What do you think?
Rate this book


368 pages, Paperback
First published October 8, 2019
“والشيء الوحيد المُؤكَّد اخر أعمال الكاتب المبدع الذي غاب عنا منذ أيام قلائل و أنا أقرأ هذه الرواية بالصدفة البحتة. تكرر هذا معي و أنا أقرأ أول أعمال ميلان كونديرا المزحة و ان كان موته قد حدث بعد أن أنهيتها ببضعة أيام.
أن الولايات المُتَّحدة سوف تستمرّ في اتّخاذ القرار في كل شيء نيابةً عنا. ولكن ربما كان البديل أسوأ. أقصد لو صارت موسكو هي التي ترتِّب حياتنا بدلاً من واشنطن. ولكننا متى تحقَّقَت لنا الحرية بات أداؤنا أشدّ سوءًا حتى ليبدو وكأن استمرارنا في نير العبودية أهون الشرور.”


" إن القرن العشرين سوف يكون هو القرن لذى تتجلى فيه الدعاية بوصفها أداة سياسية من أدوات السلطة و التلاعب بالرأى العام فى المجتمعات الديمقراطية و الاستبدادية على حد سواء ."




"لا بد أن سنوات المنفى تلك كانت مروعة له ولعائلته". أينما ذهب ، ألقى اليسار والشيوعيون باللوم عليه لكونه جبانًا ، فبدلاً من القتال استقال وخرج. حتى أن فيدل كاسترو كان سعيدًا بإهانته شخصيًا ، في خطاب ، لأنه لم يقاوم كاستيلو أرماس ، والذهاب إلى الجبال لتشكيل رجال حرب العصابات. هذا هو ، لأنه لم يقتل. "
"فليذهبوا إلى السجن! وإن لم تجدوا عددًا كافيًا من الشيوعيين، فاصنعوهم، اختلقوهم، ابتغاءً لمرضاة أولئك الأجلاف المُتزمِّتين. "
"مضى يكرِّر بين الحين والآخر كيف يمكن لحكومتي خوان خوسيه أريبالو وخاكوبو أربينس غوسمان، بإصرارهما على وضع نهاية الإقطاعية في غواتيمالا وتحويل البلد إلى ديمقراطية ليبرالية رأسمالية، أن تثيرا مثل هذه الهيستيريا في الولايات المتحدة ويونايتد فروت؟ له أن يتفهَّم السخط الذي اندلع بين أصحاب المزارع الغواتيماليين، لأنهم مُجمَّدون في عصور ماضية. وطبعًا، له أن يتفهَّم موقف شركة «فروتيرا»، تلك التي لم يسبق لها سداد الضرائب قطّ. ولكن، ماذا عن واشنطن! أتلك هي الديمقراطية التي يريدها الغرينغو لأمريكا اللاتينية؟ أتلك هي الديمقراطية التي بشَّر بها روزفلت في خطاباته عن «حسن الجوار» بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية؟ ديكتاتورية عسكرية في خدمة ثلة من الإقطاعيين الجشعين العنصريين وشركة أمريكية كبرى؟ أمن أجل هذا قصفَت طائرات «السلفات» مدينة غواتيمالا، وقتلَت وجرحَت العشرات من الأبرياء؟ "
"ولكن، يُرجَّح أنه خرج من ذلك الوضع ببعض الاستنتاجات التي أدَّت إلى وضع مأساوي في كوبا، ومن بينها: أن الثورة الحقيقية لا بدّ لها من تصفية الجيش كي تعزِّز قوتها، الأمر الذي لا شكّ أنه يفسِّر إعدام العسكريين الجماعي رميًا بالرصاص في حصن لاكابانيا، تحت إشراف إرنستو جيفارا شخصيًّا. ومن هنا أيضًا ظهرَت تلك الفكرة المنادية بضرورة تحالف كوبا الثورية والاتحاد السوفييتي، وتبنِّي الشيوعية، إن شاءت جزيرة كوبا التحصّن من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والمقاطعة والاعتداءات المحتملة. ربما تغيَّر تاريخ كوبا لو وافقَت الولايات المتحدة على تحديث غواتيمالا وإقامة النظام الديمقراطي فيها"...
أتعرف النتيجة التي خلَصتُ إليها من كل ما جرى وما يجري لهذا البلد؟ خلصت إلى فكرة رديئة جداً عن الإنسان : إذ يبدو وكأن في جوف كل فرد منا وحشاً يترقب اللحظة المناسبة حتى يخرج إلى النور ويؤذي الآخرين.
من أين بدأت الحكاية، وكيف انتهت؟ هى لم تنته فهى حكاية الأزمان العصيبة فى كل بقاع العالم" المُنقاد" عالم الدول التى يتحكم بها "الغرينغو" و "الحُمر" ، الأمريكان والروس. فقط من يتخيل أنه يدير اللعبة هو ديكتاتور "مصنوع" ارتقى لمنصبه بصناعة أولئك أو هؤلاء.
خيوط كثيرة بألوان مختلفة يغزلها هذا الروائي الأسطورى"ماريو بارغاس يوسا" ولا تتعقد منه أبداً ، فهى تنساب ثم تُعقَد فى النهاية بعقدة واحدة "مقصودة" تتشابك عندها الخيوط فى الرواية كما تتشابك فى الحقيقة مصائر الأبطال والبلدان وأباطرة منطقة الكاريبى وأمريكا اللاتينية، هذه الرواية نسخة مصغرة من حفلة التيس، ظهر فيها أسلوب يوسا وسرده المتنوع وتمكنه المذهل، ربما لم يحظ عُمق الشخصيات هنا كما فى أختها الكبرى"حفلة التيس"، بإستثناء جونى أبيس جارسيا، الذى ظهر منه جانب آخر أتقن فيه يوسا كما أتقنه فى حفلة التيس.
ربما اختلط الخيال بالواقع الذى قد حدث، وقد تكون الأكاذيب استقرت فى ثغرات الواقع الناقصة ، إذ لم يُقَص كل شيئ بصورة كاملة، وهذا الخليط العجيب هو ما يجيده يوسا دائماً ببراعة وسهولة.