يحتوي الكتاب على اليوميات الخاصة لبيسوا والحافلة بالأفكار التي شغلته وألهمته، كما يضم 25 قصيدة جديدة لبيسوا. عن الكتاب: في شذرات نثرية يقدم رؤيته لطبيعة الفن والإنسان والهوية، ذاته وحدسه وثقافته المتعمقة بتاريخ وطبائع الشعراء السابقين، باحثًا عن هويته المراوغة أبدًا والتي يرغب هو أيضًا في نسيانها ومراوغتها، بارتداء العديد من الأقنعة كالممثل الذى يتشظى إلى شخصيات عديدة، وبحيث يصبح التنوع والفقد الدائم لهوية واحدة ثابتة أكثر ثراءً وجمالاً.
الكتاب صعب إلى حد ما، و الترجمة رائعة.. شابووه. سوف أقرأ أى شئ لفرناندو بيسوا أو عن فرناندو بيسوا "المدهوش أبدا". ❤️ أنصحكم بالبدء بكتاب "فرناندو بيسوا رسائل ونصوص"😍.. من نفس الدار"الكتب خان".. كتاب ممتع جدا وسهل.. 5 نجوم⭐⭐⭐⭐⭐.
"عندما يقع لي ما كنت توقّعته أجده دومًا شيئًا غير متوقّع"
"لطالما بدا لي أمرًا نافلًا أن ننظر إلى الحياة كما لو كانت واديًا للدموع. إنها وادٍ للدموع"
"أنا مثل مسافر وجد نفسه فجأة في مدينة غريبة من دون أن يعرف كيف وصل إليها، وهناك دومًا ما يذكرني بتلك الفئة من الناس الذين فقدوا ذاكرتهم وكفّوا عن أن يكونوا أنفسهم منذ وقت طويل."
متفرّد أسلوب بيسوا في التعبير عن كينونته واغترابه البشريّ ويوميات دهشته.
فلسفة بيسوا الغربية والعميقة حاضرة في هذه اليوميات المدهشة جدا بالفعل! لا أظنها اختلفت في مضامينها عن كتابه اللاطمأنينة، ولكني وجدت انها هنا منسقة مختصرة ، الترجمة جيدة والكتاب اصلا ترجمه ادوين هونيج الاميركي الجنسبة .
بيسوا المهموم بالذات والافكار والمشاعر ، متقد الفكر عن سير الحياة يؤكد في يومياته ان الحقيقة الوحيدة في الكون هي المشاعر ، وان الافكار ماهي الا انعكاس للآخرين ووجودنا بينهم .
قد نجد انفسنا في كثير من المقاطع حسب مزاجنا وحالتنا الفكرية .. والدخول لعالم بيسوا يعني التيه برأيي حتى آخر صفحة من الكتاب :)
وبس والله …
# الصباح في الريف وجود ، الصباح في المدينة وعد الاول يفتح الطريق للعيش الثاني يفتح الطريق للعقل # كل شئ قمت به فكرت فيه كنته # الاصدقاء : لاأحد حفنة من المعارف فقط في ظنهم انهم يتعاطفون معي والارجح أنهم سيتبرمون اذا ماصدمتني سيارة وجرى دفني في يوم ماطر
الاعتداد بالنفس هو وعي قيمة الذات (عن حق أو خطأ)، الغرور هو استعراض قيمة الذات عن حق أو خطأ) أمام الآخرين. يمكن أن يكون المرء معتدا بنفسه دون أن يكون مغرورًا، ويمكن أن يكون معتدا بنفسه ومغرورًا في الوقت نفسه. ويمكن أن يكون مغرورا دون أن يكون معتدا بنفسه لأن هذه هي طبيعة الإنسان. من النظرة الأولى يبدو صعبًا أن نفهم كيف يمكن أن نكون واعيين لقيمة أنفسنا أمام الآخرين قبل أن نكون واعيين لتلك القيمة لأنفسنا. إن كانت الطبيعة البشرية عاقلة فلن يكون ثمة تفسير لذلك أبدًا. ولكن الإنسان يعيش في الأول حياة خارجية ومن ثُمَّ حياة داخلية إن فكرة الأثر تسبق، في مسيرة تطور العقل، فكرة السبب الداخلي للأثر. يفضّل الإنسان أن يُقيَّمَ عاليًا لما هو ليس عليه من أن يُقيَّمَ نصف عال لما هو عليه بالفعل. تلك هي الغطرسة. الخصال الكونية للبشرية تقوم في كل إنسان، مع اختلاف في درجاتها من شخص إلى آخر ولهذا فكل إنسان يكون إما معتدا بنفسه وإما مغرورا إلى