What do you think?
Rate this book
البحث عن وليد مسعود
يقدم جبرا ابراهيم جبرا من خلال هذا العمل وليد مسعود الفلسطينى الجنسية المثقف المثقل بالأسئلة الفلسفية و الذى حقق نجاحات اجتماعية و مادية لم تكن كافية لإخماد نار السؤال الاكبر : سؤال الوطن
382 pages, Paperback
First published January 1, 1978
160 people are currently reading
4017 people want to read
About the author
جبرا إبراهيم جبرا
70 books1,049 followersجبرا إبراهيم جبرا هو مؤلف و رسام، و ناقد تشكيلي، فلسطيني من السريان الأرثوذكس الاصل ولد في بيت لحم في عهد الانتداب البريطاني وتوفي سنة 1994 ودفن في بغداد انتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمترجمه الماديه ، و قد ترجم عمله إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة. وكلمة جبرا آرامية الاصل تعني القوة والشدة درس في القدس وانكلترا وأمريكا ثم تنقل للعمل في جامعات العراق لتدريس الأدب الإنجليزي وهناك حيث تعرف عن قرب على النخبة المثقفة وعقد علاقات متينة مع أهم الوجوه الأدبية مثل السياب والبياتي. يعتبر جبرا من أكثر الأدباء العرب إنتاجا وتنوعا اذ عالج الرواية والشعر والنقد وخاصة الترجمة كما خدم الأدب كاداري في مؤسسات النشر. عرف في بعض الأوساط الفلسطينية بكنية "أبي سدير" التي استغلها في الكثير من مقالاته سواء بالانجليزية أو بالعربية.
قدم جبرا إبراهيم جبرا للقارئ العربي أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية «الصخب و العنف» التي نال عنها الكاتب الأميركي وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب. ولا يقل أهمية عن ترجمة هذه الرواية ذلك التقديم الهام لها، ولولا هذا التقديم لوجد قراء العربية صعوبة كبيرة في فهمها.
أعمال جبرا إبراهيم جبرا الروائية يمكن أن تقدم صورة قوية الإيحاء للتعبير عن عمق ولوجه مأساة شعبه، وإن على طريقته التي لا ترى مثلباً ولا نقيصة في تقديم رؤية تنطلق من حدقتي مثقف، مرهف وواع وقادر على فهم روح شعبه بحق. لكنه في الوقت ذاته قادر على فهم العالم المحيط به، وفهم كيفيات نظره إلى الحياة والتطورات.
قدم جبرا إبراهيم جبرا للقارئ العربي أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية «الصخب و العنف» التي نال عنها الكاتب الأميركي وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب. ولا يقل أهمية عن ترجمة هذه الرواية ذلك التقديم الهام لها، ولولا هذا التقديم لوجد قراء العربية صعوبة كبيرة في فهمها.
أعمال جبرا إبراهيم جبرا الروائية يمكن أن تقدم صورة قوية الإيحاء للتعبير عن عمق ولوجه مأساة شعبه، وإن على طريقته التي لا ترى مثلباً ولا نقيصة في تقديم رؤية تنطلق من حدقتي مثقف، مرهف وواع وقادر على فهم روح شعبه بحق. لكنه في الوقت ذاته قادر على فهم العالم المحيط به، وفهم كيفيات نظره إلى الحياة والتطورات.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 271 reviews
November 19, 2025
لا شك ان جبرا ابراهيم الجبرا عبقرى متعدد المجالات فقد برع فى النقد الأدبى و الترجمة الأدبية و الفلسفية و أدب الأطفال كما أن له عدة دواوين شعرية و روايات أبرزها تلك الرواية و روايته عالم بلا خرائط التى كتبها مع عبدالرحمن منيف كتجربة جديدة و غريبة على الثقافة العربية.
ما سأكتبه هنا ليس مراجعة للرواية بقدر ما هى ملاحظات عابرة ربما ستترجم يوما إلى مراجعة و ربما ستؤدى إلى قراءة الرواية مرة أخرى و ربما سيطويها النسيان.
جبرا الجبرا نفسه من عائلة مسعود فى بيت لحم و هى عائلة مسيحية سريانية معروفة تماما كبطل الرواية
اختار العراق موطنا بعد احتلال فلسطين عام 48 تماما كبطل الرواية
اختلط بالمثقفين فى العراق و اثر فيهم و تأثر بهم تماما كبطل الرواية
هل هى سيرة ذاتية للمؤلف. ربما نعم و ربما لا
الأحداث ليست جديدة تماما على من حيث تعدد زوايا الحكى بحسب الفصول المختلفة و كأنك تجمع قطعا من البازل من كل شخصية تحكى عن وليد مسعود فلو كنت قرأت أفراح القبة أو العائش فى الحقيقة أو الرجل الذى فقد ظله فستجد الفكرة التى هى غربية فى الأساس منفذة بحرفية أكثر و بدون تشتيت أو ملل خاصة فى رواية فتحي غانم التي صدرت قبلها بعقدين من الزمان تقريبا
البيئة التى صورها الكاتب تكاد تكون مشوشة تماما و كأنك تشاهد ثقافة أوروبية خالصة حيث الخمر فى يد الجميع و النساء يتناوبهن الرجال بالحب و الجنس و الزواج بصورة مبالغ فيها جدا فوليد مسعود مثلا نام مع جميع النساء فى الرواية عدا هالة زوجة د جواد التى ربما استحى الكاتب أن يضمها لمغامرات وليد كونها زوجة الرواى الرئيسى للأحداث
انتابنى الملل أحيانا سيما فى البداية المبكرة للأحداث و الإنشائية فى أجزاء متفرقة من الرواية الا أن أغلب الأحداث فيما عدا ذلك متسارعة متصارعة و بها من التشويق و العذوبة الكثير
مفردات المؤلف و ثقافته راقيتان جدا و بهنا من التنوع الكثير و من العذوبة و الإحساس ما يليق بأديب شاعر الا أن الفلسفة جاءت مشتتة مبعثرة لم أفهمها حتى لحظة كتابة هذه السطور
البعد النضالى فى حياة البطل و البعد التاريخى لم يكونا بالعمق الكافى مقارنة بالبعد الإجتماعى و العاطفى سيما الجنسى منه
صورت الرواية المثقف العربى فى اغترابه عن مجتمعه و عن ثقافته العربية مع ادعاءه انه هو حامى حماها و هو فى الوقت نفسه منفصل عنها تماما مستغرقا فى اغترابه و منغمسا فى حياة اللذه الغربية بكل ما فيها من شذوذ عن واقعنا العربى و بذلك يخلق حواجز عديده بينه و بين جماهيره و يتعال عليهم بثقافته و يدعى انه يمتلك الحقيقة فيما هو ممزق من الداخل و ربما يستغرق رحلة حياته كله باحثا عن ذاته قبل أن يقود مجتمعه للأحسن
طلق وليد مسعود هذا العالم بالثلاثة و هو الحالم منذ نعومة أظفاره بتغيير العالم إلا أنه وقع فى فخ الحياة و الملذات و جمع المال حتى لحظة استشهاد ابنه محاولا استرداد الكرامة العربية و استعادة الأرض قبل أن تضيع إلى الأبد مما جعل الأب يفيق مما علق به من حب الحياة و يذهب للبحث عن المجد و البحث عن ذاته المفقوده فيما يذهب أصدقاءه جميعا للبحث عنه و عن ذواتهم التى قاربت على الإندماج فى ذات صديقهم الضائعة.
لو قرأتها دون أن أعلم بتصنيفها كثان أحسن رواية عربية و دون الهالة المحيطة بها لاستحقت أربعة نجوم عن جدارة و لكنى متردد بين النجوم الثلاث و الأربع لذا أعطيتها ثلاث نجوم بشكل مؤقت حتى حين
January 25, 2011
لا بُدّ أن تثير الملاحظة الصغيرة التي يستهلّ بها جبرا روايته منوّهاً أن الأسماء والشخوص غيرَ حقيقية وأن أي تطابقٍ غير مقصود، أقولُ لا أبدّ أن يثبرَ هذا النفي والدفعُ المسبقُ لتهمةٍ محتملةٍ لدى القارئ الفضول ليبحثَ عن أوجهِ شبهٍ مع الواقع والتاريخ، وَلا يمكنه إلا أن يشعر في دواخله أنّ نفيَ جبرا إنما يعني احتماليةً كبيرةً لوجودِ هذه الشخصيات على أرض الواقع، إن لم تكن مطابقةً لها فهي تحملُ شيئاً من سماتها على الأقل.
أوّلها وليد مسعود: أوجه التطابق بينه وبين جبرا نفسه مذهلة. الفلسطيني المرتحل عن أرضه إلى بلاد الرافدين، المهموم بمأساة شعبه، المثقف واسع الاطلاع. بل إنّ جبرا يذهب بعيداً ليطلق على السيرة الذاتية التي كتبها وليد مسعود في الروايةِ اسمَ "البئر"، مذكراً بعنوان سيرته الشخصية "البئر الأولى".
ولعُ جبرا بالفنون والثقافات الأجنبية واضحٌ جداً ومبثوثٌ في جوانب الرواية. ثمّة اقتباساتٌ عديدة لكتابٍ أجانب، كما أنّ شخصية وليد مسعود ذاتها تكادُ تكون نموذجاً حديثاً عن شخصية هاملت، وَهي مطابَقةٌ على أكثر من وجه. فمن جهةٍ هو الشخصية المأساوية التي تقعُ ضحية مثاليتها، ومن أخرى هو البطل الذي تفتتنُ به المرأة حدّ الجنون لتصبحَ أوفيليا ثانية. وفي مراجعةٍ سريعةٍ للجزء الثاني من سيرة جبرا "شارع الأميرات"، أجده يخصص فصلاً بعنوان "أنا وهاملت وأوفيليا"، متحدثاً فيه عن تعرفه على هذه الشخصية الشكسبيرية وَعن لقائه بـ "أوفيليا"هُ خلال دراسته في كامبردج. هنا يكرر جبرا هذا الثالوث المقدّس "جبرا وَوليد وَهاملت".
رغم المدح الذي كيل للرواية ولبنائها "الهندسيّ" الذي وظّف أكثرَ من راوٍ، إلا أني أجد هذا التوظيف سطحياً إلى حدٍ ما. صحيحٌ أن سيرة وليد مسعود تطُرحُ للقارئ على أكثر من لسان، لكن من الواضحِ جداً أن خلفَ هذه الألسن المتعددة راوياً أوحداً يوجّه الحَدَث وَالأفكار حدّ التطابق. الشخوص التي تتناول روايته ليست متنافرةً أو متضادة مهما حاولَ جبرا أن يوهمنا بذلك. كلها تجدُ نفسها ممثلةً عن وليد ومتطابقةً معه على نحوٍ ما، وَلا تُمنحُ رخصةُ الحكي هناإلا لمن سينحازُ بشكلٍ أو بآخر لوحدانيّة السرد. أمّا الشخصيات الأخرى التي تقفُ بصراحةٍ على النقيض ككاظم أو هشام، فهي مقصاة بعنف، وإن ادعى الراوي - متمثلاً في جواد - أنه يعيد سرد الحكاية بين كاظم و وليد بحيادٍ وتوسّط، إلا أن الانحياز لرؤية وليد واضحة جداً.
لعلّ هذا هو السبب الرئيس الذي يجعلني أمنح الرواية ثلاث نجماتٍ لا أربع. كانت خيبتي شديدةً لعلمي أن جبرا ترجمَ رائعة فوكنر "الصخب والعنف" الذي وظّف أسلوب الراوي المتعدد على أكمل وأجمل وجه، لذا لم أستطع تجاوز كبوة جبرا هذه.
السببٌ الآخر هو أنّي لم أكن مقتنعةً جداً بهذا التأليه الأسطوري لشخصية وليد، هذا الكمال المفرط فيه والذي لا يليق إلا بالمآسي الشكسبيرية. حتى في مآسي شكسبير كان البطلُ يقعُ ضحيةَ هفوةٍ ما، مثلبةٍ قاتلة في شخصِه. إلا أن المثلبة الوحيدة في وليد على ما يبدو هي كماله!
لعله ولعي الشديد بأغاثا كريستي الذي جعلني أشعر في بداية الرواية بروحها ترفرف من بعيد.. في الطريقةِ "البوارويّة" التي لمّ فيها جواد شخوصاً مختلفةً ليعرض عليهم "الدليل" أو "الأثر". وفي مقطعٍ لاحق فاجأني التطابق الشديد بين أحد المشاهد ومشهدٍ آخر في إحدى روايات أغاثا، حينَ تهمّ مريم الصفار بدخول المسجد الأقصى - إن لم تخني الذاكرة - لكن تُمنع لكونها عارية الكتفين! بحثٌ سريعٌ آخرٌ و
َ.. voila !
ها هو جبرا يعنون أحد فصوله في "شارع الأميرات" بـ"حكايتي مع أغاثا كريستي"، التي يسرد فيها لقاءه في بغداد بالكاتبة البوليسية التي قرأها مراهقاً وأعجب بأعمالها.
أشعرٌ أن في جعبتي الكثير لأقوله عن هذه الرواية. ليست سيئةً.. لا ! أعتبرها من الأعمال العربية التي تستحق الوقوف عندها وَإن لم تبلغ الكمال.
* ملاحظة على الهامش:
أجد الفصل الذي يروي فيه وليد قصة هروبه صغيراً من الدير أجمل ما في الرواية. لسببٍ لا أعرفه ذكرتني بقصص ويليام سارويان، وهي جديرةٌ بأن تنفصم عن متن الرواية لتصبحَ قصةً قصيرةً رائعة.
مجرّد رأيٍ لا أكثر :)
أوّلها وليد مسعود: أوجه التطابق بينه وبين جبرا نفسه مذهلة. الفلسطيني المرتحل عن أرضه إلى بلاد الرافدين، المهموم بمأساة شعبه، المثقف واسع الاطلاع. بل إنّ جبرا يذهب بعيداً ليطلق على السيرة الذاتية التي كتبها وليد مسعود في الروايةِ اسمَ "البئر"، مذكراً بعنوان سيرته الشخصية "البئر الأولى".
ولعُ جبرا بالفنون والثقافات الأجنبية واضحٌ جداً ومبثوثٌ في جوانب الرواية. ثمّة اقتباساتٌ عديدة لكتابٍ أجانب، كما أنّ شخصية وليد مسعود ذاتها تكادُ تكون نموذجاً حديثاً عن شخصية هاملت، وَهي مطابَقةٌ على أكثر من وجه. فمن جهةٍ هو الشخصية المأساوية التي تقعُ ضحية مثاليتها، ومن أخرى هو البطل الذي تفتتنُ به المرأة حدّ الجنون لتصبحَ أوفيليا ثانية. وفي مراجعةٍ سريعةٍ للجزء الثاني من سيرة جبرا "شارع الأميرات"، أجده يخصص فصلاً بعنوان "أنا وهاملت وأوفيليا"، متحدثاً فيه عن تعرفه على هذه الشخصية الشكسبيرية وَعن لقائه بـ "أوفيليا"هُ خلال دراسته في كامبردج. هنا يكرر جبرا هذا الثالوث المقدّس "جبرا وَوليد وَهاملت".
