِّفها، فهو رائد الرواية التاريخيَّة الإسلاميَّة في الأدب العربي بلا مُنازِع، ومثل هذه المثالب والمآخذ لا تخلو منها رواية.

أولى هذه المآخذ أنَّ المؤلف جعل الرواية كلها تدورُ حول شخصيَّةٍ واحدةٍ، وقد كان ذلك في مجال الحديث عن تاريخ أمَّةٍ في أحلك ظروف مرَّت بها، وذلك إبَّان مواجهة أكبر خطرين هدَّدا الأمَّة الإسلاميَّة في فترةٍ زمنيَّة حَرِجَةٍ، ولا مانع من ذلك؛ فقد عرفنا دور بعض الشخصيَّات في تغيير دفَّة حياة جماعات ودول، وخاصَّة من الذين كانوا يملكون زمامَ السلطة ومقاليد الأمور وقيادة الشعوب، ولكنَّ الكاتب هنا غضَّ من شأن شخصيَّات أخرى من أجل رفْع شأن هذه الشخصيَّة، كما فعل مع الظاهر بيبرس؛ فقد اعترف المؤلف بدوره العظيم في دحر خطر النصارى في معركة فارسكور، وكذلك بدوره العظيم في القضاء على التتار، وبدوره العظيم في إدارة أمور دولة المماليك في مصر بعد الملك المظفر قطز، وبدوره الذي لا يجهله أحدٌ في المحافظة على مصر، والدِّفاع عنها في مواجهة الأخطار التي كانت تحدق بها طوال فترة حكمه المديدة، وبدوره في استتباب الأمور في مصر وتطوُّرها، وخاصَّة في الناحية العلميَّة.

وأيضًا نسي المؤلِّف وهو في غمرة الحديث عن بُطولات وانتِصارات البطل قطز على جميع المستويات دور الشعب المصري الذي استَطاع أنْ يُواجِه التتار بعد أنْ عجزت البلاد الإسلاميَّة الأخرى والجيوش الإسلاميَّة فيها عن مُواجَهتهم.

وربما لم يكن من المناسب أنْ يتحدث سلطان المسلمين جلال الدين مع صهره ممدود عن قضايا الأمَّة الكبرى، وعن الخطر المحدق بها، وعن الجهاد - وهو ذروة سنام الإسلام - وهما يلعبان الشطرنج، فمثل هذه الأمور لا تتناسب مع شخصيَّة مَن سيبدأ الجهاد من غده، شخصيَّة من يعيشُ في جوِّ المعارك، والمسؤول الأوَّل عن حياة فئةٍ كبيرة من المسلمين، وهذه المسؤوليَّة الكبيرة لا يتناسَب معها لعب الشطرنج، والبذخ والترف اللذان يظهران جليًّا حين يطوي ممدود الشطرنج، ويضعه في صندوقٍ ذهبي مرصع بالجواهر، ثم يضعه في صندوقٍ آخر من الأبنوس المطعَّم بالعاج، والحديث عن السُّلَّم المرمري الذي انحدَر منه السلطان جلال الدين!

وأهم نقدٍ يمكن أنْ يُوجَّه إلى الكاتب في هذه الرواية أنَّه مرَّ على موقفٍ كبير يمكن أنْ يُزَلزل النُّفوس، ويترُك آثارًا عميقة فيها دون أنْ يقف عنده بما يُناسِب عظمته، وهو موقفه من إغراق نسائه أحياء بعد هزيمته أمامَ التتار، حتى لا يتعرَّضن لما تعرَّضَتْ له نساء أبيه خوارزم شاه من ذلِّ الأسر، إنَّ موقفًا كهذا الموقف الجلل الذي تهتزُّ له الجبال كان يحتاجُ إلى وقفةٍ أطول، وتفصيل أكثر، وتبرير أقوى، وتأثُّر من جانب جلال الدين أعمق.

ومن المواقف التي لم يُوفَّق فيها الكاتب موقفُ جنود جلال الدين واستِسلامهم للأمواج عند انقِطاع صوت جلال الدين، وقد كانوا من قبلُ يغالبونها، فهذا الموقف لا يتناسب مع الطبيعة البشريَّة وواقعها، فحبُّ البقاء والحياة كامنٌ في نفس كلِّ إنسان، فلا يعقل أنْ يستسلم الجنود للأمواج العاتية تسلب منهم أعزَّ ما يملكون وهو حياتهم لعِلمهم بموت قائدهم جلال الدين، مهما بلغ من حُبِّهم وإخلاصهم له.