هذه الدرجة أو تلك. الاعتداد بالنفس في حد ذاته خجول وعابر أما الغرور فوقح ومتسلط. الشخص الذي يكون واثقا من نفسه في أنه سيفوز أو ينتصر (مهما كان على خطأ) لا يمكن أن يخاف الخوف، حين لا يكون عارضا مرضيًا متجذرًا في الجهاز العصبي ليس أكثر من حاجة إلى الثقة في أنفسنا لمواجهة الخطر. ** العاطفة العظيمة تتسم بالأنانية إلى درجة كبيرة. إنها تمتص دم الروح بحيث تجف اليد وتبرد فلا تقدر على الكتابة. ثلاثة أنواع من العاطفة تنتج شعرًا عظيمًا شعرًا عظيما - العاطفة القوية ولكن السريعة التي تقتنص بمجرد عبورها ولكن ليس قبل انقضائها العاطفة القوية والعميقة التي يجري تذكرها بعد انقضائها بوقت طويل. العاطفة المزيفة أي العاطفة التي يخلقها الذهن أساس الفن يقوم في الإخلاص المستبطن وليس في عدم الإخلاص.
**
هو (الفنان) قد لا يكون ذكيا ولكن عليه أن يكون مثقفًا. الفن هو ثقفنة الإحساس من خلال التعبير. الثقفنة تتم في وعبر ومن خلال التعبير نفسه. هذا هو السبب في أن الفنانين الكبار بمن فيهم الفنانين الكبار في الأدب الذي هو أكثر الفنون ثقفنة هم في الغالب غير أذكياء.
**
فن ترجمة الشعر
الشعر هو انطباع ذهني أو فكرة شعورية تنقل إلى الآخرين عبر الإيقاع. هذا الإيقاع هو أمران في أمر واحد، مثل الوجهين، المقعر والمحدب، للصفحة الواحدة إنه مؤلف من إيقاعين، لفظي أو موسيقي، وبصري أو صوري، مما يتألفان داخليًا. ترجمة القصيدة تقتضي أن تتألف بالمطلق مع: ١- الفكرة أو العاطفة التي تشكل القصيدة. ٢- الإيقاع اللفظي الذي يُعَبّر عن تلك الفكرة أو العاطفة من خلاله. يجب أن تنسجم نسبيا مع الإيقاع الداخلي أو اللفظي محتفظة بالصور نفسها حيثما استطاعت ولكن بنوعية الصور دوما. أنا استندت إلى هذا المعيار في ترجمتي لقصيدتي إدجار" ألن "بو" " أنابيل لي" و"أولالوم"، اللتين ترجمتهما إلى اللغة البرتغالية لا بسبب أهمية حقيقتهما الباطنية بل لأنهما كانتا تحديًا كبيرًا للمترجمين.
**
الفنان الحقيقي هو نقطة قوة دينامية. الفنان المزيف أو الأرسطوي هو مجرد جهاز تحويلي مصمم لكي لا يقوم بما يتعدى تحويل التيار المستمر لحساسيته الخاصة إلى تيارات دورية لذكاء منفصل عنه.
**
يقظة المدينة
يقظة المدينة، سيان أكانت مغلفة بالضباب. أولا، تشدني أكثر مما يفعل الفجر حين يشع على المروج في الريف. صحيح أن الفجر متجددأكثر، وفيه الكثير من الأمل، إذ بدلا من أن تبدو الأشياء وكأنها تنزلق يأتي أولا الضوء القاتم، ثم الضوء الضبابي، ثم أخيرا، الضوء الذهبي البراق. وثمة الأعشاب، ظلال الأجَمَة، أشجار النخيل التي تشبه أوراقها أكف الأيادي، الشمس وهي تنشر أشعتها على النوافذ والحيطان والسقوف، الصباح مُتخمًا بالكثير من الاحتمالات. شروق الشمس في الريف يبعث السعادة في نفسي. ولكن شروق الشمس في المدينة يجعلني سعيدا وكثيبًا في آن. وهذا هو السبب في أنه يشدني أكثر. نعم، الأمل العظيم الذي يكمن فيه يُزوّدني، مثل الآمال كلها، بتلك اللذة البعيدة التي أشتاق إليها كثيرًا للإحساس بأنني غير موجود. لأن الصباح في الريف وجود الصباح في المدينة وعد الأول، يفتح الطريق للعيش الثاني، يفتح الطريق للعقل. وسوف أظل دومًا أشعر ، مثل تلك الأرواح العظيمة الملعونة، بأن التفكير أهم من العيش.
