"تقول الرواية أحيانًا ما لا يقله التاريخ". رواية ( فتنة العروش) أول سرد أدبي يميط اللثام عن أحداث تاريخية كثيرة في حياة ملوك النباهنة بشكل عام ويضيء سيرة الملك الشاعر سليمان بن سليمان النبهاني بشكل خاص.
التاريخ عشق والمتواري فضول وكي نصل لقصص الماضي لا بد لنا من قاص يشجي الحدث بتلك اللغة التي نفتقدها ونحتاج إلى أن نرتوي بها والحديث عن عن فتنة العروش فتنة وسحر بحد ذاته. الرواية التاريخية الخاصة هي جرأة بحد ذاتها فعندما يقرر الرواي أن يمضي بها فهو أمام تحد عال لسور القبول ومشقة الحواجز التي صنفها الجمهور . في رواية العروش خوض جميل لتاريخ عُمان بلغة شجية واسلوب رشيق ،تذكرني اللغة بلغة شهريار وكتاب الف ليلة ولية ،نغم سردي رائع وتواتر روائي مقنع يجعلنا نرفع القبعة لهكذا حكاية ... رواية جميلة وكاتبة من طراز خاص
قراءة جزء من التاريخ النبهاني مكتوباً بيد زوينة ألقت فيه الضوء على جوانب غفلنا عنها في حياة السلطان سليمان بن سليمان بكلماتٍ أخّاذة أعجزُ فيها عن وصفِ الحذِق الروائي للكاتبة العُمانية.
الأدبُ التاريخيّ ساحِر! مبهورة أمام هذا العمل! كنتُ أمرّ بفتور قراءة ولا أكاد أنهي أيّ كتاب إلّا بعد شهر من بدء قِراءته، لم أشعر بالوقت أثناء قِراءتي لهذه الرواية، سلاسة الطرح وخِفّته إلى جانب التشويق في السرد أبهرني بكل ما تعنيه الكلمة، أجزم أنّه أشعل فضولي أمام التاريخ مرة أخرى بعد فقدان شغف الاهتمام بهSparkles.الشخصية الرئيسية في هذا الكتاب هيّ شخصية الملك النبهاني سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني، آخر ملوك النباهنة الأوائل، أوّل ما عرفته عن هذا الملك كان قصديته التي يمتدح فيها نفسه في منهج الصف الثامن، أذكر امتعاضنا عن قراءة وتفسير هذه القصيدة التي كانت أشبه بتضييع الوقت - كما كنّا نعتقد - وذكرت المعلّمة عن الحادثة التي اشتهر بها الملك، التي تحكي تعدّيه على امرأة كانت تغتسل في الفلج، وسرى في داخلي : لماذا لا يُذكر المرء بشيمه وصفاته الحميدة؟ أيُعقل أن يُذكر ملكٌ بحادثةٍ كهذه؟ كل ما نعرفه عن حقبة النباهنة أنّها استمرت لخمسة قرون، وما أذكر أنّي قرأته في الموسوعة العُمانية ذكرُ حقبتهم على أنّها حقبة جبابرة وظُلّام، أيعقل أن يستمر حكم ظالمٍ لخمسة قرون؟ بغضّ النظر عن كونها حقب منفصلة؟ على ما أعتقد قِلّة المراجع التاريخية وهو أوّل ما ذكرته الكاتبة هو أحد أسباب تشوش نظرتنا الحاضرة عن ما حدث حقاً في الماضي، وهُنا تأتي عبقريّة الكاتبِ في تصوّر تلك الأزمنة وخلق قصصٍ يكادُ يجزم قارئها أنّها حدثت بالفعل، حقيقةً لا أعلى إلى أيّ مدى يلتزم كاتبُ الأدبِ التاريخيّ بالحقيقة التاريخية المُتاحة له من المراجع التاريخيّة والحكم هُنا هم أهل التاريخِ أنفسهم. من قراءاتي المتواضعة جداً للتاريخ العُمانيّ وجدت في هذه الرواية جانبٌ مختلف وقراءة مختلفة لحقبة النباهنة، وكما قال مازن في نهاية الكتاب " للتاريخِ فتنته وأسراره، إنّها شلّال نورٍ هطل على روحي، أخرجتني من حالةِ الكآبة، انغمستُ في القِراءة، ونسيتُ جلّ أوجاعي، قرأتُها دُفعة واحدة بعمق، كأنني لم أقرأ التاريخ من قبل" وحال مازن شبيه بحالي بعد إنهائي قراءة الكتاب، كم أتحرق شوقاً لنقاش هذه الرواية مع الكاتِبة! نسيتُ أن أذكر أنّ وصف الأماكن كان كفيل لخلق سيناريوهات دقيقة في عقلي!