لا شكَّ أنَّ رواية "واإسلاماه" من الروايات التاريخيَّة الإسلاميَّة العظيمة، فهي مَلحَمة إسلاميَّة بحقٍّ، سجَّلت وقائع تاريخيَّة حدثت بأسلوبٍ قصصي محبَّب إلى النُّفوس، وكاتبها الأستاذ علي أحمد باكثير بحقٍّ من كُتَّاب الأدب الإسلامي المتلزِم، ورائد الرواية التاريخيَّة الإسلاميَّة.

ولا أدلَّ على إسلاميَّة هذه الرواية والاتِّجاه الإسلامي لكاتبها أنَّه اختار "واإسلاماه" اسمًا لها، وكانت "واإسلاماه" صرخةً أطلقَتْها البطلة في المرحلة الحاسمة من الرواية، ثم أسلمَتْ روحها إلى بارئها شهيدةً في سبيل الله والإسلام.
Profile Image for Doc Dalia.
21 reviews45 followers
September 14, 2011
هى روايتى المفضلة للروائى المفضل بالنسبة لى على الاطلاق

حين قرأتها كنت اكرر تلك الجمل البليغة بشكل يفوق الوصف لدرجة انى حفظتها دون ان اشعر

على احمد بكاثير هو روائى الوصف الاول ليس هذا لقبا ولكنى منحته له .....يجعلك تحيا داخل القصة كما لو انك احد ابطالها تبتسم فى مواضع الابتسام وتحزن فى مواضع الحزن وربما تبكيك بعض الاحداث كما ابكتنى آنفا " استشهاد جلنار , وقتل بيبرس لقطز , وموقف بيبرس بعد مقتل قطز ,.....وغيرها "

وااا اسلاماه حينما أسمعها اتذكرها كلها وتختلط علي احاسيسها المختلفة فلا اعرف ْأبتسم أم أرسل دمعاتى
Profile Image for محمد إلهامي.
Author 24 books4,035 followers
November 30, 2010
هذه من روائع هذا الأديب الرائع الموهوب الذي لم يأخذ حقه بين عمالقة الرواية
Profile Image for Huda Aweys.
Author 5 books1,454 followers
April 1, 2015
و انا قاعده اقول القصه دي انا شفتها فين قبل كده :)) و اشمعنى انا اللى موش قريتها و فاتتني
و كل جيلي قاريها :))))) ! .. اتاريها كانت علينا في ثانوي و انا ناسيه :)) انا ثانوي دي خدتها منازل اصلا و فاكره القصه دي (طشاش) بصراحة :) ، مخلوطة في ذاكرتى مع فيلم جهاد و سلامه كمان اساسا .. لكن عامة اهي قصة تاريخية و هاقيمها زي ماباقيم القصص و الروايات و الكتب التاريخيه
(العادي منها لا الرائع .. و لا المتواضع)
Profile Image for Youssef Elzeny.
202 reviews110 followers
September 29, 2019

لم أكن لأُقيم هذا الكتاب إلا لشيءٍ واحد فقط، وهو توضيح أننا مضحوك علينا فعلاً. لا شك أننا جميعًا نشأنا على هذه الرواية التاريخيّة التي كانت مُقرَّرة علينا دراسيًا في الصف الثاني الثانوي، والتي كنتُ أدرسها من سنة واحدة فقط، ولكن هُناك أشياء كثيرة لم أعطِ لها بالًا أثناء دراستي لها، ومن تلك الأشياء أذكُر الكثير والكثير والتي سأعرضها تباعًا بعد أن نعرِف الصورة العامّة لمعركة عين جالوت وقطز وبيبرس البندقداري والإمبراطورية المغوليّة وحال مصر وقتها، بالإضافة إلى الشخصيات والأحداث؛ لنضع النقاط على الحروف ونُبيِّن ما تم حجبه عنّا من وقائع تاريخيّة، وكل هذا الحجب طبعًا من أجل إعلاء شأن شخصيات ووضعهم في مقام النزاهة والرفعة والبطولة على حساب معرفة الحقيقة، ونُظهرهم بما أنهم عرب في مشهد بطولي وملحمي بطريقة مُبالغ فيها.