رغم المدح الذي كيل للرواية ولبنائها "الهندسيّ" الذي وظّف أكثرَ من راوٍ، إلا أني أجد هذا التوظيف سطحياً إلى حدٍ ما. صحيحٌ أن سيرة وليد مسعود تطُرحُ للقارئ على أكثر من لسان، لكن من الواضحِ جداً أن خلفَ هذه الألسن المتعددة راوياً أوحداً يوجّه الحَدَث وَالأفكار حدّ التطابق. الشخوص التي تتناول روايته ليست متنافرةً أو متضادة مهما حاولَ جبرا أن يوهمنا بذلك. كلها تجدُ نفسها ممثلةً عن وليد ومتطابقةً معه على نحوٍ ما، وَلا تُمنحُ رخصةُ الحكي هناإلا لمن سينحازُ بشكلٍ أو بآخر لوحدانيّة السرد. أمّا الشخصيات الأخرى التي تقفُ بصراحةٍ على النقيض ككاظم أو هشام، فهي مقصاة بعنف، وإن ادعى الراوي - متمثلاً في جواد - أنه يعيد سرد الحكاية بين كاظم و وليد بحيادٍ وتوسّط، إلا أن الانحياز لرؤية وليد واضحة جداً.
لعلّ هذا هو السبب الرئيس الذي يجعلني أمنح الرواية ثلاث نجماتٍ لا أربع. كانت خيبتي شديدةً لعلمي أن جبرا ترجمَ رائعة فوكنر "الصخب والعنف" الذي وظّف أسلوب الراوي المتعدد على أكمل وأجمل وجه، لذا لم أستطع تجاوز كبوة جبرا هذه.
السببٌ الآخر هو أنّي لم أكن مقتنعةً جداً بهذا التأليه الأسطوري لشخصية وليد، هذا الكمال المفرط فيه والذي لا يليق إلا بالمآسي الشكسبيرية. حتى في مآسي شكسبير كان البطلُ يقعُ ضحيةَ هفوةٍ ما، مثلبةٍ قاتلة في شخصِه. إلا أن المثلبة الوحيدة في وليد على ما يبدو هي كماله!
لعله ولعي الشديد بأغاثا كريستي الذي جعلني أشعر في بداية الرواية بروحها ترفرف من بعيد.. في الطريقةِ "البوارويّة" التي لمّ فيها جواد شخوصاً مختلفةً ليعرض عليهم "الدليل" أو "الأثر". وفي مقطعٍ لاحق فاجأني التطابق الشديد بين أحد المشاهد ومشهدٍ آخر في إحدى روايات أغاثا، حينَ تهمّ مريم الصفار بدخول المسجد الأقصى - إن لم تخني الذاكرة - لكن تُمنع لكونها عارية الكتفين! بحثٌ سريعٌ آخرٌ و
َ.. voila !
ها هو جبرا يعنون أحد فصوله في "شارع الأميرات" بـ"حكايتي مع أغاثا كريستي"، التي يسرد فيها لقاءه في بغداد بالكاتبة البوليسية التي قرأها مراهقاً وأعجب بأعمالها.
أشعرٌ أن في جعبتي الكثير لأقوله عن هذه الرواية. ليست سيئةً.. لا ! أعتبرها من الأعمال العربية التي تستحق الوقوف عندها وَإن لم تبلغ الكمال.
* ملاحظة على الهامش:
أجد الفصل الذي يروي فيه وليد قصة هروبه صغيراً من الدير أجمل ما في الرواية. لسببٍ لا أعرفه ذكرتني بقصص ويليام سارويان، وهي جديرةٌ بأن تنفصم عن متن الرواية لتصبحَ قصةً قصيرةً رائعة.
مجرّد رأيٍ لا أكثر :)
September 26, 2010
كفاني نكء في الجرح الفلسطيني ...
كفاني قراءة روايات تتناول هذا الالم المتجدد ..
لم أبرء بعد من جروح الطنطورية ولا طعنات الكنفاني ليأتي جبرا و يصيبني بتلك الرائعة في مقتل ...
أنها تختلف عن روائع أخرى تناولت نفس الموضوع في شيئيين ...
أولا ..ذلك الذي نتتبع سيرته ليس شخصاً عادياً حتى ليس مناضلاً عادياً بل هو مناضل بدرجة فيلسوف ...
ملء كفيه من الحياه ثم ألقى ما حملت يداه عنه دفعه واحده ...قد تكون هذه نفسية المناضل الحق ...
وثانيا : أن جبرا أختار في تلك الرواية شكل سردي فريد من نوعه ...لن تمل منها ولا أبالغ إذا قلت انها من روايات الجلسة الواحدة
مؤخراً فقدت ثقتي في الكثير من التصنيفات و الجوائز التي تعطى لأعمال أدبية أراها قليلة القيمة والعمق ...وحتى بخسة الاسلوب ...ولكن هذه الرواية أعادت لي الكثير من الثقة ...
كانت أولى تجاربي مع جبرا ولن تكون الاخيرة ...
كفاني قراءة روايات تتناول هذا الالم المتجدد ..
لم أبرء بعد من جروح الطنطورية ولا طعنات الكنفاني ليأتي جبرا و يصيبني بتلك الرائعة في مقتل ...
أنها تختلف عن روائع أخرى تناولت نفس الموضوع في شيئيين ...
أولا ..ذلك الذي نتتبع سيرته ليس شخصاً عادياً حتى ليس مناضلاً عادياً بل هو مناضل بدرجة فيلسوف ...
ملء كفيه من الحياه ثم ألقى ما حملت يداه عنه دفعه واحده ...قد تكون هذه نفسية المناضل الحق ...
وثانيا : أن جبرا أختار في تلك الرواية شكل سردي فريد من نوعه ...لن تمل منها ولا أبالغ إذا قلت انها من روايات الجلسة الواحدة
مؤخراً فقدت ثقتي في الكثير من التصنيفات و الجوائز التي تعطى لأعمال أدبية أراها قليلة القيمة والعمق ...وحتى بخسة الاسلوب ...ولكن هذه الرواية أعادت لي الكثير من الثقة ...
كانت أولى تجاربي مع جبرا ولن تكون الاخيرة ...
July 16, 2025
أي أمَّة في التاريخ عرفت هذا الردح الطويل والرهيب من العداء والقتال؟ كيف كان لأي فلسطينيّ، في مثل هذا الجو المرير، القاحل والفاجع، أن يفكر، ويعمل ويبني، ويكتب، وهو يقاوم العتاة والأقزام والمتجبرين أينما توجه؟ ومع ذلك، انظر! عاش وليد كما لم يعش واحد منا ، كما لم تعش أنت وأنا : قاوم، وأنتج، وولَّد ثراءً، واستولد أفكارًا، وترك أثرًا سيشغلنا طويلًا تحديد أبعاده .. ما هذا التناقض؟ أين التفسير؟
ينظرون إلي كأنني عائد من عالم الموتى، ولكن مشهد العائدين من عالم الموتى لم يعد يدهش أحدًا. يتكرَّر كلَّ يوم ألفَ مرَّة ..
مطر.. ما أعذبه ! ما أمره ! أحبّه ، أخشاه، أترقبه، وأتمنى استمراره، وأتمنى انقطاعه، أصواته الناقرة، الضاربة، المخرخرة، تثيرني، فأريد الحب، والغناء، وأريد التلاشي، والموت. كان يملأ الوديان، والطرقات، ويهزأ من بيوتنا ، ويخترق سقوفها المسكينة بحثًا عن بواطنها ، أسرارها. وهل للفقراء أسرار، وللأطفال أسرار ؟ وهل للأمهات أسرار ؟
جزعت على أخي القتيل، وجزعت على أهلي القتلى، وجزعت على صحبي ، وأمتي، وجزعت حتى على من قتل في تلك اللحظات، ومن سوف يُقتل ...
أنهم يتقولون : ما هذه الاموال التي تحققها يا وليد أنت وزملاؤك؟ لماذا لا تبقون لتعفنوا في المخيمات، بل تسمحون لانفسكم أن تتمركزوا في العواصم العربية، وتمارسوا اعمالاً كبيرة تثير حسد الناس، وتنسيكم واجبكم الأوحد نجاه بلدكم السليب؟
لماذا لا تحاربون بايديكم العزلاء الحروب التي تحجم عنها الدول العربية بجيوشها؟ وطبعاً حالما تتحركون سيضربونكم على رؤوسكم وينسفون الأرض تحت اقدامكم. يعلمون انكم القوة التفجرية الرهيبة التي تنتظر الساعة المؤاتية. يعلمون انكم الوحيدون الذين لا تنسون، وأن العالم العربي بدونكم لن يتحرك شبراً إلى الامام. المشلولون المتحجرون يريدون منكم الشلل والتحجر .. يريدون للبركان أن يبلع نيرانه ويدفن في احشائه حممه ..
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
أود أن ابدأ بالحديث عن كيفية معرفتي بالرواية، كان لبائع الكتب في تنمية الفضل في ترشيحها لي ، قائلا بأنها أفضل رواية عربية من وجهه نظره -وهي بالفعل تحتل المركز الثاني في قائمة أفضل مئة رواية عربية- ، شكرا لك :)))))))
أشعر بالارتباك عندما أصف الرواية ، لأنها تتحدث عن جرح غائر في قلب كل إنسان حر ، تتحدث عن معاناة فلسطين، تبدأ الأحداث باختفاء وليد مسعود المواطن الفلسطيني المغترب ، وفي أثناء البحث عنه نجد أنفسنا نبحث في اغوار وخبايا النفس الفلسطينية ، المعذّبة ، المبدعة ، الغيورة على أرضها ، الشجاعة ، الأبية ، الفدائية ، المُنتَهكة ، الملهمة ، المسلوب حقها منذ أكثر من 76 عاما ..
عمّن هم في الحقيقة يتحدثون؟ عن رجل شغل في وقت ما عواطفهم وأذهانهم، أم عن أنفسهم، وعن أوهامهم وإحباطاتهم وإشكالات حياتهم؟ هل هم المرآة وهو الوجه الذي يطل من أعماقها، أم أنه المرآة ووجوههم تتصاعد من أعماقها، كما ربما هم أنفسهم لا يعرفونها ؟
ولكن ، هل حقا كنا نتحدث عن فلسطين ونسلط الضوء عليها ؟؟؟؟ أم عن وليد محور الكون ؟؟؟!
وليد ذهب، وليد عاد، وليد اختفى، وليد يحب ، وليد يفضل ، وليد وليد وليد ...
اعلم أن وليد هنا يمثل الشخصية الفلسطينية، ولكن افزعني دايانته المسيحية! وكرهت تعلق النساء به والعربدة وشرب الخمور والعلاقات المحرمة التي ملأت حياته!
تقريبا الرواية احتوت على ٣٠ % فقط من الوقائع التاريخية والباقي كان يدور حول مريم التي يقع في عشقها كل من يراها !!! كرهت كثيرا هذه الشخصية وبعدها كرهت وصال وشهد وابراهيم وطارق رؤوف ، الشلة كلها عايزة الحرق ما شاء الله :(((
اخبرتني إحدى صديقاتي عن ارتباط الرويات التاريخية بالمشاهد الجنسية ، وهذا صدمني ولا أعرف سببه ، وبالذات لو فلسطين معلش!!
بعيدا عن كل هذا ، نعم احببت الرواية ، بسبب السحر في لغة جبرا ، احسده كثيرا على موهبته واسلوبه ، هو ونجيب الآن يتنازعان بداخلي عن أيهما وقعت في غرام أسلوبه أكثر :'")
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
من هم هؤلاء الغزاة الذين لا وجوه لهم؟ أعرفهم ولا أعرفهم. رأيتهم في التواريخ التي شحنت دماغي. يأتون، يهدمون، يقتلون، ثم يتهدّمون ويتساقطون ..
يا الله على فصل اعتقال وليد وتعذيبه 💔💔💔
الفصل عذبني مع حرف كُتِب به ، أيضا الحديث عن النازحين والمخيمات والمجاعات ، احقا ما تعيشه غزة اليوم كانت تعيشه فلسطين منذ عشرات السنين ؟؟؟؟
نفس الاجرام والقتل والابادة والحصار ، نفس الخذلان العربي والصمت الكريه الذي ينبث من كل الحكومات!!
رواية نشرت سنة ١٩٧٦ وتروي لنا ما نشاهده بأعيننا اليوم!!
لكِ الله يا فلسطين .. لكِ الله يا غزة ..
فلأمت، إن كان لك بموتي أن تحيى يا مدينتي ..
إن كان لك أن تحيي بعذابي، بموتي يا مدينتي
فليعذبوني وَلأَمُتْ ..
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
= الاقتباسات:
تمنيت لو أن للذاكرة إكسيرا يُعيد إليها كل ما حدث، في تسلسله الزمني، واقعة واقعة، ويجسدها ألفاظا تنهال على الورق..
نحن ألعوبة ذكرياتنا، مهما قاومنا ؛ خلاصاتها، وضحاياها معا. تسيطر علينا تحلي المرارة، تراوغنا تذهب أنفسنا حسرات، عن حق أو غير حق.
كيف نمسك بهذه الأحلام المعكوسة؛ هذه الأحلام التي تُجمد الماضي وتطلقه معا؛ هذه الصور المتناثرة أحيانًا كالغيوم فوق سهوب الذهن، والمضغوطة أحيانًا كالماسات الثمينة بين تلافيف النفس؟
في عالم من الرعب والقتل، والجوع، والكراهية، كيف تجد توازنك الذهني، أو النفسي أو الجسدي أو الاجتماعيّ - سَمِّه ما شئت - من دون أن تشعر بأنك تقف من الإنسانية على طرف بعيد؟ كيف تكون إنسانيا، وتتخطى المشاكل الإنسانية؟ التوازن بالطبع كان سرابًا ، يغري، ولكنه لا يخدع طويلا .. 💔💔💔
أصبح الرعب جزءا من حياتنا ،نعايشه ونتحايل عليه كيفما اتفق، وأصبح الجزء الأكبر من تفكيرنا تفكير المتآمر ؛ تفكير الخائف؛ تفكير المتقي شر الناس. تحت تأثير هذا الضرب من التفكير ، يطلبون إليك أن تبدع، أن تلقي بلآلئ الأصالة لتُبهر أعين الذين عشيت أعينهم منذ زمان .. 💔💔💔
- اعتن بنفسك ..