هل تعرف شيئًا عن ملوك النباهة الذين حكموا عُمان؟ 🤔 (٥٤٩هـ- ١١٥٤م ٩٠٦ هـ - ١٥٠٠م ) أعتقد أن هذه الرواية التاريخية تُعتبر مناسبة عن معرفة شيئا من تلك الحقبة تحكي عن عصر الملك سليمان بن سليمان النبهاني بأسلوب ممتع ومشوق الملك الشاعر العاشق، والحازم الذي حارب لأجل بقاء عرشه وعرش عائلته. عن فتنة العروش بدءًا من محاولة أخيه لانتزاع الحكم منه، ثم ابن أخيه الذي قتله من غير قصد. عن البيت العُميري وهو قصر النباهنة في (العتيك)، وعن الرعية التي تاقت لحكم الملك سليمان الذي انتزعُهُ منه الإمام بمعاونة من النجديين! عن الحروب بينه وبين الإمامة والنجديين في داخل عمان 🤔 وعن تحالفه ومصاهرته لملوك هرمز أحداث الرواية حصلت في داخل عمان حيث عاصمة النباهنة (بهلا- نزوى-…) -يتضح أن الرواية في كثير منها خيالية . . شكرا على هذا الإبداع زوينة الكلباني 🥹🤍📚
يتناول هذا العمل الأدبي سيرة الملك العُماني سُليمان بن سُليمان بن المظفر النبهاني، الشاعر المُرهف الحس، والقائد الهُمام، صاحب الهمة المتقدة والشرف العالي، وما تخللتهُ حياته من ومضاتِ السعادة والفرح والحزن والكمد، وما يُظهرهُ لهُ محبيه من معاني المحبة والتبجيل، وما يُضمرهُ غرمائه من معاني الحقد والدناءة والخِسة.. .. "لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ .. فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ.. مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ"
أتمّثَّلُ هاهُنا قول الشاعر أبي البقاء الرندي لأرثي سيرة ملكٍ لم تشأ الأقدار لهُ أن يهنئ يومًا على عرش العتيك بدون منغصاتٍ ومؤمرات من أقرب الناس إليه، وممن سموا أنفسهم أهل الحل والعقد ليُطيحوا بمُلك النباهنة القائم على الوراثة، عادّين إياهُ مُلكًا ظالمًا جائرًا، ومطالبتهم بحكم الأئمة القائم على من يرونهُ صالحًا للحُكم، غافلين عن الكثير من مقومات القيادة كالحكمة والشجاعة وحُسن التصرف والعدل بين الرعية.. .. الرأي الشخصي: حين تُمسكُ "زوينة الكلبانية" بخصر القلم الدقيق نافضةً الغُبار عن تلك الطروس التاريخية القديمة فإنها لا تُعيد تسجيل الأحداث مرةً أخرى فقط بل تُثير فينا الحنين لذلك الزمن بأيامهِ القشيبة بأفراحها وأتراحها وسنواتها الممتدة الضاربة في عُمق الزمن، والموسومة بمِدادٍ ذهبي على جبينِ التاريخ، فالحقيقة كما تقول الكاتبة مُنعتقةٌ من سجنِ الزمن، ومهما أراد الأعداء طمس الحقيقة فإنها ستبينُ لا محالة أمام الأحداقِ المتعطشة للتنقيبِ عنها بين الأنقاض المتراكمة..
رواية تاريخية لطيفة وجميلة مكتوبة بلغة سهلة تركز على ترميز البطل وهو السلطان سليمان النبهاني السلطان الشاعر والمشهور في التاريخ العماني وهنا لابد من ملحوظة مهمة ومعروفة وهي ان الروائي في الرواية التاريخية له الحرية الكاملة بعدم الالتزام بالأحداث التاريخية وإضافة شخصيات جديدة لاستكمال الحبكة الروائية بل وتغيير الأحداث لانه ليس كتابا تاريخيا وانما هو عمل إبداعي والخطأ يأتي من القارئ اذا ااستقى المعلومات التاريخية من الرواية
روايةً رصينة، كتبت بلغة عربية قوية صافية، تداخل فيها التاريخ مع الخيال، نقلتنا الدكتورة زوينة إلى حقبة من تاريخ عمان، من خلال سيرة الملك سليمان بن سليمان المظفر ملك النباهنة، آخر ملوك النباهنة في فترة شهدت كثير من الصراعات في عمان