ما العمل لكي نظفر بابتسامة الأسلاف العنيدة؟ أن نرهف السمع للمستقبل في ندائهم، يقول البعض. أن ننفصل عنهم ليكون اتصالنا اتصال الأنداد لا الأشياع، يردد البعض الآخر أن تُحفزهـم على الانخراط في احتفال المعرفة المرحة، في رقصة الفكر، يقترح طرف ثالث.
ـ الآلهة لا تبتسم لمن يهمل القدماء: تبدي الآلهة تبرمًا من الذين لا يلتفتون إلى القديم، تفصح عن غيظها إزاء انكفائهم المريب على ذواتهم، تبدي استنكارها تجاه من لا يؤرقهم "هوان الآباء والأجداد". الآلهة في هـذا المشهد القاتم تنازل عـن شرطها: "عليك ألا تلتف"، لتأتي بشرط بديل: " وأن تعبر في عالم يضج بنداءات تصمّ أذنيك، التفت صوب الهسيس الذي يرسله الأسلاف كي تستحق مجالستهم". إن كل قارئ لقديم الثقافة اليوم، يقـف ضداً على النسيان أمام قبور الموتى ليضع إكليل الورد وينصرف بتواضع وخجل. يغدو كل جهد تأويلي في إيقاظ الموتى (وجعل أصدائهم تمتد ضد الفناء) طقس استحضار سحري يجعلهم معاصرين لنا بشكل أو بآخر.
استمتعت بالكتاب أيما استمتاع أولا لأنه جاء من صلب تخصصي فكأنه أنعش ذهني و أيقظه بأفكار قديمة و جديدة أيضا لأن أسلوب الكاتب جعلني منغمسة مع الكتاب بطريقة خيالية فكنت أقرأ و أهز رأسي موافقة و أقطب جبيني معترضة و أفتح فمي منبهرة. الكتاب كله كان ممتعا بالنسبة لي لكن أكثر الأفكار التي شدت انتباهي كانت كالتالي: قضية التحقيب للأدب و كيف انتقد الكاتب الطريقة المعتمدة و أنها تحقيب خارجي للأدب لا يراعي تغيراته بل يعتمد على التغيرات السياسية و التاريخية، و كذلك فكرة أهمية التركيز و اعطاء أهمية للأحاديث الشعرية مثلما نبدي اهتماما بالقصائد الشعرية، و أيضا الأسباب التي افترض أنها جعلت قيس بن الملوح يبوح بحبه عبر القصائد رغم معرفته عاقبة ذلك، و أخيرا الفكرة التي خصص لها الفصل الأخير و هو أطول فصل في الكتاب و الذي قارن فيه بين عقلية الجندي و عقلية الكشاف. أظن أن الكتاب يحتاج لأن يذيل بأمثلة مع كل فكرة و كل قضية تمنيت لو أن الكاتب أدرج أمثلة لتحقيبات زمنية مغايرة للتحقيب المعتمد للأدب و لم لا أن يقترح تحقيبا آخر من عنده، كما لاحظت أن الكتاب به بعض التكرار رغم أنه لم يزعجني كثيرا و لكن أظن أن الكتاب كان في غنى عنه.
يتحدث هذا الكتاب عن الأدب العربي وخصوصا القديم منه
وجدت الكتاب ممل وسخيف وعليه أكثر مما له علي سبيل المثال :
أولاً : الكتاب مليء بالحذلقات اللغوية والإعادة والتكرار في الفكرة في نفس الفصل دون إضافة معلومة وتعزيز للفكرة وإنما فقط اعادة ما قيل بتراكيب مختلفة.
ثانياً : الكتاب اسلوبه تقريري بحت ينقصه سوق الأمثال لتوضيح المراد وهذا نقص وعيب من وجهة نظري أفقر الكتاب جمالياً ومضموناً
ثالثاً : الكتاب مسرف في الكلام المرسل وسوق الافكار والاستنتاجات التي هي من بنات افكار الكاتب ودون تبيان المقدمات التي بنى عليها الكاتب استنتاجاته
رابعاً : رغم تمتع الكاتب بلغة عربية خاصة به ، إلا أني وجدت اسلوبه ممل
خامساً : الكتاب لا يعطي معلومة ولا يثري عقل ولم أجد مغزى من الكتاب عندما توقفت عنه.