- لماذا إذن التحقت بالجبهة؟ كي أعتني بنفسي؟
وأنزلوني إلى الزنزانة، ثم أخذوني إلى غرفة فيها رجال أعرفهم من دون أن أكون قد رأيتهم من قبل . كانوا متعبين شاحبين صامدين وجميلين سمعت أصواتا خليطة؛ صراحًا . أجسادًا تُجَرُّ على الأرض. وقابلت المحققين في تلك العملية البذيئة. عنوانك ، أبوك، أمّك، وصدمة اللكمة على عينيك تعميك للحظتين. ضربني صبري بالحجر على وجهي لأنني كسبت منه خمس بيضات ملونة يوم العيد الكبير، ولكنّه ضربني وهرب . هنا لا يهربون . يضربونك، ويقفون على رأسك ، لأن يديك مقيدتان، وشعبك مقيد .. 💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
أيها المطر ! أيها الفجر الأسود الذي لا ينبلج ! أيتها الساعات المحملة بالهدم والردم. بالأنقاض والخرائب؛ أيُّها الصباح المحشرج بسيول الدم التي ستدفق اليوم وغدًا، وبعد غد، والسنة القادمة، وما انفكت تدفق عبر خمسين سنة من صراع ، وجراح ، في كلّ ساعة من ساعاتك الثقيلات الباكيات ...
وهو يحاول أن يجد الأرض التي يُعيد فيها غرس جذوره وإلا فإنه لن يستطيع أن يفكر، أن يكتب أن يحقق شيئًا.
في الشباب، نخجل من الاستغراق في الذكريات، لأن الحاضر والمستقبل أهم وأضخم . ولكننا مع تقدم السنين، يقل فينا الخجل من الانزلاق نحو الذكريات لا لأن الحاضر والمستقبل يفقدان الأهمية والضخامة - ولو أن ذلك ممكن أيضًا ، بل لأننا لا نتحمل منهما الكثير إلا بطلب من المدد من تجاربنا العتيقة ؛ تلك التجارب، سارها وأليمها، والتي تشتد في الذهن بريقًا وتشتد إبهاما في آن واحد.
وهات يا صبر وهاتي يا مثابرة، وهاتي يا كلمات لتبيانها بشيء من الوضوح لإقحامها في أسطر مفهومة ..
كانت علاقاته تحتدم وتبرد بتلقائية قطر عليها، وأبقى أنا أداري تلك العلاقات بما كان يسميه عبقريتي الخاصة في منع التناقضات من الاصطدام ، بل حتى في دمج التناقضات من دول أذى لأحد أو على الأقل للآخرين .
لا أنكر أنني كنت أصدم بين حين وآخر، إذ أجد الشخص الآخر يتصرف فجأة كأنه لم يعرفني قط ؛ كأنَّنا لم نأكل خبزًا وملحا معا، أو كأنني حملت له جفاء يصر على مقابلته بالجفاء. ولكن أمثال هذا الشخص كانوا، في تجربتي، قلائل، وعلى الأرجح غير مهمين . أما أن أرى ذلك في رجل أعزه، فتلك كانت الخيبة المُرَّة والجرح العميق.
وهي تقول : اهرب قبل أن يفوت الأوان. وفات الأوان. دائما يفوت الأوان. دائما نصل متأخرين، حيث لا يفيدنا طيران، ولا أجنحة، وتغزونا الغربان في وضح النهار وحلك الليل. لا فرق، لا فرق، لا فرق، لالالالالالا . قبل عشرين عاما كنت أقولها بكبرياء، وقبلها بعشرة أخرى كنت أقولها بغرور وعناد والآن أقولها بغير اكتراث.
يكفي ألا تؤمن بالإنسان، بما فيه من كوامن عقلية وإبداعية وحس الضرورة الحرية، لأن تسمح لنفسك بتسليط أشنع ضروب الإرهاب عليه، بحجة أو بأخرى، أو لأن تتهادن مع من يسلطها عليه. والعكس صحيح : تسليط الإرهاب أو التهادن مع من يسلطه دليل على عدم إيمانك بالإنسان، مهما ادعيت العكس.
هذا الشئ الممكن أمامك، كم هو ممكن بالفعل؟ إمكانات الحياة، وأنت دائما محاصر بألف طوق، كم منها تستطيع أن تخترق، وفيها تتغلغل ، وفي النهاية تستنفد .
ورأى أن السعي للآخرين يكون بتحقيق السعي الداخلي نحو كل ما هو عميق، وجياش، ومزلزل، وهادر بالحرية.
- يَلتهم ويُلتهم ولا ينتهي ....
- نحن الذين انتهينا ، ويبقى وليد مستمرا..
أشعر بأنني أحيا على مستويات عديدة في آن واحد ، وقد تتداعى كلها وتتهاوى في أي لحظة.
أنا لا أحيا إلا عندما أحمل نفسي أكثر من طاقتها ..
وفي الداخل سؤال يُسمع كأنّه صادر من أ��ماق بئر سحيقة : من أنا؟ من أنت ما الذي أفعله هنا ؟ من هم هؤلاء الذين حولك يضحكون يضحكون في وجه الموت، والمدينة يلتهمها الوحش عضوا فعضوا، ساعة بعد ساعة، والمطر ينهمر ويتهاوى ويلعلع مع الزوابع . أي فجيعة يتنبأ بها كل هذا الحزن؟ كل شيء أسود عتيق هرم، والمطر يهطل ، يهطل.
وتنبثق حياة رائعة واثبة في الأعماق ويتحول الأسود إلى أخضر، والعتيق يرقص، والهرم يلتهب نضارة.
تهاوت الجدران، وتعالى الصراخ، والمطر ينهمر، وأفواه القرب تتقيأ أحشاء السماء بمجموعها على المدينة المجرّحة المسكينة، المدينة المعشوقة المنتهكة في المطر، وفي الليل، المنتهكة في الضحى وفي الظهيرة، في الصحو والغيم والعاصفة والسكون . بكيت صامتا ووجهي تضربه الريح والمطر .
والمطر يدق النوافذ، والأبواب، يريد أن يخترق البيوت والمغلقات والأعماق . يريد أن يجري أنهرًا في الحنايا والخفايا ، مهددًا بالموت، ومنقذا من الموت من أحب، من سوف أَلِد... مؤذنا بحياة تضطرم وتصطخب وتتناسل سرا وعلانية ...
-آسفون لإزعاجك : أتسكن هنا دائما ؟
- يعني
يعني ماذا ؟
-يعني هذه بلدتي ، مدينتي ، أرضي ..
كانت البلدة تلبس المطر كما تلبس الثكلى ثياب الحداد.
غير أنني جوبهت بمسائل كان علي، كي أفهمها، أن أتعلم لها الألف باء من جديد.
من الخليج إلى المحيط سمعت صراخا، وسمعت بكاء، ��سمعت أصوات العصي والخراطيم البلاستيكية، والمخبرون يملأون العواصم والقصبات، يملأون الذرى والسفوح.
كم مرَّة في لندن مشيت مع المتظاهرين، وأنا لا يهمني بالضبط ما الذي يتظاهرون بشأنه. إنَّهم ضدّ شيء ما قائم، وأنا ضد كل شيء قائم. فلأضف صيحتي إلى صيحاتهم ..
قالتها بلهجة أدهشتني : أنت بطة برية. ما الذي تفعله بين هذه الطيور القعيدة في المستنقعات. اهرب أيها البطة البريَّة..
26/1/2024 📖
.
December 9, 2023
الى تلك التي رأت من الحياة ما رأت وبقيت على كبريائها، تقاوم..
ما بين الخيال والواقع والسيرة، ينسج "أبي سدير" خيوط هذه الرواية على اثني عشر نولًا، ليكتب قصة جيدة في ظاهرة واكثر جودة في باطنها.
استعمل جبرا تقنية تعدد الأصوات في هذه الرواية بالإضافة الى اسلوب تيار الوعي والتدفق الحرّ في عدة فصول كما نوّع في التقنيات السردية ما بين الأشرطة المسجلّة (الكاسيت)، المذكرات، الرسائل والحوارات كما انه استطرد كثيرًا في السرد وجنح نحو بعض التأملات النفسية والفلسفية. التقنية المستعملة كانت ممتازة وأتاحت له التنويع في اللغة، فأتت اللغة رقيقة وشفافة في بعض المقاطع وشاعرية رقراقة في مقاطع ثانية وصلبة في مقاطع اخرى. تكامل التقنية مع اللغة هو سرّ قوة هذه الرواية بالنسبة لي.
مطر ما اعذبه، ما امرّه، أحبه، أخشاه، أترقبه، واتمنى استمراره؛ اتمنى انقطاعه، أصواته الناقرة الضاربة المخرخرة، تثيرني فأريد الحب والغناء وأريد التلاشي والموت."
في الثيمات، تظهر ثيمة الإغتراب كثيمة رئيسية: إغتراب المنفي عن ارضه، إغتراب المثقف عن/في مجتمعه، إغتراب المثقف عن ذاته، إغتراب المشاعر عن القلب، إغتراب الوالد عن ولده،... كما تظهر ثيمات اخرى كثيمة الذاكرة، النضال، الحب، الصداقة، الإزدواجية (تصرفات، معايير، آراء)، الوصولية، الغموض، السياسة، العقل، الحل، وغيرها...
يكفي الا تؤمن بالإنسان بما فيه من كوامن عقلية وإبداعية وحس لضرورة الحرية، لأن تسمح لنفسك بتسليط أشنع ضروب الارهاب عليه بحجة او بأخرى، او لأن تتهادن مع من يسلطها عليه، والعكس صحيح."
الشخصيات كانت كثيرة جدًا، تحتاج الى قلم وورقة لتدوينها وربطها ببعضها، خصوصًا حين تبدأ العلاقات الغرامية بالتقاطع (سأعود الى هذا لاحقًا). شخصية وليد مسعود من لحم ودم، شخصية دائرية عرفنا عنها ماضيها وحاضرها وترك لنا الكاتب توقّع مستقبلها. قرأنها بلسان وليد وبلسان الرواة الآخرين. شخصية ميريم الصفار كانت مميزة ومربكة ومركبة بشكل ممتاز. شخصية مروان، ابنه، كانت جيدة جدًا. مشكلة الشخصيات الكثيرة انها زادت من عدد الصفحات وأربكت الحبكة وكان يمكن شطب نصفها بكل سهولة (وصال وشهد وسوسن وعلاء وكاظم على سبيل المثال).
في البناء، أعتقد ان الفصل قد أبطأته كثرة الشخصيات (شهد، جواد، هالة، آن، وصال، ريمة، كاظم،...)الفصل الرابع الذي رواه عيسى كان يمكن دمجه بالفصل السادس الذي يرويه وليد، الفصل الحادي عشر كان كارثي (بالنسبة لي) ولم يزد العمل شيئًا. أعتقد ان ثمانية فصول كانت لتجعل من العمل أكثر تماسكًا وأقل عدد صفحات وتخفف الملل في هذه الأجزاء بالذات. كثرة التقاطعات في العلاقات الجنسية لم تزد للعمل شيئًا، بل أعتقد ان الرسالة وصلت في فصل "مريم" المبني بإتقان، فلا داعي لجنان الثامر ووصال رؤوف. كنت أتمنى ان اقرأ فصلًا بلسان "ريمه" زوجة وليد او فصلًا بلسان والده ليكون الحدث بالتالي يمشي على ثلاثة أجيال (مسعود- وليد-مروان)، بأصواتها.
في المعنى، أعتقد ان جبرا أراد ان يقول لنا ان عملية البحث عن وليد مسعود هي عملية نظرية، فلا أحد يبحث عنه بالفعل، كل أصدقائه يتذكرون ويبحثون عن أنفسهم في ظل غيابه! وعن معرفة من هي "شهد"! لم يعنّي أحدهم نفسه ويبحث عنه بشكل جدّي. أراد ان يقول لنا ان هذا المنفي الذي عاش حياته في الخارج لم يجد الحلّ في هذه الطبقة المثقفة(والكاتب قد عرّى هذه الطبقة في نصه) فعاد الى الحلّ الوحيد، الى الكفاح. أراد ان يقول لنا ان الكلام سهل لكن الفعل هو الصعب! أمّا في الباطن والرمز، فربما كان يبحث جبرا ابراهيم جبرا عن معنى ان يفقد المثقفون القضية (بإختفاء وليد) وكيفية تأثير ذلك عليهم وردّة فعلهم! وقد يكون استشرف الكثير وتشاؤمه كان الواقع!
رواية جيدة، ممتعة جدًا في بعض أجزائها (خصوصًا الفصل الثامن) ومملة ومربكة في بعضها الآخر، لكن أفكارها وتقنيتها ولغتها تشفع لها. وسأقرأها مجددًا بكل تأكيد
ضربني صبري بالحجر على وجهي لأنني كسبت منه خمس بيضات ملونات يوم العيد الكبير، لكنه ضربني وهرب. هنا لا يهربون، يضربونك، ويقفون على رأسك، لأن يديك مقيدتان، وشعبك مقيّد."
August 19, 2014
طويله وممله لأبعد الحدود
ثرثره متراصه بكل الصفحات
أراد أن يوصل رساله ولكنه ضاع وأضاع القارئ
فكرتها لا تحتاج لهذا الكم الهائل من رص الكلمات والجمل
: ينطبق عليها قول رسول حمزاتوف
لماذا أذبح ثورا ً كبيرا ً إذا كانت دجاجه تكفيني
وهذا القول ينطبق على مئات من الروايات العربيه والغربيه
ثرثره متراصه بكل الصفحات
أراد أن يوصل رساله ولكنه ضاع وأضاع القارئ
فكرتها لا تحتاج لهذا الكم الهائل من رص الكلمات والجمل
: ينطبق عليها قول رسول حمزاتوف
لماذا أذبح ثورا ً كبيرا ً إذا كانت دجاجه تكفيني
وهذا القول ينطبق على مئات من الروايات العربيه والغربيه
February 13, 2020
بديعة، بس كده 😃
November 18, 2010
باحثا عن وليد مسعود .. أضاع نفسه !!!
November 3, 2014
نساء خمر نساء خمر وكأن القضية هى النساء والخمر !!!!!!!!
نساء خمر نساء خمر وكأن الثقافة لاتنبع إلا منهما!!!!!!!!!!
نساء خمر نساء خمر وكأن اﻷهم فى تتبع حالة وليد (وأصحابه) هما النساء والخمر !!!!!!