١٠ - ١١ من سبتمبر أيلول، ۱۹۳۱
**
- أنا أركب عربة الترام الكهربائي
أنا أركب عربة الترام الكهربائي وأمعن النظر، كما أفعل دومًا، بكل التفاصيل للركاب الذين يمرون من أمامي. بالنسبة لي التفاصيل هي أشياء، أصوات، عبارات ثوب تلك الفتاة التي مرت من أمامي، هو عبارة عن القماش الذي خيط منه والجهد الذي صرف لصنعه، على الرغم من أنني أراه ثوبًا وليس سلعة، والنقوش الخفيفة التي تطوق دائرة العنق تنفصل عني لتبرز بوصفها خيوطا حريرية طرزت بها تلك الدائرة والعمل الذي تطلبه ذلك التطريز وسرعان ما تلوح أمامي، مثل مواضيع في الاقتصاد السياسي، المصانع والعمال: المصنع الذي صنع فيه الثوب، المصنع الذي صنعت فيه الخيوط الحريرية والخيوط الداكنة التي استعملت لتثبيت النقوش الصغيرة القريبة من العنق، وأرى أقسام المصنع، الآلات، العمال الخياطين، ثم تتجه عيناي إلى الداخل لترى المكاتب والموظفين الذين يحاولون أن يحافظوا على رباطة جأشهم، وأستكشف التكاليف في دفتر الحسابات، وليس هذا وحسب، أرى كيف يعيش الناس الذين يقضون حياتهم في هذه المصانع والمكاتب. ينكشف العالم كله فقط لأنني أرى أمام عيني حول ذلك العنق، الذي لا أرى جانبه الآخر لأرى أي وجه يسكن فيه، درزة خضراء غير منتظمة على ثوب أخضر فاتح.
- الحياة الاجتماعية كلها تمتد أمام عيني.
إلى جانب هذا، أغرق في حالات الشغف، في أسرار الروح، لكل أولئك الذين يعملون من أجل أن ترتدي هذه الفتاة الواقفة أمامي في الترام ثوبا يلف عنقها نقش مطرز بدرزات دائرية خضراء داكنة على قماش أخضر فاتح. يصيبني الذهول. مقاعد الترام المصنوعة من عيدان القش القوية والمتداخلة، تحملني إلى أماكن بعيدة، تظهر فيها المعامل والعمال وبيوت العمال وحياتهم وواقعهم وكل شيء. أغادر الترام ، منها وناعسًا. لقد عشت حياة كاملة.
**
أن نعرف كيف نحشر أنفسنا دومًا بين ذواتنا والأشياء هو أعلى درجات الحكمة والحصافة. يجب أن تكون شخصيتنا عميقة الغور لا يمكن سبرها، حتى بالنسبة لأنفسنا، وعليه فإن واجبنا هو أن نحلم دومًا وأن نحشر ذواتنا في أحلامنا بحيث يصير من المستحيل أن نبدي آراء عن أنفسنا.
** كل عاطفة صادقة هي خيانة للعقل لأن العاطفة لا تناسب العقل. ولهذا ليس ثمة تعبير صادق للعاطفة. أن تعبر عن نفسك هو أن تقول ما لا تشعر به.
يوميات بيسوا .. عن الحياة والفن .. شذرات تعبر عن حالات فكرية كثيرة تناسب أحوال كثيرة نمر بها .. خاصة فصول "يوميات" و "مدهوش أبدًا".. ❞ لطالما بدا لي أمرًا نافلًا أن ننظر إلى الحياة كما لو كانت واديًا للدموع. ❝