في البدء نُريد أن ننظر نظرة سريعة للأحداث التاريخية التي تخُصّ الإمبراطورية المغوليّة بشكل تسلسلي إلى أن نصل لمعركة عين جالوت سنة 1260، نحن نعرف أن الإمبراطورية المغوليّة هي أكبر الإمبراطوريات عبر التاريخ بعد الإمبراطورية البريطانية مباشرةً، وبدأت شمسها تنبلج مع ظهور جنكيز خان بعد أن وحَّد القبائل المغوليّة والتركيّة معًا وأعلن نفسه حاكمًا لهم عام 1206 وأخذت دولته الجديدة في التوسُّع إلى أن مات جنكيز خان عام 1227 ومن ثم توالى الملوك على العرش وزاد التوسُّع في كل الاتجاهات إلى أن جاء عهد الملك مونكو خان (1251–1259) الذي كان موته في حصار قلعة دياويو 1259 وعدم إعلان خليفة له من الأسباب المُباشِرة في تعجيل الصراع بين أفراد السلالة المغوليّة في التولية والحصول على لقب الخاقان الأعظم، ومن هُنا جاء انقسام الامبراطورية المنغولية إلى أربع خانات منفصلة عن بعضها البعض ذات مساحات واسعة، وهي القبيلة الذهبية ويحكُمها بركه خان، الدولة الإلخانية ويحكُمها هولاكو خان، أسرة يوان في الصين ويحكمها قوبلاي خان، خانات جاغاطاي ويحكمها جاغاطاي خان، وتبدأ قصتنا من هُنا حيثُ تتشابك الأحداث مع دخول بركة خان في الإسلام الذي يُعتبر أول خاقان اعتنق هذا الدين، وكان ملكًا على القبيلة الذهبية في شمال غرب الإمبراطورية المغوليّة، واتخذ منحى آخر غير الذي عهده في سلالته وهو مناصرة المسلمين؛ فكان ضد ما فعله ابن عمه هولاكو في بغداد والخلافة العباسيّة بعد أن سقطت على يده عام 1258م، واشتد حنقه وأراد أن ينتقم للمسلمين منه حتى وصل الأمر إلى الحرب المعروفة بإسم بركة خان-هولاكو، وقد دارت رحى معظمها في منطقة جبال القوقاز سنوات عقد الـ 1260 بعد تدمير بغداد في 1258م.

كان هولاكو خان قد دخل بغداد بـ 140 ألف جُندي تقريبًا، وقد استخدم بركه خان معه كل الحيل التي تمنعه من دخوله بغداد واستباحة دم أهلها، وقطع عليه طريق الإمدادات لجيشه أثناء حصاره للعاصمة، فاضطر هولاكو إلى الرجوع والتقهقر بجيشه إلى بركه خان ويبدأ معه الحرب التي ذكرناها آنفًا، في حين كان عدد جند المغول في معركة عين جالوت لا يزيد عن 20 ألف تقريبًا بقيادة التركي كتبغا، أي كان المماليك يتحاربوا مع مؤخرة الجيش أو فلوله لا مع الجيش كاملاً، فالفرق بين العددين هائلًا، يكاد يزيد أو يقل عن 120 ألف تقريبًا، فلو كان المماليك يتحاربون مع الجيش كاملًا فمِن المُمكِن أن تكون النتيجة عكس ما كانت؛ ففي الحقيقة نحنُ نتبيَّن من ذلك أن قطز وبيبرس لم يخلِّصوا العالم من شر المغول والتتار كما تعلَّمنا، بل كان الأجدر بالمغول أو هولاكو خصوصًا أن يمتد أكثر بجيشه إن وضع هذا في إعتباره ونيَّته وتجاهَل ما فعله ابن عمَّه بركة خان، ولكن نحن لا نعرف كيف ستكون الأمور إن لم يتدخل بركه خان، ولم نعرف ما هي وجهة هولاكو التي كانت ستلي ضربته لبغداد، وحتى نكون مُنصفين بعض الشيء، فالفضل يرجع إلى المماليك في صد شراذم الجيش المغولي، ولكنهم أيضًا لم يخلِّصوا العالم من شره كما هو مشهور.