نساء وخمر حتى فقدت الرواية كل جمال
وبالرواية دى نقدر نأكد على أهمية ان مش معنى ان الكتاب (او حتى الكاتب) سمعته كويسة ان الكتاب كويس او ان الكتاب هيعجبك بالعكس ممكن يكون اسوا كتاب قراته فى حياتك
نصيحتى لاتقرأه
نساء خمر نساء خمر وكأن الثقافة لاتنبع إلا منهما!!!!!!!!!!
نساء خمر نساء خمر وكأن اﻷهم فى تتبع حالة وليد (وأصحابه) هما النساء والخمر !!!!!!
نساء وخمر حتى فقدت الرواية كل جمال
وبالرواية دى نقدر نأكد على أهمية ان مش معنى ان الكتاب (او حتى الكاتب) سمعته كويسة ان الكتاب كويس او ان الكتاب هيعجبك بالعكس ممكن يكون اسوا كتاب قراته فى حياتك
نصيحتى لاتقرأه
September 14, 2020
عندما يفقد الإنسان وطنه يفقد كلّ شيء
هذا ما تجلّى لي من خلال أجواء تلك الرّواية القيّمة لجبرا
وخاصّة أنّنا نعيش بأجواء مشابهة وشتات فكري يكاد يشابه تلك الأجواء
أيّام النّكبة
وتشرّد النّاس عبر الأقطار بحثاً عن مأوى
ورغم استقرارهم في بلدان شقيقة
إلّا أنّ هذا الشّتات ظلّ ماثلاً في وجدانهم وحياتهم وتفاعلهم مع الأحداث والأشخاص من حولهم..
وليد مسعود مثال نابض لكلّ ذلك..
ورغم ما وصل إليه وحقّقه من نجاحات على مستويات مختلفة
إلّا أنّ هاجس بلده المغتصَب بقي مهيمناً على فكره وكيانه ومرشداً له وها هو قد أعاده إلى وطنه ليؤدّي واجبه تجاهه
وقد استطاع أن يوصل تلك الرّوح لابنه الذي استشهد في هجوم على أحد مواقع العدو..
رواية قيّمة تُدخلك بعوالمها وأشخاصها
كما هي عادة جبرا فيما يكتب..
فيقول وليد: " أنت تفكّر بالتّغيير بموجب قوّة تفرض من فوق.. إنّه تغيير من عبوديّة إلى عبوديّة، أمّا أنا فأفكّر بالتّغيير بقوّة تنبثق من الدّاخل.. من عبوديّة إلى حرّيّة. من داخل الإنسان يا عامر، كالقوّة التي تحسّها أنت في دمك، في أحشائك، وتجعلك أقوى من كلّ من يحاول وضع النّير على رقبتك..."
يقول وليد: "هناك أقوام بدائيّة إذا سألتها لماذا تعمل، أجابت نعمل لكي نرقص.. أي لكي ننفعل حسّيّاً وجماليّاً وجماعيّاً، إنّه تغيير من نوع ما، ولو لساعة.."
ويأخذ إبراهيم جرعة من كأسه: " ولكن هذا التّغيير - هل يؤدّي إلى الثّورة؟" ومن حيث لا يدري أحد، يأتي بقول غير متوقّع: " يقول لينين: عندما تجد الطّبقات السّفلى أنّها لا تريد الطّريقة القديمة، وعندما تجد الطّبقات العليا أنّها لا تستطيع الاستمرار في طريقها، عندئذ فقط، تنجح الثّورة.."
القِيَم إمّا أن تكون حضاريّة أو لا تكون. وإذا اعترض أحد قائلاً إنّ التّخلّف قائم في كلّ مكان نعرفه، فليعترض.. التّخلّف لا يُعالَج: إنّما تتخطّاه أو لا تتخطّاه. فلأكن مع الذين تخطّوا التّخلّف قبل أن أقع ضحيّة له مع الضّحايا الأخرى."
هدف الرّؤية في النّهاية أن تحقّق إنساناً أمثل، إنساناً حرّاً، إنساناً له أن يقتنع وله أن يعارض وله أن يرفض، إنسان كهذا هو الذي في النّهاية سيجدّد الأمّةن سيعيد ميلادها ثانية، لتساهم في تقدّم البشريّة...
هذا ما تجلّى لي من خلال أجواء تلك الرّواية القيّمة لجبرا
وخاصّة أنّنا نعيش بأجواء مشابهة وشتات فكري يكاد يشابه تلك الأجواء
أيّام النّكبة
وتشرّد النّاس عبر الأقطار بحثاً عن مأوى
ورغم استقرارهم في بلدان شقيقة
إلّا أنّ هذا الشّتات ظلّ ماثلاً في وجدانهم وحياتهم وتفاعلهم مع الأحداث والأشخاص من حولهم..
وليد مسعود مثال نابض لكلّ ذلك..
ورغم ما وصل إليه وحقّقه من نجاحات على مستويات مختلفة
إلّا أنّ هاجس بلده المغتصَب بقي مهيمناً على فكره وكيانه ومرشداً له وها هو قد أعاده إلى وطنه ليؤدّي واجبه تجاهه
وقد استطاع أن يوصل تلك الرّوح لابنه الذي استشهد في هجوم على أحد مواقع العدو..
رواية قيّمة تُدخلك بعوالمها وأشخاصها
كما هي عادة جبرا فيما يكتب..
فيقول وليد: " أنت تفكّر بالتّغيير بموجب قوّة تفرض من فوق.. إنّه تغيير من عبوديّة إلى عبوديّة، أمّا أنا فأفكّر بالتّغيير بقوّة تنبثق من الدّاخل.. من عبوديّة إلى حرّيّة. من داخل الإنسان يا عامر، كالقوّة التي تحسّها أنت في دمك، في أحشائك، وتجعلك أقوى من كلّ من يحاول وضع النّير على رقبتك..."
يقول وليد: "هناك أقوام بدائيّة إذا سألتها لماذا تعمل، أجابت نعمل لكي نرقص.. أي لكي ننفعل حسّيّاً وجماليّاً وجماعيّاً، إنّه تغيير من نوع ما، ولو لساعة.."
ويأخذ إبراهيم جرعة من كأسه: " ولكن هذا التّغيير - هل يؤدّي إلى الثّورة؟" ومن حيث لا يدري أحد، يأتي بقول غير متوقّع: " يقول لينين: عندما تجد الطّبقات السّفلى أنّها لا تريد الطّريقة القديمة، وعندما تجد الطّبقات العليا أنّها لا تستطيع الاستمرار في طريقها، عندئذ فقط، تنجح الثّورة.."
القِيَم إمّا أن تكون حضاريّة أو لا تكون. وإذا اعترض أحد قائلاً إنّ التّخلّف قائم في كلّ مكان نعرفه، فليعترض.. التّخلّف لا يُعالَج: إنّما تتخطّاه أو لا تتخطّاه. فلأكن مع الذين تخطّوا التّخلّف قبل أن أقع ضحيّة له مع الضّحايا الأخرى."
هدف الرّؤية في النّهاية أن تحقّق إنساناً أمثل، إنساناً حرّاً، إنساناً له أن يقتنع وله أن يعارض وله أن يرفض، إنسان كهذا هو الذي في النّهاية سيجدّد الأمّةن سيعيد ميلادها ثانية، لتساهم في تقدّم البشريّة...
October 3, 2012
رواية شاملة لكل عشاق القراءة. فمن يحب الأقاصيص سيجد مناه ومن يهوى السياسة وبالذات مايتعلق بالشأن الفلسطيني فسيلقى مبتغاه ومن يبحث عن التشويق والأثارة البوليسية فسيحصل على مشتهاه. رواية فيها معاناة الذهن ولذة الجسد وعشق الروح ودنس النفوس وطهارة الأرواح.
June 9, 2017
نصيحة لمن سيبدأ قراءة الرواية : ورقة و قلم، و ابدأ بتصوير العلاقات المتشابكة بين الشخصيات منذ البداية. ستعجبك النتيجة!
أعتقد أن هذه المراجعة تقدّم أغلب ما يمكن ملاحظته، و أنا أوافق صاحبته على أغلب ما ذكرت.
يمكن أن أضيف أنه من الطبيعيّ أن يكون هناك الكثير من جبرا إبراهيم جبرا ليس في وليد مسعود فحسب، بل و أيضا في بقية شخصيات الرواية. بشكل أو بآخر، يوجد في الكاتب حكمة جواد، و تشاؤم إبراهيم، بينما يمكن القول إن عدوانية كاظم و ملامح هشام المقيتة أبعد ما يكون عن الخيال، و هي حتما قريبة من عالم الكاتب الضيق، أما شخصية طارق فتبدو الأقرب إلى الخيال، لملامحها الضبابية، و أيضا لضعف علاقة خطابها بعالم الطب النفسي، و هو أمر أعيبه كثيرا في الرواية.
يبدو أن ما جعل إسم الرواية مميّزا في العالم العربي، هو بنيتها القصصية، و هي كما ذكرت صاحبة المراجعة، ليست على درجة كبيرة من الاتقان، و هناك أمثلة كثيرة تجعل هذا العمل يخسر رهان المقارنة. لكن يجب أيضا أن نذكر أن البحث عن وليد مسعود ربما كانت رائدة في الأدب العربي و هذا ما يضفي عليها طابع التفرد.
وليد مسعود فعلا ظهر أسطوريا أقلّ ممّا رآه أصحابه، أعني أنهم يتحدثون عن شخصية أسطورية لم يصفوها، بل وصفوا شخصية مهما بلغ تفردها، لا تختلف عنهم كثيرا. شخصية تغضب و تقاوم و تناور و تغازل و تنجح و تكتب و تحقد الخ. شخصية ربما لاقت نجاحا أكبر من الباقين، لكنّها لا تملك فلسفة شديدة التباين مع فلسفاتهم. وليد مسعود هو في النهاية أرقى صورة ممكنة لهم جميعا. أو لنقل للكاتب نفسه. إنه السوبرمان الذي يريده لنفسه لو شئنا تبسيط الأمور.
البحث عن وليد مسعود ملحمة أنطولوجية جميلة، لا تتعلق بالقضية الفلسطينية بقدر ما تتعلق بالإنسان الفلسطيني، الكائن الخارق الذي هو نفسه قضية.
أعتقد أن هذه المراجعة تقدّم أغلب ما يمكن ملاحظته، و أنا أوافق صاحبته على أغلب ما ذكرت.
يمكن أن أضيف أنه من الطبيعيّ أن يكون هناك الكثير من جبرا إبراهيم جبرا ليس في وليد مسعود فحسب، بل و أيضا في بقية شخصيات الرواية. بشكل أو بآخر، يوجد في الكاتب حكمة جواد، و تشاؤم إبراهيم، بينما يمكن القول إن عدوانية كاظم و ملامح هشام المقيتة أبعد ما يكون عن الخيال، و هي حتما قريبة من عالم الكاتب الضيق، أما شخصية طارق فتبدو الأقرب إلى الخيال، لملامحها الضبابية، و أيضا لضعف علاقة خطابها بعالم الطب النفسي، و هو أمر أعيبه كثيرا في الرواية.
يبدو أن ما جعل إسم الرواية مميّزا في العالم العربي، هو بنيتها القصصية، و هي كما ذكرت صاحبة المراجعة، ليست على درجة كبيرة من الاتقان، و هناك أمثلة كثيرة تجعل هذا العمل يخسر رهان المقارنة. لكن يجب أيضا أن نذكر أن البحث عن وليد مسعود ربما كانت رائدة في الأدب العربي و هذا ما يضفي عليها طابع التفرد.
وليد مسعود فعلا ظهر أسطوريا أقلّ ممّا رآه أصحابه، أعني أنهم يتحدثون عن شخصية أسطورية لم يصفوها، بل وصفوا شخصية مهما بلغ تفردها، لا تختلف عنهم كثيرا. شخصية تغضب و تقاوم و تناور و تغازل و تنجح و تكتب و تحقد الخ. شخصية ربما لاقت نجاحا أكبر من الباقين، لكنّها لا تملك فلسفة شديدة التباين مع فلسفاتهم. وليد مسعود هو في النهاية أرقى صورة ممكنة لهم جميعا. أو لنقل للكاتب نفسه. إنه السوبرمان الذي يريده لنفسه لو شئنا تبسيط الأمور.
البحث عن وليد مسعود ملحمة أنطولوجية جميلة، لا تتعلق بالقضية الفلسطينية بقدر ما تتعلق بالإنسان الفلسطيني، الكائن الخارق الذي هو نفسه قضية.
March 16, 2016
تبادر كثيرا إلى ذهني هذا السؤال أثناء قراءتي لرواية "البحث عن وليد مسعود"، وهو.. كم كان عمر جبرا إبراهيم جبرا عندما كتب هذه الرواية؟
قد لا يكون هناك تلازم بين عمر الكاتب وغِنى شخوص روايته ومستوى تعقيدها، لكن ما قرأته لم يكن نتاج تراكم معرفي موكول لدراسة وبحث، وإنما تجربة حياتية لشخص عاش طويلاً يراقب الناس من حوله في طرق تفكيرهم وسلوكياتهم، فالرواية لم تكن أحداثاً ووقائع تاريخية أو سياسية -وإن تعرضت لبعض التفاصيل - لكنها كانت رواية وليد مسعود ومريم الصفار ونوفل الحاج ابراهيم وبقية الشخصيات التي كان كلا منها عالماً مختلفا مستقلا في تفكيره واتخاذ قراره، حتى بدا لي جبرا كـ ديستويفسكي في توصيفه للتقلبات السيكولوجية للشخوص التي كان أعقدها وليد مسعود البطل.
لو كتب جبرا شخصية وليد مسعود فقط في الرواية لكفته، كيف لا وهي تلك الشخصية المركبة المعقدة للغاية التي تجمع جميع الصفات بأضدادها، حتى باتت شخصيات الرواية الأخرى تقرأ نفسها فيه وكأنه مرآة لهم، ولا أظن الأمر يقتصر فقط على شخصيات الرواية الخيالية، بل يصل إلى القارئ أيضاً فلا أظن أن هناك من يقرأ شخصية وليد مسعود ولا يجد شبها كبيرا بينه وبينها، على اختلاف شخصيات القرّاء!
برع جبرا في توظيف عنصر الغموض في شخصية وليد مسعود ليكون انعكاساً لتفكير الآخرين، فما كانت أصوات الشخوص الداخلية والمونولوغات والحوارات إلا محاولات لقراءة وتحليل أفعال وليد التي تحتمل الكثير من التفسيرات، ولكنهم لم يقوموا بقراءته كما لو كانوا في مكانه بل بما تراكم في عقولهم المقيدة باعتقاداتهم وخبراتهم وأفكارهم، فأصبحوا يعرّون أنفسهم أكثر مما يكشفون عنه.
رواية ذكية جدا..