———— ملاحظة : قرأت نصف الكتاب فقط ووجدت أنه لا ضير من ابداء رأيي حيث ان الكاتب في مقدمة الكتاب (التي ليست بمقدمة حسب كلامه ) قال بما معناه : بأن هذا الكتاب بالامكان قراءته دون مراعاة التسلسل وكل فصل فيه غير مرتبط بالآخر لا موضوعاً ولا تسلسلاً .
شدني عنوان الكتاب وموضوعه: مناقشة الأدب العربي القديم بأفكار جديدة، لكن الكتاب خيّب آمالي ليس لعيب أو نقص فيه، ولكن الزوايا التي تناولها ومقدار العمق فيها هي أمور تشبعت منها دراسةً كوني طالبة آداب لغة عربية، فلم يكن الجديد علي كثيراً بل العكس تماماً كأنه إحدى مقررات الجامعة، لكنني استطيع أن أتخيل أن أي قارئ بعيد عن المجال كان ليستمتع بالكتاب أيما ما متعة ويضيف له الشيء الكثير، خاصة أن لغته جميلة وتعبيراته لطيفة وأخاذة، وطريقة التناول مرتبة بإيجاز غير مخل، قراءته سريعة وأنا تفسي استمتعت به رغم كل شيء.
من أول ما قرأت الكتاب وأنا أشم رائحة الحكي المغاربي، هذا الحكي المحكك، والعبارة القشيبة في اللبوس الجديد.
القارئ المتمكن يميّز الكاتب من تجاويف عباراته، ونحوت كلماته، ويعلم أنه ينتمي إلى القطر الفلاني.
لقد وقعت عيني على هذا الكتاب في معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، وكان اختيارا موفقا؛ لأني عشت بمعيته أياما جميلة، وكنت أطيل في القراءة حتى لا ينتهي تلذذي بالكتاب.
في بعض الأحيان وأنا أقلّب الصفحات، كنت أعارض المؤلف في بعض الآراء، ولكني واصلت المسير في القراءة، وإذ بي في نهاية المطاف، أميل لا شعوريا إلى اختيارات المؤلف، وآرائه؛ لأنه لم يقودنا لها بالسيف، وإنما بالفكر والحجة الحسنة، ولما طال مدى الكتاب كنت أرى سعة المؤلف، وحسن بيانه، وصفاء فكرته، وقوة حججه، وإذا بالرجل صاحب منهج يدور بهذا المنهج مع كل الأفكار دورانا يستحيل معه إلا الموافقة.
ولقد أعجبني كثيرا ما قاله عن "الآخر كمنعش أدبي" إذ مدح الترجمة بوصفها "إنجادا" لأدبنا؛ لأنه بفضل الترجمة انتقلت الثقافة العربية من ثقافة أحادية الجنس (الشعر) إلى ثقافة متعددة الأجناس الأدبية (القصة والرواية والمسرح).
ثم تحدث عن "تحقيب الأدب" وقال أنه تحقيب سياسي للأدب أو هو تأريخ حضاريّ للأدب، وليس تحقيبا أدبيا للأدب أو تأريخا داخليا للأدب، واتفق معه، على أني تمنيت لو ذكر تحقيب الرافعي لأني أعتقد أنه مختلف عن سائر التحقيبات على ما أظن.
وقد أشار إلى نقطة مهمة عن "الأحاديث الشعرية" والمقصود هي الأحاديث التي تجري تحت الهواء، والكلام الذي يجري في الكواليس والمقصود بالضبط: هي كل ما ورد عن شعرائنا قديما من قول وفعل، الأقوال والأفعال التي ترتبط بالممارسة الشعرية إنتاجا وتذوقا.
وفعلا لو كان هناك اهتماما كبيرا وشرحا لهذه الأحاديث لتغيّر أدبنا العربي، إذ كل الشروحات الموجودة لدينا هي شرح للقصائد، وليست شروحات لهذه "الأحاديث الشعرية".
