أسامة أنور عكاشة أحد أهم المؤلفين و كتابي السيناريو في الدراما المصرية و العربية و تعتبر اعماله التلفزيونية الأهم و الأكثر متابعة في مصر و العالم العربي . كان يكتب أسبوعياً مقالاً في جريدة الأهرام المصرية أكبر الصحف تأثيرا الصادرة في القاهرة وأكثرها مبيعا، وإشتهر كونه كاتب بعض أكثر المسلسلات في مصر والشرق الأوسط شعبية في التلفزيون المصري مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع. يعرف عن أسامة أنور عكاشة عشقه الشديد لمدينة الأسكندرية المصرية الساحلية رغم أنه لم يولد بها
في ختام هذه السنة ديسمبر الحانية كالمعتاد منها دائماً تعطر قائمة العام بالمسك وهذه المرة النفحة جاءت من قبل صديق عزيز رشح النوفيلا هذه لاسامة انور عكاشة الذي يعرفه معظمنا من اعماله العظيمة في الدراما التلفزيونية
هذه أول مرة اقرأ فيها لعكاشة لكن المرء يألف حرفه بسهولة أحسست بدماثة خلقه من مقدمته المتواضعة الرقيقة لينتقل بعدها ويقدم قصته بلغة راقية وحبكة مدروسة فيها ثغرات من صنع الكاتب نفسه لينفث الشك من خلالها ويشعل فتيل الإثارة ليغدو التشويق الرفيق الدائم للقارئ من الفصل الاول للأخير
قصتنا حول صديقا طفولة يلتقيان بعد غياب 30 سنة ليبدأ بعدها رحلة يعيشان فيها احلامهما الصيبيانية التي شاء القدر و وفر لهما سبل تحقيقها لكن هل ما يمران به هي الحقيقة الخالصة ام ان هناك واقعاً مغايراً اخر
كان بالإمكان استثمار القصة واطالتها وتعميقها اكثر لكنه اكتفى بالقليل
اعشق القراءة للكاتب اسامة انور عكاشة لانه يميل للغوص في اعماق النفس البشرية لسبر اسرارها، ويبرع في ذلك لانه درس علم النفس واشتغل به قبل ان يتحول للكتابة.
يقولولون اننا ندخل عالم الكتب بشيء يشبه الحادث. تقرأ كتاب وتتغير حياتك تماماً. عند قراءة هذا الكتاب لا يعود العالم كما هو، وتصاب بلعنة/نقمة القراءة الى الابد. وهذا ما حصل لي مع اسامة انور عكاشة في روايته (منخفض الهند الموسمي) رواية غيرت تفكيري ووجهة نظري. عرفتني على اسباب تغير المجتمع وانحطاطه. عرفتني ان كل شخص يعاني مشاكله الخاصة، جنة مجنون... رواية لها ابعادها النفسية. يا ترى من هو المجنون؟ ومن هو العاقل؟ بالرغم من قلة الاشخاص فيها، الا انني لم امل منها واكملتها في جلستين في يوم واحد. رحمة الله عليك يا استاذ اسامة، شكراً لك لانك تساعدني في فهم النفس البشرية وما تخفيه من اسرار.
بداية يمكنني ان اطلق على العمل نوفيلّا وليس رواية وذلك لمحدودية الأشخاص والزمان والمكان وعدد صفحات العمل واذ لم يكتب اسامة انور عكاشة من الأدب المقروء سوى رواية وهج الصيف لكفاه - مشكلة الكاتب الدرامي الكبير الراحل انه لم يقرأ لمعاصريه ولا لأحد من الجيل الذي يليه قاموس المفردات قد تكرر في نفس الراوية اكثر من مرة ومنها الفاظ عفا عنها الزمن "ينبس ببنت شفة" دوما يبهرني الكاتب بثقافته المطلقة واطلاعه على علوم الغيبيات والتخاطر عن بعد وتحليله السياسي للأحداث التاريخية والمؤامرات والدسائس التي كانت تدار وتحاك في الخفاء للقوى الثورية الصاعدة كنت انتظر من عم اسامة الله يرحمه في هذه الراوية ابهار اكثر من ذلك سامحني يا كبير .. ثلاث نجوم فقط للرواية .. و100 نجمة لحبي لك وتقديري لتاريخك ونضالك وادبك المرئي
أسامة أنور عكاشة ذاك الاديب الكبير الرائع الذي أورث للدراما كنوزا سادت على كل الاعمال المهلهلة التي مزعت الدراما التليفزيونية بابتذالها - اللهم الا قليل - و التي يملها الشاهد و لا يمل لأسامة أيا من أعماله و هو صاحب الاجزاء الخمسة. سامحك الله يا أسامه لقد انتزعت نفوسنا بقوة في جنة مجنون و نحن طامروها عميقا لئلا تتكشف و يتكشف معها احلامنا العصية و وزعتها على صفحات تلك الرواية البديعة .. لتوهمنا في البدايات بجنون الاخر كما يحلو لنا خداع انفسنا ثم تفجعنا بجلاء حقيقتنا التي نخفي رحمك الله ... امين .... و ابدلك جنة اديب خلق لنا في الدنيا جنان وفيرة
وأجمل شيء في الرواية إني كنت مستني الجزء الفيروزي يظهر.. لكن الجزء اتأخر وقلت يمكن مفيش في الرواية دي. لكن عم أسامة مانسيش ومخذلنيش والفصل الفيروزي في الرواية كان هو آخر فصل وبالظبط في الصفحة قبل الأخيرة :))