قد لا يكون هناك تلازم بين عمر الكاتب وغِنى شخوص روايته ومستوى تعقيدها، لكن ما قرأته لم يكن نتاج تراكم معرفي موكول لدراسة وبحث، وإنما تجربة حياتية لشخص عاش طويلاً يراقب الناس من حوله في طرق تفكيرهم وسلوكياتهم، فالرواية لم تكن أحداثاً ووقائع تاريخية أو سياسية -وإن تعرضت لبعض التفاصيل - لكنها كانت رواية وليد مسعود ومريم الصفار ونوفل الحاج ابراهيم وبقية الشخصيات التي كان كلا منها عالماً مختلفا مستقلا في تفكيره واتخاذ قراره، حتى بدا لي جبرا كـ ديستويفسكي في توصيفه للتقلبات السيكولوجية للشخوص التي كان أعقدها وليد مسعود البطل.
لو كتب جبرا شخصية وليد مسعود فقط في الرواية لكفته، كيف لا وهي تلك الشخصية المركبة المعقدة للغاية التي تجمع جميع الصفات بأضدادها، حتى باتت شخصيات الرواية الأخرى تقرأ نفسها فيه وكأنه مرآة لهم، ولا أظن الأمر يقتصر فقط على شخصيات الرواية الخيالية، بل يصل إلى القارئ أيضاً فلا أظن أن هناك من يقرأ شخصية وليد مسعود ولا يجد شبها كبيرا بينه وبينها، على اختلاف شخصيات القرّاء!
برع جبرا في توظيف عنصر الغموض في شخصية وليد مسعود ليكون انعكاساً لتفكير الآخرين، فما كانت أصوات الشخوص الداخلية والمونولوغات والحوارات إلا محاولات لقراءة وتحليل أفعال وليد التي تحتمل الكثير من التفسيرات، ولكنهم لم يقوموا بقراءته كما لو كانوا في مكانه بل بما تراكم في عقولهم المقيدة باعتقاداتهم وخبراتهم وأفكارهم، فأصبحوا يعرّون أنفسهم أكثر مما يكشفون عنه.
رواية ذكية جدا..
May 2, 2016
رابط مراجعة رواية "البحث عن وليد مسعود" على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=_g8Xg...
https://www.youtube.com/watch?v=_g8Xg...
September 24, 2022
تبدأ القصة البديعة للكتاب الأكثر من رائع مع الحياة الحياة الحافلة والمسيرة الكبيرة للكاتب المتعدد المواهب وصاحب الشخصية الملونة جبرا إبراهيم جبرا. فحياته مسيرة غريبة من مولد في مكان (تركيا) الى نشأة وترعرع في مكان آخر هو فلسطين، ومن ثمة رحيله الاضطراري الى العراق حيث كان إبداعه وشخصيته على اوجهما، وكذلك اسفاره الكثيرة وتردده على الغرب من أمريكا وبريطانيا وغيرهما، فتكون هذه الحياة الحافلة امتدادا لما في القصة، قصة البحث عن وليد مسعود.
في البداية يحق للقارئ مساءلة نفسه عن من هو وليد مسعود هذا، وهل هو شخصية حقيقية او كان شخصا افتراضيا ولد من بين خيالات الكاتب، لكن ومع توالي صفحات الكتاب يرى القارئ ان وليد هو جبرا، ولكن جبرا ربما كان كما يحاول ان يكونه جبرا، أو الذي يحاول أن يراه على هذه الطريقة، فهناك صفحات تكاد تكون سيرة لكاتب السطور وفي أماكن أخرى يحاول ان يفلت أو يطلق جبرا شخصيته المحورية لتكون حرة طائرة في فضاء خياله تقترب من شخصيات الحكايات القديمة أو الاساطير.
كلا على كل، الرواية تحفة فنية أو مايسمى ال(ماستربيس) بالانجليزية، وليس غريبا أن تكون في قائمة أفضل الروايات العربية، هذه القوائم التي يفيد القارئ منها على الاقل معرفة العناوين وليس تصنيفها كأول وثاني وثالث. ومن اهم مايجعل الرواية مرشحة لدخول تلك القوائم عدة اشياء، منها اولا الموضوع أو القصة التي تأتي مشوقة وممتعة متكونة في رأس القارئ من أصوات مختلفة تأتي من مختلف الشخصيات، نجح فيها جبرا في تنويع لغتهم وافكارهم الى حد ما، وكذلك تداخل آرائهم مع بعض واختلافها.
ويأتي ثانيا اللغة الأدبية الجميلة والمتوازنة، لا بالسهلة ولا بالصعبة، فيها القليل من اللهجات والكلمات العامية ولكن ليس بتطرف، وكانت بالسلاسة التي تشعر القارئ بحميمية ولا يحس معها بتكلف او محاولة الكاتب للظهور بشكل معين، وانما تشعر أنها مكتوبة من محاولة واحدة وبدون تنقيح او اضافات.
وأخيرا ربما السرد مختلف الايقاع متغير في الازمان وألسنة الشخصيات، وتداخل اساليب الكوميديا والدراما والنقد الذي كان متسترا بعض الاحيان، بالاضافة الى لمحات من الالغاز والاسلوب البوليسي.
رائعة فنية تدخل قائمتي للكتب المفضلة، لم اقرأ قبلها رواية عربية بهذا التكامل والتنوع، يمكن معها ان يتمتع القارئ كامل المتعة حتى لو لم يعرف اي نقطة عن الكاتب وظروفه واسلوبه مسبقا.
في البداية يحق للقارئ مساءلة نفسه عن من هو وليد مسعود هذا، وهل هو شخصية حقيقية او كان شخصا افتراضيا ولد من بين خيالات الكاتب، لكن ومع توالي صفحات الكتاب يرى القارئ ان وليد هو جبرا، ولكن جبرا ربما كان كما يحاول ان يكونه جبرا، أو الذي يحاول أن يراه على هذه الطريقة، فهناك صفحات تكاد تكون سيرة لكاتب السطور وفي أماكن أخرى يحاول ان يفلت أو يطلق جبرا شخصيته المحورية لتكون حرة طائرة في فضاء خياله تقترب من شخصيات الحكايات القديمة أو الاساطير.
كلا على كل، الرواية تحفة فنية أو مايسمى ال(ماستربيس) بالانجليزية، وليس غريبا أن تكون في قائمة أفضل الروايات العربية، هذه القوائم التي يفيد القارئ منها على الاقل معرفة العناوين وليس تصنيفها كأول وثاني وثالث. ومن اهم مايجعل الرواية مرشحة لدخول تلك القوائم عدة اشياء، منها اولا الموضوع أو القصة التي تأتي مشوقة وممتعة متكونة في رأس القارئ من أصوات مختلفة تأتي من مختلف الشخصيات، نجح فيها جبرا في تنويع لغتهم وافكارهم الى حد ما، وكذلك تداخل آرائهم مع بعض واختلافها.
ويأتي ثانيا اللغة الأدبية الجميلة والمتوازنة، لا بالسهلة ولا بالصعبة، فيها القليل من اللهجات والكلمات العامية ولكن ليس بتطرف، وكانت بالسلاسة التي تشعر القارئ بحميمية ولا يحس معها بتكلف او محاولة الكاتب للظهور بشكل معين، وانما تشعر أنها مكتوبة من محاولة واحدة وبدون تنقيح او اضافات.
وأخيرا ربما السرد مختلف الايقاع متغير في الازمان وألسنة الشخصيات، وتداخل اساليب الكوميديا والدراما والنقد الذي كان متسترا بعض الاحيان، بالاضافة الى لمحات من الالغاز والاسلوب البوليسي.
رائعة فنية تدخل قائمتي للكتب المفضلة، لم اقرأ قبلها رواية عربية بهذا التكامل والتنوع، يمكن معها ان يتمتع القارئ كامل المتعة حتى لو لم يعرف اي نقطة عن الكاتب وظروفه واسلوبه مسبقا.
February 19, 2024
تجسد الرواية هموم المثقف العربي، طموحاته وأسئلته الكبرى، وموقفه من القضايا الكبيرة التي يعاصرها، لكنني أتساءل حقا: لماذا ينبغي أن يكون كل المثقفين شهوانيين وألعوبانات ومدمني تعدد علاقات؟ هل هذا من لوازم الثقافة التي لا تثبت بغيرها؟ وهو سؤال لا يقتصر على رواية جبرا وحدها، بل يمتد إلى غيرها من الروايات العربية حتى ليكاد يكون سمةً عامة، هل سيأتي اليوم الذي أقرأ فيه رواية حديثة عن مثقفٍ ما دون أن يكون مهووسًا جنسيًّا ودون أن أقرأ مشاهد لا داعي لها؟
دافع هذا السؤال ليس أخلاقيًّا فحسب، بل فكريٌّ أيضًا؛ لأنني أرى في هذه المعالجة المصرّة على حشر الجنس اختزالا للصورة المراد التعبير عنها ومجانبةً كبيرة للحقيقة، ما يجعلني أتساءل عن غرض الروائي من كتابته حقًّا؛ هل يروم معالجة قضايا مجتمعية وفكرية وسياسية مهمة كما يُتوسَّم في نتاجه ويُقال عنه، أم أنه مسكونٌ بتصورات معينة أو رغبات مكبوتة يطوع الرواية للعبير عنها؟
لولا أنني أخذتُ على نفسي أن أُنصفَ النص الروائي الذي أقرؤه من الناحية الأدبية مهما اختلفت فكريًّا أو أخلاقيًّا معه لم أعطِ هذه الرواية أكثر من نجمة واحدة. في صفحاتها أدب وأدوات روائية قوية، لكنني لا أعتقد أن الرواية التي تتناول قضايا كبيرةً كالتي تتناولها هذه الرواية تكتمل دون أن تكون صادقةً في التناول، غيرَ مختزلة وغير خاضعة لأهواء الروائي أو تحيزاته بشكل يفتقد للمنطق، حتى لو كانت هذه الأهواء قد صارت في عصره رائجةً وتُتلقّى بالتصفيق والحفاوة.
دافع هذا السؤال ليس أخلاقيًّا فحسب، بل فكريٌّ أيضًا؛ لأنني أرى في هذه المعالجة المصرّة على حشر الجنس اختزالا للصورة المراد التعبير عنها ومجانبةً كبيرة للحقيقة، ما يجعلني أتساءل عن غرض الروائي من كتابته حقًّا؛ هل يروم معالجة قضايا مجتمعية وفكرية وسياسية مهمة كما يُتوسَّم في نتاجه ويُقال عنه، أم أنه مسكونٌ بتصورات معينة أو رغبات مكبوتة يطوع الرواية للعبير عنها؟
لولا أنني أخذتُ على نفسي أن أُنصفَ النص الروائي الذي أقرؤه من الناحية الأدبية مهما اختلفت فكريًّا أو أخلاقيًّا معه لم أعطِ هذه الرواية أكثر من نجمة واحدة. في صفحاتها أدب وأدوات روائية قوية، لكنني لا أعتقد أن الرواية التي تتناول قضايا كبيرةً كالتي تتناولها هذه الرواية تكتمل دون أن تكون صادقةً في التناول، غيرَ مختزلة وغير خاضعة لأهواء الروائي أو تحيزاته بشكل يفتقد للمنطق، حتى لو كانت هذه الأهواء قد صارت في عصره رائجةً وتُتلقّى بالتصفيق والحفاوة.
June 16, 2021
اللغة تَخلب الألباب، ولا شيء آخر.
July 17, 2023
المفترض أن يكون اسم الرواية (وليد مسعود وعلاقاته الغرامية) .. للأسف هذه الرواية من أسوأ ما كتب جبرا .. ولولا أنها له لما أكملتها، ولقد أكملتها بصعوبة..
القصة عن شخص فلسطيني اسمه وليد مسعود يعيش بالعراق و يختفي بظروف غامضة في فترة الخمسينات، ويشك أصدقائه أنه انضم للجبهات الفدائية لتحرير فلسطين، هذه القصة الأصلية لكنها ضاعت في خِضمّ العلاقات التافهة بين الشخصيات الرجالية والنسائية في القصة.
رغم أن لغة الكاتب شاعرية جداً إلا أن حبكة الرواية كانت ضائعة بنظري.
.............
بعض الاقتباسات من الرواية:
* " كان وليد يبحث دائماً عن ذلك التوازن الذي تحدث عنه طوال حياته، ولم يجده قط " .
* " أصبح الرعب جزءاً من حياتنا، نعايشه ونتحايل عليه كيفما اتفق ".
* " في سبيل الدفاع عمّا أؤمن به، حتى الحقد يكون فضيلة ".
* " كل ما أعرفه أن وليد أراد أن يأتي الحياة من جوانبها كلها ، ثم قذف بها عنه دفعة واحدة " .
* " يخشى على الحرية خشية أهل الترف، وينسى أن ضرورة الخبز تفوق كل الضرورات الأخرى !"
* " واتفقنا جميعاً على أن العراقيين كلهم شعراء : مُحاربون و عُشاق معاً ".
* " ضربني صبري بالحجر على وجهي لأنني كسبت منه خمس بيضات ملونات يوم العيد الكبير، ولكنه ضربني وهرب، هنا لا يهربون!
يضربونك ويقفون على رأسك، لأن يديك مقيدتان، وشعبك مقيّد ".
القصة عن شخص فلسطيني اسمه وليد مسعود يعيش بالعراق و يختفي بظروف غامضة في فترة الخمسينات، ويشك أصدقائه أنه انضم للجبهات الفدائية لتحرير فلسطين، هذه القصة الأصلية لكنها ضاعت في خِضمّ العلاقات التافهة بين الشخصيات الرجالية والنسائية في القصة.
رغم أن لغة الكاتب شاعرية جداً إلا أن حبكة الرواية كانت ضائعة بنظري.
.............
بعض الاقتباسات من الرواية:
* " كان وليد يبحث دائماً عن ذلك التوازن الذي تحدث عنه طوال حياته، ولم يجده قط " .
* " أصبح الرعب جزءاً من حياتنا، نعايشه ونتحايل عليه كيفما اتفق ".
* " في سبيل الدفاع عمّا أؤمن به، حتى الحقد يكون فضيلة ".
* " كل ما أعرفه أن وليد أراد أن يأتي الحياة من جوانبها كلها ، ثم قذف بها عنه دفعة واحدة " .
* " يخشى على الحرية خشية أهل الترف، وينسى أن ضرورة الخبز تفوق كل الضرورات الأخرى !"
* " واتفقنا جميعاً على أن العراقيين كلهم شعراء : مُحاربون و عُشاق معاً ".
* " ضربني صبري بالحجر على وجهي لأنني كسبت منه خمس بيضات ملونات يوم العيد الكبير، ولكنه ضربني وهرب، هنا لا يهربون!
يضربونك ويقفون على رأسك، لأن يديك مقيدتان، وشعبك مقيّد ".