كان الوضع في مصر ليس أفضل كثيرًا مما عليه الإمبراطورية المغوليّة من تفتتُ وقتل واضطراب سياسي، حيثُ كان توران شاه ملكًا لمصر وهو آخر الملوك الأيوبيين على مصر في الفترة ما بين 1249 - 1250م بعد أن قُتِل على يد مماليك والده الصالح نجم الدين أيوب، الذي اشتراهم ليحاربوا في الجيش معه مُقابل أجر واتَّخذ الصالح أيوب منهم جيشًا نظاميًا، وهُم الذين أبلوا حسنًا في معركة المنصورة بين الصليبيين والأيوبيين 1250م في عهد توران شاه، وبقتله -توران شاه- انتهت الدولة الأيوبية ووصل المماليك إلى سدة الحُكم تحت قيادة شجر الدر التي كانت زوجة الصالح أيوب أيضًا وكان قد اشتراها هي الأخرى وأعتقها ثُم تزوجها أي أن��ا تابعة للمماليك بطريقة غير مباشرة، وبعد وفاة الصالح تزوَّجت شجر الدر من عز الدين أيبك - الذي أُغتيل بعد ذلك - وتنازلت له عن العرش. كان قُطز وبيبرس من هؤلاء الذين اشتراهم الصالح نجم الدين أيوب، وبرز بيبرس في معركة المنصورة كمُحارب وقائد، وكان الصالح قد عهد بقطز إلى الأمير المملوكي عز الدين أيبك حيثُ ترعرع ونشأ معه، وتربى على كراهية المغول وعرف ما دار بين عائلته من الخوارزميين والتتار، إلى أن جاء يوم عين جالوت عام 1260م وحدث ما ذكرناه، وبعد انتصار المماليك في المعركة حدث الشيء الذي صدمني، وهو أن بيبرس قتل صديقه قطز، وكل هذا من أجل الحُكم كما جرت العادة في هذا العصر البربري الوحشي، الذي لا يُميِّزه أي شيء سوى القتل والإبادة وتكوين الإمبراطوريات وسقوط دولة وتأسيس أخرى على أنهارٍ من الدم، اللهم إلا بعض الومضات التنويريّة من هُنا وهُناك، والتي كانت تلمع في الحضارة الإسلامية آنذاك مع العلماء المسلمين العظام.

من هُنا أقول لماذا؟ لماذا تُدرَّس مثل هذه الأشياء في مناهجنا؟ وما المغزى؟ لماذا ندرس مثل هؤلاء الناس من الجلادين والقتلة؟! هل لنفخر بأجدادنا لأنَّهم سفكوا الدماء؟ أجدر بنا أن نعترف بأن كل هذا القتل والسفك في تاريخنا مهما كانت المبررات ما هو إلا وصمة عار في تاريخنا لا يجب أن نفخر بها، من الأفضل أن نفخر بكل شخص نوَّر العقول وأضاف إلى الفِكر الإنساني، ففي الحقيقة مثل هذا الفخر والتباهي السلبي أراه إعاقة ذهنية.

