عود أعلام سماهيج إلى الحياة مرة أخرى بعد أكثر من 400 سنة على وفاتهم وتتجلى آثارهم العلمية الكبيرة في كتاب (تراجم أعلام سماهيج) عبّر عن كبار العلماء والفقهاء والأدباء من معاصريهم بالعلماء والفقهاء والفضلاء والأدباء وشهدت على ذلك مخطوطاتهم الموثقة في مكتبات مدينة قم والنجف ،والإجازات التي منحت من فقهاء زمانهم، وما خطته أيديهم المباركة من الكتب والمصنفات في رواية الحديث والتأليف والمصنفات والشروح في الفقة والتاريخ والنحو والأدب وتملك الكتب والمكتبات ووقفيات الكتب وما امتهنوه من مهن في مجالات القضاء و النسخ والترجمة.
يرجع أصل الأعلام الى قرى ومناطق مختلفة من البحرين حيث كان يسود نمط الهجرات الداخلية بسبب الظروف العلمية مثل التنقلات بين القرى والجزر لوجود الاستاذ في قريته وللظروف السياسية التي ألجأت الكثير منهم إلى الهجرة داخلياً وخارجياً ومن بين القرى التي يرجع لها الأعلام؛ جدحفص، عراد،سلماباد،النعيم،الحورة،الماحوز،أبوصيبع ؛ إلا انهم اجتمعوا لاحقاً في سماهيج فباتوا يعرفون 《بالسماهيجي》.
ترك لنا 《الأعلام》 الثراث العلمي الكبير والغزير لكن اجسادهم دفنت بعيداً عن الأرض التي سقوها بالعلم والعمل الصالح وغابت عن أهلها تواريخ وأماكن وفاتهم فمنهم من اتجه للمدن الايرانية او العراقية او مناطق القطيف والاحساء او بلاد الهند.
ويقدم الكتاب الصادر مؤخراً للكاتب والباحث الاستاذ جعفر يتيم والأستاذ أسامة الفرج ترجمة لأعلام سماهيج المعروفة حالياً (جزيرة المحرق)التي كانت تعرف ب (سماهيج التاريخية) وليست المحرق كما تسمى الآن.
واعتمد الكتاب على أكثر من 60 مصدراً متنوعاً من مخطوطات ووثائق وأكثر من 50 كتاباً ومجلة وأبحاث ومواقع إلكترونية عربية وأجنبية تؤكد على وجود الأعلام ودورهم العلمي والعملي في البحرين.
وتشهد قرية سماهيج اليوم على آثارهم عبر مقبرة سماهيج التاريخيةوالتي تعتبر من اقدم المقابر الإسلامية في جزيرة المحرق وتتوسط القرية وتحتوي على 《مسجد الشيخ مالك》و《مقبرة العبيد الصلاح》.
يشكل الكتاب أضافة مهمة للتراث العلمي الكبير للأعلام من الفقهاء والعلماء والقضاة والنّساخ والمترجمين الذين لم يتركوا العلم ولم يستسلموا الى الظروف السياسية وظل العلم رفيق الغربة وأنيس الوحدة