Read
March 30, 2022"كافح طوال حياته، وتعب، ويرفض أن يكف. أتستطيعين أن تعينيه على إراحة نفسه، على الأقل؟".
هل هي جمعٌ لما يمكن للإنسان أن يكابده في محاولاته الشتى لفهم الحياة أو في عدم مجارته للواقع وإملاءاته؟ هل المعاناة وعدم القدرة على العيش بوضوح هي قرار لمن يحاول ذلك؟ أو التحول إلى رمزية الفقد النابع من عدم الإستقرار، كالرمز يُقدّر ويحتاج إلى البحث الدائم والحثيث كما كان وليد المستعصي على الفهم.
عاش حياة انهالت عليه بالمعضلات الكثيرة، معضلة الوطن لربما والحبيب والجسد وكل الأسئلة التي ستُفقدك ذاتك عند مجابهتها ومعاملتها بحس إنسانيّ عالٍ يتحرى الإجابة فقط، وعندها لا الأرض بوسعها وعرضها ستكون وطنًا ولا أجساد العالم أجمع ستشبع ذاك النهم للجسد، لأن الكون سؤال دائم وحثيث وغير منتهٍ.
الرواية مخادعة، فخطها الأساس واضحٌ وثابت، ولكن أفكارها ومضامينها ودلالاتها متشظية، هي كدرسٍ مفتوح..
يعجبني (وفي حالات محددة) من يكتب ما يراه نصًا مناسبًا دون أن يلقي بالًا إلى مدى الوضوح فيما كتب، وخاصة للقارئ واحيانًا لذاته! إذ أن هذا النوع من الكتابة يتيح للقارئ –أنا على الأقل- المتعة والمحضة لاستنطاق جماليات كامنة غير معينة ولا يمكن تعريفها أو الإشارة إليها أو تحديدها سوى بوجودها فقط، وهذا يعطي النص قيمة أكبر تتمظهر أكثر من خلال قراءات متعددة من عديد القراء ينشرون الجمال وقد يتمكنون من الإشارة إليه، وتعريف الكاتب به أحيانًا في نصه هو!
اعتقد بأن النموذج وما يمثله وليد مسعود وما قد يرفضه بعض المتلقين في سمات شخصيته، هو تمامًا ما أراه متقاطع معنا وفينا بصفاته الإنسية، ولربما هذا أكثر ما جذبني في هذه الرواية وهو ما لا ينضب في شخصية المسعود بل يتعداه إلى باقي الشخصيات القلقة الأخرى.
وليد نموذجًا للتيه المادي والمعنوي الذي يمثل الماضي والحاضر وحتمًا المستقبل كنتيجة تلقائية مؤسفة..
الرواية أشبه بسيمفونية مخادعة ولكنها عذبة وشجية ليس لها بداية واضحة ولا نهاية أكيدة؛ سيمفونية عن استلطاف الكمال ومحاولة تتبع أثره، عن الألم، الجنون، الشجاعة ونجاعة الحياة.
أخيرًا، يرى البعض بأنه تمثيلًا للحالة/ الوجود الفلسطيني، شخصيًا لا اعتبر العمل يمكن إدراجه ضمن خانة "الأعمال الفلسطينية" إذ أنه حالة أكثر شمولًا وعمومًا من اختزالها في مشهد واحد رغم عمق المشهد الفلسطيني وتأويلاته.
هل هي جمعٌ لما يمكن للإنسان أن يكابده في محاولاته الشتى لفهم الحياة أو في عدم مجارته للواقع وإملاءاته؟ هل المعاناة وعدم القدرة على العيش بوضوح هي قرار لمن يحاول ذلك؟ أو التحول إلى رمزية الفقد النابع من عدم الإستقرار، كالرمز يُقدّر ويحتاج إلى البحث الدائم والحثيث كما كان وليد المستعصي على الفهم.
عاش حياة انهالت عليه بالمعضلات الكثيرة، معضلة الوطن لربما والحبيب والجسد وكل الأسئلة التي ستُفقدك ذاتك عند مجابهتها ومعاملتها بحس إنسانيّ عالٍ يتحرى الإجابة فقط، وعندها لا الأرض بوسعها وعرضها ستكون وطنًا ولا أجساد العالم أجمع ستشبع ذاك النهم للجسد، لأن الكون سؤال دائم وحثيث وغير منتهٍ.
الرواية مخادعة، فخطها الأساس واضحٌ وثابت، ولكن أفكارها ومضامينها ودلالاتها متشظية، هي كدرسٍ مفتوح..
يعجبني (وفي حالات محددة) من يكتب ما يراه نصًا مناسبًا دون أن يلقي بالًا إلى مدى الوضوح فيما كتب، وخاصة للقارئ واحيانًا لذاته! إذ أن هذا النوع من الكتابة يتيح للقارئ –أنا على الأقل- المتعة والمحضة لاستنطاق جماليات كامنة غير معينة ولا يمكن تعريفها أو الإشارة إليها أو تحديدها سوى بوجودها فقط، وهذا يعطي النص قيمة أكبر تتمظهر أكثر من خلال قراءات متعددة من عديد القراء ينشرون الجمال وقد يتمكنون من الإشارة إليه، وتعريف الكاتب به أحيانًا في نصه هو!
اعتقد بأن النموذج وما يمثله وليد مسعود وما قد يرفضه بعض المتلقين في سمات شخصيته، هو تمامًا ما أراه متقاطع معنا وفينا بصفاته الإنسية، ولربما هذا أكثر ما جذبني في هذه الرواية وهو ما لا ينضب في شخصية المسعود بل يتعداه إلى باقي الشخصيات القلقة الأخرى.
وليد نموذجًا للتيه المادي والمعنوي الذي يمثل الماضي والحاضر وحتمًا المستقبل كنتيجة تلقائية مؤسفة..
الرواية أشبه بسيمفونية مخادعة ولكنها عذبة وشجية ليس لها بداية واضحة ولا نهاية أكيدة؛ سيمفونية عن استلطاف الكمال ومحاولة تتبع أثره، عن الألم، الجنون، الشجاعة ونجاعة الحياة.
أخيرًا، يرى البعض بأنه تمثيلًا للحالة/ الوجود الفلسطيني، شخصيًا لا اعتبر العمل يمكن إدراجه ضمن خانة "الأعمال الفلسطينية" إذ أنه حالة أكثر شمولًا وعمومًا من اختزالها في مشهد واحد رغم عمق المشهد الفلسطيني وتأويلاته.
January 26, 2014
عالم عميق متشابك معقد شائك يبحث فيه جبرا عن المثقف الضائع التاائه والمتقلب , ولا يعرف ما يريد
( فعلى لسان شخصية مريم مقولة"المرءحصيلة ثقافته وبما ان الثقافة مصدرها اليوم الكتب الغربية او الجامعة بمناهجها العلمية التي مصدرها الحقيقي ايضاً هو الغرب اذن فالمثقف حصيلة غربية لا صلة لفكره في اعماقه بطبقته وارضه ...الخ)
فقاطعها جواد واذا كان مثقفاً ثقافة عربية دينية تقليدية؟
اجابت سيقولون انه هو حصيلة رجعية
فردت مريم ان الثقافة هي تقطيع لصلات الانسان بطبقته وارضه اي انها نوع من الخيانة!! اي ان كتبك هذه يا ابراهيم الحاج ايها المفكر الناقد الغاضب ما هي الا وباء خياني!!!
الرواية من النوع الصادم ولا استطيع ان احكم عليها وهي من نوع الروايات التي تهز افكارك وتدخل في دوامة صراع ما بين احداث الرواية والواقع ما بين ان تكذبه وتقتنع بهذا العالم الذي رسمه وصوره وبين ان ترفضه كلياً ولكنك لا تستطيع ان ترفضه كلياً فقد مر عليك وصادفت هكذا شخصيات للأسف ولا شيء تفعله سوى الانسحاب والتأمل والمراجعة
كنت سأعطي هذه الرواية نجمة او نجمتين واقول أوف يا جبرا لقد صدمتني روايتك وصدمتني شخصيتك هنا
عرفت جبرا واحببته من سيرته الذاتية بالبئر الاولى واحببت حبه للثقافة وللفنون في شارع الاميرات واهتمامه بالمثقفين
احببت فلسفته وتفكيره وقراءته في أقنعة الحقيقة والخيال
وكلما دخلت لاضيف الرواية ضمن قراءتي ترددت ولكن الشخصيات عالقة في الذهن تصول وتجول واقلبها من منظوري وهل عليي ان احكم عليها من منظوري ام لا... حينما خرجت من عالم الشخصيات وغربلتها اخذت اقيس الرواية بشكل عام واركز على الموضوعات والافكار واعيد في ذاكرتي جبرا الذي عرفت !!
رواية تؤخذ وتدرس من اكثر من زاوية من جانب تدخلك في المكان واللامكان .. في الهجرة والغربة وضياع الهوية وتمزق الذات,, عن الانسان والاله.. عن الحب عن العشق عن الخيانة عن عوالم الرجل وعوالم المرأة,, عن السادية والازوشية وخاصة في عالم المثقفين المتثاقفين ( وهذا اكثر ما كرهته بالرواية وكنت اقول اوف وكانت توقفني على الاستمرار بالقراءة) عن السياسة والحدود وهموم العربي... عن فلسطين.. ومن جانب فيها رموز واساطير ,, فيها واقع وخيال,, فيها الانا والآخر, فيها الفن والرسم والشعر والفصحى والعامي واللغوي,,, فيها النقد والتجريح والاعتراف وفيها المدح والتزويق ,,, فيها الغموض وفيها الظهور,, فيها الأنا وما خارج الأنا وما يبطن الانا وما يطهر فيها ...
من قرأ البئر الأولى وشارع الأميرات وهي السير الذاتية وايضاً كتبه النقدية وكتابه عن الاقنعة والخيال
سيعرف اين جبرا في كل شخصية اين فكره وحلمه وخياله وفنه ورسمه وشعره بوضوح,,, يرى ان جبرا يؤرخ نفسه بايجابياته وسلبياته... يرى السيرة الضمنية في دخيلة جبرا وما يميز ادب جبرا هو صراحته وعفويته
فهو مثلاً قبل مدخل روايته يقول هذه الرواية من خلق الخيال ولكنه يعود في الصفحة 48 من روايته ليقول (لتكون على عكس ما يدعي الروائيون فيما يكتبون حين يعلنون ان الشخصيات التي في روايتهم من خلق الخيال باحداثها واسمائها خشية من دعوة قذف او تهجم من احد يحسب انه هو المقصود باحدى شخصيات الرواية. شخصياتي هنا حقيقية وما الحادثة التي ارويها الا فصل صغير في حياة وليد ولن اكون الا اميناً ما وسعني الامانة))
May 15, 2017
وليد من ابناء بيت لحم ينظم ليكون راهبا ، حتى انه هرب الى كهف ليتعبد به ويتفرغ لهذه العبادة وان الملائكه سترزقه ماءه وغذائه هو اصدقائه ولكن لم يحدث شيء وبدأو بالبحث عن الطعام والماء بعد الشعور بالعطش والجوع فبل ان يعثر عليهم ويعيدونهم الى الدير.
لتفوقه يحصل على منحه ليصبح راهبا في ايطاليا ، ولكن بعد ذلك يترك الرهبنه ويتحول الى الاقتصاد ودراسات اخرى.
وبعد الاحتلال الصهيوني يبدا وليد في البحث عن ذاته ، عما يمكن ان يقدمه الى وطنه، كيف يحارب ، كيف يقاتل ، اتخذ العراق كبلد للاقامه به .
وهنا يبدأ الحديث عن الثقافة وككل المثقفين بذلك الوقت على ما اعتقد يشعرون بالاغتراب وخاصة في ذلك الوقت كان تراجع الفكر الاسلامي وتتقاذفهم افكار القومية والشيوعية وغياب الثقافة العربية .
اختفى وليد مسعود ولم يظهر ، وخلال البحث عن وليد اصبح اصدقاءه يبحثون عن انفسهم عن ذواتهم .
هل وجدوها ؟؟؟؟
لتفوقه يحصل على منحه ليصبح راهبا في ايطاليا ، ولكن بعد ذلك يترك الرهبنه ويتحول الى الاقتصاد ودراسات اخرى.
وبعد الاحتلال الصهيوني يبدا وليد في البحث عن ذاته ، عما يمكن ان يقدمه الى وطنه، كيف يحارب ، كيف يقاتل ، اتخذ العراق كبلد للاقامه به .
وهنا يبدأ الحديث عن الثقافة وككل المثقفين بذلك الوقت على ما اعتقد يشعرون بالاغتراب وخاصة في ذلك الوقت كان تراجع الفكر الاسلامي وتتقاذفهم افكار القومية والشيوعية وغياب الثقافة العربية .
اختفى وليد مسعود ولم يظهر ، وخلال البحث عن وليد اصبح اصدقاءه يبحثون عن انفسهم عن ذواتهم .
هل وجدوها ؟؟؟؟
July 31, 2017
في رحلة البحث عن وليد مسعود ، ستبحث معه عن ذاتك لتكتشف انه الوحيد الذي لم يضع وضاع الجميع في فلكه..
لجبرا اسلوب في خلق شخصيات اسطوريه ، لا احبذه بشده لكنه يجيده ، المتعة هنا في تعدد الرواة وكانك ترى الحكايه باكثر من عين
وليد مسعود هو رمز التيه الفلسطيني ، وان كان يحق له أن يحب امراه في عمر الخمسين فكيف لا يحق له أن يحب وطنه المسلوب ؟!
انتقادي للروايه في اغراقها بالمشاهد الجنسية التي لم اجد لكثرتها من داع الا عادة الكتاب احيانا في حشو الاحداث...
لجبرا اسلوب في خلق شخصيات اسطوريه ، لا احبذه بشده لكنه يجيده ، المتعة هنا في تعدد الرواة وكانك ترى الحكايه باكثر من عين
وليد مسعود هو رمز التيه الفلسطيني ، وان كان يحق له أن يحب امراه في عمر الخمسين فكيف لا يحق له أن يحب وطنه المسلوب ؟!
انتقادي للروايه في اغراقها بالمشاهد الجنسية التي لم اجد لكثرتها من داع الا عادة الكتاب احيانا في حشو الاحداث...