وهذه الحالة وصفها توفيق الحكيم في كتابه (حمار الحكيم) عندما قال:
“إن فكرة الشر غير موجودة عند الحيوان .. إن أغلب الحيوان مُحِب للسلام والإخاء والصفاء .. والقليل الذى يُطلق عليه اسم "الضوارى" لم يعرف قط العدوان لمجرد الزهو بالعدوان .. الإنسان وحده من بين مخلوقات الأرض هو الذى يرى الإعتداء على أخيه الإنسان ما يسميه " المجد والفخار "!”
Profile Image for Abu Hasan محمد عبيد.
532 reviews182 followers
January 30, 2015
هذه أول قراءة لي لنص غير مسرحي لباكثير
برأيي، هذه الرواية هي خير تمثيل للأدب التاريخي الاسلامي التربوي
وقد صاغها باكثير بعربية فصحى فخمة وبسيطة في آن
وجاء السرد فيها منسابا بسلاسة واطراد لا يخلو من تشويق
وقد ضمنها باكثير رسائل كثيرة صريحة وضمنية، هدفها تثبيت المفاهيم وتصحيحها، مفاهيم الحق والعدل والخير كما هو دأب باكثير
Profile Image for Mohammed omran.
1,839 reviews190 followers
August 4, 2017
ايام الثانويه وتوارد ذكريات جميله
وحزنت جدا وبكيت لمقتل قطز علي يد صديقه بيبرس
ولم اعرف حتى الان لماذا قتل بيبرس قطز
واجمل شيء قصه الحب العفويه الرقيقه حتى عاش كل شاب منا وتقمص شخصيه قطز وكل تاه جلنار الرقيقه
Profile Image for حازم محمد.
Author 1 book66 followers
December 26, 2011
رغم ان الرواية كانت عبارة عن مقرر دراسى
وغالبا ما تقرأ المقررات الدراسية بشئ من الاجبار
والملل إلا ان هذه الرواية من نوع آخر اتذكر أننى قرأتها
قبل أن أدرسها وأثناء دراستى وحتى بعد ان درستها مرات كثيرة
من شدة إستمتاعى بتفاصيلها وروعة السرد القصصى والرومانسية والإثارة
التى تكتنف تفاصيلها ما يعيبها فقط هو انها تعطى مفهوما واحداثاتاريخية
مغلوطة لا علاقة لها بالواقع وهو ما تجلى عندما تم تجسيدها فى شكل درامى
معتمدا على السرد التاريخى للرواية مما اسفر فى النهاية عن فيلم مشوه تاريخيا
Profile Image for Roaa Al-t.
33 reviews41 followers
September 8, 2012
رواية تاريخية اسلامية رائعة ...هذه تجربتي الاولى لهذاالنوع من الرويات
لا استطيع تلخيص ما ورد فيها لكثرة الاحداث وتداخلها وتشابه الاسماء وتقاربها ...
لكن الهدف الواضح من الرواية هو الحث على الجهد واعلاء كلمة الاسلام في ارجاء المعمورة ...وجعله هو الهدف الاسمى الذي يجب على الانسان ان يحيد عنه وجعله فوق كل شي في حياتنا
تكثر القيم التي تندر في حياتنا الحالية كالكرامة والمروءة والهامة والصبر والعفة ..الخ
ببساطة احببتها :)
Profile Image for Raghda Elwakil.
145 reviews33 followers
March 11, 2015
رواية تاريخية أسلوبها رائع في سرد الأحداث.. ^^

مسلية.. استمتعت بقراءتها كتيير.. :)
Profile Image for rafea shams.
38 reviews5 followers
May 2, 2023
صن نفسك يا سلطان فقد سبقتك إلي الجنة ولا تقل واحبيبتاه بل قول واسلاماه
Profile Image for Sulaiman ALR.
12 reviews3 followers
October 2, 2010
قد تكون هذه القصة هي أول قصة أقرأها، كنت صغيراً حين عثرت على نسخة تمزقت منها صفحاتها الأولى بيد أن ذلك لم يمنعني من قراءة القصة كاملة

و أتذكر جيداً أنني تفاعلت مع أحداثها كأنني جزء منها، و كم حزنت على بيبرس و ربما ترقرقت عيناي بالدمع و أنا أكتشف و إياه أن قطز كان يريد أن يجعله خليفته

و كم تأثرت عندما اكتشف قطز أن الفارس الملثم ما هو إلا زوجته جلنار

يا لها من قصة رائعة جعلتني أعيش تلك الفترة الزمنية الغابرة، و جعلتني أتساءل هل يمكن أن يعيد التاريخ نفسه؟
Profile Image for محمد قرط الجزمي.
Author 24 books298 followers
January 7, 2013
قرأتها أيام الدراسة في المرحلة الثانوية
حيث كل ما هو مقرر بغيض

لكن هذه الرواية لم أشعر أنها بغيضة أبدا
بل لقد استمتعت بها إلى حد كبير
Profile Image for Ahmad Ashraf.
91 reviews8 followers
November 9, 2017
قد تنزل بالمرء مصيبتان فيضيق بصغراهما وتشغله عن كبراهما حتى يظن أنه قد سلاها، فما هي إلا أن تنقشع الصغرى، فإذا الكبرى تعود من جديد فتطبق على قلبه ..!
" قال السلطان جلال الدين ذات ليلة للأمير ممدود ابن عمه وزوج أخته ، وكان يلاعبه الشطرنج في قصره بغزنة : "غفر الله لأبي وسامحه ! ما كان أغناه عن التحرش بهذه القبائل التترية المتوحشة ، إذن لبقيت تائهة في جبال الصين وقفارها ، ولظل بيننا وبينهم سد منيع " .