والعجيب أن المؤلف اختار العلاج لنهوض الأدب العربي من مرقده، والعلاج هو "فن المقامة" وقد استفاض لماذا هذا الاختيار، على أني أتوقف عند هذا الرأي طويلا.
ولقد ابتسمت عندما قال الافتراض الثاني في سبب جهر قيس بن الملوح بحبه ليلى وقال: (المجاهرة بالعشق هي من أعراض الاعتلال النفسي والاختلال الوجداني، فإصرار قيس بن الملوح على الدعاية العاطفية علما أن مجنون ليلى غير جاهل بأعراف القبيلة، وبالتالي بالعقوبات التي تسلط على متلبّس بجُنحة (العشق العلني) هو دليل على أن هذا الشاعر هو شخصية مازوخية. وهذا النوع من الشخصيات كما هو متداول في علم النفس يتلذذ بتعذيب الذات، بل يجترح على الدوام مسالك أخرى لجلد الذات الذي ينقلب إلى مُشْرَبّ للذة ومنبع للمتعة).
وإني أشكره كثير الشكر عن مدافعته عن أبي نواس الشاعر المظلوم، وأظن أن هناك من كتب عن الشاعر بمقالة بعنوان (أبو نواس المفترى عليه) وهناك من كتب مدافعا عنه (أبو نواس عند العامة).
وجميل جدا التفنيد الذي فنّده عن سبب تسمية المتنبي بهذا الاسم.
وأما الفصل الأخير فصل (الأديب العربي من عقلية الجندي إلى عقلية الكشاف) فهذا فصل بديع رائع متوقد الحرارة، جميل في نتيجته التي وصل إليها، وهو من أعظم فصول الكتاب.
وبالجملة فهذا الكتاب هو حوار عقلاني، وجدال صحي في قضايا كثيرة تخص أدبنا العربي، وليس المقصود من هذا الكتاب ومن مثيلاته أن نقبل كل ما فيه، أو نرده كله، المقصد -في ظني- هو رمي حجرة كبيرة في بركة النقد الآسنة لفترة طويلة.
حينما انتهيت من الكتاب، ودّعت صديقا عزيزا جميلا رائعا، لا أظن أني سألتقي بمثله في الأيام القادمة إلا نادرا.
الكتاب من القطع المتوسط يقع في 184 صفحة، من إصدارات دار جدل، الصادر في عام 2012.
الاسم والغلاف عجبوني وجذبوا انتباهي، موضوع الكتاب ونظرته للأدب العربي كانت جديدة بالنسبة ليا في كل المقالات غالبا معادا شهريار وألف ليلة وليلة، اللغة قوية ومناسبة للحديث عن التراث بس حسيت بالاعادة في كذا مقال، برده استنتاجات كتير حسيت إنها آراء الكاتب ودي شئ معنديش معاه مشكلة لو قدمله تبريرات كويسة-وده مكانش بيحصل دايما-،غير إنه كان ناقصه أمثلة في كل مقال عن النوع الأدبي اللي كان بيتحدث عنه الكاتب.
كتاب هو الأوّلُ من نوعه في قراءاتي، جاءَ مُخالفاً لجميع افكاري وتصوراتي عن التراث العربي ادباً وشعراً ونثراً، فكأني أقراُ بنظارةٍ جديدة البسُها لأول مرة، لكنّه -والحق اقول- فتحَ لي آفاقاً جديدة وروىً لم أتخيل يوما أنها موجودة في عقل احدٍ من العالمين، مع هذا لهُ بعض الأفكار الغريبة او المتطرفة نوعا ما التي تكون بلا مقدمات منطقيّة او تحليلاتٍ يقينيّة يرتكز عليها الكاتب للوصول إلى نتائجة.
كتاب البديهيات، لكن هذه ليست المشكلة. المشكلة أن الكتاب مليء بالتكرار والإطناب بحيث أن الفقرة تتكرر ٣ مرات متتالية في نفس الصفحة لكن بصياغة مختلفة، وكأني اقرأ المسودة. فكرة الكتاب جيدة إلا أنه يحتاج إلى تحرير جذري والتقليل من الحذلقة وال��ستعراض اللغوي.