February 10, 2021
طويلة ومملة.... لأبعد حد
فكرة الرواية لا تحتاج لهذا الكم من الجمل والكلمات
"لماذا أذبح ثوراً إذا كانت دجاجة تكفيني " حمازاتوف 💚
الإسهاب الإسهاب سيء ....يُضيع الفكرة الأصلية للنص
فكرة الرواية لا تحتاج لهذا الكم من الجمل والكلمات
"لماذا أذبح ثوراً إذا كانت دجاجة تكفيني " حمازاتوف 💚
الإسهاب الإسهاب سيء ....يُضيع الفكرة الأصلية للنص
November 17, 2017
البحث عن وليد مسعود
رواية عبقرية تقرأ في كل الأزمان و الأماكن و الأوقات ، اختيرت بجداره في المرتبة الثانية كافضل رواية عربية ، بعد رواية الثلاثية التي احتلت المرتبة الاولى لنجيب محفوظ ، و قبل رواية شرف لليساري المصري صنع الله ابراهيم التي احتل المرتبة الثالثة في قائمة الشرف .
حبكة الرواية تتلخص في اسمها ( البحث عن وليد مسعود ) ، و هي البحث و الاستدلال عن رجل من أصول فلسطينية اسمه وليد مسعود يقطن بغداد ، فقد فجأة في الطريق اثناء سفره على طريق الرطبة . يقوم صديقة جواد حسني في البحث عنه عبر استقراء كتاباته و حواره مع الأصدقاء.
الشخصيات الرئيسيّة في الرواية : وليد مسعود الفرحان متزوج من ريمة ولديه ابن اسمه مروان ، ريمة تصاب بالجذام و ابنه يختار طريق الجهاد في الاراضي الفلسطينية ، كاظم اسماعيل محامٍ و كاتب ، اخته سميرة متزوجة من الدكتور طارق رؤوف الذي يمتهن الطب النفسي ، وصال أخت الدكتور رؤوف من الأب ، العراقية الشبقه مريم الصفار زوجه هشام الموظف الكبير في دوائر الدولة ، العازب ابراهيم الحاج نوفل موظف في نفس دائرة هشام ، عامر عبد الحميد رجل الاعمال الثري و زوجته الأجنبية آن ، جواد حسني زوج هالة .
تتقسم الرواية الى اثنا عشر فصل ، و هندسية الروية مبنية بشكل فريد و معقد و ليس بالسهول فهمها و تجميع أحداثها ، الكاتب الفلسطيني المسيحي جبرا ابراهيم جبرا ابدع في غزل خيوط احداث الرواية و مزجها بشكل تقني، من بغداد و بيروت و بيت لحم و لندن و ابو ظبي ، يحلق الكاتب بالقارئ الى الأماكن و بازمان مختلفة ، لا أستطيع وصف تقنية الكاتب في هذه الرو��ية بالفلاش باك ، إنما طريقة هندسية فريدة من نوعها .
الاصادر الاول للرواية كان عام ١٩٧٨ ، و تناولت حقبة العراق السياسية ثورة تموز و الوثبة ، و الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية بشكل خاص .
من خلال البحث عن وليد مسعود على لسان الشخصيات الرئيسيّة الكثر في الرواية ، نستقرئ ان تلك الشخصيات تبحث عن ذاتها ، عن شخصياتها عبر البحث عن وليد نفسه .
تركيب الرواية من حيث المكان و الزمان متفرق ، احداث ماضية و حاضرة في مدن عدة ، شخصيات عربية معضمها من العراق و فلسطين ، لغة الرواية رصينة و شاعرية و الحديث جاء على لسان شخصيات الرواية الرئيسيّة ، الكل يتسائل عن وليد مسعود ، هل هو فقد ام قتل ام تم اختطافه ، ترك وليد مسعود سيارته على طريق الرطبة و اخر من شاهده صديقيه كاظم و د.طارق .
ترك وليد مسعود شريط كاست داخل سيارته ، و هذا الشريط فيه تسجيل صوتي لبعض الأحداث و متعلق ببعض الشخصيات ، تركة وليد مسعود كتب و مقالات و شريط كاسيت بصوته و علاقات واسعة و متشعبة من الصعب تعقبها وفهمها .
شخصية و لِيَد مسعود ثورية جهادية و مثقفة و ورومانسية ، ثوريته و وطنيته تتجلى في مقارعته للاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية ، و ثقافته واضحة في كتبه التي اصدرها و منها الانسان و الحضارة ، و رومانسيته ظاهرة في علاقاته النسائية الكثيرة و المتشعبة و منها علاقته بمريم الصفار و وصال اللتان ادمناتن حبه الشبق.
من اكثر الأمور التي أعُجبت بها هي تركيب الرواية الهندسي ، و على غرار رائعة ماركيز في روايته النوبلية ( قصة موت معلن ) ، يقدم الكاتب مقدماً نهاية الرواية ومنثم يغور في تفاصيل الاحداث اَي تشويق بنكهة مغايرة و مختلفة.
رواية عبقرية تقرأ في كل الأزمان و الأماكن و الأوقات ، اختيرت بجداره في المرتبة الثانية كافضل رواية عربية ، بعد رواية الثلاثية التي احتلت المرتبة الاولى لنجيب محفوظ ، و قبل رواية شرف لليساري المصري صنع الله ابراهيم التي احتل المرتبة الثالثة في قائمة الشرف .
حبكة الرواية تتلخص في اسمها ( البحث عن وليد مسعود ) ، و هي البحث و الاستدلال عن رجل من أصول فلسطينية اسمه وليد مسعود يقطن بغداد ، فقد فجأة في الطريق اثناء سفره على طريق الرطبة . يقوم صديقة جواد حسني في البحث عنه عبر استقراء كتاباته و حواره مع الأصدقاء.
الشخصيات الرئيسيّة في الرواية : وليد مسعود الفرحان متزوج من ريمة ولديه ابن اسمه مروان ، ريمة تصاب بالجذام و ابنه يختار طريق الجهاد في الاراضي الفلسطينية ، كاظم اسماعيل محامٍ و كاتب ، اخته سميرة متزوجة من الدكتور طارق رؤوف الذي يمتهن الطب النفسي ، وصال أخت الدكتور رؤوف من الأب ، العراقية الشبقه مريم الصفار زوجه هشام الموظف الكبير في دوائر الدولة ، العازب ابراهيم الحاج نوفل موظف في نفس دائرة هشام ، عامر عبد الحميد رجل الاعمال الثري و زوجته الأجنبية آن ، جواد حسني زوج هالة .
تتقسم الرواية الى اثنا عشر فصل ، و هندسية الروية مبنية بشكل فريد و معقد و ليس بالسهول فهمها و تجميع أحداثها ، الكاتب الفلسطيني المسيحي جبرا ابراهيم جبرا ابدع في غزل خيوط احداث الرواية و مزجها بشكل تقني، من بغداد و بيروت و بيت لحم و لندن و ابو ظبي ، يحلق الكاتب بالقارئ الى الأماكن و بازمان مختلفة ، لا أستطيع وصف تقنية الكاتب في هذه الرو��ية بالفلاش باك ، إنما طريقة هندسية فريدة من نوعها .
الاصادر الاول للرواية كان عام ١٩٧٨ ، و تناولت حقبة العراق السياسية ثورة تموز و الوثبة ، و الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية بشكل خاص .
من خلال البحث عن وليد مسعود على لسان الشخصيات الرئيسيّة الكثر في الرواية ، نستقرئ ان تلك الشخصيات تبحث عن ذاتها ، عن شخصياتها عبر البحث عن وليد نفسه .
تركيب الرواية من حيث المكان و الزمان متفرق ، احداث ماضية و حاضرة في مدن عدة ، شخصيات عربية معضمها من العراق و فلسطين ، لغة الرواية رصينة و شاعرية و الحديث جاء على لسان شخصيات الرواية الرئيسيّة ، الكل يتسائل عن وليد مسعود ، هل هو فقد ام قتل ام تم اختطافه ، ترك وليد مسعود سيارته على طريق الرطبة و اخر من شاهده صديقيه كاظم و د.طارق .
ترك وليد مسعود شريط كاست داخل سيارته ، و هذا الشريط فيه تسجيل صوتي لبعض الأحداث و متعلق ببعض الشخصيات ، تركة وليد مسعود كتب و مقالات و شريط كاسيت بصوته و علاقات واسعة و متشعبة من الصعب تعقبها وفهمها .
شخصية و لِيَد مسعود ثورية جهادية و مثقفة و ورومانسية ، ثوريته و وطنيته تتجلى في مقارعته للاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية ، و ثقافته واضحة في كتبه التي اصدرها و منها الانسان و الحضارة ، و رومانسيته ظاهرة في علاقاته النسائية الكثيرة و المتشعبة و منها علاقته بمريم الصفار و وصال اللتان ادمناتن حبه الشبق.
من اكثر الأمور التي أعُجبت بها هي تركيب الرواية الهندسي ، و على غرار رائعة ماركيز في روايته النوبلية ( قصة موت معلن ) ، يقدم الكاتب مقدماً نهاية الرواية ومنثم يغور في تفاصيل الاحداث اَي تشويق بنكهة مغايرة و مختلفة.
November 12, 2013
سأتحدث في البداية عن ابداع جبرا ابراهيم جبرا في جمعه لكل هذه الشخصيات المختلفة نفسيا وفكريا واجتماعيا، كيف استطاع حشد كل هذه الأصوات للتعبير عن بؤسها ونظرتها ونشوتها وسطحيتها وعمقها؟! قلما نجد مثل هذا الإبداع صدقا إنه مدهش تجري الأحداث وتحركات الشخصيات ومناجاتها لنفسها بكل يسر دون اضطراب بل قلمه لجبرا يخلق عالما في غاية الاتقان.أما الشريط فهو حالة اخرى مختلفة قرأته اكثر من مرة مع تداخل الزمن والمكان والاسماء ،لا يمكنك أن تصفه سوى أنه هذيان غريب رائع.يسري بك.
أما وصال ووليد إنها حالة أخرى مختلفة إنها حالة حب ساحرة وآسرة فصل وصال كان الأجمل والامتع .
والأقرب لي كان فصل عيسى الناصر هذا لأنني أحب المجتمع الفلسطيني القديم أحب كل حكاياته.
أما وليد مسعود إنه شخصية اسطورية ، وليد هو البطل والمنقذ الفلسطيني بقوته العقلية والجسدية فهو بطل الكلمة والحرب .
أما فصول مريم وطارق وابراهيم فقفزت إلى ذهني صورة عن فيلم مصري بالابيض والأسود لا يفقهون سوى بالخمر والخيانات ، ابتذلهم جبرا مع اصراره على رفع
مستوى حواراتهم وفكرهم وكأن هذا المستوى إهانة لهم ، هم في قصور عاجية .
"أصبح الرعب حزءا من حياتنا ،نعايشه،ونتحايل عليه،كيفما اتفق، وأصبح الجزء الأكبر من تفكيرنا تفكير المتآمر ،تفكيرالخائف ،تفكير المتقي شر الناس.تحت تأثير هذا الضرب من التفكير يطلبون إليك أن تبدع"
"لقد كانت مصيبة الفلسطيني لا النفي عن مسقط رأسه فحسب، بل الصعوبة المفروضة عليه في التنقل من بلد إلى بلد، ورصده رصد المجرمين من اجهزة أمن لا تحصى انواعها.
ما من حكومة عربية إلا وتصرخ بالوحدة وتضع في الوقت نفسه ألف حاجز بين قطرها والقطر العربي الآخر ."
أما وصال ووليد إنها حالة أخرى مختلفة إنها حالة حب ساحرة وآسرة فصل وصال كان الأجمل والامتع .
والأقرب لي كان فصل عيسى الناصر هذا لأنني أحب المجتمع الفلسطيني القديم أحب كل حكاياته.
أما وليد مسعود إنه شخصية اسطورية ، وليد هو البطل والمنقذ الفلسطيني بقوته العقلية والجسدية فهو بطل الكلمة والحرب .
أما فصول مريم وطارق وابراهيم فقفزت إلى ذهني صورة عن فيلم مصري بالابيض والأسود لا يفقهون سوى بالخمر والخيانات ، ابتذلهم جبرا مع اصراره على رفع
مستوى حواراتهم وفكرهم وكأن هذا المستوى إهانة لهم ، هم في قصور عاجية .
"أصبح الرعب حزءا من حياتنا ،نعايشه،ونتحايل عليه،كيفما اتفق، وأصبح الجزء الأكبر من تفكيرنا تفكير المتآمر ،تفكيرالخائف ،تفكير المتقي شر الناس.تحت تأثير هذا الضرب من التفكير يطلبون إليك أن تبدع"
"لقد كانت مصيبة الفلسطيني لا النفي عن مسقط رأسه فحسب، بل الصعوبة المفروضة عليه في التنقل من بلد إلى بلد، ورصده رصد المجرمين من اجهزة أمن لا تحصى انواعها.
ما من حكومة عربية إلا وتصرخ بالوحدة وتضع في الوقت نفسه ألف حاجز بين قطرها والقطر العربي الآخر ."
December 27, 2014
البحث عن وليد مسعود رواية تذكرني باسلوب الطيب صالح الروائي في رائعته "موسم الهجرة الى الشمال" بما تحويه هذه الشخصية من الغموض الذي يزداد مع كل معلومة نعرفها عن هذه الشخصية الفريدة و ذلك على لسان اصدقائه و صديقاته...كلما عرفنا جزءا من هذه الحياة برزت الى الاذهان اسئلة اخرى لتكون نهاية القصة مليئة بالاحتمالات التي تتناسب مع تلك الطاقات العظيمة و الافكار العظيمة و القوى العظيمة التي عصفت بوليد مسعود على مدار حياته
لم يكن الكتاب بمجرد شهادة مجردة سجلها اصدقاء وليد في محاولة لاكتشاف حقيقة احتفائه و انما كانت كل شهادة تحليلا نفسيا لشخضية صاحب الشهادة و كيف جاءت حياة وليد مسعود لتؤثر في حياة صاحب الشهادة و الى الابد....فكان جبرا صائبا عندما رأى ان شخصية وليد هي المرآة التي استطاعت كل شخصية في الكتاب ان ترى فيها نفسها و ان تعرف من خلالها عن نفسها الكثير
اسلوب جبراالرائع و قدرته على تطويع قلمه بين الشخصيات المتناقضة متقمصا الدور بحنكة عظيمة و فهم عميق للنفس البشرية ليبرز وجه وليد مسعود..الفلسطيني الذي عاش حياته كلها مرتبطا بقضيته برباط لا ينفصم...كل هذا أهل هذا الكتاب ليحتل المركز الثاني في قائمة افضل 100 رواية عربية....و جعل وليد مسعود اسما سوف يتردد في جنبات عقول كل من قرأوا هذه الرائعة الى الابد
لم يكن الكتاب بمجرد شهادة مجردة سجلها اصدقاء وليد في محاولة لاكتشاف حقيقة احتفائه و انما كانت كل شهادة تحليلا نفسيا لشخضية صاحب الشهادة و كيف جاءت حياة وليد مسعود لتؤثر في حياة صاحب الشهادة و الى الابد....فكان جبرا صائبا عندما رأى ان شخصية وليد هي المرآة التي استطاعت كل شخصية في الكتاب ان ترى فيها نفسها و ان تعرف من خلالها عن نفسها الكثير
اسلوب جبراالرائع و قدرته على تطويع قلمه بين الشخصيات المتناقضة متقمصا الدور بحنكة عظيمة و فهم عميق للنفس البشرية ليبرز وجه وليد مسعود..الفلسطيني الذي عاش حياته كلها مرتبطا بقضيته برباط لا ينفصم...كل هذا أهل هذا الكتاب ليحتل المركز الثاني في قائمة افضل 100 رواية عربية....و جعل وليد مسعود اسما سوف يتردد في جنبات عقول كل من قرأوا هذه الرائعة الى الابد
November 5, 2024
يا لروعة قلمك وفكرك وأسئلتك وإجاباتك يا جبرا
…………..