بكل صراحة رغم مرور الزمن و فوات عقد كامل علي قرائتي لهذة الرواية الإسلامية بديعة الحبكة و المغزي التي لو نوقشت من جميع الإطر سوف تتميز بها جميعا دون أي وجه من تقصير أو ذلل فإن شهادتي النقدية لا تعدو كونها مجروحة في إبداع الكاتب الإندونيسي باكثير في "واإسلاماه" رواية ترصد حقبة مهمة من التاريخ الإسلامي و هي إبان غزو التتار للعالم العربي و الإسلامي الذي كان يواجه حرب ضروس من المغول و الصليبيين في وقت واحد و بكل صلف و غرور من كلاهما.
يرصد الكتاب أحداث إرهاصات ميلاد قطز و جلنار بطلا الرواية مرورا بتنقلات عدة من نعومة أظافر الملوك الصغار في قصرهم في غزنة و السقوط و ويلات الحرب و الرق حتي يصلا إلي مصر و تبدأ مشكلات التتار و غزوهم لبغداد و إهراق دماء المسلمين و حتي تنتهي بنا لنصر الجيش المصري في موقعة عين جالوت و مجهودات قطز في توحيد المسلمين لصد غزو الوحش الشرقي المغولي .
و تتناول القصة ذكاء قطز و حنكته في المعارك الحربية و كيف أثرت علي إنتصار المسلمين علي المغول كما تدور الرواية في إطار سياق أخر هو إطار إجتماعي لعلاقة عاطفية شاعرية و رائقة بين قطز و جلنار تنتهي بالنصر في المعارك الحربية و لم الشمل علي المستوي الشخصي لهما رواية مكتملة الأركان و قد كانت بواكير ما قرأت للكاتب الرائع جدا باكثير و أثرت فيا بشكل كبير أنصح بها بشدة و أتمني أن تكون ما زالت تدرس كمقرر دراسي ضمن مادة اللغة العربية في المرحلة المتوسطة بمصر كما كانت تدرس من قبل و عذرا للإطالة.
Profile Image for Mohamed.
914 reviews908 followers
February 22, 2015
واسلاماه تلك القصة التي قراتها اول مرة عندما كنت فى السابعة من عمري عندما كانت احدي الكتب التي كنت اجدها ضمن كتب عديدة لاختي طالبة الثانوية العامة فى ذلك الوقت
هذه القصة التي سرقت قلبي وخلبت لبي لجهاد ومحمود وجهاد المسلمين ضد المغول حتي انني اعتقد انني قراتها كثيراٌ حتي ما زالت بعد سنوات طويلة احفظ اماكن الكلمات والصفحات
الاحداث ما زالت تدور بخيالي الان وانا اكتب الان
صحيح ان هناك بعض الأخطاء التاريخية الا ان الرواية لم تفقد متعتها خصوصاٌ انها من النوادر التي لا تجد فيها التحريف الجارف للتاريخ فى المناهج المصرية
Profile Image for Asmaa Elwany.
262 reviews67 followers
February 15, 2015
الروايه اثرت فيا اكتر من الفيلم بكتير اصلا لما قرأت الروايه لقيت ان الروايه ملهاش علاقة بالفيلم ,
من اكتر اللحظات المؤثره اللحظه اللى بتموت فيها جهاد افتكر لمادرسنا الروايه دى واحنا فى ثانوى والمدرس بيشرحلنا الجزء ده الدموع كانت فى عيونا كلنا حتى هو ,وبرضه لما بيبرس بيقتل محمود بيصعب عليا محمود اوى لانى بحس انه عانى فى حياته اوى حبيبته ماتت وبعد كده هو اتقتل على ايد صاحبه وبيصعب عليا بيبرس كمان لانى حسيت انه ظلم نفسه اوى لما قتل صاحبه على شىء فى نظرى تافه جدا وهو الحكم
Displaying 1 - 30 of 496 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.