يحدث أن تنتهي من عمل وهو باق فيك، يحدث أن تقرأ رواية فتأخذك من نفسك والتزاماتك وحتى نومك، فتسهر ليلًا معها، نديمتك ورفيقتك .. يحدث أن ترى في عملٍ ما الأسئلة والإجابات معًا بالتناص والتشظي ذاته، بالفزع والحب معًا، بوجوه تأتي إلى خيالك ملوّحة، بمرآة أنطولوجية مكسورة ولكن مصقولة لحالة الشتات والوجع والغربة والأنسنة والذات …
وبعد أن تنتهي من القراءة، تجد نفسك مملوءًا بالفراغ، وومملوءًا بالأسئلة، ومملوءًا بالدهشة، ومملوءًا بالتأويلات ..
لا تدري أين تراوح، وكيف أن تلقي بعبء قلبك من هذا العذاب وهذا الوجع وهذا الألم، تفر كغزال جريح ولكن بشواهد وندبات باقية، تتوه في متاهات زئبقية حلزونية عميقة؛ قلبك وروحك في حالة استغاثة عاجلة من كل هذه المتعة وهذه الفلسفة وهذه الرؤية وهذا الكم والعبء الجمالي التأويلي اللغوي والشاعري والفدائي والعربي ولكل تشطرات الروح التي ضاعت في منافي الغربة والهجرة وعلى دجلة وأسوار بابل وعلى شواطئ بيروت وفي مخيمات اللاجئين، في قداسة بيت لحم ومغارة مريم المقدسة وأديرة إيطاليا والقدس والسلط ومأدبة..
يا الهي يا جبرا ماذا فعل قلمك بي، وماذا فعل وليد مسعود في داخلي قضيت يومين كاملين لا يهنأ لي بال ولا تنام لي عين، فاغرة فم الدهشة ومستمتعة بقراءة هذا العمل الذي سحر لبي بكل مافيه …
جبرا، منيف ، حنا مينة، حيدر حيدر وآخرون ، كلهم كانوا بأرواحهم أراهم يطلون علي ّ من عليائهم وأنا أقرأ هذا العمل ، وأرى انعكاسات وجوههم وأنا أقلب الصفحات …
وليد مسعود، أتمنى مقابلتك يومًا ما، فأنا ما زلت أيضًا أبحث عنك، رغم إنك تجذرت في داخلي كما تجذرت في من هم حولك، فاستظلوا بفيئك..
…………..
يحدث أن تنتهي من عمل وهو باق فيك، يحدث أن تقرأ رواية فتأخذك من نفسك والتزاماتك وحتى نومك، فتسهر ليلًا معها، نديمتك ورفيقتك .. يحدث أن ترى في عملٍ ما الأسئلة والإجابات معًا بالتناص والتشظي ذاته، بالفزع والحب معًا، بوجوه تأتي إلى خيالك ملوّحة، بمرآة أنطولوجية مكسورة ولكن مصقولة لحالة الشتات والوجع والغربة والأنسنة والذات …
وبعد أن تنتهي من القراءة، تجد نفسك مملوءًا بالفراغ، وومملوءًا بالأسئلة، ومملوءًا بالدهشة، ومملوءًا بالتأويلات ..
لا تدري أين تراوح، وكيف أن تلقي بعبء قلبك من هذا العذاب وهذا الوجع وهذا الألم، تفر كغزال جريح ولكن بشواهد وندبات باقية، تتوه في متاهات زئبقية حلزونية عميقة؛ قلبك وروحك في حالة استغاثة عاجلة من كل هذه المتعة وهذه الفلسفة وهذه الرؤية وهذا الكم والعبء الجمالي التأويلي اللغوي والشاعري والفدائي والعربي ولكل تشطرات الروح التي ضاعت في منافي الغربة والهجرة وعلى دجلة وأسوار بابل وعلى شواطئ بيروت وفي مخيمات اللاجئين، في قداسة بيت لحم ومغارة مريم المقدسة وأديرة إيطاليا والقدس والسلط ومأدبة..
يا الهي يا جبرا ماذا فعل قلمك بي، وماذا فعل وليد مسعود في داخلي قضيت يومين كاملين لا يهنأ لي بال ولا تنام لي عين، فاغرة فم الدهشة ومستمتعة بقراءة هذا العمل الذي سحر لبي بكل مافيه …
جبرا، منيف ، حنا مينة، حيدر حيدر وآخرون ، كلهم كانوا بأرواحهم أراهم يطلون علي ّ من عليائهم وأنا أقرأ هذا العمل ، وأرى انعكاسات وجوههم وأنا أقلب الصفحات …
وليد مسعود، أتمنى مقابلتك يومًا ما، فأنا ما زلت أيضًا أبحث عنك، رغم إنك تجذرت في داخلي كما تجذرت في من هم حولك، فاستظلوا بفيئك..
March 19, 2024
يجب أن تضع في اعتبارك تاريخ نشر هذه الرواية 1978 لتعلم أنها تقنياً نقطة فارقة في تطور الأدب العربي الحديث بتقديم رواية بوليفونية متماسكة بكل شخصياتها المتعبة والمثقفة والرافضة والمتمردة جاءت في سياق لغوي بديع فعلا وأسلوب رشيق وحملها جبرا إبراهيم جبرا العديد من الإسقاطات السياسية والاجتماعية على المجتمع العربي في الخمسينيات مع التركيز على الوضع في العراق والإشارات الدائمة للقضية الفلسطينية والمدهش أن الوضع قد ازداد سوءا عما كان عليه وقتها مع كل النقد الذي يوجهه جبرا إلى هذا الواقع المرير والإنهزامي
ما لم يعجبني في الرواية هو مجتمع اليساريين الذين يتجرعون الخمر ليلا ونهارا وكمية الخيانات الزوجية والعلاقات الآثمة التي تعج بها الرواية والتي تعكس مدى انحلالهم الأخلاقي الذي يخترق ثقافتهم ومعظم الايدولوجيات التي يؤمنون بها
رواية مهمة وهي تحتل المركز الثاني في قائمة أهم 100 رواية عربية
ما لم يعجبني في الرواية هو مجتمع اليساريين الذين يتجرعون الخمر ليلا ونهارا وكمية الخيانات الزوجية والعلاقات الآثمة التي تعج بها الرواية والتي تعكس مدى انحلالهم الأخلاقي الذي يخترق ثقافتهم ومعظم الايدولوجيات التي يؤمنون بها
رواية مهمة وهي تحتل المركز الثاني في قائمة أهم 100 رواية عربية
August 24, 2024
في المجمل الرواية جيده إلى حد كبير، علما بأني لم اكن على دراية انها في المرتبة الثانية كأفضل رواية عربية، وهذه شىء جيد بالنسبة لي، لانني كنت سأصاب بالإحباط إن شرعت فيها على هذا الأساس ..
وهذا لا يعني ان الرواية ليست جيدة ولكنها ليست بهذه الروعة
لنبدأ بمميزات الرواية ثم لنذهب إلي الباقي
ظننت في البداية أن عملية البحث عن الحج وليد ستتم فعلا بشكل عملى حيث يقوم الأصدقاء بجمع أوراقهم والبحث عنه فعلا ولكن ما حدث كان واقعياً اكثر، فالأصدقاء لم يبحثوا عنه، بل تحدثو عنه وإختزلوه في أنفسهم، كلٌ تحدث عن وليده وكلٌ وقف على اطلاله وبكاه، لكن من ذا بحث عنه فعلا ففي النهاية لم يقم أحد من مقعده، من يحب الفن رسم عنه لوحه، من يكتب كتب عنه مقاله، وآخر جمع مقالاته. ليس الجميع ولكن الجمع هنا واجب.
بالإضافة إلى لغة الكتابة الشاعرية والموسيقية حقا لغة أنيقة وفي غاية التمزيج، بالمختصر نص راقٍ.
ما لم يعجبني إحتواء الرواية على مشاهد منعدمة الحياء تماما اكاد اجزم ان الغابة النرويجة اقل منها فجاجة .. انا كنت بخبي الأوراق عن اهلى مش كدا يا استاذ جبرا
وكان هناك بعض التمطيط المتعمد بشكل ملموس وواضح
وكل ما اثار حنقي وقلل عدد النجوم إلى هذا الحد أن استاذ وليد الفلسطيني حتى النخاع، كان شريب سكير نسونجي كل البنات بتحبه كل البنات حلوين .. البطل بقا.
ودا شىء أراه في غاية السذاجة.
كنت استمتع بروي الرجال عنه رغم لأني اجدهم اكثر رقي في الحديث عنه بشكل ما.
في النهاية الرواية تستحق القرأة مع الوضع في الإعتبار هذه النقاط.
وهذا لا يعني ان الرواية ليست جيدة ولكنها ليست بهذه الروعة
لنبدأ بمميزات الرواية ثم لنذهب إلي الباقي
ظننت في البداية أن عملية البحث عن الحج وليد ستتم فعلا بشكل عملى حيث يقوم الأصدقاء بجمع أوراقهم والبحث عنه فعلا ولكن ما حدث كان واقعياً اكثر، فالأصدقاء لم يبحثوا عنه، بل تحدثو عنه وإختزلوه في أنفسهم، كلٌ تحدث عن وليده وكلٌ وقف على اطلاله وبكاه، لكن من ذا بحث عنه فعلا ففي النهاية لم يقم أحد من مقعده، من يحب الفن رسم عنه لوحه، من يكتب كتب عنه مقاله، وآخر جمع مقالاته. ليس الجميع ولكن الجمع هنا واجب.
بالإضافة إلى لغة الكتابة الشاعرية والموسيقية حقا لغة أنيقة وفي غاية التمزيج، بالمختصر نص راقٍ.
ما لم يعجبني إحتواء الرواية على مشاهد منعدمة الحياء تماما اكاد اجزم ان الغابة النرويجة اقل منها فجاجة .. انا كنت بخبي الأوراق عن اهلى مش كدا يا استاذ جبرا
وكان هناك بعض التمطيط المتعمد بشكل ملموس وواضح
وكل ما اثار حنقي وقلل عدد النجوم إلى هذا الحد أن استاذ وليد الفلسطيني حتى النخاع، كان شريب سكير نسونجي كل البنات بتحبه كل البنات حلوين .. البطل بقا.
ودا شىء أراه في غاية السذاجة.
كنت استمتع بروي الرجال عنه رغم لأني اجدهم اكثر رقي في الحديث عنه بشكل ما.
في النهاية الرواية تستحق القرأة مع الوضع في الإعتبار هذه النقاط.
November 26, 2015
دوما يسرقني جبرا إلى عوالم خلفية في أزقة الفكر و البحث عن الذات.
يا وليد مسعود.. عوالمك مخيفة .. زواياك غامضة زادتني ضياعا..
يا أيها الفلسطيني المبتور .. اهدأ .. لا تنقل عالمك الراكض الهائج داخلك إليّ .. خوفك و ضياعك و هزيمتك تثير في الركض وراء السراب و الاوهام..
هذا هو ما نجح جبرا بتجسيده في روايته بأسلوب راق و رائع يحترم عقل القاريء لأقصى درجة.حبكة الرواية ليست متقنة جدا و لا أظن أن جبرا عمل عليها بقدر ما عمل على أسلوب السرد الرائع و الفذ في ذات الوقت.
ما أعجبني بالرواية هو عدم وصول الرواية إلى نقطة تأزم تنفرج بعده الأزمات بل عمد جبرا إلى إجبار الرواية على السير في نسق اعتيادي رائع لم يثر فيّ الملل أبدا.
قد لا تكون هذه الرواية عن البحث عن شخص وليد مسعود بقدر ما تكون عن البحث عن ذواتنا الشاردة الضائعة التي غالبا ما نعجز عن قراءتها أو الوصول إليها.
كل صديق من أصدقاء وليد اكتشف الكثير عن نفسه و عن الآخرين خلال استرجاعه وليد مسعود ذاك البطل الغائب الحاضر.
جبرا..
دوما تنجح في استدراجي إلى عوالمك الغامضة المهيبة
يا وليد مسعود.. عوالمك مخيفة .. زواياك غامضة زادتني ضياعا..
يا أيها الفلسطيني المبتور .. اهدأ .. لا تنقل عالمك الراكض الهائج داخلك إليّ .. خوفك و ضياعك و هزيمتك تثير في الركض وراء السراب و الاوهام..
هذا هو ما نجح جبرا بتجسيده في روايته بأسلوب راق و رائع يحترم عقل القاريء لأقصى درجة.حبكة الرواية ليست متقنة جدا و لا أظن أن جبرا عمل عليها بقدر ما عمل على أسلوب السرد الرائع و الفذ في ذات الوقت.
ما أعجبني بالرواية هو عدم وصول الرواية إلى نقطة تأزم تنفرج بعده الأزمات بل عمد جبرا إلى إجبار الرواية على السير في نسق اعتيادي رائع لم يثر فيّ الملل أبدا.
قد لا تكون هذه الرواية عن البحث عن شخص وليد مسعود بقدر ما تكون عن البحث عن ذواتنا الشاردة الضائعة التي غالبا ما نعجز عن قراءتها أو الوصول إليها.
كل صديق من أصدقاء وليد اكتشف الكثير عن نفسه و عن الآخرين خلال استرجاعه وليد مسعود ذاك البطل الغائب الحاضر.
نحن ألعوبة ذكرياتنا، مهما قاومنا. خلاصتها وضحاياها معا. تسيطر علينا. تحلي المرارة. تراوغنا. تذهب أنفسنا حسرات عن حق أو غير حق. كيف نمسك بهذه الأحلام المعكوسة، هذه الأحلام التي تجمد الماضي وتطلقه معا، هذه الصور المتناثرة أحيانا كالغيوم فوق سهوب الذهن، المضغوطة أحيانا كالماسات الثمينة بين تلافيف النفس؟
جبرا..
دوما تنجح في استدراجي إلى عوالمك الغامضة المهيبة
Displaying 1 - 30 of 271 reviews